الملك المفدى والشعب العميل

حسن عبد راضي
الحمد لله أنْ ظهرت الحقيقة أخيراً .. والحمد لله الذي أخزى الشعب الذي ظهر أنه متآمر على الملك البحريني منذ ثلاثين عاماً!!، والذي سيُلاحقه الملك قانونياً بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، وهي التهمة التي عقوبتها الإعدام، ومن المرجح أن ينال الشعب جزاءه العادل ويُعدم!! وما دام النفط موجوداً فليس صعباً أن نلفق للملك شعباً آخر نجمعه من دول مختلفة، لكن شريطة أن يكون من لون مذهبي واحد لنخلص مليكنا المفدى من وجع الرأس.
ولا أدري كيف فاتت مبارك ومن قبله بن علي هذه الحكمة المباركة، ولماذا لم يقولوا إن الشعب المصري أو التونسي يتلقى أموالاً من إيران من أجل الإطاحة بهم؟! ولماذا فاتهم أن يقولوا إن شباب الفيسبوك إنما كانوا "يتخابرون" مع جهاز اطلاعات الإيراني الذي يقف وراء المظاهرات والاحتجاجات التي أطاحت بهم، ليتمكنوا من فعل أي شيء وقتل الشعب كله بدم بارد!؟
إنني أوصي الزعماء الذين لم يأت عليهم الدور بَعدُ بهذه الوصية، فهي الدواء الأنجع من كل قوات مكافحة الشغب ومن كل القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والحي، ومن كل الأكاذيب الإعلامية الأخرى: لا تخطئوا خطأ القذافي الذي خوّف الغرب بالقاعدة، فهذه الخدعة صارت قديمة ومعروفة، بل قولوا إن مؤامرة إيرانية وراء شعوبكم وستسكت عنكم دول الغرب، وسيغض مجلس الأمن بصره عن المذابح التي قد ترتكبونها، وسيصرح السياسيون الأمريكيون بأن هذا شأن داخلي وأن ثمة معاهدات واتفاقيات تخول أياً منكم أن يفعل ما يشاء بشعبه.
الحمد لله الذي كفى الملك مؤونة استقدام مرتزقة من أفريقيا، إذ كفته قوات درع الجزيرة هذا الأمر، وتمكنت تلك القوات الظافرة أن تقمع هذا الشعب العميل في اليوم التالي لوصولها، ومع ذلك يصرح مليكنا والمسؤولون في الحكومة بأن هذه القوات لم تمسّ المواطنين ولن تفعل، وقد يطرح المرء تساؤلاً بريئاً: كيف تمكنت إذن نفس القوات البحرينية المسكينة "وحدها" من إسكات أصوات المحتجين في ساعات وهي التي لم تتمكن من ذلك طوال أسابيع؟

كما يمكن للمرء الذي يعيش في عصر "عولمة الديمقراطية والحرية" أن يفكر في أولئك الذين قـُتلوا على رؤوس الأشهاد، وصوَّرتهم كاميرات التلفزيون أو الهواتف النقالة، هل تلقوا أموالاً إيرانية مقابل أن يموتوا تلك الميتات البشعة؟ أم أن مطالب "غير مشروعة" بالحرية والحقوق المدنية هي التي حركتهم وساقتهم إلى ذلك المصير؟! وهل قتلهم مُباح في الأعراف الدولية ما دامت حكومتهم تدعي أنهم عملاء؟ أليست كل الحكومات والأنظمة قالت ذلك بحق من ثاروا عليها؟ فلماذا بحق الله صدّقنا أولئك ونـُكذب هؤلاء.. !!!

» العراق ينتفض والشعب يريد اصلاح النظام الفاسد
» العميل طوم دانيال الذي خدع القاعدة في العراق
» العميل طوم دانيال الذي خدع القاعدة في العراق
» الملك و الوزير
» دجاج الملك