| رجال من زمن الحكم البعثي في العراق | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الجمعة مايو 29, 2015 11:58 am | |
| =
المغدور عدنان الحمداني ....
عدنان الحمداني ...خريج كلية الحقوق انتمى الى حزب البعث في الخمسينيات ثم جمد من الحزب لخروجه على تعاليم ميشيل عفلق 1961 ..اعيد الى التنظيم في الايام الاولى من انقلاب 8 شباط 1963 وعين مدير لناحية المدائن ولم تمضي سوى 4 اشهر حدث انقلاب عبد السلام عارف الذي ضرب البعث وفصل عدنان من وظيفته وانقطع ... عن الحزب ثم عاد اليه بعد انقلاب 17تموز 1968 وبجهود شقيق زوجته الموصلية الذي كان عضوا في المكتب العسكري للحزب والذي قتل في حادث مدبر ...
اصبح عدنان من المقربين لصدام حسين حتى وصل الى عضو قيادة قطرية ووزيرا للتخطيط والمسؤول الاول عن تسويق النفط والرجل الثاني بعد صدام حسين في مجلس التخطيط واثبت جدارته فوصفه صدام حسين وهو يقدمه الى جاك شيراك رئيس الوزراء بقوله (هذا هو عقل الحزب الاقتصادي واليد النزيهة التي تتحكم بواردات النفط ).. كان عدنان الحمداني اهم عضو في مجلس قيادة الثوررة بعد صدام حسين
فاثار حفيظة رفاقه في قيادة الحزب وكانوا يسمونه (مدلل صدام ) وهي تسمية سيئة وغير صحيحة ...فقد كان عدنان مدلل والده الذي وضع تحت
تصرفه وهو في ال 15 من عمره سيارة دودج امريكية ..يوم كان صدام لا يجد دابة تنقله من قرية العوجة الى مركز تكريت ..وكان عدنان يتصف بالتواضع والكياسة في التصرف وحسن اختيار الحلول وفي احيان كثيرة يتصل به صدام هاتفيا عارضا عليه مشكلة ما فيقدم عدنان الراي والحل . عين عدنان رئيسا لديوان الجمهورية بدرجة نائب رئيس الوزراء لمدة 48 ساعة
وكان قد زار دمشق مبعوثا عن الرئيس الجديد صدام حسين ليبلغه بان مؤامرة اكتشفت ضد الرئيس الجديد وقد اعتقل المتورطون بها ! وبعد ان استمع الى مضمون رسالة صدام اليه التي نقلها الحمداني سال الاخير ..هل انت مقتنع باننا في دمشق شاركنا في المؤامرة المزعومة ؟
فرد الحمداني ...لا ادري ..انا حامل رسالة وعلي توصيلها ... فصمت الرئيس الاسد قليلا وقال ((انني اخشى عليك يارفيق عدنان ... ابق بضعة ايام في دمشق وسترى العجب في العراق ))
فضحك الحمداني ساخرا من كلام الاسد قائلا ((ان مهمات تنتظرني في بغداد ...انا عائد اليوم ))لان وظيفتي الحقيقية يا سيادة الرئيس هي رئيس الوزراء وعاد الحمداني الى بغداد فاستدعى لاجتماع مع صدام حسين ولم ....يعد الى داره ...! مورس ضده كل انواع التعذيب النفسي والجسدي نفذ فيه الاعدام رميا بالرصاص بعد ان كسروا عموده الفقري واعلن في قرار التجريم ان الحمداني كان يستلم راتبا شهريا من حافظ الاسد مقداره 200 دينار !
وعدنان الحمداني كما يعرفه العراقيون هو الذي يمنح القروض للدولة ويوقع على صفقات النفط الكبرى وتحت تصرفه مخصصات مناهج الاستثمار ... سلمت جثته بلا عيون .....!!!
عدل سابقا من قبل نهر دجلة في السبت يوليو 18, 2020 11:14 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الخميس فبراير 09, 2017 4:18 pm | |
| مشروع قناة خور عبد الله في زمن الملكية خطط لهذا مشروع الاعمار, ثم بدأ التنفيذ في عهد المرحوم عبد الكريم قاسم في سنة 1962.
و في سنة 1963مباشرة بعد انقلاب البعثيين على عبد الكريم قاسم ذهب عبد السلام عارف و ا حمد حسن البكر الى الكويت و باعا اراضي
عراقية من الجهراء الى صفوان بما فيها حقلي الروضتين ( و هما حقلين متقابلين احدهما للنفط و الآخر للماء ) باعاها الى الكويت مقابل مبلغ 30 مليون دينار كويتي و كان الدينار الكويتي حينها يساوي 700 فلساً عراقياً,
كل ذلك مقابل مساعدة الكويت لحزب البعث بالمجيئ الى السلطة في الانقلاب على عبد الكريم قاسم فكان عرفاناً بتلك المساعدة.
اهالي قصبة الكويت في الزمن العثماني.
كانت تترقب ما يمنحها صبري افندي (صندوق امين البصرة) لحاكمها حتى لا بفرض عليهم زيادة بالاتاوات اذا تأخر صبري افندي على اعطاء اميرهم (الخرجية).
لهذا كانت النساء يقفن على الشاطئ ينتظرن رجالهن وهن غائصين في البحر لصيد اللؤلؤ و هن ينشدن.
الافندي الافندي صبري الافندي
الله يخلي صبري صندوق امين البصرة.
تلك الاغنية التي ابتدعتها و غنتها المغنية البصرية ( حسنية ) بعد ان نقل لها (صبري افندي) ابنها الوحيد (الجندي في الجيش العصمنلي) من
تركيا الى البصرة عرفاناً بجميله لتشتهر و يكون آخر من ابدعت بها هي المرحومة صديقة الملاية.
حكو مة المحاصصة العراقية اليوم تخطو على خطى البعثيين سنة 19633 فتبيع خور عبد الله للكويت مع 250 بئراً نفطياً لقاء رشاوي و اموال سحت قدمت من الكويت اليهم.
و ما دروا ان الدنيا دوارة وان الشعب العراقي مجرد ان تسنح له فرصة سيسترجع كل ما اخذ منه, وان الله لبالمرصاد.
أعجبني · 1 · 7 فبراير، الساعة 12:14 ص
عدل سابقا من قبل نهر دجلة في السبت يوليو 18, 2020 11:15 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الخميس يوليو 16, 2020 12:05 am | |
| عدنان خير الله
الوجة الحقيقي
1. أشترك مع صدام بأول جريمة قتل لهما عام 1959 بقتل الشيخ سعدون العمر التكريتي قرب داره ليلا بتخطيط من والد عدنان خير الله طلفاح المسند لاحقوه واطلق صدام ثلاث رصاصات بظهر الضحية وهو عائد الى منزله ليلا وكان عدنان بعمر 19 عاما وزج بصدام وعدنان وخير الله بالسجن وافرج عنهم لاحقا لعدم كفاية الادلة .
2. منح عدنان منصب وزير الدفاع عام 1977 كونه زوج بنت احمد حسن البكر هيفاء البكر وابن خال صدام وصدام يكون ابن عمتة صبحة وشقيق زوجة صدام ساجدة خير الله.
3. رفع من رتبة عقيد الى رتبة فريق اول ركن " دمج " عام 1977 بسبب رفض العميد الركن محمد الشاوي امر أحدى الفرق العسكرية في البصرة أستقباله وتادية التحية له خلال تفقده للقطعات في البصرة فقام بقطع أجازته والعودة ا فتسبب بأحالة الشاوي للتقاعد وترقية عدنان لرتبة فريق أول ركن.
4.شارك في تمكين حكم العائلة أبناء العمات والخالات والأنسباء وأزواج البنات البكر وصدام وعدنان وطلفاح وبرزان الذي دعمه خير الله طلفاح وأمن به البكر قبل ان يقع بالفخ . 5. يتحمل المسؤلية الأخلاقية في دعم تسلق ابن عمتة صدام للمنصب الأول بالحزب والدولة رغم أغتيالاته لحردان التكريتي ومؤامرة ناظم كزار وغيرها ويتحمل مسؤلية الطمع بالحكم والمنصب باي ثمن كان وغايته تبرر الوسيلة بالقتل والقفز للسلطة.
6.أشترك في مؤامرة قلب نظام الحكم وأجبار أحمد حسن البكر على الأستقالة نعم البكر ذاته والد هيفاء زوجة عدنان خير الله وأجبارة على التنحي بعد ان جعلو البكر رئيسا صوريا و مجردا من كل الصلاحيات وحصرها بيد صدام حصرا خيانه لمن كان له الفصل ولولاه لما كانوا.
7. أشترك بقوة وتخطيط لمجزرة الرفاق في قاعة الخلد والايقاع برفاق حزبهم في فخ محكم وأعدام 22 وسجن 44 مات منهم 19 أثناء التعذيب منهم عبد الخالق السامرائي درويش حزب البعث والاب الروحي للبعثيين وهذه خيانه لرفيق الدرب. .
8. أشترك بالتخطيط للحرب مع ايران وكان من ضمن الذين يؤمنون بالسلاح الكيميائي وأستخدامه بالداخل والخارج وان هذه الحرب لا تستمر سوى اشهر معدودة ولم يبالي بنتائجها واطالتها وسقوط ضحايا مئات الألاف من الشعب العراقي.
9. عدنان كان يعلم أن أبن عمتة صدام حسين رجل عنيف جدا ويميل للجريمة وقتل الألاف بدم بارد وسايكوباثي( يميل للعنف وقتل الأخرين) ويعدم بمجرد بالشك ويدير أجهزة دولة دموية كالأمن العام والأستخبارات والمخابرات وتقارير حزبية تلفيقية ورغم هذا وافق وشارك وأصبح وزيرا للدفاع لغاية مقتلة بسقوط طائرته.
10. عندما تسأل المتعاطف عن ما قدمه عدنان سيقول كان حسن السيرة وساعد احمد الوائلي وأوصله لأيران بسيارتة الحادثة التي نفاها الشيخ احمد رحمه الله وعائلته تماما وكان الهدف منها تسقيط لثقة الناس بالشيخ الوائلي وما يزال البعض يتحدث بها بغباء.
12. وعندما تعود تسال المتعاطف سيقول كان يخلص بعض الضباط من الأعدامات وهل توقفت الأعدامات بزمنه.. كوزير دفاع وابن خال وعمة لصدام وكان يصادق على التحقيقات الشكلية ليعدموا بالتاكيد لم تتوقف وحالات نادرة بوساطة صعبة جدا ويغض الطرف عن الألاف الحالات الاخرى وسقوط مئات الألاف يوميا بحرب ضروس هو هراء وتخرصات عاطفية.
13. تعاطف ضباط الجيش مع عدنان بسبب انه خلص كم ضابط منهم من الاعدام وأعدام اخرين بتهم ملفقه او أنفعالية بالأستخبارات العسكرية والمحاكم العسكرية وعمليات الأنفال عدنان متورط بهذا الجهاز الامني والدموي والوحشي. ومخترع فرق الاعدام واعدام الفصيل المنسحب وتحميل الضباط مسؤلية خسارة المعركة وأعدامهم التي حصدت أرواح ملايين البشر خلال الحرب وهذا تعاطف زائف وهمي فارغ المحتوى لا أساس له. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الخميس يوليو 16, 2020 12:13 am | |
| كامل_حنا_جيجو
خادم صدام الخاص و أحد حراس صدام. حسين الشخصيين ومتذوق الطعام الخاص به.
عراقي من الديانة المسيحية من القومية الاشورية من عائلة تعمل داخل قصر صدام حسين الخاص
والده حنا جيحو الطباخ الخاص لصدام. حسين وامه كانت مربية لبنات صدام حسين
كامل حنا هو من رتب عدة لقاءات بين سميرة شابندر مع صدام حسين انتهت بزواج صدام. حسين الثاني من سميرة الشابندر مقتله في عام 1988 كان كامل حنا جيجو معتادا ان يقيم حفلة رقص صاخبة في جزيرة الأعراس "جزيرة ام الخنازير" ويحضرها عدد كبير من النساء والرجال وخلال الحفل كان ثملا ويطلق عيارات نارية بكثافة بالهواء كما جرت العادة َلم يكن عدي موجودا بالحفل كعادته بل كان قريب من ذلك المكان باحدى الفلل المجاورة وايضا كانت السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري حسني مبارك ضيفة في بيت زوجة الرئيس ساجدة خير الله في بغداد في الجانب المقابل من نهر دجلة و تسكن في فيلا قريبة جدا من جزيرة الأعراس تلك الليلة
أرسل عدي رجاله لحنا لأيقاف أطلاق النار لما يسبب خطر وترويع للضيف والعائلة ولما لم ينفذ كامل حنا رغبة عدي عبر الحماية.
أستشاط عدي غضبا وكان ثملا وقدم بنفسه وأقتحم الفيلا التي يقيم بها كامل حنا بنوبة غضب ويحمل بيده عصا غليظة ذات طرف معدني (صولجان) وضربه على مؤخرة راسه أمام المحتفلين عدة مرات فحدث له نزيف كبير بالمخ أدى إلى وفاته فورا وقيل أجهز عليه بمسدس. وذكرت بعض المصادر سبب قتلة هو كراهية عدي له بأنه قد عرف صدام حسين بسميرة الشهبندر ليتزوجها لاحقا فاكتسب حنا عداوة عدي الذي شعر بأنه السبب و أعتبرها إهانة لأمه ساجدة طلفاح الزوجة الأولى لصدام. النتيجة.. إثر ذلك الهجوم استشاط صدام غضبا من ابنه و عوقب عدي في وقتها على هذة الفعلة وقد زج به في السجن وحرق عدد كبير من سياراته ومقتنياته الفاخرة من الأسلحة والملابس وكاد يقتل لولا توسط خالة عدنان خير الله طلفاح والملك حسين ملك الأردن تم الإفراج عنة وتجميد جميع مهامة لفترة. وحكم عليه بالسجن "الصوري ثلاث سنوات ونفيه سرا الى سويسرا وبقي أشهر بجنيف برفقه عمه برزان التكريتي وكان بوضع نفسي وصحي سيئ . وادعى انه تاب واستقام وقام يصلي ليحصل على عفوا من والده وتنازلت عائلة حنا عن حقها الشخصي ابوه وامه ومارون الكنيسة التي يتبعانها "وطبعآ لا يملكون اي خيار اخر" ولذلك تم العفو عنه.. وعاود نشاطه الماجن والليالي الحمراء بالتدريج وعاد الى بغداد.. وظهر عام 1989 بتشيع خاله عدنان خير الله
المصادر سيرة كامل حنا شهادات على العصر وتقارير سياسية
أحمد السلامي | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد نوفمبر 15, 2020 4:02 pm | |
| طالب شبيب.. القيادي في البعث.. والجاسوس لأكثر من دولة د . هادي حسن عليوي ((من شيوعي الى بعثي.. وجاسوس بريطاني وأمريكي وكويتي.. الى قيادي ووزير خارجية انقلاب 8 شباط 1963.. ثم اسس حزبا في المعارضة في الخارج.. وفي 2008 اصبح شهيداً.. واسرته تستلم حتى الان راتب وزير)). شخصيته: ـ نشأ طالب حسين محمد شبيب في أحضان أسرته الارستقراطية.. فوجد نفسه مهيئاً لأن يكون زعيماً برجوازياً.. فكان الوحيد بين أقرانه الذي يتكلم الإنكليزية.. وذو شكل مترف الى حد ما.. ولاعب بوكر جيد.. ويعرف كيف يختار ربطة عنق ملائمة.. وله إلمام بعقلية وسلوك الأجانب والبرجوازيين المحليين.. أصبح أمن بين أفضل البعثيين سلوكاً.. وأرفعهم أدباً.. وأكرمهم خلقاً. السيرة والتكوين: ـ ورث والده أراضي وإقطاعيات كبيرة في مدينة الحلة.. لكن ذلك لم يدم.. فقد ساءت الأحوال نتيجة سلوك والده بإدمانه على لعب القمار.. لذلك اضطر الأخير بعد إعلان إفلاسه أن ينتقل الى ناحية الرميثة. ـ ولد طالب في الرميثة بمحافظة الديوانية العام1935.. فيما هوية الأحوال المدنية تذكر انه ولد في 22 آذار 1934.. أكمل دراسته الابتدائية في الرميثة.. ودرس الثانوية في ثانوية الشرقية في بغداد. ـ حصل على بعثة الى انكلترا لدراسة الهندسة بكلية إمبريال في لندن العام 1951. ـ بعد عودته للعراق دخل الكلية العسكرية العام 1955. ـ في 15 نيسان العام 1959 اكتشفت السلطة صلة طالب شبيب بحزب البعث فسُرحً من الجيش. نشاطه السياسي: ـ انضم طالب الى الحزب الشيوعي ما بين عامي 1948 ـ 1951.. وقاد تظاهرات كليته ضد المعاهدة العراقية ـ البريطانية (بورتسموث)..في كانون الثاني 1948. ـ لكنه وجد في حزب البعث ضالته من حيث عقليته البرجوازية الصغيرة وإمكانية تقدمه. ـ أصبح بعثيا بعيد قيام ثورة 14 تموز 1958.. واخبر المنظمة الحزبية الشيوعية في مدرسة الحلة بعد أن كرس نفسه عاملا لمدة عامين انه سيتركها.. وحدثً صديقه علي المشاط بزهو: انه يريد ترك المدرسة لأنه أصبح عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي.. وانه سيصبح وزيراً في بغداد؟. ـ في أوائل العام 1959 قدم الوزراء القوميون استقالاتهم من الوزارة احتجاجاً على الحكم على عبد السلام عارف بالإعدام من قبل محكمة الشعب لمحاولته اغتيال عبد الكريم قاسم.. لكن فؤاد ألركابي (أمين سر قيادة البعث) سحب استقالته. ـ فقدم كل من علي صالح السعدي وحازم جواد استقالتيهما من قيادة البعث.. احتجاجاً على بقاء ألركابي في الوزارة.. وكان عضو القيادة البعث سعدون حمادي في أمريكا لإكمال دراسته العليا.. لذلك قرر فؤاد ألركابي التعويض عنهم.. "فتم إضافة كل من أياد سعيد ثابت ومدحت إبراهيم جمعة وأنا (طالب شبيب) الى عضوية القيادة القطرية". ـ سافر طالب الى بيروت والتقى ميشيل عفلق وتقربً منه وحضر المؤتمر القومي الثالث للحزب في بيروت (27 آب ـ 1 أيلول 1959) ورقيً الى عضوية القيادة القومية بناء على توصية من عفلق.. وأستلم مسؤولية شؤون أمانة السر فيها. ـ في آب 1960 انعقد المؤتمر القومي الرابع.. وسميً طالب شبيب وفيصل حبيب الخيزران من بين أعضاء القيادة الجديدة. ـ أواخر 1960 كلفت القيادة القومية للبعث علي صالح السعدي بالعودة الى العراق وإعادة تنظيم الحزب فيه بسبب انهيار الحزب أثر فشل محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في تشرين الأول 1959 وهروب قيادته وكوادره خارج العراق.. ثم بدأ البعثيون العودة بالتدريج مع تقلص متابعتهم.. ومن بين العائدين طالب شبيب. ـ العام 1962 أصبح شبيب عضواً في المكتب العسكري.. الذي شكله البعث للتخطيط لإسقاط نظام عبد الكريم قاسم.. فكان واحداً من الثلاثة الذين خططوا لانقلاب 8 شباط 1963.. وفعلاً استطاع إسقاطه في 8 شباط 1963 ليصبح طالب شبيب وزيرا للخارجية. طالب: ولجان التحقيق: ـ أشرف طالب شبيب بشكل مباشر.. وأخيه بهاء في العديد من عمليات التصفية الجسدية والتعذيب والاعدامات للعناصر التي تتهم انها مؤيدة للزعيم عبد الكريم قاسم.. او تتهم انها شيوعية. ـ كما كان يعلم ما يجري ويدور من تعذيب وقتل للأبرياء واعدامات بالجملة في سجون ومعتقلات البعث.. كذلك في قصر النهاية .. واعمال (لجان التحقيق).. وباعترافه هو في مذكراته!! صلاته بالمخابرات الأجنبية: ـ يذكر المؤرخ فاروق صالح العمر "انه في صيف العام 1962 جمعه لقاء مع صديقه طالب شبيب الذي أخبره بأن له صلات سرية مع البريطانيين وهي تساعد حزب البعث حتى بالإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم.. وقد سافر في آب 1962 الى هناك وقام بترتيب لقاء مع المسؤولين البريطانيين ونجح انقلابهم بعد 6 أشهر. ماذا قال شبيب عن: محكمة الشعب والمهداوي؟ يروي شبيب عن المهداوي قائلاً: ـ عين رئيساً لمحكمة الشعب.. تلك المحكمة ظلت حتى هذه اللحظة تتحدى كل السلطات التالية في أن تقيم مثلها أو أفضل أو أكثر حرية منها.. بدلاً من العلنية الساخرة للمهداوي. ـ نشأت بعده المحاكم السرية والقتل السرّي والتعذيب حتى الموت وتهديد الشرف.. وبصورة تتجاوز وتفوق ما سمع به الإنسان منذ تأسيس حضاراته الأولى ولحد الآن!!. ـ يضيف شبيب قائلاً: إن قاعة الشعب التابعة لمحكمة الشعب تحولت بعد سقوط قاسم الى مسلخ بشري قتل فيها خلال شهر واحد أضعاف ما حكمت به محكمة المهداوي خلال أربع سنوات ونصف من عمر حكومة قاسم.. في حين ـ ويا للأسف ـ إن بعض السياسيين مازالوا يحصرون الاستبداد والدكتاتورية بعهد قاسم ومحكمة المهداوي دون غيرهما!!. قطار الموت: ـ رأى البعثيون بعد حركة (حسن سريع في 3 تموز 1963) إن وجود أكثر من (400) من الضباط والقادة الشيوعيين معتقلون في سجن رقم (1) بمعسكر الرشيد مصدر قلق لهم.. لذا قرر البعث نقل هؤلاء المعتقلون الى سجن (نقرة سلمان) الصحراوي. ـ من جهته تبنى عبد السلام عارف واحمد حسن البكر وعبد الغني الراوي.. فكرة إعدام هؤلاء المعتقلين جميعاً.. لقيً هذا الطلب مقاومة شديدة من قبل البعض.. خاصة سكرتير مجلس قيادة الثورة (أنور عبد القادر الحديثي).. وبعد قضاء ليلة مع البكر تمكن طالب شبيب وحازم جواد وأنور الحديثي من إقناع البكر للعدول عن فكرة الإعدام بالجملة!!.. وهكذا طلب البكر من عبد الغني الراوي أن يذهب الى (نقرة سلمان).. وهناك يجري تنفيذ الإعدام بـ (30) من الضباط الشيوعيين.. رفض عبد الغني السفر.. وقال: العدد قليل.. مطالباً بإعدام 150 على الأقل. ـ لكن المتشددين اتخذوا طريقة أخرى لقتلهم.. فقد وضع الشيوعيون المعتقلون في سجن رقم واحد في قطار كانت عرباته مخصصة أصلاً لنقل البضائع.. وصبوا أرضيتها ب القير.. وأوصدت أبواب عربات القطار عليهم بإحكام من الخارج.. وانطلق بهم في الساعة الحادية عشرة صباحاً السابع تموز 1963 ومع ارتفاع شمس تموز الحارقة.. كان يمكن للركاب ـ حسب التقديرات العلمية ـ أن يموتوا بعد ساعتين من انطلاق القطار.. حيث تتحول كل عربة الى تنور متنقل أو فرن مغلق على لحوم بشرية. ـ كان السجناء مكبلون.. بعضهم بـ (كلبجات) وآخرون بسلاسل حديدية.. وتوزع الحراس على الممرات بملابس مدنية أو فلاحيه إمعاناً في التمويه.. ومهمتهم منع أية محاولة لكسر الأبواب وتهريب أو هرب السجناء. ـ بعد ساعة من تحرك القطار بدأ المعتقلون يعانون من الغثيان.. وهبوط ضغط الدم بسبب نقص الأوكسجين داخل العربات.. ولولا وجود عدد من الأطباء الضباط بين السجناء لما صمد السجناء أحياءً فترة أطول.. إذ أعطوهم النصائح بأهمية (مص) أصابعهم وأجزاء الجسد الأخرى لاستعادة بعض الأملاح المفقودة وغيرها من النصائح. ـ وتتدخل الحظ وتوقف القطار في محطة المحاويل.. فأثناء التوقف اتصل شخص بالسائق (عبد عباس ألمفرجي) قائلاً: (خالي حمولتك ليست بضاعة بل سجناء سياسيين إنهم ضباط عبد الكريم قاسم).. ولما علم السائق انه يقود تابوتاً بهيئة قطار مصفح.. استبدت به الشهامة.. وكان لدى السائق ذاكرة ودية لعهد قاسم.. فانطلق فوراً بأقصى سرعة ممكنة فوصل بالقطار قبل موعده بساعتين. ـ ولم يعرف لحد الآن كيف علمً نفر من أبناء سدة الهندية والديوانية بسير القطار.. فاتصلوا بمعارفهم في مدينة السماوة لاستقبال القطار ومساعدة السجناء.. وعندما فتحت أبوابه في السماوة تكشفت العربات عن حشرجات صادرة عن هياكل بشرية زاحفة للخارج.. في حين غاب آخرون عن الوعي.. ومات عدد من المعتقلين.. يقال بين عشرة الى شخص واحد. ـ مرة أخرى لعب الأطباء السجناء دوراً مهماً في إنقاذ حياة السجناء.. إذ قفزوا الى الأمام وأرشدوا المستقبلين الذين أحضروا مياهاً مثلجة وحليباً.. فمنعوا السجناء من الشرب وطلبوا من الناس بجلب ماء دافئ وملح.. جرى كل ذلك وسط حشود من الناس تتعالى بينهم.. ولولة وبكاء النساء.. وعندما حاول رجال الشرطة والحراس الاعتراض تحدث معهم بعض الضباط السجناء فأخجلوهم وابتعدوا.. وقد سمى السجين الشيوعي: (حمدي أيوب) نجدة أهالي السماوة بـ (انتفاضة السماوة الصامتة). ـ لقد علم أحد وجهاء السماوة.. وهو يسكن بغداد واسمه (السيد طالب) بخبر القطار.. فاتصل من بغداد بأهالي مدينة السماوة واستنفرهم.. فاحضروا من الزاد ما يكفي عشرات المرات للعدد المنقول في القطار. ـ فيما استأجر السيد طالب شاحنة لوري وحمّلها بمواد غذائية مختلفة.. وسيّرها مع سيارات نقل السجناء من السماوة الى نقرة السلمان هدية منه. شبيب.. والقضية الكويتية: ـ لعب شبيب دوراً في حل أزمة العلاقات العراقية ـ الكويتية.. في لقاءات سرية مع بعض المسؤولين الكويتيين.. وما أثبتته الوثائق البريطانية من صفقات سياسية لطالب شبيب. يرجع ذلك الى الرأي القائل إن البعثيين أخذوا رشوة من الكويت (هدية) لهم لقاء تدبيرهم الاعتراف باستقلال الكويت.. الذي رفض كل المسؤولين العراقيين الاعتراف بهذا الاستقلال ذاته. ـ ويعلق القيادي البعثي هاني الفكيكي على دور طالب شبيب والآخرين في تدبير هذا القرار بالقول: "تبقى الحقيقة حبيسة سرائر أولئك الذي استطاعوا فعلاً ترتيب الأمر"!! الصراع بين البعث والضباط القوميين: ـ كان أحد العوامل الرئيسية للصراع داخل قيادة حزب البعث هو الموقف من القوى القومية والناصرية والحركية.. فقد انقسمت القيادة القطرية في مواقفها إلى كتلتين. 1ـ كتلة حازم جواد وطالب شبيب: كانت تطالب بقيام جبهة واسعة تضم البعث وكل الفئات القومية والناصرية. 2ـ كتلة علي صالح السعدي: كانت تعارض هذا التوجه.. وقد أدى ذلك إلى تأزم الموقف واشتداد الصراع بين الجناحين أو الكتلتين.. وتصاعده حتى وصل الأمر إلى الموقف من السعدي نفسه.. عندما حاول جناح (حازم جواد وطالب شبيب) إزاحة علي صالح السعدي متهمين إياه بالتهور والتطرف. ـ تعاون احمد حسن البكر مع عبد السلام عارف على إزاحة السعدي.. فكانت البداية قد تمثلت بإجراء تعديل وزاري في 11 أيار 1963 جرى بموجبه إعفاء السعدي من منصب وزير الداخلية.. وتعيينه وزيراً للإرشاد.. فيما جرى تعيين غريمه حازم جواد مكانه وزيراً للداخلية.. وكان ذلك الإجراء أول ضربة توجه إلى قيادة السعدي. المؤتمر القطري الاستثنائي: ـ في 11 تشرين الثاني / نوفمبر/ 1963عُقد المؤتمر القطري الاستثنائي لحزب البعث.. لانتخاب ثمانية أعضاء جدد للقيادة القطرية.. لكي يصبح العدد 16 عضواً بموجب النظام الداخلي الذي تبناه المؤتمر القومي السادس. ـ غير أن المؤتمر لم يكد يباشر بإجراء الانتخاب حتى داهم (15) من الضباط المسلحين قاعة الاجتماع يتقدمهم العقيد محمد المهداوي.. الذي تحدث أمام المؤتمرين منتقداً سلوك البعض.. كما هاجم المهداوي قرارات المؤتمر القومي السادس واصفاً إياه بمؤامرة ضد الحزب.. وطالب بانتخاب قيادة قطرية جديدة تحت تهديد أسلحة الضباط المرافقين له. ـ تظاهر المؤتمرون باختيار قيادة جديدة.. واشترك الضباط بالتصويت علماً بان بعضهم لم يكن بعثياً على الإطلاق.. وجاء على رأس القيادة الجديدة حازم جواد.. و طالب شبيب بالإضافة إلى فوز أنصاره. ـ غير أن المهزلة لم تنتهِ إلى هذا الحد.. بل أسرع الضباط إلى اعتقال علي صالح السعدي.. ومحسن الشيخ راضي.. وحمدي عبد المجيد.. وهاني الفكيكي.. وأبو طالب الهاشمي الذي كان يشغل منصب نائب القائد العام للحرس القومي.. وجرى تسفير الجميع على متن طائرة عسكرية إلى العاصمة الاسبانية مدريد. امتداد الصراع إلى الشارع: ـ صبيحة يوم 13 تشرين الثاني قام منذر الونداوي ومعه طيار آخر بركوب طائرتين حربيتين من قاعدة الحبانية.. وقاما بقصف آمرية الانضباط العسكري.. وقاعدة القوة الجوية في معسكر الرشيد.. ودمرا خمس طائرات كانت جاثمة فيها.. وقصف القصر الجمهوري.. ودار الإذاعة.. دون وقوع أضرار جسيمة. ـ انفجر الوضع المتأزم في ذلك اليوم.. وامتد الصراع إلى الشارع حيث اندفعت أعداد غفيرة من مؤيدي علي صالح السعدي ومن الحرس القومي إلى شوارع بغداد.. وأقاموا الحواجز في الطرق واحتلوا مكاتب البريد والبرق والهاتف ودار الإذاعة.. وهاجموا مراكز الشرطة واستولوا على الأسلحة فيها. ـ الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم أذاع صالح مهدي عماش وزير الدفاع بياناً من دار الإذاعة حذر فيه أحمد حسن البكر من أن هناك محاولة لجعل البعثيين يقتلون بعضهم بعضاً.. وهذا ما لا يفيد إلا أعداء الحزب.. كما وجه نداءً للعودة إلى العلاقات الرفاقية وإلى التفاهم والأخوة. ـ فرضت قوات الحرس القومي سيطرتها على أغلب مناطق بغداد.. ورفض البكر وعماش إعطاء الأمر إلى الجيش بالتدخل.. وأصبحت قيادة فرع بغداد للحزب هي التي تقود الحزب في تلك اللحظات الحرجة من تاريخ حكم البعث.. وطالبت تلك القيادة بإعادة السعدي ورفاقه إلى العراق.. وممارسة مهامهم الحزبية والرسمية.. غير أنها لم تفلح في ذلك.. واضطرت إلى الموافقة على إحالة القضية إلى القيادة القومية لتبت فيها. عفلق.. في بغداد: ـ مساء ذلك اليوم (13 تشرين الثاني) وصل بغداد مؤسس البعث ميشيل عفلق.. والرئيس السوري أمين الحافظ ..إضافة إلى عدد من أعضاء القيادة القومية.. الذين اقتنعوا بأن أساس الفتنة حازم جواد وطالب شبيب.. فأصدروا قرارا بنفيهم خارج العراق.. وحل القيادة القطرية التي جرى انتخابها تحت تهديد الضباط الخمسة عشر.. كذلك حل القيادة القطرية السابقة التي كان يقودها علي صالح السعدي.. وأعلن عن تسلم القيادة القومية للمسؤولية لحين انتخاب قيادة قطرية جديدة.. وتم إبعاد طالب شبيب.. وحازم جواد.. مع بعض رفاقهما بطائرة خاصة الى بيروت. ـ لم يمض على أقامتهما في بيروت ثلاثة أشهر قرر (حازم جواد وطالب شبيب) العودة الى العراق دون الرجوع الى السلطات الرسمية العراقية.. واستقلا طائرة ركاب وصلت الى بغداد منتصف الساعة الثانية ظهر يوم 8 شباط 1964.. وكانا يعلمان بموعد وصول شقيقاهما بهاء شبيب وناظم جواد فتوجها الى انتظارهما في مطار بغداد.. وفي المطار سحب جوازا السفر الدبلوماسيان منهما.. ثم نقلا الى معسكر الرشيد مع شقيقيهما.. وابعدا الى بيروت ثانية من قبل السلطات العراقية. نشاطه الجديد: ـ أوائل العام 1966 اصدر عبد الرحمن البزاز (رئيس الوزراء) عفواً عن طالب شبيب.. وخلال الحرب العربية الإسرائيلية (حزيران 1967).. عين شبيب مديرا لمكتب الجامعة العربية في بريطانيا. ـ بعد سيطرة البعث على السلطة العام 1968 عاد شبيب الى البعث.. وعين ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة.. ثم سفيراً في ألمانيا الغربية.. وأعيد الى بغداد العام 1976.. ليرشح بعدئذ سفير العراق في المكسيك بعد تأسيس علاقات دبلوماسية معها.. لكنه أحيل على التقاعد قبل أن يباشر العمل في المكسيك. ـ نيسان العام 1977 غادر العراق الى نيويورك بحجة حضور اجتماعات إحدى لجان الأمم المتحدة التي كان عضواً فيها بصفة شخصية.. ولم يعد وعاش مغتربا بين لبنان ومصر حتى استقر في لندن. نشاطه في المعارضة العراقية: ـ بعد احتلال صدام الكويت في 2 أب1990 ركبً طالب شبيب الموجة.. وانضم الى صفوف المعارضة العراقية في الخارج.. وساهم في تأسيس تجمع سياسي معارض لنظام صدام في دمشق العام 1991 باسم (الهيئة العراقية المستقلة).. التي ضمت مجموعة من الشخصيات القومية المدنية والعسكرية.. منها: فلاح النقيب.. وبهاء شبيب.. وكانت برئاسة اللواء حسن النقيب.. والهيئة العراقية المستقلة شاركت في بعض مؤتمرات المعارضة العراقية في الخارج.. وأهم مشاركاتها: 1ـ مؤتمر بيروت.. الذي عقد في بيروت خلال الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت في المحافظات الجنوبية والوسطى في آذار 1991.. وحضر المؤتمر شبيب مع وفد القوميون المستقلون برئاسة حسن النقيب. 2ـ مؤتمر لندن التداولي الأول.. الذي عقد في تموز العام 1991. 3ـ مؤتمر فينا (16ـ 19 حزيران 1992).. وكان شبيب ضمن الجمعية العمومية التي انبثقت عن هذا المؤتمر. 4ـ المؤتمر الوطني العراقي الموحد: حيث انتخب طالب شبيب عضواً في المجلس التنفيذي للمؤتمر. ـ إزاء الخلافات الحادة بين معظم تنظيمات المعارضة العراقية وبين رئيس المؤتمر الوطني العراقي الموحد احمد الجلبي استقال غالبية أعضاء هذا المؤتمر.. ومن بين المستقيلين طالب شبيب وكتلته.. وقد تضمن متن استقالته هجوماً شديداً على أحمد الجلبي.. الذي وصفه (بمدير شركة ساذج.. وحديث عهد في السياسة). نهاية المطاف: في أيلول العام 1997 قضى طالب شبيب نحبه في لندن بمرض عضال. الشبيب شهيداً: ـ في العام 2008 صدر قرار من مجلس الحكم المؤقت في العراق.. أعتبر طالب شبيب شهيداً كالعديد من السياسيين المعارضين لنظام صدام.. وحصلت عائلته على حقوق وامتيازات الشهيد بموجب قانون الشهداء.. ومن ضمنها الراتب التقاعدي. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد فبراير 28, 2021 12:16 pm | |
| د. هادي حسن عليوي ٢٦ فبراير، الساعة ٧:٥٨ م · حسين كامل.. الرجل الثاني في عراق صدام.. في ذكرى مقتله د . هادي حسن عليوي ـ جاهل.. غير مؤهل علمياً ولا ثقافياً.. لم يستطع إكمال الصف الرابع الابتدائي.. وبعد بزوغ نجمه أصابه الغرور.. وأصبح العنف والعدوان والقتل سمات شخصيته.. فأصبح مشهوراً بالبطش والظلم. ـ يصفه برزان التكريتي ب "الجاهل الغبي".. أما طارق عزيز فيصفه: ب "الجاهل والطموح".. فيما يقول عنه عدنان خير الله: "أنه طفل.. نحن لسنا بحاجة إلى أطفال في القوات المسلحة.. يتحكمون في مصائر قادة معروفين في الوسط العسكري". ـ فيما تقول حرير- ابنة حسين كامل: "إن والدها كان عصبياً جداً.. وهذه العصبية كانت من أسوأ صفاته". السيرة والتكوين: ـ ولد حسين كامل حسن المجيد العام 1954.. في بلدة تل الذهب بتكريت.. من عائلة فقيرة.. تعمل بالزراعة.. والده ابن عم صدام حسين.. ويقع ترتيبه الأول من بين إخوته الخمسة: (صدام.. وحكيم.. وجمال.. وخالصة.. وإلهام). عمله في بغداد: ـ العام 1974 ذهب إلى مبنى جهاز المخابرات في بغداد.. وطلب مقابلة نائب رئيس المخابرات آنذاك برزان التكريتي لغرض التعيين في جهاز المخابرات.. رفض برزان مقابلته.. لأنه كان يرتدى دشداشة.. وطلب برزان من موظف الاستعلامات أن يملى له استمارة لغرض تعينه سائقاً في جهاز المخابرات.. وبعد توسط بعض الأقرباء.. وافق برزان على تعينه موظفاً بسيطاً في جهاز المخابرات. ـ العام 1976.. عُين حسين في الحماية الخاصة في مكتب صدام.. عندما كان صدام نائباً للرئيس. ـ العام 1979 أدخلهُ صدام دورة ضباط احتياط.. تخرج منها برتبة ملازم ثان.. ليصبح مرافقاً شخصياً لصدام. ـ العام 1980.. أنشأ حسين كامل جهاز الأمن الخاص.. المعنيّ بأمن وحماية صدام.. بعد صعود الأخير إلى قمة رئاسة الدولة والحزب.. وتولى وحدة الحراسة الشخصية لصدام.. وبدأ بالتقرب من صدام. ـ تم تعيين شقيقه صدام كامل مرافقاً لصدام حسين.. كما تم تعيين شقيقه الثاني حكيم ضمن أفراد الحماية الخاصة لصدام حسين.. أما شقيقه الثالث جمال فقد تفرغ للعمل التجاري لمتابعة مشاريع حسين كامل التجارية. زواجه: ـ يؤكد هيثم رشيد الوهيّب.. مدير المراسم من 1980 الى 1992 في قصور صدام.. ان عقد قران صدام برغد تم في آذار / مارس / 1983.. لكن ليلة الدخلة كانت بعدها بأكثر من شهر.. وقبلها بأيام.. أي في 16 ابريل (نيسان) من ذلك العام.. وكان حسين كامل في تلك الفترة رئيساً لهيئة التصنيع العسكري.. مشيراً الى انه حضر ليلة الزفاف لدقائق فقط,, "لأني أوصلت العريس حسين كامل بسيارة رولس رويس ومشيت معه الى قاعة الاحتفال.. ثم تركته مع العروس. ـ تزوجت رغد وكانت في سن الخامسة عشرة.. وفي الصف الثالث ثانوي.. وبعد زواجها أصرّت أن تُكمل دراستها الجامعية.. رغم رفض زوجها. موقف عائلة صدام من الزواج: ـ أحدث هذا الزواج شرخاً في عائلة صدام.. وأقرباؤه من الذين اعترضوا على هذا الزواج. ـ من جانب آخر فتح هذا الزواج الباب على مصراعيه لحسين كامل.. وله من رغد خمسة أبناء هم: (علي.. وحرير.. ووهج.. وصدام.. وبنان). ـ كان حسين كامل يحقد على برزان التكريتي وعدنان خير الله ليتسع حقده ويشمل كل من عارض زواجه من رغد.. وينتظر الفرصة للتخلص منهم!! مناصبه: ـ مدير جهاز الأمن الخاص.. المشرف العام على قوات الحرس الجمهوري. ـ المشرف العام على التصنيع العسكري. ـ وزير الصناعة والتصنيع العسكري.. ثم وزيرا للدفاع. ـ كان صدام يمنحه كل سنه رتبة عسكرية أعلى.. حتى وصل رتبة (فريق أول ركن).. برغم انه: ـ لم يدخل الكلية العسكرية.. وليس لديه خدمة عسكرية تؤهله للدخول إلى كلية الأركان العسكرية.. التي لم يراها طيلة حياته.. ولم يدخل حتى جامعة البكر للعلوم العسكرية. ـ أصبح حسين كامل الشخص الوحيد في إصدار القرارات بعد صدام.. وكان يطلق عليه في القصر الجمهوري (الرئيس الصغير).. يأمر وينهي ويهين ويضرب أي وزير.. أو مسؤول دون تردد. ـ سيطر على التجارة.. وخلال الحصار الاقتصادي الدولي على العراق 1991 سيطر على قوت الشعب العراقي.. وكان تاجراً بشعاً جشعاً.. همه الوحيد زيادة حسابه الخاص.. حيث بدأ يتنافس تجارياً مع تجار صدام.. أمثال: علي حسن المجيد.. وشقيقيه حمد وعبد.. وكان المنافس الحقيقي لعدي صدام حسين وأولاد ادهام ووطبان الحسن. حسين كامل.. والانتفاضة الشعبانية: ـ بعد اندلاع الانتفاضة الشعبانية أثر انسحاب الجيش العراقي من الكويت قام أحد الجنود العراقيين في فجر الثاني من آذار العام 1991 بإطلاق النار على تمثال صدام حسين المنصوب في ساحة سعد في مدينة البصرة.. وانهال عليه بالشتائم والسباب.. لتنطلق شرارة الانتفاضة الشعبية.. وبحلول الصباح كانت الاحتجاجات تعمُ البصرة.. وخلال يومين فقط عمت الانتفاضة معظم مناطق العراق. ـ واجه النظام الانتفاضة باستخدام أساليب القمع كافة واستخدام طائرات الهليكوبتر.. ووصل الأمر بالسلطة لاستعمال الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين. كربلاء.. أولاً: ـ كان حسين كامل وبإمرته فرقة مدرعة.. ووحدات متفرقة من الحرس الجمهوري.. والحرس الخاص.. وعناصر من الأمن الخاص.. وبقايا المخابرات والأمن العام.. وعدد من الحزبيين.. وهو الذي قاد الهجوم على كربلاء.. وكان له كلمة شائعة على ألسن الناس وهو يقف أمام ضريح الأمام الحسين (ع) قائلاً: (أنت حسين.. وأنا حسين كامل). أضرب حتى القبب الحسينية: ـ كشفت وثيقة لـ"ويكيلكس": بأن صدام اجتمع مع ولديه عدي وقصي وصهره حسين كامل في قصر "السجود" لوضع خطة لضرب الثوار الشيعة العام 1991. ـ وبينت الوثيقة إن عدي طلب من حسين كامل أن تضرب جميع المناطق في كربلاء دون الرجوع الى صدام.. وبعد أن استفسر حسين كامل من صدام قال: "اضرب حتى القبب وفلش رؤوسهم". ـ وتشير الوثيقة بان حسين كامل طلب من اللواء قيس ضرب قبتي الإمامين الحسين والعباس.. "عليهما السلام".. وان صدام ابلغه بسحق الجميع حتى الذي يقع في قبضة القوات يجب إعدامه بنفس المكان الذي يتم القبض عليه. ـ وبحسب الوثيقة فأن حسين كامل.. قد ضرب قبة الإمام الحسين بدبابة تعود الى الحرس الجمهوري الخاص.. الذي كان يملك دبابات ذات مواصفات وتكنولوجيا عالية.. وان كامل اطمأن من ضرب القبة بعد أن طلب طائرة سمتية.. وشاهد ثقوب القذائف تطالها.. وان حسين كامل ابلغ صدام بذلك فقال له: سوف يتم تكريمك من قبل القيادة.! ـ هكذا قام حسين كامل بقصف وهدم القبة الحسينية المباركة.. وسور الصحن الشريف في خطوة لم يتجرأ عليها أي من أسافل ورعاع التأريخ. ـ كانت أوامره مشدّدة إلى قواته بتدمير البيوت وقتل السكان.. ورداً على المقاومة العنيفة للثوار.. ألقى حسين كامل القبض على المئات من شباب كربلاء.. فأعدم بنفسه الكثيرين ورمى الأحياء في مقابر جماعية في منطقة الرزازة.. وأخرين في منطقة الحر. ـ عندما توغلت قواته داخل المدينة.. أخذت تترك ورائها آثار دموية مروعة.. جثث وحرائق وخراب.. واقتحامات للبيوت.. ونهب محتوياتها.. ودبابات تفجر القذائف بداخل وسط الأحياء السكنية. ـ مما اضطر بعض الثوار إلى الاعتصام داخل مرقد الإمام الحسين.. فأمر حسين كامل بتوجيه مدافع الدبابات والقاذفات R.B.G7 إلى الصحن الشريف.. وقد هدمت الدور الواقعة حول الصحنين الشريفين.. صحن مرقد الإمام الحسين وصحن مرقد أخيه العباس على من فيها.. وبقيت الجثث أشهراً تحت الأنقاض. النجف.. لن يبقى مكان سالم حتى المقبرة ...........: ـ ما أن أنهى الأجزاء الهامة من خطته وتأكد له أن بقايا الثوار قد لجأت إلى البساتين المحيطة بكربلاء.. أمر بمطاردتهم بالدبابات والسمتيات.. توجه صدام كامل إلى مدينة النجف.. حسب الخطة الموضوعة التي اتفق عليها ليكون مع طه الجزراوي للانقضاض على مدينة النجف.. حيث دخلها من جهة شمال الشرق يوم الخميس (14/3).. واسترجع المراكز الرئيسية على شارع الكوفة.. ووصل إلى جامعة النجف الدينية.. حيث كان الصدر وعائلته مع السيد محمد كلانتر وعائلته وبعض طلبة الجامعة يختفون في السرداب تحاشياً للقصف. ـ تم اعتقالهم جميعاً وسيقوا إلى منطقة الرضوانية في الضواحي الشمالية الغربية لبغداد.. حيث خصصت لاحتواء (المعارضة).. ولم تنته المقاومة في مدينة النجف إلا يوم الأحد (17/3).. بعد أن هدد حسين كامل باستعمال الغازات السامة في مركز المدينة.. وهددوا السيد الخوئي إن استمرت المقاومة حول داره.. فطلب من المجاهدين التفرق عن الدار وإيكال الأمر إلى مديره. ـ استمرت الطائرات ألسمتيه (الهليوكوبتر).. وهي تحوم حول منطقة بيت السيد الخوئي والصحن الحيدري وترمي بصواريخها.. ولم يترك حسين كامل النجف إلا بتدميرها.. وقتل مئات من الشباب والقضاء على الانتفاضة فيها. ـ ولم تسلم مقبرة السلام من يد حسين كامل.. التي مزقها بفتح شوارع وطرق داخلها وتدمير القبور.. سحق جثث الأموات. هروبه: ـ بدأ الشعور ينتاب عدي صدام حسين بأن حسين كامل أصبح أقرب منه إلى أبيه صدام.. وكان نية صدام تتجه في تعين حسين كامل رئيسا للوزراء.. وهو ما يعني أن البساط سيسحب من تحت أقدام عدي.. وفي إحدى المرات قام صدام بتوبيخ عدي عن تصرفاته.. فأعتقد عدي إن المعلومات التي وصلت إلى والده هي من عمه وطبان وحسين كامل.. عندها جن جنونه.. وتوعد بقتل عمه وطبان وحسين كامل.. وفعلاً قام عدي بإطلاق عيارات ناريه على عمه وطبان التكريتي وإصابته في ساقه إثناء حفله للراقصة (ملايين) والمطرب رياض احمد في احد البيوت الخاصة في منطقة الدورة. ـ بعدها هدد وتوعد عدي بقتل حسين كامل بوجود علي نجل حسين كامل.. وقام علي حسين كامل بسب وشتم عدي.. وشهر بندقيته على عدي وحاول قتله.. لولا تدخل الحماية وخاله لؤي خير الله.. عندها ذهب علي واخبر والده (حسين كامل) بالموقف.. وان عدي ينوي قتله.. ولمعرفة حسين كامل بطبيعة عدي العدوانية.. فكر حسين بعمل حركة التفافية خطيرة اعتقد بأنها يمكن أن تقوده للسلطة.. وهي الانقلاب على النظام برمته.. لم يكن بإمكان حسين كامل القيام بحركة عسكرية تطيح بالنظام لعدم وجود نفوذ له بالجيش أو قادة عسكريين يؤيدونه.. لذلك فكر حسين كامل بأن يهرب الى خارج العراق ويعرض على الساعين لإسقاط النظام فيه بأن يتعاون معهم وان يكون يدهم الطويلة والقوية لتحقيق هذا الهدف. ـ كتم حسين كامل في نفسه هذه النية.. وحين أراد تنفيذ ما بنفسه ابلغ زوجته رغد وشقيقه صدام كامل وزوجته رنا وشقيقته الهام كامل وزوجها عز الدين المجيد بأنه طلب من الرئيس صدام حسين بأن يسافروا الى الأردن لفترة من الزمن للراحة والاستجمام.. وان الرئيس وافق على طلبه. ـ اختار حسين كامل مناسبة يوم النصر التي تصادف 8 آب حيث يكون الجميع مشغولين بالاحتفال بها.. ففي ليلة 8 الى 9 آب العام 1995 انطلقت ثلاث سيارات رئاسية من بغداد صوب الحدود العراقية الأردنية.. واحدة تحمل حسين كامل وزوجته رغد وأطفالهما الخمسة.. والثانية تحمل صدام كامل وزوجته رنا صدام حسين وأطفالهما الأربعة.. والسيارة الثالثة تحمل شقيقة حسين كامل الهام كامل وزوجها عز الدين المجيد وأطفالهم الخمسة. نهب المال العام: ـ يقول هيثم رشيد الوهيّب.. مدير المراسم من 1980 الى 1992 في قصور صدام.. سافرت مع العروسين رغد وحسين كامل الى الكويت بأمر من صدام نفسه، لشراء هدايا وتجهيزات وألبسة وما يلزم لحفل زفافهما ولقصرهما.. فوصلنا وكنا حجزنا مسبقا جميع الأجنحة بفندق الميريديان الواقع في السوق التجاري.. وكان العروس وعريسها ومساعده الخاص مزهر التكريتي.. الذي كان زميله في الدراسة الابتدائية.. كذلك كان معنا بعض الحرس.. فاحتللنا الفندق بكامله تقريبا. ـ ثم بدأنا نقوم بعمليات الشراء.. ومعظمها تمت من محلات الأبريش.. وكانت الأشهر لبيع الهدايا والتجهيزات للمتزوجين الجدد في الكويت ذلك الوقت. ـ يتابع الوهيّب ويذكر أن رغد اشترت من محل للمجوهرات في الكويت طقماً وصفه بنادر الجمال.. وقال: "كانت عملية شراء سريعة وضخمة أذهلتني حقيقة.. لأن سعره على ما أذكر كان أكثر من 3 ملايين و500 ألف دولار.. أي ما قوته الشرائية هذه الأيام 8 ملايين دولار.. وصعقت حين سمعتها تخبر القيمين على المحل بموافقتها السريعة على شراء الطقم.. وهو من عقد ماسي مرصع بزمرد وياقوت نادر.. ومعه حلق شبيه وبروش على الصدر.. وسوار لم تر عيناي أجمل منه في حياتي.. وأقاموا ثلاثة". ـ وقال الوهيب.. في الكويت اشتروا خلالها بأكثر من 16 مليون دولار.. (أي ما يعدل 150 هذه الايام.. وكلها كانت مفروشات وتجهيزات وهدايا.. وما يلزم لليلة العرس وللقصر الذي سيقيمان فيه. ما نهبه خلال هروبه: ـ وخلال هروبهم الى الاردن فقد عبرت السيارات الثلاث الحدود شبح.. ومعه سيارات اخرى تحمل اموالاً بملايين الدولارات. ـ وأعلن وزير النفط عامر رشيد في 22 / أب / 1995 أن حسين كامل أخفى ملفات مهمة عن الأسلحة الجرثومية في صناديق حديدية دفنها في مزرعته في الصويرة بمحافظة واسط. واتهمه بسرقة 8 ملايين و710 آلاف دولار من البنك المركزي، علاوة على ما جمعه من السوق العراقية.. وقال إن مجموع ما هرّبه حسين كامل بلغ 25 مليون دولار.. وأعدت بغداد لائحة اتهام سلمتها إلى الشرطة الدولية (الإنتربول). ـ وتوجه وزير المالية أحمد حسين السامرائي إلى الأردن وتونس لاسترجاع أموال أكد أنها عمولات حصل عليها حسين كامل من عقود شراء الأسلحة عندما كان مسؤولاً عن برامج التسلّح، وأودعها في حسابات خاصة في الخارج. ـ فشلت مهمة احمد حسين السامرائي في استرجاع اموال العراق التي نهبها حسين كامل!! استقبال حسين في الاردن: ـ جرى استقبال من فيها على الجانب الأردني باهتمام كبير لمكانة حسين كامل الرفيعة.. وسهلوا من إجراءات دخولهم الأراضي الأردنية. ـ بعد اجتماعه بالملك حسين أعلن حسين كامل انشقاقه على النظام العراقي وطلب اللجوء الى الأردن.. وافق الملك حسين على طلب اللجوء مجازفاً بتحمل كل النتائج التي تترتب على هذا القبول.. ومن بينها احتمال قيام العراق بقطع الإمدادات النفطية عن الأردن. ـ ضجً العالم كله بهذا الحدث الخطير الذي لم تعرف أسبابه ودوافعه.. واعتبر حصوله علامة على تردي الأوضاع في العراق وانفراط عقد الداعمين للسلطة فيه.. وفي 14 آب عقد حسين كامل مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن الأسباب التي دفعته الى هذا الفعل.. ومفصحاً في ذات الوقت عن خططه ونياته لتغيير الأوضاع في العراق. ـ فيما زار عدي الأردن.. واجتمع بالعاهل الأردني محاولاً أن يغير موقفه.. ويسلم المنشقين الى العراق.. لكن الملك الأردني رفض هذا الطلب.. وحاول عدي أيضاً الاجتماع مع شقيقتيه ليحثهما على العودة معه.. لكن حسين كامل منعهما من الالتقاء به.. ففشل عدي وعاد الى العراق. ـ كان حسين كامل يتأمل بأن باستطاعته قلب النظام في العراق بالتعاون مع المعارضة العراقية.. وبدعم الولايات المتحدة.. لكن أي جهة لم تعلن عن استعدادها للتعاون معه للوصول الى هذا الهدف.. وقد حاول حسين كامل من جهة أخرى جذب المؤيدين له من خلال عرضه بكشف الأسرار التسليحية للعراق وخططه وبرامجه للمستقبل.. لكن الجهات المستفيدة من هذا العرض مدت أيديها إليه للحصول على المعلومات.. من غير أن تقدم له أي مقابل.. من جانب آخر فان السلطات الأردنية أخذت مع الوقت تضيق الخناق على المنشقين.. وتمنع عنهم وسائل الاتصال وتطوق حرية حركتهم. ـ بعد مدة أصبح حسين كامل يعاني من الانعزال والتطويق.. ورفضت أية جهة التعامل معه حتى وصل الأمر الى ما يشبه الإقامة الجبرية.. وعدم اهتمام أي جهة به.. خصوصاً وانه افرغ كل ما في جعبته من الأسرار التي يريد الآخرون الحصول عليها منه. استغل الرئيس صدام الحال واخذ يمد الجسور نحو صهره وابن عمه حسين كامل طالبا منه العودة الى الوطن ومواعداً إياه بالعفو عنه.. لذلك قرر حسين كامل العودة الى العراق بحجة أن الظروف والأسباب التي دعته الى الانشقاق قد زالت.. وان الانفراج قد حصل بالعراق بعد موافقة الأمم المتحدة على تطبيق مذكرة التفاهم التي كانت بعنوان (النفط مقابل الغذاء والدواء). عودة.. النهاية: ـ فوجئ الجميع بقرار حسين كامل بالعودة للعراق.. وحاولوا إثناءه عن اتخاذ هذا القرار خصوصا صدام كامل وعز الدين المجيد.. لكن حسين كامل رفض ذلك.. وأصر على العودة مطمئنا الجميع بأن عمه قد اصدر قراراً رئاسياً بالعفو عنه وعمن معه. ـ رضخ صدام كامل للأمر.. بينما رفض عز الدين المجيد تنفيذ رغبة حسين كامل.. وهكذا انطلقت نفس السيارات الرئاسية في يوم 19 شباط 1996 التي حملت حسين كامل ومن معه الى الأردن قبل ستة أشهر في رحلة العودة متجهة صوب الحدود العراقية الأردنية. ـ وصلت الى نقطة طريبيل الحدودية على الجانب العراقي طائرة مروحية تحمل السيدة ساجدة عقيلة الرئيس صدام.. يرافقها نجلها عدي.. كما وصلت الى النقطة الحدودية مجموعة من السيارات المحملة بفدائيي صدام ومنتسبي الحرس الرئاسي. ـ أخذت الأم ابنتيها بالأحضان والبكاء وكذلك الأولاد.. ولم يتصافح عدي وأمه مع صهريهما بينما تمتم عدي بكلمات فهم حسين كامل منها لغة التهديد والوعيد.. في هذه اللحظة رأى صدام كامل بأن الخطر أصبح يحيط به وبشقيقه وقال له: "ألم أقل لك أنك تأخذنا الى الموت".. وطلب منه أن يعودا على الفور الى الأردن.. لكن حسين كامل رفض وطمأنه بأن ما قاله عدي يمثل موقفه الشخصي.. وان الرئيس سيحترم توقيعه والعهد الذي قطعه بالعفو عنهما.. أخذ عدي وأمه وأختيه وأولادهما في الطائرة المروحية.. بينما تركوا حسين كامل.. وصدام كامل وعبد الحكيم كامل.. يعودون بمفردهم بسياراتهم الى بغداد. ـ بقيً بعض فدائيو صدام والحرس الرئاسي في نقطة طريبيل الحدودية.. لإفشال أية محاولة قد يقوم بها حسين كامل وشقيقاه بالخروج من العراق.. وفي الصحراء الممتدة بين الحدود وبغداد اقترح صدام كامل على شقيقه الأكبر حسين مرة أخرى أن يهربا عبر طرق البادية.. لكن حسين رفض ذلك وطمأن أخوه بأن كل شيء سيكون على ما يرام. ـ أما في الطائرة العائدة الى بغداد فقد جرى عتاب بين عدي وأختيه وسألهما: كيف رفضتا الحديث معه على الهاتف عندما حضر الى عمان.. وهاتفهما فقط بحضور الملك حسين فأنكرتا معرفتهما بهذا الأمر.. ووضحتا له بأنهما كانتا أشبه بالمعتقلتين وممنوع عليهما استخدام الهاتف أو استقبال الزوار.. وحتى الأميرات من الأسرة الملكية كان يسمح لهن بالزيارة ومقابلتهن فقط بحضور الأزواج.. وإنهما حاولتا بوسائل شتى أن يوصلا هذه المعلومات الى السلطات الأردنية. ـ كما تحدثتا عن الخدعة التي تعرضتا لها (رغد وأختها رنا).. من قبل حسين كامل وكيف غرر بهما عندما غادروا العراق بحجة الذهاب للسياحة والاستجمام والإقامة المؤقتة في عمان.. لحين تسوية الأمور بشكل هادئ مع عدي عبر توسط الملك حسين.. وإنهما لم تعرفا بقصة المؤتمر الصحافي الذي عقده حسين كامل إلا في وقت متأخر.. وقد تدخل أيضاً الأولاد يؤيدون كلام والدتيهما وقالوا لخالهم بأنهم منعوا من الذهاب الى المدرسة واللعب مع أحد.. وان أقصى ما أتيح لهم هو اللعب مع كلبين صغيرين طلبهما الأب من ألمانيا.. وان الأولاد كانوا أشبه بالمحتجزين. ـ استشاط عدي غضباً.. وتوعد الشقيقين حسين وصدام كامل بالويل.. لكن رنا زوجة صدام كامل قالت له بأن زوجها هو أيضاً لا علاقة له بكل هذه القضية.. وأنه أيضاً أرغم على كل ما جرى.. لم يقتنع عدي بما قالته رنا.. وقال انه كان بإمكان صدام كامل بأن يتمرد على شقيقه ويرفض المؤتمر الصحافي.. وان يحرركما من قيود الإقامة الجبرية.. أو على الأقل الاتصال به لترتيب عودته الى العراق. ـ تقول حرير ابنة حسين كامل.. حين عدنا الى بغداد.. عزلونا عن أبي وعمي.. وطلقوهن دون رضاهنً.. وكانت أمي تكرر على جدي قبل قتل والدي أكثر من مرّه "يابه أرجوك بس اسمع منّه "تقصد حسين كامل". ـ أمر صدام بإحضار القاضي لبدأ إجراءات طلاق بناته.. لكن القاضي حسب قول حرير.. أخبر جدي أنه لا يستطيع شرعاً وقانوناً الموافقة على الطلاق قبل أن يسمع بنفسه طلب الطلاق من المعنيين بالأمر "أي من والدتي وخالتي" وجاءتا أمام القاضي فسألها: "هل تريدين الطلاق فعلاً".. فأجابته بنبرة تحد وعتب.." والله ما أعرف اسأل والدي".. ابلغ القاضي جدي عدم قدرته على إتمام إجراءات الطلاق.. لعدم موافقة والدتي وأعطوا والدتي ورقة الطلاق لتوقعها فغيّرت توقيعها في ذلك اليوم كدليل على عدم الموافقة!!. ـ من ناحية أخرى اجْبَر علي حسن المجيد حسين كامل وأخوه صدام على تطليق رغد ورنا بتكليف من صدام حين عودتهما من عمان!!. قصة الأيام الثلاثة الأخيرة: اليوم الأول: ـ اتجه حسين وصدام كامل إلى دار عائلته في ألسيديه ببغداد.. وحكيم في دار شقيقتهم بمنطقة ألسيديه أيضاً.. بعد استراحة قصيرة.. قام بجولة في شوارع الكرادة ببغداد. ـ بعد الظهر اجتمع صدام في تكريت بالعوجه بعائلة المجيد بحضور عدي وقصي.. وقال صدام بالحرف الواحد: "إن عائلة المجيد ارتكبت عاراً.. وإذا انتم رجال فعليكم غسل العار".. يقصد يذلك حسين كامل وإخوانه.. وغادر صدام الاجتماع غاضباً.. بقيً عدي وقصي مع المجتمعين.. واتفقوا على قتل حسين كامل وإخوانه وغسل العار.. ووضعوا خطة تنفذ على الشكل الآتي: ـ تذهب مجموعة من الشباب غد.. قبل طلوع الشمس الى الدار التي يتواجد فيها حسين وإخوانه في ألسيديه.. ويتم قتلهم بإشراف على حسن المجيد وعدي وقصي نجلي صدام.. قام عدي وقصي بإبلاغ والدهما بالموقف.. وابلغهما والدهما بأنه يجب أن يكون حسين كامل وإخوانه مقتولين قبل طلوع الشمس. ـ المفاجأة: كان من بين الحاضرين في الاجتماع أشخاص لهم علاقة طيبه وحميمة مع حسين كامل.. فقام هؤلاء الأشخاص بجلب أسلحة وعتاد إلى حسين كامل.. واخبروه بخطة قتله.. وكان الوقت ليلاً ومن دون أن يعلم أحداً. اليوم الثاني: ـ منذ الصباح الباكر ليوم 21 شباط أجبر صدام حسين الجميع الذهاب الى المحكمة.. وتم الطلاق تحت الضغط والتهديد.. واخذ صدام بنتيه وأطفالهن معهن. ـ أصدر صدام أمرا بإلقاء القبض على حسين كامل في حالة محاولته الهرب.. وإطلاق النار عليهم في حالة عدم الالتزام. اليوم الثالث: ـ فجر 23 شباط وصل إلى منطقة ألسيديه ببغداد قرب دار حسين كامل كل من: على حسن المجيد عضو.. وروكان إرزوقي المرافق الأقدم لصدام.. وعدي.. وقصي.. والحاج زهير التكريتي.. وسهيل الدوري (مديري مكتب وأمن جهاز الأمن الخاص). ـ أما مجموعة التنفيذ فكانت تتكون من: ثائر التكريتي وشقيقي روكان ارزوقي (احمد والمقدم برزان).. وجمال التكريتي (خطيب حلا بنت صدام الثالثة).. ونقيب أياد التكريتي وآخرون.. ومجموعه من رجال المخابرات.. وجهاز الأمن الخاص.. للإشراف والمراقبة.. وتم تطويق المنطقة لمنع هروب حسين كامل وأهله.. وكان الجميع واثقون إن العملية لا تستغرق أكثر من خمسة دقائق.. حيث يتم طرق جرس الدار.. وتدخل مجموعة التنفيذ.. وتنفذ العملية ويغادروا المكان وينتهي الأمر. تفاصيل العملية: ـ الساعة الرابع فجراً تقدمت مجموعة التنفيذ وطرقت جرس الدار.. وكانوا بانتظار فتح الباب.. لكن الذي حصل انفتحت عليهم نيران الرشاشات من حسين كامل وإخوانه.. وسقط على الفور ثائر التكريتي أول القتلى وجرح آخر من المجموعة.. قامت مجموعة التنفيذ بصولة على الدار إلا إنهم واجهوا مقاومه شديدة من حسين كامل.. وإخوانه المتحصنين داخل الدار.. ثم صولة أخرى ومقاومه كثيفة من حسين وإخوانه أدت الى قتل احد الأطفال المارة في الشارع وجرح آخر.. حيث هلع أهالي الدور المجاورة على صوت البنادق تاركين دورهم.. واستمر الوضع هكذا حتى الساعة الثامنة صباحاً. ـ على اثر المقاومة الشديدة لحسين كامل استدعى علي حسن المجيد وروكان ارزوقى رعيل حرس جمهوري مع سيارتين محمله بقذائف أر بي جي 7 .. ثم بدا إطلاق القذائف على الدار وحتى القذيفة العاشرة شبت النيران في كل مكان من الدار رغم وجود نساء وأطفال في الدار. ـ الساعة التاسعة صباحا سكتت أصوات البنادق من الدار.. فاعتقد المهاجمون إن جميع من في الدار قتلوا.. عندها تم استدعاء سيارات إطفاء لإطفاء النار وإخراج الجثث. ـ الساعة 9,30 صباحا دخل رجال الإطفاء الى الدار فكانت بندقية حسين كامل لهم بالمرصاد حيث قتل احد رجال الإطفاء.. فأمر على حسن المجيد إطلاق قذائف أر بي جي 7 أخرى على الدار حتى وصل عدد القذائف التي رميت على الدار واحد وخمسين قذيفة فالتهمت نيرانها الدار ومن فيها. ـ الساعة 13,30 لاحظ رجال المخابرات الذين يرصدون الدار انتقال حسين كامل الى الدار المجاورة بعد أن قفز السياج بين الدارين وهو يحمل معه سلاحه والعتاد واستقر في الدار الثانية والعائدة الى احد المواطنين. ـ بدا إطلاق القذائف على الدار الثانية من الساعة 13,30 الى الساعة 15,30 حيث شبت النيران فيها.. وفى نفس الوقت بدأت المحاولات لدخول الدار الأولى.. لكن صعوبة النيران حال دون ذلك حتى الساعة 1700 تم إخلاء جثث النساء والأطفال ووالد حسين وإخوانه محروقين تماما من الدار. ـ لم يطلق حسين كامل أية إطلاقه.. عندها قرر احمد والمقدم برزان (شقيقي روكان ارزوقى) والنقيب أياد التكريتي وجمال مصطفى خطيب حلا.. دخول الأربعة الدار مع بنادقهم وإذا بحسين كامل كان لهم بالمرصاد.. وتمكن من قتل احمد وجرح جمال وهروب برزان وأياد بصعوبة من الدار.. واستمر إطلاق القذائف على الدار حتى شبت النيران في كل جانب ومكان. ـ خرج حسين كامل من الدار يترنح من الغازات.. فكان النقيب أياد التكريتي في باب الدار وأطلق على حسين كامل ثلاثين إطلاقه فسقط قتيلاً. ـ سحبت جثة حسين كامل الى نهاية الشارع حيث كان يقف هناك على حسن المجيد وروكان ارزوقى وجمهور كبير من المارة.. عندها نظر على حسن المجيد الى الجثة فخاطب المارة هذا مصير كل خائن.. ثم بكى وغادر الجميع واخذ ت الجثة بسيارة. رواية حرير.. لمقتل أبيها وعائلته: ـ تروي حرير ابنة حسين كامل.. في كتابها "مقتل حسين كامل" الصادر العام 2019: "أن عائلة الرئيس اجتمعت بهدوء.. لكن علامات التوتر كانت بادية على الجميع.. حين قال صدام: "أنا عفوت عن حسين كامل قانونياً.. أما عشائريا فيجب غسل هذا "العار".. وهنا نهض علي حسن المجيد وباقي أفراد من البيجات وردوا على الفور: "سيدي الرئيس إن كنت عفوت فنحن عشيرة لم نعفو".. وتضيف حرير: كان صمت جدي كافياً.. وقام أحد الأقارب بعده.. وقال: "هُم أزواج بناتك وآباء أحفادك فأعفو عنهم".. فقال جدي: "نحن لا نترك حقنا كعشيرة ولا نعفو".. وأجابه خالي عدي: "الأصبع الخايس من الأيد نكصة"!!. ـ تقول حرير أن والدها كان يدرك أموراً كثيرة إلا المكر.. وتقصد مكر جدها الذي خدع الجميع ومنهم والدها وعمها وأوقع بهم صدام بإسم العفو القانوني الرئاسي!! ومن ثم ترك عملية قتلهما للعشيرة.. ومعنى هذا إن جدها ضرب كل القيم والعهود عرض الحائط بعد أن أمّنهم.. كذلك عدي حين قال: لهم خذوا أمنكم من هالشارب وجلس مع قصي في كرفان يراقبان المعركة.. وان عمها صدام كامل أخو حسين كان يردد عبارة دوت في أرجاء حي السيدية وهو يقاتل عشيرته بتشجيع من صدام وأولاده: "هوّه هذا عفو صدام حسين"؟!. في هذا الحادث المجزرة قتل الأطفال الأربعة لأخت حسين كامل.. الذي لجأ حسين وأخوه صدام لبيتها.. وقتل معهم الرضيع أبن عز الدين المجيد.. ثم قتلت أمهم.. وقتل كامل حسن المجيد.. وقتلت المربيتان تاضي وشقيقتها.. وقتل صدام كامل بعد قتال شرس.. وكانت أمهم "صفيه".. تصرخ وتفزّع خارج البيت بأبناء العشيرة.. والناس لإنقاذ أولادها وبناتها من المذبحة.. وما من مجيب.. ثم قتلت هي أيضا بعد مدة.. ووجد لسانها قد قطع قبل قتلها.. عن طريق قاتل تسلسلي بدفع من العائلة.. وقتل حسين كامل بعد ١٢ ساعة يقاتل فيها وحده.. وحسب وصفها إن جسد والدها تحول الى منخل.. واكتشفوا بعد سحل جثته.. انه قد لف جسده بقطع من الخشب ليصد الرصاص عنه. ـ تضيف حرير: إن والدتها وخالتها استقبلتا خبر مقتل زوجيهما بعبارة موجعة وهي: "ليش؟!".. وإنهما أصيبتا بحالة هستيرية.. وراحتا تركضان داخل الممرات لا شعورياً.. وهما تنتحبان.. ثم التفتا إلينا وخاطبانا نحن أطفال حسين وصدام كامل: "لقد قتلوا أبويكما".. وأصيبتا بانهيار كامل.. وبقيا تعيشان على المغذيات.. وكانت جدتي ساجدة تحلف: "والله محّد راد يقتلهم راحوا يتفاهمون وياهم وحسين وأخوه فتحوا عليهم الرصاص.. لكن محّد صدكها!!. ـ تقول حرير: إن خالتها حلا كانت تشارك صدام في غضبه.. وان زوج حلا جمال كان احد الذين هاجموا بيت حسين كامل وهو جرح في المعركة.. وتضيف حرير.. أن عائلتها وعائلة خالتها خضعتا للمراقبة الدقيقة وكتابة التقارير الدورية عنهم.. وان اغلب التقارير تكتبها الأجهزة الأمنية.. وموظفي الاستعلامات في القصر.. فتصوروا هوس الأمن عند صدام حسين بكتابة تقارير عن بناته وأحفاده اللذين نكبا بولي أمرهما!!. كارثة.. جديدة: محاولة تزويج رغد ورنا: ـ تتطرق حرير الى أكثر الأمور إثارة للسخرية والازدراء عندما تتحدث إن جدها الرئيس أرسل بعد فترة من قتل عائلتها بيد زوجته ساجدة قائمة تضم أسماء عدد من أقاربه الرجال.. وان على ابنتيه أن تختار احد من القائمة لتتزوج به.. تقول حرير: وهذه من كبرى الكوارث.. فهل يقبل هذا الأمر من هو قروي أمي؟.. ناهيك عن رئيس دولة.. هل كان هذا يليق بشخص عنده أدنى ثقافة؟.. وهل من المعقول أن صدام الذي حكم العراق بمبادئ حزبه وفرضها عليهم فرضاً.. ولم يتهاون في هذا الأمر قطعاً يتصرف مع بناته وأحفاده وأزواجهن بالمفهوم العشائري.. ويصفيّهم بنفس المفهوم؟!!. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد فبراير 28, 2021 12:26 pm | |
| =AZX9_Aq7ULtcRSYGjVIE_uhanUpeGV2NbCmY8YstQvSoPkyKg5wZxJaTWGiYZNjobgIQAml4P1Irj3UhlEtn--h6bsjmdd9rqa8kc7WAMpVzlPfRuwSyhdsp_UTH3mDtw6I&__tn__=R]-R] Mamoon Aldulaimi الاستاذ الفاضل الدكتور هادي ، يستمر في مواضيعه القيمة عن فترة نصف قرن من تاريخ العراق والتي قادتها نفس المجموعة والتي بدأت في مطلع الستينات وانتهت مع الاجتياح واحلال نظام اتضح من التطبيق بانه ليس احسن من سابقه . ( تعديل خطأ مطبعي لقول حرير عن والدها حسين كامل ، وليس صدام كامل ). بعد ترقية حسين كامل من نائب ضابط الى ملازم ثاني ، تبعتها باشهر ترقية الى ملازم اول وصدام ابلغ شخصيا وتلفوني حسين كامل بهذه الترقية ، و اثناء مرافقة حسين كامل ، ساجدة طلفاح في سفرتها الى امريكا لفحوصات طبية . بالنسبة لصدام حسين ، ان الكفاءة ليس بالخبرة والمعرفة والشهادة والممارسة ، بل بالولاء ، وكان حسين كامل خادما مطيعا لكل ما يطلبه صدام حسين ، الى حين حدوث خلاف مع برزان التكريتي وعدنان طلفاح ووصوله الى عدي وقصي . صدام حسين ، واكمالا لولاء حسين كامل له، وتوقع تنسمه مناصب حساسة ، أصر على اكمال صفقة الولاء بزواج حسين كأمل من ابنته رغد . خير الله طلفاح وفي مجلس فاتحة عدنان ، وجه تهمة تصفيته الى ابن اخته صدام ، وتم اتهام حسين كامل في وضع مواد حارقة في خزان طائرة الهليكوبتر التي قادها بنفسه ، وادت الى اختراقها وسقوطها ، وقبل ساعات من ذلك حاول حسين كامل اقناع عدنان طلفاح بالبقاء مع العائلة في مصيف الشمال الى نهاية العيد ، ولكن اصرار عدنان بالعودة الى بغداد جاء على أجله ، بعد وصول معلومات بان عدنان ومن خلال شعبيته في الجيش سيحتل بغداد ويغير نظام الحكم . الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الاب ، والذي اخرج القوات العراقية من الكويت ، وافق على استعمال ما تبقى من النظام العراقي في استعمال طائرات الهليكوبتر المجمدة بقرا الامم المتحدة ، وضرب الانتفاضة ، بعد سقوط 14 محافظة من مجموع 18 محافظة ، وكما صرح بوش " بانه لا يريد ان يدخل في التزامات دولية اذا سادت الفوضى واصبح العراق مقاطعات " .
الامريكان بعثوا وفدا الى الاردن لمقابلة حسين كامل ، وحصلوا منه على جميع ما كانوا يطمحون الحصول عليه ، الى درجة اخبارهم بوجود أقراص كومبيوتر محفظة في مزرعة الدواجن التي يملكها ، وفيها الكثير من اسرار الدولة ووصلها الامريكان بطريقتهم .
مشعان الجبوري هو من اقنع حسين كامل بعد ايصاله رسالة أمان من ساجدة طلفاح ، وبعد اتصال تلفوني مشترك قبل حسين كامل ومشعان الجبوري مع المتنبئ العراقي المقيم في باريس حميد الازري الذي اكد لحسين كامل بانه لو عاد سيكون في امان وسيكون رئيس العراق القادم ( بعد مدة ولاسباب اخرى لا علاقة لها بموضوع مشعان / حسين كأمل ، ربما انشرها يوما ، تم العثور على جثة حميد الازري مقطعة اربا في شقته في وسط باريس ) . ثلاثة من قادة المعارضة المتواجدين في امريكا واوربا ، قابلوا حسين كامل في عمان ، وعادوا بعد قناعتهم بان حسين كامل لا ينوي تبديل نظام الحكم باحسن بل بتبديل دكتاتور اسمه صدام حسين بدكتاتور جديد اسمه حسين كامل .
وعلى هذه الامور ، سفير العراق في الاردن الاوسي ، دعى حسين كامل لحضور حفل استقبال العيد في السفارة والسلام على ابناء الجالية العراقية المدعوين ، وفعلا حضر الاستقبال والصور التي نشرت عن مصافحة حسين كامل لابناء الجالية ، وبعدها شوهدت اربعة سيارات مرسيدس سوداء تخرج من مراح مبنى السفارة وعليها حسين كامل واخيه باتجاه الحدود العراقية ، وكانت عملية خطف اشتركت فيها جميع الاطراف بما فيهم الحكومة الاردنية . موضوع مهم جدا . تحياتي واحترامي
| |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد فبراير 28, 2021 1:08 pm | |
| عبد الكريم الشيخلي.. الأكثر وضاعةً وخسة واجراما بعد انقلاب 8 شباط 1963 د . هادي حسن عليوي
ـ رفيق صدام في التآمر والاعتقال والهروب والقتل.
ـ عاد الى بغداد بعد خمسة أيام من انقلاب 8 شباط العام 1963.. وبعد أن صفى عشرات الشيوعيين تحت التعذيب عين معاوناً للملحق العسكري العراقي في بيروت.. وهو الذي لم يكن في يوم من الأيام عسكرياً. ـ لم يتعلم عبد الكريم الشيخلي من دراسته الطبية رسالتها الإنسانية.. كان مسؤولاً عن لجان التحقيق مع المعتقلين الشيوعيين والقاسميين والإسلاميين بعد انقلاب 8 شباط 1963.. تفنن في تعذيبهم وقتلهم. ـ وبعد تموز 1968 اشرف على لجان التحقيق ضد الإسلاميين فقد قدم لأحد المعتقلين العام 1970 عندما كان أيضاً وزيراً للخارجية قدح ويسكي إثناء التحقيق وأمره بشربه.. لكن المعتقل رفض.. وقال له حرام أنا مسلم.. اكفهر وجه الشيخلي وصاح به: شنو إحنا كفار. ـ وأمر أربعة من جلاديه بتقييده وفتح فمه والتبول فيه.. ثم قال له الشيخلي: (هذا هو شرابكم المفضل).. وأخيراً نال الشيخلي جزاءه على يد سبعاوي فقتله بأمر من صدام في وسط الشارع.. وأمام عائلته والمارة. السيرة والتكوين: ـ ولد عبد الكريم عبد الستار الشيخلي في بغداد العام 1935.. في منطقة باب الشيخ ببغداد.. فلقب باسمها.. وهو من عائلة كردية من السليمانية.. كما ذكر القيادي عادل مراد في الاتحاد الوطني الكردستاني.. انضم الى حزب البعث العام 1954.. لم يكمل دراسته في الكلية الطبية بجامعة بغداد. ـ وعندما هربً الى القاهرة بعد فشل محاولة اغتيال عيد الكريم قاسم في العام 1959.. التي كان الشيخلي مساهماً فيها.. أكمل دراسته هناك كرفيقه صدام. ـ أقيل من عمله بعد سيطرة عبد السلام عارف على السلطة وحل الحرس القومي في 18 تشرين الثاني العام 1963. ـ أصبح عضواً للقيادتين (القطرية والقومية للبعث) في العام 1964 حتى العام 1971. ـ اعتقل بعد انكشاف محاولة البعث إسقاط عبد السلام عارف في الخامس من أيلول العام 1964.. واعترف على تنظيمات البعث التي كانت تحت إشرافه.. فتعرض من قبل رفاقه الى التشهير والتندر.. أطلق سراحه وسافر الى خارج العراق. علاقة صدام بالشيخلي: ـ عبد الكريم الشيخلي طالب الطب في بغداد.. والمثقف والمنظر لحزب البعث.. رافق صدام حسين رفقة طويلة.. بل كان الأخير يصرح انه أخوه ورفيقه.. فقد كان معه في زمرة محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في تشرين الاول / أكتوبر العام 1959.. وانتهى معه في منفى القاهرة.. ثم عادا معا إلى العراق.. وسجنا معا بعد ذلك بين عامي 64 و66 حتى هروبهما من السجن معا. مناصبه: ـ في 30 تموز 1968.. واستلام البعث السلطة كاملة: ـ عين وزيراً للخارجية أصالة للفترة من 31/7/1968 إلـى 29/9/1971. ـ إضافة الى إشرافه على اللجان التحقيقية في قصر النهاية. ـ العام 1969 أصبح أيضاً عضواً في مجلس قيادة الثورة. ـ في 29 أيلول العام 1971 أعفيً من مناصبه الحزبية والرسمية.. وعين مندوباً للعراق في الأمم المتحدة. ـ أواخر العام 1974 نقل الى ألمانيا حتى العام 1978. دور الشيخلي في مقتل حردان التكريتي: ـ صباح يوم الثلاثاء 30 آذار / مارس/ 1971.. وصل حردان التكريتي امام المستشفى الاميري في الكويت بهدف اجراء بعض الفحوصات الطبية. ـ يقول محمد كاظم رجل المخابرات العراقي المكلف باغتيال التكريتي: "وقفتُ في المكان المحدد ليً.. وهو احد مداخل المستشفى. ـ جاءت سيارة حردان حيث كان جالساً في الخلف.. وعندما توقف السيارة اتجهتُ نحوها فظنً حردان باني احد حراس المستشفى.. وما أن فتحتُ له باب السيارة ليترجل منها.. وقد كان ضخم الجثة انحنى الى الأمام ليستطيع الخروج.. وما أن مد رجله خارج السيارة عاجلته بخمس رصاصات أردته قتيلاً بالحال.. ثم هربتُ الى خارج المستشفى حيث كان بانتظاري احد رجال المخابرات العراقية لينقلني الى السفارة العراقية!! ـ في اليوم الثاني أعلن العراق بأنه سوف يبعث بوزير الخارجية عبد الكريم الشيخلي للتحقيق في حادث الاغتيال.. وصل الشيخلي الى الكويت وتوجه للسفارة العراقية مباشرةً والتقى بيً.. وهنأني على نجاح العملية وأبلغني شكر صدام حسين ليً!! بعد مضي يومين أدخلوني في صندوق سيارة وزير الخارجية الشيخلي متوجهين الى البصرة. ـ ومن المعلوم إن سيارة الوزير لا تفتش فوصلنا البصرة ومن هناك الى بغداد حيث استقبلني صدام شخصياً قائلاً ليً: لقد أنقذت العراق من خطر كبير.. ثم نقل جثمانه الى بغداد.. وشيع الى مثواه الأخير في مدينة تكريت. اعتقاله: ـ في شهر شباط 1978 تم اعتقال الشيخلي بتهمة التشهير بالرئيس البكر ونائبه صدام.. واخضع للتحقيق داخل مبنى المخابرات العامة.. وحكم عليه بالسجن خمس سنوات قضى سنتين منها.. ثم صدر العفو عنه العام 1980. منتهى الوضاعة والخسة: ـ يتحدث الكادر ألبعثي السابق حسن العلوي عن وضاعة عبد الكريم الشيخلي في التحقيق مع المعتقلين في قصر النهاية.. فيقول: في العام 1980 زرتُ مدرساً.. يقدم دروس خصوصية لولدي في الفيزياء.. بمناسبة إطلاق سراحه من الاعتقال.. وكان قد اختفى العام 1970 فجأة.. ولم يعثر على اثرٍ له.. وعلمتُ من شقيقه آنذاك إن الشرطة السرية ألقت القبض عليه.. وهو يصلي في جامع براثا.. وحدثني المعتقل عن يومياته في معتقل قصر النهاية.. الذي أمضى فيه ثلاث سنوات والسبع الباقية في معتقل آخر قائلاً: (في ليلة 13 رمضان العام 1970 استدعاني عبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية للمثول أمامه في هيئة التحقيق.. وقد وجدته للمرة الأولى ودياً.. خلافاً لتصرفاته معي في أوقات سابقة.. وقد نهض من مكانه فتصورته سيجلس الى جانبي.. لكنه اخرج من ثلاجاته قنينة ويسكي وصبً كأساً وقدمه ليً.. فشكرته على ذلك معتذراً.. لكنه قال: اشرب.. قلتُ: أنا مسلم كما تعلم فأعذرني.. قال: وهل نحن كفار خذ واشرب.. قلتُ إن الله يمنعني من ذلك.. قال: وأنا أمركً على ذلك.. قلتُ معاذ الله أن أخالف آمر الله.. قال: إذا لم تشرب هذا فستشرب شيئاً آخر.. لكني أصريتُ على موقفي.. فنادى شخصاً يدعى صبحي.. وكان هذا من قساة هيئة التحقيق.. ومن مساعدي ناظم كزار.. وقد اعدم في العام 1973.. فقال له خذه وتبولوا في فمه.. فأخرجني الى باحة السجن.. واجتمع أربعة أشخاص ففتحوا فمي وأنا ملقى على الأرض وبالوا فيه.. فتقدم الوزير قائلاً : (يبدو إن هذا هو شرابكم المفضل). ـ ويتحدث وليد الجنابي نقلاً عن حسن العلوي في كتابه (العراق دولة المنظمة السرية) : كان وليد الجنابي معلماً في إحدى المدارس الابتدائية.. ونقل بعد انقلاب تموز 1968 عضواً في لجنة لدعم منظمة فتح الفلسطينية مرتبطة بنقابة المعلمين العراقيين.. وفي أواخر العام 1970 نقل الجنابي الى الرباط في المملكة المغربية مديراً لمكتب وكالة الأنباء العراقية.. والتقى العلوي حيث كان آنذاك ملحقاً صحفياً في السفارة العراقية في المغرب. ـ انتهت مهمتهما سويةً وعادا الى بغداد بسيارة العلوي في رحلة استغرقت أسبوعين.. تحدث خلالها الجنابي عن المهمات الخسيسة التي قام بها خلال التحقيق مع المعتقلين.. والتي كانت تطارده أشباحها كما يقول هو.. وقد روى واحدةً فقط من تلك المهمات حيث يقول الجنابي: (ابلغني مسؤولي الحزبي بقرار نقلي إلى هيئة التحقيق في معتقل قصر النهاية بداية العام 1969.. وقد أشرفتُ على عمليات التعذيب ضد شخصيات معروفة ومهمة.. من بينهم عبد الرحمن البزاز). ـ يضيف الجنابي قائلاَ :دعيت بعد منتصف إحدى الليالي الى غرفة ناظم كزار في قصر النهاية.. وكان الى جانبه عدد من أعضاء قيادة البعث من بينهم صدام حسين وعبد الكريم الشيخلي.. وقد طلب مني ناظم كزار التوجه الى مستشفى التويثة (مستشفى التدرن الرئوي).. وجلب أربعة مرضى من المصابين بحالات ميئوس من شفائها.. وقد زودتُ بكتاب بهذا الخصوص.. وكان واجبي أن أنفذ وفق مبدأ (نفذ ثم ناقش).. وحينما جلبتُ المرضى في سيارة لاندروفر كنتُ أمد رأسي خارج النافذة.. وأنا أسوق السيارة بسرعة طائشة خوفاً أن تختلط أنفاسهم بأنفاسي.. حتى دخلتُ الى المعتقل.. وقد توضحت خطوط الفجر.. فوجئتُ بصف من الموقوفين معصوبي العيون.. وهم من القوميين العرب والبعثيين المنشقين (أي اليساريين من جماعة سوريا). ـ فبدأ ناظم كزار يتحدث إليهم.. وكان صدام حسين ما زال في مكتبه في هذا المعتقل ينتظر خطوات تنفيذ العملية.. حيث قال لهم كزار: (إننا قررنا الإفراج عنكم.. فإذا تسرب شيء عن حياتكم هنا فستعودون إلينا حالاً وستتحملون مسؤولية ما يصيبكم من عقاب).. وأشار الى المرضى الأربعة بالتقدم.. وواصل حديثه الى الموقوفين بأنه سيودعهم بعد أن يفتح كل واحد فمه ليبصق الرفاق فيه).. وتقدم المرضى فنفذوا ما طلبه ناظم كزار. ـ ويضيف الجنابي قائلاً: ورجعتُ بهم الى المستشفى.. وفي الطريق استفسرً احدهم مني عن سبب ذلك ؟.. فقلتُ أن الحزب قرر إرسالكم للخارج للمعالجة.. فقال صاحب السؤال : ولماذا إذن بصقنا في أفواههم ؟! فقلتُ لكي ننقل المرض من أجسام المواطنين الطيبين الى أجسام الخونة والجواسيس.. وانتم مواطنون فقراء لا يجوز أن تموتوا ليعيش هؤلاء الأثرياء أعداء الوطن.. ففرح الجميع.. وقالوا الله ينصركم). واختتم الجنابي حديثه قائلاً: (إن فكرة جلب مرضى بالسل والبصق في أفواه المعتقلين هي من أفكار عبد الكريم الشيخلي.. فقد كان طالباً سابقاً في الكلية الطبية.. واستخدم معلوماته الطبية في قضايا من هذا القبيل). ـ يا للخسة والوضاعة فبدلً أن يستخدم الشيخلي تلك المعلومات لخدمة الإنسانية.. استخدمها الشيخلي في أردأ الجرائم ضد المعتقلين !! كراهية وحقد صدام على الشيخلي: ـ يروي رعد الشيخلي (ابن خالة عبد الكريم الشيخلي) في جريدة المشرق البغدادية في 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2016.. أسباب انقلاب صدام على رفيق دربه وصديقه عبد الكريم الشيخلي بالقول: إن الشيخلي قال مرة لصدام انه يريد أن يتزوج.. فعرض صدام عليه إحدى أخواته (غير الشقيقات.. إحدى بنات إبراهيم الحسن) ليقترن بها.. لكن الشيخلي رفض العرض.. وقال له ساخراً: (صدوك تكول.. كيف أتزوج أمية ؟ وأنا طبيب). ـ كما كان في نفس الوقت يلمح له من قبل احمد حسن البكر.. رئيس الجمهورية وقتها.. بأن يتأهل وزير الخارجية من إحدى بناته.. ولأنه لم يرد أن يقع بين المطرقة والسندان.. تزوج بزوجة من اختياره. ـ في نفس أسبوع زواجه.. اعفي من المنصب وطرد خارج العراق. صدام في مرآة الشيخلي: يتحدث رعد الشيخلي.. الى جريدة المشرق (نفس المصدر اعلاه) قائلاً: (كنتُ احد مرافقي ابن خالتي قبل أن أتحول الى احد الأجهزة الأمنية.. وكنتُ أرافق خالتي (أم كريم) لزيارة ابنها (عبد الكريم الشيخلي) في السجن.. وكان صدام معه في السجن.. وكنا في كل مرة نزور فيها كريم نجد صدام بانتظار أن يزوره احد أقاربه.. فلا نجد واحداً من أقاربه أو عائلته يزوره في السجن.. وكان صدام يرتدي روبه في كل مرة نزورهما.. وكنتُ أشاهده جالساً مطرق الرأس.. وعينيه الى الأرض.. وسحابة من الحزن تغشي عينيه. ـ في إحدى المرات طلب من خالتي (أم كريم) بلهجة فيها كثير من الشفقة: (خالة بلكت بالمرة الجاية تجيبولي تمن احمر وشوية دجاج) !!.. ويذكر رعد قائلاً: (كان الدجاج في تلك الأيام ثميناً.. وان صدام قالها باستحياء)!!. ـ وفي إحدى زياراتنا للسجن وضع صدام منشوراً للحزب في أسفل ماعون الطرشي في السفرطاس الخاص بنا.. وما قالتهُ زوجته فيما بعد للإعلام.. بعد أن أصبحت السيدة الأولى.. إنها كانت تزور صدام مع رضيعها عدي في السجن.. وفي إحدى المرات دس صدام منشوراً للحزب في لفافة الصغير عدي.. هذه الواقعة غير صحيحة.. لأنني في كل مرة كنتٌ اصحب خالتي أم كريم الى السجن لزيارة ابنها كريم.. لا نجد أحداً من عائلة صدام أو أقاربه يزوره في السجن.. حتى زوجته لم نكن نراها تزوره.. فكيف تسنى له أن يضع منشوراً للحزب في لفافة عدي ؟!! ـ لقد زوروا التاريخ بعد أن سيطر صدام على الدولة والحزب.. ونسبً له جميع بطولات عملية اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم العام 1959.. بينما تشهد محاكمات المهداوي إن اغلب الجلسات واعترافات المتهمين تؤكد إن كريم الشيخلي كان عقل العملية.. وهو الذي دربً الرفاق على استخدام السلاح.. وهو الذي قادهم في شارع الرشيد.. إلا إن صدام قلب الحقائق رأساً على عقب لمصلحته.. كما يؤكد ابن خالة كريم الشيخلي. بداية النهاية: ـ يقول القيادي ألبعثي اللبناني جهاد كرم: عندما أصبح كريم الشيخلي وزيراً للخارجية انسجم مع منصبه.. وتوالت الأحداث وتتابعت ولم يسمع بأن عبد الكريم الشيخلي كان متناقضاً مع رفاقه.. باستثناء همسات بدأت تعلوا وتشكل إشاعات بأنه يتصرف تجاه رفاقه والموظفين في الخارجية وبعثات العراق في الخارج بفوقية واستعلاء.. حيث قال احدهم عنه انه وزير بلاط سان جيمس.. وليس العراق) ويضيف كرم: (ومن دون مقدمات صدر قرار بإعفائه من عضوية مجلس قيادة الثورة وكوزير خارجية أيضاً.. وتم تعيينه مندوباً دائماً للعراق في الأمم المتحدة في أواخر أيلول العام 1971.. وباشر الشيخلي بعمله الجديد.. وكان على وفاق تام مع صدام.. ولم يتوان عن تنفيذ كل طلباته.. وكان صدام يحقق له أيضاً كل رغباته الشخصية والمالية ولم يبخل عليه بالمال). ـ لقد نجح صدام بالتخلص من عبد الكريم الشيخلي في خطوته الأولى عندما نقله مندوباً للعراق في الأمم المتحدة.. مثلما تخلص من منافس ثاني له هو الفريق صالح مهدي عماش فقد تم عزله من منصب نائب رئيس الجمهورية وعضوية مجلس قيادة الثورة وتعيينه سفيراً. ـ لم يستطع صدام كبت نصره وفرحته بالتخلص من هذين الرجلين اللذين اسبق منه في الحزب.. ولهما علاقات واسعة فأقام حفلة عشاء فخمة في مطعم الفاروق في منطقة الحارثية مجاور معرض بغداد.. وهذا المطعم كان مخصصاً لقيادة الدولة والحزب والمخابرات.. فقد دعا صدام عدداً من أعضاء القيادة القطرية.. وطبعاً حضرها الشيخلي وخطيبته (زوجته فيما بعد).. كذلك حضرت الحفل زوجة عماش.. ولم تحضر الحفل زوجة صدام. ـ كان عبد الكريم الشيخلي ينفذ للبكر وصدام كل رغباتهما حتى انه استطاع بعد مقتل حردان التكريتي في الكويت أن يستقل طائرة خاصة فوراً الى الكويت.. ويُهرب قتلة التكريتي الى بغداد !!.. وفي شهر شباط العام 1978على وجه التحديد استدعيً الى مؤتمر السفراء العراقيين في الخارج.. الذي كان يعقد دوريا.. وخلال وجود الشيخلي في المؤتمر طلب للتحقيق في المخابرات العامة.. ووجهت إليه تهم تتعلق بالتشهير بالرئيس احمد حسن البكر ونائبه (صدام).. وحكم عليه بالحبس خمس سنوات قضى سنتين.. ثم صدر العفو على أساس تعهده بعدم أي نشاط الحزبي أو رسمي. صدام يتحدث عن الشيخلي: ـ في حديث لصدام مع الكوادر البعثية السورية في كانون الثاني العام 1993 (نقلا عن كراس البعث وروح الأسرة الواحدة ) يقول صدام: (إن الشيخلي خلال وجودنا في مصر 1960 ـ 1963 كان مسؤولا عن فروع الحزب في مصر والمغرب العربي.. لكنه كان (أي الشيخلي) كان كسولاً.. نزقا.. قليل الانتباه للعمل الحزبي.. وكان نواماً.. لا يلتقي بالرفاق.. وكنتُ (أي صدام) أدير اجتماعات الرفاق من دون تكليف. ـ وعند عودتنا الى العراق بعد انقلاب شباط 1963.. واعتقلنا بعد الخامس من أيلول 1964 من قبل السلطات العراقية.. انهارً الشيخلي.. وكان الحزبيون يعرفون حالة الضعف في التحقيق التي وصلها عبد الكريم الشيخلي.. وهو على ما هو عليه.. كان أمين سر الحزب كفراً لا يمكن أن يغتفر). ـ ويضيف صدام قائلاً: (كان بعض الحزبيين في طبيعتهم.. طبيعة بنائهم شرسين.. كانوا يتمنون قتله.. ولكنهم تفاجئوا.. عندما يرون أنني اخترت عبد الكريم الشيخلي معي في الزنزانة.. من اجل أن ارفع معنوياته.. لقد تحملنا عبد الكريم الشيخلي وبنيناه.. لكي يكون موقفه صلباً في التحقيق وفي المحكمة.. وليظهر كما ينبغي أن يظهر.. أمين سر الحزب أمام الناس.. وليس أمام الحزبيين وحدهم!!). ـ لكن ذلك لم يمنع أن اختاروه بعد انقلاب العام 1968 وزيراً للخارجية .. وبهذا الصدد يقول صدام في ذات الحديث: (مع ذلك فإن الشيخلي.. وهو وزير الخارجية استمر مهملاً.. حيث لم يكن يباشر واجباته الرسمية إلا عند الظهيرة.. وكنتُ التقي به دائماً.. وبرفيق آخر رحمه الله لأحاول تصحيح أوضاعهما ومسارهما ولأحثهما على تجاوز أخطائهما.. وعندما لم يجد ذلك نفعاً).. قلتُ له : (لقد حملتك على أكتافي سنين طويلة.. وتحملتُ أخطائك كثيراً.. مع ذلك فان التحمل لم يجد نفعاً). ـ لكنني أنا هادي حسن عليوي كباحث وكاتب هذه الدراسة استغرب: (لماذا لم يجري مثل هذا الحديث في حياة الشيخلي.. بل بعد موته بإحدى عشرة سنة) !! اغتياله: ـ في 8 نيسان / أبريل / 1980.. وعندما كان الشيخلي ذاهباً الى مركز دفع أجور الماء في منطقة الاعظمية ليدفع أجور ماء ببيته في الاعظمية وكان معه في السيارة بينما زوجته وأحد أطفاله.. حين تقدم عليه احد عناصر المخابرات وهو يهم بفتح باب سيارته وسلم عليه.. وما ان التفت الشيخلي على الذي سلّم عليه حتى اطلق عليه عدة رصاصات من مسدسه فارداه قتيلاً في الحال. ـ اعترف سبعاوي إبراهيم الأخ غير الشقيق لصدام للمحققين الأمريكيين بعد اعتقاله في تاريخ 27 شباط 2005.. وجلبه من سورية انه كان مكلفاً باغتيال عبد الكريم الشيخلي.. ونفذ عملية الاغتيال).. حيث يقول: (فتحتُ عليه النيران وقتل على الفور أمام الناس واستغرابهم). ـ ثم هربً ليستقل سيارة فوكس واكن التي كانت تنتظره.. لكن سائق السيارة ارتبكً.. وانطلق قبل صعود القاتل.. الذي تمكن من اللحاق بها وتشبث ببابها أمام أنظار الناس.. وهو يرتدي (غترة وعقال).. واستطاع المواطنون من تسجيل رقم لوحة السيارة.. الذي اتضح فيما بعد إن رقمها الأمامي يختلف عن رقمها الخلفي. ـ ويذكر القيادي في البعث جهاد كرم تقارير إن كريم الشيخلي قد عرض التعاون مع احمد حسن البكر الذي خرج من رئاسة الدولة في تموز العام 1979.. ويعلق كرم على هذه الجريمة: (انه لأمر مذهل ومستهجن وموجع أن تنتهي العلاقة بين صدام وكريم الى هذا الحد.. فقد كانا شخصاً واحداً منذ أيام اللجوء في القاهرة مروراً باللجنة القيادية بعد 18 تشرين الثاني 1963.. والإعداد للثورة.. فضلاً عن الاحتضان الذي مارسه صدام تجاه كريم.. لعدم إعفاء الأخير من مسؤوليته.. والعلاقات الحميمة التي ظلت بينهما.. فعائلة صدام كانت ضيفة على زوجة كريم عند زيارتها نيويورك). ـ ويضيف كرم قائلاً: (لا مال ولا سلطة يبرران ذلك.. فهل الجهل وعدم الخبرة.. أم العادات القبلية.. أم لعنة الأقدار).. ويضيف كرم قائلاً : (وإذا كان غير الجائز إطلاقاً قتل (كريم).. فإنه من المفروض أيضا أن لا يتآمر (كريم) ضد صدام.. إذ عامله بهذا التمييز والكرم).. لكن الحقائق والأحداث تؤكد إن مسيرة الجريمة استمرت في تصفية صدام لمنافسيه.. وحتى تصفية أبناء الشعب البسطاء ! ________________________ | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد فبراير 28, 2021 1:30 pm | |
| احمد حسن البكر.. رئيس وزراء انقلاب 8 شباط 1963 د . هادي حسن عليويـ طموحٌ.. أنانيٌ.. طائفيٌ.. متعصبٌ دينياً.. حيّالٌ.. مراوغٌ.. أفكاره قومية بتطرف شديد.. كما وصفه عربي فرحان الخميسي.. الذي كان طالباً في الكلية العسكرية معه ثم زميلاً له.. بالغدر حتى لأقرب الناس له ولأصدقائه.ـ أصدقاؤه: رشيد مصلح ومن بلدته ودورته.. وعبد اللطيف الدراجي.. وحسن عبود.. ومجيد حسين السامرائي.. وعبد الغني الراوي.. وجابر حسن.. وطاهر يحيى.. وكان حردان التكريتي من طلابه المدللين أيام الكلية العسكرية.. كل هؤلاء غدر بهم.ـ أكد علاء ألدين الظاهر: ب "إن أهم ما تميز به البكر الغدر بأصدقائه وزملائه.. فقد نقل لي حاتم مخلص إن حردان التكريتي قبل سفره الى خارج العراق على رأس وفد رسمي.. زار والده جاسم بحضوره ليقول انه حل كل خلافاته مع البكر.. حيث كان حردان يعترض على تصرفات الجناح المدني لحزب البعث.. فأجابه جاسم مخلص باللهجة التكريتية "وَلْ كِتَلَك"!ـ بعد مغادرته العراق اتصل حردان التكريتي بصديقه فاضل العساف الذي أصبح سفيراً في المغرب بعد نقله من مديرية الشرطة العامة.. ليطلب منه الاستعداد لمرافقته لحضور اجتماع الهيئة العمومية للأمم المتحدة.ـ لم يمض يومان حتى أقيل حردان التكريتي من جميع مناصبه.. وعندها اتصل بالعساف مرة أخرى ليخبره بأن: "الجماعة في بغداد.. سفلة لا ينفع معهم شيء".ـ أما عبد الكريم فرحان (القومي ووزير الارشاد في عهد عبد السلام عارف).. فيتحدث عن البكر.. في كتابه حصاد ثورة فيقول:ـ لم يكن ضابطاً لامعاً.. فهو من درجة عسكرية أدنى.. لكنه أعتقل.. ورفعتهُ صلته بحزب البعث وبعلي صالح السعدي أمين سر حزب البعث. ـ ومع حكم البكر انفتح الباب على مصراعيه لتعيين الأقارب والأصهار وأبناء العشيرة والبلدة والأصدقاء.ـ وأضاف الفرحان: "لم أشاهده ينفعل أو يغضب.. لكنه لا ينس.. وعندما تحين الفرصة ينتقم بقسوة.. ولا يهمه سوى بلوغ هدفه بصرف النظر عن الوسيلة".ـ جواد هاشم وزير التخطيط في عهد البكر.. يقول: "كان البكر بسيطاً.. ومتواضعاً.. في مسكنه.. وملبسه.. وتصرفه مع عائلته.ـ كانت بساطته في شؤون الدولة الاقتصادية والمالية تصل إلى حد السذاجة.ـ كان يتدخل في كل كبيرة وصغيرة.. إلى الحد الذي يدعو إلى التساؤل: كيف يستطيع الرئيس التفكير استراتيجيا؟.. وهل لديه الوقت للتفكير". ـ كان مصاباً بالسكري.. فقد يثور لأتفه الأسباب.. ويتخذ قراراً.. ثم يهدأ بعد ساعة ويلغي القرار!!ـ يقول المقدم جلال صدقي في مذكراته: (وهو من زملاء الزعيم عبد الكريم قاسم بالكلية العسكرية.. كما كانت له علاقة بالبكر): "تنبأ فتاح فال باكستاني للبكر.. عندما كان برتبة ملازم ثان بأنه سيصبح رئيساً للجمهورية.. فرفض البكر أن يدفع للفتاح فال الخمسين فلساً أجرته.. فنظرً هذا إليه".ـ يقول هاني الفكيكي أحد قيادي البعث: "كثيرون هم أولئك الذين خدعوا به.. وسموه بالسذاجة.. لكنه يستبطن مكراً لا حدود له.. وقدرة على خداع الخصم.. والغدر به".السيرة والتكوين:ـ ولد احمد حسن بكر العام 1914 في تكريت.. لأب كان يعمل قاطعاً للتذاكر بالسكك الحديدية.. وبعد أن أنهى الدراسة الابتدائية التحق بدورة معلمي الريفية.. وعين معلماً ريفياً في المدارس الابتدائية بتكريت لستة أعوام.. ولم يفلح في الحصول على الشهادة الثانوية رغم محاولاته المتكررة. ـ عندما افتتح الملك فيصل الأول صفا بالكلية العسكرية ببغداد خاصاً لأبناء العشائر في الفرات الأوسط والعشائر الجنوبية.. لم يشترط القبول فيه إنهاء الدراسة الثانوية.. التحق البكر وآخرين من تكريت بمساعدة مولود مخلص (الشخصية الوطنية المعروفة وأحد قادة الثورة العربية 1916).ـ المهم.. تخرج البكر وجماعته من الدورة بعد تسعة أشهر.. ولم يعين البكر قائداً لوحدة عسكرية.. بل عمل ضابط إعاشة وإدارة وتموين. ـ يذكر جرجيس فتح الله عندما التحق البكر بدورة الضباط الاحتياط كان خائفاً من آمر الدورة ويخشى منه تأخير ترفيعه.ـ لم يشارك البكر في حرب فلسطين 1948.. التي أعطت للعديد من الضباط العراقيين الذين برزوا في الحرب.. نوع من "الشرعية" للتدخل في السياسة فيما بعد.ـ كما لم يحصل على "شرعية" بديلة أو مساندة مثل: شهادة الأركان.. أو قيادة وحدات عسكرية كبيرة.. أو المشاركة في عمليات الجيش القتالية.. فبقيً ضابطا خاملاً دون إي تاريخ عسكري.. ففي المسيب كان يقضي معظم أوقاته مع بعض الضباط المتدينين أمثال: محمد فرج.. الذي قام البكر بإعدامه في كانون الثاني 1970.. أو مع بعض الضباط المسلكين. ـ وصل المقدم احمد حسن البكر الى المسيب في اواسط الخمسينيات ليعمل آمراً لسرية في الفوج الثاني للواء الاول.. وكان كل طموحه ان يترفع الى رتبة عقيد.. التي كان من شروطها ان يكون الضابط قد تولى قيادة وحدة فعالة.ـ عاد البكر بعد ترفيعه الى بغداد.. كما كان يرغب حيث قضى فيها معظم خدمته العسكرية شاغراً مناصباً ليس لها اهمية.البكر.. وثورة 14 تموز 1958: ـ بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 حاول عبد السلام عارف تعيين البكر آمراً للواء العشرين.. لكن عبد الكريم قاسم عارض هذا الاختيار بسبب عدم تخرجه من كلية الاركان وعدم صلاحيته لمثل هذا المنصب.. إلا إن عبد الكريم قاسم وافق بعد إلحاح عبد السلام عارف على تعيين البكر آمراً لأحد أفواج اللواء العشرين.ـ بعد عزل عبد السلام عارف من مناصبه في اواخر أيلول 1958.. حاول البكر القيام بانقلاب عسكري... لكن المحاولة اكتشفت قبل تنفيذها وتم اعتقال البكر. ـ أيد حركة الشواف في الموصل في 8 اذار1959.. وبعد فشل هذه الحركة تم اعتقال البكر في 19 نيسان 1959.. وتمت مصادرة أمواله.. وأحيل على التقاعد. انتماؤه للبعث: اثناء مكوث البكر في المعتقل احتك البعثيون المعتقلون ببعض الضباط.. وكان حزب البعث يبحث عن ضباط برتب كبيرة فوجد في البكر ضالته.. وفي الوقت نفسه وجد البكر ضالته في حزب البعث حيث لم يكن يتوقع لنفسه مكانا بين ضباط اكفأ وأشهر منه في التنظيمات العسكرية المعادية لحكم عبدالكريم قاسم.ـ وعن انتمائه للبعث يتحدث حسن العلوي نقلا عن البكر: "إن الويلاد.. أي الأولاد البعثيين أو أبناء تكريت فاتحوه بالانضمام لحزب البعث.. فسألهم: هل تصلون وتصومون؟ قالوا: نعم.. فوافق في الحال على أن يكون بعثياً". البكر.. وانقلاب 8 شباط 1963:ـ منذ العام 1961تشكلت لجنة سرية من الضباط البعثيين والقوميين وغيرهم من المعارضين للنظام القائم يومها انضم أليها عدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث.. ضمت أمين عام حزب البعث الجديد علي صالح السعدي.. وطالب شبيب.. وحازم جواد.. والدكتور مسارع الراوي.. وحمدي عبد المجيد.. وكلا من الرائد الأول الركن المتقاعد عبد الستار عبد اللطيف.. والرائد أول عبد الكريم مصطفي نصرت.. والمقدم الركن صالح مهدي عماش.. الذي كان على اتصال بالقسم العسكري لهذه اللجنة.. كل من: عبد السلام عارف.. وطاهر يحيى.. وعبد الغني الراوي.. ورشيد مصلح.. والمقدم أحمد حسن البكر.. وعبد الهادي الراوي.. المقدم الركن خالد مكي الهاشمي آمر كتيبة الدبابات في أبو غريب.. والعقيد الركن عارف عبد الرزاق آمر قاعدة الحبانية.. والمقدم الركن حردان التكريتي آمر قاعدة كركوك الجوية.. والرائد الطيار منذر الونداوي.ـ وضعت خطط عديدة للتخلص من قاسم والاستيلاء على السلطة.. لكنها لم تنفذ لسبب أو آخر.. كان أكثرها دقة في الإعداد تلك التي وضعت لتنفذ في 19 كانون الثاني 1963.. بعد تحريك إضراب الطلاب في أواسط كانون الأول 1962 الذي بدأ في المتوسطة الشرقية للبنين على أثر شجار نشب بين ابن العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب.. وبعض الطلاب البعثيين.. وقد تدخل الانضباط العسكري لحل النزاع.. فانتشر الإضراب الى عدد من المدارس الثانوية والمتوسطة.. وشمل كليات جامعة بغداد أيضا.. كان الغرض منه خلق جو مضطرب يساعد على القيام بانقلاب. ـ كاد الإضراب أن ينتهي بعدما نفذت معظم مطالب المضربين إلا أن مطالبهم تطورت لتتضمن أموراً سياسية ليس للحركة الطلابية علاقة بها.. فشنت أجهزة الأمن والجهات العسكرية حملة اعتقالات ضد الطلاب والمعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعة ممن اتهموا بالتحريض على الاضراب أو الاشتراك به.ـ تم كشف الخطة المعدة للانقلاب إلى عبد الكريم قاسم من قبل أحد الضباط.. فأحال عدداً من الضباط للتحقيق ممن وردت أسمائهم فيها.. إلا إن الأعضاء الرئيسيين لم يكشف أمرهم لديه.. فتأجل تنفيذ الخطة إلى يوم 25 شباط خلال أيام عيد الفطر.. إلا إن ضابطاً آخر كان مع المخططين أسر إلى عبد الكريم بأسماء الباقين.. وكشف نيتهم القيام بالحركة في ذلك اليوم.. فألقي القبض على: صالح مهدي عماش.. وعلي صالح السعدي أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث يومها.. وعدد آخر من الضباط الذين ذكر أن لهم علاقة بالمؤامرة.. وأجل توقيف البعض الأخر.. لهذا قرروا تقديم موعد الانقلاب إلى يوم 8 شباط تلافيا للخطر.ـ بدأ الانقلاب بقصف مستمر لوزارة الدفاع مقر الزعيم عبد الكريم قاسم بالطائرات.ـ وفي معسكر أبو غريب الواقع إلى الغرب من بغداد سيطر الضباط القوميون والبعثيون على كتيبة الدبابات الرابعة التي كان يقودها المقدم الركن خالد مكي الهاشمي.. وتمكن الضباط المتقاعدون: طاهر يحيى.. وأحمد حسن البكر.. وعبد السلام عارف من الوصول إلى الكتيبة وانضموا إلى الضباط المتمردين. ـ فتحرك المقدم عبد الستار عبد اللطيف وحازم جواد وطالب شبيب وعبد الستار الدوري نحو مرسلات أبو غريب القريبة من المعسكر فسيطروا عليها حيث لم يجدوا فيها قوة لحمايتها.. فأذاع البيان الأول حازم جواد عند حوالي الساعة التاسعة صباحا.ـ وأذيع البيانات الثاني والثالث بإحالة كبار الضباط على التقاعد مع خبر مقتل عبد الكريم قاسم الذي كان حيا في داره بالعلوية.. وأذيعت بيانات تأييدا للانقلاب بأسماء آمرين موجودين في معسكرات كركوك والحبانية والديوانية دون علمهم. ـ ثم ركب عبد السلام عارف وأحمد حسن البكر وبقية الموجودين في محطة المرسلات الإذاعية في أبو غريب.. دبابة وتوجهوا بها إلى محطة الإذاعة الرئيسة في الصالحية ببغداد ففتح لهم آمر الفوج العقيد هادي خماس المسؤول عن حماية أبوابها.. وانحاز إلى الانقلابيين.. وأصبحت بعدئذ محطة الإذاعة مقرا للمجلس الوطني لقيادة (الثورة) الجديد.ـ بعد نجاح الانقلاب أصبح البكر رئيس وزراء .ا | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد فبراير 28, 2021 1:32 pm | |
| ـ بعد نجاح الانقلاب أصبح البكر رئيس وزراء . استيراد وسائل تعذيب المعتقلين:
ـ يقول طالب شبيب وزير الخارجية انقلاب 8 شباط 1963: إن احمد حسن البكر ورشيد مصلح (الحاكم العسكري للانقلاب.. وآخرين أسهموا في تجهيز مراكز التعذيب الرئيسة في بغداد بأجهزة ووسائل التعذيب.. لتعذيب المعتقلين من قاسميين وشيوعيين وديمقراطيين. البكر.. و18 تشرين الثاني 1963: ـ شارك البكر بالحركة الانقلابية التي قادها عبد السلام عارف.. لإزاحة الحرس القومي (الجناح العسكري لحزب البعث) في ضربة تم تنفيذها في 18 تشرين الثاني العام 1963.. وكانت ضربة قاسية لهذا الحزب.. وأطلق عليها احمد حسن البكر.. الذي أصبح نائباً لرئيس الجمهورية.. عبارة: (الحركة التصحيحية). ـ اظهر البكر ولاؤه الضيق لأبناء منطقته.. وشارك مع غيره من الضباط البعثيين مثل: طاهر يحي التكريتي.. ورشيد مصلح التكريتي.. وحردان التكريتي.. وسعيد صليبي مع عبدالسلام عارف في الانقلاب على حزب البعث في 18 تشرين الثاني 1963.. حيث اصبح نائبا لرئيس الجمهورية. ـ كما التحق قريبه صدام حسين التكريتي للعمل في دار الاذاعة العراقية مؤيداً للانقلاب لكن وزير الثقافة والارشاد الجديد عبدالكريم فرحان امر بطرده ورفض مقابلته عندما جاء يتوسط لعودته الى الوظيفة. ـ كان لابد لعبد السلام عارف أن يعفي بقية قادة الحزب من مناصبهم.. وينهي نشاط حزب البعث.. حيث يذكر الكادر الناصري صبحي عبد الحميد: حين بدأ البكر بإعادة تنظيم حزبه.. من خلال الاجتماعات التي كان يعقدها في القصر الجمهوري. ـ ثار عبد السلام عارف وطلب من البكر نقل مكتبه إلى خارج القصر الجمهوري.. فاختار البكر مبنى المجلس الوطني.. وكان عارف يراقب تحركات البكر ويتابع نشاطه.. فغضبً البكر واعتكفً في بيته وتوقف عن ممارسة مهماته الرسمية (نائب رئيس الجمهورية). ـ وقد أرسل إليه عبد السلام عارف حردان التكريتي الذي أصبح نائب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع وكذلك العميد سعيد صليبي (آمر الانضباط العسكري وآمر موقع بغداد) لإقناعه بتقديم استقالته. ـ وهكذا لم يمض ثلاثة شهور على حركة 18 تشرين الثاني 1963 حتى فرض عارف على البكر الاستقالة. ـ في حين أكد سعيد صليبي: إن عبد السلام كان مصمماً على عدم السفر الى القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربي الأول (الذي يعقد في 17- 24 كانون الثاني العام 1964) ما لم يقدم البكر استقالته.. لأنه كان يخشى أن يستغل موقعه (نائب رئيس الجمهورية) ويقوم بحركة انقلابية ضده.. وهو في القاهرة.. وان من الأفضل له أن يستقيل لان عارف سيضطر إلى إقالته.. فقدم البكر استقالته أوائل كانون الثاني 1964. ـ عاد البكر إلى حزب البعث وشارك في المحاولة الانقلابية للبعث في 5 أيلول 1964.. لكن السلطة كشفتها قبل تنفيذها.. ثم أمر بنقله من معسكر التاجي إلى موقع الحرس الجمهوري.. بعد أن شكا من تصرفات مدير الهيئة الحقيقية العقيد بشير الطالب. ـ أطلق عارف سراح البكر العام 1965.. بعد تدخل سعيد صليبي وعارف عبد الرزاق وعبد الكريم فرحان وطاهر يحيى وصبحي عبد الحميد. ـ واعلن البكر عندها اعتزال السياسة والانصراف لتربية اولاده.. كما اعلن براءته من حزب البعث. ـ بعد انقلاب 17 تموز 1968 قام البكر باعتقال عبدالكريم فرحان.. الذي تعرض مع طاهر يحي التكريتي وغيره من ضباط وسياسيي العهد العارفي الى ابشع الوان التعذيب.. وعندما سنحت لفرحان الفرصة اخبر عائلته بما كان يتعرض له من تعذيب طالبا منها اخبار المسؤولين حيث اعتقد ان القيادة السياسية لم تكن تعرف بما كان يتعرض له السجناء.. بعدها جاء ناظم كزار والذي كان يشرف على التعذيب الى المعتقل ليشتم المعتقلين ويعرضهم الى الوان جديدة من العذاب بسبب الشكوى التي اوصلوها الى البكر. البكر.. وانقلاب تموز 1968: ـ بعد انقلاب 17 ـ 30 تموز 1968.. انفتح الباب على مصراعيه للبكر لتعيين الأقارب والأصهار وأبناء العشيرة والبلدة والأصدقاء.. وظهر ولاؤه الضيق لأبناء منطقته. المنصب أولا: ـ في الواقع كان البكر مصمماً على البقاء في السلطة هذه المرة مهما كان الثمن.. فقد قال لطالب شبيب بعد الانقلاب بأنه سيذبح هيثم (ابنه) إذا اقتضى الأمر.. ورفض البكر وساطة احد الوزراء السابقين للإفراج عن طاهر يحيى وبعض وزرائه قائلاً: (إحنا عاضينها ـ أي السلطة ـ بسنونا). مؤامرة عبد الغني الراوي: ـ في كانون الثاني 1970 أعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم يقودها عبد الغني الراوي.. فقرر البكر تشكيل محكمة خاصة تكونت من: طه الجزراوي.. وعزة الدوري.. وعلي رضا باوه.. قامت المحكمة شكلياً بمحاكمة المشاركين في المؤامرة وإعدامهم خلال ساعات من القبض عليهم.. وفي واقع الحال مات العديد منهم تحت الضرب والتعذيب.. ولم تكن هذه "المحكمة" تمتلك أية معرفة قانونية أو تتبع مبادئ القانون أو المحاكمات ولم يكن هناك هيئة دفاع أو حتى ادعاء عام ضد المتهمين. ـ لم يسلم مدحت الحاج سري من الإعدام فقد تم إعدامه بتهمة التجسس.. وقد تعرض مدحت الحاج سري إلى أبشع أنواع التعذيب.. واجبر على تقديم هذا الاعتراف الكاذب تحت التهديد بالاعتداء الجنسي على زوجته. ـ مثلما اُستخدمت زيارة روبرت أندرسون وزير المالية الأميركي الأسبق لرشيد مصلح التكريتي لتوجيه تهمة التجسس إليه.. وكان أندرسون يعمل لإحدى الشركات الأميركية (كما هو الحال عند انتهاء خدمة الساسة الأميركيين).. وحاول التوسط للحصول على امتياز للتنقيب عن الكبريت. ـ وتحت تعذيب قاس أعترف رشيد مصلح باستلامه رشوة بقيمة مائتي دينار من الزائر الأميركي.. وحتى إن صح الاعتراف فهو في أسوأ الأحوال اعتراف بقبول رشوة لا يمكن أن تصبح مساوية إلى تهمة التجسس الخطيرة أو تستحق الإعدام. البكر .. أول من أساء للمؤسسة العسكرية: ـ رغم احترام البكر الظاهري للمؤسسة العسكرية.. إلا انه سحق بأقدامه القوانين العسكرية والأنظمة. ـ فقد منح البعثيين المدنيين رتبا عسكرية العام 1963.. ووافق مع غيره من قادة البعث على ترفيع عبد السلام عارف من رتبة (عقيد) الى (مشير).. وصالح عماش من مقدم الى (فريق).. وحردان التكريتي من (مقدم) الى زعيم (عميد). ـ واحتسب لنفسه ولبقية ضباط الانقلاب فترة الإحالة على التقاعد في عهد عبد الكريم قاسم خدمة لغرض التقاعد والترفيع.. وبهذا حصل هو ورشيد مصلح وطاهر يحيى وغيرهم من ضباط الانقلاب على رتبتين أو ثلاثة أعلى. ـ بعد انقلاب 17 تموز 1968 وافق على ترفيع إبراهيم عبد الرحمن الداوود من رتبة (مقدم) الى (فريق).. وحردان التكريتي الى رتبة (فريق).. وعماش الى رتبة (فريق أول).. مع احتساب فترة التقاعد في العهد ألعارفي خدمة لغرض التقاعد. ـ وشملت هذه القرارات كل الضباط البعثيين.. وقام البكر بترفيع حماد شهاب التكريتي من رتبة عميد الى (فريق).. ومنح رتبة (فريق أول) للرائد سعدون غيدان.. كما منح رتبة (نقيب) لسائقه العريف.. الذي اخذ يترفع مع بقية الضباط. ـ وفي العام 1976 منح صدام حسين رتبة (فريق أول). ـ لكن البكر نفسه بدا بعد الانقلاب متعففا عن منح الرتب لنفسه.. وخدع الناس عندما ظهر برتبة (عميد).. مع انه رفّع نفسه العام 1963 وهو يشغل منصب رئيس الوزراء المدني الى (رتبة لواء). ـ الخديعة لم تستمر طويلاً.. فلم يمض شهران على الانقلاب حتى منح نفسه رتبة (المشير) بعد تسميتها بـ (المهيب).. وكان سبب هذه التسمية الجديدة النكات التي كانت تطلق على عبد السلام عارف مثل: (المشير الفطير). خفايا استقالة احمد حسن البكر: ـ كان يومي 10 و 11 تموز العام 1979 محل استفهام في دائرة المحيطين بالرئيس البكر.. فقد قيل: انه اعتزل الحكم.. فعقد الأمين العام المساعد منيف الرزاز اجتماعاً للقيادتين القومية والقطرية في العراق في منزله حاول فيه تقريب وجهات النظر.. غاب عنه الكثيرون.. ولم يتم التوصل إلى تفاهمات.. ثم عقد اجتماع أخر في غياب البكر وصدام ترأس الجلسة منيف الرزاز الذي طرح على الحضور وجهة نظر السيد النائب وقال لهم: "عليكم إن تكونوا بمستوى المسؤولية ولابد من تدارك الأمر قبل إن يحدث شرخ عميق.. ابحثوا عن صيغة كفيلة بوحدة القيادة لان هذه المرحلة هي منعطف كبير وخطير".. أما القيادة فقد انقسمت إلى فريقين: الأول: برز فيه محمد عايش: حيث طلب عقد اجتماع لمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب يحضره الرئيس احمد حسن البكر ونائبه صدام حسين وجميع الأعضاء.. انطلاقا من أنظمة الحزب.. تُناقش المشكلة فيه من جميع جوانبها بغية الوصول إلى حل لها. الثاني: الأقل عدداً كانت له وجهة نظر أخرى.. والغريب أنهم كانوا من اشد المناصرين للرئيس البكر وفي مقدمتهم طه ياسين رمضان الجزراوي إضافة إلى عزة إبراهيم الدوري.. كان رأيهم: "إذا كان الرئيس مصراً على الاستقالة.. فيجب العمل على إقناع نائبه صدام حسين بتولي الرئاسة مؤقتاً لحين الانتهاء من الاحتفالات بذكرى الثورة المجيدة والدعوة إلى عقد مؤتمر قطري موسع لحسم هذه المشكلة". ـ كانت تفاصيل ما يجري في الاجتماع تصل إلى السيد النائب (أي صدام) حرفياً.. الذي أدرك خطورة طروحات الفريق الأول واعتبرهم حجر عثرة في طريق طموحاته.. في نفس الوقت أدرك إن الفريق الثاني سيحقق طموحه الشخصي الأمر الذي دفعه إلى اصدر سلسلة من الأوامر السرية بتتبع كل مناصر للفريق الأول بطريقة (سري وعلى الفور).. وتحركت أجنحة المخابرات والأمن تجمع المعلومات التي كانت ناقصة في أضابيرها السرية.. الجناح الأول هو جهاز المخابرات بقيادة برزان إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسن.. والثاني وزارة الداخلية بقيادة سعدون شاكر. ـ كان الحرس الخاص عند الأبواب ينتظر الأوامر المحددة سلفا والجميع يعرف دوره وصدرت الأوامر.. حاول منيف الرزاز تلافي ما يحصل لكنه تعرض للضرب والإهانة الشديدة.. وارشد ياسين المرافق الشخصي للسيد النائب استمر في مجالسه الخاصة يردد وهو يضحك بسخرية.. انه ضرب منيف الرزاز لكمة أنسته كل تأريخ الحزب.. وطلب منه التوجه إلى منزله.. وان لا يفتح فمه إطلاقا.. وكما هي العادة.. توفيً الأمين المساعد بعد فترة زمنية قصيرة.. وقيل بسبب القهر. نزاهة البكر: البكر.. سرقات بالقانون: ـ يقول حسن العلوي: إن البكر كان نزيها.. لكن العلوي لم يقل كيف يحق لمجلس قيادة الثورة منح أعضائه ورئيسه البكر ألف دونم من الأراضي الزراعية لكل واحد منهم. ـ وبعد أن تبرع البكر ببيته في منطقة علي الصالح كمتحف لحزب البعث.. قام ببناء بيت فاره له.. ولصدام حسين على نفقة الدولة بكلفة قاربت المليون دولار للبيت الواحد.. (هذه في السبعينيات.. أي تعادل الان اكثر من مليار دولار). ـ أتصل البكر في بداية العام 1970بصديقه امين العاصمة إبراهيم محمد إسماعيل ليخصص ١٢ قطعة ارض متميزة تقع في الجادرية.. وجميعها ركن.. لا تقل مساحة كل واحدة منها عن الف متر بأسماء بناته التسعة واولاده الثلاثة. ـ على ان تجهز هذه القطع بمواد البناء من الدولة. ـ استحوذ البكر على قطعة ارض زراعية كبيرة قرب جسر المثنى على طريق التاجي. ـ في عهد البكر تقرر أن يمنح حزب البعث نسبة مئوية من واردات النفط.. كيف تكون السرقة؟!!. ـ إضافة الى الامتيازات الهائلة لقيادة وكوادر الحزب.. من أموال ورواتب وأراضي وبساتين وغيرها.. على حساب وضع المواطن ألمعاشي والاقتصادي. ـ كان البكر يقوم بزيارات مناطق أبو غريب الزراعية.. ووقعت عينه على قطعة أرض.. فقرر مصادرتها.. وأرسل لصاحبها مبلغا لا يتناسب مع ثمن المزرعة.. اخذ الرجل المبلغ مرغماً!! ـ تم فتح سباق الخيل.. الذي منعته ثورة 14 تموز 1958 !!. ـ وتم تشجيع بيوت الدعارة كي تصبح أوكاراً للتجسس على أعداء النظام بل حتى أعضائه. الاستقالة: ـ عصر السادس عشر من تموز اقُتحمت منـزل البكر الواقع في منطقة (أُم العظام).. المطل على نهر دجلة بجانب الجسر المعلّق كرادة مريم.. وحدات عسكرية من قوات المغاوير الخاصة يقودها برزان التكريتي والعميد الركن طارق حمد العبد الله المرافق الأقدم للرئيس للبكر. ـ وأُجبر البكر على ارتداء ملابسه.. واقتيد الرئيس إلى مبنى المجلس الوطني حيث اصطحبه صدام وبرزان إلى دار الإذاعة والتلفزيون. ـ ظهر الرئيس البكر من على شاشة تلفزيون بغداد.. وهو زائغ النظرات يتلفت نحو اليمين واليسار ويحاول السيطرة على أعصابه.. يغمره خوف شديد بالكاد كانت الكلمات تخرج من فمه.. وتلعثم عدة مرات في نطق الحروف حتى ملامح وجهه تغيرت.. واضطر أكثر من مرة إلى بلع ريقه. البكر.. أقيل .. ولم يستقيل: ـ يقول طارق عزيز: "بعد أن أخرجنا البكر من قيادة الحزب ورئاسة الدولة.. كنتُ مع صدام في تحقيق أهدافه". ـ يذكر برزان التكريتي: إن البكر لم يتنح بل نُحيً.. وهو لم يستقيل.. بل أقيل. ـ ويذكر برزان في مذكراته: في اجتماع للقيادة سألتُ صدام.. هل يجوز لأعضاء في قيادة الحزب والدولة زيارة البكر وهو خارج الحزب والدولة.. وبزيارات دورية.. فردً قائلاً: "لا يجوز". ـ واصدر صدام فوراً أوامره بهذا الشأن.. كما امر بسحب الحمايات والسيارات منه.. وكانت في ذات الوقت صور البكر الى جانب صدام بأوامر من صدام. صدام.. يخشى من عودة البكر للسلطة: ـ شهد العام 1982 توالي الهزائم العسكرية مع إيران.. وانتشرت إشاعة تقول: إن البكر قد يعود إلى السلطة.. وبهذا الصدد يذكر القيادي في البعث تايه عبد الكريم: بأن صدام انطلق يشعر بأن الأمور في غير صالح العراق في الحرب.. وقال صدام: "أخاف أروح أني.. ديروا بالكم تنتخبون البكر.. فالبكر ليس له دور في الثورة.. وتحدث صدام بشكل غير لائق وقاس بحق البكر.. ولم تمض مدة طويلة حتى توفى البكر"!!. لكن الامر .. انتهى: ـ ففي الرابع من تشرين الأول / اكتوبر / العام 1982 توفي البكر.. واثبت الفحص الطبي ان سبب الوفاة نوبه قلبية.. وقيل إنه تم زرقة حقنة أكثر من نسبة السكر فمات البكر في الحال.. ودفن البكر في مقبرة الكرخ ببغداد. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد فبراير 28, 2021 9:41 pm | |
| حازم جواد: المخطط والمفكر الفعلي لانقلاب 8 شباط 1963 د . هادي حسن عليوي ـ شخصية غامضة.. مناور.. كذاب.. محتال.. مغرور.. مصلحته أهم من كل شيء.. لا يملك ذرة من الإنسانية.. التي يتمشدق بها. ـ مجرم حتى الثمالة.. درس الكيمياء في كلية التربية كي يتعلم صناعة المفرقعات وقنابل المولوتوف ليستخدمها في نشاطاته الإجرامية. ـ كان على رأس كل عمل هجومي أو انتحاري للبعث.. له ارتباطات بالمخابرات البريطانية.. ومازال الى اليوم يعيش هو وأسرته في بريطانيا. السيرة والتكوين: ـ ولد حازم جواد العارضي في مدينة الناصرية في أيار العام 1936.. وهو ابن أخت فؤاد ألركابي أحد مؤسسي حزب البعث في العراق.. كان أبوه فقيراً يشتغل بتكفين الموتى وتأدية طقوس العزاء للناس. ـ أكمل دراسته الابتدائية في الناصرية.. والثانوية بالإعدادية المركزية ببغداد.. وانخرط في دار المعلمين العالية.. (كلية التربية لاحقاً).. طرد منها لأسباب سياسية.. ولم يكمل دراسته الجامعية.. متزوج من عضوة الحزب معينة نايف الغنام.. ولهما ابنة اسمها (سفانه). نشاطه السياسي: ـ بدأ حياته السياسية بصداقة الإخوان المسلمين.. ثم تحول الى الاتجاه القومي فانضم الى حزب الاستقلال.. وفي العام 1952 انضم الى حزب البعث. ـ وفي تشرين الثاني من نفس العام شارك البعثيون في انتفاضة تشرين الثاني ليكون أحد المعتقلين من تلك التظاهرات.. وأصبح من أشد البعثيين تحمساً وفداءً للحزب. ـ تقدم حازم بالحزب بسرعة.. طُرد من كلية التربية ليتفرغ للحزب تفرغاً كاملاً. ـ أعتقل في العهد الملكي أربع مرات.. وأصبح مسؤولاً عن خلايا البعث القليلة في العراق. ـ بعد ثورة 14 تموز 1958 أصبح مسؤولاً للمكتب العسكري للبعث. ـ أعتقل في تشرين الثاني / نوفمبر العام 1958 (في عهد عبد الكريم قاسم ).. لكنه تمكن من الفرار إلى سوريه. و كان المخطط مع فؤاد ألركابي أمين سر قيادة هذا الحزب لمحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم.. التي نفذت في 7 تشرين الثاني / اكتوبر / 1959 وبعد فشلها هرب الى سورية فمصر.. كما هربت بقية قيادة البعث. ـ بعد أشهر كلفت قيادة البعث القومية حازم جواد بإعادة بناء الحزب وقيادته.. فعاد حازم عاد الى العراق في كانون الثاني / يناير /1960.. وكان رفاقه في القيادة كل من: فيصل حبيب الخيزران المحامي.. وطالب شبيب.. ثم علي صالح السعدي الذي توثقّت علاقته وتوطّدت مع حازم.. ولما كان السعدي اقرب الى حياة التشرد والشقاوة فقد غدا في سلم الأولوية.. هؤلاء الأربعة من المدنيين اختلفت جذورهم ومنابتهم وانتماءاتهم لكي يجمعهم حزب يعيش على فتات القوميين والحركيين والناصريين.. لكنه عشعش في مناطق محددة ومعروفة في العراق خصوصاً في بغداد. حازم جواد.. وعائلة عبد الكريم قاسم: ـ روى لي (أنا.. هادي حسن عليوي) مؤيد محمد صالح ابن شقيقة الزعيم عبد الكريم قاسم معرفتهم بحازم جواد.. قائلاً: "تعود معرفتنا كعائلة للزعيم عبد الكريم قاسم بحازم جواد وعائلته قبل ثورة 14 تموز يوم جاؤوا الى محلة المهدية عائلة فقيرة الحال من الناصرية لتسكن في تلك المنطقة والى جوارنا.. وعندما كان عبد الكريم قاسم يعود الى الدار في أيام إجازاته الرسمية.. وهو برتبة مقدم ركن كان يسأل والدتي باستمرار عن عوائل ضعيفة الحال في المنطقة يمكن له أن يساعدهم من خلال توزيع أجزاء من راتبه عليهم!! كانت والدتي (والحديث لمؤيد ) تشير له بأن عائلة حازم جواد هم من أوائل المحتاجين.. وبالتالي كان يصلهم من راتب الزعيم ما يعينهم على ظروف الحياة الصعبة يومها.. وتمكن حازم وأخاه كاظم من إكمال دراستهم الابتدائية والثانوية"!! ـ يضيف مؤيد قائلاً: "بعد انقلاب 8 شباط نُهب دارنا وحولوه الى مركز للحرس القومي.. واعتقل أخي الأكبر (صبحي).. ذهبتُ الى (حازم جواد)..الذي أصبح مسؤولاً متأملاً منه خيراً لعله يدلنا على مكان اعتقال أخي.. أو ما جرى له ولعله يضع بنظر الاعتبار ما يربطنا به سابقاً.. فما كان منه إلا أن رفض حتى إخبارنا بمكان اعتقال أخي.. لا بل نهرنا واخبرنا بعدم مراجعتنا له ثانيةً!!" دوره.. في انقلاب شباط 1963: ـ أواخر العام 1960 أعتقل حازم وأفرج عنه بعد سنة أثر العفو الذي أصدره عبد الكريم قاسم (رئيس الوزراء).. وفي إثناء تواجده في السجن تولى علي صالح السعدي قيادة الحزب.. وقبيل أيام من انقلاب 8 شباط 1963 أعتقل المقدم صالح مهدي عماش في 2/ 2/ 1963.. وبعد ثلاثة أيام أعتقل علي صالح السعدي أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث.. وكريم محمود شنتاف عضو قيادة هذا الحزب للتحقيق معهم حول مؤامرة يخططون لها ضد نظام قاسم. ـ فاستعجل البعثيون ونفذوا انقلابهم قبل انكشافه للسلطة.. فعند الساعة الثامنة و النصف من صباح 8 شباط 1963 وقفت سيارة أمام باب دار العقيد الطيار جلال الأوقاتي آمر القوة الجوية.. و نزل منها ثلاث شبان طرق احدهم باب الدار.. وحالما فتحها الأوقاتي انهالوا عليه برصاص غداراتهم و تركوه جثة هامدة على باب داره. ـ وجرى الاتصال بالزمرة الانقلابية.. وتم إبلاغهم باغتيال الأوقاتي.. وعند ذلك تحرك المتآمرون. ـ فقامت طائرتان من قاعدة الحبانية التي سيطر عليها الضباط القوميين و قصفت مدرج الطائرات الحربية في معسكر الرشيد و خربته فلم يعد صالحا لحركة الطائرات.. ثم أعقبتها طائرتان أو ثلاث بدأت تقصف وزارة الدفاع بقيادة الملازم منذر الونداوي.. و بشكل متواصل لمدة ساعتين فردت عليها المدفعية المضادة و أسقطت واحدة منها. ـ وكان القصف اشارة لتجمع الحرس القومي.. مليشيا حزب البعث.. المسلح بالغدارات.. فاتجهوا من الأعظمية إلى وزارة الدفاع و معسكر الرشيد و سدوا الطرقات المؤدية إلى بغداد من جهة الغرب. ـ وعندما بدأ قصف وزارة الدفاع.. بدأ العمل في معسكر أبو غريب الواقع إلى الغرب من بغداد.. حيث سيطر الضباط القوميون والبعثيون على كتيبة الدبابات الرابعة التي كان يقودها المقدم الركن خالد مكي الهاشمي.. وتمكن الضباط المتقاعدو: طاهر يحيى.. وأحمد حسن البكر.. وعبد السلام عارف من الوصول إلى الكتيبة.. وانضموا إلى الضباط المتمردين. ـ كان بصحبتهم دبابة أخرى.. وساعدهم حرس دار الإذاعة.. المشاركون في الانقلاب على السيطرة عليها.. ثم التحق بهم كل: من حازم جواد.. وطالب شبيب.. وهناء العمري.. خطيبة علي صالح السعدي.. أمين سر قيادة حزب البعث. ـ حيث قاموا بقطع البث من مرسلات الإذاعة في أبو غريب.. وتركيب تحويل في مرسلات الإذاعة.. وبدأ البث فيها من هناك قبل استيلائهم على دار الإذاعة في الصالحية ببغداد. ـ أذاع البيان الأول حازم جواد عند حوالي الساعة التاسعة صباحا.. وأذيع البيانات الثاني والثالث بإحالة كبار الضباط على التقاعد.. مع خبر مقتل عبد الكريم قاسم.. الذي كان في الواقع حياً في داره بالعلوية.. وشاركت هناء العمري بإذاعة بيانات الانقلابيين. ـ وأذيعت بيانات تأييدا للانقلاب بأسماء آمرين موجودين في معسكرات كركوك والحبانية والديوانية دون علمهم. ـ ثم ركب عبد السلام عارف و أحمد حسن البكر و بقية الموجودين في محطة المرسلات الإذاعية في أبو غريب.. دبابة وتوجهوا بها إلى محطة الإذاعة الرئيسة في الصالحية ببغداد ففتح لهم آمر الفوج العقيد هادي خماس المسؤول عن حماية أبوابها.. وانحاز إلى الانقلابيين.. وأصبحت بعدئذ محطة الإذاعة مقرا للمجلس الوطني لقيادة (الثورة) الجديد. حازم جواد.. وإبادة الشيوعيين: ـ كان البيان (13) بصيغته الأولى (إبادة الفوضويين).. لكن طالب شبيب رفض ذلك مؤكداً على (إبادة الشيوعيين) حتى لا تحدث فوضى ومجازر.. وقد تكون المقاومة ضدهم من كل الشعب.. خشية من حدوث ضجة في المستقبل.. وأصر طالب شبيب على ابقاء كلمة الشيوعيين. ـ كان اعتراض حازم جواد ليس على القتل.. والدماء.. والإنسان الذي يستباح كلياً في العراق.. إنما كان يختلف في تسمية من يتم إعدامهم بالفوضويين بدلاً من الشيوعيين. حازم جواد.. وقصر النهاية: ـ يعتبر حازم جواد من بين أبرز القياديين في قصر النهاية بعد علي صالح السعدي.. وكان يقوم بالتحقيق مع القياديين في الحزب الشيوعي مستخدماً كل أساليب التعذيب حتى في بتر أجزاء من جسم الضحية.. وسلخ جلود السجناء.. وقلع الأظافر.. والعيون.. وتكسير الأضلع.. ليعترف.. إنه قاتل لا يوازيه حتى ناظم كزار.. فيما بعد. جواد.. وزيراَ: ـ أصبح حازم جواد.. وزيراً للدولة لشؤون رئاسة الجمهورية منذ 8 شباط 1963.. وفي أيار 1963 أعفي حازم جواد من منصب وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية.. وعين وزيراً للداخلية بدلاً من علي صالح السعدي الذي عين وزيراً للإرشاد. المؤتمر القطري الاستثنائي: ـ يحدثنا طالب شبيب (عضو القيادة القطرية ووزير خارجية الانقلاب) عن أوضاع الحزب والجيش قبيل انعقاد مؤتمر البعث الاستثنائي قائلاً: (عدتُ من نيويورك الى بغداد عن طريق لندن ووصلتها في 6 تشرين الثاني 1963.. وفي المطار فوجئتُ باستقبال غير مألوف ومعد سلفاً.. فلم أكن أتوقع أن أجده.. فضلاً عن موظفي وزارة الخارجية كان هناك حوالي ستين ضابطاً بعثياً يشغلون اخطر المناصب ومراتب الجيش بينهم: رئيس الأركان.. وآمر الانضباط العسكري.. وقادة كتائب الدبابات الأربعة.. وهي القوة الوحيدة القادرة على حسم أي نزاع عسكري في بغداد. ـ عندما انتهى الاستقبال أوصلني حازم جواد بسيارته الى منزلي.. وفي الطريق سألته عن معنى حضور كل هؤلاء الضباط.. قال: إن الوضع داخل القوات المسلحة لم يعد يطاق.. وان طلب عودتك لم يكن رغبة شخصية مني فقط.. وإنما سعى إليها عدد كبير من كوادر الحزب المتفهمين (المدنيين والعسكريين).. الذين أصبحوا مقتنعين بضرورة التغيير.. وأضاف: كن واثقاً إن الضباط بحضورهم الى المطار أرادوا إبلاغك بصراحة بان الوضع بات غير مقبول.. وبالنسبة للقيادة القطرية فلم تجتمع ولا مرة واحدة ولا يمكن بتركيبتها الحالية أن تجتمع.. حينذاك أدركتُ واقتنعتُ انه لابد من تحمل المسؤولية.. ووضع علاج معين وعدم الاستسلام للفوضى. ـ لم يكن كما بدا لي في ذهن حازم أي حل جاهز.. ولم أكن حتى ذلك الوقت قد فكرت بحل أو مخرج.. وقبل مغادرته اخبرني حازم جواد بان صالح مهدي عماش (وزير الدفاع).. يلعب بخبث لعبة مزدوجة ويحاول إقناعنا وإقناع نفسه بإمكان ولاء أكثرية القيادة القطرية.. التي ستتمخض عن مؤتمر قطري استثنائي أو تكميلي بعد إضافة عدد من العسكريين إليه.. فنمتلك الأكثرية.. ونعيد انتخاب قيادة تكون أكثريتها الجديدة موالية.. وحينذاك سيكون ممكناً اتخاذ قرار بإخراج علي صالح السعدي من المسؤولية ونعيد تنظيم الحرس القومي.. وفق ما نجده مناسباً ووفق ما يدور ألان في أذهاننا حول مهماته وواجباته. ـ وبالفعل زارني عماش في اليوم التالي وقال: إن القيادة لم تجتمع.. والتذمر يتسع بين الضباط الذين بدأوا لأول مرة يشعرون إنهم يمتلكون الشجاعة والحرية لإبلاغ القيادة القطرية للحزب بما يدور بخلدهم وبمعاناتهم بكل صراحة وأمانة ودون خوف.. وهم ألان يختلفون عن المدنيين الذين يخافون من بطش وانتقام علي صالح السعدي والحرس القومي إذا ما عبروا عن استيائهم وآرائهم.. وانه كوزير للدفاع يبلغني أن وضع الجيش لم يعد يحتمل.. ولا بد من ضبط الحرس القومي وإعادة تنظيمه بطريقة مناسبة.. وليس أمامنا غير عقد مؤتمر قطري.. وإضافة أعضاء مناسبين إليه.. وقال: تأكد يا طالب إن عدداً كبيراً من كوادر الحزب سيتعاونون مع قيادة قطرية عقلانية. انعقاد المؤتمر: ـ بعد انتهاء أعمال المؤتمر القومي السادس لحزب البعث الذي عقد في دمشق.. وعودة أعضاء الوفد الحزبي العراقي الى بغداد.. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة كلفت القيادة القطرية عضوها هاني الفكيكي "رئيس المؤتمر القطري الخامس" بالدعوة الى عقد دورة استثنائية للمؤتمر لاستعراض قرارات المؤتمر القومي السادس.. وإضافة أعضاء عسكريين جدد الى المؤتمر القطري.. وإجراء انتخابات تكميلية لإضافة خمسة أعضاء الى القيادة القطرية.. وتقرر عقد هذا المؤتمر يوم 11 / 11 / 1963. ـ يتحدث هاني الفكيكي في كتابه (أوكار الهزيمة) قائلاً: "كان موعد الاجتماع الساعة السادسة مساءً في بناية المجلس الوطني.. وعند بدء الجلسة قرأتُ برقية عفلق.. وطلبتُ من المؤتمر اتخاذ القرار الذي يرتأيه.. وبعد نقاش تقليدي شابه الكثير من إضاعة الوقت قرر المؤتمر الاستمرار في جدول أعماله.. كان جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة ما عدا عبد السلام عارف أعضاء في المؤتمر القطري.. ولفت نظري وجود طالب شبيب وعودته الى بغداد قبل الموعد المتوقع حيث كان في نيويورك.. وسألتُ البكر وعماش قبل بدء الجلسة إن كانوا اعدوا قائمة الضباط المطلوب إضافتهم الى المؤتمر.. إلا إن البكر طلب تأجيل ذلك لجلسة مقبلة.. وبعد تقديمي كلمة موجزة عن أعمال المؤتمر القومي السادس.. أثيرت تساؤلات عدة انصب أكثرها حول علاقة الحزب بالحكم والتعديلات التي أجريت على النظام الداخلي.. والخطوات العملية التي ستسبق قيام دولة الوحدة.. واستغرق ذلك قرابة ساعة واحدة.. أعلنتُ بعدها فتح باب الترشيح للانتخابات التكميلية". الهجوم المسلح: ـ يضيف الفكيكي قائلاً: وفيما كنا نسجل أسماء المرشحين اندفع الى قاعة الاجتماع عشرات الجنود المدججين بالسلاح وعشرات الضباط يتقدمهم المقدم محمد حسين المهداوي الملحق العسكري في دمشق شاهرين رشاشاتهم هاتفين بشعار الحزب.. كان مشهداً مضحكاً أن أرى العميد رشيد مصلح ملوحاً برشاشه ومردداً: (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة).. في هذه اللحظة بالذات خاطبتُ البكر بلغة العيون فتجنب نظراتي.. ويضيف الفكيكي قائلاً: في الواقع كان المشهد كله مضحكاً شلة من الضباط لا يجمعهم جامع سوى العداء لقاسم والشيوعية.. ارتدوا بزة الحزب للتخلص منا ومن الحزب معاً وهاهم ينجحون في ذلك.. لكن الغريب في الأمر إنهم شاركونا النسب ألبعثي ونابذوا من داخله.. وكان تمسكهم بالبعث.. وهم يهاجمون مؤتمره القطري المشهد الأخير من مسرحية.. لا علاقة لها بصراعنا مع حازم جواد.. كان المقدم علي عريم.. والمقدم فهد جواد الميرة.. والمقدم صلاح الطبقجلي.. والمقدم محي محمود.. والمقدم زكريا السامرائي.. والعقيد سعيد صليبي.. والمقدم حميد السراج.. والمقدم منعم حميد.. والمقدم الطيار حسين حياوي.. والمقدم جميل صبري.. والرائد عبد الله مجيد المرافق الأقدم لعبد السلام عارف.. والمقدم حميد التكريتي المرافق الأقدم للبكر.. والنقيب الاحتياط عزيز شهاب.. وآخرون كثيرون بلغوا الأربعين ضابطاً. ـ انتشر الجنود في أرجاء القاعة على أتم الاستعداد الميداني.. ثم تقدم المهداوي وسط القاعة قائلاً: جئتُ من دمشق واتفقتُ مع الأستاذ ميشيل عفلق الأمين العام للحزب على ضرورة اقتلاع بؤر الفساد والانحراف من الحزب وما يجري هنـا ألان يجـري مثيله فـي دمشق. انتخاب قيادة جديدة للحزب: ـ يقول هادي خماس مدير الاستخبارات العسكرية آنذاك: "كانت تصرفات الحرس القومي المحسوب على جماعة علي صالح والمؤيد القوي له.. صيداً ثميناً لجماعة حازم جواد فأخذوا ينتقدونها سراً وعلانية.. وكسبوا بذلك عدداً من الحزبيين العقلاء.. خاصة المثقفين منهم.. الذين كانوا بدورهم غير راضين عن هذه التصرفات". ـ يقول الكادر البعثي زهير عبد الرحمن التكريتي.. وهو احد أصدقاء حازم جواد منذ الثانوية ويسكنان معاً في منطقة المهدية ببغداد: "لم أصدق ولم يفكر أحد في يوم من الأيام أن ينقلب الرفيق حازم جواد على الحزب لأنه فشل في انتخابات القيادة القطرية.. فإذا كان هذا حال الرفيق حازم جواد الذي وصل الى القيادة القطرية بكفاءته الذاتية ونشاطه المتواصل فكيف حال الآخرين؟". ـ لقد أعدت جماعة حازم جواد بالاتفاق مع بعض الضباط الموالين لها خطة لاعتقال مجموعة علي صالح السعدي أثناء الاجتماع وتسفيرهم خارج العراق.. وانتخاب قيادة قطرية جديدة يكون أغلبها من جماعة حازم.. وهكذا أحاطت سرية من الانضباط العسكري مبنى المجلس الوطني الذي انعقد فيه المؤتمر. ـ المهم وقف محمد حسين المهداوي خطيباً وعدد أخطاء مجموعة علي صالح السعدي.. وتصرفات الحرس القومي.. وهاجم صالح مهدي عماش.. ثم تلا ذلك انتخاب قيادة قطرية جديدة تألفت من: احمد حسن البكر.. طاهر يحيي.. حازم جواد.. طالب شبيب.. عبد الستار عبد اللطيف.. صالح مهدي عماش.. محمد حسن المهداوي.. كريم شنتاف.. طارق عزيز.. عدنان القصاب.. فؤاد شاكر مصطفى.. فائق البزاز.. علي عريم.. عبد الستار الدوري.. منذر الونداوي.. وحسن الحاج وادي. ـ اتخذت هذه القيادة قراراً بإبعاد: كل من: علي صالح السعدي.. هاني الفكيكي.. محسن الشيخ راضي.. وحمدي عبد المجيد.. وأبو طالب الهاشمي إلى خارج العراق.. لم يعترض أنصار علي صالح السعدي في القيادة الجديدة على الإبعاد خوفاً من أن يشملهم هم أيضاً.. وكان أشدهم هدوءاً منذر الونداوي الذي وافق على القرارات.. لكنه كان يدبر في نفسه أمراً لإجهاض هذه القرارات وإعادة الشرعية إلى الحزب حسب رأيه بالقوة.. كما انتزعها المتآمرون من الحزب.. وأعدت للمبعدين طائرة خاصة نقلتهم في الليلة نفسها إلى إسبانيا. ـ وقررت القيادة الجديدة حل الوزارة السابقة وتشكيل وزارة جديدة برئاسة احمد حسن البكر تضم عناصر بعثية معتدلة.. وبعض العناصر القومية الوحدوية.. وبدأ رئيس الجمهورية الذي أبدى فرحه الشديد بهذا النصر ورئيس الوزراء يستعرضان الأسماء لتشكيل الوزارة إلا أن الأحداث تسارعت.. وجمدت فكرة التشكيل الوزاري الجديد لحين انجلاء الأمور. ـ نتيجة لتفاقم الأوضاع قررت القيادة القومية لحزب البعث برئاسة ميشيل عفلق الحضور الى بغداد.. وفعلاً حضرت الى بغداد وقررت اعتبار المؤتمر الاستثنائي غير شرعي. ـ كذلك القيادة المنبثقة عنه غير شرعية.. والتي أسموها "المتآمرون".. وفعلا تم إخراجهم في 13 تشرين الثاني.. وهم: (حازم جواد وزير الداخلية.. وطالب شبيب وزير الخارجية.. وعبد الستار عبد اللطيف وزير المواصلات.. ومحمد حسين المهداوي الملحق العسكري في السفارة في دمشق.. ومحي الدين محمود رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.. وجميل صبري مدير الأمن العام.. وطارق عزيز رئيس تحرير جريدة الجماهير.. الناطقة بلسان حزب البعث.. كما قررت القيادة القومية عدم السماح بعودة القادة الخمسة المبعدين (علي صالح السعدي وجماعته). ـ في 16 تشرين الثاني 1963 أجريً تعديل وزاري تم فيه إقالة حازم جواد من الوزارة.. وبعد يومين (أي في 18 تشرين الثاني) حل عبد السلام عارف الحرس القومي وسيطر على السلطة. ـ في 8 شباط 1964 عاد حازم جواد الى بغداد جواً متحدياً قرار إبقاؤه في المنفى.. إلا إن عبد السلام عارف أرغمه على المغادرة الى القاهرة. حازم جواد.. وانقلاب تموز 1968: ـ بعد خمسة أعوام.. لم يكن سراً إن احمد حسن البكر وصدام حسين كانا ينتظران أية فرصة سانحة للانقضاض على السلطة.. ففي أواخر 1967 شارك حازم جواد في استقبال ضيف أجنبي.. والتقى البكر في المطار واصطحبه في سيارته في طريق العودة.. وفي الطريق سأله البكر إن كان غيّر رأيه بالنسبة الى العودة الى الحزب.. وحين أجابه بالنفي.. أشار البكر الى دبابات للجيش.. وقال لحازم جواد: "إنهم في انتظارك".. كان الكلام دعوة الى المشاركة في انقلاب سيتمكن البكر وصدام من تنفيذه في 17 تموز يوليو 1968 بفعل تحالف غريب مع "مجموعة الداوود - النايف". ـ بعد 13 يوماً فقط سيتآمر البعثيون على العسكريين الذين فتحوا لهم أبواب القصر.. استدرج البكر رئيس الوزراء المقدم عبد الرزاق النايف الى غداء من لحم الغزال. دخل صدام بالرشاش واقتاد النايف الى المطار ودفعه الى المنفى.. وفي الوقت نفسه أبلغ وزير الدفاع الفريق إبراهيم عبد الرحمن الداوود الذي كان يتفقد القوات المرابطة في الأردن إن لا طريق إمامه غير طريق المنفى فسلكه. ـ ابتسم حازم وقال: "قصة 17 تموز بدأت بالغدر والخيانة والرشوة وانتهت بما بدأت به".. لكن حازم ظل بعيداً عن السياسة وعن البعثيين. (التقيتُ حازم جواد .. أنا كاتب هذه الدراسة.. د. هادي حسن عليوي.. عدة مرات العام 1975 خلال تحضيري لرسالتي للماجستير.. حيث كان مديراً لشركة التقطير العراقية.. التي مقرها في شارع أبو نؤاس من جهة الباب الشرقي.. لا يمارس السياسة.. حذر جداً من الوضع آنذاك). حازم جواد.. وصدام حسين: ـ يقول حازم جواد في مذكراته: انه زار صدام في أواخر العام 1978.. وسأله صدام عن نصيحة.. فنصحه بالابتعاد عن التصفيات سواء ضد البعثيين أو خصومهم. ـ لم يكن حازم جواد على علاقة جيدة بصدام حسين.. وكان الرجل يتجنب الظهور على مسرح العمل السياسي.. ويبدو إن صدام كان يشعر بشعبية حازم داخل صفوف الحزب وبين أوساط الوطنيين فلم يجرؤ على تصفيته بسبب ذلك.. خاصة تأكد له انه لم يمارس السياسة.. ولا يلتقي السياسيين أو البعثيين القدامى. ـ كما إن حازم جواد استفسر مني (أنا كاتب هذه الدراسة) خلال لقاءاتي به.. كثيراً عن الأوضاع السياسية.. وعندما أطمأن لكلامي.. ظل يسألني عن صدام.. وهل قابلته أنا لإكمال رسالتي للماجستير.. وهل ذكر أسماء البعثيين القدامى.. وكان يشير لنفسه. ـ خلال الحرب العراقية الإيرانية تأزمت أوضاع العراق فغادر حازم جواد وأسرته العراق ليقيم في بريطانيا الى ألان.. ظل مبتعداً عن السياسة وعن أي نشاطات المعارضة خلال فترة نظام صدام. ـ ظلً حازم سنة واحدة بعد سقوط صدام صامتاً.. وفي العام 2004 أفشى بعضاً من أسرار الحقبة التي لعب دوراً سياسياً لصحيفة الحياة اللبنانية.. كان ذلك الإفشاء قد أثار اعتراضات وانتقادات واسعة من أقرب شخصيات لم تتفق شهادة حازم جواد مع ما يحتفظون من ذكريات عن تلك الشخصيات.. وأصدر مذكراته التي سماها "سفر البعث وتاريخ المنفى" عن انقلاب 8 شباط 1963.. وتاريخ البعث في العراق والانشقاقات داخل هذا الحزب.. فيها الكثير من الحشو والكلام غير الحقيقي.. والتبريرات غير الواقعية!!! | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الخميس مارس 11, 2021 12:42 pm | |
| د. هادي حسن عليوي ١١ ساعة · إبراهيم الداوود.. يكتب التقارير عن رفاقه الضباط الاحرار.. ويحنث اليمين.. ويخون الامانة د . هادي حسن عليوي ـ محدود التفكير.. قليل الاختلاط.. غير كفء من الناحية العسكرية.. لا يفهم في الأمور السياسية.. لا يصلح للمواقع القيادية.. ولا حتى وزيراً. ـ تأخر ترفيعه بعد ثورة 14 تموز 1958 لاتهامه بكتابة التقارير الى الاستخبارات العسكرية عن الضباط الوطنيين.. وذلك في العهد الملكي. ـ بعد ثورة 14 تموز تقربً نحو الشيوعيين فلم يحصل على شيء.. فتحول الى الاتجاه القومي. السيرة والتكوين: ـ ولد إبراهيم عبد الرحمن الداوود العام 1932 في قضاء هيت في محافظة الأنبار.. وهناك مصادر تشير إن تاريخ ولادته العام 1929.. أكمل دراسته في مدينة الرمادي. ـ التحق بالكلية العسكرية في 1949 .. وتابع دورات عدة في سلاح المدفعية. لقاء الداوود.. بصدام: 1ـ يذكر الداوود عن لقائه بصدام .. قائلاً: كان لدي آمر الفوج الاول اسمه كمال جميل عبود.. ألحّ عليّ كي اتدخل لنقل عمه.. وهو معاون شرطة.. الى النجف او كربلاء.. مازحته.. قلتُ اخشى ان يرتشي.. خصوصاً إذا اراد الايرانيون اغراءه. ـ الح وطلب مني ان افاتح رشيد محسن مدير الامن العام وكان صديقي.. يقول الداوود دخلتُ الى مكتب رشيد محسن فوجدتُ شابين واقفين امام مكتبه.. كان ذلك في اواخر عهد عبدالسلام عارف. ـ قال رشيد محسن للشرطي اخرج الشابين.. فخرجا.. سألني: هل عرفت هؤلاء السرسرية؟. ـ قلتُ: لا.. قال: الاول اسمه صدام حسين.. والثاني اسمه عبدالكريم الشيخلي.. عيّنتُ الاول مخبراً في الكرخ.. والثاني مخبراً في الاعظمية.. أقسم بالله ان هذا ما قاله حرفياً. 2ـ ذهبتُ الى وزارة الدفاع للمراجعة في بعض الشؤون.. مررت على مكتب الاستخبارات لزيارة عبدالرزاق النايف.. معاون مدير الاستخبارات.. ووجدتُ لديه شخصين سعدون غيدان.. وشاب مدني.. قال النايف للشاب المدني: "قم سلّم على عمّك".. سَلّم. ـ سألتُ النايف من هو؟.. فقال: صدام حسين.. تصوّر ان هذا الرجل جالس في مكتب معاون مدير الاستخبارات.. وسعدون غيدان الذي كان ضابطاً في الحرس هو الذي جاء به الى مكتب النايف. 3ـ بعد 17 تموز وتوليت منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة.. جاء حردان التكريتي.. ومعه معاون رئيس اركان الجيش عبدالجبار شنشل .. ولواء من آل الشوك. ـ أحضر حردان قائمة بخمسين اسماً.. يقترحون تعيينهم ضباطاً بنجمة او نجمتين.. وكان من صلاحيتي منح هذه الرتبة. ـ امسكتُ القائمة وقلت لحردان بانفعال: "من قال لك إننا بعثيون؟".. مزّقت القائمة ورميتها في سلة المهملات.. قبّلني عبد الجبار شنشل بعدها في رأسي.. وقال: هذا أملنا فيك!! ـ من بين الاسماء التي كانت في القائمة صدام حسين.. وطه ياسين رمضان.. وعزة الدوري. 4ـ ذهب حردان وأطلع البكر وصدام على ما جرى.. طلب البكر من صدام أنْ يعد طلباً باسمه يقول فيه أنه يريد رتبة ملازم في الجيش. ـ إبراهيم الداود يتذكر: رفضتُ طلب البكر بمنح صدام رتبة ملازم.. قائلا له: أنه من فئة الشقاوات!. 5ـ ذات يوم كنا نَتناول الغداء انا والبكر والنايف وحردان وعماش.. اي اعضاء مجلس قيادة الثورة. ـ اعطاني البكر طلب صدام.. فقلتُ له: " هذا لا يجوز.. اذا مرّ صدام في الشارع.. وأديً له عسكري التحية.. هل يعرف كيف يردّ ؟عليها ؟". ـ قال البكر: "يدخل دورة عسكرية". ـ رفضتُ رفضاً قاطعاً. العشائرية والمناطقية: ـ عندما تسلم عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية قرًب الداوود له. ـ ومنحه منصب معاون آمرا للفوج الثاني في لواء الحرس الجمهوري. ـ ثم عُيّن آمراً لجحفل هذا اللواء.. فبات الرجل القوي الذي يحرس القصر وسلامة الرئيس مستعيناً بـ20 ألف عسكري. ـ بعد وفاة عبد السلام عارف في 13 نيسان 1966 وقف إبراهيم الداوود وعبد الرزاق النايف وغيرهما من الضباط الى جانب انتخاب أخيه عبد الرحمن محمد عارف لرئاسة الجمهورية. دعم ترشيح عبدالرحمن عارف: ـ نقل الصحفي المصري حمدي لطفي خلال حوار مع المقدم إبراهيم الداوود الذي حمل رتبة "فريق ركن ووزير الدفاع" بعد الانقلاب على عبد الرحمن عارف في 17 تموز 1968 التصريح الآتي: "لقد هددت باستعمال مدفعي الرشاش دفاعاً عن حقنا في اختيار عبد الرحمن عارف رئيساً للجمهورية.. فقد كان هناك اقتراح بتشكيل مجلس رئاسة يضم أربعة أحدهم عبد الرحمن عارف.. وكان هناك من المرشحين الدكتور عبد الرحمن البزاز واللواء عبد العزيز العقيلي".. ويضيف الداوود قائلاً: "واستطعتُ بمعونة زملائي من بينهم آمر الحرس الجمهوري في ذلك الوقت المقدم بشير الطالب أن ننجح في إسناد رئاسة الجمهورية لعبد الرحمن عارف". ـ وهكذا رد عبد الرحمن عارف رئيساً للجمهورية الجميل للداوود.. فعينه آمراً لهذا اللواء المسؤول عن حراسة القصر الجمهوري وسلامة الرئيس.. ومسؤولاً عن عشرين إلف عسكري تحرك تآمري: ـ سبق للداوود والنايف أن رتبا الأوضاع في القصر الجمهوري بما يخدم تحركهما.. فقد استطاعا إقناع الرئيس عبد الرحمن عارف من نقل المقدم سعدون غيدان الى القصر الجمهوري.. كذلك نقل فيصل عبد الحليم.. وهو قريب زوجة عبد الرحمن عارف الى خارج القصر الجمهوري.. لأنه رفض التعاون معهما في التآمر.. كما حاولا إقناع مقدم لواء الحرس الجمهوري فاضل مصطفى بالتعاون معهما لكنه رفض.. وقال لهما: "من يحاول إسقاط الرئيس عارف فاني أضع رأسه في فوهة مدفع الدبابة".. ـ ـ ذهب مصطفى الى الرئيس عارف وأخبره بذلك.. فاستدعاهما بحضور مصطفى لكنهما تمكنا من خداع عارف وإقناعه بأن مصطفى يريد الإيقاع بينهما وبينه لإبعادهما عنه كي يتمكن من الانفراد به وإسقاطه.. وقد صدقً عارف قولهما بعد أن أقسما أمامه بالقران الكريم على عدم نيتهما بتدبير محاولة انقلابية ضده.. وكان عارف يشك بأحد أفراد عائلته ولا يشك بإبراهيم الداوود وعبد الرزاق النايف. ـ اخذ الداوود وصاحبه النايف يتحركان على الكل للعمل معهما للإطاحة بعارف.. وبهذا الصدد يقول صبحي عبد الحميد أحد الضباط الناصريين ووزير الخارجية والداخلية في عهد عبد السلام عارف: "أن الداوود وصاحبه النايف مدير الاستخبارات العسكرية حاولا إقناع الرئيس عبد الرحمن عارف بتعين عبد الغني الراوي رئيساً للوزراء.. لكن عارف رفض ذلك".. وبعد أن تبين أن الراوي لا يصلح أن يكون رئيساً للوزراء.. لأنه لم يكن يحظى بتأييد كبار الضباط فابتعدا عنه.. وراحا يبحثان عن غيره يحقق طموحهما في منصب وزاري لأنهما لا يستطيعان فرض نفسيهما لتقلد منصب وزاري لصغر منصبيهما.. فاتصلا باللواء عبد العزيز العقيلي الذي اشترط عليهما أن يكونا بعد نجاح الثورة بعيدين عن أي منصب وزاري فتركاه.. وذهبا الى اللواء رجب عبد المجيد الذي طردهما أيضا.. وإثناء وجود عارف عبد الرزاق في السجن.. بعد فشل محاولته الثانية لإسقاط الرئيس عبد الرحمن عارف في حزيران 1966 واعتقاله ومجموعة من الضباط الناصريين ظهرت آنذاك قوة جديدة تعاظم دورها.. متمثلة بالداوود والنايف وسعدون غيدان آمر كتيبة دبابات القصر الجمهوري.. وهؤلاء لعبوا دوراً في إفشال محاولة عارف عبد الرزاق الثانية. ـ كان الداوود مقتنعاً بأن أية محاولة لابد لها أن تنجح تتطلب دعما سياسياً لهذا لم يجد سوى عارف عبد الرزاق فزاره في المعتقل.. وصبحي عبد الحميد أيضاً كان معتقل معه.. ويقول صبحي في مذكراته: "أن الداوود عرض على عارف فكرة أن يصبح رئيسا للجمهورية على أن لا يفكر بالاشتراكية ولا بالوحدة مع مصر.. وقد نهره عارف وهمً بضربه ب(النعال).. وحين أراد الداوود مغادرة المعتقل طلب منه عارف حمل سلة البرتقال التي جلبها معه".. وهكذا فشل الداوود في كسب عارف عبد الرزاق لجانب عمليتهم. متى بدأت التفكير جدياً في الإطاحة بعارف؟ ـ يقول الداوود: كنتُ أتحدث مع الرئيس في شؤون البلد.. لم أكن أريد منه سوى أن يشغل فعلياً موقعه كرئيس للجمهورية.. كنتُ أريد تجنيب البلاد ممارسات الحزبيين والتصفيات والثارات.. الحقيقة انه كان اضعف من أن يقوم بهذا الدور.. وما آلمني هو إنني لم ألمس لديه على الأقل الرغبة في ذلك. عشاء.. وخيم العواقب: ـ يقول إبراهيم الداوود للصحفي غسان شربل من جريدة الحياة اللندنية: اتصل بي سعيد صليبي قائد موقع بغداد.. وهو من منطقتنا أي من الأنبار.. وقال إنهم تلقوا خروفاً من منطقة الرمادي ويريدونني أن أشاركهم العشاء.. سألته عن الحاضرين فقال: "أنت وعبد الرزاق النايف وكمال جميل عبود وهو آمر فوج. ـ ذهبنا وما أن دخلت حتى فوجئتُ بوجود احمد حسن البكر وحردان التكريتي وصالح مهدي عماش.. أنا سألتُ عن الحاضرين لأتفادى احتمال وجود هذا النوع من الناس.. استقبلني البكر بالعتاب الودي.. قائلاً: "أنت رجل بلا وفاء لا تسأل عنا".. كان يشير الى انه كان أستاذاً في الكلية العسكرية يوم كنت تلميذاً.. أجبته: "يا أبو هيثم أنا وأنت لا نلتقي.. أنت في خط وأنا في آخر ولا شيء يجمعنا". ـ تناولنا العشاء فطلب سعيد صليبي أن نجلس بشكل معين أنا وعبد الرزاق النايف إلى يميني وكمال جميل إلى يساري.. وفي المقابل جلس البكر وحردان وعماش. ـ وقال صليبي: تفاهموا.. فقلت: "على ماذا نتفاهم؟". ـ قال البكر: "بعد أحداث البصرة أصدر الشيوعيون ضدك حكماً بالإعدام.. الناصريون ضربوك مرتين.. ولو نجحوا لقصونا (ذبحونا) نحن وأنتم. ـ نحن لا نريد شيئاً.. أنتم أقوياء وفي السلطة.. أنتم تحموننا.. ونحن ننقل إليكم ما يجري في الشارع". ـ قلتُ له: "أنتم أخطأتم في العام 1963.. الشعب يكرهكم.. قتلتم وذبحتم.. وممارسات قصر النهاية لا تزال في ذاكرة الناس.. لا أحد يحبكم". ـ قال البكر: "نحن أخطأنا فعلاً.. ونريد أن نكفر عما فعلناه". ـ قلتُ له: هل تقسم بالقرآن على ما تقول.. فأجاب: "اقسم بالقرآن.. وبالطلاق أيضاً". ـ قال: "أنا وحردان وعماش نعترف بأخطائنا ونقسم.. نحن لا علاقة لنا بحزب البعث ونريد العمل كمواطنين ونتعاون معكم للتكفير عن سيئاتنا". ـ طلبتُ من صليبي أن يحضر القرآن.. وهكذا أقسم البكر ورفيقاه.. قلت لحردان: "أنت لك سمعة غير طيبة إذا تعاونت معي سأتحمل عبء سمعتك". ـ في ذلك العشاء لم تكن هناك فكرة للإطاحة بعبد الرحمن عارف.. كانوا يعرفون أن لا فرصة لنجاح أي عملية تغيير من دون موافقة الحرس الجمهوري.. وان الحرس ستكون له الكلمة الفصل في حال مقتل الرئيس لا سمح الله أو وفاته.. وكانوا يعرفون أيضاً إنني لستُ في وارد القبول بأي علاقة مع الشيوعيين وان الباب موصد بيني وبين الناصريين. ـ طرحوا فكرة اللقاء كوطنيين.. يمكن القول إن فكرة التعاون كانت من باب الاستعداد للمفاجآت. كتّاب تقارير: ـ يضيف الداوود قائلاً: بدأ نوع من التعاون.. وهنا أريد أن أسجل للتاريخ وبأمانة كاملة.. كان البكر وحردان وعماش.. وهم في التقاعد يرفعون تقاريرهم إلى عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات.. أنا قرأت هذه التقارير التي تتحدث عن الأوضاع السياسية والمسائل المطروحة في الشارع ومواقف مختلف القوى.. وقد تكون هذه النقطة بالذات تفسر لماذا تآمروا عليّ وعلى النايف بعد تولينا السلطة في 17 تموز 1968. هل انتظم التعاون؟ ـ كنا نقيم مأدبة عشاء شهرياً.. نجلس ونتبادل المعلومات ونتحدث في أوضاع البلد.. كنا نلتقي في بيت مولود مخلص (احد وجوه تكريت المعروفة).. بناءً على اقتراح حردان التكريتي.. كان يحضر العشاء خمسة فقط البكر وحردان وعماش والنايف وأنا.. هذه هي الأسماء الخمسة التي ستكون لها علاقة بـ 17 تموز.. لكن الدور الحاسم سيكون ليً.. إذ إنني الوحيد القادر على إسقاط القصر الجمهوري بلا معارك.. وقادر في الوقت نفسه على حماية الرئيس من أية محاولة انقلابية.. وإذا عدت إلى البيان الأول لثورة 17 تموز لم تجد عليه إلا الأسماء الخمسة. التغيير ضروري: ـ يقول الداوود: لقد هزت مشاعرنا بعمق حرب حزيران 1967.. كانت الهزة عنيفة جداً.. هل نبقى مسمرين في أماكننا دفاعاً عن هذا الموقع أو ذاك؟ امرأة من سورية أطلقت صيحة ترددت في أعماق نفسي قالت: وامعتصماه.. هل فقدنا النخوة والمروءة.. انتابتني حالة غضب شديد.. سألتُ عن الرئيس عبد الرحمن فقيل لي انه يرأس اجتماع مجلس الدفاع الأعلى.. قصدت القاعة وخاطبتُ الرئيس أمام الحاضرين: "يا أبو قيس هل ماتت غيرتنا.. امرأة من سورية تصرخ وامعتصماه ولا أحد يجيب.. لمن هذه الدبابات إذا؟ أنا سأتحرك غداً على طريق أعالي نهر الفرات الى سورية وصولاً الى الجولان".. نهض وزراء وعانقوني.. في اليوم التالي توقفت الحرب.. استدعاني عارف وقال انتهت الحرب ولا مبرر لتحركك. ـ شعرتُ يومها إن التغيير ضروري.. عبد الرحمن عارف ضعيف.. تعاطى مع موقع رئاسة الجمهورية كموظف بسيط.. عندما تصبح الساعة الثانية والنصف كان ينظر الى ساعته ويقول: الحمد لله انتهى الدوام.. تصور إن رئيس الجمهورية ينتظر موعد انتهاء الدوام.. كما يفعل موظف كسول يترقب موعد مغادرة المكتب.. على من يتولى موقع المسؤولية والقرار إن يصل الليل بالنهار للقيام بدوره. ـ يقول الداوود: اتخذتُ قرار التغيير في ضوء جملة حوادث.. لم يكن لعارف رصيد يحميه.. لهذا كان مصيره معلقاً بموقف الحرس الجمهوري.. كان النايف يعرف إنني أسعى الى إزاحة عارف لكنه لم يكن يعرف الموعد. ـ الحلقة تضم خمسة أنا والنايف والبكر وحردان التكريتي وعماش. ـ قرر الحاضرون أن أكون أنا رئيساً للجمهورية.. فكرتُ للحظات ثم قلتُ لهم أنا عمري 36 عاماً ولا أزال شاباً.. وأنا عسكرياً ولست سياسياً محترفاً ..فاعتذرت.. وقلت: "أنا أتنازل لأبي هيثم (البكر) شرط ألا يكون قائداً عاماً للقوات المسلحة في الوقت نفسه.. أي رئيس جمهورية فقط".. بعدها عرضوا عليّ رئاسة الوزراء فقلتُ إذا لم أقبل الأولى فكيف أقبل الثانية.. عندها اتفق أن أكون وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة. ـ تم اختيار البكر رئيساً للجمهورية.. وأنا وزير الدفاع.. طرح البكر فكرة أن يكون هو أيضاً رئيساً للوزراء.. عارض النايف وقال له أنت عليك صفة بعثية والأمر سيعقد علاقتنا مع سورية التي يمر نفطنا في أراضيها.. كما عارض النايف إسناد المنصب إلى عماش أو حردان التكريتي للأسباب نفسها.. وهكذا لم يبق إلا النايف.. فتقرر أن يكون رئيساً للوزراء. ـ طلب حردان أن يكون رئيساً للأركان فعارضتُ.. أمضى النايف أسبوعين يحاول أن يقنعني حتى وافقتُ. ـ أما عماش فقد اتفق أن يكون وزيراً للداخلية.. هكذا توزعت المناصب بين الخمسة على أن يعتبر الأربعة أيضاً نواباً لرئيس الجمهورية وهو البكر.. هكذا تم الاتفاق على مجلس قيادة الثورة. ـ يقول ابراهيم الداوود: وهكذا في فجر 17 تموز 1968 حملت مدفعي مرة أخرى .....).. ـ لكن الصحفي حمدي لطفي في مجلة المصور في تحقيقه الصحفي خلال زيارته بغداد بعد الانقلاب (قصة الانقلاب) علق على تصريح الداوود هذا بالقول: (إن الانقلاب كان أسهل من شربة ماء.. فقد تولى إبراهيم الداوود قائد الحرس الجمهوري السيطرة على القصر الجمهوري.. وكل ما فعله شيئاً بسيطاً فقد جعل مدفعية الدبابات تستدير نحو القصر.. وكان عبد الرزاق النايف يقوم بالقيادة والسيطرة). سر 17 تموز: ـ استطاع تحالف - النايف ـ الداوود ـ البكر.. أن ينتهز فرصة غياب سعيد صليبي قائد موقع بغداد (المسافر الى لندن في رحلة علاج).. أن يحدد 17 تموز يوم تنفيذ حركتهم. ـ إبراهيم الداوود يقول: "أنا اخترت موعد 17 لأنني أتفاءل به.. فابني أركان ولد في 17 أيلول (سبتمبر).. اعتبر هذا التاريخ مباركاً.. اخترت 17 تموز.. أنا قررت الموعد وليلة 17 تموز". ـ ذهبتُ بالزي المدني إلى مركز الاستخبارات العسكرية.. قلتُ للنايف أريدك أن تأخذني إلى نادي المنصور لأنني أريد أن أشرب.. استغرب سعدون غيدان الحاضر وقال: "خالي منذ متى تشرب أنت؟". وعرض أن يرافقنا فقلت أريد أن أشرب مع النايف وحده. ـ الحقيقة أنها كانت ذريعة للتحدث إلى النايف.. فأنا لم أشرب في حياتي.. ذهبنا إلى مطعم فاروق وجلسنا في زاوية.. قلت للنايف: "أنا قررت إزاحة عبد الرحمن عارف.. إياك أن تبلغ أحداً.. لم يكن البكر وحردان وعماش على علم بالموعد.. صارت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. قلتُ له أنا سأتوجه إلى البيت لارتداء ملابسي العسكرية.. بعد قليل قرع الباب.. وإذا بالنايف يقول أخبرتُ الثلاثة فجنوا وأصروا أن يروك ولو دقيقتين". ـ ذهبنا إلى بيت مولود مخلص فاستقبلني البكر قائلاً: "يا أخي أبو أركان هل حسبتها جيداً؟". فأجبتُ: "ستكون كشربة السيجارة.. اطمئن".. قال حردان: "أنا لا أملك بزة عسكرية وجسمي قريب من جسمك فلو تعطيني واحدة".. وكان عماش حاضراً.. كنا نحن الخمسة وحدنا. ـ رجعتُ إلى البيت وأعطيتُ النايف بزة عسكرية ليلبسها حردان.. وكنتُ وعدتُ البكر أن أرسل ضابطاً لإحضاره إلى القصر مع حردان وعماش.. فطلب أن تكون السيارة ذات ستائر حتى لا يعرفه أحد. ـ ذهبتُ إلى بيت ابن شقيقتي (محروس توفيق خلف) وهو ضابط في الحرس الجمهوري وطلبتُ منه أن ينادي مجموعة من الضباط. ـ وأصدرت أوامري.. سيطرنا على القصر.. ونحن حراسه أصلاً.. وسيطرنا على بغداد.. عرف عبد الرحمن عارف بوجود تحرك.. وقال لمن اتصلوا به الآن يأتيهم إبراهيم ويحبط التحرك.. فأبلغوه إنني قائد التحرك.. عندها لم يبقَ عليه إلا أن يتقبل قدره. ـ هنا كنتُ أرسلتُ ضابطاً اسمه طارق حمد الجبوري لإحضار أحمد حسن البكر وأدخلتهم إلى القصر الجمهوري قبيل الصباح.. انتهى كل شيء.. واحضر هيثم نجل البكر غداء تناولناه في مقر كتيبة الدبابات.. وبين وقت وآخر كان البكر يسألني متى سندخل القصر.. أي مكتب الرئاسة. من أبلغ عارف بالحركة الانقلابية؟ ـ اتصل به عبد الرزاق النايف وقال له هناك ثورة في البلد.. فأجاب: "الآن يأتيهم إبراهيم". فأجابه: "إبراهيم هو القائم بها". ـ أخذ عارف إلى بيت حردان.. سيطرنا على القصر والعاصمة.. سألوني ماذا نفعل بالرئيس.. قلتُ نرسله إلى لندن حيث تعالج زوجته.. وأمن حردان لهم طائرة إلى لندن.. واتصل حردان بنجل الرئيس.. وهو ضابط وصعد معه إلى الطائرة. سيطرة البعث: ـ في 30 تموز 1968 أصدر البكر أمراً باعتقال وزير الدفاع إبراهيم عبد الرحمن الداوود.. كان الداوود يتفقّد القوات العراقية في الأردن.. وكان متواجداً في ضيافة اللواء حسن النقيب (قائد الفيلق العسكري) في الأردن. ـ لكن اللواء حسن النقيب الذي صدرت له الأوامر باعتقال الداوود.. تجاهل تطبيق أمر الاعتقال عندما كان البكر في التلفون يطالبه باعتقال الداوود أدعى حسن النقيب أن صوت التلفون لا يمكن سماعه. ـ وكان سبب عدم تطبيق أمر اعتقال الداوود من قبل حسن النقيب.. لأن النقيب أكد فيما بعد: إن اعتقال وزير الدفاع إبراهيم الداوود يمثل عدم احترام للمؤسسة العسكرية.. عندما يُعتقل وزير دفاع من قبل جنوده وأمام جنوده الآخرين.. فكان تجاهلي لتطبيق قرار الاعتقال هو صيانة للكرامة العسكرية العراقية.. وهذا التصرف لا يفهمه أحمد حسن البكر على الرغم من أنه شخص عسكري. ـ أجبر الداوود على السفر إلى روما. ـ ثم عين سفيراً في مدريد.. ـ وفي 10 نيسان 1969 عين سفيرا في الفاتيكان إضافة إلى منصبه. ـ عاش بعدها منفيا في المملكة العربية السعودية. ـ بعد مقتل شقيقه الضابط الذي حاول اغتيال أحمد حسن البكر. ـ حاول الظهور في فترة أزمة الكويت.. لكنه لم يفلح في الحصول على مكان في المعارضة العراقية.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الثلاثاء مارس 23, 2021 12:46 pm | |
| من فضائح مؤيد عبد القادر.. (الحلقة الاولى).
د . هادي حسن عليوي
ـ أدون هنا نماذج من فضائح القذر مؤيد عبد القادر:
1ـ في العام ٢٠٠٧ كان يعمل محرراً في جريدة مشعان الجبوري.. ويتملق له. ـ بعد مدة انهى خدماته مشعان.. التقى مؤيد بتاجر سوري.. وأخبره ان صدام كان يكافأ من يكتب عنه بآلاف الدنانير.. فطلب منه التاجر ان يمدحه بقصيدة.. وفعل مؤيد.. ومنحه التاجر مليون دينار. ـ مؤيد ظل يركض وراء التاجر.. حتى اقنعه بان يقوم بتمويله كي يصدر مجلة في دمشق. ـ وصدرت المجلة.. واستمر بإصدارها لمدة.. بعدها رفض التاجر تمويله.. لأنه تسبب له بالخسارة.. فكان مؤيد يلفط مردودها. 2ـ في التسعينيات: ـ كان مؤيد يكلف بعض الكتاب للكتابة عن بعض المبدعين.. بدون ان يدفع لهم اجراً.. بل بعد نشر كتابه: (هؤلاء في مرايا هؤلاء) . ـ كان يطالب المكتوب عنهم بشراء ما لا يقل عن عشرين نسخة. ـ بل ويطالب عوائلهم بجلب المعجنات والمرطبات للاحتفالية التي يقيمها بمناسبة صدور الكتب.. فهو مثل شعراء الكدية في العصر العباسي.. يل للعار.. ايها السافل!!. ـ لا يدفع مؤيد اجور الطبع للمطبعة بحجة ليس لديه المال.. فيقوم بعض معارفه من التجار بالتوسط لدى اصحاب المطابع لتخفيض المبلغ ويساهموا بتسديده. ـ بل يقنع بعض المغمورين الامعات بدفع كلفة الطبع.. على ان يضع اسمهم على غلاف الكتاب.. كونهم مشرفين على الكتاب. ـ عرف بفساده.. خاصة فترة استلامه منصب رقيب المطبوعات.. وتجارته بالورق المدعوم للناشرين من قبل الدولة حينذاك.. وذلك من خلال منح هؤلاء كتب تأييد لطبع مؤلفات وهمية!! 3ـ كان سافلاً ومنحطاً.. فهو معروف للجميع بما كان يقدمه من تقارير تحريضية قذرة ضد زملائه واصدقائه.. فقد كان وكيلاً مزدوجاً للأمن العامة.. وللمخابرات. ملاحظة: ـ انتظرونا مساء غد.. في الحقلة الثانية من:(فضائح مؤيد عبد القادر).
د. هادي حسن عليوي ١١ ساعة ·
من فضائح مؤيد عبد القادر.. (الحلقة الثانية).
د . هادي حسن عليوي
ـ أدون هنا نماذج من فضائح القذر مؤيد عبد القادر:
ـ أوائل سبعينيات القرن الماضي طرد مؤيد وأخيه من الحزب. ـ الا ان مؤيد أخذ يردد انه جمد.. لأسباب صحية........ ـ هههههههههههههههههههههههه .. علينا.. اي اسباب صحية.. وان تشرب يومية بطل عرك !!!!!!!!!!!!!.. أسكت أيها اللگام. ـ وكان أخيه بعد طرده.. ينتقد بإسلوب التشهير والشتم الأوضاع العامة والحزب. ـ وأخيرا ان ابو المطعم اللذان يشربان ويأكلان عنده طردهما ورماهما في الشارع. ـ بعدها بفترة اختفى أخيه.. وتردد انه انتحر.. وقيل انه اختطف واعدم!! ـ مارس مؤيد نهب المال العام والخاص بكل اشكاله.. في فترة تسلمه مدير دائرة رقابة المطبوعات. ـ وتجارته بالورق الذي يباع بالأسواق المركزية.. المدعوم للناشرين من قبل الدولة حينذاك.. من خلال كتب تأييد بموافقات عن مؤلفات وهمية!! وغيرها. ـ يستلف من الاخرين مالاً ولا يسدده.. ينهش بالأخرين دون حق.. واحيانا يصل حد تناول اعراض الاخرين.. وهم اناس يشهد لهم الاخرون انهم شرفاء ومحترمون. ـ حين كان يلتقي نساء موسرات.. يعرض عليهنً الزواج.. ويرفضنه. ـ في حفل توقيع كتاب من كتبه التافهة.. وتكون زوجته من ضمن الحضور.. يهدي كتابه لأحب النساء الى قلبه: (زوجته)..... اي نفاق هذا!!. ـ خدع بعض الصحفيات المبتدئات.. يغريهن بانه سيعيد صياغة موضوعاتهنً.. وسيسعى لنشرها في الصحف.. مقابل ان تعيش معه حالة حب.. أية نذالة وابتذال هذا!! ـ كثير التملق للمخبول عدي.. الذي كان يخاطبه بالأستاذ الفاضل.. والعبقري.. ووارث الذكاء.. والنضال من والده.. وخاله. ـ في حين عدي يسخر من ذلك.. ويصفه بنعوت معيبة.. منها: (أنت يا مؤيد متملق.. وكذاب). ـ حين يكون الاشخاص في السلطة يحابيهم.. لا سيما الادباء. ـ وعندما يقعد من مسؤوليته او يتقاعد.. لا يسلم عليه.. ولا يهتم به.. بل يصد نظره عنه. وعلى سبيا المثال لا الحصر:
ـ كان يستقبل شاعر البعث: الشاعر علي الحلي.. بشكل هائل.. ويظل واقفاً حتى يجلس الحلي. ـ وكان الحلي يرعاه ويدعوه لموائد العشاء والشرب. ـ بعد تقاعد الحلي.. كان مؤيد يصد نظره عندما يأتي أو يراه.. حتى ان الحلي نعته ب (عديم الوفاء).. ووصفه ب (ناكر الجميل) !! ـ كتب مؤيد مقالة عن شخص الدكتور رياض الدباغ رئيس الجامعة المستنصرية.. ونشرها في كتابه: (هؤلاء في مرايا هؤلاء).. وذهب بها الى الدكتور الدباغ.. الذي اعطاه مبلغاً من المال..... .. لك تبقى مكدي !! ـ كان بعض اصحاب المكتبات والناشرون يمنحوه المال متى ما احتاج.. ولا يطالبونه به..... لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........ وكيف يكون الفساد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ـ مؤيد عبد القادر معروف للجميع.. سافلاً ومنحطاً.. بما كان يقدمه من تقارير تحريضية قذرة ضد زملائه واصدقائه. ـ فقد كان مؤيد وكيلا مزدوجا لدائرة الأمن العامة.. وجهاز المخابرات. ـ صحيح ان الحزبي.. عين الحزب.. ويبلغ الحزب أو ينبهه بأية مسألة مهمة وخطيرة.. لكن السفالة ان يقدم تقارير تحريضية قذرة عن زملائه واصدقائه!!! ـ يردد كالببغاء وبمناسبة ودونها انه: (كرخي). ـ وهو قضى سنوات حياته في ناحية السعدية.. حتى انه بعد 2003 لقب نفسه ب (السعدي)! ـ وفي عهد صدام.. كان يهدد الاخرين بقوله: لا تدعني استخدم الفاظ الكرخيين.. واهل الكرخ براء من الفاظه البذيئة.. وفي ذلك تجني على أهل الكرخ الاصلاء. وأخيراً وليس آخراً: ـ ههههههههههههههه.. كان لا يدفع حساب شربه وزقنبوته.. بل يطالب الاصدقاء بدفعه. ـ فكان يأتي الى جمعية التشكيليين العراقيين في المنصور.. ايام كان الفنان الراقي صاحب الذوق الرفيع المرحوم مخلد المختار رئيسها.. وهو عضو قيادة شعبة. ـ فيخاطبه مؤيد: رفيق أين شربي؟؟ وفي يوم ضجر مخلد.. وقال له يا رفيق لا يمكن كلما تأتي لا تدفع !! ضيفناك اكثر من مرة.. فلم يعد بعد ذلك.. خرج مثل الكلب. ـ وانتقل الى نادي الحقوقيين المجاور مع محامي دجال رفيق مثله لقبه (الشريف).. نسينا اسمه.. وينصبان على بعض المعارف كي لا يسددا الحساب!!!. ـ (رجاء.. ذكرونا باسمه (الشريف) من يعرفه.. لنثبته للتاريخ !!!!!!!!!!!!!!!! ________________ ملاحظة: ـ انتظرونا في الحلقة الثالثة: (من فضائح مؤيد عبد القادر). | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد أبريل 04, 2021 2:42 am | |
| د. هادي حسن عليوي أمس الساعة ٨:٤٢ م · عبد الله سلوم السامرائي.. الباطني.. والطائفي.. ولا يمتلك مواصفات القيادة د . هادي حسن عليوي ـ نرجسي.. غير صريح.. وباطني*.. لا يتصف بالطيبة.. طائفي.. لا يمتلك مواصفات القيادة. ـ يعتبر من بين أهم قادة حزب البعث في العراق. يعده كثير من البعثيين.. مفكر ومنظر للحزب في العراق.. كما كان يحظى باحترامهم.. وكان المسؤول الحزبي لصدام حسين في عقد الخمسينات من القرن الماضي. ـ عضو القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.. والمسؤول فيها عن نشاط الحزب الثقافي والإعلامي.. ومسؤول عن النقابات العمالية. ـ كما كان عضو في مجلس قيادة الثورة وهي أعلى سلطة في العراق بعد العام 1968. ـ تم اختياره ليكون نائب لرئيس الجبهة العربية المساندة للثورة الفلسطينية التي يتزعمها كمال جنبلاط في لبنان. المنافسة: ـ نافس صدام على قيادة البعث.. ويعتبر إن له الأولوية فيها بسبب أقدميته في الحزب.. وثقافته. ـ لم ينقل السامرائي وصية ترقية صدام الى المؤتمر القومي العام.. الذي عقد دمشق ( 25 ـ 29/9/1966 ).. ولأسباب أمنية لم يحضر بعض القياديين البعثيين العراقيين هذا المؤتمر.. فسقط صدام وفاز سلوم.. ولم يكن ذلك سيمر على ذاكرة صدام بعد انقلاب تموز 1968.. فقطع جناحيه وأبقاه تحت نظره!! السيرة والتكوين: ـ ولد عبد الله سلوم في مدينة سامراء العام 1932.. أكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها.. ليلتحق بدار المعلمين الابتدائية في بغداد. ـ خلال دراسته فيها قدم امتحاناً خارجياً لمرحلة الدارسة الإعدادية.. ونجح بتفوق.. وقُبلً في دار المعلمين العالية ليتخرج مدرساً العام 1952. ـ مارس التعليم الثانوي في محافظة الأنبار حتى العام 1958 لينقل إلى التعليم الثانوي في مدارس بغداد. ـ العام 1961 قُبل طالباً للدراسات العليا بقسم التاريخ.. وبعد مدة قصيرة جداً.. اعتقل لنشاطه السياسي.. وأبعد إلى محافظة اربيل.. وهناك أكمل دراسته.. وحصل على شهادة الماجستير. ـ العام 1965 نقل إلى التدريس الجامعي حتى العام 1968. ـ صدر لهُ حوالي 30 كتاباً في الموضوعات التاريخية وبخاصة الإسلامية وفي قضايا الفكر والقضايا القومية. ـ العام 1971 حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ.. عندما كان ممثلاً العراق في الجامعة العربية التي مقرها القاهرة. نشاطه السياسي: ـ كان نشاطه السياسي قد جعلهُ من أوائل البعثيين حيث انضم للحزب العام 1948 بعد أن فاتحه عضو الحزب عبد الله نجم عبد الله.. وكانت أول خلية بعثية في العراق تضم كلا من: عبد الرحمن الضامن.. وتوفيق القيسي (طلبة كلية الحقوق).. وفؤاد أحمد ألركابي (طالب كلية الهندسة).. وشفيق عبد الجبار الكمالي (طالب كلية الآداب).. وتحسين معله (طالب كلية الطب).. وعدنان عبد القادر العزاوي.. و محمد سعيد الأسود.. وجابر الأسود.. وجاسم محمد الباقر.. وجعفر قاسم حمودي.. وشمس الدين كاظم.. وفخري ياسين قدوري.. وطه علي الرشيد (طلبة كلية التجارة).. وعبد الله سلوم السامرائي.. وعبد الله نجم عبد الله (طلبة دار المعلمين العالية).. وعبد الله عودة الفخار (عامل في السكك الحديدية). ـ أخذ هؤلاء نشر أفكار حزب البعث في مناطقهم.. واستطاع عبد الله سلوم نشر هذا الفكر في سامراء.. منذ عين معلماً في متوسطة سامراء.. وشكل أول خلية حزبية فيها.. العام 1952.. ضمت كل من: فالح عبد الرزاق.. حسين محمود.. عزاوي خلف.. ليتوسع فيما بعد. ـ وكان كلا من فؤاد ألركابي وتحسين معله يزوران سامراء لمتابعة التنظيم البعثي فيها. ـ العام 1952 قاد سلوم تظاهرات سامراء خلال انتفاضة 1952. ـ بسبب نشاطه المعادي للدولة أبعد العام 1961 إلى محافظة اربيل معتقلاً في سجنها حتى حركة 8 شباط 1963.. وبسبب الوضع آنذاك في المعتقلات وحرية القراءة والدراسة أكمل دراستهُ للماجستير في التاريخ من جامعة بغداد. نشاطه بعد انقلاب 8 شباط 1963: ـ منح عبد الله سلوم السامرائي بعد انقلاب 8 شباط 1963 رتبة ملازم في الحرس القومي.. وسجل عليه مساهمته في قتل الشيوعيين والقاسمين. ـ 25 آذار / مارس/ العام 1963 عين وكيلاً لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية. ـ بعد حركة عبد السلام محمد عارف (رئيس الجمهورية) وحل الحرس القومي في 18 تشرين الثاني العام 1963.. أعيد السامرائي الى التعليم.. وعين مدرساً في السليمانية.. لكنه لم يلتحق بوظيفته فتم سحب يده. ـ بعد انكشاف المحاولة الانقلابية الفاشلة للبعث في 4 ـ 5 أيلول / سبتمبر / العام 1964 اعتقل السامرائي مع من اعتقل من البعثيين ليطلق سراحه بعد ثلاثة شهور. المؤتمر القومي التاسع.. والسامرائي: ـ العام 1966 انتدب عبد الله سلوم الى المؤتمر القومي التاسع للبعث مع شفيق الكمالي لكنهما لم ينقــــلا الى المؤتمـر وصية بترقية صدام الى عضو للقيادة القومية. ـ يقول الكادر البعثي اللبناني جهاد كرم في كتابه: (بعثيون من العراق كما عرفتهم): إن السامرائي لعب أثناء مشاركته في المؤتمر القومي التاسع.. دوراً حمل فيه (صدام) مسؤولية عدم الانحياز الفوري الى القيادة القومية بعد 23 شباط 1966 (أي الانشقاق الذي حدث في حزب البعث).. ومما قاله السامرائي: "إن ابتعاد صدام عن القيادة القومية هو أفيد له وللحزب مستقبلاً".. وهكذا اسقط صدام وفاز السامرائي والكمالي في عضوية القيادة القومية. ـ فلم ينس هذا الموقف من ذاكرة صدام الذي أصبح الرجل الثاني ثم الأول في سلطة البعث في العراق (1968 ـ 2003). ـ كان صدام حسين يخشى نوعين من رفاق الحزب ومن القادة العسكريين الذين وصلا مع الانقلابين لظروف تم فرضها في حينها. ـ إن خشية صدام حسين من رفاق الحزب الذين لهم نفوذ وقوة أو أقدمية في الحزب.. كانت حاضرة في كل سلوكه منذ كان نائبا حتى سقوط نظامه.. هذا السلوك تعطي انطباع يؤهله لقيادة الحزب ثم الحكم.. وتصفيتهم لا علاقة لهم إن كانوا مذنبين أو أبرياء. ـ أضف لذلك جريمة أحمد حسن البكر هو تكليف صدام حسين بتصفية زملاءه في الكلية العسكرية وبعدها ورفاق حزبه.. ليبقى على أعلى الهرم.. ناسيًا بان ما سيحصل أو حصل خدم أهداف صدام أكثر للصعود إلى أعلى ذلك الهرم. السامرائي.. وانقلاب 17 تموز 1968: كتابة البيان الأول للانقلاب: يقول صلاح عمر العلي (القيادي في حزب البعث): ـ إن بيانات الحزب التي كانت تصدر عنه قبل الثورة.. كانت تناقش كأفكار في اجتماعات القيادة القطرية للحزب.. وبعد إقرار خطوطها العريضة.. يكلف أحد عضوي القيادة في كتابته وهما: عبد الله سلوم السامرائي وعبد الكريم الشيخلي.. وأكد العلي أن المواقف التي تتطلب حزماً وحسما كانت تحال إلى الشيخلي.. في حين أن الموضوعات التي تتطلب نوعا من المحاورة وفيها بعض المرونة كانت تحال إلى السامرائي.. وإن كانت إجازة أي نص رهن بموافقة القيادة القطرية وحدها. ـ ولما كان عبد الله سلوم السامرائي.. وفي المراحل الأخيرة من استحضارات الثورة قد غادر العراق إلى مصر لترتيب قبول لإكمال دراسته العليا في مصر.. ولم يعد إلا بعد 30 تموز 1968.. ولأن موضوع القيام بثورة هو من أخطر القرارات التي يمر بها أي تنظيم.. كان محسوما أمر إناطة كتابة البيان الأول للثورة الى الشيخلي.. حتى لو كان السامرائي موجودا.. لأن البيان سيكون تعبيرا عن لحظة فاصلة في تاريخ العراق والحزب.. وحالة تغيير ثوري لا تقف عند حدود الحزب بل تمتد لتشمل الحزب وقواعده والوطن وأبناءه. ـ ثم إن البيان سيأخذ حينذاك بعداً حماسياً ولغة ثورية عالية مشبعة بروح الثورة والإقدام.. بعد أن أشبعت القيادة القطرية مضمون البيان وأفكاره مناقشة وتوقفت عند كل فقرة من فقراته. ـ بعد انتهاء المناقشات قام الشيخلي بكتابته ووافقت عليه القيادة القطرية.. ومع ذلك فإن هناك من يعتقد أن الشاعر شفيق الكمالي الذي كان عضوا في القيادة القومية للحزب.. هو من كتب البيان الأول لثورة 17 تموز 1968. ـ يقول ناصر الحاني (سفير العراق في بيروت آنذاك) انه اعترض على ترشيح عبد الله سلوم السامرائي لوزارة الثقافة في 17 تموز 1968.. كونه شابا بعثيا.. ويضيف الحاني في مذكراته قائلاً: "قلتُ للبكر إن مصلحة الثورة في هذه الظروف ينبغي أن يكون وزير الثقافة فيها مستقلاً غير معروف للناس بارتباط ما مع احترامي للشخص المرشح.. وقبلً الاعتراض وعين الدكتور طه الحاج الياس وزير التربية في وزارة طاهر يحيى بدلاً عنه".. لكن بعد 13 يوم فقط اسقط البعث وزارة عبد الرزاق النايف التي تشكلت في 17 تموز 1968 وألفً الوزارة احمد حسن البكر وأستؤزر السامرائي وزيراً للإعلام فيها.. وبهذا الصدد يقول الحاني: (وقد حزً في نفسي كثيراً أن يفسر موقفي تجاه السامرائي بعد تأليف وزارة البكر (30 تموز 1968) تفسيراً بعيداً عن الواقع الذي انطلقت منه. ـ كما عين السامرائي في الوقت ذاته عضواً في مجلس قيادة الثورة. ـ لكن منذ اليوم الأول لإستيزار السامرائي وضعه صدام في حساباته.. واخذ يسجل كل حركاته خاصة إن غريمه القيادي عبد الخالق رفض تسلم وزارة .. واخذ يبشر مريديه بان مؤتمراً حزبياً يكفي لإبعاد صدام وبطريقة شرعية تنسجم مع النظام الداخلي للحزب.. وبهذا الصدد يقول حسن العلوي في كتابه: (العراق دولة المنظمة السرية): "إن عبد الله سلوم السامرائي (قريب عبد الخالق وابن ولايته).. قال له "إن المؤتمر القطري القادم فرصة شرعية للتخلص من صدام".. وكان عبد الخالق قد استطاع جمع عدداً من أبناء ولايته على أن يكونوا بعثيين وزرع بهم في أجهزة وزارة الثقافة والإعلام التي يرأسها عبد الله سلوم.. واستطاع صدام محاصرة عبد الخالق بطرده عبد الله سلوم السامرائي أولاً للانفراد به بعد أن قدمً لعبد الخالق ولأعضاء القيادة تقريراً موثقاً (بالشهود) والصور حول ميل عبد الله سلوم النسائية وتورطه في مشكلات من هذا النمط).. ويضيف العلوي قائلاً: "ولطالما كان عبد الله سلوم يكرر أمامي في زياراتي له.. بعد طرده من قيادة الحزب والدولة إن المقصود والمستهدف هو ذلك المغفل ويعني به عبد الخالق.. وليس هو". ـ المهم نجح صدام وضرب عصفورين بحجر طوق وحاصر عبد الخالق وفك من قبضته على وزارة الثقافة والإعلام وطرد سلوم. ـ حيث بدء صدام بحياكة المؤامرات لإخراج عبد الله سلوم السامرائي من القيادة بأي طريقة كانت.. وفي إحدى سفرات الدكتور عبد الله سلوم السامرائي إلى عدد من الدول العربية بتكليف من الرئيس البكر لدعوة قادتها لمؤتمر قمة مصغر في بغداد يتألف من العراق ومصر والأردن والسودان وليبيا والجزائر وبعد أن سلم السامرائي دعوة الرئيس جمال عبد الناصر.. وفي إثناء توجهه إلى مدينة الخرطوم صدر مرسوم جمهوري بإعفاء السامرائي من وزارة الثقافة والأعلام وتعيينه وزير دولة. ـ إن هذه الحركة أثارت غضب الدكتور السامرائي فعاد إلى بغداد ورفض استلام وزارة الدولة.. وجلس في البيت فكانت هذه الخطة المحكمة التي خطط لها صدام لكي يجعلها القشة التي كسرت ظهر البعير.. حيث يعرف إن خطوة كهذه سوف يعتبرها السامرائي تجاوزاً كبيراً.. وسيبتعد عن القيادة.. وهذا ما حصل وبعد توسط الرئيس البكر لإقناع وإرضاء السامرائي. ـ هنا طلب عبد الله سلوم السامرائي من الرئيس البكر بقبول استقالته من مناصبه.. لكي يتفرغ لإكمال شهادة الدكتوراه.. و بعد إلحاح من الرئيس البكر وافق السامرائي أن يكون ممثل العراق لدى الجامعة العربية.. أثناء دراسته للدكتوراه في جامعة عين شمس في القاهرة. ـ بعد اكمال حصوله على شهادة الدكتوراه عاد السامرائي إلى بغداد.. وقابل الرئيس البكر وأعاد الرئيس عرض أي منصب أمام السامرائي. ـ العام 1970 صدر مرسوم جمهوري بإعفاء سلوم من عضوية مجلس قيادة الثورة في الأول من نيسان / أبريل . ـ كما اعفي أيضا من منصب وزير الثقافة والإرشاد. ـ عين ممثلاً دائماً للعراق في جامعة الدول العربية في القاهرة.. لم يستمر طويلاً. ـ العام 1971 عين سفير العراق في الهند حتى العام 1975.. ومنها نقل سفيرا في بولندا. سجن السامرائي: ـ في إحدى الزيارات الى بغداد مرافقاً السفير السامرائي للرئيس البولوني.. ليجد نفسه مطلوب للتحقيق في الأمن العام بحجة انتقاده اتفاقية الجزائر. ـ انتقاده عبد الله سلوم السامرائي لاتفاقية الجزائر العام 1975.. أمام الرئيس البولندي مان.. المثبت عليه من خلال شريط مسجل من قبل اقرب أصدقاء عبد الله سلوم السامرائي.. ليحال إلى محكمة الثورة.. التي حكمت عليه بالسجن خمس سنوات.. فقضى منها 20 شهراً في سجن أبو غريب.. ليصدر بعدها إعفاء بحقه. ـ نهاية العام 1976 أحيل على التقاعد براتب تقاعدي لعضو مجلس قيادة الثورة. ـ عاد إلى التعليم وقرر التعاقد في إحدى جامعات الخليج.. لكن صدام أراده أن يكون تحت نظره.. فرفض طلب السامرائي واعتبر طلبه "مسيئاُ للسمعة.. بان يضطر مناضل قديم ترك العراق والتوجه إلى الخارج ولو كان ذلك قطراً عربياً).. كما يقول جهاد كرم (نفس المصدر) ويضيف قائلاً: "بعدها استقبل صدام عبد الله سلوم وطيب خاطره.. وعمل على تلطيف وضعه المعنوي.. وتثبت حالته المادية". ـ العام 1991 (بعد غزو الكويت).. أعيد في على ملاك التدريس بجامعة بغداد. ـ العام 1992 حصل على درجة الأستاذية.. أستاذاً للتاريخ الإسلامي. السامرائي يكشف أوراق صدام: ـ في لقاء لعبد الله سلوم السامرائي في أواخر كانون الأول / ديسمبر / العام 1994 مع الكادر الشيوعي شوكت خزندار بحضور الأستاذ الدكتور وميض جمال نظمي احد القوميين اليساريين تحدث عبد الله سلوم السامرائي قائلاً: "اعرف صدام كما اعرف نفسي تماماً سوف اذكر لك أمراً مهما منذ اللحظة الأولى التي تسلمنا السلطة السياسية.. وفي مجلس قيادة الثورة كان قرار صدام ألا يسمح بوجود أي تنظيم سياسي.. بل كان يولي اهتماماً استثنائياً لوجود تنظيمات وأحزاب سياسية على الساحة العراقية.. وكيفية التعامل معها وتحجيمها ومن ثم القضاء عليها؟.. وأردف السامرائي قائلاً لشوكت خزندار: "الم تسمع أحاديث صدام المنقولة عبر التلفزة وهو يقول حتى الأنبياء بدأوا بواحد.. ألا يعني لك هذا شيئا؟! لا يسمح لكم ولا لغيركم بأي نوع من التنظيم".. ثم أردف السامرائي وقال: "اذكر لك الحادث التالي: عندما كان حردان التكريتي نائباً لرئيس الوزراء.. وصالح مهدي عماش نائباً للرئيس.. كان حردان التكريتي لا يسمح بعقد جلسات مجلس الوزراء وهو خارج العراق.. وكان صالح مهدي عماش مستاءً جداً من تصرف حردان.. فكتب الى مجلس قيادة الثورة عارضاً مشكلته هذه وطلب التدخل والحل".. قال السامرائي: "وفق نظام البعث كان من المفروض أن يكون صالح مهدي عماش هو رئيس الوزراء كونه عضواً في القيادتين القطرية والقومية.. وكان بالإمكان حل المشكلة خلال دقائق معدودة وحسب طلب ورسالة عماش.. إلا إن صدام عارض حل المشكلة.. وذلك انه لو تم الحل.. كما يقول السامرائي لتم حل الخلاف بينهما.. وصدام يقول يجب التخلص من الاثنين مرة واحدة". لن اترك العراق أبداً: ـ يقول شوكت خزندار: في "أواخر كانون الأول العام 1994 كنتُ في زيارة ودية للأستاذ الدكتور وميض جمال عمر نظمي.. عندما جاء عبد الله سلوم السامرائي.. كنت ألتقيه لأول مرة.. وكان قد خرج من السجن للمرة الثالثة.. وخلال الحديث طرح الدكتور وميض جمال عمر نظمي.. أمام عبد الله سلوم السامرائي وقال له: "لماذا لا تحاول الخروج من العراق.. وأنت لا زلت في دائرة الخطر؟". ـ أجاب السامرائي: إني على استعداد تام.. أن أدخل السجن مرات ومرات.. وأموت في السجن.. ولن أخرج وأنضم الى المعارضة البائسة خارج القطر.. والموت أشرف من التعامل مع الأجنبي.. مهما تكن النتائج". ـ ويضيف خزندار: "هكـذا أثبـت الرجـل.. وطنيته الحقة.. رغم الخطر ومعارضته لصدام.. ومات أخيراً في تربة الوطن.. بسموم قاتلة على يد صدام ؟ هذا ما أكدته ليّ مصادر مقربة منه. مؤلفاته: ـ عكف عبد الله سلوم السامرائي على مواصلة البحث والتأليف منذ وقت مبكر مؤلفاته: 1ـ الغلو والفرق الغالية في الحضارة الإسلامية.. 2ـ الشعوبية (حركة مضادة للإسلام والأمة العربية).. 3ـ القاديانية والاستعمار الإنكليزي.. 4ـ الله والإسلام.. 5ـ الولايات المتحدة الأمريكية والمؤامرة على الأمة العربية.. 6ـ الإسلام والقومية.. 7ـ حوار في الاقتصاد بين الإسلام والماركسية.. 8ـ فلسطين في السياسة العربية والدولية.. 9ـ جدار الخوف (رواية).. 10ـ في غياب الحب (رواية).. إضافة الى العديد من البحوث والمؤلفات غير المنشورة. طائفيته: ـ منذ وقت مبكر كشف السامرائي عن طائفيته.. فقد شارك في تعذيب حتى الموت القاسمين والشيوعيين.. وكان يختار منهم الشيعة. ـ وتجسدت طائفيته باختياره موضوع رسالته للماجستير بعنوان: (الشعوبية.. حركة مضادة للإسلام والامة العربية) العام.. ويعتبر الدولة الاموية هي الدولة المسجدة للعروبة والاسلام. الإنتاج الفكري للسامرائي ضد التشيع: 1- الشعوبية حركة مضادة للإسلام والأمة العربية. (بغداد ـ 1984). 2- القاديانية والاستعمار الإنكليزي. (دار واسط ـ بغداد). 3- الغلو والفرق الغالية في الحضارة الإسلامية. (دار واسط. بغداد ـ 1990). النهاية: ـ ظل عبد الله سلوم السامرائي منذ العام 1992 بعيداً عن أي نشاط سياسي تراقبه عيون صدام المبثوثة في كل مكان.. حتى وفاته العام 1996.. ويقال انه مات مسموماً. _____________ الشخص الباطني* :يستخدم بعض الأشخاص المعنى الباطني للأشياء للتورية أو لمداراة بعض الأمور.. عدم فهمك للمعنى الباطني قد يوقعك في الحرج.. أو يظهرك بمظهر الجاهل. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الخميس أبريل 08, 2021 3:37 am | |
| 2 ----
ملحق ٠ تعليق د. هادي حسن عليوي ٤ أبريل، الساعة ٨:٢٦ م · عدنان الحمداني.. اكثر اجراما وتفننا في تعذيب الشيوعيين واليساريين من ناظم كزار د. هادي حسن عليوي ـ خبيث.. انعزالي.. متكبر.. لا يحب أحداً.. مصلحته أولاً.. مجرم وقاتل ودموي. ـ يعتقد انه افهم واحد.. خدم صدام ما لا يخدمه أحد مثله.. من أجل المنصب.. وأخيراً قتله صدام شر قتلة. ـ كان مدلل أبيه.. ثم أصبح مدلل صدام.. حتى أصبح مسؤول الحساب السري لصدام في سويسرا. ـ كان صدام في كثير من الأحيان يتصل به هاتفياٌ عارضاٌ عليه مشكلة ما.. فيقدم عدنان الرأي والحل.. ويخاطبه من خلال مكالمته الهاتفية بعبارة أستاذ.. حسب وصف القيادي ألبعثي السابق الدكتور فخري قدوري. أخطر المجرمين: ـ أكبر الجرائم التي تسجل على عدنان الحمداني هو العمل في لجان التحقيق ضد الشيوعيين واليساريين في هيئة التحقيق التي عذبت وصفّت مئات المواطنين بتهمة الشيوعية.. بعد انقلاب 8 شباط 1963. ـ وما الفظائع البشعة المشهورة عن ناظم كزار.. كدموي يتلذذ بالقسوة المفرطة.. تعتبر ابسط انواع الفظائع عند عدنان.. فكان عدنان متفننا بإذلال وتعذيب الناس.. الى ان يرحمهم الله بالموت.. وهي جزء من الطرق الشنيعة التي اتبعها عدنان الحمداني.. في التنكيل بضحاياه.. من الشيوعيين واليساريين بعد انقلاب 8 شباط 1963. ـ شارك في تفتيت المقاومة الفلسطينية خلال مجازر أيلول 1970 في الاردن. السيرة والتكوين: ـ ولد عدنان حسين عباس الحمداني في الكرادة الشرقية.. منطقة ارخيته.. ببغداد.. العام 1940.. وهو اصغر إخوته الأربعة.. فشل في الدراسة في كلية بغداد.. وهي مدرسة ثانوية من المدارس المتميزة وفق النظام التعليمي الأميركي. ـ انتقل الى المدارس العراقية الرسمية.. ثم أكمل كلية الحقوق. ـ متزوج من السيدة سناء الشيباني.. وزوجته كانت مقربة الى ساجدة زوجة صدام حسين.. وإثناء المحاولة المزعومة وإعدامه في تموز 1979 كانتا في باريس تتبضعان. ـ ولده خالد كان مقيماً في أمريكا مع عائلته منذ التسعينات.. أما ابنه أياد.. فكان يقيم في بغداد.. كذلك ابنته الصغرى كانت تقيم في بغداد مع زوجها. عدنان.. والبعث: ـ انظم عدنان الى حزب البعث العام 1959.. وبعد دخوله لكلية الحقوق اتصل بعدد من المعجبين بجمال عبد الناصر والناصريين. ـ ليطرد مع آخرين من البعثين العام 1961 بتهمة الارتماء بأحضان الناصريين. عدنان.. وانقلاب 8 شباط العام 1963: ـ بعد انقلاب شباط 1963.. أعيد إلى الحزب. ـ عين عدنان عضواً في هيئة التحقيق الخاصة بالتحقيق مع المعتقلين.. حيث تم تأسيس موقع تحقيقي في بناية في البتاويين تحت اسم (اللجنة التحقيقية مع المثقفين). ـ تم إناطة رئاستها بعدنان الحمداني.. وكان من نزلاء ذلك الموقع نخبة من خيرة المثقفين اليساريين العراقيين.. وحسب نتائج التحقيق يتم إحالة بعضهم إلى مركز ناظم كزار الذي حول محكمة الشعب قرب وزارة الدفاع إلى مركز تحقيق وتعذيب.. كان عدنان أكثر اجراماً ودموية في التحقيق مع المعتقلين.. ومن لا يعترف فالموت البطي بتعذيب لا مثيل له. ـ بعد خمسة اشهر.. نقل عدنان الى وظيفة مدير ناحية سلمان باك (المدائن) حالياً. ـ لم تمر ثلاثة أشهر على تعينه.. حتى استطاع عبد السلام محمد عارف في 18 تشرين الثاني 1963 حل الحرس القومي.. والسيطرة على السلطة بشكل تام.. وطرد الحمداني من الوظيفة. ـ من جهته فأن عدنان ترك البعث بمحض اختياره. عدنان.. وانقلاب 17 تموز 1968: ـ بعد انقلاب 17 ـ 30 تموز 1968 أعيد الحمداني الى الحزب كبقية البعثيين التاركين الحزب. ـ ويقال انه أعيد للحزب.. بجهود شقيق زوجته الموصلية الذي كان عضواً في المكتب العسكري للحزب. ـ وفي هذا الصدد يتحدث ألبعثي اللبناني جهاد كرم في كتابه: (بعثيون من العراق كما عرفتهم) حيث يقول: "تأخر عدنان حسين قياساً على موقف رفاقه بالعودة الى الحزب.. الذي سعت اللجنة المكلفة من قبل القيادة القومية.. صرف معه بعض الجهد كي ينظم الى الحزب من جديد.. وتوطدت العلاقة مع صدام منذ ذلك الوقت". ـ وكامتحان ومقدمة لتصعيده أرسل عدنان الحمداني عضواً في القيادة القطرية المؤقتة التي شكلت في الأردن داخل معسكرات الجيش العراقي المرابط هناك.. التي تكونت من منيف الرزاز.. وطالب صويلح.. ورافع الهاشمي.. ومحمد فاضل.. وعلي عليان.. وطه محمود السامرائي.. إضافة الى عدنان الحمداني. الجدير بالذكر إن هذه القيادة أعدمت جميعها من قبل صدام في أوقات مختلفة. ـ وعن دور هذه القيادة كان العمل على تفتيت المقاومة الفلسطينية المتمثلة بمنظمة فتح.. وخلق منظمة فلسطينية بتوجهات بعثية.. وتصفية القيادات الفلسطينية. ـ نجح عدنان وهذه القيادة بمهماتها بعد مجزرة أيلول العام 1970 ضد المقاومة الفلسطينية.. في الأردن.. في تفتيت المقاومة الفلسطينية المتمثلة بمنظمة فتح.. وخلق منظمة فلسطينية بتوجهات بعثية باسم (جبهة التحرير العربية).. وتصفية القيادات الفلسطينية. ـ يقول حسن العلوي: "بحكم علاقة القرابة بيني وبين عدنان.. حيث إن (والدي خاله).. ولكوني مسؤولاً عن توريطه بالعمل الحزبي.. كنتُ ألاحظ عدنان إثناء إجازة قصيرة يقضيها مع عائلته قادماً من الأردن.. وهو شديد التوتر.. مرهقاً تقرأ في أعماقه شعورا بالعذاب.. وكلما سألتهُ عن مهمته قال: (نحن في المستنقع الأردني). محاولة اغتيال ياسر عرفات: ـ لم يقف البعث عند حدود تفتيت المقاومة الفلسطينية.. بل قام بمحاولة اغتيال ياسر عرفات (رئيس منظمة التحرير الفلسطينية).. ففي طريقه مدعواً من مقره في جرش الى بغداد خرجت إليه شاحنة عسكرية عراقية في الوقت الذي مرت سيارته من أمام معسكر في بغداد.. وقد أصيب عرفات بكسر في ذراعه.. وبقيً حطام السيارة.. وهي من طراز بونتياك أميركي موديل 1969 بيضاء اللون ماثلاً أمام المسافرين بين بغداد والأردن. ـ المضحك إن ياسر عرفات حضر مجلس عزاء أقيم في مدينة سامراء.. بمناسبة وفاة والد الوزير عبد الله سلوم السامرائي.. وكانت يد عرفات معلقة بضمادة إلى صدره.. فسأله حسن العلوي عن يده.. فأجاب بذكائه المعهود.. وقدرته عن الخروج من مأزق كهذا: لا شيء.. لقد تعرضت لهجوم إسرائيلي.. وأنا في عملية فدائية. ـ كما إن البعث صفى نخبة من قادة منظمة فتح منهم: سعيد حمامي في لندن.. وعز الدين خلف في باريس.. وعلي ياسين في الكويت وآخرين. - نجح البعث في ترحيل المقاومة الفلسطينية من الأردن في أعقاب مجازر أيلول العام 1970.. ويعتقد إن ذلك كان ثمرة اتفاق سابق بين نظام البعث في العراق والملك حسين.. فكان بداية العلاقة الخاصة بين الملك حسين والنظام العراقي. مناصبه: ـ بعد عودته الى العراق من الأردن نهاية 1970.. صار عدنان من المقربين الى صدام حسين.. وانتقل بسرعة من موقع حزبي ورسمي.. الى أخر حتى وصل الى عضو قيادة قطرية.. ووزيراً للتخطيط.. والمسؤول الأول عن تسويق النفط العراقي. ـ أصبح عدنان الرجل الثاني بعد صدام في مجلس التخطيط الاعلى .. ويعد أهم عضو في مجلس قيادة الثورة بعد صدام. ـ اثبتً جدارة في كل المسؤوليات التي أناطها صدام إليه. ـ كذلك من خلال تعاطيه مباشرة مع الشركات الراغبة في الحصول على مشاريع في العراق مثل: (منديس جونيور) و(بتروبرايز) و(انجازا) في البرازيل و(شل) و(بوي) في فرنسا.. وعشرات الشركات الكبيرة الأخرى. ـ كان همً عدنان الوحيد رضا صدام عنه.. ولا شيء آخر سيكون مهماً في حياته.. كما غدا نشاطه وسهره المتواصل وتنفيذ طلبات صدام هو الحصول على تقدير الأخير له. عدنان.. العقل الاقتصادي للحزب: ـ خلال زيارة صدام والوفد المرافق له فرنسا في كانون الأول / ديسمبر / العام 1975 وصف صدام حسين عدنان الحمداني وهو يقدمه الى جاك شيراك رئيس الوزراء آنذاك.. بقوله: "هذا هو عقل الحزب الاقتصادي.. واليد النزيهة التي تتحكم بوزارة النفط". ـ فعلاً كان عدنان بحكم منصبه هو الذي يمنح القروض للدولة.. ويوقع على صفقات النفط الكبرى.. وتحت يده مخصصات مناهج الاستثمار.. والتحكم بواردات النفط. الحساب السري 5% ـ كان عدنان الحمداني واحداً من ثلاثة لهم حق سحب مبالغ طائلة من الرصيد السري.. الذي أودعه صدام في أحد بنوك سويسرا.. والذي يقوم على اقتطاع(5%) من عائدات النفط العراقي اعتباراً من أواسط السبعينيات.. أما العضوان الآخران فهما عدنان خير الله.. وعندما صاهر حسين كامل منحه حق سحب وإيداع المبالغ من الرصيد نفسه. ـ بعد اعدام عدنان أصبح برزان مسؤولاً عن هذا الحساب حيث عين سفيراً في سويسرا؟ ـ بعد 2003 وحتى اليوم.. السؤال الذي يفرض نفسه: (اين ذهبت ارصدة ال5% في جنيف بعد الاحتلال.. ولمن ذهبت؟). ـ في 20 تموز 1979 عين عدنان رئيسا لديوان رئاسة الجمهورية.. ونائباً لرئيس الوزراء. حقيقة استقال البكر: ـ ينقل عن مرافق البكر المقدم إبراهيم ألدليمي (اغتيل فيما بعد): أنّ البكر.. غضب من اعتراضات نائبه (صدام حسين).. على إصدار قانون زيادة الرواتب. ـ وذهب إلى منزله مساء التاسع من تموز (يوليو) 1979.. معتزلاً مكتبه في القصر الجمهوري موصياً حراسه ومرافقيه بعدم السماح لأحد بزيارته.. وامتنع عن التحدث عبر الهاتف مع النداءات التي كانت تصل إليه. ـ شعر صدام ان اعتزال البكر المفاجئ يوحي إليه بأنه لا يريده إلى جانبه.. بل فهم الأمر بأنه رسالة تدعوه للاستقالة والابتعاد عن مناصبه كرجلٍ ثانٍ في الدولة والحزب.. وهو أمر من رابع المستحيلات يقدم عليه صدام! ـ استغل صدام غياب البكر عن القصر الجمهوري.. فاستدعى صباح العاشر من تموز (يوليو) 1979 الأمين العام المساعد منيف الرزاز وأبلغه: ان الرئيس البكر (زعلان) في منزله وان المعلومات التي تسرّبت من أوساطه والحلقات المحيطة به.. تُفيد بأنه قرر الاستقالة.. وينتظر حلول ذكرى الثورة لإعلان ذلك.. وأنه (أي صدام) لا يستطيع ملء الفراغ الذي ستخلفه تلك الاستقالة في حال انتخابه رئيساً للجمهورية وزعيماً للحزب.. لذلك فقد اتخذ قراره هو الآخر بالاستقالة أيضاً وعلى قيادة الحزب أن تختار من تراه مناسباً للمنصبين. ـ صَدقً الرزاز كلام صدام.. وأجرى اجتماعات مع القيادة.. لكنه فشل في الوصول الى حل.. حيث انقسم أعضاء القيادة إلى فريقين. الأول: برز فيه محمد عايش ويطالب بعقد اجتماع لمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب.. يحضره البكر وصدام وجميع الأعضاء وتُناقش المشكلة من جميع جوانبها.. بغية الوصول إلى حل لها. الثاني.. وفي مقدمتهم طه ياسين رمضان.. وعزة الدوري بأنه مادام الرئيس مصراً على الاستقالة فيجب العمل على إقناع نائبه صدام حسين.. بتولي الرئاسة مؤقتاً لحين الانتهاء من الاحتفالات بذكرى الثورة.. والدعوة إلى عقد مؤتمر قطري باعتباره أعلى هيئة في العراق لحسم هذه المشكلة. ـ أدرك صدام الرأي الأول: (محمد عايش.. ومحيي الشمري.. وغانم عبد الجليل).. الغرض الذي يضمرونه في أنفسهم.. وارتاح لطروحات الفريق الثاني.. التي جاءت منسجمة مع رغبته. ـ طلب الرزاز عقد مؤتمر قطري خلال يومين لحسم الأمر.. لكن صدام لم يجب بلا أو نعم على مقترح الرزاز.. وانفضَّ الاجتماع دون اتخاذ قرار محدد.. غير ان الذي حدث ان حراساً ومرافقين لصدام.. منعوا محمد عايش.. ومحيي الدين الشمري.. من مغادرة مبنى المجلس الوطني.. واقتيدا إلى قاعة جانبية.. وتدخل غانم عبد الجليل مستفهماً عن هذا الإجراء.. فدفعه الحراس إلى القاعة نفسها. ـ حاول الرزاز العودة إلى مكتب صدام لمقابلته والشكوى إليه.. فمُنِعَ بشدة.. وطُلبَ منه التوجه إلى منزله وعدم مغادرته.. وترك المكان وخرج الأعضاء الآخرون على أثره. ـ باستثناء عدنان الحمداني.. وطارق عزيز.. وعزة الدوري.. وطه ياسين رمضان.. الذين استبقوا في المجلس.. وعقدوا اجتماعاً مع صدام وضعت فيه خطة عزل البكر والإجراءات المتخذة بهذا الشأن. ـ كانت حجة صدام في اعتقال عايش.. والشمري أنهما تبادلا خلال الاجتماع قصاصات ورقية صغيرة.. تضمنت تبادلاً للآراء وتنسيقاً فيما بينهما.. بشأن إعاقة وصول (السيد النائب) إلى سدة الحكم والسلطة. ـ فيما اجبر البكر على الاستقالة.. واقتيد إلى المجلس الوطني.. ومن ثم اصطحبه صدام إلى دار الإذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية.. وألقى خطاب التنحي. زيارة عدنان الى سورية: ـ في 20 تموز / يوليو / العام 1979 زار عدنان دمشق مبعوثاً عن الرئيس الجديد (صدام حسين).. بعد استقالة (البكر) ليبلغ الأسد بان مؤامرة ضد الرئيس الجديد اكتشفت وقد اعتقل المتورطون بها. ـ وعن لقاء عدنان الحمداني بالرئيس حافظ أسد ذكر مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري في مذكراته: "وبعد أن استمع الى مضمون رسالة صدام إليه التي نقلها الحمداني.. سأل الأخير: هل أنت مقتنع بأننا في دمشق شاركنا في المؤامرة المزعومة ؟ ـ رد الحمداني: لا ادري.. أنا حاملاً رسالة.. وعليً توصيلها.. فصمت الرئيس الأسد قليلاً.. ثم قال: إنني أخشى عليك يا رفيق عدنان.. ابق بضعة أيام في دمشق.. وسترى العجب في العراق.. ضحك الحمداني ساخراً من كلام الرئيس الأسد.. قائلاً: "إن مهمات كثيرة تنتظرني في بغداد.. أنا عائد اليوم لان وظيفتي الحقيقية يا سيادة الرئيس هي رئيس وزراء". صدام: عدنان ليس صديقي: ـ قلل صدام حسين من مستوى العلاقة التي تربطه بعدنان الحمداني خلال إجابته على أسئلة المحقق الأمريكي جورج بيرو معه بعد اعتقاله العام 2003 "إن عدنان حسين ليس صديقي.. بل سعدون شاكر هو صديقي المقرب".. ولأول مرة يقدم صدام توصيفاً صريحاً لمستوى العلاقة التي تربطه بقياديين بعثيين عملوا بمعيته. اعتقاله وإعدامه: ـ اعتقل عدنان بعد عودته من دمشق في 22 تموز (يوليو) 1979.. بعد أن أوفده صدام إلى القيادة السورية لوضعها في صورة الأحداث الأخيرة. ـ يصف تايه عبد الكريم العضو القيادي في البعث ما دار بعد إحضار عدنان الحمداني الى اجتماع القيادة حيث يقول: "حضر عدنان الحمداني وأحد أعضاء القيادة الآخرين واستدعاهم صدام.. وقال: يا رجال سترون المتآمرين.. وقال: صيحوا المتآمرين.. وقال: هؤلاء المتآمرون.. والله سأجعل من رؤوسكم (نافضات)السكائر.. ولم يتحدثوا ويردون عليه.. وكان عليهم علامات الإرهاق والتعب.. وقد يكون مارس فيهم بعض أنواع التعذيب النفسي أو الجسدي". ـ يقول صباح سلمان / السكرتير الصحفي لصدام حسين.. في كتابه: (صدام حسين قائد وتاريخ): " تبين إن سبب اعتقال عدنان الحمداني.. ومن ثم إعدامه.. انه كان الوحيد الذي يعرف تفاصيل أرصدة صدام وحساباته في المصارف الأجنبية.. باعتباره المسؤول عن الاتفاقات التجارية وصفقات النفط". ـ يقول القيادي في البعث وسفير العراق في الهند جهاد كرم: "لا أكاد اصدق.. وبرغم كل هذه السنين.. ما زلتُ اشعر بالألم كلما فكرت في هذا الموضوع.. خصوصا انه لا يقين عندي.. لأعرف الحيثيات كي ارتاح.. فقد ذهب الاثنان ـ أي عدنان وغانم عبد الجليل ـ وأخذا سرهما معهما.. وظلت حقيقة ما جرى محصورة بصدام واللجان التحقيقية في المخابرات.. هرعت الى بغداد حال سماعي الخبر.. وبالرغم من فظاعة الأمر وعدم تصديقه سمعتُ أسبابا من الممكن أن تنسجم مع المنطق وهي: 1ـ تغليب الرأي السياسي على الموقع الاقتصادي.. وقناعة (عدنان) بأهمية استمرار (البكر) لفترة أطول في القيادة. 2ـ إيمانه بأهمية الوحدة بين العراق وسورية.. ولو أدى ذلك الى التخلص من صدام الذي تبين انه معارض لهذه الوحدة. 3ـ إدراكه بأن (صدام) ماض بحرب مع إيران التي ستؤدي بالعراق الى المخاطر والاستنزاف". ـ الحقيقة: (إني د. هادي حسن عليوي.. كاتب هذه الدراسة وكباحث ومؤرخ) أجد: إن مثل هذه الأسباب التي أوردها جهاد كرم: لا تقنع أي شخص.. فالحمداني.. كما أوضحنا هو الذي سلمً حافظ أسد رسالة صدام التي تكشف فيها المؤامرة.. ورفض الحمداني البقاء في دمشق بناء على طلب الأسد.. ورد عليه: بأنه (ينتظرني منصب رئيس الوزراء). جريمته.. واعدامه: ـ تعرض عدنان الحمداني الى تعذيب رهيب في المخابرات أجبره ان يعترف كذبا على بعض المديرين العامين في وزارته.. الذين جرى اعتقالهم واعدامهم. ـ نفذ بعدنان الإعدام رميا بالرصاص.. بعد أن كسروا عموده الفقري.. وأعلن في قرار التجريم إن عدنان الحمداني كان يستلم راتباً شهرياً من حافظ أسد مقداره 200 دينار. ـ وعدنان الحمداني كما يعرف العراقيون هو الذي يمنح القروض للدولة.. ويوقع على صفقات النفط الكبرى.. وتحت تصرفه مخصصات مناهج الاستثمار.. والحساب السري الخاص ب (5%). جثته: ـ سلمت جثة عدنان الى أسرته بلا عيون.. مع الأمر بعدم إقامة فاتحة على روحه.. ومنذ لحظة تسلم جثته انقطعت والدته عن الطعام والشراب.. حتى ماتت في فراشها.. ومات والده بعد حين. حسن العلوي.. وإعدام عدنان الحمداني: ـ يدعي حسن العلوي إن عدنان الحمداني ابن خاله.. لكن ما أن أعدم صدام عدنان الحمداني.. كان حسن العلوي في لندن فأرسل ـ حسن - إلى صدام حسين من لندن برقيته المشهورة التي قال فيها: "انتصاركم على المؤامرة الخيانية الغادرة للأمة العربية وقضاياها ومستقبلها المشرق .. الخ".. (مجلة ألف باء، العدد 567، 8 آب 1979). ـ عاد حسن العلوي من لندن ليطلق زوجته التي هي شقيقة عدنان الحمداني تقرباً من صدام. ـ إلا أن صدام انزعج من ذلك.. واعتبر طلاق العلوي هذا نوعا من الاحتيال أو لنقل الضحك على الذقون.. فأمر بإقالته من رئاسة تحرير مجلة "ألف باء" واعتقاله. ـ بعد فترة قصيرة كتب العلوي رسالة الى صدام يستعطفه فيها ويرجوه إطلاق سراحه.. فأمر صدام بإطلاق سراحه.. وقابله.. ومنحه مبلغا مالياً.. كما وافق على طلبه بمنحه جواز سفر.. والسماح له ببيع بيته.. وتحويل ثمنه الى الخارج. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الخميس مايو 06, 2021 6:43 am | |
| د. هادي حسن عليوي ٣٠ أبريل، الساعة ٧:٢٨ م · المراسلات السرّيّة بين نائبي الرئيس الامريكي.. والعراقي قبيل حرب 2003. اعداد : د . هادي حسن عليوي (بين 20 آذار / مارس.. و9 نيسان / أبريل / 2003.. تبادل ديك تشيني.. نائب الرئيس الأميركيّ.. وطارق عزيز.. نائب رئيس الحكومة العراقيّ.. عدداً من الرسائل التي كشفت بعضَها وزارةُ الخارجيّة الأميركيّة من غير أن يظهر أيّ تكذيب عراقيّ لها). ________________ (بعض فقرات مما جاء برسائل طارق عزيز): ـ طارق عزيز: (خدعتنا وورطتنا سفيرتكم غلاسبي باحتلال الكويت). ـ طارق عزيز: (مستعدّون أن نعطيكم ما شئتم من نفطنا.. لا مانع لدينا من منحكم نفطنا). ـ طارق عزيز: (مستعدون للاعتراف بإسرائيل). ـ طارق عزيز: (العراق وقف في وجه إيران الخمينيّ.. ودفع أكلافاً بشريّة واقتصاديّة باهظة). ـ طارق عزيز: (في الستينيات ـ 8 شباط 1963ـ حاربنا الشيوعية في العراق بكل قوة.. ومستعدون الان ان نحارب قوى الشر). ـ طارق عزيز: (إنّ تحريركم للشيعة.. وهم أكثريّة السكّان العدديّة في العراق.. ستدفع بهم الى الوقوع في احضان ايران). ______________________ ـ الرسالة الأولى: التي كتبها عزيز: "بغداد في 20 /3 / 2003. سيادة نائب الرئيس ديك تشيني: بعد التحيّة: ـ لقد صنّفَنا رئيسكم السيّد جورج دبليو بوش.. قبل عام ونيّف.. واحداً من ثلاثة أطراف تُشكّل معاً "محور شرّ" في العالم.. ثمّ تناهت إلينا معلومات خطيرة عن أنّكم ستعتبروننا من المسؤولين عن المأساة التي حلّت بمدينتي واشنطن دي سي ونيويورك قبل عامين. ـ ويبدو أنّ هذا التصنيف الظالم لنا.. والمصحوب باتّهامنا بامتلاك أسلحة محظورة دوليّاً.. هو تمهيد لاستهدافنا عسكريّاً. ـ إنّ هذه الصورة التي تقدّمونها عنّا لا أساس لها من الصحّة إطلاقاً.. ونحن نعلم أنّ بعض العراقيّين الحاقدين على وطنهم وشعبهم.. خصوصاً ذاك المدعوّ أحمد الجلبي.. هم الذين سوّقوها عنّا وأقنعوكم بها. ـ إنّنا مستعدّون أن نضع كلّ الأوراق على طاولة التفاوض من أجل أن نوضح لكم موقفنا الودّيّ منكم. ـ واسمحوا لنا أن نذكّركم بأنّ العراق هو الذي وقف في وجه إيران الخمينيّ ودفع أكلافاً بشريّة واقتصاديّة باهظة. ـ كما أنّ الحزب الذي يحكم العراق.. حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ.. كان من أشجع الذين تصدّوا للمدّ الشيوعيّ في الستينات.. (8شباط 1963) في ذروة الحرب الباردة.. فكنّا بالتالي.. نحن وإيّاكم.. في خندق واحد. ـ مع هذا.. فإنّ رئيسكم السابق جورج بوش لم يكن مستقيماً معنا.. حين أرسل لنا سفيرتكم السيّدة إبريل غلاسبي فخدعتنا وورّطتنا في المغامرة الكويتيّة. ـ لقد كان هدفنا أن نتخلّص من حكمٍ إقطاعيّ تتعارض قيمه مع القيم الأميركيّة والغربيّة المتمدّنة.. لكنّكم جئتم بجيوش جرّارة لإذلال العراق وحماية تلك الإمارة الإقطاعيّة القروسطيّة. ـ إنّنا.. يا سيادة نائب الرئيس.. وكما ذكرت قبلاً.. مستعدّون للتحدّث في كلّ شيء.. بما في ذلك النفط. ـ واسمح لي أن أقول إنّ كتابات وتحليلات بعض من يسمّون أنفسهم "مناهضين للإمبرياليّة".. في بلادنا وخصوصاً في بلادكم.. تركّز على ما تعتبره أطماعكم في نفطنا. ـ وهم ينبّهون دائماً إلى أنّكم أنتم شخصيّاً كنتم.. حتّى الأمس القريب.. المدير التنفيذيّ لـ لشركة "هالّيبرتون". ـ وبدورنا.. نحن لا نزال حتّى الآن نرفض الأخذ بهذه التقديرات مع أنّنا.. كنظام يحترم إرادة الشعب وحرّيّته.. لا نستطيع منعه من التعبير عن هواجسه هذه. ـ على أيّة حال.. أنا في انتظار جوابكم كي نبدأ حواراً صريحاً وشاملاً بين أصدقاء. تفضّلوا بقبول احترامي. طارق عزيز". ______________ ـ ويبدو أنّ جواب تشيني لم يتأخّر.. فكتب ردّاً على الرسالة العراقيّة: "واشنطن دي سي في 27/ 3 /2003. ـ عزيزي نائب رئيس الحكومة طارق عزيز: ـ سأدخل معك مباشرة في الموضوع.. وأجيب عن نقاطك نقطة نقطة. ـ فنحن لسنا متأكّدين من أنّكم على علاقة بمنظّمة القاعدة.. ولا بالجريمة التي نزلت بالولايات المتّحدة في 11/9. ـ وليس لدينا دليل قاطع على أنّكم تملكون.. أو لا تملكون.. أسلحة محظورة دوليّاً.. مع هذا. ـ ووفقاً لما توصّل إليه الأصدقاء "المحافظون الجدد" في إدارتنا.. فإنّ سبب الإرهاب هو فقدان الديمقراطيّة في بلدانكم جميعاً.. ومن بين هذه البلدان الكثيرة.. قرّرنا أن نبدأ بالعراق. ـ ونجعل منه نموذجاً لباقي بلدان الشرق الأوسط.. فالعراق بلد كبير وغنيّ.. ولديه طبقة وسطى متعلّمة.. وفيه تنوّع دينيّ وإثنيّ وطائفيّ. ـ وهذا لئن تولّى السيّد احمد الجلبي فتح أعيننا عليه.. فالمؤكّد أنّه موجود قبله وبمعزل عنه. (بالمناسبة: هل يستطيع السيّد جلبي.. وكثيرون من العراقيّين الذين يعيشون مثله في الخارج.. أن يعيشوا في العراق ويمارسوا حرّيّاتهم وخياراتهم السياسيّة؟ طبعاً لا). ـ صحيح أنّكم وقفتم في وجه الخميني وثورته التي دشّنت أعمالها بالاستيلاء الوحشيّ على سفارتنا في طهران. ـ لكنّ زمن الحرب الباردة ولّى.. وما عدنا بحاجة إلى التحالف مع أنظمة مستبدّة لمواجهة أنظمة مستبدّة أخرى. ـ إلاّ إذا كانت تربطنا بها مصالح اقتصاديّة في غاية الأهميّة.. وهذا ينطبق بدرجة أكبر على الستينيات: فأميركا التي كانت تشجّع يومذاك ذبح الشيوعيّين.. في العراق كما في إندونيسيا وأيّ مكان آخر.. أصبحت اليوم تتعامل معهم بوصفهم ضحايا أنظمة استبداديّة فرضت علينا ظروفُ الماضي السيّء أن نحالفها. ـ أمّا عن تذرّعكم بسبب وبلا سبب بأنّ سفيرتنا إبريل غلاسبي أعطت الضوء الأخضر لرئيسكم صدّام حسين بأن يغزو الكويت في أوائل آب / أغسطس / 1990.. فهذا غباء محض في أحسن حالاته. ـ فغلاسبي.. حين قالت إنّ الولايات المتّحدة غير معنيّة بالنزاعات العربيّة ـ العربيّة.. لم يكن يخطر في بالها.. لا من قريب أو بعيد.. أنّ المقصود هو احتلال الكويت. ـ إنّ ما ورّطكم ليس الولايات المتّحدة ولا السفيرة غلاسبي.. بل.. واعذرني على قولي هذا.. غباء قيادتكم السياسيّة.. وعدم معرفتها بالعالم.. وبالديبلوماسيّة وقت واحد. ـ أمّا أنّكم أردتم التخلًص من "حكم إقطاعيّ تتعارض قيمه مع القيم الأميركيّة والغربيّة المتمدّنة".. فهذا.. حتّى لو قبلناه.. لا يجيز لكم احتلال دولة مستقلّة. ـ فضلاً عن ذلك فإنّ تعارض قيمنا والقيم الكويتيّة يظلّ أقلّ من تعارضها مع القيم التي يُحكَم بموجبها العراق حيث.. وأنت أعلم منّي بذلك.. لا يتوفّر الحدّ الأدنى من حقوق الإنسان والحرّيّات والتعدّد. ـ أخيراً: وبالنسبة إلى النفط.. يُستحسن تذكيركم وتذكير "المناهضين للإمبرياليّة" عندنا وعندكم.. بحقيقتين لا يقلّل منهما أنّني عملت سابقاً مديراً تنفيذيّاً لإحدى الشركات: ـ أولاهما: أنّ أيّة حرب قد نشنّها على العراق ستكلّفنا من المال ما لن يعوّضنا إيّاه نفط العراق حتّى لو احتكرناه كلّه لعشرات السنين. ـ أمّا الثانية: فأنّنا نعلم جيّداً أنّ رئيسكم السيّد صدام حسين مستعدّ أن يمنحنا هذا النفط كلّه من دون أيّة حرب إذا ما ضمنّا له البقاء في السلطة. ـ هذه الخلافات.. على أيّ حال.. لا تلغي الدخول في "حوار صريح وشامل" بيننا. صداقتي: ديك تشيني". ___________________ الرسالة الثانية: التي وجّهها طارق عزيز لتشيني بدت أشدّ صراحة ودخولاً في صلب الموضوع: "بغداد.. في 4 / 4 / 2003. سيادة نائب الرئيس ديك تشيني بعد التحيّة: ـ لقد اطّلعت على رسالتكم.. وأطلعتُ السيّد الرئيس صدّام حسين عليها.. وهو بدوره طلب منّي أن أحيطكم علماً بالتصوّرات والاحتمالات التي نتداولها هنا في بغداد. ـ لكنْ قبل ذلك لا بدّ من ردّ عابر على ما اعتبرناه إهانة لحاكم دولة ذات سيادة كالرئيس صدّام حسين. ـ لقد وصفتم قيادتنا بـ "الغباء السياسيّ وعدم المعرفة بالعالم وبالديبلوماسيّة في وقت واحد". ـ ونحن من جهتنا نودّ أن نذكّركم بأنّ رئيسكم السيّد جورج دبليو بوش.. بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".. لم يعرف موقع العراق على الخريطة إلاّ قبل أيّام قليلة. ـ على أيّة حال.. لا بدّ من تجاوز هذه العنعنات الصغرى. ـ فنحن نعتقد أنّ في وسعنا أن نستعيد أجواء الصداقة التي سادت علاقتنا في الثمانينات.. إبّان الحرب مع إيران. ـ وهذا من دون أن تغيّروا أيّاً من قناعاتكم التي عبّرتم عنها في رسالتكم الأخيرة.. ولأنّكم مصرّون على بناء الديمقراطيّة في المنطقة انطلاقاً من نموذج ما. ـ فنحن نقترح عليكم ثلاثة خيارات تكون بديلاً عن خياركم العراقيّ. ـ هناك السعوديّة.. وكما تعلمون فإنّ الذين نفّذوا 11 أيلول كانوا سعوديّين.. فيما المال السعوديّ هو الذي ينشر التطرّف الإسلاميّ الوهّابيّ. ـ وهناك إيران.. وهي أصلاً.. وكما حدّد رئيسكم جورج دبليو بوش.. من "محور الشرّ".. ودائماً.. هناك سوريّا.. التي توجد لها أصابع في كلّ عمل إرهابيّ. ـ إنّنا نعرف حكّام سوريّا جيّداً كما نعرف أنفسنا.. وندرك طبيعة عقلهم الإجراميّ الجهنّميّ.. (ولا تنس أنّ الحزب الذي يحكم هناك هو نفسه الذي يحكم هنا في العراق). ـ لقد ساءنا كثيراً أنّكم وضعتم العراق في "محور الشرّ".. ولم تضعوا سوريّا. ـ كما فرضتم وتفرضون علينا حصاراً جائراً (مع أنّ نظامنا استفاد منه كثيراً بالمناسبة). ـ ويهمّني أن ألفت نظركم.. يا سيادة نائب الرئيس.. إلى أمر أجده غريباً.. فأنتم تقولون إنّ العراق كبير وغنيّ.. لكنّكم.. لهذا السبب.. تريدون أن تعاقبوه!. ـ إنّ العراق بلد صعب.. ولا يصلح مكاناً لهذا النموذج الديمقراطيّ الذي تتخيّلونه.. فهو يعجّ بالأديان والطوائف والإثنيّات. ـ ولست أكشف سرّاً إذا قلت لكم إنّ تحرير الشيعة.. وهم أكثريّة السكّان العدديّة (في العراق).. ستدفع بهم إلى أحضان إيران أكثر ممّا إلى أحضان الديمقراطيّة. ـ إنّكم تجهلون الكثير عن تركيبة العراق وعواطف أبنائه.. وما تعرفونه مجرّد أخطاء يزوّدكم بها الجلبي وأمثاله. ـ كذلك فأصدقاؤكم الأكراد الذين وفّرتم لهم الحماية الجوّيّة.. وحرمتم العراق من فرض سلطته المركزيّة عليهم.. ينقسمون إلى عشائر متنافسة.. وهم: على عكس ما تصوّرونهم عليه.. ليسوا سويديّين أو نروجيّين محبّين للديمقراطيّة. ـ إنّهم سيتصارعون في ما بينهم إلى ما لا نهاية.. وستتوزّع ولاءاتهم على دول المنطقة.. وتاريخهم كلّه لا يدلّ إلاّ على ذلك. ـ إنّنا.. وأكرّر ما قلته سابقاً.. مستعدّون أن نعطيكم ما شئتم من نفطنا. ـ وأننا نقف إلى جانبكم عسكريّاً.. وبالطبع سياسيّاً.. وإعلاميّاً.. في مواجهة أيّ واحدة من الدول الثلاث التي اقترحتُها عليكم.. في حال رغبتم في ضربها. ـ كذلك يمكننا.. مستعينين بوزن العراق وإمكاناته وبصداقتنا مع صحافيّين دفعنا لهم غالياً.. أن نروّج للسلام مع إسرائيل.. وهو ما يهمّكم كثيراً. ـ وأن نضع حدّاً لسياساتنا المتطرّفة القديمة (وهي بالمناسبة لم تكن سوى هواء ساخن نستخدمه ضدّ سوريّا ولتدجين الفلسطينيّين.. وليس أبداً لإيذاء إسرائيل). ـ نذكّركم بأنّ قوّاتنا في الأردن العام 1970 أتاحت للجيش الأردنيّ أن يتقدّم لتصفية قوّات منظّمة التحرير الفلسطينيّة). ـ أمّا في شأن الديمقراطيّة.. التي لا نفهم في الحقيقة مدى سحرها عليكم.. فقد فاتكم وجود "جبهة وطنيّة وقوميّة تقدّميّة".. على رأسها الرفيق نعيم حدّاد.. هي التي تحكم العراق. ـ مع هذا فنحن على استعداد لأن نوسّع هذه الجبهة قليلاً.. بحيث تضمّ جلبي وبضعة أشخاص آخرين يشبهونه. ـ لكنْ إذا رفضتم عروضنا.. يا سيادة نائب الرئيس.. فنحن لن نفتقر إلى أوراق قويّة ندافع بها عن أنفسنا. ـ أكتفي هنا بمثلين يُستحسن بكم أن تفكّروا قليلاً بهما: ـ إنّنا مستعدّون أن نُشعل المنطقة كلّها بتجديد الصراع مع إسرائيل. وإذا صحّ أنّ السوريّين والإيرانيّين هم الذين يسيطرون اليوم على الحدود اللبنانيّة ـ الإسرائيليّة. ـ فهذا لن يمنعنا من العثور على وسائل وممرّات أخرى لن تُستثنى منها العمليّات في الخارج. ـ وأنتم سمعتم من غير شكّ بأسماء أشخاص: ككارلوس ووديع حدّاد وأبو نضال ممّن نستطيع أن نصنع أمثالهم في أيّ وقت. ـ فإذا أضفنا إلى ذلك قيامنا بحملة إعلاميّة وسياسيّة مكثّفة حول تحرير فلسطين.. وعبّأنا حولها الجماهير العربيّة والإسلاميّة.. أمكننا أن نُلحق أفدح الأذى بسياساتكم ومصالحكم في المنطقة. ـ حملة كهذه يمكن أن يتولاّها وزير إعلامنا محمّد سعيد الصحّاف الذي يتمتّع بقدرات هائلة تقلب الأبيض أسود والأسود أبيض. ـ أمّا الشيء الآخر فهو أنّ سجوننا تمتلئ بمن نسمّيهم "مجانين الدِين".. هؤلاء نعاملهم بقسوة وخشونة تجعلانهم أشدّ تطرّفاً.. بل مجانين فعليّين يتعاملون مع أجسامهم كقنابل موقوتة صالحة للتفجير في وجه أيّ عدوّ. ـ وسوف يكون في وسعنا دائماً إطلاق هؤلاء وبرمجتهم بحيث يستهدفون الأميركيّين والغربيّين.. ليس في منطقتنا فحسب.. بل في بلدانكم نفسها أيضاً. ـ وأنتم.. يا سيادة نائب الرئيس.. لا تستطيعون أن تتخيّلوا كيف يهتاج هؤلاء حين تُذكر أمامهم كلمات كـ "صليبيّ" و"يهودي" و"كافر". ـ إنّهم أسلحةٌ لن ينجح حتّى احتلالكم لبلدنا في مكافحتها.. هذا إن لم نقل إنّ احتلالاً كهذا يُفرحهم لأنّه يقرّب جنودكم منهم. ـ إنّهم ينتظرون قدومكم بلهفة.. ولهذا فإنّ الحكمة تستدعي عدم احتلالكم العراق. ـ فكّروا بذلك.. وتفضّلوا بقبول احترامي. طارق عزيز". _________________ ـ وبدوره ردّ ديك تشيني: "واشنطن دي سي في 9 / 4 /2003. عزيزي نائب رئيس الحكومة طارق عزيز: ـ هذه ستكون آخر مرّة أكاتبك فيها.. لأنّني بتّ على يقين بأنّ ما من شيء.. مطلق شيء.. يجمع بيننا.. وما من شيء بالتالي يمكن أن نتحدّث فيه. ـ باختصار أقول: إنّ اختيار العراق لا يعني استبعاد إيران وسوريّا.. فدورهما آتٍ. ـ علماً بأنّنا نظنّ أنّ النموذج العراقيّ الجديد هو بذاته سيتولّى أمرهما. ـ أمّا السعوديّة فتقع في قلب دائرة المصالح الأميركيّة والغربيّة.. ما يجعل هزّها أمنيّاً ذا تأثير سلبيّ بالغ على العالم بأسره.. مع هذا: ـ فنحن نظنّ أنّ تحوّلاً كبيراً في العراق.. يليه تحوّلان مماثلان في سوريّا وإيران.. سوف يغيّر وضع السعوديّة إلى الأحسن.. هذا في شبه المؤكّد. ـ أمّا أن تقارنوا رئيسكم برئيسنا فهذا ذروة الوقاحة.. فالمدعوّ صدّام حسين هو الذي أهداه خاله السيّد طلفاح خير الله مسدّساً عند نيله الشهادة الابتدائيّة. ـ كان أوّل ظهور عامّ له محاولته اغتيال رئيسكم آنذاك عبد الكريم قاسم.. التي لجأ بعدها جريحاً إلى سوريّا. ـ هذه ليست تربية رئيسنا المنتخب. ـ وبحقّ الله لا تقل لي إنّ المدعوّ نعيم حدّاد هو الذي يحكم بلدكم على رأس "جبهة" تمثّل العراقيّين. ـ أخيراً.. فإنّ تذرّعكم بوجود الطوائف والإثنيّات في العراق لا يقدّم ولا يؤخّر. ـ فهذا الوجود ينتشر على مدى منطقتكم بكاملها.. ومن الخطأ كلّيّاً أن تُستخدم هذه الحجّة استشراقيّاً واستعماريّاً لاستخلاص الاستحالة الديمقراطيّة في ربوعكم. ـ يبقى أن أقول إنّ تهديدكم لنا بالإرهابيّين وبمن أسميتَهم "مجانين الدين" لن يُخيفنا بتاتاً. ـ والحريّ بكم في هذه اللحظة أن تشعروا أنتم بالخوف فيما الأرض تهتزّ تحت أقدامكم. ديك تشيني". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ وما أن أنهى طارق عزيز قراءة الرسالة حتّى كان ضابط عراقيّ يدفعه دفعاً نحو الملجأ الواقع في قبو القصر المخصّص له. ـ ذلك أنّ الطائرات الأميركيّة كانت تحلّق في سماء بغداد.. وتمطر عاصمة الرشيد بالقنابل والصواريخ. ___________________ المصدر: فيكشن. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الخميس يونيو 10, 2021 8:04 pm | |
| ١٩ ساعة · ناصر الحاني.. عراب انقلاب 17 تموز 1968 د. هادي حسن عليوي ـ ذكي.. أديب بارع.. أستاذ جامعي.. دبلوماسي من الطراز الأول.. مشكلته هي بارتباطه بالولايات المتحدة الأمريكية.. التي ساهمت بقوة في انقلاب 17 تموز 1968.. فأصبح وزير خارجية الانقلاب.. فكان له دور مؤثر في سياسة الانقلابيين. ـ لم يتحمل صدام تدخل الحاني.. وهكذا سفك صدام دمه.. فأزيلت بكارة (الثورة البيضاء).. وأصبحت الثورة الحمراء بلا منازع. السيرة والتكوين: ـ ولد ناصر محمد ظاهر الحاني في مدينة عانة العام 1917.. أكمل دراسته الابتدائية والثانوية.. عمل مدرساً في متوسطة الغربية.. تخرج في دار المعلمين ببغداد العام 1943. ـ واصل دراسته في كلية الآداب بالقاهرة.. فأحرز شهادة ليسانس في الآداب 1947.. ونال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن العام 1950. ـ تزوج الحاني من سيدة ايرلندية ورزق ببنت وولد. ـ خلال جوده في لندن منحته الفرصة لتدريس الملك (للطفل) فيصل الثاني.. الذي كان يدرس في لندن. ـ عيّن مدرساً في كلية الآداب في كانون الأول / نوفمبر 1950. المناصب التي شغلها: ـ مدير البعثات في وزارة المعارف (1951).. فأستاذاً مساعداً بكلية الآداب (1954). ـ ملحقاً ثقافياً في السفارة العراقية في واشنطن (أيلول 1954).. وانتدب أستاذاً في جامعة لندن (1959). ـ مديراً عاماً للعلاقات في وزارة الخارجية في آذار / مارس 1960. ـ سفيراً في بيروت في آب / أغسطس 1961.. وأضيفت إلى عهدته سفارة اليونان أيضاً. ـ سفيراً في دمشق في تموز / يوليو 1962.. فسفيراً في ديوان وزارة الخارجية. ـ وزير الخارجية وكالة.. تموز / يوليو 1963. ـ سفيراً في واشنطن العام 1964.. ثم بيروت في شباط / فبراير 1967. ـ وزيراً للخارجية بعد انقلاب 17 تموز 1968 إلى 30 يوليو 1968. ـ سفيراً في ديوان وزارة الخارجية.. آب 1968. (لم يباشر). ـ مستشارا لرئيس الجمهورية.. آب 1968. نشاطه قبيل انقلاب 17 تموز 1968: يحدثنا السيد أحمد الحبوبي.. وزير العمل والشؤون الاجتماعية في عهد عبد الرحمن محمد عارف.. حيث يقول: ذهبتُ إلى لبنان أواخر تشرين الأول العام 1967.. والتقيتُ الدكتور ناصر الحاني في دعوة العشاء الخاصة التي أقامها ليً.. وبدأ حديثه معي قائلاً: "لماذا تقاطعون أمريكا"؟!! فاندهشتُ.. وقاطعني: المصلحة تقتضي الاصطفاف مع أمريكا.. وإعادة العلاقة معها ولا مصلحة في معاداتها.. ويجب أن تغيروا سياستكم.. فقلتُ له: ألا تعلم انك ضد سياسة حكومتك؟!! فأجاب: إنني لم اختلف مع سياسة حكومتي بل أعارضها.. وأرجوك أن تنقل حديثي هذا الى طاهر يحيى لتعديل الموقف قبل فوات الأوان.. أجبته.. وقد استفزتني عبارة فوات الأوان.. كيف يعارض سفير حكومته ويعمل ضدها ويستمر في منصبه.. فابتسمً معتذراً.. ثم قال: أنه حر في آرائه ومعتقداته.. حتى لو كانت مخالفة لسياسة حكومته.. وعند عودتي الى العراق نقلتُ الى طاهر يحيى ما جرى من حديث مع سفيرنا ناصر الحاني.. وكان تعليقه.. (هذا يخروت ).. ولم يزد على ذلك. ـ يضيف أحمد الحبوبي في كتابه: (شخصيات كما عرفتهم ص 117) قائلاً: "استقلت من الوزارة.. وتسارعت الإحداث.. وحصل انقلاب 17 تموز 1968.. وجاء ناصر الحاني وزير الخارجية في العهد الجديد.. وذات مساء.. وعندما كنتُ اقرأ الفاتحة في حسينية ـ عبد الرسول ـ في الكرادة على روح متّوف لا أتذكر اسمه.. دخل ناصر الحاني.. وقد جاء ليقرأ الفاتحة أيضاً.. وعندما رآني اتجه نحوي وجلس بجانبي.. وبعد أن قرأ الفاتحة مال على إذني وقال: "ها أستاذ اشكلتك").. فأجبته: "العاقبة بالخواتيم.. دكتور".. ثم قرأتُ الفاتحة وغادرتُ المكان.. وفي 30 تموز (إي بعد 13 يوما على الانقلاب).. أبعد الحاني من وزارة الخارجية.. ولم يمر وقت طويل حتى وجد قتيلاً". ـ يتحدث طالب شبيب عضو القيادة القطرية لحزب البعث عن ناصر الحاني قائلاً: "في نهاية عهد عبد الكريم قاسم اجتمع المكتب السياسي للبعث لتعين تشكيلة الحكم بعد نجاح الانقلاب.. اقترح صالح مهدي عماش وزير الدفاع آنذاك أسم ناصر الحاني لوزارة الخارجية.. ووافق المكتب على الاقتراح.. وكان الحاني حينذاك يشغل منصب سفير العراق في سورية.. أي مشرف على علاقات عبد الكريم قاسم الحميمة بحكومة الانفصال في سورية. ـ يضيف شبيب قائلاً: "وذلك لم يحصل لو لم يكن عبد الكريم راضيا عنه.. وعلى صلة طيبة معه.. وناقشت القيادة القطرية للحزب هذا التحليل فيما بعد.. وقررت استبعاد الحاني من المنصب. ـ لكن علاقة صالح مهدي عماش معه ومع لطفي العبيدي لم تتأثر واستمرت قوية.. لذلك عدل في اجتماع آخر للمكتب العسكري اقتراحه.. وطالب بتعينه وكيلاً لوزارة الخارجية وكان له ذلك". ـ يشك طالب شبيب بوجود علاقة مشبوهة بين صالح مهدي عماش وعلي عبد السلام وناصر الحاني وغيرهم مع الولايات المتحدة الأمريكية.. حيث يوضح في مذكراته التي نشرها علي كريم سعيد " وبعد انقلاب كتلة البكر في 30 تموز 1968 على حليفتها كتلة (النايف ـ الداوود- الحاني ـ العبيدي).. أظهرت الاعترافات والتهم المتبادلة أسراراً كثيرة مؤسفة.. تؤكد إن الاستخبارات الأمريكية نشطت في العراق ليس من خلال قناة واحدة.. ولا يستبعد أن تكون الوليمة التي أقامها علي عبد السلام في داره العام 1963 تصب في ذلك النشاط المتنوع والغريب ـ فقد دعا الرجل لوليمته كل أعضاء مجلس قيادة الثورة.. وصديقاً أمريكياً له.. واستثنى من الدعوة جميع أعضاء القيادة القطرية للبعث.. وعرض على المدعوين التوسط لدى الإدارة الأمريكية لتسليح الجيش العراقي مقابل اطلاع الخبراء الأمريكان على كتيبة صواريخ سام السوفيتية الموجودة في معسكر التاجي.. وهو ما تم فيما بعد. ـ وبذات الصدد ذكرت صحيفة الحياة اللندنية نقلاً عن مصادر بريطانية: إن مدير الأمن العام العراقي رشيد محسن اجتمع بالفريق طاهر يحيى ـ رئيس الوزراء قبل أسبوع من انقلاب 17 تموز 1968 وقال له: "إن الموضوع مستوي وان مصر أخبرتهم إن ثلاثة ملايين دينار عراقي" أكثر من تسعة ملايين دولار أمريكي سلمت الى السفير العراقي في بيروت الدكتور ناصر الحاني. ـ ووصل المبلغ الى العراق.. ووزع على المتآمرين ومنهم احد ضباط القصر برتبة ملازم حصته 70 ألف دينار لمجرد فتح أبواب القصر الجمهوري أمام الانقلابيين". ـ وكانت أخبار قد ترددت على لسان سليم اللوزي صاحب مجلة الحوادث اللبنانية تناولت أسماء أشخاص قام كل واحد منهم بدور خطير في الإعداد لانقلاب 17 تموز 1968.. فقد أفادت المجلة إن حردان التكريتي تسلمً من الدكتور ناصر الحاني مبلغ خمسة ملايين دولار قبيل الانقلاب.. ويقول طالب شبيب في مذكراته: والفكرة الوحيدة التي ظلت عالقة في ذهني هي ما تم كشفه عن الاجتماعات التي عقدت في دار بيروت أيضا برفقة عبد الرزاق النايف ولطفي العبيدي.. الذي نشر شيكات مسلمة الى قيادة 17 تموز 1968. الأيام الحاسمة: ـ يتحدث ناصر الحاني في مذكراته (أيام حاسمة في تاريخ العراق) عن الأحداث التي رافقت انقلاب 17 قائلاً: "وصلتني برقية من وزارة الخارجية قبل أربعة أيام من انقلاب 17 تموز 1968 تتضمن حضوري الى بغداد.. وكنتُ أشك بمفاتحتي في المشاركة. ـ وفي بغداد التقيتُ وزير الخارجية بالوكالة فوافاني بتطورات الموقف.. وذكر ليً إن النية تتجه الى إسناد وزارة الخارجية إليك.. وان الرئيس نفسه سيؤلف الوزارة المرتقبة.. وذلك لان السيد محسن حسين الحبيب لم يوافق على تأليفها.. كما إن طاهر يحيى يمر بظروف حرجة تحتم عليه أن يتنحّى عن الحكم وسيكون مصير الحكومة غامضاً". ـ يبدو إن الظروف الحرجة التي يمر بها طاهر يحيى يقصد تفاقم الصراع بينه وبين إبراهيم الداوود وعبد الرزاق النايف.. وحيث إنني وصلتُ متأخراً فان الرئيس عارف سيلقاني صباح يوم غد (17 تموز 1968)!! لكن ذلك الصباح قام الانقلاب !! ويضيف الحاني قائلاً: "فزعتُ مما وقع.. وبدا لي كل شيء غامضاً وخشيتُ أن يؤدي الى إبعاد العراق عن ركائز سياسته العربية أو يدخلنا بمتاهات جديد". ـ ويبدو ليً "أنا كاتب هذه الدراسة: "إن الدكتور الحاني هنا يبتعد عن حقيقة الأمور ودوره في الانقلاب"!!. ـ المهم يضيف الحاني قائلاً: "ومهما يكن من أمر فقد تلقيتُ نداء هاتفيا مساء السابع عشر من تموز ـ أي مساء يوم الانقلاب ـ من مدير الأمن العام السيد إسماعيل شاهين يخبرني فيه إن مجلس قيادة الثورة (أي قيادة الانقلاب) يرغب بلقائي. ـ وفعلاً التقيتُ أعضاء هذا المجلس في غرفة رئيس الجمهورية وهم: (احمد حسن البكر.. وصالح مهدي عماش.. وعبد الرزاق النايف.. وحردان عبد الغفار التكريتي.. وإبراهيم عبد الرحمن الداوود.. وسعدون غيدان.. وحماد شهاب التكريتي". ـ ويضيف الحاني قائلاً: "تحدثتُ مع الرئيس البكر بشكل مستفيض عن أوضاع العراق وما تتطلبه.. واقرً البكر معي إن العراق يعاني ثلاث مشاكل: ـ أولها: المسألة الكردية. ـ الثانية: انعزال الحكم.. عدم وجود قاعدة شعبية له أو مشاركة النخبة المثقفة. ـ الثالثة: تدهور الوضع الاقتصادي. ـ يضيف الحاني قائلاً: حاولتُ أن أعتذر عن المشاركة في الوزارة.. لكن الجميع أصروا على مشاركتي". ـ في اليوم التالي التقيتُ البكر في حماس ظاهر.. ورغبة أكيدة في التعاون البناء على كل ما ييسر دخول العراق مرحلة جديدة.. وتم الاتفاق على تكليف النايف تشكيل الوزارة.. وشرحتُ وجهة نظري عن مواصفات الوزراء. ـ راح البكر يداعبني قائلاً: "انك لا تريد معك في الوزارة إلا ذوي الرؤوس التي شابت والجثث الضخمة". ـ فقلتُ أما الرؤوس وقد شابت فنعم.. وأما ما سوى ذلك فلا. ـ اعترضتُ على وزير الشباب (عبد الله سلوم السامرائي) لاستيزاره وزيراً للإعلام.. وقُبلَ الاعتراض.. وعين الدكتور طه الحاج الياس.. الذي كان وزيراً للتربية في حكومة طاهر يحيى قبل الانقلاب.. بدلا عنه. ـ لكن السلوم استؤزر وزيرا للإعلام في 30 تموز 1968 بعد طرد عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود ومؤيديهم من الحكم. الصراع بين كتلة الداوود.. وكتلة البكر: ــ يقول الحاني: "لستُ ادري كيف انزلقتُ الى الاعتقاد بأنني استطيع أن اخفف من حدة التوتر (ويقصد الحاني بالتوتر التوتر الذي اخذ يتصاعد بين كتلة.. الداوود وكتلة البكر والبعث). ـ يقول الحاني بهذه الصدد: "اذكر إنني حدثتُ البكر مرة عن هذا التعارك مع الداوود وشجعته أن يحاول بدوره مع صالح مهدي عماش.. فأجابني: بأنه لا يرى غيري يستطيع أن يخفف من وطأته".. ومرة أخرى. ـ تحدثتُ مع عماش بأنني لا اعتقد إن حزب البعث يمتلك الفنيين الذين يستطيعون وحدهم أن يؤلفوا الوزارة.. جاء رداً على القاعدة الحزبية التي تقول: (إن الحزب هو الذي يقرر.. وما على الوزارة إلا أن تطبق وتنفذ).. واتفقً معي بهذا الرأي عماش على إن الانفتاح من المبادئ التي يؤيدها. ـ يبدو ليً (أنا كاتب هذه الدراسة: كمؤرخ وباحث في الشأن السياسي ومتخصص بالأحزاب السياسية وتاريخ العراق المعاصر): إن كلام الحاني ليس حقيقة وإنما ردح أو انه "أي الحاني".. بوصلة الانقلاب وممثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فيه.. ليعطي نفسه دور الناصح والمعارض والمفكر.. والآمر في بعض الأحيان.. وان قادة الانقلاب العسكريين من الكتلتين كتلة النايف وكتلة البكر بيادق يحركها ويأمرها بما يريد". بداية النهاية: ـ في الثلاثين من تموز 1968 تم إقصاء عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود.. الأساسيين في نجاح الانقلاب. ـ يقول الحاني انه ناقش مع البكر - عند إقصاء النايف - اتهامه للأخير بالعمالة.. ومطالبة النايف حل شركة النفط الوطنية.. وقلتُ له: "إن هذا الأمر لم يحدث ولم يطرحه النايف في اجتماعات مجلس الوزراء.. فلماذا يتهم بذلك؟". ـ المتتبع للأوضاع في تلك الساعات والأيام.. وتسفير النايف.. وسيطرت البعث على السلطة.. يؤكد عدم قدرة حتى البعثيين أنفسهم من الاستفسار وليس توجيه النقد !! فهل يعقل إن الحاني كان يستطيع مناقشة البكر في مثل هذه المواضيع.. وبذلك الأسلوب؟. ـ المهم تم اتهام النايف بالعمالة.. ورغم عمالته فان البكر عينه سفيراً للعراق في المغرب.. وقد اعتذرً ملك المغرب عن قبوله سفيراً في بلاده قائلاً: كيف أقبل به سفيراً؟ وحكومته تتهمه بالعمالة.. ويقول الحاني: "انه بعد 30 تموز.. وحل الوزارة عرض البكر عليً منصب سفير العراق في المغرب". ـ ثم عاد وعينه مستشاراً له في القصر الجمهوري.. ووصف الحاني منصبه هذا بأنه المستشار الذي لا يستشار. ـ ترك الحاني منصبه هذا.. وعاد أستاذا الى كلية الآداب بجامعة بغداد. مصرعه: ـ في الأول من تشرين الأول / اكتوبر/ العام 1968 ذهب الحاني الى بيروت للقيام بالتوديع الرسمي له كسفير.. انتهت مهمته وأسرّ الى بعض أصدقائه بأنه: "تورط مع عصابة من المجرمين والقتلة والكذابين". ـ يذكر صديقه الأديب وحيد الدين بهاء الدين: في ظهيرة يوم الأحد العاشر من تشرين الثاني / نوفمبر/ العام 1968.. بينما كنتُ أزور صديقي ناجي جواد الساعاتي بمكتبه التجاري في منطقة السعدون.. طرأت على باله فكرة ما كانت منتظرة منه سرعان ما اقترحها عليّ استمزاجاً لرأيي.. وهي أن نزور ناصر الحاني بمنزله هذا المساء.. كما سبق أن زرناه معاً من قبل.. تكريسا لصلتنا الأدبية به.. قلتُ له كما ترى وتحب.. فأدار قرص الهاتف فردت عليه امرأة قائلةً: (إن الحاني لم يعد بعد من الدوام الرسمي).. إنما ما كنت ادري وما كان ناجي جواد ولا المنجم يدري.. إن هذا اليوم هو آخر يوم من حياة ناصر.. أما قال الشاعر الجاهلي: ويأتيك بالأخبار ما لم تزوّد. ـ المهم: وصلً الى دار الحاني الكائنة في حي راغبة خاتون بالأعظمية.. أناسٌ على غير انتظار أو توقع.. أوجسً منهم خيفة.. مع هذا رحبً هو وقرينته بهم.. فحاوروه بعض الشيء.. ثم أخرجوه عنوةً.. واقتادوه الى حيث يراد. ـ تمت تصفيته وتشويهه.. ثم رميت جثته على شارع قناة الجيش ببغداد.. بحيث عجزت حتى قرينته من تشخيصه.. إلا من البذلة التي كان يرتديها إذ ذاك. رواية حازم جواد لمصرع الحاني: ـ عن مصرعه ذكر حازم جواد القيادي السابق في حزب البعث قائلاً: "كان احمد حسن البكر يتظاهر أمام الحاني بأنه هو المهدد من قبل (الأولاد) كما يسميهم.. ويقصد بهم صدام ومجموعته في مكتب العلاقات العامة.. الذين هم: ناظم كزار وعلي رضا.. ومحمد فاضل.. وسعدون شاكر.. وطاهر محمد أمين.. وغيرهم.. كان البكر عندما يأتيه الحاني الى غرفته ليتكلم في موضوع ما.. يأخذه الى حدائق القصر.. ويقول له: "أخشى أن يسمعنا الأولاد ويؤذوك".. ويبدو إن الحاني كان مطمئناً الى البكر (رئيس الجمهورية آنذاك). ـ ويضيف حازم جواد قائلاً: "الى أن ذهب ثلاثة من مكتب العلاقات العامة.. واقتادوه في إحدى الليالي.. وقتلوه ورموا جثته في إحدى شوارع بغداد في مكان محاذ لقناة الجيش.. وقد سببت هذه الحادثة صاعقة لأهالي بغداد.. ليس لنوعية الدكتور الحاني.. وإنما فقط لبداية ممارسات هذا النظام.. لأنهم ادعوا في بياناتهم إن 17 تموز انقلاب ابيض.. أو ثورة بيضاء. ـ ثم إن المعروف عن الحاني انه شخص دبلوماسي.. وليس له يد في العمل السياسي والتأمري اليوم".. ويضيف حازم جواد قائلاً: "قد تكون عليه سمعة وارتباطات أخرى.. لا يعلمها إلا الله وهو.. لكن المعروف عنه انه من السلك الدبلوماسي العراقي.. وتعاون مع عبد الكريم قاسم.. وتعاون مع بعث 1963". رواية جليل العطية عن مصرعه: ـ ذكر جليل العطية القيادي ألبعثي في كتابه (فندق السعادة).. قائلاً: رفض الحاني تعيينات أشخاص لا كفاءة ولا شهادات عندهم. ـ كما رفض تدخل صدام وأمثاله ممن لا مناصب رسمية لهم في شؤون وزارته. ـ ولم يجد الحاني مفراً من الشكوى الى البكر.. اشتكى لديه من تدخل صدام.. وشرح له كل شيء.. تدخل البكر لصالح الحاني.. مما أغضب صدام وجهاز مخابراته. ـ تكررت حوادث الانتهاكات والتجاوزات.. وتكرر تدخل رئيس الجمهورية.. حنق صدام على الحاني وتوعده بعقاب أثيم.. وعندما قام صدام بتنحية النايف والداوود بعد 13يوما فقط من تشكيل النايف حكومته اشترط على البكر عدم إستيزار الحاني. ـ غير إن البكر قرر الاحتفاظ بالحاني كمستشار شخصي له.. وعندما باشر الرجل عمله في القصر الجمهوري أحس إن شبح صدام ما زال موجوداً.. انه يتدخل في كل صغيرة وكبيرة.. كان البكر يستشير الحاني.. وكان الحاني مخلصاً صريحاً في نصح رئيسه.. كما يقول العطية. ـ ويضيف العطية قائلاً: "ووصلت الأخبار الى صدام من الجواسيس الذين زرعهم في القصر الجمهوري.. وعندما أحس صدام إن الحاني يقف حجر عثرة أمام طريق طموحاته قرر تصفيته.. ولم يجد صعوبة في رسم الخطة. ـ فقد أوعز الى إحدى الصحف اللبنانية أن تنشر مقالاً عنيفاً ضد النظام العراقي.. وتتهم قادته بأنهم عملاء للاستعمار.. وان الواسطة بين الاستعمار والنظام هو مستشار رئيس الجمهورية ناصر الحاني.. وفور نشر المقال ووصول الجريدة الى بغداد القيً القبض على الحاني.. وتولى ناظم كزار تعذيبه بإشراف صدام شخصياً وتمت تصفيته". رواية حسن العلوي عن مصرعه: ـ يقول: حسن العلوي في كتابه: (العراق دولة المنظمة السرية).. "إن صدام استقدم عبد الوهاب كريم الملقب (وهاب الأعور).. وهو معلم من أهالي الحلة.. ودشن عمله باغتيال الدكتور ناصر الحاني.. وقد رقيً عبد الوهاب على عمله هذا.. حتى وصل الى مرتبة عضو في القيادة القطرية لحزب اليعث. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الخميس يونيو 10, 2021 8:12 pm | |
| تعليقانMamoon Aldulaimi
الاستاذ الفاضل الدكتور هادي ، يعود لمسلسل تاريخ العراق الحديث في
- النصف الثاني من القرن الماضي ، وحلقة اليوم عن ناصر الحاني
- الذي دفع حياته ثمنا لسببين ، اشار لتفاصيلهم الدكتور هادي ، الاول هو
- استهانته برجل كان يلبس بنطرون وقميص ويصول ويجول في اروقة
- القصر الجمهوري مع الايام الاولى لانقلاب 1968 ، وهو صدام
- حسين الذي تسلق بسرعة الى اعلى منصب في الدولة ، من خلال
- المنظمة المختصة بالاغتيالات والتصفيات التي يرأسها ، والتي بدأت تحت اسم " حنين " ، وثانيا نفس الرجل صدام حسين شعر بان دور
- ناصر الحاني في كونه احدى حلقات الوصل مع الامريكان قد اصبحت
- مكشوفة ، وعقدة صدام نفسه من تهمة علاقته بالامريكان منذ ايام لجوءه في القاهرة .
كان صدام حسين ، يعمل من خلال منظمته ، بسرية بالغة الدقة ، بحيث جميع القياديين حوله ، لم يستطيعوا تحديد الاشخاص الذي خطفوا
- ناصر الحاني ، ولا طريقة قتله البشعة ، ولا من أصدر أمر التصفية .
وهاب الاعور اصبح اختصاص القتل والاغتيالات من خلال اصطدام
- سيارة لوري كبيرة بالشخص المراد تصفيته ، أو مضايقة طريق
- السيارة لتسقط في نهر دجلة ، واخيرا اصبح هو هدف التصفية بقتله في حادث
- سيارة .
ناصر الحاني حصل على جميع حقوقه واستحقاقه ومناصبه واكثر في
- عهد عبدالكريم قاسم ، ولم يعترض على السياسة القائمة ، فعمله سرا
- ضد النظام هو خيانة مترسخة في دمه ، وهذا ايضا لم يعطي
- الاطمئنان قبل وبعد انقلاب 1968 ، لمن رشحه ، أو اعترض على ترشيحه ، أو من عمل معه .
موضوع جيد يكشف تصرفات احمد حسن البكر ، ان كانت فعلا لحماية
- نفسه ، او ازدواجية شخصية ، أو استعمال الاخرين ككبش فداء لبقاءه
- في السلطة التي اصبح هو كبش الفداء عندما استلم صدام السلطة منه.
تحياتي واحترامي ،
د. هادي حسن عليويشكرا على هذه المعلومات.. بالنسبة للبكر وغيره من العماد سواء في عهد عارف كطاهر يحيى وغيره بعد١٧ تموز.. وصدام ارا. تصفية مجموعة النايف ء الداوود بأسرع وقت فانهاه.. ووهو كما قال حردان التكريتي.ابلتنا السفرة البريطانيه بانهاء النايف ولكم كارت أخضر بحكم العراق كما تريدون.. لعد كيف يستطيع صدام بتأمين النفط.. أمام سكوت بريطانيا أمريكا.. تحياتي · 15 س | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد أغسطس 01, 2021 11:03 pm | |
| وعلمكم ٠ تعليق د. هادي حسن عليوي أمس الساعة ٤:٥٩ م · ((مقالتي هذه منشور اليوم السبت 31 تموز 2021 في جريدة الزمان))
خفايا انقلاب 30 تموز 1968.. كما يرويها كل من له علاقة مباشرة بالأحداث
د . هادي حسن عليوي ـ اعتبر حزب البعث إن عبد الرزاق النايف اندس الى (ثورتهم).. وان إبراهيم الداوود حنث اليمين الذي اقسمه أمام أحمد حسن البكر واخبر زميله النايف بموعد العملية.. واتهام الأخير (عبد الرزاق النايف).. بالعمالة للأجنبي.. فكان لابد من عزلهما وتنظيف الثورة من العملاء والمندسين.. كما أشار بيان احمد حسن البكر عصر يوم الثلاثين من تموز 1968. ـ ويشرح القيادي في حزب البعث صلاح عمر العلي.. والمعارض للبعث لاحقاً هذه الإحداث.. خلال مقابلته لجريدة الحياة.. التي تصدر في لندن في عددها المرقم 14593 الصادر في 8 / 3 / 2003.. حيث يقول: (إن احمد حسن البكر وبعد كسبه إبراهيم الداوود (آمر الحرس الجمهوري).. أخضعه (البكر) للقسم بان لا يخبر صديقه الحميم وشريكه في حماية سلطة عبد الرحمن عارف السيد عبد الرزاق النايف (مدير الاستخبارات العسكرية) بالعملية بالاتفاق الذي تم مع البكر).. ويضيف صلاح عمر العلي قائلاً: (إلا إن الداوود خرق القسم.. واخبر زميله النايف بموعد العملية). ـ ويكمل عمر العلي حديثه: (وفي ليلة 16 تموز 1968 وبعد إبلاغ الجهاز الحزبي المكلف بالاستعداد.. وإخراج الأسلحة والملابس العسكرية.. عقد اجتماع لقيادة الحزب في الثامنة مساءً في بيت البكر لوضع اللمسات النهائية بانتظار ساعة التنفيذ. ـ وعند الساعة الثانية والنصف.. وفجأة طرق الباب.. وفتح البكر الباب.. وعاد حاملاً ورقة صغيرة حملها ملازم يعمل مرافقاً للنايف.. وهو بعثي دون أن يعلم رئيسه عبد الرزاق النايف ذلك.. وجاء في رسالته: (لديً معلومات إنكم ستقومون هذه الليلة بالعملية.. أضمُ صوتي الى صوتكم.. وأنا معكم جاهزاً لتنفيذ أية مهمة.. وتوكلوا على الله). ـ بعد مناقشة طويلة لكل الاحتمالات.. كما.. يقول العلي.. قرر المجتمعون السير في التنفيذ.. وبعثنا الى عبد الرزاق النايف بالجواب الآتي: (تعمدنا عن قصد عدم إبلاغك.. والسبب وجودك في موقع حساس وخوفنا عليك.. إننا ابلغنا الأخ إبراهيم الداوود كي لا نبلغك مباشرةً تجنباً للإحراج.. واعتبرنا إن هذه الطريقة هي الأجدى والأنفع.. وكنا نعرف انه سيبلغكً.. لقد اتخذنا قرارنا بالسير في العملية.. وستكون رئيسا لوزراء العراق إذا وفقنا الله). (يجدر بالذكر إن حامل الرسالة هو الملازم احمد مولود مخلص.. وقد عينه النايف مرافقاً له بحكم التحالف القائم بين النايف والبعث.. كما يقول النايف). رواية.. إبراهيم الداوود: ـ علق إبراهيم الداوود على هذا الاتهام عندما التقته الجريدة نفسها بعد تسفيره بقوله: (اغدر واكذب.. لقد كان النايف يجتمع بهم أكثر من اجتماعاتي معهم.. وكان هو الذي يبلغني بما يتم الاتفاق بين البكر وحردان التكريتي وصالح مهدي عماش.. ثم كان البكر يزود النايف بقوائم الضباط البعثيين كي يقوم بنقلهم الى قطاعات قريبة من بغداد). ـ ويتساءل الداوود: من قام بتحريك لواء حماد شهاب المدرع العاشر من كركوك الى الرمادي قبل الحركة بشهرين؟.. يجيب الداوود: طبعاً النايف وبناء على طلب البكر نفسه.. وهو ما اعترف به.. كذلك من سلم النايف قوائم بأماكن أوكار البعث المضاد (اليسار) وأسماء ملاكه ليتم اعتقالهم. ـ ويضيف الداوود قائلاً: (لقد كان النايف مصيباً عندما رفض التعاون مع البعثيين.. وحذرني من غدرهم.. لكن سامح الله حردان التكريتي.. الذي ضغط عليّ لإقناع النايف بالتعاون معهم). التنافس والخلافات: ـ الواقع إن التنافس بين الطرفين والخلافات بدأت قبل قيام الانقلاب.. فقد حاول البكر إقامة نظام رئاسي.. (أي أن يكون هو: رئيسا للجمهورية ورئيساً للوزراء).. لكنه فشل في ذلك.. ـ ثم حاول السيطرة على قوة الجيش لكنه فشل أيضاً.. حيث أصرً الداوود أن يكون هو القائد العام للقوات المسلحة.. وأخيراً أصبح الداوود وزيراً للدفاع. ـ حاول البعثيون تعويض ذلك فاكتفوا بمنصب رئيس أركان الجيش وقيادة سلاح الجو.. وشغل المنصبين كليهما حردان التكريتي.. ووافق الداوود لأنه تربطه بحردان علاقة حميمة.. كذلك السيطرة على قوى الأمن الداخلية بتعيين صالح مهدي عماش وزيراً للداخلية.. كما لم يحصل البعثيون ومؤيدوهم سوى ثمانية مناصب وزارية من أصل ستة وعشرين وزارة. ـ وبدأ البعثيون التحضير للخطوة الثانية.. وذلك بإبعاد النايف والداوود عن مراكز قوتهما.. فانتقل الداوود لوزارة الدفاع تاركاً قطعات القصر الجمهوري تحت إشراف سعدون غيدان الذي كسبه البعثيون.. وانتقل النايف من دائرة الاستخبارات الى بناية المجلس الوطني رئيساً للوزراء.. حيث أغرقهما البكر بالمسؤوليات منذ اليوم الأول. ـ أما البكر (فكان يترك اجتماعات مجلس الوزراء بعد افتتاح الجلسة).. كما ورد في مذكرات الدكتور ناصر الحاني وزير خارجية الانقلاب.. وانشغل البكر في تهيئة ضباطه وأنصاره ليوم 30 تموز. رواية جلال الطالباني: ـ يقول جلال الطالباني (زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني) في حديثه لمجلة الوسط الصادرة في لندن في 17 / 11 / 1998 نقلاً عن كتاب سيف الدين الدوري المعنون: (الفريق طاهر يحيى.. ضحية الصراعات السياسية والعسكرية في العراق): انه في 21 تموز 1968 كنتُ مع إبراهيم احمد والمرحوم عمر مصطفى (الملقب عمر دبابة).. وهما من كوادر الحركة الكردية في العراق في شارع الرشيد لاحقتنا سيارة.. وعندما التفتُ رأيتُ صدام يقود سيارته وحيداً. ـ توقفنا وقدمته لهما.. وسألته: وين رايح أبو عدي؟ أجاب: الى الطبيب أخشى أن أكون مصاباً بقرحة المعدة.. سألناه: لماذا ؟ قال: منذ اليوم الأول الذي تعاونا فيه مع هؤلاء الجواسيس والمشبوهين.. وأنا لا أنام وأفكر: ماذا لو نجحوا في طردنا من الحكم ؟!.. فماذا سيقول التاريخ عنا ؟ وكيف سندخل التاريخ ؟ هل سيقال إننا هيأنا الجو لزمرة عميلة؟. ـ يضيف طالباني قائلاُ: إذن انتم غير متفقين؟ وكان جوابه: (لا والله كل واحد منا يتآمر على الآخر.. ولكن الله كريم). ـ وأكمل الطالباني حديثه قائلاً: (وفي اليوم الثاني كان لنا لقاء مع رئيس الوزراء الجديد عبد الرزاق النايف تكلم ضد البعث.. وأشار الى إن احمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وحردان التكريتي اقسموا بالقرآن بأنهم غير منتمين الى البعث وقد دخلوا بصفتهم الشخصية). ـ وكانت صحيفة النايف (الجمهورية).. وصحيفة البعث (الثورة) منذ البداية على طرفي نقيض.. مما حدا بوزير الإرشاد إلى إصدار قرار في 24 تموز بدمج الصحيفتين بناء على أمر النايف.. وطرد المحررين البعثيين من الصحيفة.. كما قرر النايف إبعاد البعثيين من دار الإذاعة.. ومنعهم من الدخول إليها. الإعداد والتهيئة للانقلاب: ـ يقول ناصر الحاني سفير العراق في بيروت في مذكراته: (كانت بغداد مسرحا لنشاط صحفي كبير).. ويبدو إن انتخاب البكر رئيساً للجمهورية.. وعودة صالح مهدي عماش وبعض المسؤولين الذين عرفوا بمكانتهم في حزب البعث.. قد أدت بهؤلاء الصحفيين أن يعتقدوا بان حزب البعث عاد ثانية الى الحكم. ـ ثم يضيف الحاني قائلاً: (حاولت أن أقابل بعض الصحفيين العرب فرادى لاستمع منهم الى آرائهم.. كنت أعجب حقاً من آراء بعضهم.. التي تشير الى إن حدثاً ما سيقع قريباً.. وما زلتُ اذكر أن صحفياً عربياً أخبرني بأن واجبي كقومي يحتم عدم الاستمرار بالحكم.. لان البعثيين يتربصون بجماعة “حركة الثوريين العرب”.. ويعني النايف والداوود وجماعتهما وإنهم سيطيحون بهما بعد أيام). التنفيذ: ـ بدأ البعثيون منذُ الساعات الأولى لانقلاب 17 تموز يعملون بأقصى جهدهم لتثبيت مواقعهم في صفوف الجيش.. واستغل حردان التكريتي فرصة سفر ابراهيم الداوود إلى الأردن.. لتفقد القوات العراقية هناك.. بكونه رئيساً لأركان الجيش.. بإجراء تنقلات لعدد كبير من الضباط الموالين لحزب البعث.. تمهيداً لمخططهم الهادف إلى إزاحة كتلة النايف.. واحتكار الحكم لحزب البعث وحده. ـ وسط هذا الجو المشحون بالتشكيك والإحباط والتندر بهذا التحالف الغريب.. كان البكر وصدام يسرعان الخطى لتنفيذ مآربهم والاستيلاء على السلطة كاملة.. وشرع صدام بتهيئة جهازه المسلح.. (جهاز حنين).. الذي كان قد شكله قبل 17 تموز.. ويضم أشقياء وقتلة: كستار وأخيه جبار الكردي.. وبرزان اخو صدام.. كذلك بعض الحزبيين ممن احترفوا مهنة الاصطدامات المسلحة وأتقنوها.. كناظم كزار.. وسعدون شاكر.. وصباح ميرزا.. وكريم حمود.. وآخرين. ـ وعمل على حشد الضباط الذين نقلهم النايف بناء على طلب البكر قبل 17 تموز 1968 الى قطعات قريبة من بغداد تحت ذريعة الخوف من الشيوعيين من مواجهة انقلابهم في ساعاته ألأولى.. والتي انطلت على النايف. ـ وقام البكر بالتنسيق مع سعدون غيدان لتسهيل دخول هؤلاء الضباط الى القصر الجمهوري والاستيلاء على كتيبة الدبابات الموجودة فيه.. واعتقال ضباطها من أنصار الداوود والنايف.. وهم في مهاجعهم ووزعت ملابس عسكرية على صدام وعناصره من الحزبين.. وأصبحت كل التنظيمات المسلحة العسكرية والمدنية على أهبة الاستعداد لتنفيذ الصفحة التالية. ـ في خضم كل ذلك كان النايف غارقاً حتى أذنيه في الاجتماعات واللقاءات والتصريحات.. فيما كان الداوود منشغلاً بتفقد القطعات العسكرية.. ويتهيأ للسفر الى الأردن بناء على طلب البكر لزيارة القطعات العسكرية العراقية المرابطة قرب الحدود الأردنية. ـ إلا أن ذلك كله لم يمنع ضباط القصر الجمهوري من العناصر المؤيدة للنايف والداوود من إرسال التحذيرات المتتالية لهما من تحركات مريبة لمدنيين وعسكريين بعثيين وترددهم على القصر الجمهوري وكثرة الضباط البعثيين في بغداد. ـ مما دفع الداوود الى مفاتحة البكر.. وكالعادة طمأن البكر الداوود واقسمً له بأن الأمور على ما يريد. ـ لكن استقرائي الواقع كوني أنا كاتب هذه المقالة (د. هادي حسن عليوي).. مؤرخ وباحث استراتيجي فأجد: أن النايف والداوود فقدا القوة الفاعلة والسيطرة على الأمور.. وارتاحوا عندما حصلوا على المناصب التي تآمروا من أجلها على عبد الرحمن عارف وحنثهم يمينهم!! ـ المهم: في اليوم التالي (29) تموز هيأ حماد شهاب بعض دبابات لوائه القريب من بغداد ووضعها تحت إمرة ضباط للبكر. ـ كما هيأ صدام بضع دبابات أخرى في معسكر أبو غريب.. كان عدنان خير الله (ابن خاله) ومجموعة من الضباط قد تجمعوا هناك.. واحكم حردان السيطرة على قاعدتي بغداد والحبانية الجويتين. ـ وفي ظهر يوم 29 تموز اتصل البكر بالنايف وابلغه إن هناك اجتماعاً لمجلس قيادة الثورة في القصر الجمهوري في اليوم التالي لبحث بعض الأمور المستعجلة وإقرار بعض القوانين. ـ استجاب النايف للطلب.. وحضر يوم 30 تموز الى القصر الجمهوري.. حيث كان كل شيء يبدو عادياً عدا.. ملاحظته لوجوه عسكرية غريبة في أروقة القصر الداخلية.. التي لم تكن سوى وجوه صدام ومجموعته الذين ارتدوا جميعاً بدلات ضباط وجنود في الجيش.. وكمنوا في أروقة القصر الجمهوري. ـ في هذا الأثناء كانت كتيبة دبابات القصر تحت سيطرة سعدون غيدان الذي سرب إليها العديد من الضباط البعثيين. ـ أما النايف فقد دخل غرفة الاجتماع بمعية البكر وعماش وحردان.. فيما حرك حماد شهاب بعض دباباته لتطويق القصر الجمهوري من الخارج. ـ وفي اقل من ساعة فتح صدام باب غرفة الاجتماعات مع مجموعته شاهرين رشاشاتهم بوجه النايف.. الذي ارتعدً هلعاً.. وتوسل بالبكر أن يبقي حياته.. فأجابه البكر إنهم لا يريدون به شراً.. إلا إن المصلحة تقتضي إبعاده عن العراق.. وإنهم مضطرون لهذا الإجراء بسبب تصرفاته وخروجه على قرارات المجلس!!. ـ اقتيدً النايف نحو طائرة.. حيث سفّر إلى روما.. وفي الوقت نفسه تحركت طائرة أخرى باتجاه الحدود الأردنية.. وعلى متنها مجموعة من تنظيم صدام المسلح.. من ضمنهم أخوه برزان.. حيث هبطت في مطار (أيج 3) العراقي قرب منطقة تحشد القطعات العراقية. ـ أبلغ قائد القطعات اللواء حسن النقيب بقرار تسفير إبراهيم الداوود طالبين اعتقاله بهدوء ووضعه في الطائرة.. من جانبه فان إبراهيم الداوود استسلم للأمر.. ولم يقل الداوود شيئا سوى ترديده لعبارة (سواها الشايب).. أي فعلها البكر. ـ وفي داخل الطائرة سلمه معتقلوه بدلة مدنية مرسلة من حردان التكريتي.. حيث كان مقاسه نفس مقاس الداوود.. ووجدً الداوود بعد ارتدائه لها مبلغ (300) دينار عراقي في جيب البدلة مرسلة من حردان التكريتي الى صديقه إبراهيم الداوود. ـ في المساء ظهر البكر على شاشات التلفاز ليعلن طرد (المتسللين) وتنظيف (الثورة) منهم!! واتهم البكر النايف تحديدا بالعمالة. رواية حردان التكريتي: دور شركة نفط العراق البريطانية في انقلاب 30 / تموز: ـ يقول حردان التكريتي: (أعلن الرئيس عبد الرحمن عارف.. قبل انقلابنا بشهرين عن تعديل في اتفاقيات النفط لصالح شركة أيرب الفرنسية.. وقد طلبني احمد حسن البكر عشية إعلان الحكومة عن هذا التعديل.. وشرح ليً أهمية هذا الإعلان.. وأثاره السيئة على علاقات كل من العراق ـ ببريطانيا.. والعراق ـ بأمريكا.. وذكر إن علينا أن نستغل هذا الوضع الجديد للقيام بعمل ما. ـ وجرت بعد ذلك اتصالات بيننا وبين صدام الذي كان إذ ذاك في بيروت.. وأخبرناه بضرورة إقامة حوار عاجل بينه وبين السفارة الأمريكية.. وأخبرناه بإجراء اتصال مع ميشيل عفلق بهذا الشأن. ـ بعد اقل من أسبوع اخبرنا صدام بأن الحكومة الأمريكية أبدت استعدادها للتعاون الى أقصى حد بشرطين: الأول: أن نقدم لهما تعهداً خطياً بالعمل وفق ما يرسمونه لنا. الثاني: أن نبرهن على قوتنا في الداخل.. وتقرر أن يقوم حزب البعث بتنظيم مظاهرات ضد عبد الرحمن عارف كتدليل على القوة. ـ وفعلاً نظم الحزب تظاهرة ضخمة بالتعاون مع الشيوعيين والدينيين.. وكان يمشي أمامها أبو هيثم (البكر)..وأنا (حردان التكريتي).. وصالح مهدي عماش وبعض الرفاق. ـ وقد أخبرتنا السفارة الأمريكية في بيروت إنها على استعداد للتعاون على أن (نتساهل ) بعد نجاح الانقلاب في مسألة النفط مع الشركات الأمريكية.. ووافقنا على الشروط. ـ بعد ثلاثة أيام جاءنا من السفارة الأمريكية من يقول: إن علينا أن نتعاون مع آمر الحرس الجمهوري لعبد الرحمن عارف.. ومع عبد الرزاق النايف.. وان علينا أن نمشي وفق الخطة التي سيرسمها لنا.. وقد التقينا بالداوود في سيارته الخاصة ليلة 12 / تموز /1968.. واتفقنا معه على كل شيء.. ونجح الانقلاب بأسرع مما كنا نتصوره. ـ يضيف حردان التكريتي قائلاً: لم تمر ستة أيام فقط على الانقلاب حتى اتصلت بنا السفارة البريطانية في بغداد بشكل سري.. وذكرت خطورة الاستمرار في السياسة التي أعلنها عبد الرزاق النايف بصفته رئيسا للوزارة في مؤتمره الصحفي الأول والأخير.. الذي عقده إثناء رئاسته للوزارة.. والذي قال فيه: إن حكومته ستتخذ اتجاهاً مستقلاً في قضايا النفط.. وإنها ستعيد النظر في كل الاتفاقيات المعقودة بين العراق وبين شركات النفط. ـ وذكرت لنا السفارة إنها مستعدة للتعاون معنا الى ابعد حد لإسقاط عبد الرزاق النايف وأصدقائه.. وإعطاء حزب البعث الذي كنا نتمنى إليه سلطات مطلقة للسيطرة على العراق. ـ وهكذا دبرنا انقلاب 30 تموز الذي أقصي فيه عبد الرزاق النايف.. ووزير الدفاع.. وقائد الأركان.. ومجموعة من الوزراء. ـ بعد نجاح الانقلاب في 30 تموز 1968.. الذي قاده هذه المرة (أبو هيثم) نفسه وخططته شركة نفط العراق البريطانية.. ألغينا اتفاقية شركة أيرب الفرنسية الموسعة.. واكتفينا معها بالاتفاقية المضيقة التي كانت حكومة عبد السلام عارف قد عقدتها في ذلك الوقت.. وقلنا إن تلك الاتفاقية كانت ظالمة.. وإننا سنعيد النظر في كل الاتفاقيات. ـ ويضيف حردان التكريتي: كما ألغينا فيما بعد صفقة الطائرات التي كان قد وقعها عبد الرحمن عارف مع حكومة فرنسا.. بحجة إننا لدينا طائرات حربية بقدر الكفاية. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الإثنين أغسطس 02, 2021 10:16 pm | |
| جنرالات الحرب الناعمة الثانية ٥ ساعات · مقال مهم عن حركة ناظم كزار نشر في المشرق يوم الاحد الماضي في صفحة ذاكرة عراقية .. آراء جديدة عن حركة ناظم كزار في 30 حزيران 1973 المرحوم ناظم كزار لم يَكن من طلاب السلطة أو الحكم ولم تكن حركته عام 1973 صراعا على الحكم بل كانت حركة تصحيحية لمسار الحكم والحزب والذي كان ينحدر اليه النظام.. ناظم كزار كان زاهدا في الحياة ومن التلذذ بملذاتها، لم تعن المادة أو الجاه أو المنصب أي شيء وكان بعيدا عن الإعلام وعن اللقاءات الصحفية أو غيرها، كان غداؤه وعشاؤه لا يتعدى لفة همبركر أو الشاورما، لا يذهب الى الحفلات أو العزائم... لم يمتلك دار سكن ولا قطعة أرض ولا سيارة خاصة ولا رصيدا في مصرف وكان ينام في غرفة في المكتب.. قال عنه الأستاذ إحسان السامرائي أنه لم يكن يصرف على نفسه عشرة فلوس في حين كان هنالك من يستغلون الحزب والسلطة لمنافعهم الشخصية ومنهم سعدون غيدان، كان خير الله طلفاح وهو خال صدام حسين دائما ما يذكر في مجالسه الخاصة والعامة بكونهم هم من قام بثورة 17 تموز وهم جاؤوا بالآخرين وما عليهم إلا الانقياد لهم والتسليم بدورهم القيادي.. في أحد الأيام قام خير الله طلفاح بالاعتداء على محيي عبد الحسين الشمري وهو عضو فرع بغداد لحزب البعث بالضرب داخل محافظة بغداد حين كان طلفاح محافظا.. وفي مرة أخرى واثناء حضور محمد فاضل استعراضا عسكريا في محافظة الأنبار وكان عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث ومسؤولا عن المكتب العسكري للحزب وكان جالسا في الصف الأول حضر خير الله طلفاح ومسك محمد فاضل من ياقة الجاكيتة وسحبه وقال له مكانك ليس هنا اجلس في الخلف!. هذه الممارسات وغيرها ومنها تعامل حماد شهاب بفوقية وتعالي مع رئيس وأعضاء المكتب العسكري. في أحد الأيام في بداية السبعينيات من القرن الماضي كنت أتمشى مع أحد أنسبائي في شارع الرشيد تفاجئنا بإحدى السيارات من نوع فولكس واكن "ركة" تأتي بسرعة كبيرة وكاد سائقها أن يدهسنا لولا أن رمينا أنفسنا جانبا على الأرض، صاح نسيبي على السائق بأعلى صوته الا تنتبه لقد كدت أن تقتلنا؟ توقفت السيارة ونزل منها شخص ضخم وبيده مسدس وسحب الأقسام واعتدى علينا وكاد أن يقتلنا لولا تدخل بعض المارة ووقوفهم بصفنا وقالوا له أنت المذنب.. لم نكن نعرف من هو، عرفنا بعد ذلك أن هذا الشخص هو وطبان إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين.. وكان مفوضا بالأمن العام.. (وقد كرر هذه الأعمال لاحقا عدة مرات مع أناس آخرين حيث اعتدى بالضرب على شرطي المرور حين كان يؤدي واجبه في إحدى الساحات العامة وقد تجاوز وطبان إشارة التوقف وعندما أوقفه شرطي المرور اعتدى عليه بالضرب وأمطر إشارة المرور بوابل من الرصاص)!. هذه الأعمال وغيرها كثير جعلت ناظم يتذمر من هذه الممارسات.. وكانت من ضمن الأسباب التي جعلته يقوم بحركته التصحيحية. اخبرني الراوي عندما كان معتقلا في سجن ابو غريب بأنه عندما اوتي به في اول يوم اعتقاله من المخابرات تم وضعه في زنزانة واحدة مع السائق الخاص لناظم وقد كان ذلك السائق لا يستطيع الوقوف او السير بسبب التعذيب الذي تعرض له وكان الراوي يقوم بخدمته وحمله لقضاء حاجته، وقد اخبره بأن احداث ٣٠ تموز لم تكن وليدة يومها، انما سبقتها بعض الامور في ايام قليلة سابقة وهي بورود معلومات عن الملحق العسكري في لبنان قاسم السماوي بأن له علاقات وشبهة بالارتباط بالمخابرات البريطانية بالدرجة الاساس، وبالامريكية بالدرجة الثانية، وبناء على ذلك تم استدعاؤه واستدراجه للعودة الى العراق والقبض عليه حال وصوله الى المطار دون علم اي جهات اخرى، وعند التحقيق معه اعترف بما نسب اليه من تهم، وأنه كان حلقة الوصل ما بين وزير الدفاع حماد شهاب ووزير الداخلية سعدون غيدان والمخابرات البريطانية والامريكية وعند ذلك ارسل ناظم على وجه السرعة من يبلغ مسؤول المكتب العسكري محمد فاضل بضرورة موافاة ناظم في مقر مديرية الامن العام، وعند حضور محمد فاضل كرر قاسم السماوي ما ذكره سابقا، عند ذلك اتصل محمد فاضل والذي كان عضوا في القيادة القطرية بمسؤوله المباشر عبد الخالق السامرائي والذي كان عضوا في القيادة القومية ومسؤولا عن الامن القومي والذي اعطى الاوامر صباح ٣٠ حزيران باستدعاء كل من وزير الدفاع حماد شهاب ووزير الداخلية سعدون غيدان، لغرض الاستيضاح مما نسبه لهم قاسم السماوي، وعندما تم ذلك وبمواجهتهم مع قاسم السماوي وعرض بعض المستمسكات التي ضبطت بارشاد قاسم السماوي، اصروا على حضور صدام لكون لديهم كلام يقولونه امامه، فتم حجزهم. عند الظهيرة غادر محمد فاضل للتهيؤ لاستقبال الرئيس البكر في مطار بغداد، بعد ابلاغ ناظم بضرورة اطلاع صدام على كافة التفاصيل، عند ذلك وقبل حلول العصر من ذلك اليوم تم اعلام صدام بالامر هاتفيا وبضرورة حضوره قبل التوجه للمطار للاطلاع على مجريات التحقيق، الا ان صدام عوضا عن الحضور اعطى الاوامر لرئيس جهاز المخابرات سعدون شاكر ومجموعة من ضباط المخابرات والقوات الخاصة بالاغارة على مديرية الامن العامة واعتقال ناظم، كان احد ضباط المخابرات من المخلصين لناظم عندما علم بالامر اتصل بناظم على وجه السرعة وابلغه بصدور الامر باعتقاله، عندها تأكد ناظم على وجه اليقين بأن صدام هو كبيرهم الذي علمهم العمالة. استدرج ناظم على وجه السرعة عدنان شريف امر الحرس الجمهوري وتم اعتقاله، وكذلك الحال مع منذر المطلق، وترك مديرية الامن العامة متجها نحو الجزيرة في محافظة واسط، بعد ان وجه نداء بجهاز اللاسلكي بعدم متابعته وطلب عقد اجتماع في دار عبد الخالق السامرائي وانتظار وصول رئيس الجمهورية احمد حسن البكر ليكون شاهدا على مجريات الامور، الا ان القوة المهاجمة استطاعت في صباح اليوم التالي "١ تموز" من الوصول الى الرتل وهو في طريقه نحو الجزيرة، وتمكنت بمساندة الطائرات وكثافة النيران ونفاذ العتاد لدى ناظم ومرافقيه من القاء القبض على ناظم ومساعديه، ونتيجة لقصف الطائرات والنيران من الجهة المهاجمة قتل وزير الدفاع حماد شهاب واصيب وزير الداخلية سعدون غيدان، وعلى عجل تم اعدام ناظم ومساعديه وكذلك تم القبض على محمد فاضل واعدامه، اما عبد الخالق السامرائي فتم حجزه ومنع اي شخص من مواجهته، حتى البكر لم يستطع مواجهته، وصدرت الاوامر الحزبية بمنع التكلم عن الحادثة او السؤال عنها وعن اسبابها. المرحوم ناظم كزار تم تكليفه باستلام مديرية الأمن العام من قبل قيادة حزب البعث وعلى رأسهم أحمد حسن البكر وصدام حسين وعبد الخالق السامرائي "وقد كان قبلها مسؤولا عن الاتحاد الوطني لطلبة العراق ومعه مجموعة من كوادر الحزب ومن ضمنهم كاتب المقال د. جعفر المظفر"، وسبب التكليف أن ناظم كان على معرفة ودراية تامة بجميع التنظيمات والأحزاب وخصوصا تلك المناهضة والمعادية لحزب البعث والتي كانت تعمل لإسقاط نظام الحكم بقوة السلاح ومنذ اليوم الأول لاستلامه السلطة ومن هذه التنظيمات جماعة القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بقيادة عزيز الحاج التي رفعت شعار الكفاح المسلح لإسقاط نظام الحكم، القوميون بكافة فصائلهم والذين كانوا يتلقون الدعم من جمال عبد الناصر، الجناح الآخر لحزب البعث والذي كان يتلقى الدعم من حافظ الأسد وكان لهم تنظيم عسكري داخل الجيش، القوى المرتبطة بايران والتي كان يدعمها ويمولها شاه ايران، القوى الرجعية، شبكات التجسس.. الخ كل ذلك حتم على القيادة إيجاد شخص كفوء وحازم ومخلص للحزب ومتفان في العمل لا يكل ليلا أو نهارا ومستعد للتضحية بحياته في سبيل خدمة الحزب وحماية نظام الحكم من السقوط... لذا وقع الاختيار عليه، ولكون ناظم كان ملتزما ومنضبطا ولا يتوانى عن خدمة الحزب لذا قبل بالتكليف في حين الآخرين لم تكن لهم الجرأة بالقيام بالعمل بسبب الخوف من مواجه أعداء الحزب أو لكونهم مصلحيين او منافقين لا يريدون تشكيل عداوات مع الآخرين وفي نفس الوقت يتنعمون بالامتيازات!!.. الجميع يتفق بأنه لولا وجود ناظم كزار لتم إسقاط نظام الحكم بظرف شهور معدودة.. وفي الوقت الذي كان ناظم منهمكا في حماية الحزب والحكم.. كان العمل يجري حثيثا وبصورة دائبة من قبل أحمد حسن البكر وصدام حسين لتكريس سلطة العشيرة فقد تم استقدام المئات من الأشخاص من بلدة العوجة الى بغداد وتم تعيينهم في القصر الجمهوري كحمايات وغير ذلك وتم إسكانهم في القصر الجمهوري ومنحهم رتب عسكرية وتسليمهم السلاح.. كما قام صدام حسين بدعم جهاز المخابرات العامة وأسند رئاسته إلى سعدون شاكر وهو من الموالين المخلصين لصدام حسين واعطاه صلاحيات واسعة وتم تعيين برزان التكريتي مساعدا لسعدون شاكر وقام هذا الجهاز باغتيالات عديدة والصقها بناظم، وكان هذا الجهاز اليد الضاربة لصدام حسين واثبتت الأيام صحة ذلك وخصوصا ما جرى عام 1979 في قاعة الخلد. ناظم لم يكن يعمل بمعزل عن الحكومة والحزب والذي يقول ذلك سواء من الحزبيين او غيرهم هو غير صادق والحزبي الذي يقول غير ذلك هو إما منافق أو جبان.. ناظم بحكم موقعه واطلاعه على المعلن والمخفي "المستور" وما عرف عنه من ذكاء وتوقع حصول أحداث لاحقه والتي كان الكثيرون من الحزبيين لا يعيرونها انتباها ألا وهي السعي الحثيث لتكريس سلطة العشيرة والعائلة، بالإضافة الى التجاوزات والممارسات غير الحزبية وغير المنضبطة من قبل البعض والذين هم في قمة السلطة ومنهم سعدون غيدان والذي كانت لديه علاقات مشبوهة، وحماد شهاب، وعدنان شريف، وسعدون شاكر، ومنذر المطلك، وخير الله طلفاح وغيرهم حيث كانت هنالك خلافات مستديمة معهم.. وكان المرحوم عبد الخالق السامرائي ومحمد فاضل على نفس رأي ناظم كزار ولما لم ينفع الكلام.. أقدم ناظم على اعتقال سعدون غيدان، وحماد شهاب وعدنان شريف ومنذر المطلك وطالب بعقد مؤتمر حزبي لوضع حد لجميع التجاوزات واهمها انحدار الحكم نحو العشائرية والعائلية واستغلال المناصب لأغراض ومنافع شخصية وإيقاف التجاوزات من الذين ذكرتهم أعلاه ومن آخرين.. وكانت حركته بالأساس ضد توجه صدام حسين الذي كان يريد حكم العراق حكما ديكتاتوريا فرديا وبمؤازرة أحمد حسن البكر وهذا ما حصل لاحقا... وقد تنبه له الرفاق "بصورة متاخرة وفي الوقت القاتل" الذين تم إعدامهم عام 1979 فيما سمي بمجزرة قاعة الخلد. شامل عبد القادر | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق السبت أغسطس 21, 2021 10:54 am | |
| علي حسن المجيد.. علي كيمياوي د . هادي حسن عليوي - شخصية ذو ثقافة متدنية.. خريج الدراسة الابتدائية.. جاءت به الصدفة لاستلام مسؤوليات خطيرة. - منح رتبة فريق أول ركن دون أن يستحق أي منها.. وبذلك أصبح يتحتم على ضباط الجيش العراقي من خريجي الكلية العسكرية.. وكلية الأركان.. والدورات التخصصية.. ومن ذوي الخبرة والخدمة في الجيش العراقي أن يؤدوا له التحية العسكرية.. وينادوه بكلمة (سيدي). ـ تصوروا من جندي بسيط إلى فريق أول ركن.. ووزير.. ويكون ما وصلنا إليه من وضع مزري أمراً طبيعياً. - بالرغم من انه متيم بالكاولية.. التي لم ينقطع عن السهر معها حتى العام 2003.. كان مجرماً لا يضاهيه حتى ناظم كزار في اخس جرائمه. ـ استغل المال العام.. وكان سارقاً.. فلم يبقي شيئاً من: مجوهرات.. وتحف.. وسيوف.. وكل ما غلا ثمنه وقل وزنه.. خاصة اموال امراء الكويت!! ـ استطاع حمل القليل مما سرقه بعد سقوط نظام صدام.. واختفى في شقة زوجته الثانية ميسون في منطقة البياع.. واحتفظ بالأموال والسبائك الذهبية عند ميسون. ـ لولا قرابته لصدام حسين لن يكون المجيد حتى ملازم ثان.. فالمناصب جاءت ليس لنضاله في حزب البعث.. أو قدراته القيادية.. أو خبرته المتراكمة.. انه حكم العشيرة!! السيرة والتكوين: ـ ولد علي حسن مجيد الناصري العام 1941 في تكريت. ـ تعثر في دراسته.. وتمكن بالكاد من تجاوز المرحلة الابتدائية. ـ لم يشذ عن معظم أقرانه الآخرين في الانخراط سريعاً في صفوف الجيش.. هرباً من شظف العيش.. ومن غياب أية فرص حقيقية لكسب قوته خارجه.. فبلغ رتبة رئيس عرفاء مغمور. ـ لم يكن له دور سياسي قبل تموز العام 1968. ـ وهو ابن عم صدام حسين.. ومن أقرب الشخصيات إليه. ـ كانت لسلطة البكرـ صدام منذ قيامها ميلاً واضحاً نحو التماثل في تركيبتها المعتمدة على الروابط العائلية والجهوية.. على الرغم من استمرار الخطب الإيديولوجية لحزب البعث.. هذا الميل هو ما يمكن وصفه بالجنوح نحو الفئوية. ـ سيطرة مجموعة من عشيرة صدام على الدولة والمجتمع في آن واحد.. لم تتمكن أيديولوجيا حزب البعث المعلنة من إخفائها عن عين الناظر.. وبالتأكيد كما يقول حنا بطاطو: "إن التكارتة يحكمون بواسطة حزب البعث أكثر مما يمكن القول إن حزب البعث يحكم بواسطة التكارتة". ـ منح علي حسن المجيد رتبة فريق أول ركن.. ولم يكن سوى: ـ رئيس عرفاء في محافظة كركوك.. قبل انقلاب 17 تموز 1968.. ولم يزر الكلية العسكرية أو كلية الاركان طيلة حياته!!. ـ حصل على شهادة الماجستير.. من كلية الدفاع الوطني في جامعة البكر.. وهولا يملك قبلها.. غير الشهادة الأبتدائية. ـ في أوائل سبعينيات القرن الماضي كان العريف علي حسن المجيد يعمل سائقاً لدى حماد شهاب وزير الدفاع آنذاك.. وكان حماد يمنحه خمسة دنانير في كل مرة كان يشاهده فيها ويتلقى الشكر من علي مقابل ذلك. ـ مسؤول المكتب العسكري لحزب البعث في كركوك.. العام 1973. ـ عضو القيادة القطرية لحزب البعث في العراق.. العام 1979 .. ولم يعرف حتى اهداف حزب البعث.. ولم يكن بعثيا قبل 17 ـ 30 تموز 1968!!.. ولا بعدها! ـ عضو مجلس قيادة الثورة / تشرين الاول / اكتوبر / العام / 1979. ـ مسؤول حزب البعث في منطقة كردستان العراق / آذار/ مارس / 1987. ـ محافظ ما سمي المحافظة العراقية رقم19 وتعني الكويت.. بعد اجتياح القوات العراقية للكويت في 2 آب / اغسطس/1990. ـ وزير الداخلية / آذار / مارس/ 1991. ـ وزير للدفاع / 1991 ـ 1995. ـ مسؤول المنطقة العسكرية الجنوبية آذار / مارس / 2003. ثمن إعدام عبد الخالق السامرائي: ـ كان أول ظهور علني لعلي حسن المجيد (عضو المكتب العسكري لحزب البعث).. يوم وقف وسط قاعة الخلد في تموز العام 1979.. مطالباً صدام حسين بإعدام (السجين) عبد الخالق السامرائي.. وفق تهمة تعد من عجائب الزمان.. وهي أن وجود السامرائي حياً.. سيعطي دافعا للمتآمرين كي يتآمروا!. ـ وهنا لم يتساءل أحد عن (الجرم) الذي ارتكبه السامرائي.. وهو حبيس في محجر لا يعلم فيه الليل من النهار.. ولا يمكن له أن يتصل بمتآمر أو يلتقي به متآمر.. كذلك السر في إسراع صدام بتأييد هذا المقترح (النبيل) وقيامه بإعدام عبد الخالق السامرائي.. دون ذنب أو جريمة. مدير الأمن العام.. قاضياً لتظلم العباد !! ـ مطلع أيلول / سبتمبر / العام 1983.. عين المجيد مديرا للأمن العام خلفا لفاضل البراك. ـ وأول ما صنعه مدير الأمن الجديد.. هو تأسيس محكمة خاصة يترأسها هو شخصياً تنظر في شكاوى المواطنين على ضباط ومنتسبي الجهاز.. وتدرس تظلمات المنتسبين أنفسهم ضد رؤسائهم. ـ وهنا بدأ المجيد على قدر عال من الاتزان والتفهم والتفاعل مع القضايا ومحاولة إنصاف المظلوم.. برغم إن المحكمة كانت تنظر في قضايا بسيطة.. دون الاقتراب من تلك القضايا المأساوية التي تتضمن تساؤلات آلاف العوائل عن مصائر أبنائهم.. وقد ذابوا بين ليلة وضحاها وانطوت أخبارهم حتى سقوط النظام العام 2003. ـ حصد علي حسن المجيد ثمار نجاحات سلفه البراك. جرائم.. لا تنتهي: ـ جريمة الدجيل 1982: ـ في 8 تموز / يوليو / 1982.. كان علي حسن المجيد على موعد مع أهالي بلدة الدجيل التي زارها الرئيس صدام.. في سياق جولة يقال أنه تعرض خلالها لمحاولة اغتيال. ـ كان رد المجيد على أهالي البلدة عنيفاً حيث يشاع أنه فتك بالعديد من سكانها الأبرياء.. بيد أن هذه التجربة لم تكن سوى بروفة أولية لممارساته القمعية اللاحقة. 2ـ رجل المهام القذرة: اولاً: مجازره ضد الاكراد: ـ آذار/ مارس / 1987.. كان المجيد أميناً لسر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث.. وكان يتمتع بصلاحيات كاملة على جميع مؤسسات الدولة في المنطقة الكردية.. بما في ذلك الفيلقان الأول والخامس من الجيش.. ودائرة الأمن العام.. والاستخبارات العسكرية. ـ لجأ إلى إتباع سياسة تطهير عرقي لم يستطع حتى الجنرال الصربي البوسني ميلاديتش مجاراته فيها.. ففي الفترة ما بين حزيران / يونيو/ 1987 ـ ونيسان / ابريل / 1989.. بعدما أطلقت إيران في حزيران العام 1987 هجومها (النصر- أربعة). ـ الذي يبدو إنها حصلت فيه على مساندة الأكراد.. قاد المجيد عمليات إبادة جماعية باتت معروفة على نطاق واسع باسم عمليات (الأنفال).. استهدفت بالدرجة الأساس مواطني المنطقة من الأكراد. ـ أسفرت هذه العمليات عن قتل أو اختفاء نحو 182 ألف مواطن كردي. ـ لم يتوان عن استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين في العشرات من المواقع. ـ عرض له فلم يقوم بضرب شباب أكراد بقوة برجلية وهو يلبس البساط.. ولن يتركهم حتى يكسر عظامهم. ـ إضافة إلى التدمير شبه الكامل لممتلكات الأسر والتجمعات القروية التي بلغت نحو 2000 تجمع في معظم المناطق الكردية. ـ أن أعمال القتل الجماعي.. وحالات (الاختفاء).. والتهجير ألقسري.. التي نفذت بحق المواطنين الأكراد الآمنين.. كانت تخضع بصورة مباشرة لأوامر صادرة من علي حسن المجيد شخصياً. ـ في 17 و18 آذار / مارس / العام 1988 تعرضت مدينة حلبجة الكردية التي كان يقطنها 70 ألف نسمة.. بواسطة الطائرات بغاز الخردل.. مما أدى الى مقتل آلاف الأشخاص بينهم نساء وأطفال. ـ وأشارت حصيلة إيرانية الى سقوط خمسة ألاف قتيل.. واستناداً الى تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش.. لقيً مائة ألف كردي مصرعهم.. أو فقدوا خلال حملة القمع التي شنها علي حسن المجيد.. الذي لقب على أثرها ب (علي كيمياوي). ـ طالبت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان باعتقال علي كيمياوي ومحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. وقال المدير التنفيذي للمنظمة كيني ثروث إن المجيد ضالع في أسوأ جرائم العراق بما فيها جرائم الإبادة. المجيد يعترف بارتكابه جرائم حرب ضد الكرد: ـ بعد أن عرض المدعي العام في قضية الأنفال لجلسة في 11/1 / 2007 تسجيلاً صوتياً للمتهم علي حسن المجيد الذي كان يتحدث عن ترحيل الكرد من مناطقهم وقراهم أثناء عمليات الأنفال السيئة الصيت. ـ اعترف المتهم علي كيماوي بأنه فعلاً أصدر قرار ترحيل أهالي القرى الكردية الواقعة على الشريط الحدودي مع إيران وتركيا وقرى أخرى.. وقال علي حسن المجيد أمام المحكمة التي تحاكمه بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية: انه أمر القوات بإعدام كل من يتجاهل أوامر الحكومة بمغادرة القرى خلال عملية عسكرية ضد الأكراد العام 1988. ـ وأضاف المجيد: إنه أعطى تعليماته باعتبار هذه القرى مناطق محرمة.. وأصدر أوامره للجنود بالإمساك بكل من يجدونه هناك وإعدامه بعد التحقيق معه. ـ وأكد المجيد مسؤوليته عن عملية تهجير أهالي هذه القرى.. وقال انه هو الذي اتخذ هذا القرار دون الرجوع للقيادة العسكرية العليا أو لقائد حزب البعث. ـ وحوكمً المجيد وخمسة آخرين من كبار مسؤولي حزب البعث عن أدوارهم في حملة الأنفال العسكرية العام 1988. ـ وكان صدام الذي أعدم يوم 30 كانون الأول / ديسمبر / العام 2006 في محاكمة سابقة عن جرائم ضد الإنسانية بسبب عمليات قتل للشيعة.. وهو احد المدعى عليهم في قضية الأنفال.. وأسقط القاضي رسمياً تهمة الإبادة عن صدام بعد إعدامه.. لكن الإجراءات استمرت ضد باقي المدعى عليهم. ـ واستأنفت المحكمة الجنائية العراقية العليا الثانية صباح الخميس 11/1 / 2007 جلساتها ـ حول قضية الأنفال برئاسة القاضي محمد عريبي الخليفة.. وحضور هيئة الادعاء العام.. والمحامين المنتدبين.. ووكلاء الحق الشخصي. ـ وبعد أن قدم المتهمان سلطان هاشم احمد وحسين رشيد التكريتي مداخلة ادعيا فيها أن القصف الكيماوي والوثائق المعروضة في الجلسات السابقة لا علاقة لها بعمليات الأنفال.. وتم الرد عليهما من قبل رئيس المحكمة والمدعي العام. ـ بدأ المدعي العام منقذ آل فرعون بعرض صور لمواقع ومقابر وآثار صواريخ غير منفلقة حصل عليها خلال زيارة وفد من المحكمة الجنائية العراقية العليا للمناطق التي تعرضت لعمليات الأنفال السيئة الصيت والقصف الكيماوي في إقليم كردستان. ـ وعرض المدعي العام تسجيلات صوتية قال إنها تدين المتهم علي حسن المجيد. ـ وقال الادعاء إن احد التسجيلات يبين أن علي حسن المجيد وقع على إعدام (53) كرديا محتجزاً لدى القوات العراقية إبان حملة الأنفال.. فيما اظهر تسجيل آخر أنه قام بترحيل وسجن وتعذيب الأكراد في كركوك. الحاكم العسكري.. للكويت: ـ في 2 آب / اغسطس/ العام 1990 عين علي حسن المجيد حاكماً للكويت بعدما احتلها العراق. ثانياً: التنكيل بالكويتيين: ـ سرعان ما لجأ المجيد الى العمليات للقضاء على المقاومة الكويتية.. والتنكيل بمن يقع في يده. ـ ثم عاد وقبل ان ينسحب الجيش الع اقي من الكويت.. بعد فراره من الكويت.. ليبقى قرب صدام تحت الطلب. وزير الشؤون المحلية: ـ نهاية شباط / فبراير / العام 1991 عين وزيراً للشؤون المحلية.. الذي كان يتولاه منذ حزيران / يونيو / العام 1989 بصلاحيات واسعة تدخل ضمنها إعادة أعمار مدن جنوب العراق.. التي دمرتها الحرب العراقية الإيرانية (1980ـ 1988).. الا انه لم يعمر حتى ساقية ماء.. او تبليط شارع.. او اعادة اعمار الدوائر الحكومية المهدمة!! وزيراً للداخلية: ـ العام 1991 تسلم حقيبة وزارة الداخلية.. فيما كانت المناطق الشيعية الجنوبية في حالة غليان وتمرد. ثالثاً: حربه ضد الشيعة: . وبات عليه مهمة (إعادة الهدوء وحفظ النظام) في هذه المناطق.. من جلال تدمير هذه المدن على سكانها.. حتى بطائرات الهيلوكوبتر . 1ـ كان الخط الحقيقي الذي تمسك به علي حسن المجيد هو خط تصعيد القمع: اعتقال الآلاف.. إعدام الكثيرين.. وأهم من ذلك كله الحد من إمكان زيارة العتبات المقدسة إلى النجف وكربلاء.. ووضع يده على عائدات المؤسسات الدينية. 2ـ إشرافه على إخماد الانتفاضة في الناصرية: ـ بعد سيطرة الثوار على مفاصل محافظة الناصرية لمدة 23 يوماً خلال الانتفاضة الشعبانية العام 1991.. قام عزيز صالح النومان (عضو القيادة القطرية للبعث) بصحبة علي حسن المجيد (علي كيمياوي).. بأعمال شنيعة وتصفيات واسعة.. وقتل للمدنيين في المدن والقصبات التابعة للناصرية بأبشع صورها.. على رأس قوات كبيرة من الأمن الخاص والحرس الجمهوري.. وكان صدام قد خصصهما لذبح أبناء الجنوب. ـ أخيراً وقبل أن تصل القوات إلى الناصرية بحوالي عشرين كيلومتراً.. نزل النومان والكيمياوي في أراضي عشائر آل صكَبان.. وقاما بإطلاق المدافع الثقيلة والراجمات على الناس بلا تحديد.. حين راحت تدك مدينة الناصرية بلا رحمة. ـ كانت طائرة هليكوبتر تقف عمودية في سماء المدينة.. فترة طويلة قيل في وقتها أن المجرمين كانا يراقبان السكان من نوافذها.. وهم يتساقطون بين جريح وقتيل وهارب إلى الضواحي من شدة القصف. ـ وقد أخذت الجميع حالة من الخوف والهلع.. زادها بكاء الأطفال وعويل النسوة.. وسقط شيوخ وكبار السن في الشوارع من شدة الإعياء. ـ لم يتوقف (النومان والكيمياوي) عن قصف المدينة حتى استسلمت إلى آخرها.. فدخل الحرس الجمهوري بعد تدمير كل شيء أمامه. ـ وأمر (المجيد والنومان) الناس للخروج إلى آخرهم.. وخرج الناس مرعوبين. ـ وأمام ذل المشهد المأساوي.. أحضر البعثيون وعناصر الأمن والمخابرات.. وهم ملثمين وأطلق عليهم اسم (المشخِّصين).. وبين أيديهم تقارير وقوائم بأسماء المنتفضين أعدوها من وراء نوافذ بيوتهم.. حيث اختبئوا خوفاً من غضب الجماهير أبان أيام الانتفاضة.. وأدى هؤلاء واجبهم الفاشي بمساعدة الحرس الجمهوري.. وبإشراف الكيمياوي والنومان على إخراج من وردً اسمه من بين صفوف سكان الناصرية. ـ وأقيمت محاكم ارتجالية في الهواء الطلق.. كان فيها الكيمياوي حاكماً والنومان محامياً.. فتصوروا شكل المأساة.. فبعد الإذلال في ذلك المكان الموحش.. وضربً الناس وعذبوا وأهينوا في العراء.. سيقت أعداد كبيرة من شباب الناصرية إلى حافلات توجهت بهم إلى بغداد في الحال.. ومنذ ذلك التأريخ خرجوا.. ولم يعودوا إلى أهليهم.. ولم يعثر عليهم إلا أشلاء وجماجم في المقابر الجماعية قرب مدينة الحلة بعد سقوط نظام صدام العام 2003. ـ ظهر له فلم وهو يضع متفجرات في افواه شباب شيعية لتنفجر داخل افواههم.. ويتفجر معها روسهم.. ففاز بخسة ووحشية على سلوك ناظم كزار!! رابعاً: مذبحة الشيعة في البصرة: ـ وثقت منظمة مراقبة حقوق الأنسان (Human Rights Watch).. مذبحة البصرة العام 1999".. عمليات الإعدام بدون محاكمة.. والتعذيب.. والاعتقالات الجماعية.. وغيرها من جرائم حقوق الإنسان التي اقترفها مسؤولو الحكومة العراقية السابقة وحزب البعث السابق ضد الشيعة.. في جنوب العراق مطلع العام 1999. ـ ويورد التقرير دلائل على المسؤولية العامة للمجيد في هذه الانتهاكات.. وقد أجرى باحثوا ألمنظمة مقابلات مع العشرات من الضحايا والأقارب وشهود العيان.. كما فحصوا أدلة وثائقية.. والرفات الذي تم استخراجه من قبور جماعية. ـ ففي 19 شباط / فبراير/ 1999.. اغتيل الإمام آية الله العظمى محمد صادق الصدر.. وهو من أبرز أئمة الشيعة.. ومن شبه المؤكد أن من قتلوه هم عملاء في الحكومة العراقية آنذاك.. ولم تلبث أن خرجت جموع المتظاهرين الغاضبين من الشيعة إلى الشوارع.. لتجري اكبر المجاز ضدهم. وزيراً للدفاع: ـ الأعوام 1991 ـ 1995 تسلم وزارة الدفاع.. وترقى إلى رتبة فريق أول ركن.. على الرغم من أن (تبعيث) المؤسسة العسكرية العراقية أدى إلى تقليل محسوس لإمكانات انقلاب على السلطة القائمة.. إلا أن حركة إعدامات لضباط كبار حصلت أكثر من مرة خلال فترة توليه هذا الموقع.. ولو أنه يظل من الصعب تحليل أسبابها الحقيقية. ـ في 8 / 8 العام 1995.. قاربت هرمية الحكم إلى التضعضع بعد هروب صهري الرئيس صدام حسين.. حسين كامل وشقيقه صدام كامل.. من العراق ولجوئهما إلى الأردن. ـ كانت هذه الحادثة نذير شؤم بالنسبة لعلي حسن المجيد الذي تربطه بهما علاقة قرابة (عمهما) قد تفسّر سلباً في ضوء سوء الظن الذي يحكم سلوك الرئيس العراقي. ـ فسادت في أوساط آل المجيد موجة من الذعر والذهول.. لكن علي حسن المجيد سارع إلى استدراج الهاربين إلى البلاد.. وقاد عملية الإجهاز عليهما لاحقاً.. فقتلهما مع والدهما (أخيه الشقيق) وأفراد آخرين من العائلة. ـ ما أن انتهت هذه العملية بنجاح حتى أسبغ عليه الرئيس صدام مسؤولية تنظيمات الحزب في: محافظة تكريت.. ومسؤولية المكتب العمالي المركزي لحزب البعث.. واصطفاه إلى جانبه كمستشار للشؤون الأمنية. إقصاء المجيد: ـ ذكرت المعارضة العراقية إن صدام حسين أطاح بالقائد العسكري للمنطقة الجنوبية علي حسن المجيد.. ورد ذلك في بيان للحزب الشيوعي العراقي 14 حزيران/ يونيو / 1999.. أوضح فيه إن إقصاء علي حسن المجيد عن منصبه جاء اثر مشاجرة أولاده مع قصي.. وقال البيان انه جرى تعيين أياد فتيح الراوي.. الذي شغل سابقا منصب قائد الحرس الجمهوري ورئيس أركان الجيش قائداً للمنطقة الجنوبية بدلاً من علي حسن المجيد الذي استدعي الى بغداد.. وكانت الصحف العراقية قد ذكرت إن الرئيس صدام عقد اجتماعاً مع مسؤولين من البصرة من دون ذكر اسم علي حسن المجيد. قيادة المنطقة الجنوبية: ـ في 15 آذار/ مارس / 2003 كلف الرئيس صدام علي حسن المجيد بقيادة المنطقة الجنوبية.. التي تضم محافظات (البصرة والناصرية والعمارة وواسط).. التي شهدت قتالاً عنيفاً للقوات العراقية في مواجهة القوات الأمريكية في معارك البصرة.. وأم قصر.. والناصرية. زوجته الثانية.. تسلمه للأمريكان: ـ علي حسن المجيد استيقظ من نومه.. وفتح عيونه لينصدم بالمناظير الليلية لعناصر فريق الدلتا فورس للقوات الخاص اثناء اعتقاله حسب كتاب ريلينتليس سترايك.. علي حسن المجيد فعلها على نفسه من شدة الصدمة و الخوف....... (على ذمة الكتاب). ـ وعبرت زوجته الثانية: ميسون عن سعادتها بإعدام طليقها "لأنها اعتبرت ذلك خلاصا نهائياً من الضغوط التي مارسها مقربون من علي حسن المجيد وعليها للحصول على أمواله التي كانت مودعة لديها.. ومنها سبائك ذهبية ومجوهرات وأشياء ثمينة أخرى.. فضلاً عن دورها في اعتقاله. وأضافت "ميسون.. التي تقيم الآن في دولة أوروبية بعدما كانت في عاصمة عربية غادرتها بعد الزواج لتهرب من ضغوط أقارب المجيد.. واحتمالات تعرضها لإجراءات قضائية لحيازتها ممتلكات تعود لمسؤول في النظام السابق. ـ وبينت دور ميسون في اعتقال المجيد في 21 آب / أغسطس / 2003.. قائلة "بعد الغزو الأمريكي انتقلت ميسون.. التي لم تنجب من المجيد منذ زواجها منه نهاية عقد الثمانينات.. من شقتها التابعة لديوان رئاسة الجمهورية آنذاك.. الواقعة في حي الصالحية وسط العاصمة إلى شقة أخرى في حي البياع. ـ وكان زوجها يتردد عليها بين آونة وأخرى متنكراً.. وكانت تحتفظ بالأموال والسبائك الذهبية.. وحينذاك ترددت أنباء عبر بعض وسائل الإعلام تشير إلى تواجد المجيد في شقة تقع في الحي المذكور.. فرتبت خطة.. اتضح في ما بعد انها من تخطيط زوجها الحالي.. لتهريب المجيد إلى الخارج عبر الحدود السورية.. وفي الوقت نفسه أخبرت قوات الاحتلال بكل التفاصيل. وتم اعتقاله متنكراً بزي قروي عند الحدود. ـ وسردت ميسون قصة زواجها بالمجيد لجريدة الوطن السعودية قائلة "شاهد المجيد ميسون تقود سيارة حديثة.. ومن خلال رقم المركبة استطاع الحصول على اسم صاحبها وعنوانه من مديرية المرور. ـ بعد ذلك زار منزل أبيها طالبا الاقتران بابنته.. وحينما أخبره بأن ميسون مخطوبة لزميل لها في الكلية أبدى أمام العائلة استعداده لإقناع الخطيب بالتخلي عن خطيبته.. وبعد أيام قليلة تم الزواج وسكن الاثنان في مجمع الصالحية". ـ وتابعت "بعد حصول ميسون على الطلاق من المجيد بقرار قضائي من محكمة عراقية قررت الاقتران بخطيبها الذي التحق بها بعد سفرها إلى عاصمة عربية". محاكمته: ـ تمت محاكمة علي حسن المجيد من قبل المحكمة الجنائية العراقية الخاصة التي وجهت إليه اتهامات بجرائم آنفة الذكر مثل الأنفال.. وقد حكم عليه بالإعدام شنقًا.. وذلك في الحكم الصادر بتاريخ 24 حزيران / يونيو 2007 بعد أن أدين بتهمة الإبادة الجماعية بحق الأكراد في الثمانينيات. ـ وفي 29 شباط / فبراير 2008 صادق مجلس الرئاسة العراقي على حكم الإعدام.. وكانت هيئة التمييز التابعة للمحكمة الجنائية العراقية العليا قد صادقت في أيلول / سبتمبر 2007 على حكم الإعدام. ـ وفي 17 كانون الثاني / يناير 2010.. أصدرت المحكمة العراقية العليا حكماً جديداً بإعدام علي حسن المجيد في قضية حلبجة.. وهي رابع عقوبة إعدام تصدر بحقه. التوسط لدى القيادة الكردية.. لإطلاق سراحه: ـ أرسل المعتقل علي حسن المجيد وسيطين إلى مسعود البارزاني.. وإلى جلال الطالباني يتوسل إليهما بالتدخل لمنع تنفيذ الإعدام به.. ويرجوهما بمنحه اللجوء في إقليم كردستان وقبوله بالعيش هناك في سجونها.. لكنه لم يتلقى جواباً النهاية: ـ نفذ حكم الإعدام بحق علي حسن المجيد في 25 كانون الثاني/ يناير 2010. دفن جثمانه: ـ جرت مساء يوم الثلاثاء 26 كانون الثاني / يناير 2010 مراسم دفنه في مسقط رأسه بمدينة تكريت.. وسط حضور قليل من أبناء قريته المجيد "العوجة".. ودون أية هتافات أو إطلاق نار كما يجري العرف في مثل هذه المواقف في معظم مدن العراق. ـ دفن المجيد.. في مقبرة خارج القاعة الكبرى التي دفن فيها صدام حسين.. وتضم قبور عدد من القادة العراقيين السابقين الذين تم إعدامهم في وقت سابق. وقال مقربون من عائلة المجيد.. إنهم لم يلاحظوا أية كدمات أو رضوض على جثة المجيد. | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الإثنين أغسطس 30, 2021 8:05 pm | |
| اليوم الاثنين 30 \ اب \ 2021
21 محرم وفاة وزير الثقافة والإعلام قبل 2003
(لطيف نصيف جاسم) في المعتقل.
وفاة القيادي البارز في حزب البعــ. ث المحظور لطيف نصيف جاسم باحدى مستشفيات بغداد عن عمر ناهز 80 عاماً - لطيف نصيف جاسم اعتقل عام 2003 وحكم عليه من قبل القضاء العراقي بالسجن مدى الحياة!! | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق الأحد سبتمبر 19, 2021 1:29 pm | |
| عن عفلق كان الطيار المعروف فهد السعدون معي لكنه ترك الحزب حين ذكر اسم ميشيل عفلق قائلا كيف يدعو للعروبة من يحتاج اسمه للتعريب. اما أنا فلم اذكر اسم عفلق في اي مقال وزادني بعدا عنه انه زار العراق بعد ثورة 14 تموز 1958واجتمعنا في الفندق فازددت ايمانا ان الرجل لايمتلك اي سمة من سمات القادة انذاك وهم عبد الناصر في مصر والقوتلى في سورية ثم عبد الكريم قاسم بالعراق. #الكاتب_حسن_العلوي | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق السبت نوفمبر 27, 2021 9:20 pm | |
| د. هادي حسن عليوي ٢٠ س · نعيم حداد.. يقود محكمة ذبح قيادي البعث.. ليطرد لاحقا.. لينتي حد مشلولا وأعمى ومفلساً د . هادي حس عليوي ـ شخصية ضعيفة.. عضو في جهاز حنين.. ثم في مكتب العلاقات العامة اجاز الذي يشرف على المخابرات والامن في عهد البعث.. لم يكن متميزاً لا في عمله الحزبي في عمله كوزير. ـ احد أبزر المؤيدين لصدام حسين. السيرة والتكوين: ـ ولد نعيم حميد حداد في محافظة الناصرية العام 1933.. لقب بالحداد.. لكون والده قد عمل بالحدادة.. وهو نفسه كان حداداً منذ نعومة أضفاره. ـ اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في الناصرية. ـ ليدخل في دار المعلمين الريفية في ديالى.. الذي يوازي شهادة الثانوية.. ويتخرج منه معلماً. ـ انظم الى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ منتصف الخمسينات.. وأكثر البعثيين الاوائل في مدينة الناصرية كسبهم فؤاد الركابي. ـ لم يكن معروفا من قبل السلطة بانه بعثي.. فلم يستجوب او يعتقل في العهد الملكي.. ولم يكن اسمه مع قوائم البعثيين في اضابير مديرية الامن العامة الخاصة بالبعثيين أو غيرهم من السياسيين.. (التي اطلعت عليها انا د .هادي حسن عليوي.. خلال التحضير لرسالتي عن نشاط حزب البعث حتى14 تموز 1958). الحداد.. وثورة 14 تموز 1958: ـ عقب قيام ثورة تموز العام 1958 .. والعداء الدموي الذي نشأ بين قاسم والبعث.. لوحق حداد وصار مطلوبا للسلطات.. واتجهت نحوه عيون رجال الأمن.. دون أن ندرك إن كان قد تعرض للاعتقال أو التعذيب من عدمه. حداد.. وانقلاب 8 شباط 1963: ـ اصبح حداد قائداً للحرس القومي لمحافظة الناصرية. ـ بعد نجاح عبد السلام عارف بالسيطرة على السلطة في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر / العام 1963.. وحل الحرس القومي.. لم يعتقل حداد.. كبقية قيادات الحرس في كل المحافظات العراقية.. فهل كان مؤيداً لسلطة عبد السلام محمد عارف.. كالعديد من قيادي وكوادر البعث ؟؟!! حداد.. وانقلاب تموز / يوليو / 1968 : ـ لم يشارك حداد في الانقلاب.. وهو كبقية البعثيين في المحافظات.. لم يشاركوا. ـ شغل منصب أمين سر شعبة الناصرية للحزب بعد تموز 1968. ـ عضواً مجلس قيادة الثورة العام منذ سبعينيات القرن الماضي. ـ اصبح الأمين العام للجبهة الوطنية التقدمية.. (التي ضمت الحزبين البعث والشيوعي).. التي تشكلت في تموز / يوليو / العام 1973. ـ في 11 تشرين الثاني / نوفمبر / العام / 1974 عين وزيرً للشباب.. خلفا لعدنان أيوب صبري العزي.. الذي شغل منصب وزير النقل. ـ في ذات الوقت شغل منصب رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ـ لنفس الفترة ـ لكونه وزيراً للشباب. ـ وزير دولة.. للمدة (23كانون الثاني / أبريل / العام 1977). ـ عضو مجلس قيادة الثورة.. (23كانون الثاني 1977حتى العام 1986). ـ عند تولي صدام حسين منصب الرئاسة في 16 تموز 1979.. عين حداد نائبا لرئيس الوزراء.. لكنه أقيل في30 حزيران / يونيو / العام / 1982. ـ فاز بمقعد في انتخابات المجلس الوطني (مجلس النواب).. التي جرت في 20 حزيران / يونيو / العام / 1980. ـ اختير رئيسا للمجلس الوطني للفترة من 1 تموز / يوليو / 1980 إلى 1983. ـ انتخب عضوا في القيادة القومية لحزب البعث.. خلال المؤتمر القومي الثالث عشر للحزب.. الذي عقد في دمشق.. للفترة 27/7 ـ 2/8/1980. ـ أعفي من جميع مناصبه في حزيران / يونيو / العام / 1986. محاكمة الرفاق المدانين بالتآمر: ـ في الاول من أب / اغسطس / العام 1979.. وبأمر من رئيس مجلس قيادة الثورة (صدام حسين) شكلت محكمة حزبية لمحاكمة الرفاق المتآمرين.. ترأس حداد المحكمة التي صفت قيادات في حزب البعث.. وحكمت بإعدام 22 شخصا.. بينهم خمسة من أعضاء القيادة القطرية. ـ في يوم الثامن من آب من نفس العام.. وفي الساعة الثامنة مساءاً عقد جلستها الاولى فاتخذوا من قاعة صغيرة في نهاية مبنى الحاكمية قاعة للمحاكمة.. وضعت فيها عدة طاولات متلاصقة مع بعضها بعضاً. ـ جلس خلفها رئيس المحكمة المفترضة نعيم حداد عضو القيادتين القطرية والقومية.. والى يمينه حسن العامري وتايه عبد الكريم عضوا القيادة القطرية.. وسعدون شاكر.. وحكمت العزاوي.. وعبدالله فاضل.. وسعدون غيدان.. وهم اعضاء المحكمة. ـ وفي زاوية مخفية من القاعة وضع كرسي مميز أتخذه برزان التكريتي محطة استراحة.. للجلوس عليه عندما يشعر بالإرهاق من التجوال بين غرف التحقيق. الحكم: ـ صبيحة ذلك الثامن من آب العام ١٩٧٩.. كان جو بغداد قائض والرطوبة مرتفعة.. جاءوا بالمذنبين أو المتآمرين على شكل رتل طويل يتقدمهم عبد الخالق السامرائي متحدياً صورة المحكمة.. ويجرجر قدميه بثقل خلفه محمد عايش من وطأة التعذيب الذي لاقاه في الامس من رفاق الأمس. خمسة وخمسون رفيقاً قيادياً بعرض مسرحي تراجيدي أدوارهم مجهولة وأقوالهم مخنوقة أمام هيئة صورة المحكمة. ـ وفي سؤالها الاول الى المذنبين.. هل لديكم شيء أضافته عما قلتوه في التحقيق ؟. ـ أي تحقيق لم يجر معنا أي تحقيق. ـ كانت كل المؤشرات تشير الى تصفيتهم جسدياً على وجه السرعة الممكنة . ـ هنا همس عبد الخالق السامرائي قائلاً: أمنيتي كانت أن أعدم في اليوم الذي أتهتموني بمؤامرة ناظم كزار العام ١٩٧٣ مع أطلاق ابتسامة خافته أن مؤامراتكم سوف لن تنتهي وهذه هي البداية والنهاية لكم. ـ مرتضى الحديثي.. سفير العراق في اسبانيا استدعي لبغداد ليعتقل كأحد المتآمرين. ـ حكمت عليه هذه المحكمة بالحبس خمسة عشر عاماً.. لكنه قتل بطريقة مأساوية بعد شهور في الزنزانة. ـ نطق رئيس المحكمة باسم عبد الخالق السامرائي.. ومن بعده محيي عبد الحسين المشهدي حكماً بالإعدام... فسمعه فاضل العبيدي.. الواقف الى جواره في صف المذنبين يقول: هذه كلمة الشرف التي أعطيتموني اياها.. وسكت. ـ أثنان وعشرون مذنباً.. أولهم عبد الخالق.. وآخرهم غانم عبد الجليل صدرت بحقهم عقوبة الاعدام. ملاحظات على التحقيق والمحاكمة: ـ يؤكد القيادي البعثي تايه عبد الكريم عضو هذه المحكمة في حوار أجراه معه د. حميد عبد الله.. على قناة البغدادية.. في 11 / 3 / 2009. ـ ان نعيم حداد كان الوحيد الذي يحاسب المتهمين.. ويكذّبهم.. ويعنفهم.. يعينه في هذه المهمة برزان التكريتي.. المعروف بساديته ودمويته وألفاظه الواطئة.. يؤازرهما عرّاب جرائم صدام سعدون شاكر محمود.. ويضيف تايه عبد الكريم: ونحن لا حيلة لنا إلا أن نوافق. ـ يضيف عضو المحكمة تايه عبد الكريم: سألتُ الرفيق نعيم حداد: كيف يتم اصدار القرارات؟.. أشار بأصبعه: تأتينا قصاصات أوراق.. كل واحدة واسمه ومدة الحكم عليه. ـ وكما كشف الأستاذ تايه عبد الكريم هذا الأمر في اللقاء الشهير معه.. علما أن البيان الرسمي للمحكمة أكد أنها استمرت سبعة أيام.. منذ مطلع آب / أغسطس / العام / 1979 حتى الثامن منه.. لمحاكمة سبعين شخصاً.. دون شهود أو محام أو أدلة جنائية.. وبواقع ساعة وربع لتحديد مصير كل متهم سعيد !! ـ يذكر القيادي البعثي السابق إحسان وفيق السامرائي: أن نعيم حداد كان يأمر بإعدام بعض (المتآمرين) قبل بداية التحقيق. القيادي.. خادم ذليل لصدام: اختياره لنعيم حداد عضو القيادة القطرية آنذاك بمشهد تلفزيوني اعد بعنايه فائقة.. يظهر ذلك المشهد صدام وهو يخاطب مجموعه من اعضاء القيادة وهو يدخن (البايب).. وعلى يمينه جلس نعيم حداد.. الذي لعب دور الخادم الذليل في تلك اللقطات.. حيث قام بإشعال عود الثقاب (الشخاط) اكثر من اربعة مرات.. وصدام يتعمد اذلاله حيث يترك (البايب)دون ان يدخنه لتنطفئ شعلته.. ليعاود المشهد والكاميرا التلفزيونية مركزه على نقل صورة القيادي البعثي نعيم حداد.. وهو يلعب دور (المورثجي) لسكائر صدام.. ليختم المشهد بتعليق من صدام حيث لا تكفي صدام الصورة المعبرة عن الاذلال.. حيث قال: (اليوم البايب ما عرف اشجرالو عذبنا رفيق نعيم).. ولم يكف صدام هذا بل عمد بعدها. نعيم حداد.. السقوط: ـ العام 1983.. اعفي نعيم حداد من منصب نائب رئيس الوزراء. ـ ثم خسر في انتخابات المجلس الوطني (مجلس النواب) للدورة الثانية منتصف العام 1984 ولم يحظ حتى بمقعد واحد يجعله عضوا عادياً.. وهو الذي اكتسح الأصوات في الدورة السابقة التي ترأس قفيها هذا المجلس. ـ جاءت الخاتمة المريعة حين خسر لوحده في انتخابات المؤتمر القطري التاسع للحزب مطلع حزيران / يونيو / العام 1986.. حيث جُردً من عضوية القيادتين القومية والقطرية ومجلس قيادة الثورة في آن واحد دون مقدمات!! تفسيرات السقوط : ـ فسرت اقالة نعيم حداد من مناصبه الوظيفية والحزبية.. بأكثر من تفسير: ـ فمن قال ان مشادة وقعت بين طه ياسين رمضان وحداد مطلع العام 1983.. بسبب زج رمضان للجيش الشعبي في عملية إعدام الهاربين. ـ حيث اعتبر الأخير أن الإعدامات في الشوارع من قبل البعثيين توحي بأنّ أعضاءه ليسوا بأكثر من جلادين يعيدون الصورة القاتمة للحرس القومي العام 1963.. وأن صدام قد وبخ الرجل على طرحه مؤكدا أنّه هو وحده ـ أي صدام - من يأمر بالإعدامات.. وكيفية تنفيذها ليكون المعدومون عبرة.. وليس من أحد سواه. ـ آخرون أكدوا أنّ صدام قد اكتشف فجأة بأنّ أصول نعيم حداد من التبعية الإيرانية.. فاكتفى بتجريده من جميع مناصبه دون تسفيره.. وهذا الرأي لا يقلّ ضعفاً.. بل وتفاهة عن الرأي الذي سبقه.. فالدولة التي لا تخفى عليها جنسية الطفل الصغير.. لا يمكن لها بحال من الأحوال أن تغيب عنها حقيقة وأصول قيادي كبير. ـ رأي ثالث: يقال ان أحد كبار مشايخ الجنوب.. ممن له صلة قربى بحداد.. ذكر أن صدام عقب سقوط المحمرة بيد الإيرانيين نهاية العام 1982.. وصف أهل الجنوب بما لا يليق بهم من حيث الصمود والبسالة.. ما دفع بنعيم حداد ومن باب ممارسة النقد والنقد الذاتي إلى الدفاع عنهم ومنع صدام من طمس الحقيقة. ـ ما دفع صدام للأمر بفض الاجتماع دون مقدمات.. وقد أضمر لحداد السقوط التدريجي حتى لم يبق لدى الرجل شيئا سوى وزر رئاسة المحكمة الخاصة وعذاب الضمير. نعيم حداد.. والانتفاضة الشعبانية: ـ يقال ان نعيم حداد كان في سوق الشيوخ ايام الانتفاضة الشعبانية العام 1991.. وعفا عنه المنتفضين. ـ وما إن انتهت الانتفاضة.. ودخل علي الكيمياوي للمدينة.. وإذ بـ نعيم حداد يذهب له حتى يلاقي اهانة مجدية من الكيمياوي.. (موقع عراق القانون). ـ كما لا يمكن الاستناد لخبر!! نشره موقع الكتروني.. من دون توثيق.. كما لم ينشره أي مصدر آخر. نعيم حداد.. بعد 2003 ـ هرب نعيم حداد بعد الاحتلال الامريكي للعراق.. واقام في سورية. ـ في سنواته الأخيرة يعيش بعوز مدقع في منطقة صناعية بائسة في سورية.. قريبة من الحدود اللبنانية. ـ وهو يكاد فقد بصره بعد أن ترك العراق بعد احتلاله ٢٠٠٣. ـ زاره أحد المهتمين بالشأن العراقي وعرض عليه مبلغ للمساعدة.. لكنه رفضها. ـ أيضا رجل أعمال عراقي عرض عليه مبلغ كبير مقابل الأدلاء بشهادته حول تفاصيل مجزرة قاعة الخلد.. لكنه رفض بتاتاً . ـ يقول الدكتور حميد عبدالله: ان نعيم حداد اصبح كفيف.. ويرفض التحدث عن الفترة السابقة.. خصوصاً اجتماع قاعة الخلد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر ـ حسن لطيف كاظم الزبيدي. موسوعة السياسة العراقية : مفاهيم: احداث: احزاب: شخصيات . (بيروت ـ العارف للمطبوعات ـ ط 1 ـ 2013) ـ نعيم حداد: سعد محمود شبيب. صحيفة المشرق / العدد 4331 / في 6 تشرين الثاني 2021. ـ تايه عبد الكريم عضو هذه المحكمة في حوار أجراه مع د. حميد عبد الله.. على قناة البغدادية.. في 11 / 3 / 2009. ـ موقع عراق القانون. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر ـ حسن لطيف كاظم الزبيدي. موسوعة السياسة العراقية : مفاهيم: احداث: احزاب: شخصيات . (بيروت ـ العارف للمطبوعات ـ ط 1 ـ 2013) ـ نعيم حداد: سعد محمود شبيب. صحيفة المشرق / العدد 4331 / في 6 تشرين الثاني 2021. ـ تايه عبد الكريم عضو هذه المحكمة في حوار أجراه مع د. حميد عبد الله.. على قناة البغدادية.. في 11 / 3 / 2009. ـ موقع عراق القانون. ـ +++++ | |
|
| |
نهر دجلة مشرفه
دولة : رقم العضوية : 19 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الإقامة : بغداد العمر : 64 الجنس :
المشاركات : 6177 السٌّمعَة : 2 نقاط : 23125 وسام التميز الاوسمه :
| موضوع: رد: رجال من زمن الحكم البعثي في العراق السبت نوفمبر 27, 2021 9:37 pm | |
| جبار كردي.. واخيه ستار.. أبرز شقاوات البعث د . هادي حسن عليوي الشقي جبار الكردي.. فيلي من مواليد 1940 منطقة الكفاح ـ بغداد.. ويصنف كأخطر شقاوة لحزب البعث.. كانت حالتهم الاجتماعية والمعاشية جيدة جداً.. فقد كان تاجرا في الشورجة. ـ اعتقل في عهد قاسم لتجاوزه.. واعتداءه المتكرر على الابرياء.. وسوء اخلاقه.. ـ صديق صدام حسين الشخصي منذ فترة الشباب.. وهو احد اهم اعضاء جهاز حنين الدموي.. مع سعدون شاكر.. ومحي مرهون برئاسة صدام. ـ منح عضوية حزب البعث وتم تنسيبه للحرس القومي بعد انقلاب شباط. ـ اصبح عنصراً نشطاً وبرز في مجموعة ناظم كزار. صراع السلطة.. بعد ثورة 14 تموز 1958: ـ بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 بأيام قليلة انقسم الشارع العراقي.. واحزابه الى كتلتين مختلفتين.. في افكارهم وسلوكهم السياسي والجماهيري. ـ فالحزب الشيوعي العراقي توجه الى الفلاحين والعمال والمثقفين من عرب وغير عرب. ـ فيما توجه حزب البعث الى الجيش والشرطة والامن.. والعمل على كسب ضباطً كبار لحزبهم ممن اسهموا في تنفيذ الثورة أو من تنظيم الضباط الاحرار. ـ لم يمض شهر حتى بعد الخلاف بين قائدي الثورة (عبد الكريم قاسم.. وعبد السلام عارف).. الذي انتهى بعد اربعة شعور باعتقال عبد السلام عارف واحالته لمحكمة الشعب.. ليبدأ الإحتراب السياسي بين الشيوعيين يؤيدهم الطبقات المسحوقة.. والديمقراطيون.. والاكراد واكثرية غير العرب.. فيما كان البعثيون والقوميون العرب.. ويؤيدهم الاسلاميون والمتضررين من الثورة.. والقوى الرجعية ان صح التعبير. ـ كان الصراع بين هاتين الكتلتين ليس صراعا سياسيا ولا فكريا.. بل احترابا دمويا بكل معاني الصراع.. ولم يكن الشقاوات في ذلك الزمن شقاوات نهب وقتل.. وهكذا كان للشقاوات دور بارز في هذا الصراع.. فمثلما توجه البعثيون لكسب شقاوات.. كان الشيوعيين ايضا في نفس الاتجاه لكن بأقل اندفاعاً. ـ مثلما تحرك الشقاوات ايضا للعمل السياسي.. اكثريتهم توجهوا وفق الفكر السياسي لأصدقائهم او بما اعجبوا به.. فخليل ابو الهوب كان اصدقاؤه من الشيوعيين.. بل أعجب بالفكر الشيوعي من خلال جعفر ابو العيس.. الذي تعرف عليه في السجن.. فأصبح شيوعياً.. حتى ان أبو الهوب بعد مدة استطاع الانتقال من القاعة الخاصة بالسجناء العاديين الى قاعة السجناء السياسيين. ـ لكن ذلك لم يمنع هؤلاء من ترك الشقاوة.. بل بالتأكيد بقي شقيا سياسياً ليكون له موقفا سياسي وموقعا حزبيا يتناسب مع موقعه الشقاوي.. فمثلا الشقي عبد الوهاب كريم..(وصل الى عضو قيادة قطرية في البعث)!! لكنه بقي شقيا واستخدم شقاوته في قتل المخلفين لحزبه بأوامر من قيادة حزبه. ـ تحرك البعثيون فكسبوا (جبار الكردي واخيه ستار.. وقيس الجندي.. وكامل معلاك.. واسمه الكامل: كامل عبد الله سليم القيسي.. ومحي مرهون.. ومحمد قدوري.. ومحمد فاضل).. وغيرهم. ـ هذه المقدمة لتكون لدينا فكرة عن اسباب قيام الاحزاب السياسية في العراق في الخمسينيات لكسب الشقاوات الى احزابهم. الشقي جبار الكردي: ـ هو جبار محمد الكردي.. وهو كردي فيلي.. من سكنة الفضل ببغداد الرصافة.. ومن مواليد 1940.. يقول ضياء السامرائي.. المحرر في مجلة (ألف باء).. كان جبار كردي وشقيقه ستار.. مخلصين جداً للبعث. ـ يقول الدكتور رعد العنبكي: لم يكن جبار كردي وشقيقه ستار في حالة فقر أو عوز.. لكي يصبحوا من الاشقيائية المعروفين في ستينيات القرن الماضي.. فقد كانوا بأحسن حال من بقية الناس.. حيث كان والدهم تاجراً في سوق الشورجة.. لكن هؤلاء الاخوين تركا والدهما .. وجاءا الى منطقة الفضل.. وكانا يتمتعان بطول القامة والوسامة. ـ ويقال كان ذا خصال حميدة.. واخلاق تمن على مدى حرص والها بتربيتهما.. التربية الحسنة. ـ ويضيف رعد العنبكي قائلاً: شاءت الصدف ان اتعرف عليهما سيما والدهما كان يتعامل مع والدي في التجارة.. وان والدهما كان ايضا يتعامل بالتجارة.. وقد ترجى والدي بأن يعتبرهما كأولاده.. سيما ونحن عشرة اخوة.. واهلاً وسهلاً بالمزيد كجبار وستار. ـ بعد ثورة 14 تموز 1958 أخذ جبار كردي وشقاوات اخرون بعثيون كناظم كزار دورهم في الصراعات الدموية ضد الشيوعيين.. مثلما اخذوا دورهم في انتخابات المنظمات المهنية والطلابية.. كنقابات المعلمين.. والمحامين.. والطلبة.. والنساء.. وغيرها.. من خلال العمل على فوز البعثيين في هذه النقابات والمنظمات.. وانتزاعها من الشيوعيين التي فازوا بها خلال السنة الاولى والثانية من الثورة. ـ بعد انقلاب 8 شباط 1963.. اصبح جبار كردي في الحرس القومي لمنطقة الفضل.. وكان آمر القطاع عزة الدوري.. لكن كان افراد الحرس القومي في منطقة الفضل تأخذ توجهاتها واوامرها من جبار الكردي.. ما يقوله جبار هو الذي ينفذ. ـ أخذ جبار كردي بعد انقلاب 8 شباط 1963 .. دوره في قتل الشيوعيين على قدم وساق. ـ وفي ممارسة التعذيب للمعتقلين الشيوعيين خاصة في مركز شرطة الفضل.. وفي دائرة الأمن العامة. ـ يروي عبد الامير دارا الفيلي نماذج اجرام جبار كردي.. حيث يقول: تعرضتُ لأقسى انواع التعذيب بعد شباط 1963 على يد المجرمين جبار كردي وستار كردي. ـ ويضيف لا انسى حالة اليمة مرت عليً في مركز الفضل العام 1963.. حيث كنا العشرات من الموقفين في الطابق الارضي دخل علينا مجرم قبيح الوجه ستار كردي حاملا بيديه رشاشة كلاشنكوف وقف أمامنا.. وقال من منكم من اهالي الموصل فليقف على قدميه. ـ وقف ثلاثة من الشبان المساكين على اقدامهم معتقدين ان الموضوع ايجابي.. اما اطلاق سراح او النقل لمعتق لأخر.. طلب منهم الوقوف جنب الى جنب بجوار الدرج الفاصل بين الطابق الارضي والاعلى.. الذي يتم فيه التحقيق والتعذيب والقتل. ـ وأفرغ المجرم ستار بدم بارد نيران رشاشته على بطون الثلاث.. فنزلت منها احشائهم ودمائهم على أرجلهم.. وعلى الارض أمام انظار الاخرين!! ـ يذكر عبد جاسم الساعدي في كتابه: (الحركة الوطنية في العراق واضراب عمال الزيوت النباتية.. في الصفحة 91 جاء فيه: "جبار كردي.. عرفته شوارع بغداد.. مثلما عرفت أخاه (ستار كردي).. خاصة منطقة الفضل في اوائل الستينيات.. شاباً ممتلئاً بالعنف والقوة الى جانب اشخاص آخرين يشاركونه العنفوان والتحدي نفسه.. وكأنهم يمثلون الامتداد التاريخي لما يعرف ب (شقاوات بغداد) في العهد الملكي. ـ انقسموا بعد ثورة 14 تموز 1958 الى قسمين اثنين.. يناصر احدهما الثورة ومنجزاتها.. وكانت لهم علاقات ودية مع شيوعيين.. وتقدميين.. ويساريين.. في السجون ابان العهد الملكي.............. !! ـ أما جبار كردي واخيه.. وناظم كزار.. واخرون وجدوا انفسهم في الصراعات الدموية لتنفيذ حملات الاغتيال والتصفيات.. وتنظيم فرق التهديد على الاشخاص والنقابات والانتخابات والمنظمات.. كانوا اداة حزب البعث في العراق وخاصه.. وبخاصة في البلدان المجاورة.. ومنا سورية ولبنان.. يستخدمهم الحزب لتفريق تظاهرات جماهيرية سلمية بقوة (الرصاص). ـ كما استلموا مهمة التحقيق والتعذيب في قصر النهاية.. والمقار الأخرى في باب المعظم.. وفي مقر محكمة الشعب.. المجاور لوزارة الدفاع.. وفي باب الشيخ.. والفضل.. ومقر النادي الرياضي في الاعظمية.. كذلك في مقر اتحاد العمال المركزي في بغداد. ـ ويضيف عبد جاسم الساعدي (الحركة الوطنية في العراق.. المصدر نفسه): شاهدت بأم عيني جبار كردي وآخرين في شباط 1963 يمارسون هواياتهم في التعذيب واطلاق الرصاص على المعتقلين.. وهم كالعادة مخمورون . اغتيال.. خليل ابو الهوب: ـ خليل ابو الهوب.. الشقي الشيوعي.. كان يشكل خطراً على حزب البعث.. فقرر هذا الحزب تصفيته.. وأرسل جبار كردي.. وآخر قيل انه: (قيس الجندي) لتصفيته.. وفي مساء 31 آذار / مارس / العام / 1959.. كان ابو الهوب جاساً في مقهى زناد في ساحة النصر في البتاويين.. فأمطروه بالرصاص.. وقضوا عليه فوراً.. (اتذكر أنا هادي حسن عليوي.. كاتب هاذ المقالة.. سمعتُ صوت الرصاص وهرعتُ فوراً الى مكان الحادث.. لأجد ابو الهوب مضرجاً بدمه.. والناس تقول: قتله البعثيون!.. كان محل والدي بجوار مقهى زناد.. وكان عمري انذاك 19 سنة)!! ـ بعد سيطرة عبد السلام محمد عارف على الحكم في 18 تشرين الثاني / نوفمبر / العام 1963.. الغى الحرس القومي.. لا أدري هل سلم جبار كردي واخيه وبقية شقاوات البعثين اسلحتهم.. لكن المعروف انهم اختفوا من غضبة الجماهير!!. جبار كردي .. وجهاز حنين: ـ جبار كردي واخوه ستار كردي اللذان كانا في جهاز(حنين) الذي أسسه صدام حسين العام 1964.. والخاص بالاغتيالات والتصفيات. جبار كردي.. وانقلاب تموز 1968 ـ مارس جبار كردي بعد انقلاب تموز 1968 معارك سياسية كثيرة مع الشيوعيين.. احداها في ساحة السباع.. في شارع الشيخ عمر.. ففي 7 / 11 / العام 1968 عندما كان الشيوعيون يحتفلون بذكرى ثورة أكتوبر. ـ وبهمجية المعهودة سحب جبار كردي احد المتظاهرين (وليد الخالدي) من سيارته بنفسه واطلق الرصاص عليه.. اضافة لقتله أدور عبد النور وعبيد البيدر.. وجرح العشرات!! ـ مما اضطر صدام ان يضعه في التوقيف في دائرة الامن العامة.. لا عقاباً له.. بل لحمايته من الحزب الشيوعي. ـ فقد صدر صدام حسين بحجز الشقي جبار كردي بالنظر لاندفاعه في للاعتداء على بعض الاشخاص الذين يحملون ميولاً سياسية غير بعثية. ـ أفردت له غرفة خاصة.. وبعد استراحته فيها.. خرج يتجول في أروقة مديرية الامن القريبة من غرفته. ـ أخذ يحشر نفسه مع المحققين.. الذين يزاولون واجباتهم اليومية.. حتى انه صفع أحد المقبوض عليه على وجهه أمام المحقق.. وقال له: "اعترف وإلا قتلتك.. فأنا جبار كردي.. إن كنت لا تعرفني!! ـ وذات يوم سمع صوت تهليل ..فلما جرى الاستفسار عن مصدر هذه الاصوات.. قيل إن زوجة جبار كردي حضرت لزيارته ومعها أطيب الطعام والشراب. ـ بعد أيام شوهد منتسبو الامن يوزعون الحلويات والشرابت على غرف الضباط.. بمناسبة اطلاق سراح جبار كردي.. بأمر من صدام. (حكايات عن أشهر الموقوفين بعد عام 1968 / بفلم محي الدين عبد الرحمن / جريدة المشرق في 22 كانون الاول 2013). مكتب العلاقات العامة ـ بعد انقلاب (17 ـ 30 تموز 1968).. تحول جهاز حنين الى مكتب العلاقات العامة برئاسة صدام حسين.. وكان احد اعضائه جبار كردي. جبار كردي وأخيه.. حول (الثورة البيضاء).. الى حمراء: ـ ناصر الحاني.. اصبح وزيرا للخارجية بعد الانقلاب 17 تموز يوليو 1968.. في حكومة الفريق عبد الرزاق النايف.. وقد اغتيل ببغداد في 10 / تشرين الثاني / نوفمبر العام / 1968. ـ عندما تم الاتصال به في بيته انه الرئيس أحمد حسن البكر يطلب لقائه.. وانه ستأتي سيارة لاصطحابه من منزله. ـ جاءت سيارة لاصطحابه لكنه فقد الاتصال به.. وعثر في اليوم التالي على جثته في قناة الجيش شرق بغداد.. مشوهة.. حتى ان زوجته تعرفت عليه من ملابسه !! ـ قتل الحاني عند (قناة الجيش) من قبل: جبار كردي واخيه ستار كردي.. ووهاب كريم.. ورضا باوي.. ومحيي مرهون.. من اعضاء جهاز حنين.. الذي تحول بعد انقلاب تموز / يوليو / 1968 الى مكتب العلاقة العامة بقيادة صدام حسين.. وهي اول عملية اغتيال يقوم بها هذا المكتب.. كما ذكرنا!! ـ وخلال سنوات حقق هذا المكتب.. الذي تحول فيما بعد الى جهاز المخابرات.. عمليات اغتيال لا يتصورها حتى عقل ستالين.. فقد اغتيل حردان التكريتي.. ومن ثم صالح مهدي عماش مات مسموماً والقائمة تطول ويتطلب كتابة مؤلف ضخم بها.. وموضوعنا جبار كردي واخيه.. وليس غيره !! قبل النهاية: ـ استدعى ناظم كزار مدير الامن العام شقاوات البعث.. وأخذ منهم تعهدات بعدم الاخلال بالأمن العام.. والتعاون مع الاجهزة الامنية.. وترك اعمال الشقاوات.. لان زمنها انتهى. ـ البعض منهم التزم بتعهده فترك وشأنه.. اما الذين أخلوا بتعهداتهم.. جرى تصفيتهم.. فيما بعد !! ـ أما جبار كردي.. فهذا الرجل يعتبر نفسه له أفضال على الحزب.. وكان يستهزئ ببعض قادة الحزب علانيةً.. فمثلاً كان يردد: ان ناظم كزار كان طول عمره يخاف من سطوتي يُمنح رُتبة عسكرية (رتبة لواء)!! ـ ويضيف عبد الرزاق الشيخلي في حواره مع شامل عبد القادر المنشور في كتابه (ظاهرة الشقاوات في الاحزاب السياسية العراقية.. ص 89.. قائلاً: كان جبار كردي "يشوف نفسه": أكبر من ناظم كزار ومن صدام حسين وغيرهما!! ـ "قول على قول" هو تعقيب لسرحان الزبيدي على ما قاله القيادي البعثي طاهر محمد توفيق العاني وياسين جميل.. أقول: هذه شهادتي عن انقلاب ناظم كزار والخلافات داخل حزب البعث.. ويخص بها (جبار كردي) حيث يقول: ـ في نيسان / أبريل / العام / 1973 قام ناظم كزار باعتقال جبار كردي وأراد تصفيته جسدياً.. وفي مرحلة تعذيبه وسلخه. ـ جاء لناظم كزار هاتف لا أحد يعرف هل هو من صدام حسين أم من أحمد حسن البكر يأمره بإطلاق سراح جبار كردي. ـ ويذكر المعتقلون كيف تم إنزال جبار كردي إلى (الگليري) (الموقف العام) في دائرة الامن الأمن العام.. وهو مسلوخ على الآخر.. وكانت حلمة صدره اليسرى متدلدلة.. وهي على وشك السقوط. ـ وقد قال لي جبار كردي: مرة يقال لي أنت على علاقة بعبد الرحمن قاسملو.. ومرة يقال لي بأنك على علاقة بالمنشقين.. وأنا لم أصدق الروايتين بل اعتبرت ان اعتقاله ذو صلة بالثارات بينه وبين محمد فاضل عضو القيادة القطرية آنذاك.. ومسؤول المكتب العسكري في الحزب الحاكم.. والصديق الحميم لناظم كزار.. وبكره ناظم الشديد لجبار كردي. النهاية: ـ وبشر القاتل بالقتل: ـ قتل جبار كردي.. عندما اراد صدام حسين.. اهانة رجولته.. فبعث له صبياً في الخامسة عشر من عمره لقتلة.. وهي رسالة واضحة وجهها صدام لأهل جبار واخونه واقاربه ولأمثاله من الشقاوات" بان جبار ما يسوه ان نبعث له رجلاً بالغاً لقتله.. بل يكفي لتصفيته صبي صغير"!! مقتل ستار كردي: ـ كان ستار كردي (حارساً قومياً).. في سرية الفضل.. بأمرة محمد فاضل.. يقال ان الاخير أصدر أمراً بالقبض على شقي مشاكس في منطقة الميدان.. وأرسل مفرزة لاعتقال.. وعندما وصلت المفرزة وجدت ستار الكردي مع هذا الشقي.. فتدخل ومنع اعتقاله. ـ عادت المفرزة الى محمد فاضل وأخبرته بموقف ستار.. فأرسل بطلب ستار وعاتبه.. وتعالى صوتيهما.. والمعروف عن ستار يفقد اعصابه بسرعة.. وخاف محمد فاضل من تصرف أهوج يرتكبه ستار.. فأسرع وانتزع مسدسه.. ورمى عدة اطلاقات على الارض لتخويفه.. فقفزت رصاصة الى مثانته.. فسقط ستار ينزف بقوة.. نقل الى المستشفى.. لكنه مات متأثراً بجراحه! رواية اخرى عن مقتله: ـ قتل محمد فاضل ستار كردي.. حيث ركض وراء ستار لقتله.. بعد أن أخطأ ستار في اصابته.. وان ستار صعد في عمارة وأختبأ في (البيتونه).. فلحقه محمد فاضل الى البيتونه ورماه وقتله. ـ يقال ان الرواية الارجح ان محمد فاضل قال في التحقيق.. الذي أجري معه في مقر القيادة العامة للحرس القومي انه بادر لقتل ستار لأنه متأكد لو تأخر قليلاً في سحب مسدسه لقتله ستار من دون أي تردد"!! نبش قبره: ـ تم دفن ستار كردي في مقبرة الكرد الفيلية.. في مقبرة السلام في النجف الاشرف.. وبعد بضعة أشهر قام البعض من الكرد الفيلية ـ الذين قدموا ضحايا من الشهداء على ايدي جبار وستار.. بنبش قبره ورمي أشلائه في منطقة بعيدة عن مقابر الكرد الفيلية. تصفية اسرة جبار كردي كاملة: ـ في منتصف السبعينيات واوائل الثمانينيات.. تمكنت اجهزة المخابرات البعثية من تصفية جميع افراد عائلة جبار كردي الواحد بعد الاخر.. وهم: ستة أخوة.. وشقيقتان.. ومنهم فتاح كردي العام 1979.. واياد كردي.. وقتل بقية الاسرة بإطعامهم الكباب مع مادة الثاليوم. ـ لم يكتف نظام صدام بذلك بل ان الاجهزة الامنية القت القبض على زوج شقيقتهم زكي غلام في شارع الكفاح ببغداد وقتلوه مع اثنين من أشقائه!! | |
|
| |
| رجال من زمن الحكم البعثي في العراق | |
|