اللهم صل ِعلى محمد وآل محمد
وعجل فرجه ياكريم
إن أصحاب النبي والأئمة (ع) كانوا يعيشون درجاتٍ متفاوتة من حيث ( استيعاب ) المعاني التي كانت تصدر منهم ،
وذلك نظراً إلى اختلاف ( القابليات ) الذاتية لهم ،
إضافة إلى اختلاف إيصال تلك القابليات إلى مرحلة الفعلية بالمجاهدة العلمية والعملية ..
ومن هنا أيضاً اختلفت طبيعة تعاملهم (ع) مع أصحابهم بلحاظ اختلاف تلك الدرجات ،
فما كانوا يتوقعونه من أصحاب الطبقة العليا ،
لم يكونوا يتوقعونه من أصحاب الطبقة السفلى ..
وهذا النص يعكس ( دقّـة ) تعامل المعصوم (ع) مع مواليه ،
في ما يصدر منهم من قول ولو كان حقاً ،
وذلك عندما قال يونس بن يعقوب للإمام الصادق (ع) :
لولائي لكم وما عرفني الله من حقكم ،
أحب إليّ من الدنيا بحذافيرها ..
فقال (ع) بعدما تبـيّن الغضب في وجهه (ع):
{ يا يونس قستنا بغير قياس ،
ما الدنيا وما فيها ؟!..
هل هي إلا سدّ فورة أو ستر عورة ،
وأنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة }
تحف العقول-ص281.
روي عن الصادق (عليه السلام) :
يا داود !..
أبلغ مواليَّ عني السلام وأني أقول :
رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا ،
فإنّ ثالثهما ملكٌ يستغفر لهما ،
وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة ،
فإذ اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ،
فإنّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياؤنا ،
وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا .