باب السلام عضو في منتهى الخيال
دولة : رقم العضوية : 33 تاريخ التسجيل : 07/01/2010 الإقامة : بغداد الجنس :
المشاركات : 567 العمل/ : كاسب السٌّمعَة : 0 نقاط : 17922 الاوسمه :
| موضوع: المسخ السبت أبريل 14, 2012 6:41 pm | |
|
اللهم صل ِعلى محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
معرفة آلِ محمد برائة من النار وحب آلِ محمد جواز على الصراط والولاء لآلِ محمد امان من العذاب
خلق الله الإنسان جميلاً وعاقلاً وحراً في اختياراته وجديراً بتحمل المسؤولية والتكاليف هذا الكائن المركب من روح وجسد والذي يحظى بكرامة خاصة إلى درجة أنه أصبح مسجود الملائكة يسعى دائماً في مسار كماله ليحققه بإرادته لذا كانت مناهج القرآن الكريم تهتم بهذا الكائن العاقل وتحثّه دائماً على تزكية نفسه وتهذيبها وتطهيرها من الأمراض ومن الانحراف ومن المسخ أيضاً الذي أصاب أناساً قد ارتكبوا الآثام فدعا عليهم نبيهم فمُسخوا وتحولوا إلى قردة وخنازير يذكر ابن منظور أنّ المسخ هو تحويل صورة إلى صورة أقبح منها وفي التهذيب تحويل خلق إلى صورة أخرى فمسخه الله قرداً يمسخه وهو مسخ ومسيخ فكيف انتقل هذا الموجود إلى مصاف البهائم والحيوانات؟! وهل هذا الأمر ممكن الحدوث أم لا؟ أمام كل هذه الأسئلة لعلنا نصل في نهاية الطريق إلى الحكمة من هذا الطرح إمكانية حدوث المسخ عبر تصديق القرآن قانون العلية وتثبيته لما يخرق العادة عالجنا كيفية المسخ فهل يمسخ الإنسان جسمانياً أم روحانياً؟ وهناك بعض الشبهات التي وردت حوله *إمكانية حدوث المسخ: يعتبر تغير صورة إنسان إلى صورة أخرى، أمر خارق للعادة، ومخالف للطبيعة بيد أنّ، وجود هذه الخوارق للعادة لا هو خرق لقانون العلية والمعلولية ولا هو بخلاف العقل والقرآن الكريم يثبت ذلك من خلال أـ تصديق القرآن لقانون العلة يثبت القرآن للحوادث الطبيعية أسباباً ويصدّق قانون العلية. والمقصود بالعلّة أن يكون هناك أمر واحد، أو مجموعة أمور إذا تحققت في الطبيعة، تحقق عندها أمر آخر، نسميه معلولاً وعلى الرغم من أنّ القرآن كلام الله وأنّ الله هو خالق العلّة والمعلول فإنه مع ذلك لا يغفل عن ذكر السببية والمسببية لهذا العالم يقول الله تعالى ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيّر مَا بقومٍ حتّى يُغَيّروا مَا بأَنفُسِهِمْ﴾ فهو يبين، رغم أن كل المصاير بيد الله فإنّ الله يحمّل البشر مصايرهم، بسبب اختيارهم وتصميمهم، وعملهم. ولا يقوم بأي عمل جزافاً ثمَّ إن الله لن يغير مصير مجتمع، إلاّ إذا غيّر المجتمع ما به كأن يغير نظامه الأخلاقي، أو الاجتماعي ب ـ تثبيت القرآن لما يخرق العادة: يخبر القرآن عن عدة أمور، وحوادث تحدث بخلاف المسير العادي والجريان الطبيعي وهذه الحوادث تظهر في الآيات المعجزة التي ينسبها الله إلى عدة من الأنبياء الكرام وهذه الخوارق والأمور حتى لو أنكرتها العادة أو استبعدتها، إلاّ أنها ليست مستحيلة بذاتها بحيث يبطلها العقل، كإبطال اجتماع النقيضين أو ارتفاعهما بل هي محكومة بقانون العليّة العام لأنّها تَصرُف ما وراء الطبيعة، بالطبيعة ففي القرآن المجيد العديد من الآيات المعجزة في قصص بني إسرائيل، وغيرهم كفرق البحر وأخذ الصاعقة بني إسرائيل وإحيائهم بعد الموت ورفع الطور، ومسخ القوم كلها أمور خارقة للعادة وهكذا، وبعد القبول بإمكان وقوع المعاجز، والخوارق للعادة لا مانع عندئذ من مسخ صورة إنسان إلى كائنٍ آخر. ولا يوجد مانع أيضاً من تقبُّل مفهوم المسخ الذي صرح القرآن بوقوعه في الأمم السابقة بحيث تحول البعض إلى قردة والبعض الآخر إلى خنازير كما يقول تعالى ﴿وَجَعَل مِنهُمُ القِرَدَةَ والخَنَازِيرَ﴾ ج ـ نموذج: أشار الله تعالى في كتابه المجيد إلى جانب من جوانب وقاحة اليهود ونظرتهم الضيقة الأحادية التي دفعتهم إلى الاستهانة بكل شخص ودين يخالفهم ﴿قُلْ يا أهلَ الكتابِ هَل تَنْقمونَ مِنّا إلآ أَنَ ءامنَّا بالله ومآ أُنْزِلَ إلينَا وَمَآ أُنْزِل مِنْ قَبلُ وَأنَّ أكثَركُم فاسِقُونَ ُقُل هَل أُنبئُكُم بشَرّ منْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ الله مِن لّعَنَهُ اللهُ وَغضِبَ عَليهِ وَجَعلَ منهُمَ القِردَةَ والخنازِيرَ وعَبَد الطاغوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مكَاناً وأضَلُّ عن سَواء السَّبيل﴾ إنّ الآيتين تبيّنان العلة فإنّ اعتراض اليهود وانتقادهم للمسلمين هو أنهم يعيبون على كل إنسان طاهر اتباعه للصواب وسيره في طريق الحق ومن البديهي أنَّ المقاييس في محيط موبوء بالفساد تنقلب أحياناً، بحيث يصبح الحق باطلاً والباطل حقاً. ويصبح العمل الصالح والاعتقاد النزيه شيئاً قبيحاً بينما يعتبر كل عمل قبيح شيئاً جميلاً وهذه هي طبيعة المسخ الفكري الناتج عن الانغماس بالخطايا والذنوب. *أصحاب السبت من أشهر الأمم القديمة التي مُسخت أصحاب السبت ﴿وَسئَلهُم عَنِ القَريةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضرَةَ البَحرِ إذِ يَعدُونَ في السَّبت إذْ تأتيهم حيتَانُهُم يَومَ سبتهم شُرَّعاً وَيومَ لا يَسبتونَ لاَ تَأتيهم كَذَلكَ نَبلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفسقُونَ﴾ هم جماعة من بني إسرائيل كانوا يعيشون عند ساحل أحد البحار أمروا من جانب الله (تعالى) على سبيل الامتحان أن يعطلوا صيد الأسماك، في يوم السبت للاستراحة بيد أنَّ الأسماك كانت تظهر على سطح الماء يوم السبت وتختفي في غيره من الأيام لأنها كانت تحسّ بنوع من الأمن من ناحية الصيادين فكانت تظهر أفواجاً أفواجاً مما دفع بني إسرائيل إلى تجاوز الأمر الإلهي ومخالفته وبمخالفتهم الأوامر الإلهية، أصيبوا بعقوبة موجعة، فمُسخوا ﴿فَلَمَّا عَتَوا عن مَا نُهُوا عَنْهُ قُلنَا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خَاسئينَ﴾ وأمر كونوا، أمر تكويني، كقوله تعالى ﴿إنَّما أَمرهُ إذَا أَرادَ شَيئَاً أن يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيكُون﴾ الموضوع الأصلى من هنا: منتديات روح القطيف الثقافية http://www.ro-7.com/vb/showthread.php?p=1455572 وروي عن الحسن (عليه السلام) "أنّهم اصطادوا يوم السبت مستحلّين بعدما نهوا عنه. فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين هذا إخبار عن سرعة مسخه إياهم، لا أن هناك أمراً. ومعناه: جعلناهم قردة، كقوله: ﴿فَقَالَ لَهَا وللأرض ائتيا طَوعاً أو كَرهاً﴾(13)" وهكذا شملتهم لعنة الله، فمسخوا قردة،وخنازير فعن أبي عبد الله (عليه السلام) "في قوله الله عز وجل ﴿لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم﴾ قال: الخنازير على لسان داود، والقردة على لسان عيسى بن مريم" *كيفية المسخ: هذه الكيفية، كانت محط خلاف بين المفسرين، فبينما رأى البعض، أنّ المسخ كان روحانياً، رأى البعض الآخر أنه كان جسمانياً. أ ـ المسخ الروحاني: هذا المسخ الروحي، يحدث عندما تتسم خصائص الإنسان الأخلاقية، والنفسية بخصائص الحيوان فيصبح لا يفهم شيئاً سوى الأكل والنوم، والجنس، فلا يمكن عندئذ أن تختلف روحه، عن أرواح ذوات الأربع فالإنسان ممكن أن يتحول إلى نوع من الحيوان، أو أحطّ منه، وأقذر لقوله تعالى ﴿أُولئكَ كَالأنعَام بَل هُم أضَلّ﴾ الانقلاب في الصفات الأخلاقية، يعني ظهور صفات مثل صفات القردة أو الخنازير، في الطغاة والمنافقين مثل التوجه الشديد إلى البطنة والشهوة التي هي صفات بارزة عند هذين الحيوانين فقد تصبح جميع خصال الإنسان أشبه بخصال الخنزير فهذا يكون قد انسلخ عن إنسانيته وأصبح في الباطن وفي عين الحقيقة خنزيراً ويذكر الشهيد المطهري "أن باطنه قد مسخ وحقائق الإنسانية، أو إنسانيته، قد سلبت كلياً واستبدل بها، الصفات الحيوانية" فالناس يحشرون في القيامة على هيئة إنسان وبعضٌ على هيئة الحيوانات؛ وبعضٌ على هيئة القرود وبعضٌ على هيئة النحل، والعقارب، والنمور. وهذا معناه أنّ من كان همّه في الدنيا، إيذاء الناس، ولسعهم فسوف يحشر على صورة العقرب، على صورته الحقيقية لأن الناس يحشرون على نيّاتهم. من هنا نستنتج، أنّ هذا المسخ، والتحول، إنّما ينسجم، ويتناسب مع الأعمال التي يقوم بها الإنسان. وقيل، إنّ الله قد مسخ قلوبهم؛ بمعنى الطبع، والختم فمُسخت قلوبهم؛ أي جُعلت كقلوب القردة، لا تقبل وعظاً ولا تتقي زجراً فهم كما قال (تعالى): ﴿كمثل الحمار يحمل أسفاراً﴾ ب ـ المسخ الجسماني: وهو يحدث عندما يتغير شكل البدن، وصورته فيقول العلامة جعفر السبحاني "في المسخ لا تنفصل الروح عن البدن بل يتغير شكل البدن وصورته ليرى العاصي والمجرم نفسه في صورة القرد أو الخنزير فيتألم من ذلك وقد أشكل البعض على امتناع المسخ الجسمي بأمرين: الإشكال الأول: إنّ الإنسان هو عبارة عن هذا الهيكل والبنية المحسوسة. فإذا بطلت، وخلق في تلك الأجسام تركيب القرد، وشكله، كان ذلك إعداماً للإنسان وإيجاداً للقرد. فيرجع حاصل المسخ على هذا القول؛ إلى أنّه تعالى أعدم الأعراض التي باعتبارها كانت الأجسام إنساناً وخلق فيها الأعراض التي باعتبارها كانت قرداً وهذا ليس مسخاً، بل إيجاداً، وإعداماً فنجيب، بأنّ الإنسان ليس هو تمام هذا الهيكل فالإنسان قد يصبح سميناً، بعد أن كان هزيلاً، وبالعكس فالأجزاء إذاً متبدلة. وهذا الإنسان، هو أمر، وراء هذا الهيكل المحسوس فإمّا يكون ذلك الأمر جسماً سارياً في البدن أو جزءاً من بعض جوانب البدن، كالقلب، والدماغ فلا يوجد عندئذ امتناع، في بقاء ذلك الشيء مع تطرق التغير إلى هذا الهيكل. وهذا هو المسخ الإشكال الثاني: أنّه إذا جوّزنا المسخ الجسماني لما أمنّا في كل ما نراه قرداً، أو كلباً، أنه كان إنساناً عاقلاً فيرد الفخر الرازي، بأنّ الأمان يحصل بإجماع الأمّة وأنّ الممسوخين في الروايات، بقوا على هذه الحالة عدة أيام، ثم هلكوا. ولم يتولد منهم نسل أبداً وقد كانت القردة، والخنازير قبل ذلك وقد أشكل البعض، أنّه بعد أن يصير الإنسان قرداً لا يبقى له فهم، ولا عقل، ولا علم، فلا يعلم ما نزل به من العذاب ومجرد القردية غير مؤلم، بدليل أن القرود في حال سلامتها غير متألمة فمن أين يحصل العذاب؟ صحيح أنّ تغير الخلقة والصورة جعلها (الممسوخات) غير قادرة على النطق والأفعال الإنسانية إلاّ أنّها كانت تعرف ما أصابها من تغير الخلقة لأن الأمر الذي يكون به الإنسان إنساناً، ما زال باقياً فكانوا بذلك يدركون العذاب ويلمسون العقاب ثم لا يلزم من عدم تألم القرود الأصلية بتلك الصورة عدم تألم الإنسان الممسوخ قرداً، بتلك الصورة الغريبة ويبين السيد الطباطبائي، أنّه لو تغيرت صورة الإنسان إلى نوع آخر من أنواع الحيوان، كالقردة والخنازير فهو يكون "إنساناً خنزيراً، أو إنساناً قرداً، لا إنساناً بطلت إنسانيته فالممسوخ من الإنسان، إنسان ممسوخ، لا أنّه ممسوخ فاقد للإنسانية" -الخاتمة: إنّ ثمرة هذا البحث تكمن في إدراكنا أن الإنسان من خلال ما يقوم به إما يتصاعد إلى العلى الملكوتي حيث التدرج في معارج الكمال الإنساني وإما يتنازل إلى السُفل الحيواني ويُساق إلى مرتع البهائم، والشياطين وما حثّ القرآن الكريم البشر بالنظر في أحوال الأمم السالفة إلا من باب أنّ ظـروف مجتمع ما إذا تشابهت مع ظروف مجتمع آخر لتشابه مصيرها· فهل تجد هذه العبرة، مَنْ يحتضنها؟ وفي نهاية المطاف، يبقى سؤال واحد يرعب القلوب، ويسكب الدموع. ألا وهو إن الله مسخ بني إسرائيل؛ لاصطيادهم السمك فكيف حال من قتل أولاد الرسول (صلى الله عليه وآله) وهتك حرمته عند الله؟!
| |
|