لندن وبغداد والعلاقات بينهما التي أبتدأت بوصول أول رحالة إنگليزي (جون نيوبري )سنة 1581م زمن الوالي العثماني زاده باشا
وحتى تأسيس أول مقيميه سنة 1776م وأول قنصليه 1803م.
———————————————
لندن وبغداد والعلاقات بينهما بدأت في العهد العثماني الاول اذ بدأت بعد أكثر من خمسين سنة على احتلال الدولة العثمانيه لبغداد بدخول السلطان سليمان القانوني سنة 1534م ه اذ بدأت هذه العلاقات بشكل غير رسمي بوصول الرحاله الانگليزي ( جون نيو بري) وتدوين ما شاهده اذ كان أول رحاله انگليزي يصل بغداد سنة
1581م وبعد سنتين وصل رحاله انگليزي آخر هو المستر( جون إيلدرد) الذي سمى بغداد بابل الجديده ووصف بغداد بأنها تتصل بالصحراء وان دجله تجري بحذاء سورها وفي استطاعة سكان بغداد أن يحيطوا الماء بالمدينه اذا بثقوا سداد دجله وكان وصول هوءلاء الرحاله الانگليز الى بغداد زمن الوالي العثماني زمن الوالي الوند زاده علي باشا الذي حكم بغداد لمرتين وحتى توفي ببغداد غير اننا يجب أن نلاحظ ان رحالة انگلترا وصلوا بغداد بعد زيارة الرحاله الالماني ( رودلوف) سنة
1574 وزيارة الايطالي( كيسر فيريكو) التي جرت سنة 1562م وفي سنة 1599م زمن الوالي العثماني حسن باشا قدم الى بغداد الفارس الانگليزي المشهور السير(انطوني شيرلي) وقد أقام في بغداد مدة ووصفها بأنها قائمه على الضفه الاخرى بالنسبة لمدبنة بابل ويقصد بذلك الرصافه والتي يعبر اليها الناس بالقوارب من جهة الكرخ واوضح عدم توفر الامان عند العبور ليلاً وقال ان مباني مدينة بغداد على الطراز المراكشي المغربي وان الخصب والخير في بغداد كثير وان السلع الموجوده في اسواقها تتصف بالجوده والرخص.
وفي سنة 1603م وزمن الوالي العثماني محمد آل سنان باشا وصل الى بغداد الرحاله الانگليزي( جون كارتر ليت)الذي وصل بغداد عن طريق الموصل مستخدماً ( الكلك) وهو الوسيله الخشبيه القديمه التي كانت تنقل البضائع خاصة من الموصل وسامراء الى بغداد حيث يستفاد من حركة الماء من الشمال الى الجنوب ويطفو على الماء وعادة يكون جلود الماعز المنفوخه والقصب وقد شاهد هذا الرحاله بغداد وكثرة ما فيها من حبوب ولحوم وسمك وغيرها من المواد الغذائيه وذكر دور بغداد بأنها مبنيه باللبن وانها بسيطة التصميم وتحيط الصحراء ببغداد من جميع جهاتها. وفي سنة 1732م زمن الوالي أحمد باشا والد صاحبة الخيرات عادله خاتون مر الرحاله الانگليزي ( كارستين) ببغداد وذكر فيما كتبه عنها ان مقر الوالي في الجزء الشرقي من بغداد أي الرصافه. وفي سنة 1768 زمن الوالي العثماني لبغداد عمر باشا زار الرحاله الانگليزي ( جاكسون) بغداد وحتى سنة 1776 م السنه التي تناوب حكم بغداد ثلاثة ولاة عثمانيين هم مصطفى باشا وعبدي باشا وعبد الله الكهيه تم
تأسيس المقيميه الانكليزيه التي تمثل لندن في بغداد وأبتدأ أول وجود رسمي لمدينة لندن ببغداد ولكن يلاحظ ان تأسيس المقبميه البريطانيه جاء بعد مدة طويله من تأسيس القنصليه الفرنسيه التي تم افتتاحها ببغداد سنة 1739م زمن الوالي العثماني أحمد باشا كذلك لابد من القول ان تحويل المقيميه الانگليزيه الى قنصليه انگليزيه عامه واعتراف الحكومه العثمانيه بها كان سنة 1803م زمن الوالي العثماني حافظ علي باشا وبداية حكم الوالي سليمان باشا الكبير. ولقد كان علاقة بغداد بشركة الشرق الادنى وشركة الهند الشرقيه في ذلك الوقت ذا تأثير في نشوء العلاقات بين لندن وتوسيعها كذلك ادركت لندن أهمية بغداد في المواصلات بين الهند واروبا خاصت وقد ابتدأ تهديد للمصالح الانگليزيه من روسيا وحكم محمد علي في مصر وزاد الامر عندما ظهر المشروع الالماني بالشروع لمد خط سكة حديد بغداد برلين ولا ننسى الحملات التبشيريه وكذلك التنقيب عن الآثار مما يعني كثرة المصالح الانگليزيه.
وقد وجدت لندن ان هارڤورد جونز هو الموءهل لتولي الدبلوماسيه الانگليزيه ببغداد خاصة وانه سبق وان عمل في الخليج العربي ومساعد المقيم الانگليزي بالبصره وقررت لندن ارساله الى بغداد سنة 1798م ه وقد وصل الى بغداد في شهر ايلول من تلك السنه وفي تلك الفترة كان ولاة بغداد بحاجه للدعم الانگليزي وقد تمكن السفير الانگليزي في استنبول سنة 1802م الحصول على فرمان من السلطان العثماني يقرر الحصانه والامتيازات للقنصل الانگليزي ببغداد وله الحق في ارتداء
لقنصل البريطاني المشهور كلوديوس جيمس ريچ والذي عاصر الوالي العثماني داود باشا واستمر كممثل للندن قي بغداد لسنوات وكان عمله لا يقتصر على بغداد وانما يمتد الى جميع العراق وخارجه وكان قد اتبع سياقات في بغداد مماثله لما يكون لوالي
العمامه البيضاء وحمل سيف وقوس وامتطاء الحصان الابيض وما الى ذلك من اسلحه وفي سنة 1810م تم دمج المقيميه في البصره مع القنصليه الانگليزيه ببغداد وتحولت قنصلية بغداد الى مركز قوه ونفوذ كبيرين. خاصة بعد ان تولى ا
بغداد من ضرب المدافع والابواق وعمل مجلس في القنصليه يختلف اليه كثير من البغداديين وعندما كان يسير في شوارع بغداد يكون بأبهة لا تكون الا للوالي وزاد نفوذ القنصليه بشكل كبير وحصل النزاع بينه وبين الوالي داود باشا واثناء مغادرته الى شيراز للأطلاع على الاثار قتلته الكوليرا وبعد ذلك عينت حكومة الهند قتصل بدله هو روبرت تايلور لكان تضاوءل الاهتمام الانگليزي ببغداد ولكن النفوذ الروسي في ايران دفع تايلور الاهتمام ببغداد وخاصة زمن حكم الوالي علي رضا باشا اللاز من سنة 1831م ولا ننسى في تلك الفتره زيارة الرحاله الانگليزي جيمس بكنغهام سنة 1816 حيث كان ضيفاً على القنصليه وذكر ابواب بغداد وعدد السكان
وزار المدرسه المستنصريه وفي سنة 1837 زار بغداد الرحاله الانگليزي ( ساوث كيث) حيث درس الخضار والفواكه والحيوانات والاسماك والحبوب وقدر نفوس بغدا د ( 15) نسمه بعد وباء الطاعون وفي سنة 1842م وصل الرحاله الانگليزي المستر( برول) وبعدها كان الوجود الانگليزي في كل شيء حتى السفن النهريه وكانت دراسة الكابتن فيلكس جونز التي قدمها عن بغدا د للجهات الانگليزيه سنة 1855 م بعد قضائه عشر سنوات ببغداد الدراسه الاكمل عن بغداد حتى اسواقها ومقاهيها ومضى الحال حتى سنة 1917 م حيث احتلت القوات الانگليزيه بغداد وبدء عهد جديد بعلاقات بغداد بلندن.