سراجي عضو فائق الروعه
تاريخ التسجيل : 10/03/2008 الجنس :
المشاركات : 755 السٌّمعَة : 0 نقاط : 18844
| موضوع: إمكان معرفة الله تعإلی بالله، لا بسواه السبت أبريل 12, 2008 2:07 pm | |
| اللهم صل ِعلى محمد وآل محمد وعجل فرجه ياكريم
أَعُوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمَ
بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحيم
وَصَلَّي اللَهُ عَلَی سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ
وَلَعْنَةُ اللَهِ عَلَی أعْدَائِهِمْ أجْمَعينَ مِنَ الآنَ إلَی قِيامِ يَوْمِ الدِّينِ
وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العلی العَظِيمِ
إنّ المصباح المضيء في مسجد مضيء في نفسه وذاته، وأمّا بقيّة الاشياء المضيئة في ذلك المسجد، فهي مضيئة بنور ذلك المصباح، لا بنورها هي بالذات. فنور المصباح ينتشر في ظُلمة المسجد، والاشياء الموجودة في غياهب ذلك المكان تُضيءُ وتُنير بضياء المصباح ونوره. فَلِكَيْ نري ذلك المصباح ونتعرّف عليه، يتوجّب علينا رؤيته هو بذاته وليس نوره الساقط علی الاشياء. لا يمكننا بحال من الاحوال رؤية المصباح نفسه من خلال نوره الساقط علی الارض والمنعكِس عن هذا الشيء أو ذاك. يجب رؤية المصباح بنفسه، لا بالاشياء المظلمة المعتمة والمُنارَة بنوره والمستضيئة بضيائه. إنّ لهذه المسألة شأناً من الشؤون، إذ يجب معرفة الله عن طريق الله لا غير الله ممّن أساس وجوده وخِلقته وتسويته وحقيقته وظهوره مأخوذ من الله ومبنيّ علی وجوده. وهنا تبرز مسألة أُخري إلی حيّز الوجود، وهي أ نّه كيف يمكن معرفة الله بواسطة الله نفسه سبحانه ؟ وما العمل بشأن كلّ تلك الاخبار الدالّة علی استحالة معرفة الإنسان للّه تعإلی أو الوقوف علی كُنه ذاته المقدّسة ؟ لا سبيل إلی معرفة الله إلاّ عن طريق آثار الله الدالّة عليه. ومع ذلك فإنّ تلك المعرفة لا يمكن أن تكون تفصيليّة، بل إجماليّة. الحقُّ أنّ الارض والسماء والخُضرة والماء والموجودات من الذرّة حتّي المجرّة، مروراً بالبرغوث والبقّة حتّي الفيل، أقول كلّ تلك المخلوقات هي مشاهد تدلّ علی وجود الله سبحانه. هي آيات وعلامات تدلّ كلّ واحدة منها علی وجود الله، كلٌّ حسب سعته الوجوديّة. القرآن نفسه يدعونا إلی تتبُّع تلك الآثار والرجوع إليها كأصدق بيّنة علی وجود الله. ومن هنا تتجلّي مصداقيّة الحِكمة القائلة تَفَكَّرُوا فِي آلاَءِ اللَهِ؛ وَلاَ تَتَفَكَّرُوا فِي ذَاتِ اللَهِ . ومن جهة أُخري علمنا أ نّه لا يمكن معرفة الله سبحانه عن طريق الموجودات، إذ كما قلنا لا يمكن معرفة الله إلاّ عن طريق الله نفسه. وقد وردت روايات كثيرة في هذا الباب في أنّ الإنسان باستطاعته معرفة الله بذاته. كانَ أمير المُؤمنين عليه السلام يخطب يوماً فسأله أحد الحاضرين قائلاً: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنينَ! هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟! فأجاب عليه السلام: كَيْفَ أَعْبُدُ رَبَّاً لَمْ أَرَهُ؟! ثمّ أوضح عليه السلام ذلك بقوله: لاَ تَرَاهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الاَبْصَارِ؛ وَلَكِنْ تَرَاهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ. ولدينا من الآيات القرآنيّة الشريفة ما يناهز العشرين آية أو أكثر وكلّها تدلّ علی أنّ الناس سينالون شرف لقاء الله في يوم ما، دون ريب. وبين هذه المجموعة من الاخبار وتلك وقع العلماء في أشدّ حيرة من أمرهم، قائلين: كيف يمكن حلّ مثل هذه المعضلة؟! فنهج البعض منهجاً يقول بأنّ الاخبار التي دلّت علی عدم إمكانيّة رؤية الله عزّوجلّ وإدراكه ومعرفته كلّها صحيحة؛ فإنّه لا سبيل لبني آدم إلی معرفة الله بأيّ شكل من الاشكال، سواء كانت تلك المعرفة إجماليّة أم تفصيليّة. فأين الخالق من المخلوق؟ أَيْنَ التُّرابُ وَرَبُّ الاَرْبابِ!؟ | |
|
لوحة فنان Admin
دولة : رقم العضوية : 9 تاريخ التسجيل : 07/03/2008 الإقامة : دمام العمر : 43 الجنس :
المشاركات : 398 العمل/ : بزنس ويمن السٌّمعَة : 0 نقاط : 18317 الاوسمه :
| موضوع: رد: إمكان معرفة الله تعإلی بالله، لا بسواه السبت أبريل 12, 2008 3:16 pm | |
| جزاك الله خير على هذا الموضوع لاَ تَرَاهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الاَبْصَارِ؛ وَلَكِنْ تَرَاهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ. موفق | |
|
جود فاطمة الزهراء مشرفه
دولة : رقم العضوية : 8 تاريخ التسجيل : 23/03/2008 الإقامة : القطيف العمر : 38 الجنس :
المشاركات : 1512 السٌّمعَة : 0 نقاط : 18263 الاوسمه :
| موضوع: رد: إمكان معرفة الله تعإلی بالله، لا بسواه الأحد أبريل 13, 2008 7:41 am | |
| سبحان الله ولا إله إلا الله مشكوور اخوي على الكلمات الرائعة والله يعطيك الف عافية وجزاك الله الف خير اختك ( عاشقة الأكبر عليه السلام ) _________________ | |
|