توضيح  عملية حروج  الروح  عند الموت Imagesالبروفيسور "جاري شوارتز" فيزيائي مشهور من جامعة هارفارد.. ورغم أنه علماني ملحد إلا أنه أعلن مؤخراً عن إيمانه باستمرارية الحياة بعد الموت وأن الأموات يشعرون بوجودنا.. وقد توصل لهذه القناعة اعتماداً على قوانين فيزيائية ومادية بحتة.. فهناك مثلاً قانون حفظ الطاقة الذي يفيد بأن "الطاقة لا تفنى ولا تستحدث بل تتحول من شكل لآخر"، فالطاقة الكهربائية مثلاً لا تفنى أبداً بل تتحول إلى شكل مختلف من الطاقة، فهي مثلاً تتحول إلى حرارة (في السخان) وإلى حركة (في المروحة) وإلى ضوء (في المصباح).. كما أنها لا تستحدث لأنها موجودة في صميم المادة منذ بدء الخليقة ولكن يمكن أن تظهر بطريقة معاكسة (كأن نعود لاستعمال الحركة والحرارة والضوء لتوليد الكهرباء).. والإنسان بدوره مادة وطاقة وبالتالي حين يموت (يستحيل) أن يفنى أو يتلاشى بل يتحول إلى شكل مختلف من الطاقة ونوع جديد من المادة (إن جاز هنا استعمال كلمة مادة)!!



أضف لهذا أن جسم الإنسان يضم نسبة معينة من حزم الفوتونات (وهي جسيمات دقيقة تشكل بنية الضوء وكافة الأشعة المعروفة).. وهذه الفوتونات لا تفنى أبداً بل تنطلق من مكان لآخر بشكل "حزم" لا يمكن تقسيمها أو تجزئتها (فهي إما أن تنطلق كلها أو تبقى كلها).. وهذا يعني أنها تخرج من جسم الإنسان (حين يتوفى ويبرد) وتنطلق نحو الفضاء أو تندمج في أي جسم آخر كبقية من أثر أو ذاكرة من عمر!!

وخروج الفوتونات بالذات يذكرنا باعتقادات فولكلورية مشتركة تقول ان الميت - حين يموت - تصعد روحه إلى السماء وتتحول إلى نجمة حزينة تراقب أهلها.. كما تذكرنا بشهادات كثيرة يدعي فيها أهل الميت (خصوصاً بعد أول أسبوعين) برؤية طيفه أو شبحه مضيئاً!!


وفي الحقيقة لسنا بحاجة لبراهين الدكتور شوارتز لإثبات بقاء الأموات بعد وفاتهم، فهناك أحاديث كثيرة وشهادات قديمة تدل على بقاء الميت بعد وفاته واطلاعه على أحوال أهله، فقد جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم".. وصح عن عمرو بن دينار أنه قال "ما من ميت يموت إلا وهو يعلم ما يكون في أهله من بعده" وجاء عن مجاهد قوله "إن الرجل ليبشر في قبره بصلاح ولده من بعده".. كما جاء في كتاب الروح لابن القيم "رأيت عاصم الجحدري في منامي بعد موته فقلت: ألست قدء مت.. قال: بلى.. قلت: فأين أنت؟ قال: في روضة من رياض الجنة مع أصحابي نجتمع كل ليلة فنتلقى أخباركم.. قلت: أجسادكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام وإنما تتلاقى الأرواح.. قلت فهل تعلمون بزيارتنا لكم.. قال: نعم!!

والشاهد هنا هو ثبات بقاء الميت بعد وفاته وعلمه بأهله وتحوله إلى نوع من الطاقة (الله أعلم بماهيتها).. وفي حين لا نمانع (نحن) من إثبات ذلك بطريقة علمية بحتة، قوبل الاستنتاج الذي توصل إليه البروفيسور شوارتز بسخرية الوسط
العلمي في الغرب - رغم أن الرجل لم يخرج عن إطار القوانين المادية المسلَّم بها!!