[center]اللهم صلي على محمد وآل محمد
أخلاقيات النبي في الحياة[/center]
كان من صفات النبي المصطفى (ص): أنه لا يجلسُ ولا يقوم إلا على ذكر الله عزّ وجل.. فالذكر مكتنفٌ حركته وقيامه.. ومن صفاته (ص) أنه كان يَحذْر الناس ويحترس منهم.. فالنبي (ص) لا يدعونا إلى البساطةِ والبلاهة، والحملِ على الأحسن بشكلٍ مطلق، فهو يَحْذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحدٍ بِشْرَه ولا خُلقه.. وإذا كان يعيش حالة الحذر من إنسان، فإنه لا يحاول أن يبدي ذلك من خلال أسارير وجهه المباركة.. بل يحاول أن يُظهر للآخرين المظهر الجميل، لئلا يظن أحدٌ ظناً سيئاً بذلك الشخص.
ومن صفاته صلوات الله وسلامه عليه، أنه كان يتفقد أصحابه مخافة أن يغفلوا أو يميلوا.. فعلى المؤمن أن ينظر من خلال ما لديه من أرقام هواتف المؤمنين، مَنْ يمكن أن يدخل عليه السرور بكلمة واحدة، أو يفرج عنه.. فعندما يتصل به متفقداً لأحواله، لا يطلبه للدنيا ولا لغير ذلك، فإن ذلك الشخص سيدرك أن اتصاله معه كان قُربةً إلى الله عزّ وجل، فيقوم بشكره على هذه المكالمة التي لم يرِدْ منها إلا وجه الله عزّ وجل.. فكم تقع موقعاً جميلاً!.. وخاصةً مَن كان يعيش في قلبه بعض المشاعر السلبية تجاه هذا المتكلم.. فهل تأسينا بهذه الصفة؟..
كذلك من صفات النبي (ص)، أنه كان عندما يجلس يعطي كلَّ جلسائه نصيبهم.. فعندما كان يتحدث مع القوم، لا يركز على إنسان دون آخر، لئلا يكون ظالماً حتى في نظراته.. وعندما كان يجلس مع المسلمين، فإن كل مسلمٍ جليس كان يعتقد بأنه أقرب الناس إلى المصطفى (ص).. فكان لا يحسب أحدٌ من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه.. ومَن سأله حاجة لم يرجِع إلا بها أو بميسورٍ من القول، كما في الحديث: (...أكرم السائل ببذلٍ يسيرٍ، أو بردٍّ جميلٍ).
وكان (ص) دائم البِشر، سهل الخُلق، لينَ الجانِب، ليس بفَظ ولا صَخابٍ ولا فحاش، ويكفي وصفُ رب العالمين في هذا المجال: {وإنك لعلى خلقٍ عظيم}.. فمن أراد أن يكون مصفطوياً ونبوياً في أخلاقه، مُحمدياً في سيرته، فليحاول أن يجعل حياته كلها تطبيقاً عملياً لحركة النبي (ص) وسيرته.. وليراجع المؤمن كتاب سُننن النبي للعلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان، ليرى بأن النبي (ص) في كل شأن من شئون الحياة كان له موقف، وكانت له سُنة، فليستن بهذه السنة.
وقد قيل للصادق (ع): كيف نصلي على محمد وآله؟.. قال (ع): تقولون: (صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته).. فقيل: فما ثواب مَن صلّى على النبي وآله بهذه الصلاة؟.. قال: (الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته أمه!..).. ولا غرابة في ذلك، فإن ربُّ العالمين يعتق رقاباً من النار، ببركة التوسل والإلتفات وإرسال الصلوات إلى النبي وآله.