:
تحت عنوان : ابحاث في العقيدة
يحتل التوحيد المكانة العليا في الشرائع السماوية، فكان أول كلمة في تبليغ الرسل الدعوة إلى التوحيد ورفض الثنوية والشرك، يقول سبحانه: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت...) ولأجل ذلك يجب على الإلهي التركيز على مسألة التوحيد أكثر من غيرها، واستيفاء الكلام فيه موقوف على البحث حول أهم مراحل التوحيد، وهي:
1. التوحيد في الذات.
2. التوحيد في الصفات.
3. التوحيد في الخالقية.
4. التوحيد في الربوبية.
5. التوحيد في العبادة.
نشرع اليوم ببحث التوحيد في الذات او (التوحيد الذاتي )
التوحيد في الذات
يعني بالتوحيد في الذات أمران:
الأول أن ذاته سبحانه بسيط لا جزء له، ويسمى بأحدية الذات
والثاني أن ذاته تعالى متفرد ليس له مثل ولا نظير، ويسمى بواحدية الذات .
وقد ورد في روايات أهل البيت (ع): " أنه تعالى واحد أحدي المعنى ".
البرهان على انه ذاته تعالى بسيطة غير مركبة من اجزاء
اعلم أن التركيب على أقسام:
1. التركيب من الأجزاء العقلية فقط.
2. التركيب منهما ومن الأجزاء الخارجية كالمادة والصورة والأجزاء العنصرية.
3. التركيب من الأجزاء المقدارية كأجزاء الخط والسطح.
والمدعى أن ذاته تعالى بسيط ليس بمركب من الأجزاء مطلقا. والدليل على أنه ليس مركبا من الأجزاء الخارجية والمقدارية أنه سبحانه منزه عن الجسم والمادة كما سيوافيك البحث عنه في الصفات السلبية.
والبرهان على عدم كونه مركبا من الأجزاء العقلية هو أن واجب الوجود بالذات لا ماهية له، وما لا ماهية له ليس له أجزاء عقلية التي هي الجنس والفصل.
التوحيد الذاتي في القرآن
قال تعالى (قل هو الله احد ) اشارة الى الامر الاول / احدية الذات
وقال سبحانه (ولم يكن له كفوا احد ) اشارة الى الامر الثاني / واحدية الذات
وكذلك فإن القرآن الكريم عندما يصف الله تعالى بالوحدانية، يصفه ب " القهارية " ويقول:
(هو الله الواحد القهار).