منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البحث عن السعادة الازليه (الكمال)
 
الترحيبالرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6071
السٌّمعَة : 2
نقاط : 22577
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي  Empty
مُساهمةموضوع: جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي    جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي  Icon_minitimeالإثنين يونيو 01, 2015 2:32 am

جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي





[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]هو الحاج محمد جعفر جلبي ابن الحاج محمد حسن ابن الحاج داود أبو التمن. ولد ببغداد عام ١٨٨١ م في محلة صبابيغ الآل (سميت بهذا الاسم لأنها كانت تشتهر بصناعة خيوط القز بالألوان لاسيما الأحمر) من عائلة عريقة عربية مسلمة، تنحدر من قبيلة ربيعة.
سافر والده الى ايران على اثر خلافات عائلية، لذا ترعرع جعفر في دار جده الحاج داود، وهو تاجر معروف اشتهر بتجارة الحبوب لاسيما (الرز) وقد كان يملك مستودعاً كبيراً للحبوب يعرف (بخان داود) في سوق بغداد المركزي (قرب سوق الصفافير)، لذا لقب بأبي التمن.
عاش في كنف جده الحاج داود وكان يرعاه رعاية خاصة لما أنسه فيه من مخايل النباهة والذكاء، وأشرف على تعليمه وتثقيفه، لم يتجه جعفر أبو التمن إلى الوظائف الحكومية وإنما بدأ حياته بالتجارة..
 درس العلوم الدينية والفقهية  على يد العلامة الشيخ شكر البغدادي (1855-1938) كما درس الادب والشعر والبيان في مجالس آل الصدر في الكاظمية فكتب الشعر في شبابه وفي اواسط عمره حرر المقالات الاقتصادية في مجلة غرفة التجارة ونوه بشعره ونثره الجميل محمد مهدي البصير في كتابه (سوانح 1976) واشاد بثقافته الفقهية القاضي توفيق المالكي قائلاً: كان جعفر يحل اعقد المسائل الفقهية والشرعية.
في اواخر شباط 1919 آلف الوطنيون العراقيون جمعية سرية سميت حرس الاستقلال بزعامة السيد محمد الصدر وتضم علي بزركان وجلال بابان ومحمود رامز ثم اصبحت اكثر نشاطاً حينما انضم اليها اخرون مثل يوسف السويدي وناجي شوكت وسامي شوكت ومحيي الدين السهروردي والشيخ باقر الشبيبي وعبد الغفور البدري وعبد المجيد كنة وكذلك جعفر ابو التمن بعد عودته من طهران في تشرين الاول عام 1919 الذي انتخب امين سر عام ويقول ناجي شوكت في مذكراته ان جعفر كان القائد الفعلي لحرس الاستقلال التي نادت بالاستقلال التام للعراق الذي كان يضم ثلاث ولايات هي بغداد والبصرة والموصل.
برز اسمه كأحد العناوين الوطنية مع بدء الاحتلال البريطاني للعراق إذ كلف بعد سفر جده إلى ساحة الحرب في البصرة مجاهدا ضد الغزاة البريطانيين بمهمة تزويد المجاهدين بالمؤن والأموال اللازمة للجهاد، وعندما التحق بالخدمة العسكرية لبلوغه السن القانونية بقي في بغداد ليقوم بمهمة الارتباط بين السلطات العثمانية والمجاهدين.
 ومع اكتشاف العراقيين لزيف الوعود البريطانية اشتدت المطاليب الوطنية المنادية بالحرية والاستقلال وظهر جعفر أبو التمن أحد أبرز قادة الحركة الوطنية فله الفضل الكبير في توحيد الطائفتين الشيعية والسنية ونبذ الخلافات الطائفية، وعرف عنه مقته الشديد لها، ولما اشتد غضب السلطات البريطانية على مناوئيها أثناء ثورة العشرين كان جعفر أبو التمن أحد أهدافها فقررت إلقاء القبض عليه فداهمت مسكنه الواقع في الزقاق المعروف باسم جده (دربونة داود) فتمكن من الهرب بتسلق سياج المسكن إلى مسكن جيرانه الخلفي، وهو مسكن عبد الهادي حبة واختفى فيها ليلة واحدة، ثم انتقل إلى مسكن محمد جواد الحلي ومنها إلى مسكن محمود الاطرقجي الذي لم يوافق على بقائه في مسكنه فهرب إلى مسكن صديقه مهدي الخياط الذي أخلى له المسكن فمكث فيه قرابة الأسبوع ومن هنالك وضعت له خطة للهروب إلى منطقة الفرات الأوسط، وقد اشرف على الخطة وتنفيذها مجيد كنة، فقام بتهريبه بواسطة زورق انطلق من مشرعة سيد سلطان علي مع بدء ساعات حظر التجوال الليلي ليوم الخميس ١٩ آب ١٩٢٠ م، فوصل ساحل بستان مجيد كنة في منطقة الدورة بجانب الكرخ من بغداد وبعد استراحة قصيرة غادر إلى مسكن الملا خضير شيخ الجبور، وقبل انبلاج الفجر غادر مضيف الشيخ يحف به ثلاثون فارساً من فتيان عشيرة الجبور مدججين بالسلاح من بنادق وسيوف اتجهوا على ظهور الخيل نحو مسكن شيخ عشيرة الغرير علوان الشلال ومنها اتجهوا إلى الجانب الأيمن من الفرات إلى مسكن عاصي العويض، شيخ عشيرة الجنابيين في منطقة جرف الصخر بقضاء المسيب ثم إلى كربلاء ومنها إلى النجف  إذ كانت أحداث الثورة على أوجها، وبذا تم إنقاذه. التحق جعفر أبو التمن بالثورة في ميدان الفرات الأوسط واسهم مساهمة فعالة في دفع الثورة وتوجيهها وقد احتل مركزا قيادياً فيها ولما أضحت الثورة بعيدة عن النجاح ترك البلاد مع عدد من زعماء الثورة إلى الحجاز فنزلوا ضيوفاً على ملكها الشريف حسين.
أسس جعفر أبو التمن حزباً سياسياً باسم الحزب الوطني وأوقف الحزب عن العمل بعد حادثة البلاط الشهيرة، وعاود الحزب نشاطه مرة ثانية عام ١٩٢٨ م وانضم إلى جماعة الاهالي من بوابة جمعية السعي لمكافحة الأمية، استيزر مرتين الأولى في وزارة عبد الرحمن النقيب الثانية وزيراً للتجارة والمرة الثانية في وزارة الانقلاب عام  ١٩٣٦م وزيراً للمالية، اتهم بتأييده للشيوعية فرد على متهميه بالقول: "إذا كانت الشيوعية تسعى لترفيه الفقير ومساعدة المحتاج وتنظيم المجتمع بشكل مفيد أؤيدها، وهذه هي شيوعيتي".
خرج جعفر أبو التمن من تجربته في العمل السياسي بخيبة أمل بمعظم الأشخاص الذين عمل معهم فقد كانوا يريدون اتخاذ المبادئ سلماً للوصول إلى مآربهم الشخصية بينما كان هو رجل مبدأ يريد عن طريقه تحقق خدمة البلاد مبكرا. أدرك جعفر أبو التمن خطورة التكتلات الطائفية على الوطن، فبادر بالرفض القاطع لمحاولات ضمه في نشاط سياسي على اساس طائفي، بل إنه، ورغم تدينه، كان من دعاة التمييز بين الدين والسياسة وقد اتصل المجتهد الشيعي البارز محمد حسين آل كاشف الغطاء بأبي التمن في كانون الثاني 1927، وحثه على الانضمام إلى التكتل الشيعي، غير أن أبا التمن رفض بصلابة، لأنه (لم يرغب بإدخال الدين في السياسة) ويرجع التعاون بين الشيعة والسنة في ذلك المنعطف التاريخي الى الوضع الناشئ عن الاحتلال الإنجليزي، غير أن الفضل في الفعل الواعي وراء هذا التعاون يرجع بالأساس ، الى جعفر أبو التمن. وقد ركز فكره ونشاطه لتحويل هذا التعاون الظرفي الى واقع سياسي دائم. إذ لم يكن هناك، برأيه، من سبيل آخر لكسر النفوذ الإنجليزي.
وقد حاول بعض السياسيين من طائفته جره مراراً، الى النشاط على اساس طائفي، فأدار لهم ظهره بإصرار. وكرس جعفر أبو التمن جهود الحزب الوطني لتحقيق هذين الهدفين المترابطين، وهما وحدة النسيج الاجتماعي والوطني بكل مكوناته وتصفية النفوذ الإنجليزي.
لعب ابو التمن دورا مهما في ثورة العشرين حيث انضم في آب 1920 الى مناطق الثورة في كربلاء والنجف إذ رحب به كزعيم بغدادي مشهور وممثل للمجتهد الشيرازي وعامل ارتباط بين حركة الاستقلال في بغداد والكاظمية وبين العلماء في المدن المقدسة وكان يلقي خطابات في الناس حول الثورة مشجعا اياهم على الاشتراك، كما شارك مع مثقفين آخرين امثال علي بزركان وعارف حكمت في مقالات افتتاحية في صحف الثورة في النجف وخاصة الفرات التي كان يديرها محمد باقر الشبيبي.
وحينما تأسست جماعة الاهالي بزعامة حسين جميل وكامل الجادرجي وعبد الله اسماعيل ومحمد حديد وعبد الفتاح ابراهيم كانوا يتطلعون الى عرض القيادة على جعفر ابو التمن الذي اعتزل العمل السياسي بعد وفاة الملك فيصل لما شاهده من فساد ونفاق، ووافق ابو التمن على الانضمام الى الاهالي بعد ان تأكد من انها لم تكن منظمة سياسية الا انه فيما بعد انشأ تنظيما سريا هو الشعبية واختير جعفر رئيسا له ويضم جماعة الاهالي التي ساهمت مساهمة مباشرة في الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق بكر صدقي وضرب عرض الحائط كل الافكار الديمقراطية التي كان يدعو لها ابو التمن الذي اصبح وزيرا للمالية في حكومة الانقلاب برئاسة حكمت سليمان مما اضطره في الاخير الى تقديم استقالته واعتزال السياسة نهائيا حتى وفاته بتاريخ ٢٠ تشرين الثاني ١٩٤٥ م بعد مرض التهاب أغشية الدماغ (السحايا)، وقد كانت آخر كلماته انه كان آسفاً لأنه لم يعش ليرى القوات البريطانية تغادر الأراضي العراقية.
 
 













[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6071
السٌّمعَة : 2
نقاط : 22577
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي    جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 19, 2022 2:15 pm

الخونة لن يحصدوا.. إلا القتل أو العار.. 


اب
د . هادي حسن عليوي




ـ محدود التفكير.. قليل الاختلاط.. غير كفء من الناحية العسكرية.. لا يفهم في الأمور السياسية.. لا يصلح للمواقع القيادية.. ولا حتى وزيراً  
ـ تأخر ترفيعه بعد ثورة 14 تموز 1958 لاتهامه بكتابة التقارير الى الاستخبارات العسكرية عن الضباط الوطنيين.. وذلك في العهد الملكي
ـ بعد ثورة 14 تموز تقربً نحو الشيوعيين فلم يحصل على شيء.. فتحول الى الاتجاه القومي
السيرة والتكوين
ـ ولد إبراهيم عبد الرحمن الداوود العام 1932 في قضاء هيت في محافظة الأنبار.. وهناك مصادر تشير إن تاريخ ولادته العام 1929.. أكمل دراسته في مدينة الرمادي.. دخل الكلية العسكرية العام 1949 
ـ عندما تسلم عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية  قرًب ابراهيم الداوود  له.. كبقية أبناء ديرته وبتوصية من اخيه عبد الرحمن عارف معاون رئيس اركان الجيش وكالةً.. عينه بمنصب معاون آمرا للفوج الثاني في لواء الحرس الجمهوري
ـ وفي عهد عبد الرحمن عارف عين الداوود آمراً لهذا اللواء المسؤول عن حراسة القصر الجمهوري.. وسلامة الرئيس.. ومسؤولاً عن عشرين إلف عسكري
ـ فبعد وفاة عبد السلام عارف في 13 نيسان 1966 وقف إبراهيم الداوود وعبد الرزاق النايف وغيرهما من الضباط الى جانب انتخاب أخيه عبد الرحمن محمد عارف لرئاسة الجمهورية.. فقد نقل الصحفي المصري حمدي لطفي خلال حوار مع المقدم إبراهيم الداوود الذي حمل رتبة "فريق ركن  ووزير الدفاع" بعد الانقلاب على عبد الرحمن عارف في 17 تموز 1968 التصريح الآتي: لقد هددت باستعمال مدفعي الرشاش دفاعاً عن حقنا في اختيار عبد الرحمن عارف رئيساً للجمهورية.. فقد كان هناك اقتراح بتشكيل مجلس رئاسة يضم أربعة أحدهم عبد الرحمن عارف.. وكان هناك من المرشحين الدكتور عبد الرحمن البزاز واللواء عبد العزيز العقيلي".. ويضيف الداوود قائلاً: "واستطعتُ بمعونة زملائي من بينهم آمر الحرس الجمهوري في ذلك الوقت المقدم بشير الطالب أن ننجح في إسناد رئاسة الجمهورية لعبد الرحمن عارف
ـ في فجر 17 تموز 1968 حملت مدفعي مرة أخرى .....).. لكن الصحفي حمدي لطفي في مجلة المصور في تحقيقه الصحفي خلال زيارته بغداد بعد الانقلاب (قصة الانقلاب) علق على تصريح الداوود هذا بالقول: إن الانقلاب كان أسهل من شربة ماء.. فقد تولى إبراهيم الداوود قائد الحرس الجمهوري السيطرة على القصر الجمهوري.. وكل ما فعله شيئاً بسيطاً فقد جعل مدفعية الدبابات تستدير نحو القصر وكان عبد الرزاق النايف يقوم بالقيادة والسيطرة
تحرك تآمري
ـ سبق للداوود والنايف أن رتبا الأوضاع في القصر الجمهوري بما يخدم تحركهما.. فقد استطاعا إقناع الرئيس عبد الرحمن عارف من نقل المقدم سعدون غيدان الى القصر الجمهوري.. كذلك نقل فيصل عبد الحليم.. وهو قريب زوجة عبد الرحمن عارف الى خارج القصر الجمهوري.. لأنه رفض التعاون معهما في التآمر.. كما حاولا إقناع مقدم لواء الحرس الجمهوري فاضل مصطفى بالتعاون معهما لكنه رفض.. وقال لهما: من يحاول إسقاط الرئيس عارف فاني أضع رأسه في فوهة مدفع الدبابة 
ـ ذهب مصطفى الى الرئيس عارف وأخبره بذلك.. فاستدعاهما بحضور مصطفى لكنهما تمكنا من خداع عارف وإقناعه بأن مصطفى يريد الإيقاع بينهما وبينه لإبعادهما عنه كي يتمكن من الانفراد به وإسقاطه.. وقد صدقً عارف قولهما بعد أن أقسما أمامه بالقران الكريم على عدم نيتهما بتدبير محاولة انقلابية ضده.. وكان عارف يشك بأحد أفراد عائلته ولا يشك بإبراهيم الداوود وعبد الرزاق النايف
ـ اخذ الداوود وصاحبه النايف يتحركان على الكل للعمل معهما للإطاحة بعارف.. وبهذا الصدد يقول صبحي عبد الحميد أحد الضباط الناصريين ووزير الخارجية والداخلية في عهد عبد السلام عارف: "أن الداوود وصاحبه النايف مدير الاستخبارات العسكرية حاولا إقناع الرئيس عبد الرحمن عارف بتعين عبد الغني الراوي رئيساً للوزراء.. لكن عارف رفض ذلك".. وبعد أن تبين أن الراوي لا يصلح أن يكون رئيساً للوزراء.. لأنه لم يكن يحظى بتأييد كبار الضباط فابتعدا عنه
- وراحا ..الداوود والنايف يبحثان عن غيره يحقق طموحهما في منصب وزاري لأنهما لا يستطيعان فرض نفسيهما لتقلد منصب وزاري لصغر منصبيهما.. فاتصلا باللواء عبد العزيز العقيلي الذي اشترط عليهما أن يكونا بعد نجاح الثورة بعيدين عن أي منصب وزاري فتركاه
- وذهبا الى اللواء رجب عبد المجيد الذي طردهما أيضا.. وإثناء وجود عارف عبد الرزاق في السجن.. بعد فشل محاولته الثانية لإسقاط الرئيس عبد الرحمن عارف في حزيران 1966 واعتقاله ومجموعة من الضباط الناصريين ظهرت آنذاك قوة جديدة تعاظم دورها.. متمثلة بالداوود والنايف وسعدون غيدان آمر كتيبة دبابات القصر الجمهوري.. وهؤلاء لعبوا دوراً في إفشال محاولة عارف عبد الرزاق الثانية
ـ كان إبراهيم الداوود مقتنعاً بأن أية محاولة لابد لها أن تنجح تتطلب دعما سياسياً لهذا لم يجد سوى عارف عبد الرزاق فزاره في المعتقل.. وصبحي عبد الحميد أيضاً كان معتقل معه
- يقول صبحي في مذكراته: "أن الداوود عرض على عارف فكرة أن يصبح رئيسا للجمهورية على أن لا يفكر بالاشتراكية ولا بالوحدة مع مصر.. وقد نهره عارف وهمً بضربه ب(النعال).. وحين أراد الداوود مغادرة المعتقل طلب منه عارف حمل سلة البرتقال التي جلبها معه".. وهكذا فشل الداوود في كسب عارف عبد الرزاق لجانب عمليتهم
متى بدأت التفكير جدياً في الإطاحة بعارف؟
 ـ يقول الداوود: كنتُ أتحدث مع الرئيس في شؤون البلد.. لم أكن أريد منه سوى أن يشغل فعلياً موقعه كرئيس للجمهورية.. كنتُ أريد تجنيب البلاد ممارسات الحزبيين والتصفيات والثارات.. الحقيقة انه كان اضعف من أن يقوم بهذا الدور.. وما آلمني هو إنني لم ألمس لديه على الأقل الرغبة في ذلك
عشاء.. وخيم العواقب
ـ يقول إبراهيم الداوود للصحفي غسان شربل من جريدة الحياة اللندنية: اتصل بي سعيد صليبي قائد موقع بغداد.. وهو من منطقتنا أي من الأنبار.. وقال إنهم تلقوا خروفاً من منطقة الرمادي ويريدونني أن أشاركهم العشاء.. سألته عن الحاضرين فقال: "أنت وعبد الرزاق النايف وكمال جميل عبود وهو آمر فوج
- يضيف الداوود: ذهبنا وما أن دخلت حتى فوجئتُ بوجود احمد حسن البكر وحردان التكريتي وصالح مهدي عماش.. أنا سألتُ عن الحاضرين لأتفادى احتمال وجود هذا النوع من الناس.. استقبلني البكر بالعتاب الودي.. قائلاً: "أنت رجل بلا وفاء لا تسأل عنا".. كان يشير الى انه كان أستاذاً في الكلية العسكرية يوم كنت تلميذاً.. أجبته: "يا أبو هيثم أنا وأنت لا نلتقي.. أنت في خط وأنا في آخر ولا شيء يجمعنا
- تناولنا العشاء فطلب سعيد صليبي أن نجلس بشكل معين أنا وعبد الرزاق النايف إلى يميني وكمال جميل إلى يساري.. وفي المقابل جلس البكر وحردان وعماش.. وقال صليبي: تفاهموا.. فقلت: "على ماذا نتفاهم؟".. قال البكر: "بعد أحداث البصرة أصدر الشيوعيون ضدك حكماً بالإعدام.. الناصريون ضربوك مرتين.. ولو نجحوا لقصونا (ذبحونا) نحن وأنتم.. نحن لا نريد شيئاً.. أنتم أقوياء وفي السلطة.. أنتم تحموننا ونحن ننقل إليكم ما يجري في الشارع".. قلتُ له: أنتم أخطأتم في العام 1963.. الشعب يكرهكم.. قتلتم وذبحتم.. وممارسات قصر النهاية لا تزال في ذاكرة الناس.. لا أحد يحبكم
وبالطلاق أيضا
ـ قال البكر: "نحن أخطأنا فعلاً ونريد أن نكفر عما فعلناه".. قلتُ له: هل تقسم بالقرآن على ما تقول.. فأجاب: "اقسم بالقرآن وبالطلاق أيضاً".. قال: أنا وحردان وعماش نعترف بأخطائنا ونقسم.. نحن لا علاقة لنا بحزب البعث ونريد العمل كمواطنين ونتعاون معكم للتكفير عن سيئاتنا".. طلبتُ من صليبي أن يحضر القرآن.. وهكذا أقسم البكر ورفيقاه.. قلت لحردان: "أنت لك سمعة غير طيبة إذا تعاونت معي سأتحمل عبء سمعتك
ـ في ذلك العشاء لم تكن هناك فكرة للإطاحة بعبد الرحمن عارف.. كانوا يعرفون أن لا فرصة لنجاح أي عملية تغيير من دون موافقة الحرس الجمهوري.. وان الحرس ستكون له الكلمة الفصل في حال مقتل الرئيس لا سمح الله أو وفاته.. وكانوا يعرفون أيضاً إنني لستُ في وارد القبول بأي علاقة مع الشيوعيين وان الباب موصد بيني وبين الناصريين.. طرحوا فكرة اللقاء كوطنيين.. يمكن القول إن فكرة التعاون كانت من باب الاستعداد للمفاجآت
كتّاب تقارير
ـ يضيف الداوود قائلاً: بدأ نوع من التعاون.. وهنا أريد أن أسجل للتاريخ وبأمانة كاملة.. كان البكر وحردان وعماش.. وهم في التقاعد يرفعون تقاريرهم إلى عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات.. أنا قرأت هذه التقارير التي تتحدث عن الأوضاع السياسية والمسائل المطروحة في الشارع ومواقف مختلف القوى.. وقد تكون هذه النقطة بالذات تفسر لماذا تآمروا عليّ وعلى النايف بعد تولينا السلطة في 17 تموز 1968 
هل انتظم التعاون؟
ـ كنا نقيم عشاء شهرياً.. نجلس ونتبادل المعلومات ونتحدث في أوضاع البلد.. كنا نلتقي في بيت مولود مخلص بناء على اقتراح حردان التكريتي.. كان يحضر العشاء خمسة فقط البكر وحردان وعماش والنايف وأنا.. هذه هي الأسماء الخمسة التي ستكون لها علاقة بـ17 تموز.. لكن الدور الحاسم سيكون ليً.. إذ إنني الوحيد القادر على إسقاط القصر الجمهوري بلا معارك.. وقادر في الوقت نفسه على حماية الرئيس من أية محاولة انقلابية.. وإذا عدت إلى البيان الأول لثورة 17 تموز لم تجد عليه إلا الأسماء الخمسة
التغيير ضروري
ـ يقول الداوود: لقد هزت مشاعرنا بعمق حرب حزيران 1967.. كانت الهزة عنيفة جداً.. هل نبقى مسمرين في أماكننا دفاعاً عن هذا الموقع أو ذاك؟ امرأة من سورية أطلقت صيحة ترددت في أعماق نفسي قالت: وامعتصماه.. هل فقدنا النخوة والمروءة.. انتابتني حالة غضب شديد.. سألتُ عن الرئيس عبد الرحمن فقيل لي انه يرأس اجتماع مجلس الدفاع الأعلى.. قصدت القاعة وخاطبتُ الرئيس أمام الحاضرين: "يا أبو قيس هل ماتت غيرتنا.. امرأة من سورية تصرخ وامعتصماه ولا أحد يجيب.. لمن هذه الدبابات إذا؟ أنا سأتحرك غداً على طريق أعالي نهر الفرات الى سورية وصولاً الى الجولان".. نهض وزراء وعانقوني.. في اليوم التالي توقفت الحرب.. استدعاني عارف وقال انتهت الحرب ولا مبرر لتحركك
ـ شعرتُ يومها إن التغيير ضروري.. عبد الرحمن عارف ضعيف.. تعاطى مع موقع رئاسة الجمهورية كموظف بسيط.. عندما تصبح الساعة الثانية والنصف كان ينظر الى ساعته ويقول: الحمد لله انتهى الدوام.. تصور إن رئيس الجمهورية ينتظر موعد انتهاء الدوام.. كما يفعل موظف كسول يترقب موعد مغادرة المكتب.. على من يتولى موقع المسؤولية والقرار إن يصل الليل بالنهار للقيام بدوره
ـ يقول الداوود: اتخذتُ قرار التغيير في ضوء جملة حوادث.. لم يكن لعارف رصيد يحميه.. لهذا كان مصيره معلقاً بموقف الحرس الجمهوري.. كان النايف يعرف إنني أسعى الى إزاحة عارف لكنه لم يكن يعرف الموعد
ـ الحلقة تضم خمسة أنا والنايف والبكر وحردان التكريتي وعماش
- قرر الحاضرون أن أكون أنا رئيساً للجمهورية.. فكرتُ للحظات ثم قلتُ لهم أنا عمري 36 عاماً ولا أزال شاباً.. وأنا عسكرياً ولست سياسياً محترفاً ..فاعتذرت.. وقلت: "أنا أتنازل لأبي هيثم (البكر) شرط ألا يكون قائداً عاماً للقوات المسلحة في الوقت نفسه.. أي رئيس جمهورية فقط".. بعدها عرضوا عليّ رئاسة الوزراء فقلتُ إذا لم أقبل الأولى فكيف أقبل الثانية.. عندها اتفق أن أكون وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة
ـ تم اختيار البكر رئيساً للجمهورية.. وأنا وزير الدفاع.. طرح البكر فكرة أن يكون هو أيضاً رئيساً للوزراء.. عارض النايف وقال له أنت عليك صفة بعثية والأمر سيعقد علاقتنا مع سورية التي يمر نفطنا في أراضيها.. كما عارض النايف إسناد المنصب إلى عماش أو حردان التكريتي للأسباب نفسها.. وهكذا لم يبق إلا النايف.. فتقرر أن يكون رئيساً للوزراء.. طلب حردان أن يكون رئيساً للأركان فعارضتُ
- يضيف الداوود قائلاً: أمضى النايف أسبوعين يحاول أن يقنعني حتى وافقتُ.. أما عماش فقد اتفق أن يكون وزيراً للداخلية.. هكذا توزعت المناصب بين الخمسة على أن يعتبر الأربعة أيضاً نواباً لرئيس الجمهورية وهو البكر.. هكذا تم الاتفاق على مجلس قيادة الثورة
سر 17 تموز
ـ استطاع تحالف - النايف ـ الداوود ـ البكر.. أن ينتهز فرصة غياب سعيد صليبي قائد موقع بغداد (المسافر الى لندن في رحلة علاج).. أن يحدد 17 تموز يوم تنفيذ حركتهم
ـ إبراهيم الداوود يقول: "أنا اخترت موعد 17 لأنني أتفاءل به.. فابني أركان ولد في 17 أيلول / سبتمبر.. اعتبر هذا التاريخ مباركاً.. اخترت 17 تموز.. أنا قررت الموعد وليلة 17 تموز
ـ ذهبتُ بالزي المدني إلى مركز الاستخبارات العسكرية.. قلتُ للنايف أريدك أن تأخذني إلى نادي المنصور لأنني أريد أن أشرب.. استغرب سعدون غيدان الحاضر وقال: "خالي منذ متى تشرب أنت؟".. وعرض أن يرافقنا فقلت أريد أن أشرب مع النايف وحده.. الحقيقة أنها كانت ذريعة للتحدث إلى النايف.. فأنا لم أشرب في حياتي
- ذهبنا إلى مطعم فاروق وجلسنا في زاوية.. قلت للنايف: أنا قررت إزاحة عبد الرحمن عارف.. إياك أن تبلغ أحداً.. لم يكن البكر وحردان وعماش على علم بالموعد.. صارت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. قلتُ له أنا سأتوجه إلى البيت لارتداء ملابسي العسكرية.. بعد قليل قرع الباب.. وإذا بالنايف يقول أخبرتُ الثلاثة فجنوا وأصروا أن يروك ولو دقيقتين
ـ ذهبنا إلى بيت مولود مخلص فاستقبلني البكر قائلاً: "يا أخي أبو أركان هل حسبتها جيداً؟". فأجبتُ: "ستكون كشربة السيجارة.. اطمئن".. قال حردان: "أنا لا أملك بزة عسكرية وجسمي قريب من جسمك فلو تعطيني واحدة".. وكان عماش حاضراً.. كنا نحن الخمسة وحدنا
ـ رجعتُ إلى البيت وأعطيتُ النايف بزة عسكرية ليلبسها حردان.. وكنتُ وعدتُ البكر أن أرسل ضابطاً لإحضاره إلى القصر مع حردان وعماش.. فطلب أن تكون السيارة ذات ستائر حتى لا يعرفه أحد
ـ ذهبتُ إلى بيت ابن شقيقتي (محروس توفيق خلف) وهو ضابط في الحرس الجمهوري وطلبتُ منه أن ينادي مجموعة من الضباط وأصدرت أوامري.. سيطرنا على القصر.. ونحن حراسه أصلاً.. وسيطرنا على بغداد.. عرف عبد الرحمن عارف بوجود تحرك.. وقال لمن اتصلوا به الآن يأتيهم إبراهيم ويحبط التحرك.. فأبلغوه إنني قائد التحرك.. عندها لم يبقَ عليه إلا أن يتقبل قدره
ـ هنا كنتُ أرسلتُ ضابطاً اسمه طارق حمد الجبوري لإحضار أحمد حسن البكر وأدخلتهم إلى القصر الجمهوري قبيل الصباح.. انتهى كل شيء.. واحضر هيثم نجل البكر غداء تناولناه في مقر كتيبة الدبابات.. وبين وقت وآخر كان البكر يسألني متى سندخل القصر.. أي مكتب الرئاسة
من أبلغ عارف بالحركة الانقلابية؟
ـ اتصل به عبد الرزاق النايف وقال له هناك ثورة في البلد.. فأجاب: "الآن يأتيهم إبراهيم". فأجابه: "إبراهيم هو القائم بها".. أخذ عارف إلى بيت حردان.. سيطرنا على القصر والعاصمة.. سألوني ماذا نفعل بالرئيس.. قلتُ نرسله إلى لندن حيث تعالج زوجته.. وأمن حردان لهم طائرة إلى لندن.. واتصل حردان بنجل الرئيس.. وهو ضابط وصعد معه إلى الطائرة
سيطرة البعث
ـ في 30 تموز 1968 أصدر البكر أمراً باعتقال وزير الدفاع إبراهيم عبد الرحمن الداوود.. كان الداوود يتفقّد القوات العراقية في الأردن.. وكان متواجداً في ضيافة اللواء حسن النقيب (قائد الفيلق العسكري) في الأردن.. لكن اللواء حسن النقيب الذي صدرت له الأوامر باعتقال الداوود.. تجاهل تطبيق أمر الاعتقال عندما كان البكر في التلفون يطالبه باعتقال الداوود أدعى حسن النقيب أن صوت التلفون لا يمكن سماعه.. وكان سبب عدم تطبيق أمر اعتقال الداوود من قبل حسن النقيب.. لأن النقيب أكد فيما بعد: إن اعتقال وزير الدفاع إبراهيم الداوود يمثل عدم احترام للمؤسسة العسكرية.. عندما يُعتقل وزير دفاع من قبل جنوده وأمام جنوده الآخرين.. فكان تجاهلي لتطبيق قرار الاعتقال هو صيانة للكرامة العسكرية العراقية.. وهذا التصرف لا يفهمه أحمد حسن البكر على الرغم من أنه شخص عسكري
ـ أجبر الداوود على السفر إلى روما.. ثم عين سفيراً في مدريد.. وفي 10 نيسان 1969 عين سفيرا في الفاتيكان إضافة إلى منصبه
ـ عاش بعدها منفيا في المملكة العربية السعودية بعد مقتل شقيقه الضابط الذي حاول اغتيال أحمد حسن البكر
الخيانة.. وحنث اليمين؟
- يقول قيس نجل الرئيس عبد الرحمن محمد عارف: في يوم مغادرتنا العراق (يوم الانقلاب الأسود).. كنتُ اجلس في الطائرة جنب الوالد.. وكان ينظر من الشباك.. وساكت.. كلمتهُ وسألتهُ: والدي هل أنت مقهور؟
أجابني بالحرف الواحد.. لا والله.. والحمد لله خرجنا من الحكم والمنصب.. ولا في رقبتي.. لا دماء أي فرد من الشعب العراقي.. ولا أمواله.. وأكمل حديثه: لكن غاثي واحد
- استغربً قيس.. وقال لأبيه: منو بابا؟
- ردَ عليه والده: حماد شهاب.. ربيته ورعيته منذ العام 1946 الى الآن.. ووضعتهُ أمراً لواء مدرع ليحمي ظهري.. ثم يحرك اللواء ضدي.. هذه لم أتصورها !.. ولا استوعبها !.. لا حول ولا قوة إلا بالله
علاقة حماد شهاب.. بالرئيس عبد الرحمن عارف
- اعتمد عليه الرئيس عبد الرحمن محمد عارف.. وكانت علاقة عارف بحماد شهاب جيدة.. واقسم حماد شهاب بالدفاع الرئيس عبد الرحمن محمد عارف.. ولن يخونه أو يتآمر عليه.. بالمقابل فإن حماد أحتضنً العديد من الضباط والمراتب البعثيين في لوائه.. فلم تشملهم الملاحقة أو الاعتقال أو الطرد أو الإحالة على التقاعد في عهد عبد السلام عارف
- يقول عبد الرحمن محمد عارف في العام 1946 كنتُ في كركوك برتبة (رئيس) أي نقيب.. وجاءني الصديق الرئيس صادق التكريتي.. وهو شخص جداً طيب.. وقال ليً: أخي عبد الرحمن.. لقد تطوع للجيش احد معارفنا.. ومن منطقتنا.. اسمه (حماد شهاب) برتبة عريف.. وسوف أسعى لان يكون عندكً لترعاه.. وأنت أقرب واحد لنا جميعاً.. إذا ذهب عند آخرين سوف يهمل ويتعب.. وأنت طيب.. وأعرف سوف ترعاه كابنك
- ردً عبد الرحمن عارف على صديقه الرئيس صادق التكريتي: أهلاً وسهلاً به.. وسوف أقوم بالواجب وأرعاه.. ولا تقلق.. وبالفعل تم تنسيبه بكتيبة عبد الرحمن عارف.. ويقول عارف: قمتُ برعايته.. وأدخلتهُ دورات مختلفة.. وأشرفتُ على تعليمه الأمور العسكرية المختلفة.. وأوصيت به.. الى أن تم ترقيته الى رتبة ملازم ثان
- وتمر السنين.. ويستلم عبد الرحمن عارف.. رئاسة الجمهورية في منتصف نيسان 1966.. فعين عبد الرحمن عارف حماد شهاب امرأ للواء المدرع العاشر.. في منطقة الورار.. حتى يكون قريب الى بغداد.. في حالة احتياج الرئيس له
- ويضيف قيس نجل الرئيس عبد الرحمن عارف قائلاً: (عندما يزورنا حماد شهاب الى البيت (نسميه عمو).. وعندما أصبح الوالد رئيساً للجمهورية.. كان الوالد دوماً يستدعيه ليستفسر منه عن أخبار بوجود تآمر على نظام الحكم.. وكان حماد يقول له سيدي: أنا عندكً.. ولا يمكن لأحد أن يتآمر عليكراهيم الداوود إنموذجاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6071
السٌّمعَة : 2
نقاط : 22577
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي    جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي  Icon_minitimeالسبت مايو 28, 2022 12:55 pm

مسؤولو عراق اليوم.. أين أنتم من قادة عراق الأمس
د . هادي حسن عليوي
ـ1- الزعيم عبد الكريم قاسم! 
ـ كان يسكن مع أهله في دار للإيجار.. ثم بعد أن أصبح برتبة عقيد انتقل للسكن ببيت مؤجر من الدور الحكومية
ـ لا يملك أي عقار.. سوى قطعة أرض في مدينة الصويرة.. ورثها هو وأسرته عن أبيهم
ـ تبرع بها للدولة.. وأقيمت عليها مدرسة.. مازالت قائمة حتى اليوم
ـ لا يملك سيارة خاصة به
ـ ليس أرصدة مالية لديه.. مات وفي جيبه ربع دينار فقط
ـ ورث تاريخاً مجيداً.. وحب العراقيين.. وأدى الأمانة كما أوصانا الله
ـ2- الرئيس عبد الرحمن محمد عارف 
ـ يملك دار واحدة سكنه وعائلته.. الأرض استلمها من الدولة كأي ضابط.. وبناها بقرض العقاري
ـ ليس أرصدة مالية لديه أو لدى أسرته.. مات.. وقلبه ويديه بيضاء وضميره مرتاح
ـ ورث تاريخاً مجيداً.. وحب العراقيين.. وأدى الأمانة كما أوصانا الله
ـ3- أمير اللواء غازي الداغستاني.. قائد فرقة عسكرية      
ـ معروف بين الضباط بنزاهته واستقامته بشكل يبهر الجميع.. وإلى حد (الحنابلة).. كما يقال.. فهو مثلا
ـ يأبى استصحاب خاله معه بسيارة الدولة أذا زاره في دائرته نهاية الدوام.. وإنما يستخدم سيارة أجرة
ـ فيكلم شركة تأجير السيارات بنفسه تلفونياً.. ولا يكلف ضابط ركنه ما دامت القضية شخصية 
ـ وهو أن أحتاج لتقديم طلب اجازة مثلاً.. فورق الحكومة مقدس.. ولا يجوز استخدامه ألا للأغراض الرسمية.. فكان يشتري ورق من المكتبات القريبة من ماله الخاص............... يا عالم.. أضحك.. أم أبكي ؟... هل حقاً نحن في العراق؟!!.... أفتونا يرحمكم الله
ـ عفيف لدرجة أن دار سكناه الموروث من والده بيعت.. بواسطة دائرة الإجراء تسديداً لقرض العقاري.. الذي لم يقدر على تسديده
ـ4- محمد رضا الشبيبي 
نزاهته.. أعلى درجات النزاهة
ـ خدم العراق بنزاهة وإخلاص.. ولم يستغل المناصب التي أتت إليه.. ولم يسع إليها للثراء أبدا
ـ كان متنوراً يرى في الإصلاح ضرورة.. وأكد على العلم والمعرفة لكلا الجنسين
ـ فأنشأ مدارس البنات أسوة بمدارس البنين.. فحبه للوطن لم يكن محابياً لذكر على أنثى
ـ لم يملك من حطام الدنيا شيئاً.. لا مال ولا عقار.. سوى سكنه في منطقة الزوية بالكرادة في مدينة بغداد
كان بيته هادئاً وجميلاً.. مملوءً بالأشجار من أطرافه وأكتافه
ـ مرهوناً يوم وفاته بمبلغ ثلاثة آلاف دينار.. لكن صدام أمر بهدم دار الشبيبي متعمداً.. في محاولة بائسة هي الأخرى لمحو تاريخ قامة عراقية أصيلة
ـ ولم يبق من الدار إلا جزء من حديقته الخلفية وبعض أشجارها
ـ بعد تأسيسه المجمع العلمي العراقي.. تم اختياره ليكون أول رئيس له.. وكان آنذاك وزيراً للتربية.. إلا انه آثر التخلي عن منصب رئاسة المجمع العلمي.. لعدم جواز الجمع بين وظيفتين
ـ تم تنصيب رجل امن لحراسة داره العامرة بالزوار.. لكن الشبيبي رفض ذلك بشدة.. وقال: أنا حارس للشعب.. فلمً أحتاج شرطي لحراستي؟؟
ـ5- يوسف غنيمة .. وزير مالية لثمان مرات في العهد الملكي 
ـ إداري ممتاز ومالي كفء.. نزيه.. يجيد اللغات: العربية.. والكلدانية.. والتركية.. والفرنسية.. والانكليزية
ـ شخصية اجتماعية.. ورائداً للقصة التاريخية
ـ كان باحثاً علمياً رصينا وأديباً ومثقفاً
ـ اهتم بقضايا العمال والفلاحين
ـ من القلة المثقفة الواعية في العراق بمستهل القرن العشرين.. ومن الذين لم يتركوا باباً إلا وطرقوه.. ولا موضوعاً إلا وبحثوه
ـ كان يجمع في شخصيته السياسي.. والأديب.. والمؤرخ.. والرحالة.. والصحفي.. مما أهله ذلك لتقلد أرفع الوظائف في الدولة العراقية
ـ يعتبر من أركان النهضة العلمية في العراق
ـ لا يملك بيتاَ.. ولا سيارة.. مرة قال مازحاً: يبدو إن راتبي لا بركة فيه
ـ الحقيقة إن زوجته كانت رئيسة جمعية أخوان الرفق بالفقير.. وتوزع نصف راتبه الى الفقراء بعلمه وموافقته
ـ6- إبراهيم كبه.. وزير الاقتصاد 1958 ـ 1962 
نزاهته
ـ كان نزيهاً بقدر لا يوصف.. فنزاهته كانت جزء لا يتجزأ من كيانه وشخصيته.. وواضحة في كل تصرفاته.. والأمثلة لا تعد ولا تحصى.. منها
ـ قدم استقالته من الوزارة في أيلول 1958 "أي بعد ثلاثة أشهر على الثورة".. بسبب الواسطات والضغوط التي مورست عليه.. لقبول ترشيح بعض الطلاب لبعض الزمالات الدراسية الخارجية
ـ محاولات التدخل في شؤون وزارته ضد مصلحة العراق.. خاصة من قبل رئيس مجلس السيادة في مشروع عملية التطهير.. الخاصة بالخبراء الأجانب المشبوهين في مصلحة مصافي النفط الحكومة
ـ كان يرفض بشدة قبول أية وساطة مهما كانت.. ولا تجد في وزارة الاقتصاد في عهده أنه عين أحداً من بيت كبة.. أو من أقربائه.. أو أصدقائه
ـ أهدى الاتحاد السوفييتي لإبراهيم كبه شخصياً وباسمه.. عند توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي سيارة حديثة العام 1959.. فأبلغ رئيس الوزراء بها رسمياً.. واستعملها كوزير.. وعند قبول استقالته أواسط العام 1960.. سلمً جميع مستحقاته.. ومن ضمنها السيارة المهداة له
ـ عندها تم الرد عليه.. بأنها هدية شخصية.. وليس لها أي تسجيل.. أو باب في ممتلكات الوزارة.. ومن حقه الاحتفاظ بها
ـ ردً إبراهيم كبه: "إن الاتحاد السوفييتي لم يهديني السيارة لسواد عيوني.. بل لكوني وزيراً وممثل للعراق.. وعليه فهي من حق الوزارة.. أوجدوا باب وضيفوها أليه"... كم أنت عظيم يا إبراهيم كبة
ـ كان حازماً وصارماً في تعامله مع الجميع في موضوعة النزاهة.. فلا يقبل الرشوة.. ولا المحسوبية.. بكافة إشكالها وصيغها.. ويؤكد أصدقاءه.. وأقاربه.. وأهله.. انه كثيراً ما ردً هدايا حتى من الأقارب.. رافضاً إياها.. لاعتقاده إنها عربوناً لطلبات أخرى
ـ رفض طلبات بعض أقاربه.. ومنهم مقربين جداً بشمولهم ببعثات وزمالات دراسية في الخارج.. لإكمال الدراسات العليا على حساب الحكومة.. مكرراً قوله: "إنهم يأخذون فرصة طلاب هم أكثر استحقاقا
ـ بقيً أن نقول: إن البيت الذي استوزر به إبراهيم كبه هو بيت عائلته.. تم شراءه العام 1956.. "أي قبل أن يكون وزيراً بسنتين".. وهو نفس البيت الذي توفي به العام 2004 
ـ ليس لديه أي عقارات أخرى.. أو بساتين.. عدا أملاك الأجداد.. التي يشارك بها عشرات.. وأحياناً مئات الورثة
ـ ليس لديه أي حساب مصرفي.. عدا حساب التوفير العائلي الاعتيادي
 ـ7- مصطفى علي .. وزير العدل 1958 ـ 1961
- نزاهته لا توصف.. لم يستغل منصبه لخدمة مصالحه أبداً.. فمنذ العام 1925حتى وفاته العام 1980.. شغل عشرات مناصب رفيعة لمدة 28 عاماً.. قاضي.. ورئيس قضاة.. ونائب في البرلمان.. ووزيراً للعدل
ـ أسماه المواطنون: الوزير العادل
ـ نسجل هنا ثلاث حالات عن نزاهته المطلقة.. وحالتين عن رفضه الطائفية واللقب
الحالة الأولى
ـ كلف بإلقاء أحاديث أدبية في الإذاعة العراقية العام 1937.. وحين جاء المحاسب بأجر الحديث.. رفضً مصطفى تسلمه الأجر محتجاً.. ورفع مذكرة الى مدير المعارف العام يقول فيها: (لم أكن أتوقع أن يردني منكً كتاباً يدفع ليً أجراً عن محاضراتي.. لأنني قصدتً بها الخدمة العامة.. وان ما يعد لهذه الغاية لا يقدر بثمن.. وإذا قدرً فسدت الغاية.. فليس من اللائق أن أتقاضى في سبيل خدمة المجتمع أجراً 
الحالة الثانية
ـ رشحته كلية الآداب خبيراً لأطروحة أحد الطلاب العرب.. وبعد أن دققها رفع تقريراً تقويمياً بها.. فأرسلت إليه الكلية مكافأة نقدية.. فأبى وأعادها الى الكلية معتذراً عن تسلمها.. موضحاً بأن العلم فوق المادة.. وتعد هذه مساهمة منه في خدمة عامة لا طمعاً في مادة
الحالة الثالثة
ـ أمضى في منصبه كوزير للعدل ثلاث سنوات.. أبى خلالها أن يدخل الفساد الى القضاء.. ويهز العدالة في العراق.. ووقف موقفاً صلباً.. خاصة من خلال تدخل بعض قادة الفرق العسكرية في شؤون المحاكم.. ومحاولة التأثير في سير القضاء.. وإخضاعه لمشيئتهم والتلاعب به.. لكن الروح العسكرية حالت بينه وبين القادة العسكريين.. فقدم استقالته الى الزعيم عبد الكريم قاسم التي رفضها
رفضه للطائفية.. واللقب.. بئس الاسم الفسوق
ـ كان مصطفى علي يرفض الألقاب والتفاخر بالنسب والعشيرة.. وفي بداية حياته الأدبية ونشره نتاجاته.. جاءه خاله الشيخ إبراهيم ألدروبي.. وقال له: (ولدي مصطفى انك تعلم بأن العصر الذي يضلنا عصر ألقاب وأنساب.. وانك سوف تضيع بهذا الاسم المجرد.. فأضف الى اسمك لقب (ألدروبي).. ليكون لك رداءً بين الناس وعوناً.. فالدروبين أسر كبيرة معروفة وستمتنع بهم.. ويشتد ساعدك وتقوى على زمانك).. ردً مصطفى عليه: (الدروبيون هم أخوالي.. وليسوا آبائي.. ثم إن الفتى من يقول ها أنا ذا).. فلم يقر له قولي وانصرف مغتاظاً
ـ يضيف مصطفى قائلاً: (عندما عينتُ بوظيفة كاتب عدل جنوب بغداد العام 1934 جاءتني جماعة من المراجعين.. حسبتهم لإنجاز معاملاتهم.. ولما سألتهم أجاب أحدهم: (إحنا ما عندنا معاملة.. لكن هل يوجد في عشيرة القيسيين عيب؟).. فقلتُ له: (حاشا لله ما علمنا عليهم سوءاً).. قال: (فلمً تأبى الانتساب إليهم.. ـ وأنت منهم.. من الصميم؟.. لِمً لا تكتب مصطفى علي القيسي؟).. فحاولتُ إفهامهم بأن الإنسان بعمله.. وان الإسلام الحنيف قد ساوى بين قرشيها وحبشيها.. فأصموا آذانهم وخرجوا مغتاظين
ـ وهناك عشرات المسؤولين النزيهين في عهود العراق الملكي والجمهوري.. نعتذر من تلك القمم على عدم ذكرها في هذه المقالة
ـ وبعد : ماذا يقول سياسيو ومسؤولي عراق اليوم ؟؟؟؟؟.. في قامات عراقية.. وتعتبر شخصيات عالمية.. كانت مثالٌ للصدق.. والأمانة.. والإخلاص.. والشرف.. وحب العراق.. والنزاهة بلا حدود
-8- فيصل السامر
ـ صادق.. متسامح.. يحب فعل الخير.. أخلاق رفيعة.. مثقف ذو معرفة واسعة.. مربي فاضل.. ورب أسرة ناجح.. وسياسي نقي.. ووطني مخلص غيور.. عالم في مجال اختصاصه.. متميز بصفات العلماء وتواضعهم.. مع جرأة في فهم التراث.. وقدرة عالية على الانفتاح والتعامل بوعي مع المرحلة التي عاشها.. نزيه حتى آخر رمق فيه
السيرة والتكوين
ـ فيصل بن جرئ بن مري بن نعمة بن مرزوق السامر.. من عشيرة الصيامرة من قبيلة بني تميم.. الساكنة في إحدى نواحي البصرة.. ولد فيصل السامر في 12 كانون الثاني / يناير/ العام 1924 في البصرة
ـ أوفد الى مصر بكلية الآداب بجامعة القاهرة على البكالوريوس (1947).. والماجستير1950
ـ العام 1954.. أسهم بفاعلية في حركة السلم التي انطلقت آنذاك.. وحضر مؤتمرها السري الأول في ذات العام.
ـ العام 1954.. فصل من الوظيفة لمواقفه المناوئة للحكم الملكي.. والحق في دورة الضباط الاحتياط العاشرة التي خصصت للمفصولين السياسيين.
.
ـ كان ليبرالياً يسارياً ولم يتحزب يوماً.. شارك في النشاطات السياسية.. وكان ضد النظام الملكي
السامر.. الوزير
ـ في 17 تموز العام 1959 استؤزر فيصل السامر.. وزيراً للإرشاد.. وفي عهده تطورت وزارة الإرشاد وتوسعت
ـ أيار العام 1961 استقال السامر من الوزارة.. فعين وزيراً مفوضاً للعراق في اندونيسيا وماليزيا على التوالي
السامر وانقلاب 8 شباط 1963
ـ أسقطت حكومة انقلاب 8 شباط 1963 الجنسية والجواز العراقيين عنه وعن أفراد أسرته
ـ العام 1963.. ترك ماليزيا الى جيكوسلوفاكيا.. وعمل أستاذاً في أكاديمية العلوم في براغ
ـ العام 1968 عاد الى العراق كبقية السياسيين.. حيث صدر قرار بعودتهم.. وأعيد الى قسم التاريخ بكلية الآداب ليعمل أستاذاً.. وقد انتخبه زملاؤه رئيساً للقسم
السامر.. المؤرخ
ـ نقل عنه رأيه في التاريخ والمؤرخين.. مقولته "أن المؤرخ.. لا يكون مجرد راوي أمين لأحداث الماضي فقط.. فهذا واجب من واجباته فحسب
ـ أن الواجب الأكثر أهمية وأصالة في أن يكون المؤرخ طرفاً نشيطاً في تفسير أحداث عصره تفسيراً واعياً.. (وفي رأيه أيضاً): إذا كان من واجب المؤرخ أن يكون بين القوى المنظمة للحياة الحاضرة والمساعدة على دفعها إلى الأمام.. فإن مؤرخينا مدعوون إلى أن يسلطوا الضوء على الحلقات المضيئة والعلامات الدالة على حيوية الحضارة العربية كي نجعل التاريخ حافزاً من حوافز نضالنا ونهوضنا الحديث
المبادئ.. ثروته في الحياة والوفاء
ـ تقول د. سوسن ابنة الدكتور فيصل السامر: "بسبب مبادئه كان طريقه محفوفا بالمخاطر.. فقد رشح والدي عدة مرات لمنصب عميد كلية الآداب كذلك رئيسا لجامعة بغداد.. إلا انه اعتذر واثر التفرغ العلمي والإشراف على طلبة الدراسات العليا.. لم تكن الطموحات المادية أو الوظيفية تشكل هما له.. بل كان يطمح لفعل كل ما يستطيعه لخدمة بلده وعائلته فقط".
ـ وتضيف د. سوسن السامر: انه مثالي بكل المقاييس وبكل معنى الكلمة.. ربما تكون الثروة الوحيدة التي تركها السامر لأولاده هي المبادئ.. فعندما أصبح سفيرا مثلاً كان يسد النقص في المصاريف والأثاث من حسابه الخاص تاركاً كل شيء للسفارة بعد أن تنتهي مدة سفارته.. وحسابه بالبنك بعد وفاته لم يتعد العشرة دنانير
ـ وتضيف ابنته بحسرة وسخرية: "تعلمون إن طريق المبادئ محفوف بالمخاطر لقد تعرضنا للكثير من الضغوط خلال حكم النظام السابق.. الذي لم يتقبل كلمة إن والدي "مستقل".. والغريب إن الناس يصفون المبدئي بالمتعصب والمتعنت وغيرها من المسميات
.
ـ هذا ما قاله الناس عن والدي.. عندما تخلى من كل المغريات في بلاد الغربة.. حيث كان أستاذا في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا ويتسلم راتب وزير.. لكنه أصر على العودة للوطن.. فعانى الكثير في بلده حتى تحولت معاناته الى مرض خبيث أودى بحياته
نزاهته
:
ـ رشح عدة مرات لمنصب عميد كلية الآداب.. كذلك لمنصب رئيساً لجامعة بغداد.. إلا انه اعتذر واثر التفرغ العلمي والإشراف على طلبة الدراسات العليا
ـ عرضت عليه الحكومة التشيكية جنسيتها له ولأسرته.. فاعتذر عن قبولها.. اعتزازاً بعراقيته وجنسيته
ـ لم تكن الطموحات المادية أو الوظيفية تشكل هماً له.. بل كان يطمح لفعل كل ما يستطيع لخدمة بلده وعائلته فقط
ـ كان يسد النقص في المصاريف والأثاث من حسابه الخاص.. عندما أصبح سفيراً.. تاركاً كل شيء للسفارة بعد أن تنتهي مدة سفارته
ـ كان أستاذاً في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا ويتسلم راتب وزير.. لكنه أصر على العودة للوطن.. وتخلى من كل المغريات في بلاد الغربة.. فعانى الكثير في بلده حتى تحولت معاناته الى مرض خبيث أودى بحياته
ـ لم يكن يملك داراً.. ولا أي عقار آخر.. لا في العراق ولا في الخارج
ـ حسابه بالبنك عند وفاته لم يتجاوز عشرة دنانير فقط
ـ كان مثالياً بكل المقاييس.. وبكل معنى الكلمة.. ربما تكون الثروة الوحيدة التي تركها السامر لأولاده هي المبادئ
ـ نزيهة ألدليمي
ـ هادئة.. متواضعة.. بسيطة.. ما يميز شخصيتها كطبيبة هي مهارتها المهنية.. حققت خلال ممارستها لهذه المهنة الإنسانية.. الكثير من الخدمات لأبناء وبنات الرافدين سواء في بغداد أو كربلاء والسليمانية والشاكرية وغيرها من مدن العراق وأزقتها.. فالتشخيص الطبي للدكتورة وعلاجها تميز بالدقة.. والمهنية العالية.. ما دفع العديد من العراقيين إلى التوجه لها لثقتهم بمهارتها الطبية.. ورعايتها خاصة للمرضى الفقراء والمعوزين.
السيرة والتكوين

ـ ولدت نزيهة جودت ألدليمي العام 1923 في محلة البارودية.. ببغداد العام 1923.. وهي الابنة البكر لعائلة مكونة من أربعة أخوة وأختين.. نشأت في أسرة ذات دخل محدود.. حيث كان والدها مستخدماً في إسالة ماء بغداد.. وسعى الى تنمية الاهتمامات الثقافية لدى بناته وأولاده عن طريق قراءاته للكتب التاريخية والاجتماعية.. إذ كان يقرأ لهم الصحف اليومية في لقاءاتهم المسائية.. فأصبحوا متعلقين بجريدة "حبزبوز".. الجريدة الساخرة التي كانت تصدر آنذاك.. ونقدها للأوضاع بأسلوبها الساخر.. فنّمت لديهم القدرة على المناقشة والتساؤل وأزداد حبهم للوطن والشعب
.
ـ دخلت كلية الطب ببغداد العام 1941-1942.. وتخرجت العام 1947 بامتياز
نشاطها الطبي
:
ـ عينت أولاً في المستشفى الملكي في بغداد.. ثم نقلت الى مستشفى الكرخ.. وفي تلك الفترة تعرضت الى الملاحقة من قبل التحقيقات الجنائية.. بعدها نقلت الى السليمانية
ـ ثم نقلت الى كربلاء.. وكانت تجربة جديدة تختلف عن بغداد حيث محيط كربلاء ومجتمعها المقيد والمحافظ جداً تجاه المرأة.. فاضطرت الى ارتداء العباءة والى مراعاة أمور عديدة عندما كانت تذهب الى معاينة مريضة في البيت
نشاطها السياسي والنسوي
ـ تأثرت نزيهة بما كانت تدرسه من علوم وتحاول ربطها بما تشهده من الأوضاع ومن المعاناة المريرة التي يعيشها الشعب.. خلال دراستها الطبية.. وتأثرت بآراء صديقاتها وأصدقائها من الطلبة ذوي الآراء والأفكار الديمقراطية حيث توسعت مداركها عن طريق النقاش معهم
ـ في العاشر من آذار / مارس / العام  1952 أعلن عن تأسيس رابطة الدفاع عن حقوق المرأة.. التي بدلت اسمها في المؤتمر الثاني في آذار 1960 الى "رابطة المرأة العراقية
ـ انتخبت الدكتورة نزيهة عضواً في مجلس الاتحاد.. ثم في مكتبه.. وفيما بعد نائبة رئيسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي.. ولعبت دوراً مميزاً في نظام الاتحاد وبرنامجه وعمله فيما يخص موقف الاتحاد من الحركة النسائية سواء العربية أو من بلدان العالم الثالث.. وبقت الدكتورة تنتخب لهذه المناصب في الاتحاد حتى العام 1979 حيث تأزمت المواقف بين السلطة والرابطة
دورها.. في حركة السلم
ـ ساهمت نزيهة مساهمة فعالة وجدية ضمن الجهود العامة للتحضير لعقد المؤتمر الأول لأنصار السلام وضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر.. كان في حركة أنصار السلام شخصيات اجتماعية مختلفة الاتجاهات منهم: الدكتور صفاء الحافظ.. والدكتور طلعت الشيباني.. الدكتور محمد الجلبي.. عبد الكريم الماشطة.. والشيخ محمد الشبيبي.. وجلال الأوقاتي.. ونائل سمحيري.. وخدوري خدوري.. وتوفيق منير.. وغيرهم ومن الشخصيات الكردية الشاعر عبد الله كوران وإسماعيل شاويس
ـ كما كانت الدكتورة عضواً في السكرتارية العليا لتحرير مجلة (قضايا السلم والاشتراكية).. التي كانت تصدر في براغ / جيكوسلوفاكيا سابقا

أول وزيرة
ـ في الرابع عشر من تموز / يوليو / العام 1959 صدر التعديل الوزاري الذي ضم  تشكيل وزارة باسم وزارة البلديات.. وتعيين نزيهة ألدليمي وزيرة لها
قانون الأحوال الشخصية: 
ـ كان لها دورها في الدفع بتشريع قانون الأحوال الشخصية ذي الرقم 188 لسنة 1959.. الذي ضمن حقوق المرأة العراقية.. وكان قانوناً متقدماً في حينه وما يزال.. حتى أن بعض الباحثين يؤكدون بأن ذلك القانون يعد من أرقى قوانين الأحوال الشخصية في الشرق الأوسط وأكثرها تقدمية.
نشاطاتها البلدية
ـ كانت الوزيرة نزيهة ألدليمي تجوب كافة مناطق العراق.. وتعقد الاجتماعات مع كل رؤساء البلديات.. ففي العشرين من آب العام 1959.. عقد مؤتمر مهندسي مشاريع الماء والكهرباء في الجمهورية العراقية.. وكان الهدف منه وضع دراسة فنية لمشاريع الماء والكهرباء في كل لواء وقضاء وناحية.. سـواء من ناحية تأسيس مشاريع جديدة أو من ناحية توسيع المشاريع التي كانت قائمة.. إذ أن تلك المشاريع كانت تنفذ بشكل ارتجالي وعلى أساس تقدير غير دقيق.. وتنفذ بكثير من التبذير
ـ قدمت نزيهة ألدليمي خدمات كثيرة إثناء مدة تسلمها لوزارة البلديات على الرغم من قُصر تلك المدة.. إذ أنها لم تدم سوى عشرة أشهر.. حاولت خلالها تقديم الخدمات البلدية إلى كافة المناطق.. من خلال النزول إلى ميادين العمل والإشراف المباشر على تنفيذ المشاريع
- كما كان لها دور في إنشاء مدينة الثورة شرق بغداد.. حالياً "مدينة الصدر".. ووزعت قطع الأراضي في منطقة الشعلة
ـ بعد خلاف عبد الكريم قاسم مع الشيوعيين.. أصبحت نزيهة وزيرة بلا حقيبة وزارية.. ففي الثالث عشر من أيار 1960.. صدر المرسوم الجمهوري بتعيين الدكتورة نزيهة ألدليمي بمنصب وزيرة دولة بدلاً من وزيرة البلديات.. وتعيين السيد عباس ألبلداوي بدلاً عنها
مغادرتها العراق
نتيجة لتلك الممارسات وشعوراً من قيادة الحزب الشيوعي العراقي بالخطر على حياة الدكتورة نزيهة ألدليمي.. صدر أمر من قيادته في آب العام 1961.. بإرسال وفد من كوادر الحزب للدراسة في المدرسة الحزبية في الاتحاد السوفيتي.. وكانت هي من ضمن أعضاء الوفد.. وبقيت هناك حتى قيام انقلاب الثامن من شباط 1963 
ـ ثم انتقلت من موسكو إلى براغ.. وساهمت في تشكيل حركة الدفاع عن الشعب العراقي مع الشاعر محمد مهدي ألجواهري.. والدكتور فيصل السامر.. وشاكر خصباك
ـ في 4 نيسان / أبريل / 1964 أصدرت محكمة الثورة حكما بإعدامها.. ثم خفف الحكم إلى المؤبد مع الأشغال الشاقة
.
العودة للعراق
ـ تم تبرئتها من الحكم المؤبد الصادر بحقها
ـ العام 1968 سمح لها بالعودة إلى العراق.. كبقية العراقيين السياسيين المنفيين والهاربين الى خارج العراق
ـ عملت ضمن كوادر الحزب الشيوعي بشكل سري.. وفجعت بموت شقيقها.. ومن ثم مرض والدتها وموتها
ـ العام 1979 غادرت العراق ثانية.. وعاشت في ألمانيا.. بمدينة بوتسدام
أيامها الأخيرة
ـ كان آخر نشاطات الدكتورة نزيهة هو قيادتها لسينمار عقد في الثامن عشر والتاسع عشر من كانون الأول العام 1999.. في مدينة كولن الألمانية.. تحت عنوان "نحو عام 2000.. المرأة العراقية.. الواقع والتحديات.. أشارت فيه الى إننا على مشارف الألفية الثالثة تواجهنا عراقيل ومصاعب تتنافى  وروح العصر.. وتمنعنا حتى من عقد سينمار أكثر سعةً من الناحية العددية.. وأكثر تنوعاً في التركيب
ـ واصلت الدكتورة نزيهة جهودها للإعداد وتنظيم عقد المؤتمر الخامس لرابطة المرأة العراقية.. الذي كان مزمعاً عقده في العام 2002.. لكنها أصيبت بجلطة دماغية في آذار من العام نفسه جعلها طريحة الفراش
راتب  تقاعدي
:
في نيسان/ أبريل / العام 2004 اتخذ مجلس الحكم المؤقت في العراق قراراً بمنح الدكتورة نزيهة ألدليمي راتبا تقاعدياً شهرياً قدره "750 دولار" اعتباراً من نيسان 2004.. تثميناً لجهودها في خدمة الوطن ونضالها الطويل
وفاتها
ـ ظلت في المنفى.. وأصيبت بمرض عضال.. وتوفيت في التاسع من تشرين الأول العام 2007 في ألمانيا.. عن عمر يناهز ال84.. ونقل جثمانها إلى بغداد.. ودفنت في مقبرة الشيخ معروف ألكرخي.. بناء على وصيتها بأن تدفن في العراق.. وفي نيسان العام 2009 اقر مجلس الوزراء توصية أمانة بغداد بإقامة تمثال لها في بغداد
نزاهتها
ـ لا تملك داراً.. ولا أرضاً.. ولا أي شكل من أشكال العقار.. لا في العراق.. ولا خارجه
ـ ليس لها حساب مصرفي.. أو أي شكل من الحسابات والأمانات.. لا في العراق .. ولا خارجه
ـ كانت تعيش على راتبها.. فعيادتها الخاصة كانت شبه مجانية للعناية بالفقراء والمعوزين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6071
السٌّمعَة : 2
نقاط : 22577
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي    جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي  Icon_minitimeالإثنين يوليو 04, 2022 2:12 pm

سأل احد الضباط الفرنسيين قائده ( نابليون ) وهم مقدمين على معركة قال من منا يا سيدي الامبراطور بتصورك سينتصر في المعركة فاجابه ( نابليون ) ان الذي سينتصر وهو صاحب المدفع الاكبر ! لذلك فان كامل الجادرجي وعبد الرحمن البزاز كانو افضل شخصيتين لادارة الحكم في العراق فهم لا يمتلكون مليشيات ولا عناصر صداميه بل يمتلون حسن الادارة وفن الحكم ولذلك كان السياسيون القوميون والشبوعيون وتيارات اخرى مختلفه يحسدونها ويحاولو وضع العراقيل امام توجهاتهم وبث الشائعات المغرضة اما العسكر فانهم كانو يبغضونهم اشد البغض وخاصة ( البزاز ) لان الحكم المدني الديمقراطي يضع حدودا لتجاوز العسكر والضباط يشعرون ان نفوذهم وامتيازاتهم ستكون في خطر او يفقدونها وهذا ما حل بالعراق تحديدا بعد انقلاب شباط 1963 والى الاحتلال الامريكي والذي وضع العراق في دوامة الانحلال المرتقب ..


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]


١٤١٤



١٤ تعليقًا


أعجبني




مشاركة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جعفر أبو التمن .. الزعيم الوطني المنسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الرز ( التمن )
» الزعيم عبد الكريم قاسم
» جعفر الطيار
» مواليد .. جعفر الدرازي
» ما حدث بين الامام موسى ابن جعفر ع و شقيق البلخي .. !!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جامع السعادات :: المنتدى الاسلامي :: شخصيات تاريخيه-
انتقل الى: