كاظم الغيظ موسى بن جعفر ، أبو إبراهيم ، العبد الصالح ، باب الحوائج ، سيّد بغداد وكلّ الأرجاء ، وإن قيل :
" راهب بني هاشم " فالفضل ما شهدت به الأعداء ..
يابن رسول الله ! ماأشقّ المهامّ التي أوكلتها إليك رسالة القادر القدير لمّا نِئتَ بحملٍ ربّانيٍّ ثقيل أنت له أهلٌ ومحلٌّ بلا نظير .
جابهتَ الفلسفة الإغريقية - الآخذة بالانتشار آنذاك - بالحكمة والبرهان والخزين العلميّ المنير ...
غذّيتَ الأُمّة بمفاهيم الدين وقيم الحقّ المبين ، وكنت معها على تواصلٍ مستديم رغم مكوثك الطويل بزنزانات التعسّف العبّاسيّ البغيض ، فلم يقف عيسى بن جعفر ولا الفضل بن الربيع ولا السنديّ بن شاهك حائلاً دون إروائك ظمأَ الأُمّة برشفاتٍ نورانيةٍ تخترق عتم المطامير وقعر السجون.
سيّدي ! لقد خافوك وأرهبهم سرّ الولاية المحفوظ في جوانحك وجوارحك ؛ فسلبتَ من مآقيهم لذّة الوسن وأفقدْتهم طعم الاستقرار والأمن .
لم يفلح مهديّهم ولاهاديّهم ولا حتى رشيدهم في إطفاء قبساتك القدسية وفيوضاتك الغيبية ، فبقيتَ الوهج السَّنِيِّ والمشعل السرمديّ الذي يضيء الدرب ويشحذ الهمم نحو إماطة اللثام عن المبادئ الولوية السليمة وتسفيه المناهج السلطوية السقيمة .
السلام على المعذَّب في قعر السجون وظُلَم المطامير ، ذي الساق المرضوض بحَلَق القيود ، يومَ وُلِدَ ويومَ استُشهِد ويومَ يُبعَث حيّا .
بقلم: الأستاذ المحقّق كريم رسول طاهر الأنصاري.