موسى الخوئي
٦ س ·
الشهيد السيد محمد باقر الصدر ..دقائق في المستشفى مع السيد الأستاذ
كان العام 1972 عاما صعبا على شيعة العراق وعلى الحوزات العلمية والاسلاميين عموما ..فالبعثيون وبعد انقلاب تموز 1968 كانوا قد وطدوا اقدامهم امنيا وبدأوا تنظيم حملاتهم القمعية ضد المواقع والكيانات الشيعية عبر الضغط على المرجعيات الدينية والسيد الحكيم رحمه الله الذي توفي في العام 1970 بعد معاناة وفترة احتجاب عن الحضور الاجتماعي احتجاجا على السياسات البعثية .رافقت المرحلة عمليات اجرامية في تسفير العراقييين من اصول ايرانية تم تركهم على الحدود الايرانية العراقية بطريقة وحشية لا انسانية .اصبح السيد الخوئي في صميم الازمة والمواجهة مع البطش البعثي ..انتقل خلالها الى بغداد لمعالجة بعض العوارض الصحية المت به .
رقد السيد الخوئي في مستشفى مدينة الطب لاجراء بعض العمليات الجراحية والفحوصات وقد نصبت خيمة كبيرة على الشاطئ المقابل للمستشفى لاستقبال الزائرين والوافدين القادمين لمتابعة الحالة الصحية للسيد رحمه الله ,
السيد الشهيد الصدر كان حاضرا خلال يومين دخل السيد الخوئي فيه غرفة العمليات وكان يتابع الحالة الصحية بقلق بالغ .
ومع العودة التدريجية للوعي الى السيد الخوئي وتوفر امكانية الحديث معه قلت له ( ان السيد الصدرقد حضر المستشفى لليوم الثاني ) ..فاشاررحمه الله ان ارافق السيد للصعود الى الغرفة وللقاءه . وبعد دقائق كان السيد الصدر واقفا الى جانب سرير السيد الخوئي وكان قددخل حالة الغيبوبة ثانية ...قطرات دموع السيد كانت تسيل على وجهه الشريف وهو ينظر الى استاذه بخشوع .
فتح السيد عينيه بضعف وتوجهت عيناه الى السيد الصدر بجنبه . قال بصوت خافت : سيدنا اسالك الدعاء.
وبدأ السيد الصدر يجهش بالبكاء : سيدنا ..كيف لا ادعو لك وانت اصلي ..كيف وانت كل وجودي ...واستمرالغزل الوجداني والعاطفي بكلمات حانية وهي من خصوصيات الهوية الصدرية في الرقة والعطف والرحمانية .
فتح السيد الخوئي عينيه ثانية وترقب المشهد على ضعفه..وقال : سيدنا هذا موسى يحبك كثيرا .....فتكلم السيد الصدر بكلمات لطف ومودة ورعاية رحمه الله .
مثل هذه المشاهد لم تكن قليلة في حياة السيدين ..بل اكثر من كثيرة واعمق من الوشائج التي تربط الابن بوالده والاب بولده .
غير ان ماعكسه بعض الحواشي والاتباع وعلى ارضية افات الحواشي الحوزوية عكس صورة تفتقر الى التقوىِ والعدل ...فبعض المحسوبين على السيد الصدر وبعد وصولهم الى الجمهورية الاسلامية في الثمانيات كانوا يتحاشون ذكر السيد الخوئي ضمن اساتذة السيد الصدر رغم ان عنوان (سيدنا الاستاذ ) لم يغب عن معظم مؤلفات الشهيد الفقهية والاصولية ..قضية الافات الحاشيوية الحوزوية قضية تستحق الاهتمام .
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]