تناقضات شخصية الرجل العراقي (مونديال كأس العالم أنموذجا)
.
.
.
.
يُعرف عن الشخصية العراقية الذكورية بانها (رجولية)، وصاحبة
(غيرة)، و(محافظة)، فالواحد فيهم (يغار) على زوجته واخته وامه
وربما بنت الجيران، ويسعى دوما الى ان تكون بشكل محتشم
ومحافظ ولا يقبل ان يتلفظ (باسمها) أمام الاخرين.
كما انه عندما يتعامل مع زوجته واخته، يتعامل معها بمنتهى الحشمة
والوقار والرجولة، ولا يقبل منها أي ميوعة أو اي تعابير قد تنم عن
انوثتها سواء داخل البيت او خارجه.
جميل جداااااااااااااااااااااااااااااااا.
ما لاحظته على صفحات الفيس بوك اثناء متابعتي له اليومية كجزء
من متابعتي لمؤشرات تقييم المجتمع، حيث أني اعتبر ساحة
الفيس بوك، أحد أهم المؤشرات التي من خلالها يمكن تقييم أي مجتمع،
وقياس قيمه ومبادئه وتوجهاته ورؤاه وما الى ذلك..
المهم، وجدت الكثير من الرجال، الكثير، ليس فقط الشباب او
المراهقين، حتى الكبار في السن والاساتذة الجامعيين الاكاديميين
ووجهاء المجتمع والناشطين... من صفتهم (الرجولة).. الكثير
وليس الجميع.. ركزوا وبشكل مكثف وعميق ودقيق وفني وحرفي
على عملية التشجيع في المباريات وتحديدا على نوعية
(المشجعات)، مع كم هائل من التعليقات المباشرة وغير المباشرة،
تارة بنكتة وتارة بدعابة وتارة بعبارات صريحة.. هناك تركيز على
الانوثة والجمال وابرازه من خلال اختيار الصور والتعليقات.
ما أريد ان أركز عليه أنا: اذا كان الرجل العراقي يحب الجمال والانوثة والعري الفاضح، لماذا لا يشجع زوجته وامه واخته على ذلك؟!
لماذا عندما يجلس متفلسفا في مكان ما، يتحدث عن قيم الدين وقيم السماء والحضارة الاسلامية والتأريخ والعرف والعادات والعيب والخوف على الغيرة؟!
اذا كانت هذه النماذج تعجبك، فلماذا لا توجدها في بيتك واسرتك؟!
من منكم يرضى ان تخرج امه او زوجته او اخته عارية او نصف عارية على مدرجات الملعب او مدرجات المسرح امام الرجال الاخرين بهذه الطريقة؟ من منكم يوافق على ذلك؟
هل تعتقد ان الغيرة فقط عندما تحافظ على امك وزوجتك واختك فقط؟
وتنشر على صفحتك ما تشاء من صور العري؟!
هل تعتقد ان إلتزامك الاخلاقي فقط داخل اسرتك وفي شعارات ترفعها، أم إلتزامك الخلقي يجب ان يظهر في كل تصرفاتك ومنها صفحتك على الفيس بوك؟
هل الاعراف والتقاليد التي جعلتموها تتحكم في مصائرنا، فقط
موجودة في جلسات المضيف العشائري وفي احكامكم، ام يجب ان
تسود في كل شيء؟!
هل من العرف العشائري ما تنشروه على صفحاتكم؟!
هل يرضى أحدكم ان زوجته او امه او اخته، او حتى ابنة عمه او خاله، تنشر على صفحتها وأمام الملأ صور لشباب قد اعجبت بهم ضمن مشجعي المونديال وتعلق عليهم كما تعلقون انتم على النساء الاخريات؟!
اخي / استاذي / سيدي الفاضل: يقززني كثيرا ما تنشروه على صفحاتكم، ولا يشجعني على معرفتكم بشكل جيد.
ما تنشروه، يجعلني اخجل من نفسي... بأن الرجولة في مجتمعي لا تستطيع ان تكبح جماح نزواتها أمام الملا.