المغول واعتناقهم للدين الاسلامي

السلام عليكم

تاريخ المغول المسلمين يتبادر إلى ذهن الكثير من الناس عند

ذكر التتار أو المغول جميع الصفات التي لا تمت للإنسانية

بصلة، من وحشية وقسوة وإبادة وقضاء على الأخضر واليابس؛ وذلك لما

بدر منهم في البداية، عندما اجتاحوا العالم الإسلامي بجيوشهم

الجرارة حتى ظن الكثير من الناس في ذلك الوقت أن نهاية

المسلمين قد بدأت، وأن الفناء في انتظارهم، وكتب الكثير من

علماء المسلمين ومؤرخيهم يرثون العالم الإسلامي عاجزين عن الوصف والتعبير عما

يعود أصلهم إلى صحراء غوبي بأطراف بلاد الصين الشمالية، وهم

قبائل رعوية تعبد الأوثان والكواكب وتسجد للشمس عند شروقها،

وتنتشر عندهم ديانة يطلق عليها الشامانية ويقدسون أرواح

الأجداد ويقدمون القرابين للحيوانات المفترسة.

المغول بدءوا يدخلون في الإسلام بعد خمسة وثلاثين عامًا من

دخولهم ديار المسلمين, بل لم يمض نصف قرن على دخولهم ديار

المسلمين إلا وأصبحت الغالبية العظمى منهم مسلمين وأعز الله

بالكثير منهم الإسلام، وفتحوا الكثير من البلاد وثبتوا بها

أقدام المسلمين لفترة كبيرة من الزمن، بل حارب الكثير منهم

أبناء جلدته في سبيل الإسلام.

وإسهامهم في زيادة الرقعة الإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل, ولم

يتكرر حتى الآن، وفي إدخال الإسلام إلى الكثير من البلاد التي لم

يطأها المسلمون قبلهم, وتأثيرهم فيها برغم المحاولات المستمرة

من أعداء الإسلام لإبادتهم والقضاء عليهم, والتي ذاقوا فيها

الأمرين وما زالوا حتى الآن يعيشون آلامها, ولكنهم يتحملون

ويتمسكون بدينهم

ومن أسباب التعتيم الكبير على تاريخهم أنهم ذابوا في

المجتمعات الإسلامية التي حكموها وأصبحوا من أهلها، كما أن

دولتهم الكبيرة تفتتت إلى دول (خانات) كثيرة, وكانت الحروب

بينها لا تنقطع, فلم يظهروا بعد إسلامهم كيدٍ واحدة وحتى عندما

استطاع تيمورلنك أن يضم أجزاء كثيرة من بلاد المغول ما زادها

إلا تفتتًا وتمزيقًا.

بدأت دعوة الإسلام تنتشر فجأة في هذا الشعب، ويتحقق على أيدي

دعاة الإسلام ما لم يتحقق بالأسنة والرماح، وبطش السلاطين

والملوك، وبدأ الإسلام يتسرب في نفوس أعدائه، ويأخذ بمجامع

قلوبهم، إن خضوع هذا الشعب الذي قهر المسلمين أمام الإسلام من

أغرب الوقائع والأحداث في التاريخ، فإن هجوم التتر على العالم

الإسلامي كالجراد المنتشر، وإخضاع العالم الإسلامي كله، ليس من

الغريب المدهش كما يبدو في الظاهر، فإن عالم الإسلام في القرن

السابع كان بدوره مصابًا بتلك الأمراض والأسقام، التي تلحق الأمم

عامة في أوج حضارتها وشوكتها، وبالعكس من التتر، ذلك الشعب

القوى الأبي الذي نشأ على حياة البداوة، والهمجية والضراوة،

ولكن الغريب المدهش أن هذا الشعب خضع للمسلمين. المفتوحين

المقهورين، واعتنق دينهم في أوج قوته، وذروة سلطانه، ذلك

الدين الذي فقد كثيرًا من سلطانه السياسي والمادي آنذاك،"

وكان أتباعه موضع سخرية واحتقار في نظر التتار.

في العراق استطاع العلامة حسن المطهر الحلي بقدرته

الفائقة وعلميته وبما وهبه الله من طاقة فكرية عملاقة ومن قوة

علمية قادرة تبدد الظلام إلى نور، صد الموجة الطاغية

التترية.. واستطاع التأثير على قادة المغول باعتناق الدين

الإسلامي والتشيع فأسلم على يديه أبناء هولاكو وكبار قادة

جيشهم، وتغيرت نظرة المغول وشعورهم تجاه الإسلام وأمته ،

وبعضهم حسن إسلامه ، وكان أولهم إسلاماً أحمد بن هولاكو

( ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )

بسبب حكمة علماء الحوزة في ذلك الوقت العصيب من تاريخ الامة استطاعوا ترويض الغزاةالجبابرة وكسبهم للدين الاسلامي الحنيف

وتغيرت نظرة المغول وشعورهم تجاه الإسلام وأمته

وكان الجزء الأصعب فيه عطف أذهان ملوك المغول وقلوبهم من

الوثنية الى الإسلام ، وتبديل تعطشهم الى الدماء والتدمير

والسيطرة ، الى حب الهدوء والتقوى ! بجهود مستمرة من رجال الدين وبتوفيق من الله

ذاب الجيش المغولي مع ابناء الشعب تزاوجوا وتكاثروا

وحسنت سيرتهم

وهذا الحديث ينطبق في كل الدول التي اخذها المغول وسيطروا عليها

سبحان الله بعد ان كانوا غزاة اصبحوا رعايا

الحمد لله رب العالمين

رب ضارة نافعة

المنقب
‏٧‏ ساعات ·
معركة نهر (كالكا)
جرت أحداث معركة نهر (كالكا) في 31 من مايس 1223 على إثر نهاية واحدة من أطول المطاردات على مر التاريخ، التي قام من خلالها الجيش المغولي بقيادة اثنين من جنرالات (جنكيز خان)، وهما (سابوتاي) و(جيبي)، باستدراج قوة تفوقهم عددا من الروس والكومان نحو مطاردتهم عبر منطقة السهوب على مئات الكيلومترات، قبل أن يستدير المغول أخيرا ويقضوا على مطارديهم على حين غرة.
بعد غزو (جنكيز خان) للإمبراطورية الخوارزمية، نال الجنرالان (سوبوتاي) و(جيبي)، اللذان كانا قد طاردا وهزما قائد الإمبراطورية الفارسية وقتلاه في نهاية المطاف في جزيرة على بحر قزوين، الإذن من (جنكيز خان) من أجل إجراء بعثة استطلاعية عسكرية ناحية الغرب، ومع قوة بلغ عددها 20 ألف رجل أغاروا على إيران، ثم اتجهوا ناحية القوقاز، قبل العودة إلى منغوليا عن طريق السهوب شمال بحر قزوين.
في طريقهم نحو العودة، التقى الجنرالان بالكومان الرحّل فأغاروا عليهم وهزموهم، غير أن قائدهم الخان فرّ بحياته واتجه نحو قبائل (روس) في كييف وأقعنهم بمساعدته على قتال المغول الغزاة. جمع الروس والناجون من الكومان جيشا يبلغ تعداده 80 ألف رجل تحت قيادة (ميستيسلاف الثالث) من (كييف) و(ميستيسلاف الجريء) من (غاليش). التحم الجيشان مع الجيوش التي تحرس مؤخرة الجيش المغولي وتمكنا من هزيمتها، وهنا قرر (سوبوتاي) و(جيبي) تنفيذ خدعتهما واستدراج خصومهما نحو كمين.
تظاهر المغول بالذعر والارتباك على إثر هزيمة الكتائب التي تحرس مؤخرة جيشهم، وعمدوا إلى التظاهر بالانسحاب، ثم قادوا مطارديهم في مطاردة طويلة جدا —لعلها الأطول في التاريخ— التي دامت تسعة أيام، خلالها فقد مطاردوهم تناسقهم وانضباطهم وصاروا شاردين في تشكيلة صف طويل. أخيراً، في اليوم التاسع، نصب (سوبوتاي) و(جيبي) كمينهما، فعبرا أولا نهر (كالكا) ثم أخفيا قواتهما وجنودهما بالقرب من الضفة الأخرى.
عندما بدأت الجيوش المطاردة تعبر النهر، انتظر المغول حتى وصل معظمهم إلى الجانب الذي كانوا موجودين فيه، قبل أن يقفزوا عليهم مطلقين هجومات سريعة وآنية ومفاجئة. تسببت هذه الهجومات الشرسة والقوية من طرف عدو اعتقدوه انهزم وفر منذ وقت طويل في إرباك الروس والكومان مما جعلهم ينهزمون بسرعة كبيرة.
أحاط المغول بخصومهم المرتبكين وقضوا عليهم حرفيا، فقتلوا تقريباً 75 ألفا من أصل 80 ألف جندياً الذين كانوا يطاردونهم. فرّ (ميستيسلاف الجريء) من ساحة المعركة، بينما تمكن (مسيتسيلاف الثالث) من الوصول إلى معسكر محصّن على (دنيبر)، حيث أحاط به المغول هناك، وفي نهاية المطاف سلّم نفسه مقابل وعد بعدم التعرض له ومنحه عبوراً آمنا لمنطقته، غير أن المغول حنثوا بوعدهم بالطبع وذبحوا رجاله وأعدموه.
Hassan Al Modhefer

لمحات تاريخية
‏٨‏ ساعات ·
كتب التأريخ الأوربية تخبرنا بأن هولاكو كان يتمتع بحب بين جنوده وبقوة شخصية وبكونه يكون دائما في أول المهاجمين وبجيش منضبط بأوامر حديدية. لكني أورد هنا حوار دار بين هولاكو والمستعصم بالله ينكره كتاب العرب بفعل الخوف من السلطان أو الشعور بالعار القومي دون أن يكون درسا للطغاة.!!!
سجن هولاكو الخليفة المستعصم بالله في أحد غرف قصره التي سكنها هولاكو الذي وزع جواريه هدايا على قواد جيشه....جاع المستعصم بالله فطلب طعاما من الحرس ....جلب له هولاكو بنفسه طبقا مملوء بالذهب وامره أن يأكل ...ضحك الخليفة وقال :
الخليفة : كيف يؤكل الذهب ؟
هولاكو : اذا كنت تعرف ان الذهب لايؤكل فلماذا أحتفظت به ولم توزعه على جندك وشعبك ليحولوه الى سيوف ورماح ويمنعوا غزوي لبغداد وتهديم اسوارها الحصينة ؟
الخليفة : أن ذلك هو من أرادة الله .
هولاكو : اذن غزوي لبغداد واسقاط حكمك هو من ارادة الله ايضا.
ترك هولاكو طبق الذهب وخرج ... وبقي الخليفة يصارع الجوع ..الى ان مات جائعا أمام أطباق الذهب .!!
هولاكو سمح للناس وللجند أن يستبيحوا ممتلكات الوزراء والأمراء وكل الأغنياء من أهل البلد وهكذا أيقظ شهوة الغزو العربية فنهب الناس ماعودهم عليه خلفائهم حين يسمحون لهم بنهب وزير غضب عليه الخليفة أو عائلة البرامكة رغم احسانهم للناس أنذاك, وهي مقارنة تأريخية تقتضي الحكمة الوقوف عندها حين غزا الجيش الأمريكي بغداد فقد شاهدنا بأم أعيننا الفقراء او مانسميهم بالغوغاء يسرقون دوائر ومؤسسات دولتهم لاأيام معدودة وهم فرحين بنشوة غبية ثم يؤدون صلاتهم خاشعين الى الله وطالبين الرحمة والمغفرة وربما في سرهم دوام السرقة.!
أن حكاية قذف هولاكو للكتب العلمية في نهر دجلة بحيث اصبح النهر أزرقا لكثرة الكتب التي نزفت حبرها فيه , هذه الحكاية كذبها الكتاب والمؤرخين العرب , لكن أكدها كتاب الغرب, لأن هولاكو لم يرمي في النهر سوى كتب الشعراء والخطباء وكتاب السيرة الشخصية ومدوني جلسات الخليفة و وحسابات الجند والمرتزقة وكتب دواوين بيت المال والجواري والغلمان وغيرها في حين أحتفظ بكل الكتب العلمية والحضارية التي تحدثت عن الطب والصيدلة والفلك والنجوم والهندسة والفلسفة لتباع الى أوربا بمايوازي وزنها ذهبا ولتستيقظ أوربا على حضارة بغداد بعد العصور المظلمة ولنعود نحن عبيد ثانية بين حكم السلاطين , لم يرمي هولاكو غير قذارة وعاظ السلاطين لسلطانهم لأنها تحمل النفاق والكذب , هولاكو كان محاطا بمستشارين اذكياء ومنهم علماء مسلمين جلبهم من أذربيجان وغيرها , ولم يكن دكتاتورا في الرأي ابدا وذلك ماجلب له النصر في الحروب أعتمادة على المشورة الصادقة .
للأسف أن أساتذة جامعة ومثقفين وموظفين وصحفين لهم علاقة بالتأريخ يصدقون هذه الأكذوبة التي تروج لها الصهيونية العالمية ومؤسسات أخرى بأن العرب أنتهت حضارتهم في نهر دجلة حين قذف هولاكو بالنهر كتبهم الحضارية , التأريخ لم يخبرنا ان هولاكو أحرق كتبا في ساحة عامة أوجلد وقتل عالما ورجل دين مثلما حدت الى أبن حنبل وللحلاج وغيرهم.
أن أوربا والعالم يشهد أن الحضارة العربية قامت على أساسها حضارة أوربية بدليل لازالت تماثيل العظماء من العلماء العرب قائمة عند مداخل الجامعات بل ومراجعهم تؤكد ذلك , بل ويحتفظون بمخططات لم يرمها هولاكو في النهر الى يومنا هذا .
_ مخطوطه تبين حصار بغداد .
#صلاح

طارق حرب خبير قانوني ومحام
٢ س ·
السلطان الجايتو حفيد هولاكو حبا بغداد بقضاء الشتاء فيها وأسس معمل سلطاني فيها وجعلها قاعده لحملته على الشام واستدعى اربعة الاف من صناع بغداد بأهليهم لبناء( الجنه) قصره في عاصمة ملكه
—————-———————————

الجايتو حفيد هولاكو السلطان السادس من سلاطين الدوله الايلخانيه دولة هولاكو التي قضت على الدوله العباسيه وجعلت بغداد احدى مدنها تولى السلطه من سنة ١٣٠٣ الى سنة ١٣١٦ بعد وفاة اخيه السلطان السابق غازان وقد حبا السلطان الجايتو بغداد بموضع ازكى فلقد كان يقضي فصل الشتاء اعتياداً ببغداد اي ان بغداد كانت بمثابة عاصمة دولة هولاكو في فصل الشتاء حيث كان شتاء بغداد اقل برودة من مدينة السلطانيه عاصمة الدوله الايلخانيه ويقضي فصل الصيف في مدينة ملكه مدينة السلطانيه وتقع في شمال بلاد فارس وكانت له آراء متنوعه في الدين ففي بداية حياته جرى تعميده مسيحياً وسمى نفسه( نيقولاس) وبعدها اعتنق الاسلام وذكر البعض ان السبب في اعتناقه الاسلام هو اغراء من أحد زوجاته وأصبح إسمه محمد وكذلك فانه كما يذكر التاريخ تنقل بين المذاهب السنيه والمذهب الشيعي وانتهى الى المذهب الشيعي وكاد خلال ذلك يرتد عن الاسلام كلياً بسبب ضغط قومه المغول عليه وقد سبب ذلك هياجاً ببغداد وأصبح لبغداد شأن كبير في أيامه فكانت بغداد قاعده لحملة له على الشام وبغداد هيأت آلية الحصار على المدن التي يهاجمها في الشام وعمد السلطان أولجايتو الى تأسيس معمل سلطاني ببغداد تشجيعاً للصناعه البغداديه وجعل على ادارة هذا المعمل أميراً وتاجراً من أهل بغداد يدعى( علي شاه) وكانت بغداد ترسل الهدايا الفاخره الى السلطان وممن أشتهر ببغداد في هذا العهد راقصه لقبها(كبيرل كولوب) أي ربيع الحياة التي اهدت الى السلطان الجايتو قارباً رائعاً ينساب في دجله وقد زين شراعه بالنجوم وفيه اريكة سدلت عليها ستارة بيضاء وكان فيه أيضاً مرقص ونافوره وذكر الموءرخ حسن الأربلي ان السلطان بنى في عاصمة ملكه( السلطانيه) بيتاً لطيفاً وسماه(الجنه) او ( الفردوس) وقد استدعى السلطان من بغداد أربعة الآف من الصناع وأرباب الصنايع البديعه والاعمال الدقيقه فذهبوا بأهليهم من بغداد الى مدينة السلطانيه حيث استخدمهم السلطان للتعمير وقد ابدع البغداديون وشاركهم في ذلك صناع مدينة تبريز كما يقول صاحبي كتاب الدر المكنون وكتاب عقد الجمان ان مدينة السلطانيه كملت عمارتها سنة ١٣١١ م ونزل بها السلطان الجايتو وقد بنوا له بيتاً لطيفاً بني بلبن الذهب والفضه وأنشأ بأزاءه بستان فيه أشجار الذهب بثمر اللوءلوء والفصوص وأجري فيه اللبن والعسل انهاراً وأسكن فيه الغلمان والجواري تشبيهاً له بالجنه، وقد وصف الموءرخون ( الجنه) اي القصر الذي بناه المبدعون البغداديون وغيرهم ممن اشترك معهم في البناء بقولهم( أتخذ بيت الجنه لبنة من ذهب ولبنة من فضة وطول هذا البيت خمسة أذرع بذرائع النجار والارتفاع عشره وطول اللبنه شبر وعرضها اصبعان وأجرى في وسطه أربعة أنهار نهر من لبن ونهر من عسل ونهر من خمر ونهر من ماء وجعل فيه خمسة اشجار طول كل شجرة ثلاثة أذرع مصنوعه هي وثمارها أصلها من ذهب وثمارها من نفيس الجواهر واللوءلوء وجعل في هذا القصر من البنات الحسان المختارات من سائر مملكة المغول اثنتين وأربعين بنتاً وأضاف اليهم من الغلمان الفائقين في الجمال اثنتين وأربعين غلاماً وكان يلبسهم القماش الرفيع الخاص ويأمرهم السلطان فيلعبون بين يديه بالنرد والشطرنج وتارة يتصارعون وتارة يرمون بالنشاب وتارة يسبحون وتارة يتهارشون ويقبل بعضهم بعضاً وتارة يغنون بين يديه بأنواع الملاهي ويرقصون رقصاً عجيباً فمن أعجبه منهم في شيء من هذه الحالات جذبه اليه وقضى منه وطره كما يقول العزاوي
في كتابه بين احتلالين وتروي كتب التاريخ ان حفيد هولاكو السلطان الجايتو كان كثير العبث بالغلمان الحسان وبالطرب وبلغ من شدة ميله الى الصور الحسان انه كان أي من رآها من محارمه وأعجبته تزوجها وأي من سمع بها أخذها من زوجها وأي من سمع به من أولاد الناس أخذه يفعل ذلك في سائر بلاده طوعا
أو كرهاً ويتمتع به وكان يحب افعال المصارعين والملاكمين ويلعب بالقرد والدي ومن يتمسخر. وقيل انه مات مسموما وان الذي اغتاله أمير من إمرائه يسمى ( دقماق) وان الباعث على القتل انه بلغ الامير ان السلطان عشق امرأته وتولع بها فأتفق مع امرأته على اغتيال السلطان بالسم وبه كان مماته ولما تولى ابنه السلطان أبو سعيد الحكم وأعلموه بسبب موت ابيه فقتل الامير وزوجته لدسهم السم. وختاماً قال البعض انه تسمى بأسم محمد( خدا بندا) اي محمد عبد الله وقال الاخرون ان اسمه( خرا بندا) وفي كلمة ( خرا) معان منها الحمار بسبب انه ولد جميلاً فوضع له ابوه واسمه اسماً قبيحاً لئلا تصيبه العين وآخرون لا يفرقون فيقول ابن الوردي في تاريخه ( في سنة ٧١٦ هج وصلت الاخبار بموت خرا بنده واسمه خدا بنده) وهذا يذكرنا بمحلة ( خره بندا) في الكراده.

مسجد بيبي خانوم

مسجد تاريخي يقع في سمرقند ويعد أحد أشهر معالم أوزبكستان.

وانتهى بناءه سنة 1403 م وسمي على اسم زوجة تيمورلنك.

ويبلغ ارتفاع قبته 40 م وكانت تعتبر أكبر قبة في العالم الإسلامي.

طارق حرب خبير قانوني ومحام
‏٢٣ مارس‏، الساعة ‏٦:١٧ م‏ ·
هولاكو وأولاده لا تخلوا فترة حكمهم لبغداد من بناء مدارس جديده كمدارس البكري والعاقولي والسكرچي والمعصمتيه وغيرها مع استمرار مدرستي المستنصريه والنظاميه بأفضل من العهد العباسي
—————————————
هولاكو خان الذي أقام الدوله الايلخانيه التي حكمت بغداد من سنة 1258 الى سنة 1337م حيث كانت الدولة الثانيه التي حكمت بغداد بعد الدوله العباسيه بعد أن فتح بغداد بحيوشه بقى لمدة أربعين يوماً فقط ثم غادر بغداد بعد أن نظم ادارتها وأبقى قواوينها وألف ادارة لبغداد من رجال العهد العباسي السابق واذا كانت مدرستي بغداد المشهورتين في العهد العباسي النظاميه والمستنصريه قد استمرتا بشكل يفوق ما كانا عليه في العهد العباسي فأن فترة حكم هولاكو وابناءه ودولتهم الايلخانيه لبغداد التي استمرت لخمس وسبعين سنه لم تخلو من أنشاء مدارس وبنائها وكأن العلم والثقافه لاتريد مغادرة بغداد ومن المدارس الجديده في بغداد التي تأسست أثناء جكمها من الدوله الايلخانيه:-
المدرسه البكريه أو الاماميه نسبة الى امام الدين يحيى القزويني البكري المتوفي سنة 1300م أي زمن حفيد هولاكو السلطان غازان والذي كان صاحب ديوان بغداد أي أعلى موظف يمثل دولة هولاكو ببغداد وقد دفن في تربة مدرسته هذه بدرب فراشا وأقيم ابنه افتخار الدين في العراق مقامه ويروى ان بناء هذه المدرسه ببغداد كانت من أجل الشيخ تاج الدين علي بن أبي القاسم القزويني والشافعي حيث تولى التدريس في هذه المدرسة وولاية أوقافها حتى وفاته سنة 1330مِ زمن السلطان ابو سعيد بهادر م ومن مدارس بغدادالتي تم بنائها في عهد الدوله الايلخانيه ( هولاكو) مدرسة العاقولي وهو الشيخ جمال الدين عبد الله العاقولي التي تنسب اليه محلة العاقوليه التراثيه والتي كانت تسمى بمحلة درب الخبازين الذي توفي سنة 1327م زمن السلطان المغولي أبو سعيد بهادر من احفاد هولاكو بعد عمر قضاه في التدريس بالمدرسه المستنصريه وتولى القضاء والاوقاف ببغداد ودفن بداره التي أوقفها فأنخذت مسجداً ومدرسة بعد وفاته والوقف على شيخ وعشرة صبيان يتلقنون القرآن ولا زال مسجد العاقولي قائماً من ذلك العهد الى الآن بقبة ومنارة تغلب عليها الصخامه في البناء والرصانه.
ومن مدارس بغداد في هذه الفترة المدرسة العلائيه نسبة الى علاء الدين
علي عبد الموءمن بن كردير المعروف بالسكرچي التركستاني ويقول عنه الموءرخ ابن الفوطي الذي عاصر حكم الدوله الايلخانيه لبغداد في كتابه تلخيص معجم الالقاب واصفاً اياه( هو الذي سمت همته الى عمل المدزسه العلائيه بحضرة الجسر العتيق من مدينة السلام- بغداد- وحضر القاضي بدر الدين محمد بن علي بن ملاق الرقي ومعه جماعة من الفقهاء والرووءساء وهي في موضع حسن وكان وضع أساس المدرسه العلائيه يوم الاحد رابع وعشرين رجب سنة ثلاث وتسعين وستمائه - أي سنة 1293 هج زمن السلطان كيخاتو خان حفيد هولاكو - ووضع الملبن على الباب بعدها ذبحوا بقره تصدقوا بلحمها على الفقراء) وقال أيضاً ( المدرسه الشاطئيه الراكبه على الجسر العتيق المحاذي لمدرسة الشيخ ضياء الدين أبي النجيب السهروردي) ولما كانت مدرسة السهروردي قريب نهر دجله قريب من القشله فالمدرسه العلائيه في هذه المنطقه وانها كانت للفقه الحنفي. ومن مدارس بغداد زمن الدوله الايلخانيه المدرسه العصمتيه نسبة الى عصمة الدين الشاهلبني الأيوبيه زوجة أحمد ولي عهد المستعصم بالله التي خلف عليها بعد قتل زوجها علاء الدين عطا ملك الجويني الذي تولى ادارة بغداد نيابة عن الدوله الابلخانيه من سنة 1259 الى سنة 1264م وقد تكامل بناء المدرسه سنة 1272م زمن السلطان أبافا خان ابن هولاكو ومكانها مدينة الاعظميه الحاليه بالقرب من قبر ام رابعه هناك التي هي ابنة احمد بن الخليفه المستعصم وقد تكاملت عمارة المدرسه في هذا التاريخ ووقفتها على المذاهب الاربعه وبنت الى جانبها تربة لها ورباطاً للمتصوفه وجعلت الاشراف الى قاضي قضاة بغداد.
ومن مدارس بغداد التي تم بنائها في فترة الدوله الايلخانيه مدرسة بهاء الدين عبد الوعاب المعروف بأبن قاضي داقوق الذي ذكره الموءرخ ابن الفوطي ووصفه بأنه من الاكابر والاعيان وهو الذي أنشأ مدرسه بباب الازج اي باب الشيخ وأتمها أخوه بهاء الدين وكانت له خيرات داره وعليه رسوم للفقراء والقراء وكان حسن السيره جميل المعامله وكانت وفاته عام 664هج رمن السلطان أبا قا خان ابن هولاكو ودفن بدار القرآن التي أنشأها مقابل المدرسه وهناك بهاء الدين شخصية أخرى ببغدادوهو من فقهاء الحنفيه بالمستنصريه وشيخ دار القرآن المجاوره لمدرسة بهاء الدين بن قاضي داقوق بباب الازج وكان ذا مال وجاه ببغداد ويبدو ان مكان المدرسه كان بين ساحة السنك الحاليه ونهر دجله تحت جسر وكانت وفاته سنة 1289م زمن السلطان أرغون حفيد هولاكو .
ومن المدارس التي تم انشائها ببغداد زمن الدوله الايلخانيه المدرسه الغزانيه أو الرشيديه التي أنشأها الوزير رشيد الدين فضل الله الهمداني بباب الظفريه شرقي بغداد في موضع يعرف بالغزاني كما يعرف من ابن الفوطي حيث يذكر من جملة فقهاء هذه المدرسه عماد الدين علي بن فخر الدين الحسين بن علي الواسطي حيث كان يدرس في المدرسه سنة 1313م زمن السلطان الجايتو محمد خدا بندا.
ومن المدارس التي بنيت ببغداد في العهد الايلخاني مدرسة مجد الدين محمد بن الأثير وهو من غير بني الاثير المشهورين وكان احد حكام بغداد قتل سنة 1287م زمن السلطان آرغون حفيد هولاكو الذي فوض البه والى عز الدين الاربلي أمر بغداد وخلع عليهما الامير أروق ثم أنقلب عليهما وتم عزلهم بعد ذلك لمحاسبتهم ومطالبتهم بالاموال ثم أمر بقتلهم فقتلوا وحملت جثة ابن الاثير الى بغداد ودفن في تربة له في مدرسته.ا

ارق حرب خبير قانوني ومحام
٨ س ·
بغداد في عهد حفيد هولاكو السلطان الجايتو بين راقصة أهدته قارباً وبين الشيخه فاطمه الفقيه العالمه واحدة عصرها وفريدة دهرها وبين نساء تتقدم على الرجال وبين الآمدي
——————

السلطان المغولي الجايتو حفيد هولاكوخان

وهو الحاكم الثامن من ذرية هولاكو خان حبا بغداد بكثير من مآثره واصبح لبغداد شأن كبير في فترة حكمه فممن زار بغداد في فترة حكم هذا السلطان الايلخاني والتي استمرت من سنة ١٣٠٣م الى سنة ١٣١٦م الراهب(أودوريك) الذي كتب ملاحظاً ان من عادة النساء ببغداد أن يتقدمن على الرجال وان كان يوءكد على أن لا حظوة للنساء وكن يرتدين ما يماثل الدروع تصل الى الركبتين بأردان طويله فضفاضه تكاد تكنس الارض كنساً وعليهن سراويل تصل الى الاقدام وهن حواف وشعورهن غير منظومه في جدائل أو ظفائر ولكنها مرسله وممن اشتهر في بغداد في هذا العهد راقصه عرفت بلقبها( كيبول كولوب) أي ربيع الحياة وتزوجت هذه الراقصه من موظف كبير في بغداد وأهدت الى السلطان ( الجايتو) قارباً رائعاً ينساب في نهر دجله وقد زين شراعه بالنجوم وفيه أريكه أسدلت عليها ستاره ببضاء وكان في القارب مرقص وتافوره كما يقول ريچارد كوك في كتابه بغداد مدينة السلام وفي عهد هذا السلطان حدثت حوادث كثيره ببغداد منها توفي محدث بغداد أبا بكر أحمد بن علي بن عبد الله القلانسي البغدادي الحنبلي الذي سمع الكثير وتفقه وكتب الكثير بالخط الجيد المتقن ودفن في مقبرة باب حرب وحدث حريق في الجانب الغربي اي الكرخ جاء على بعض الدور والمتاجر والاسواق وسبب اضراراً كبيره وتوفي ببغداد ايضاً العلامه نصير الدين ابي بكر عبد الله عمر بن أبي الرضا الشافعي الفقيه العالم بالللغه والادب وكان جيد المناظره سكن بغداد ومات فيها ودرس بالمدرسه المستنصريه وغيرها من مدارس بغداد ومن علماء هذه الفتره ايضاً رشيد الدين ابي عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر البغدادي الحنبلي المقريء المحدث الصوفي الكاتب الذي كان عالماً صالحاً من محاسن البغداديين واعيانهم الذي توفي ودفن في مقبرة الامام احمد بن حنبل سنة ١٣٠٨م وقد فاض نهر دجله فيضاناً هائلاً تسبب في غرق محلات كثيره في الجانب الشرقي نهاية شهر نيسان سنة ١٣٠٩م وبعد ذلك بسنه وصلت اسراب كثيره من الجراد أكلت ما صادفته من مزروعات وغلات وعاثت في الارض فساداً ومن علماء هذه الفتره نجم الدين ابي بكر عبد الله بن ابي السعادات محمد الانباري المقريء خطيب جامع المنصور وشيخ المدرسه المستنصريه بعد ابن الطبال توفي ببغداد في شهر رمضان سنة ١٣١١م وفي السنه نفسها توفيت ست الملوك فاطمه ابنة علي بن ابي البدر الذي روت كتابي الدارمي وعبد بن حميد ومن علماء فنرة حكم السلطان الايلخاني الجايتو ايضاً شمس الدين ابي عبد الله محمد بن احمد ابي نصر الدباهي البغدادي الحنبلي الذي توفي في نفس السنه التي توفي فيها الطبيب علاء الدين بن محمد بن الحسن السعدي البخاري الذي استوطن بغداد وكانت وفاتهما سنة ١٣١٢م وبعد ذلك بسنه ظهر وباء الطاعون ببغداد قادماً من الشرق ولم تسلم منه عائله من العوائل البغداديه فقد فتك بالجميع واتبع بعد الطاعون بسنه هطلت في بغداد امطار غزيره جداً سببت هدم بعض الدور القديمه على من فيها لثلاثة ايام متواصله بلياليها ومن اعلام هذه الفتره ببغداد العلامه ( الآمدي) اي من مدينة آمد ديار بكر جنوب تركيا وسكن بغداد وتوفي فيها سنة ١٣١٥ م وهو علي بن احمد بن يوسف بن الخضر اول من صنع الحروف البارزه صنف كتباً منها جواهر التبصير في علم التعبير وتوفيت الشيخه الفقيه العالمه فاطمه ابنة عباس ابي الفتح كانت تفتي وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر واحدة عصرها وفريدة دهرها جليلة القدر وافرة العلم سنة ١٣١٥ م وآخر سنة من حكم السلطان الجايتو انخفضت درجات الحراره انخفاضاً شديداً حيث تجمدت المياه في السواقي والبرك ودامت عدة ايام قبل ان تذوب وفي هذا العهد كان من علماء واعلام بغداد سيف الدين المنطقي الحنفي الذي برع بالمنطق لكنه ترك بغداد وارتحل الى القاهره وابو سعد عبد الله بن محمد بن نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي ومنهم ابن البطال شيخ المدرسه المستنصريه الذي مات ببغداد سنة ١٣٠٧ م ومنهم عبد الغفار البندنيجي البغدادي الذي توفي سنة ١٣٠٨م وتوفي في السنه التي تلي ( شحنة بغداد) أُذينه التتري المحمود السيره وفيها توفي ايضاً ابراهيم ابن ابي الحسن بن صدقه البغدادي المخرمي الذي روى الكثير ومنهم محمد بن علي الساوجي العجمي كان من الكبار وانشأ ببغداد جامعاً قتله السلطان الجايتو وايضاً العالمه هدية ابنة علي عسكر البغداديه الصالحه التي روت الكثير توفيت سنة ١٣١٢م ومنهم محمد بن احمد بن شبل الحريري البغدادي الذي نشأ ببغداد وتفقه لمالك وأفتى ودرس ومنهم عبد الله بن علي الكازروني ثم البغدادي الشافعي الذي تفقه وكان اديباً لغوياً بارع الخط يكتب الكوفي وكان متصوفاً توفي سنة ١٣١٤م ومنهم سنجر البغدادي الطبيب الذي ولي المستنصريه ببغداد ومنهم الامام الشيخ أصيل الدين محمد الطوسي البغدادي الذي تولى نيابة السلطنه ببغداد وتوفي سنة ١٣١٥م.

· رد · 16 س
طارق حرب خبير قانوني ومحام
أمس الساعة ‏١٠:١٥ ص‏ ·
عاصر هولاكو واربع سلاطين مغول لم يتفوق عليه احد في الموسيقى وكان الأهم فيمن كتب بالموسيقى و سيد في فن الخط ومبتكر المدرسه المنهجيه في علم الموسيقى هو ابن بغداد صفي الدين الآرموي البغدادي
—————-———————————هو صفي الدين عبد الموءمن بن يوسف بن فاخر الآرموي البغدادي في ولادته يذكر حسين علي محفوظ انه ولد ببغداد وقال غيره انه ورد بغداد صبياً وأتى فقيهاً في المدرسه المستنصريه على المذهب الشافعي ايام الخليفه العباسي المستنصر وهو الخليفه ما قبل الخليفه الاخير في الدوله العباسيه وكانت ولادته عام ٦١٣ هج اي زمن الخليفه العباسي الناصر لدين الله فهو عاصر حكم بغداد من هذا الخليفه والخلفاء الثلاثه الذين بعده قبل دخول هولاكو وقيام دولته الايلخانيه والخلفاء العباسيين الذين عاصرهم هم الناصر والظاهر والمستنصر والمستعصم وحتى عام ٦٥٦ هج سنة ١٢٥٨م حيث قضى هولاكو على حكم الدوله العباسيه لبغداد وبدأ حكم الدوله الايلخانيه حيث عاصر الارموي البغدادي السلطان هولاكو خان واربعة من اولاده هم السلطان أباقا خان والسلطان تكودار خان المسمى احمد والسلطان آرغون والسلطان كيخاتو خان واختلف عباس العزاوي في كتابه بين احتلالين فقال توفي الارموي البغدادي سنة ١٣٢٣م اي ان وفاته كانت زمن السلطان ابو سعيد بهادر خان وهذا بعيد اذ لوحسبنا عدد السنوات لكان عمره اكثر من مائة سنه وقال اخرون توفي صفي الدين الإرموي البغدادي سنة ١٢٩٤ هج زمن السلطان كيخاتو خان حيث يكون عمره قريب من ثمانين سنه وهو الاصح. كان الارموي البغدادي من احسن العلماء في الموسيقى ومن أشهر وأمهر العازفين على العود وهو من اهم ممن كتب في علم الموسيقى منذ عصر ابن سينا وهو مبتكر المدرسه المنهجيه في علم الموسيقى العربيه وقد أقتبس منه جميع من أنى بعده تقريباً كما ألف كثيراً من الشروح والكتب على نظرياته كما يقول هنري فارمر في كتابه الموسيقى العربيه وكان ذا ثقافه موسيقيه واسعه وانه اشتهر خاصة في الموسيقى وحسن الخط بحيث لم يتفوق عليه احد منذ عصر اسحاق الموصلي نديم الخليفه العباسي الرشيد كما يقول بن تغري بردي صاحب كتاب النجوم الزاهره كما يوضع في الخط في صف سادة الفن من امثال عظماء الخط العربي بن مقله الوزير وياقوت المستعصمي فقد كان استاذ المستعصمي في الخط ويقول الدكتور ناجي معروف ان العلماء في الموسيقى الشيرازي والآملي واللاذقي يركعون امام دقة صفي الدين الآرموي البغدادي ويوءكد الكثيرون انه خالف الموسيقيين اليونانيين والفرس في نظرية السلم الموسيقي. ومن التجديدات التي اضافها الآرموي البغدادي الى الموسيقى العربيه انه اوجد سلماً موسيقياً ذا ( ١٨) نغمه محصوره بينها (١٧) بعداً غير متساوياً يختلف عن السلالم الموسيقيه وهو اول من استخدم الحروف الأبجديه وسمى بها نغمات السلم الموسيقي وهو اول من ذكر اسماء للأدوار والأوزان وهو اول من ذكر اسم( أواز)اي صوت مما يتفرع من نغمين وهو اول من صور الادوار على عدد نغمات السلم الموسيقي واول من وزع ابيات الشعر على النوته الموسيقيه واول من اطلق على البعد الطنيني حرف الطاء وعلى بعد البقيه حرف الباء وهو اول من حدد وحصر عدد انواع ابعاد ذي الاربع وابعاد ذوي الخمس واول من وضع الدوائر الموسيقيه عددها (٨٤) دائره واول من استعمل النوته الموسيقيه من اليسار الى اليمين. واذا كان الآرموي البغدادي قد أخترع آلتين موسيقيتين هما النزهه وهي من عائلة القانون وآلة المغني وهي شبيهه بالقانون من ناحيه وتصور كالعود من ناحية أخرى فمن كتبه وموءلفاته الأدوار الذي حققه وشرحه هاشم الرجب الاعظمي والرساله الشرفيه في النسب التأليفيه وكتب اخرى تم الاشاره اليها وهي مفقوده منها الأيقاع والكافي من الشافي والعروض والقوافي والبديع . وحضر صفي الدين الآرموي البغدادي عند هولاكو بعد دخوله بغداد وغنى بحضرته فأعجب غناءه هولاكو وعزف فأعجبه عزفه كثيراً فضاعف هولاكو راتبه السنوي وجعله عشرة الآف دينار سنوياً وبعد هولاكو اتصل الآرموي البغدادي بخدمة علاء الدين وهو الذي تولى حكم بغداد من قبل هولاكو واتصل بشقيقه شمس الدين الجويني وتولى كتابة الانشاء اي الرسائل الحكوميه ببغداد وصار نديماً لهما وقبل هولاكو كان آخر خليفه عباسي المستعصم يقضي كثيراً من اوقاته بالاستماع الى موسيقى الارموي البغدادي حتى تولى الآرموي البغدادي منصب رئيس الموسيقيين في البلاط العباسي ومدير مكتب الخليفه المستعصم والصديق المقرب له لأنه كان كثير الفضائل يعرف علماً كثيراً عن العربيه وعلم التاريخ وعلم الخلاف وعلم الموسيقى ولم يكن في زمانه من يكتب المنسوب مثله واشتغل بالاداب العربيه وتجويد الخط وضرب العود فبلغ الغايه ولما غنت أشهر مغنيات بغداد( لحاظ) امام الخليفه المستعصم بلحن طيب غريب فسألها من صنع هذا للحن فقالت معلمي الارموي البغدادي فأمر بأحضاره وضرب العود بين يديه فأعجب به الخليفه وأمره بملازمة مجلسه وراتب خمسة الاف ذينار سنوياً وفي اواخر عمره غلبت عليه الديون ثم سجن وتوفي في السجن على دين قدره ثلاثمائة دينار.
٣ تعليقات

طارق حرب خبير قانوني ومحام
‏٢٣ مارس‏، الساعة ‏٦:١٧ م‏ ·
هولاكو وأولاده لا تخلوا فترة حكمهم لبغداد من بناء مدارس جديده كمدارس البكري والعاقولي والسكرچي والمعصمتيه وغيرها مع استمرار مدرستي المستنصريه والنظاميه بأفضل من العهد العباسي
—————————————
هولاكو خان الذي أقام الدوله الايلخانيه التي حكمت بغداد من سنة 1258 الى سنة 1337م حيث كانت الدولة الثانيه التي حكمت بغداد بعد الدوله العباسيه بعد أن فتح بغداد بحيوشه بقى لمدة أربعين يوماً فقط ثم غادر بغداد بعد أن نظم ادارتها وأبقى قواوينها وألف ادارة لبغداد من رجال العهد العباسي السابق واذا كانت مدرستي بغداد المشهورتين في العهد العباسي النظاميه والمستنصريه قد استمرتا بشكل يفوق ما كانا عليه في العهد العباسي فأن فترة حكم هولاكو وابناءه ودولتهم الايلخانيه لبغداد التي استمرت لخمس وسبعين سنه لم تخلو من أنشاء مدارس وبنائها وكأن العلم والثقافه لاتريد مغادرة بغداد ومن المدارس الجديده في بغداد التي تأسست أثناء جكمها من الدوله الايلخانيه:-
المدرسه البكريه أو الاماميه نسبة الى امام الدين يحيى القزويني البكري المتوفي سنة 1300م أي زمن حفيد هولاكو السلطان غازان والذي كان صاحب ديوان بغداد أي أعلى موظف يمثل دولة هولاكو ببغداد وقد دفن في تربة مدرسته هذه بدرب فراشا وأقيم ابنه افتخار الدين في العراق مقامه ويروى ان بناء هذه المدرسه ببغداد كانت من أجل الشيخ تاج الدين علي بن أبي القاسم القزويني والشافعي حيث تولى التدريس في هذه المدرسة وولاية أوقافها حتى وفاته سنة 1330مِ زمن السلطان ابو سعيد بهادر م ومن مدارس بغدادالتي تم بنائها في عهد الدوله الايلخانيه ( هولاكو) مدرسة العاقولي وهو الشيخ جمال الدين عبد الله العاقولي التي تنسب اليه محلة العاقوليه التراثيه والتي كانت تسمى بمحلة درب الخبازين الذي توفي سنة 1327م زمن السلطان المغولي أبو سعيد بهادر من احفاد هولاكو بعد عمر قضاه في التدريس بالمدرسه المستنصريه وتولى القضاء والاوقاف ببغداد ودفن بداره التي أوقفها فأنخذت مسجداً ومدرسة بعد وفاته والوقف على شيخ وعشرة صبيان يتلقنون القرآن ولا زال مسجد العاقولي قائماً من ذلك العهد الى الآن بقبة ومنارة تغلب عليها الصخامه في البناء والرصانه.
ومن مدارس بغداد في هذه الفترة المدرسة العلائيه نسبة الى علاء الدين
علي عبد الموءمن بن كردير المعروف بالسكرچي التركستاني ويقول عنه الموءرخ ابن الفوطي الذي عاصر حكم الدوله الايلخانيه لبغداد في كتابه تلخيص معجم الالقاب واصفاً اياه( هو الذي سمت همته الى عمل المدزسه العلائيه بحضرة الجسر العتيق من مدينة السلام- بغداد- وحضر القاضي بدر الدين محمد بن علي بن ملاق الرقي ومعه جماعة من الفقهاء والرووءساء وهي في موضع حسن وكان وضع أساس المدرسه العلائيه يوم الاحد رابع وعشرين رجب سنة ثلاث وتسعين وستمائه - أي سنة 1293 هج زمن السلطان كيخاتو خان حفيد هولاكو - ووضع الملبن على الباب بعدها ذبحوا بقره تصدقوا بلحمها على الفقراء) وقال أيضاً ( المدرسه الشاطئيه الراكبه على الجسر العتيق المحاذي لمدرسة الشيخ ضياء الدين أبي النجيب السهروردي) ولما كانت مدرسة السهروردي قريب نهر دجله قريب من القشله فالمدرسه العلائيه في هذه المنطقه وانها كانت للفقه الحنفي. ومن مدارس بغداد زمن الدوله الايلخانيه المدرسه العصمتيه نسبة الى عصمة الدين الشاهلبني الأيوبيه زوجة أحمد ولي عهد المستعصم بالله التي خلف عليها بعد قتل زوجها علاء الدين عطا ملك الجويني الذي تولى ادارة بغداد نيابة عن الدوله الابلخانيه من سنة 1259 الى سنة 1264م وقد تكامل بناء المدرسه سنة 1272م زمن السلطان أبافا خان ابن هولاكو ومكانها مدينة الاعظميه الحاليه بالقرب من قبر ام رابعه هناك التي هي ابنة احمد بن الخليفه المستعصم وقد تكاملت عمارة المدرسه في هذا التاريخ ووقفتها على المذاهب الاربعه وبنت الى جانبها تربة لها ورباطاً للمتصوفه وجعلت الاشراف الى قاضي قضاة بغداد.
ومن مدارس بغداد التي تم بنائها في فترة الدوله الايلخانيه مدرسة بهاء الدين عبد الوعاب المعروف بأبن قاضي داقوق الذي ذكره الموءرخ ابن الفوطي ووصفه بأنه من الاكابر والاعيان وهو الذي أنشأ مدرسه بباب الازج اي باب الشيخ وأتمها أخوه بهاء الدين وكانت له خيرات داره وعليه رسوم للفقراء والقراء وكان حسن السيره جميل المعامله وكانت وفاته عام 664هج رمن السلطان أبا قا خان ابن هولاكو ودفن بدار القرآن التي أنشأها مقابل المدرسه وهناك بهاء الدين شخصية أخرى ببغدادوهو من فقهاء الحنفيه بالمستنصريه وشيخ دار القرآن المجاوره لمدرسة بهاء الدين بن قاضي داقوق بباب الازج وكان ذا مال وجاه ببغداد ويبدو ان مكان المدرسه كان بين ساحة السنك الحاليه ونهر دجله تحت جسر وكانت وفاته سنة 1289م زمن السلطان أرغون حفيد هولاكو .
ومن المدارس التي تم انشائها ببغداد زمن الدوله الايلخانيه المدرسه الغزانيه أو الرشيديه التي أنشأها الوزير رشيد الدين فضل الله الهمداني بباب الظفريه شرقي بغداد في موضع يعرف بالغزاني كما يعرف من ابن الفوطي حيث يذكر من جملة فقهاء هذه المدرسه عماد الدين علي بن فخر الدين الحسين بن علي الواسطي حيث كان يدرس في المدرسه سنة 1313م زمن السلطان الجايتو محمد خدا بندا.
ومن المدارس التي بنيت ببغداد في العهد الايلخاني مدرسة مجد الدين محمد بن الأثير وهو من غير بني الاثير المشهورين وكان احد حكام بغداد قتل سنة 1287م زمن السلطان آرغون حفيد هولاكو الذي فوض البه والى عز الدين الاربلي أمر بغداد وخلع عليهما الامير أروق ثم أنقلب عليهما وتم عزلهم بعد ذلك لمحاسبتهم ومطالبتهم بالاموال ثم أمر بقتلهم فقتلوا وحملت جثة ابن الاثير الى بغداد ودفن في تربة له في مدرسته.ا

بركة خان.. حفيد جنكيزخان
منقذ ماتبقى من الحضارة الاسلامية

هو بركة خان بن جوجي بن جنكيزخان وابن عم هولاكو، وهو احد سبعة ابناء جوجي ( باتو ، اوردا، شيبان، بركة، جمتاي، بركجار، توقاتيمر) وكان ترتيبه الرابع ، وهو وارث زعامة القبيلة الذهبية من ابيه ، وتذكر المصادر انه تحالف مع المماليك في مصر والذين ترجع اصولهم لقبائل اتراك القبجاق من اسيا الوسطى، وكان السبب في ايقاف الزحف المغولي الى شمال افريقيا والجزيرة العربية واوربا.
فهو الذي ادخل قبيلته الذهبية الى الاسلام متحدياً الطريقة المغولية ، ومؤسس الوجود الاسلامي في بلاده، فكانت حاشيته من المسلمين قادة ومستشارين وقضاة .
بدأ مسيرته العسكرية في سن صغيرة وشارك في كثير من حملات المغول العسكرية، وتبقى اكبر نقطة فارقة في حياته حكمه للقبيلة الذهبية بين عامي 1257و 1266 وكانت واحدة من اقوى ولايات الامبراطورية المغولية.
بعد ان انهارت دولة خوارزم على يد المغول كلياً ، اتخذ جوجي خان والد بركة من الاميرة رسالة بنت السلطان علاء الدين خوارزم شاه زوجة له ، وهي السبب في اسلامه مع رواية اخرى انه اسلم على يد القوافل التي تأتي من المسلمين وتعرف على اخلاقهم.
تركت هذه المرأة اثرها عليه وعلى اخيه الاكبر باتو فكانا في دفاع دائم عن المسلمين.
كان هولاكو وهو ابن عم بركة وزعيم الدولة الاليخانية ، و التي كانت ولاية شبه مستقلة داخل الامبراطورية المغولية.
عندما علم بركة بنوايا هولاكو غزو بغداد ، طلب من اخيه باتو مراسلة هولاكو وثنيه باعتبار ان الخليفة المستعصم صديقه.
رضخ هولاكو لرغبة باتو وأخر هجومه على عاصمة الخلافة العباسية ، ولكن بعد وفاة باتو عام 1255 بدأ هولاكو حملاته الدموية من بلاد فارس عام 1256 فاسقط كل الدول في طريقه، وفي عام 1258 دمر هولاكو بغداد وقتل المستعصم مسدداً اقوى ضربة للعالم الاسلامي.
بعدها توجهت جيوشه غربا لاسقاط الايوبيين في دمشق،بمساعدة ممالك جورجيا وارمينيا الصغرى ، وعندها ارسل مبعوثه الى السلطان سيف الدين قطز ، سلطان المماليك برسالته المشهورة بالتهديد والوعيد.
غضب السلطان قطز من نبرة الخطاب ، فجهز جيشاً من مصر لمجابهة المغول ، ومن الصدف التي خدمت قطز هو اضطرار هولاكو للعودة الى وطنه لترتيب البيت المغولي بعد وفاة الخان الاعظم، وكانت فرصة للمماليك فقاد السلطان قطز والظاهر ركن الدين بيبرس حملة ضد قوات المغول المتبقية وحلفائهم من الجورجيين الارمن وهزيمتها في معركة عين جالوت عام 1260م.
قرر هولاكو الانتقام من المماليك في مصر والشام بعد عودته من بلاده ورد الاعتبار لهزيمة جيشه في عين جالوت، وكانت قواته اقوى بكثير من المماليك وكان قادراً على تدمير خصومه.
وفي هذا الوقت تدخل القائد بركة خان وكتب الى خان المغول العظيم ( لقد نهب هولاكو جميع مدن المسلمين وقتل الخليفة ، وبإذن الله سوف احاسبه على هذه الدماء البريئة الكثيرة).
بالفعل لم يشن هولاكو اي هجمات اخرى على الاراضي الاسلامية، فكانت حرب بركة- هولاكو عام 1262 وهي اول حرب اهلية كبيرة في الامبراطورية المغولية، ونتج عنها نهاية هولاكو في جبال القوقاز.
حطم نوجاي احد قادة جيوش بركة خان قوات هولاكو بالقرب من نهر تيريك واجبره على التراجع.
مات هولاكو عام 1265 لينتهي عهد الارهاب الاسود على المسلمين.
توفي بركة خان بعد سنة من وفاة هولاكو وخلفه حفيد اخيه منغو تيمور الذي واصل سياسة بركة من التحالف مع المماليك ومعارضة الدولة الاليخانية.
في الفترة القصيرة التي قضاها بركة حاكماً للقبيلة الذهبية ، ترك ارثا كبيراً للمسلمين، فبينما يعتبر معظم المؤرخين معركة عين جالوت الحدث الكبير والحاسم الذي اوقف المغول، فبعضهم يرى ان هذا النصر جزئياً حيث لم يك هولاكو موجوداً ، مع ان المماليك اقل عدداً وكفاءة ، ولكن هزيمة هولاكو وقادته انجازاً عظيماً وجديراً بالثناء، ولكن التهديد بقي قائماً ولم يتم تجنبه بالكامل ، وكان لتدخل بركة خان سبباً لانقاذ المدن الاسلامية كمكة والمدينة والقدس وشمال افريقيا من قوات هولاكو وله فضل كبير في ذلك.

هل تيمورلنك شيعيٌّ أم لا؟

الجواب :

السّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته،

المُستفادُ مِن بعضِ الرواياتِ التاريخيّة أنَّ تيمورلنك كانَ مُحبّاً لأميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) ولأهلِ البيتِ (عليهم السّلام) ـ الذينَ تجبُ مودّتُهم ومحبّتُهم بنصِّ القرآنِ الكريم ـ، وكانَ مُبغِضاً لمعاويةَ بنِ أبي سفيان وابنِه يزيد لحربِهما ونصبِهما العداءَ لأهلِ البيتِ (عليهم السّلام)، ونحوِ ذلكَ من الاعتقاداتِ التي قد تُسمّى تشيّعاً بالمعنى الأعم.

ولكن لا يخفى أنَّ هذا المقدارَ من الاعتقاداتِ لا يدلُّ على كونِه إماميّاً اثني عشريّاً، بمعنى: الاعتقادِ بالإمامةِ الإلهيّةِ للأئمّةِ الاثني عشر (عليهم السلام) وخلافتِهم للنبي (صلى اللهُ عليه وآله)، والاعتقادِ بوجوبِ طاعتِهم ومتابعتِهم، والاعتقادِ بعصمتِهم، والتبرّي مِن ظالميهم وأعدائِهم، ونحوِ ذلكَ من الاعتقاداتِ التي تميّزُ الإماميّ عَن غيره.

ولم نعثر على ما يدلّ على كونِ تيمورلنك يعتقدُ بهذه العقائد، وقولهُ بمحبّةِ أهلِ البيت (عليهم السلام) والتبرّي مِن معاويةَ ويزيدَ ليسَ كافياً للقولِ بتشيّعهِ بالمعنى الأخصّ كما هوَ واضح.

وقد جاءَ في كتابِ [كيفَ ردَّ الشيعةُ غزوَ المغول ص280]: أنّ تيمورلنك وغيرَه منَ المغول ـ عدا جماعةٍ منهم كالسّلطانِ قازان ومحمّد خدابنده والشيخِ أويس وأولادِه ـ كان تشيّعُهم سياسيّاً نظريّاً، ولم يكُن عقائديّاً بأيّ درجةٍ مقبولة، وممّا يشهدُ على ضعفِ تشيّعِهم: أنّ تيمور غزا دولةَ السبداريّينَ الشيعةِ وغدرَ بمُلكِهم، كما غزا دولةَ المغولِ الإيلخانيّينَ الشيعةِ في بغداد.

وجاءَ فيهِ أيضاً: أنّ المغولَ ككلّ يحترمونَ الدينَ أيُّ دينٍ كما يُفهمُ مِن صحيفةِ شريعتِهم (الياسة)، لكنّهم لا ينظرونَ إلى الدينِ كما ينظرُ المؤمنونَ الصّادقونَ منَ الشعوبِ الأخرى، فالمغوليُّ الصّادقُ في تديّنِه خارجٌ عن القاعدةِ السائدةِ عندَهم وعن القيمِ العميقةِ التي ينشؤونَ عليها في عوائلِهم ومجتمعِهم، وهيَ المادّيّةُ والعنفُ والغرورُ القومي، ولهذا لم يتحسَّن سلوكُهم وتصرّفُهم بدخولِهم في الإسلامِ إلّا قليلاً.

وقد ذكرَ السيّدُ الأمينُ في [أعيانِ الشيعةِ ج3 ص649]: أنّه بالغَ جلُّ مَن ذكرَ تيمور منَ المؤرّخين َخصوصاً ابنُ عربشاه والقرمانيُّ في سبِّه وشتمِه ولعنِه، ووصفِه بأقبحِ الصّفاتِ، ونعتِه بأبشعِ النعّوت... ولا شكَّ أنَّ للنّحلةِ والمذهِب في ذلكَ دخلاً، فقد وقعَ في تاريخِ الإسلامِ ما هوَ مثلُ أفعالِ تيمور وأفظعُ وأشنع، ولم نرَ هؤلاءِ المؤرّخينَ تناولوا فاعليها ببعضِ ما تناولوا به هذا الرّجلَ، وأيُّ مُلكٍ تغلّبَ على بلادٍ لم يكُن تغلّبُه عليها بالقهرِ والقتلِ وسفكِ الدّماء وهتكِ الأعراضِ ونهبِ الأموالِ إلّا ما شذ.

واستشهدَ السيّدُ الأمينُ بما صنعَه السلاجقةُ لمّا تغلّبوا على بلادِ الموصل، وما حصلَ يومَ الجملِ في البصرةِ مِن قتلِ عشرةِ آلافٍ أو خمسةَ عشرَ ألفاً منَ المُسلمين، وقتلِ سبعينَ رجلاً صبراً مِن عبدِ القيسِ في وقتِ الهُدنة، ونتفِ لحيةِ عثمانَ بنِ حنيفٍ الأنصاري وحاجبيه وأشفارِ عينيه بعدَ الأمان، وقتلِ بسرٍ بنِ أرطأة الصّحابي ألوفاً منَ المُسلمينَ على غيرِ ذنبٍ وذبحِ ابني عُبيدِ الله بنِ العبّاسِ وهُما طفلانِ صغيرانِ تحتَ ذيلِ أمّهما فذهبَ عقلها، وإرسالِ معاوية بعضَ أصحابِ حجرٍ بنِ عدي إلى زيادٍ بنِ سُميّة وأمرِه بدفنِه حيّاً، وقتلِ المسلمينَ لسيّدِ الشهداءِ (عليه السّلام) وأهلِ بيتِه وأصحابِه في كربلاء، والتمثيلِ بهم والسّير برؤوسِهم وسبيّ نسائِهم مِن بلدٍ إلى بلد، ومحاصرةِ المدينةِ يومَ الحرّةِ وقتلِ أهلِها قتلاً عامّاً وإباحتِها للجيشِ ثلاثةَ أيّام، وتسليطِ عبدِ الملكِ بنِ مروان الحجّاجَ على المُسلمين يقتلُ وينهبُ ويسلبُ ويعاقبُ بأفظعِ العقوباتِ حتّى غزا مكّةَ وضربَ البيتَ الحرامَ بالمنجنيق، وغير ذلك.

ثمّ قال: وإنَّ الأفعالَ المارَّ ذكرُها فرّقَت كلمةَ المُسلمين وأوقعَت بينَهم العداوةَ والضغائنَ إلى اليوم، فكانَت مِن هذهِ الجهةِ أشدَّ مِن محنةِ تيمور ، هل قالَ أحدٌ أنّها مِن أشدِّ المِحنِ والبلايا على هذهِ الأمّة؟! بل نرى اليومَ مَن يشيدُ بذكرِ مَن قتلَ الحُسينَ ومَن سلّط الحجّاجَ وأشباهَه على هذهِ الأمّةِ على المنابرِ ويذكرُ ميّزاتِه ومناقبَه ويلومُ مَن لا يتابعُه على ذلك!

نحنُ لا نقولُ أنَّ تيمور لم يكُن ظالماً فهو طاغيةٌ ظالمٌ كغيرِه منَ الظلمةِ المُتغلّبين، ولكنّنا نسألُ هؤلاءِ المؤرّخينَ لماذا إذا مرّوا بذكرِ غيرِه منَ الظلمةِ ممَّن هوَ مثله أو أكثرُ منهُ ظلماً أو أقل، وكانَت مفاسدُ ظُلمِه أضرُّ على هذه الأمّة لم يتناولوه بسبٍّ ولا شتمٍ وربّما التمسوا له العذرَ أو قالوا إنّهُ مأجورٌ وإذا مرّوا بذكرِ تيمور تناولوه بالشتمِ واللعنِ كلّما ذُكر؟! ولا شكَّ أنَّ للعصبيّةِ المذهبيّةِ دخلاً في ذلكَ، انتهى.

وزبدةُ القول: إنّ تيمورلنك كانَ طاغيةً ظالماً كغيره

منَ الظلمةِ المُتغلّبين، وانحازَ مؤرّخو العامّةِ فوصفوهُ بأبشعِ الصفاتِ وسبّوهُ ولعنوهُ لأنّه أظهرَ محبّةَ آلِ الرّسولِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) ـ التي هيَ فرضٌ إلهيٌّ بنصِّ الذكرِ الحكيم ـ، بينَما نجدُهم يتسترونَ أو يتغافلونَ أو يلتمسونَ الأعذارَ للجرائمِ التي صدرَت عن القادةِ السنيّينَ معَ أنّ جملةً منها أفظعُ وأشنعُ ممّا صدرَ عن تيمور، وأمّا تشيّعهُ بمعنى كونِه إماميّاً فلم يثبُت بطريقٍ واضحٍ.

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

نهاية فاسد

في 20 شباط 1258 أكمل هولاكو سيطرته على العراق وطلب من الخليفة المستعصم إحضار

الكنوز، فجاءه ببضعة صناديق، لكن هولاكو لم يقتنع فأجبره على إخراج المزيد، فاضطر

المستعصم لإرشاده نحو المخبأ السري لكنوز حكام بني العباس فوجدها كأنها تل من الذهب

والأموال، فقال له هولاكو: لماذا لم تستخدم هذا المال للدفاع عن حكمك وبلدك بدل قطع رواتب

الجنود؟ ولماذا لم تجهز جيشاً لملاقاتنا قبل الوصول إليك؟ فقال المستعصم: إنما هو أمر الله،

فقال هولاكو: وما سوف يجري عليك أمر الله أيضاً، ثم أمر بقتله.

ذكر رشيد الدين الهمذاني أن ما جمعه بنو العباس من الذهب والمال في خمسة قرون أخذه هولاكو في ساعة واحدة.

» تاريخ العربي الاسلامي
» مجازر ضد الشيعة على مر التاريخ الاسلامي
» الزهراء عليها السلام وماهية مواصفات الحجاب الاسلامي