حالما طلبت تركيا عقد الهدنة وخروجها من الحرب اخذ القسم السياسي في بغداد وكان يعمل فيه خيرة الضباط الخبراء في الشؤون العربية والخليج مثل بيرسي كوكس و العقيد ولسن والانسة غيرترود بيل واخرون يفكرون باهمية احتلال الموصل والسيطرة عليها ودمجها بالدولة العراقية القادمة...........اليكم هذه الوثيقة المهمة التي كتبت قبل اسبوعين من احتلال الموصل في 31 تشرين اول 1918...................................
من القسم السياسي، بغداد
برقية برقم 9745 في 16 أكتوبر 1918
في حالة الهدنة طلبتها تركيا وحصلت عليها فأنني أغامر للتعبير عن الرأي الذي أعرب معه الضابط العام القائد عن موافقته على أننا يجب أن نصر على الاحتلال العسكري للموصل، وفي جميع الأحوال حتى نهاية الحرب، وأنه في هذا الصدد انني أقدم الملاحظات التالية للنظر فيها: -
التقارب بين بغداد والموصل قريب مثلما هو التقارب بين بغداد والبصرة. سنتذكر أنه عندما حولت الحكومة العثمانية اهتمامها في عام 1910 إلى إعادة التنظيم العسكري وإعادة التأهيل الإداري لولاية بغداد، كانت الخطوة الأولى هي تكليف ناظم باشا بولاية بغداد وليكون بالقيادة العليا على ولايات البصرة والموصل أيضا. لقد أظهرت ثمانية أشهر من ولايته ميزة كبيرة للمركزية الإدارية في بغداد. لذلك يمكن أن يوضع على أسس عامة أنه من الحيوي لرفاهية منطقة العراق أن تكون منطقة الموصل تحت إدارة ليس فقط صديقة، ولكن أيضا في تعاون نشط مع إدارة العراق.
لطالما كانت بغداد المنفذ التجاري لولاية الموصل وستستمر لفترة طويلة بسبب رخص حركة المرور النهرية. من الأهمية بمكان أن تستمر منتجات الموصل في العثور على سوقها في بغداد، حيث تعتمد بغداد على القمح في منطقة زراعة القمح الكبيرة حول أربيل شمال الزاب الأصغر. لا يمكن تطوير تصدير الشعير والقمح من العراق إلى أوروبا بشكل كامل حتى تتمكن ولاية بغداد من الوصول إلى أراضي قمح الموصل.
يوفر السكان المسيحيون الكبير في تل كيف والقرى الواقعة شرق الموصل الجزء الأكبر من الرجال والفتيان العاملين في الخدمات المنزلية في بغداد. قد يعتبر من المؤكد أنه ما لم يتم اتخاذ تدابير خاصة إذا استمرت الإدارة العثمانية في ولاية الموصل، فإن السكان المسيحيين سوف يهاجرون بأعداد كبيرة في غضون فترة قصيرة إلى منطقة العراق. هذا النزوح الجماعي للمزارعين سيكون كارثيا للغاية على الموصل لدرجة أنه من المحتمل أن تبذل محاولة لوقفه مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة؛ من ناحية أخرى، على الرغم من أن بغداد قد تستفيد من انضمام المزارعين، فإن حقيقة أن نسبة كبيرة من مساحة القمح الموصلي ستسقط من الزراعة وستكون كارثية بنفس القدر تقريبا بالنسبة لبغداد.
العلاقة بين السكان المسلمين في المدينتين ليست أقل قربا من تلك المسيحية. وتنقسم وتتوزع عائلات مسلمة لا حصر لها بين الموصل وبغداد. ستحدث باستمرار أسئلة شخصية مثل الميراث، ولا يمكن تسويتها إلا بحسن نية كلتا الإدارتين.
إن إدراج ولاية الموصل، في إدارة بلاد ما بين النهرين، إذا كان ذلك ممكنا، هو لذلك يدعو الى للتوصية به من وجهة النظر المحلية.
علاوة على ذلك، سيمكننا من السيطرة على كردستان، وبناء كونفدرالية كردية مستقلة عن الحكم التركي. وقد رأى القائد العام للقوات المسلحة ما ورد أعلاه ، وليس لديه اعتراض على إرساله.