المنقب
٣ نوفمبر،
ملكة مدغشقر رانافالونا
حكمت رانافالونا الاولى مملكة مدغشقر لمدة 33 عاماً من 1828 الى 1861 ، قالت عنها كتب التاريخ انها كانت امرأة حديدية حكمت الجزيرة بالحديد والنار واتبعت سياسات تعسفية، حتى صنفت من الكثر الملوك بطشاً وتنكيلاً.
ولدت رانافالونا الاولى عام 1788 وهي من عائلة فقيرة، وفي فترة طفولتها انقذ والدها ملك مدغشقر ، وذلك بتحذيره من محاولة اغتيال وكشفها له ، وبفضله نجا الملك من الموت ، وحتى يرد له الجميل تبنى ابنتهم رانافالونا وضمّها للعائلة الملكية.
شقت طريقها الى السلطة وتزوجت وريث العرش راداما الاول لتصبح واحدة من زوجاته الاثني عشر.
عقب وفاة زوجها عام 1828م استحوذت على الحكم بفضل دهاءها ، ونجحت في تصفية خصومها من العائلة الملكية، لتبدأ فترة الرعب والاستبداد.
اعتمدت رانافالونا الاولى طريقة تقليدية وبدائية عرفت ب (تانجينا) للتأكد من براءة الناس اثناء المحاكمات، حيث امرت ان يبلع المتهم جلود ثلاث دجاجات ، وان يتناول بعدها كمية من ثمرة شجرة تانجينا السامة، وبعدها يجبر المتهم على التقيؤ ، وفي حال عثر على الجلود الثلاثة سليمة تثبت براءته ، أما اذا كانت ناقصة فيتم اعدامه على الفور.
طبقت هذه الطريقة الغريبة للتأكد من وفاء الناس لها وعدم معارضتهم لسياستها، وهذه الطريقة تسببت في مقتل 2 % من سكان مدغشقر.
اما حكم الاعدام فاتبعت طرق قاسية تراوحت بين تقطيع الاطراف، ونشر الاجساد الى نصفين والغلي بالماء الساخن.
كما شنت حملات عسكرية دامية على المناطق البعيدة في مدغشقر لاخضاعها، كما حاربت انتشار المسيحية واتخذت اجراءات قاسية ضد الحركة المسيحية الملاغاشية، طيلة 33 سنة التي حكمت فيها البلاد، فقد امرت بتعليق عددا من المسيحيين الى اعلى جرف قبل ان تتخذ قراراً بقذفهم نحو الصخور الوعرة والمدببة عند رفضهم التخلي عن ديانتهم.
استطاعت ان تصد عدد من المحاولات الفرنسية للتدخل في البلاد، فاتجهت الى زيادة عدد الجيش وتحسين البنية التحتية لمدغشقر عن طريق تسخير ابناء مدغشقر واجبارهم على العمل في المشاريع العامة .
تراجع عدد السكان في عهدها من 5 ملايين الى 2,5 بحلول عام 1839.
اتبعت الملكة رانافالونا سياسة العُزلة والإكتفاء الذاتي، وحَدت من الروابط السياسية والاقتصادية مع القوى الأوروبية؛ رداً على الهجوم الفرنسي على مدينة فولبوينت الساحلية.
في عام 1849، فشل التحالف الفرنسي البريطاني في غزو الجزيرة، وتم قطع رأس 21 بحارًا أوروبيًا مشاركًا في الهجوم وتعليق رؤوسهم على الحراب على طول الساحل لإرهاب الغزاة.
لذلك يظن كثير من المؤرخين انه تم دس اخبار واكاذيب حول سلوك الملكة وكانت انجازاتها في البنية التحتية ومنع الحملات التبشيرية كفيلة بتشويه سمعتها والصاق التهم بها.
Hassan Al Modhefer