ماذا فعلت كتائب حزب الله ؟
31 مايو,2015
ضرب الفلم الذي عرضته قناة الميادين حول أسرى داعش، رقماً قياسياً في عدد مرات المشاهدة، فمنذ اللحظات الأولى لعرضه,
اشتعلت صفحات الفيسبوك, بمقاطع الفلم الذي أذهل العالم, وأخرس أبواق الدواعش, واصابها بالرعب والانكسار، ورافقت
عرض هذه المقاطع, التي تصور ارتالاً من مسلحي داعش, اسرتهم كتائب حزب الله بعملية نوعية، تساؤلات بعدد مرات
عرضه، عن كيفية تنفيذ هذه العملية, وعن جنسيات المعتقلين, وعن تدخل بعض المسؤولين للافراج عنهم بصفقات سياسية،
وعن خفايا تتعلق بأشخاص مرتبطين بالمخابرات الأمريكية، أسرار كبيرة لا تديرها إلا جهة كبيرة محترفة مثل الكتائب، التي
صارت اليوم الرقم الأول, في معادلة القوى الفاعلة, على أرض المواجهة مع داعش ومن يقف وراءها، حتى اضطرت أمريكا
لإرسال ضباطها الى قاعدة الحبانية, في محاولة للتفاوض مع قيادات الكتائب المتواجدة هناك، ولكنهم جوبهوا بموقف بطولي,
أتمنى ان يمتلك الأمريكان الشجاعة ليعلنوا عنه، فقد صوّب الأبطال فوهات بنادقهم باتجاههم دون ان يكلموهم،
وهذه رسالة واضحة قرأها الموفدون, في عيون المقاومين المليئة بالغضب، وهي ليست غريبة عنهم, فهي نفس العيون التي
كانت تواجههم أيام الاحتلال، لذلك آثروا التراجع ليعودوا من حيث قدموا، هذه هي الكتائب التي مازالت أمريكا تضعها على
لائحة إرهابها لم تتغير, وقالت بالحرف الواحد، لن يجمعنا مع الشيطان الأكبر إلا الرصاص، فأمريكا مصدر بلائنا وخراب
بلادنا، ولا يمكن الوثوق بها،
والتماس الخير منها، ونحن على يقين بان السفير الأمريكي وقف على قدميه مرتجفاً, وهو يرى ما عرضته الميادين، ولسان حاله يقول بماذا أجيب البيت الابيض, اذا سألني ماذا فعلت كتائب حزب الله, حتى استطاعت ان تقلب ما انجزناه في الرمادي, من نصر لمشروعنا الى هزيمة ؟.
قيادات داعش .. أمراء و وزراء
لا أعتقد ان عاقلا يمكن ان يقتنع, ان الامكانات الذاتية لداعش مكنتها من السيطرة, واحتلال مساحات واسعة من العراق وسوريا،
وانها استطاعت ان تمتلك كل هذه القدرات العسكرية والمادية, لادامة معارك متواصلة في آن واحد, في الرمادي وبيجي
والموصل في العراق, وتدمر في سوريا، بجهود خاصة, دون ان تعاني من مشكلة في الاتصالات والتمويل والمسلحين، هذا
الأمر لا يمكن تصديقه, لان الجميع يعلم ان ذلك يحتاج الى دعم دول وأجهزة مخابرات وامكانات, لا تتوفر لمجموعة أشخاص
مهما كبر عددهم، ولو كان الأمر كذلك لاستطاعت شعوب العالم, الرازحة تحت نير الدكتاتوريات, ان تحصل على حريتها
بمجرد تشكيل جيش على شاكلة داعش, وشراء السلاح والعتاد والصواريخ من سوق مريدي الدولي، مع أجهزة اتصالات
متطورة، والتعامل مع الفضائيات الأمريكية والعربية, لتسويق هذا الجيش واعادة تصنيعه, ليتمكن من تخويف وارهاب الأنظمة،
فالأمر بسيط ولا يحتاج إلا الى تبرعات, من منظمات خيرية في السعودية ودول الخليج, ثم السيطرة على بعض حقول النفط من
أجل ادامة التمويل، ليتحول التنظيم بعد ذلك الى بعبع يهدد العالم, ولكننا لسنا سذجاً، فهذا عضو لجنة الأمن النيابية, يكشف عن
وجود سياسيين سعوديين وخليجيين وشيشانيين بارزين, يقاتلون في العراق كأمراء حرب في عصابات داعش، إضافة الى ضباط
مخابرات صدام الذين يقودون التنظيم، وهذه الحقيقة تجعل من الممكن تحويل تنظيمات داعش, الى جيش عربي مشترك تحت
مظلة الجامعة العربية, وقد نحتاجها لتحرير فلسطين من الفلسطينيين !!.
كركوك تنضم إلى الإقليم
يبدو ان الأكراد على عجالة من أمرهم هذه الأيام، لضم كركوك الى الإقليم, تمهيداً لاعلان الدولة المزعومة، ولم يعد الأمر
يتحمل التأجيل، فالظرف الذي يمر فيه العراق مناسب جداً, لانشغاله في حروب لا تنتهي, مع الإخوة الاعزاء في تنظيم داعش،
الذين يشاغلون القوة العسكرية العراقية, حتى يتم الانتهاء من جميع الاجراءات المطلوبة لفصل كركوك, وإلا فان الميليشيات
الشيعية والحشد الشعبي, اذا ما استطاعوا انهاء تهديدات داعش, فانهم سيلتفتون اليها لا محالة, وعندها ستفشل جميع مخططات
اعلان الدولة الكردية، فقد أعلن محافظ كركوك صراحة, انه يعمل جاهداً لضم المحافظة الى الاقليم, وبدأ تحركه باجتماعات مع
التركمان, لاقناعهم بان وجودهم مع الأكراد يضمن حقوقهم، وهذه أهم مقدمات المشروع الكردي, لما يمثله التركمان من ثقل
بشري في المحافظة، ثم أعلن انه سيقطع علاقته بالمركز, وسيصدر النفط مباشرة دون ان يعطي ديناراً واحداً لبغداد، بحجة انه
لم يتسلّم المبالغ المخصصة له في الموازنة، وهذا عذر مفضوح يتكئ عليه الاكراد ليبرروا به خطوتهم الانفصالية, وهذا ليس
غريباً فمن يراقب المشهد العراقي لابدَّ ان تستوقفه مسألة مهمة وهي، ان الأكراد هم الطرف الوحيد المستفيد من
تواصل تهديدات داعش، ومن الطبيعي انهم لن يتأخروا لحظة واحدة عن دعمها, وابقائها تهدد وتستنزف القوة العراقية حتى
يحققوا أحلامهم، وليس غريباً ان يكرموا خليفة أهل السنة كاكه ابو بكر البغدادي, بوضع تمثال له في وسط كركوك, فالحلم تحقق ببركاته.