تاريخ العراق زمن الخلافة العباسية

طارق حرب :

الفنون التشكيليه والتصوير والرسم ببغداد حتى ظهور المدرسه البغداديه الحديثه
----------------------------------

تاريخ المدرسه البغداديه في الرسم والتصوير والفنون التشكيليه قبل ظهور المدرسه الحديثه نهاية
القرن التاسع عشر كون بغداد تعرضت للكوارث من فيضانات وحرائق ومجاعات وغرو وتخريب
شمل جميع مناحي الحياة في بغداد الأمر الذي أفقد الكثير من نتاجها الثقافي والعلمي وبالاخص ما
يتعلق بالرسم والتصوير بحيث لم يصلنا منها الا النزر اليسير المبعثر او المتعرض للتلف الجزئي
والاسوأ من ذلك ان هذا القليل الذي تخلص من التلف والفقدان كان مكانه متاحف ومكتبات خارج
العراق وزاد من ذلك الاجتهادات الدينيه في هذا المجال التي تحرم أو تنظر نظرة رفض وعدم قبول.

وفي عهد باني بغداد الخليفة المنصور تشير بعض المصادر التاريخيه الى ان قصر المنصور الذي توسط بغداد المدوره كانت تعلوه صوره بشكل فارس يتجه مع الريح والذي ورد أثناء
وصف المباني والدور البغداديه شيوع فن الفسيفساء الذي اشتهرت به القصور البغداديه فلقد كانت
الرسوم على الحيطان غير غريبه على البغداديين بل كانوا يمارسونها في تزيين أبنيتهم
ودرنم اذ ورد في كتاب ألف ليله وليله ما يفيد ان الخليفه هارون الرشيد زخرف قاعة شيدها في
حديقة قصره ببغداد برسوم على نمط الرسوم الساسانيه وورد في كتاب مرآة الزمان لأبن
الجوزي الذي عاش نهاية القرن السادس الهجري أواخر العهد العباسي ان الكاتب البغدادي علي بن أفلح بنى دار كبيره زخرف جدرانها بصور مختلفه كما ان الحمامات في بغداد كانت
تغلب عليها الرسوم الجداريه وأشارت بعض المصادر الى ان حمام بناه هارون ابن الوزير في فترة حكم أحفاد هولاكو أي الدوله الايلخانيه في بغداد كانت جدرانه مصقوله وتشمل صور
آدميه متقنة مرسومه بالالوان الزاهيه وهنالك الكثير من الشعر الذي قيل في وصف مثل هذه القصور وما بلغنا من وصف قوارب بغداد النهريه في عهد الخليفه العباسي الامين خاصة فقد
كان منها بأشكال الحيوانات وفي وصف البذخ في قصور بغداد من وجود أشجار وطيور من الذهب والفضه حتى نقل الينا ان بعض الطيور تغرد عند هبوب الريح و ذلك يدلل على وجود طبقه من المهره والصناع المختصين بذلك.

وظاهرة اقبال العباسيين على الرسم والتصويرفي تزيين قصورهم ومجالسهم يدلل على رقي هذه الفنون في ذلك الوقت ففي قصص الف ليله وليله مما يدلل على ذلك وقد مر تطور الفن الاسلاسلامي بأسس التقاء بين بغداد والقاهرة في العهد الفاطمي لذلك يلاحظ التشابه الكبير بين الفن البغدادي والفن
الفاطمي وبقاء بغداد محتفظه بمكانتها الادبيه والفنيه ترتب عليه أن يقبل عليها الكثير من أكفأ
الحرفيين والفنانين خاصة بعد سقوط الدوله الفاطميه حيث غدت بغداد مركزا

للفن والكتب رافقه ان بالغ رجال الحكم في بغداد بأكرام أهل الفن حتى تدكر بعض المصادر الى
دعوات من بغداد لرجال الفن في الحواضر الاخرى وكما ذكر المستشرق ماسينيون الى تطور الفن
فامتد من الكوفه الى بغداد وعلت مكانة المدرسه البغداديه للتصوير في القرون السادس الى الثامن الهجري أي العهد الاخير للدوله العباسيه وحتى حقبة من حكم الدوله
الايلخانيه لبغداد اذ تعود لهذه الفتره ما وصل الينا من فن التصوير والتزويق على الرغم من ان انتاج
هذه الفتره لا يقتصر على الفنانيين البغداديين فقط. ويمكن اعتبار مجموعة الفنان البغدادي يحيى بن
محمود بن يحيى الواسطي لمقامات الحريري قد سجلت بمنتهى الدقه مشاهد الحياة العباسيه ببغداد في الربع الاول من القرن السادس الهجري وقد أبان المستشرق

الفرنسي ماسينيون الى ان رسوم هذه المقامات تعتبر من أرفع الرسوم المصوره الموجوده اليوم
بحيث كانت المثال الاسلوبي الاعلى لفن التصوير في بغداد كونها تميزت بدقة الملاحظه وغزارة
الماده والخيال الخصب فلقد كانت رسوم الواسطي أرسع تعبير عن دراسه مباشره للمجتمع الاسلامي
اذ الجانب التشكيلي في هذه الرسوم والتصويرات فيتميز بطابع المخطوطات
البغداديه السابقه لها ومن الكتب الادبين المصوره كتاب كليله ودمنه الذي ترجمه ابن المقفع عن
الاساطير الهنديه اذ يعتبر من أقدم النصوص الادبيه التي زينت برسم الحيوان والطبيعه على نحو
شعري ويرى أصحاب الاختصاص انها موصوله بالبيئه العراقيه والاسلوب البغدادي ويعتبر كتاب
الاغاني لأبي الفرج الاصبهاني ثاني الكتب الادبيه الشهيره التي عني بتزويقها من مدرسة بغداد ومن
الكتب الاخرى التي ترجع في اسلوبها الى المدرسه البغداديه كتاب الاثار الباقيه للبيروني وكل ذلك
يؤكد ان التراث البغدادي قد أنتشر في أنحاء مختلفه من العالم الاسلامي فلقد استعانت سمر قند بفنانين
من بغداد وأمتد نفوذ المدرسه البغدايه الى أواسط آسيا.

ولقد تميزت المدرسه البغداديه للتصوير بمميزات منها التأكيد على تمتع فن التصوير البغدادي بمميزات المدرسه المتكامله ذات الشخصيه المستقله بخلقها عالم تشكيلي خاص يعبر عن
مفهوم اجتماعي اذ برعت المدرسه البغداديه في ابراز حياة المجتمع الاسلامي ضمن إطار تشكيلي خاص وهذا ما نجده واضحاً في مقامات الحريري التي سجلت صور ذلك المحتمع
بطبقاته ومظاهر عيشه اذ استطعنا من خلال الرسوم التعرف على أساليب العماره وأشكال الازياء والاثاث ولوازم العيش وسواها ومن أقدم المخطوطات المصوره التي تنسب الى مدرسة
بغداد فهي كتاب البيطره ويرى البعض ان مخطوط هذا الكتاب يلتقي مع رسوم كتاب رسائل أخوان الصفا أسلوبياً وتمثلان الخصائص الخصائص الاصيله المميزه للأسلوب البغدادي
والكتاب الاخر كتاب الترباق لجالينوس وهو من المخطوطات المصوره التي ترجع نسبتها لمدرسة بغداد ويظهر ذلك واضحاً من العلاقه الفنيه والاسلوبيه وكتاب الحشائش أو خواص
العقاقير لديسقوريدس حيث كتبها وصورها عبد الله بن الفضل أبرز مصوري مدرسة بغداد نهاية العهد العباسي كصور الاطباء ومراحل اعداد الادويه والعمليات الطبيه وهنالك كتاب
الحيوان للجاحظ حيث ضم مجموعه من الصور التي تعود اسلوبياً الى المدرسه البغداديه وكتاب الحيل الميكانيكيه أو كتاب الحيل الجامع بين العلو والعمل الذي ضم صور توضح اشكال
الالات الرافعه وطرق النقل والحركه وقد وضه هذا الكتاب ابن الرزاز الجزري في أواخر القرن السادس للهجره وكتاب صور الكواكب الثابته الذي كتبه وصوره الحسين بن عبد الرحمن
بن عمر بن محمد المتوفي عام 400هج.

٢١٢١

طارق حرب :
ابن هبيره الوزير في العهد العباسي الاخير وابن هبيره المدرسه مدرسة الوزير بن هبيره ببغداد

--------------------------------

تميز القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي من العهد العباسي في بغداد بأنتشار عدد كبير من المدارس
التي تم انشاؤها في بغداد بحيث لم يشهد العهد العباسي
ببغداد حركة مدرسيه كما حصل في هذا القرن الذي يعتبر
العهد الاخير من العهد العباسي حتى ان الرحاله ابن جبير
عند وصفه حال المدارس ببغداد قال( والمدارس بها نحو
الثلاثين وما منها الا وهي يقصر القصر البديع عنها) على
الرغم من الظروف الصعبه التي مرت ببغداد عند تسلط
السلاجقه فقد كانت الحياة العلميه مزدهرة متطروه اذ
حظيت المدارس بمن يعمرها ويديمها وكانت لها أوقاف
عظيمه وعقارات محبسه تكون وارداتها الى تلك المدارس وفقائها وطلابها وكان طلابهاة ينالون السمو والرفعة
والشرف وتخرجت أعداد كبيره من طلاب العلم وعلمائه في
شتى العلوم والمعارف ومن مدارس هذا القرن مدرسة
مشهد الامام أبي حنيفه والمدرسه التاجيه التي بناها تاج
الملك المرزبان السلجوقي ومدرسة حمزه بن علي أو
الكماليه التي أسسها كمال الدين أبو الفتوح حمزه الرازي
البغدادي المقرب للخليفه المسترشد العباسي ومنها
مدرسة الوزير الصوفي فخر الدوله وموضوع قولنا مدرسة
الوزير أبو المظفر عون الدين يحيى بن هبيره الذي كان أول
أعلام بغداد وعلمائها منذ تعيينه على ديوان الزمام في
بغداد عام 542 هج زمن الخليفه المقتفي ثم وزيراً حتى
وفاته عام 560 هج زمن اخليفه المستنجد حيث تولى ولده
الوزاره بعد وفاته وابن هبيره صاحب مدرسة الوزير ببغداد
أول منشأه من قرية الدور التي تقع الى الشمال من بغداد
والتي عرفت فيما بعد بدور الوزير نسبة اليه وكان أبوه أكاراً
في هذه القريه وكان يحث ولده على تحصيل الادب ويردده
صغيراً الى بغداد ويحضره مجالس الصدور وصدور المجالس وكان هو كما قيل:-

ولها من نفسها طرب كما يقول ابن الطقطقي ومات أبوه
وهو صغير فتقلبت به الامور وكابد من الفقر أهوالاً وكان ينتقل من خدمة الى أكبر منها ومما قالا فيه الخليفتان المقتفي والمستنجد:

( ما وزر لبني العباس كيحيى بن هبيره في جميع أحواله) وكان له دور في القضاء على التفوذ السلحوفي ببغداد .

لقد كان كريماً جواداً سمحاً لا يخرج من السنه وفي خزانته
منها درهم واحد وقوراً حليماً متواضعاً ومن أفكاره اللطيفه
ان الوزراء كانوا قبله يلقبون ألقاباً من جملتها سيد الوزراء
فتقدم هو الى الى الكتاب ألا يكتبوا هذا اللقب في ألقابه
تأسياً بقوله سبحانه حكاية عن موسى( واجعل لي وزيرا
من أهلي) وما يروى عن الرسول قوله ( لي وزيران من
أهل السماء ووزيران من أهل الارض) ولقد كان ابن هبيره
من أفاضل الوزراء وأعيانهم وأماجدهم له في تدبير الدوله
وضبط المملكه اليد الطولى وله العلوم والتصانيف ومن
أشعاره:

إذا قلّ مال المرء قل صديقه

وقُبح منه كل ما كان جميل

وقيل مات وهو ساجد وناب ابنه محمد في الوزاره بعد وفاته.
تعتبر مدرسة الوزير أبو المظفر عون الدين يحي بن هبيره
من المدارس التي أسهمت اسهاماً فاعلاً في تدريس عدد
كبير من طلبة العلم وهي من المدارس الاولى التي
أنشئت بالجانب الغربي من بغداد أي في منطقة الكرخ في محلة باب البصره أنشأها الوزير المعروف بأبن هبيره وهو
يحي بن محمد بن هبيره بن سعيد بن الحسن بن جهم الشيباني المولود بالدور عام 499 هج الذي دخل الى
بغداد في صباه وطلب العلم وجالس الفقهاء والادباء حتى
حصل من كل فن طرفاً فكانت له معرفه حسنه بالنحو
واللغه وصنف عددا من العلوم وكان متشدداً في السنه
النبويه وسير السلف الصالح وتولى الاشراف على ديوان
المخزن وديوان الزمام أي الرقابه الماليه وعدد من المناصب حتى وصل الى لوزاره.

وفي سنة 557 هج تكاملت عمارة المدرسه فأقام فيها
الفقهاء ورتب لهم ابن هبيره الوزير الرواتب المستمره وكان
أول من أنتدب للتدريس فيها أبو الحسن البراندس وقد أكثر
الوزير من مجالسة العلماء وجعل أمواله مبذوله لهم لتدبير
أمورهم وكان له مجلس خاص بالعلماء في بيته كل يوم
جمعه يحضره الناس الذين يقرأون القرآن وعلى رأس
الحضور في الوعظ العلامه ابن الجوزي.

وحصل انه بينما كان ابن الجوزي يعظ بعد صلاة العصر حضر فقيه من المذهب المالكي وذكرت في المجلس مسأله فقهيه وأتفق جميع الحاضرين من الفقهاء والناس بما فيهم الوزير ابن هبيره على حكمها لكن الفقيه المالكي وحده خالفهم وستمر بالعناد والمخالفه فنهره الوزير وقال له أحمار أنت أما ترى الكل يخالفوك في رأيك فلما كان اليوم الثاني وحضر الوزير المجلس فقال:
جرى مني بالامس ما لا يليق الادب حتى قلت تلك الكلمه واليوم فليقل لي نفس الكلمه أي ينادي الوزير يا حمار
وبكى ويقول الوزير القصاص القصاص وهذا يؤكد تواضع الوزير وان الناس سواسيه في طلب العلم وقيل ان الوزير

توفي مسموماً من قبل طبيبه ابن رشاده كما يقول ابن

الجوزي في كتابه المنتظم ومن موءلفات هذا الوزير العالم
كتاب الافصاح شرح فيه الحديث النبوي وتكلم عن مذاهب العلماء وقد درس هذا الكتاب في المساجد ومن كتبه المقتصد وكتاب العبادات الخمس وكتاب مختصر صلاح المنطق وكتاب مجموع في الشعر وأرجوزه في المقصور والممدود.

وكان أول من أنتدب للتدريس في مدينة الوزير ابن هبيره هو علي بن محمد بن علي بن الزيتوني الفقيه أبو الحسن
البغدادي المعروف بالبراندسي المتوفي عام 566 هج الذي سمع القرآن وسمع الحديث من ابن الحصين وسمع
من القاضي الحنبلي أبي الحسن بن الفراء وتفقه وأفتى وناظر ودرس ولما بنى الوزير مدرسته ولاه التدريس فيها
وكان يميل الى التصوف وتولى بعده التدريس في هذه المدرسه الحسين بن مبارك بن مممد بن يحيى الربعي
الزبيدي البغدادي المتوفي عام 553 هج الذي قرأ القرآن
وسمع الحديث من جده أبي الوقت السجري وأبي زرعه
المتوفي عام 566هج وقد أهملت المدرست بعد وفاة
الوزير ابن هبيره الى أن زالت من الوجود في بغداد نهاية القرن السادس الهجري بعد أن استمرت لنصف قرن تقريباً
كأحدى مدارس بغداد.

٢١٢١

٤ تعليقات

طارق حرب :

الفضل المحله البغداديه التراثيه والفضل الجامع الذي يلقب أزهر

بغداد كالجامع الازهر في مصر والفضل المكتبه العامره

---------------------------------

من محلات بغداد التراثيه التي تقع في الجزء الشرقي من بغداد

والتي كانت نهاية بغداد من جهة الشرق وما بعدها غير قبر الشيخ

عمر السهروردي ذكرها فيلكس جونز في مذكراته عن بغداد منتصف القرن التاسع عشر فقال هي المحله الثانيه عشر في تسلسل محلات بغداد الشرقيه تتكون من عقود خان لاوند والتبانه

ودكان شلال وسيد عبد الله والجامع والجبه چي ومن القهاوي تخته بند مال وأحمد أفندي والوقف والتبانه وجامع الفضل وحمام عيفان وأبو عصفور.

واختلف في نسب الفضل هل هو الفضل بن اسماعيل بن جعفر
الصادق أو لغياث الدين محمد بن الفضل وزير السلطان المغولي حفيد هولاكو أبو سعيد بهادر

خان أو للفضل الاسفراييني الشافعي المتوفي زمن الخليفه العباسي

القائم بأمر الله حيث كانت هذه المحله في العصر العباسي تعد جزءا من محلة باب أبرز

ومقبرتها وقد سمى عبد الحميد عباده صاحب كتاب العقد اللامع بآثار بغداد والمساجد والجوام الذي حققه الدكتور عماد عبد السلام بأنه جامع الفضل أو أزهر بغداد كما الجامع الازهر في مدينة القاهره بمصر .

ان محلة الفضل تقع في بداية شارع الكفاح من جهة باب المعطم والذي كان اسمه شارع الملك غازي وتقع بين محلات خان لاوند والباروديه وحمام المالح

منسوبه الى جامع الفضل الواقع هناك وهو جامع قديم العهد تشير أكثر المصادر الى انه عند قبر الفضل الاسفرائيني الشافعي المتوفي في العهد العباسي سنة

548 والفضل المحلهدجزء من محلة باب أبرز في العهد العباسي وورد أسم المحله في عدد من الوقفيات الصادره من محكمة بغداد الشرعيه وخاصة في بداية

القرن التاسع عشر زمن الوالي العثماني سليمان باشا الكبير ومن

بعده الولاة الاخرين وان كانت بعض الوقفيات تذكر اسم محلة أبو فضل

ومن معالم هذه المحله شارع أشير اليه بالوقفيات وهو الذي يقطع

المحله ويربط شارع الكفاح بشارع الجمهوريه وعلى هذا الشارع زقاقان أولهما الجلالي ويعتقد انه كان مسكونا من

الكرد والثاني المصرف نسبة الى جامع أحمد باشا المصرف وتتصل بمحلة الفضل محلة صغيرة أخرى سميت بمحلة عيفان منسوبه الى محل هناك. أما جامع

الفضل فموقعه قسم من مقبرة باب أبرز في العصر العباسي كما ذكرنا وكان في بداية الامر مسجداً صغيراً بالقرب من قبر الامام محمد

الفضل كما يسمى فنقضه والي بغداد العثماني سليمان باشا الكبير

سنة 1795م ووسعه بشراء بعض الدور المجاوره له وشرع بأعادة

بنائه الذي أستمر لمدة تسع سنوات وألحق به مدرسه مهمه من

أشهر من درس فيها الشيخ رسول بن أحمد الشوكي والشيخ سعدي الموصلي وابنه داود السعدي والعلامه عبد الوهاب النائب وسمي بأرهر بغداد تشبيهاً له بالجامع الازهر في القاهره لأجتماع فيه كثير من الطلاب لتحصيل العلوم مما لا تجده في المدارس والجوامع الاخرى حيث ترى ست عشرة حجره وكانت

مملوءه بالطلبه وقد تخرج في هذه المدرسه الكثيرون من طلبة العلم في بغداد منهم الحافظ والمكرر والمحرر والشارح والشاعر والاديب ومن أوقاف الجامع

خمس أراضي منطقة خرنابات في محافظة ديالى التي وقفت عليه

سنة 1711م من مصطفى چاوش ووقفت عليه عطيه خانم الحيدري

أسهماً في أحد بساتين

منطقة هب هب جنوب مدينة بعقوبه ومثلها أسماء خانم الروزبهاني

التي وقفت بستاناً في هبهب سنة 1819 م وقد ضم جامع الفضل

منذ إنشائه خزانة كتب

كبيره فيها أنواع الكتب المخطوطه وغير المخطوطه وعين للخزانه محافظا يتولى شؤونها وقد تمت فهرسة هذه الكتب السيد نعمان خير الدين ابن العلامه محمود

أبي الثناء الالوسي سنة 1878 م وإن تبددت هذه الكتب حيث لم

تبقى من هذه المكتبه ولا ورقه والله أعلم بمصيرها ومن الكتب التي

كانت في مدرسة وجامع الفضل هي:-

كتب بلغ مجموعها بحدود ثلاثمائة كتاب منها الآيات لقاضي القضاة ونصاب الاحتساب وقوشچي وشرح السراجه وتفسير الطبري وتتمة الذهب ونهاية الوصول

في علم لأصول ولاري وكنز الدقايق وعبد الغفور علي الجامي

وحاشية الاشباه والنظائر وشرح الجغميني مع رسائل ونسخه في

أصول وسر الأسرار ونسخة فتاوي وخاسية فخر الديم على هداية

الميسري وحاشية الشرانشي على عصام الاستعاره ومجمع البحرين والشهاب الثاقب ورسالة ملا رسول أيديني في الفقه

وشرح لامية الافعال وزيباري مع حاشية أحمد حيدر واعراب الكافيه وشرح عقي الطحاوي ورمز على الكنز وقرباغي على الدواني وشرح الشواهد للموسوي ورسالة في الفقه ومنهاج التوسل ورد الرافضه للذهبي وشرج رسالة ابن زيدون والمقصد الأسنى والتجريد للغزالي وأنوار السعاده في كلمتي الشهاده وواقعة المفتين والكنى والالقاب للثعالبي
وقول الحسن في القول لمن وشرح القدورب للزاهدي وخزانة الفقه وشرح الأنموذج للزمخشري واللطيفه المرضيه في شرح حزب الشاذلي ونزول الغيث للأمامين وشرح شرعة الاسلام والميزان في النحو وخصائص ابن جني ومعين المفتي وأوراد على القاريء وشرح التسهيل وكشف النقاب وبيتوشي في العروض والمنح

الوفيه للسدوبي وأمالي ابن الحاجب ورضة الازهار للقرطبي ومنظومة المنار للرحلي والحبائم في الملائك والنكت الحسان والنكت للسيوطي والخصائص الكبرى وشرح ديوان الأخطل وكيمياء السعادة وشرح اللباب والثمرات الشهيه وجواهر الفتوى والارتشاف لأبن حيان وتراجم الادباء وأحكام المريض ومطلع النيرين

وشرح أبيات المفصل وشرح المعلقات السبع والاعلام بفضائل الشام ومنظومة منية المصلي والكشف في النحو والكفاية شرح الغاية ومعين القضاة ورسائل ابن

نجيم وكنز العرفان ووردة الارواح وديوان البحراني وكشف اللثام وحلية الابرار وصبابة المعاني وأضحوكة المحرومين ورسائل السيوطي ونسيم الصبا وديوان

أبي فراس وجواهر الفقه ومنازل الحاج والمعرب في اللغه وعروس

الافراح والعمده لأبن مالك وشرح تحفة الورديه وسر السرائر والأمل

والتبصره في التفسير وحدود النحو للفاكهي ولطف الرحمن وعبرة

اللبيب والكنى لأبن حجر وسلوة الغريب وأدب الكاتب للصولي

والابتهاج مي المعراج والتقريب للنووي وميزان

الشعراني والمغرب في اللغه لأبي الفتح المطرزب وتهذيب اللغة

للأزهري والجامع لديوان العرب وصحيح التأليف ومعجم التصنيف والامان من التصحيف

للقاضي أبي الحسن نشوان الحميري المتوفي عام 573 هج

وشمس العلوم ورد كلام العرب من الكلام في اللغه والوافيه الكونيه

في الجفر والسيف المسلول على شاتم الرسول والارج في الفرج

للسيوطي والوسائل في انشاء الرسائل والشواهد الزكيه في فقه المالكيه وكتاب الكبائر لأبن القيم وغريب القرآن لابن قتيله وتاريخ
بغداد لأبن النجار وشرح لامية العرب للسويدي والاكليل في استنباه

التنزيل ومسالك الابصار في محافل الامصار ونزهة القضاة ونصرة الولاة

والطرق الحكميه لابن القين وسيرة النبي لشرف الدين.

وفضل كلمة التوحيد لأبن رجل وشرح منظومة الجزايري للسنوسي

والتبيان في المعاني والبيان والرد الجميل على من حرف الانجيل

للغزالي وديوان نزهة النفوس ومضحك العبوس وفكاهة السامر في

الادب ونيل السعادات في تحقيق المقولات وشرح كتاب الخراج

للرحلي وشرح قصائد ابن ابي حديد واختلاف المذاهب لأبن هبيره

ووفاء الوفى لأخبار المصطفى وهداية الحيارى في الرد على اليهود

والنصارى وتخميس بانت سعاد للسويدي الشيخ علي والفتح المبين

في مدح الامين وتوقيت الحكام على غوامض الاحكام والنور السافر

في أخبار القرن العاشر والمنقح على الموشح في العقائد وفضل كلمة التوحيد لأبن رجب.

طارق حرب :

عميد الجيوش ببغداد فى عهد الخليفه العباسي القادر يحرم على الطوائف ببغداد

إقامة إحتفالاتهم الدينيه بصورة علنيه والمخالف يتم إغراقه حياً في نهر دجله

--------------------------------

بعد كثرة الاضطرابات ببغداد نهاية القرن الرابع الهجري وزمن الخليفه العباسي وفي فترة قل النفوذ البويهي في بغداد وازداد الوضع سوءا وعاشت بغداد حالة من الفوضى والاضطراب لم تشهده سابقاً وازداد الشحن الطائفي بحكم ضعف سيطرة الخليفه القادر الذي حكم بغداد من عام 381 هج حتى عام 422 هج على الامور في بغداد بداية حكمه يشير لنا الدكتور مفاز الله كبير في رسالته عن نفوذ البويهيين ببغداد من عام 334 الى عام 447 هج الى أحوال بغداد ويذكر كيف إن عميد الجيوش تدارك هذا الوضع اذ بعد مغادرة السلطان البويهي بهاء الدوله لبغداد وتركه نواب له فيها ولم يستطع هؤلاء النواب تدارك الاضطراب وتوليه ارسال (أبي علي ابن استاذ هرمز) ولقبه عميد الجيوش والذي حقق الامن في الأهواز أرسله الى بغداد وجعله حاكماً على العراق من عام 392 هج حتى وفاته بعد ثماني سنوات وقد لاقى هذا التعيين ترحيباً حتى من قبل الخليفه العباسي الذي كانت له السلطه الشكليه فقط والسلطه الفعليه بيد البويهيين حيث كان يمارس سلطتهم الوزير البويهي سابور بن أردشير الذي تم عزله وتعيين عميد الجيوش.

وكتب الى أعيان بغداد يعدهم بالحسنى لذلك دخل بغداد عام 392هج حيث زينت الشوارع ونثرت الدراهم عليه وبقي عميد الجيوش يدير بغداد لمدة ثماني سنوات وسبعة أشهر وبرهن على انه الاداري الاكثر نجاحاً حيث ورد التقاليد العسكريه من عضد الدوله الذي حكم بغداد سابقاً كقائد بويهي وعاشت بغداد أفضل أوقاتها لذلك طبق مبادئ تلك الفتره في بغداد لذا كان صارماً في فرض القانون وأدرك ان المناسبات والاحتفالات الدينيه كانت السبب وراء انعدام الأمن والفوضى لذلك في خلال السنه الثانيه حرم على الطوائف كافة إقامة إحتفالاتهم الدينيه بصورة علنية وان عامل الطوائف بروح التسامح والمساواة بعيداً عن التعصب وأمر بألقاء القبض على أي مثير للفوضى ومن أي طائفه كانت وإغراقه في نهر دجله في وضح النهار ليكون مثلاً للعامه والقى القبض على بعض القاده الاتراك مع أتباعهًم ومناصريهم ولا سيما الذين طالما أعتدوا على السكان ونتيجة لذلك هرب كل المحتالين والمتشردين من كل الاصناف خارج بغداد خوفاً من عميد الجيوش.

ولقد وضعت هذه الاجرآءآت الصارمه حداً للفوضى الاهليه التي دمرت بغداد بحيث تحولت الى مدينه آمنه وكذلك الطرق المؤديه لها وبدأ بتنفيذ العقوبات على الخارجين على القانون ومن الذين نفذت العقوبات بحقهم أبو علي الكرامي الذي أعتاد على اقتحام المنازل للقيام بالاعمال غير القانونيه ولم يجدِه نفعاً انه لجأ الى شخصية بارزه في بغداد اذ كان عميد الجيوش لا يحترم أي شخص يخل بالامن والنظام حيث أرسل حاجبه ليدخل بيت تلك الشخصيه ويلقي القبض على الشخص المطلوب بحضور تلك الشخصيه لذلك توجه أولئك الى خارج بغداد وتخلص السكان من أعمالهم وبالطريقه ذاتها توجه عميد الجيوش للتعامل مع الموظفين ورجال الدين المتواطئين معهم وقام باغراق عدد منهم وفي أوقات مختلفه فمثلاً ان المدعو أبو القاسم ابن العاجز الذي كان موظفاً كبيراً في بغداد تم استدعاؤه أمام عميد الجيوش الذي ضرب عنقه وطيف برأسه في جانبي بغداد ثم أغرقت جثته في دجله ميتاً

وعند غيابه عن بغداد بذهابه الى خوزستان حصل ما يخالف الأمر الذي أصدره بتحريم الاحتفال العلني في المناسبات الدينيه لوضع حد

للمنازعات التي تثار عند الاحتفال في هذه المناسبات ولما عاد الى بغداد نفى أحد الفقهاء الذي أجرى الاحتفال الديني الذي ترتب عليه حصول

نزاع مذهبي لأنه أعتبره المسؤول عن ذلك النزاع والحق يقال ان ذلك لا يقتصر على طائفه أو مذهب معين وانما يشمل جميع المذاهب والمكونات ومنع عقد أي اجتماعات برعاية القراء من رجال الدين مما أدى في النهايه الى أن تعود الامور الى مجاريها في بغداد وبعدها سمح

لرجل الدين الذي نفاه للعوده الى بغداد وللتأكد من استتباب الامن في بغداد وتطبيق القانون أمر عميد الجيوش أحد غلمانه بحمل صينيه من الفضه مملوءه بالدنانير الذهبيه والتجول فيها ليلاً بأكثر أحياء المدينه بدون حمايه ومراقبه وأوصاه بأن يكون سيره في المناطق التي كانت ترتكب فيها

السرقات والنهب وأن لا يمنع أي شخص من الأخذ من الدنانير وعليه فقط تحديد المكان الذي يتعرض فيه للسرقه وفعلاً دار غلام عميد الجيوش

في أغلب الأحياء ببغداد ليلاً وعاد بعد منتصف الليل دون تعرض من أي شخص في شوارع وأزقة بغداد على الرغم من الليل الذي يشجع على السرقه.

ومرة حصل أن توفي تاجر جاء من مصر الى بغداد وترك خلفه أموالا كثيره دون أن يترك خلفاً أو قريباً فاستبقى عميد الجيوش أمواله كأمانه لم يأخذها لنفسه ولم يضفها الى أموال الدوله والخزينه الحكوميه وانما أمر بحفظها لحين مراجعة أحد ورثته وبعد مدة ليست قصيره جاء شقيق التاجر المصري المتوفي فسلمه أموال أخيه وأستمر كذلك في عمله وادارته بغداد حتى توفي عام 401 هج.

طارق حرب :

أعلام بغداد وعلماؤها في عهد الخليفه العباسي الناصر لدين الله

---------------------------------

أعادت بغداد زمن الخليفه العباسي الناصر لدين الله حاكم بغداد تحت التسلسل 34
في تاريخ حكامها العباسيين منذ بانيها وأول خليفه فيها المنصور والذي كان في
نهاية العهد العباسي لان بغداد أحتلها هولاكو عام 656هج 1258م بعد نهاية حكم
الخليفه الناصر لبغداد الذي أستمر من 575 هج لغاية 622هج فلقد أعادت بغداد
زمن هذا الخليفه الى حد ما أيامها الذهبيه الاكثر علماً وثقافة ومعرفة في تاريخها
أيام الخليفه المأمون فلقد كثر الاعلام والعلماء في عهد الناصر الذي وصف بالهاء
لكنه مهتم بشؤون قومه فأطلق المكوس ورفع الضرائب ودفع الحملات ضد بغداد وما تبعها من البلدان ومن مميزات هذا العهد كثرة العلماء الاعلام وسنذكر شيء منهم في عهد هذا الخليفه.

وأولهم ابن الفراء الذي توفي بعد فترة قليله من تولي الخليفه حكم بغداد والملقب
بالبغدادي الذي كان فصيحاً بليغاً مناظراً شاعراً والشريف علي بن أحمد العلوي الذي
أنشأ جامع القبلانيه ودار كتبه في محلة باب الاغا في الجزء الشرقي من بغداد وابن
العصار علي بن عبد الرحيم اللغوي النحوي ببغداد وابن الانباري كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد أبي البركات امام اللغه والنحو في زمانه وصاحب كتاب أسرار العربيه والميزان ونزهة الالباء في طبقات الادباء والجواليقي اللغوي البغدادي امام أهل الادب الذي أختص بتأديب أولاد الخلفاء مليح الخط وله حلقه تدرس بجامع القصر يقرأ فيها كل جمعه وفخر الدوله الذي كان ألوه وزير للخليفه وأخوه استاذ الدار المتصوف الذي بنى مدرسه ورباطا ببغداد وبنى جامع بالجانب الغربي من بغداد وزار بغداد في تلك الفتره ابن جبير الذي أدى الصلاة بالمدرسه النظاميه وشاهد مشهد الكاظمين والقصور الثلاثه وصدر الديت شيخ الشيوخ رسول الخليفه الى صلاح الدين الايوبي والرضي أبو الخير اسماعيل القزويني الفقيه الشافعي المدرس بالنظاميه والشيخ المفيد أبو الخير اسماعيل القزويني أبو الرضي المعروف بالنفيد صاحب مدرسة الخط والحساب ومجد الدين استاذ دار الخلافه الذي أمر الخليفه بقتله وجلال الدين الوزير أبا المظفر عبيد الله بن يونس وقاضي القضاة أبو الحسن بن الدامغاني وسلجوقه خاتون بنت قلچ ارسلان أحد زوجات الخليفه الناصر وولي عهد الخليفه الناصر محمد وأبو طالب الكرخي مدرس في النظاميه والشيخه خاضه بنت الشيخ أبي المعمر المبارك الانصاريه البغداديه ومسعود بن البادر المحدث الزاهد ومحمد بن علي بن شهر أشوب الحافظ صاحب كتاب مناقب آل أبي طالب والمثال في الامثال والطرائق في الحدود والحقائق وابن ميمون
صاحب كتاب منتهى الطلب من أشعار العرب ومبشر بن أحمد بن علي الرازي
الاصل البغدادي المهندس في اختيار الكتب بدار الخلافه وزمرد خاتون أم الخليفه
الناصر صاحبة القبر المشهور بالمقرنصات السلجوقيه والذي يماثل قبر السهروردي
الشيخ عمر في الرصافه وغنى أطفال بغداد بعد مئات السنين بعد دفن عائشه خاتون
ابنة وزوجة الولاة العثمانيين ولعلو القبر ولضخامته بحيث لا يوجد قبر يماثله في
مقبرة الكرخ قال الاطفال:

طلعت الشميسه على قبر عيشه

عيشه بنت الباشا تلعب بالخرخاشه

وشمس النهار بنت أبي البركات بن كامل البغداديه المحدثه الفاضله الزاهده وصدر الدين محمود بن عبد اللطيف الخجندي متولي النظر في المدرسه النظاميه وقاضي القضاة أبو طالب بن البخاري والشيخ يعيش بن صدقه أبو القاسم الفقيه الشافعي وأبو طالب يحيى بن سعيد بن زياده كاتب الانشاء بديوان الخليفه والشيخه فتون البغداديه المحدثه الزاهده وأبو الفرج عبد المنعم بن كليب الحراني المشهور بصحة الاسناد والذي لم تلد بغداديه بقدر علمه ومؤلفاته ابن الجوزي علامة عصره في التاريخ والحديث له أكثر من ثلاثمائة كتاب منها مناقب بغداد وتلبيس ابليس والحمقى
والمغفلين وكثير في جميع الشؤون من تاريخ الى اديان وغيرها ومجد الدين أبي
علي يحيى بن الربيع الفقيه مدرس الشافعيه و(بنفشه) حظية الخليفه صاحبة الخيرات والشيخة أم الحسن شمائل المحدثه وابن المارستانيه الطبيب المنجم العالم بأيام العرب
من كتبه ديوان الاسلام والشيخه ست المعاني راوية الحديث والبناني الشاعر أبو عبد
الله محمد بن المهنا والشيخه عائشه البغداديه التي روت وتحدثت وابو الحسن علي بن سعاده الفارقي الفقيه الشافعي المدرس بالنظاميه

والشيخه أم اسماعيل البغداديه سمعت وحدثت وروت وابن النطروني عبد المنعم
الاسكندراني الاديب الشاعر وعبد الرزاق بن الشيح عبد القادر الگيلاني والمدائني
الاديب صاحب المخزن ببغداد ومجد الدين يحي الواسطي البغدادي المفسر المدرس
في النظاميه وكتاب اختصار تاريخ بغداد وتفسير القرآن وغيره والوزير فخر الدين بن أمسينا والقاضي أبي زكريا المدرس في النظاميه وضياء الدين أحمد بن عبد
الوهاب سبط شيخ شيوخ الصوفيه الفقيه المحدث والبزاز البغدادي عمر بن مسعود
أبي العز ومحمد بن يوسف النيسابوري الذي كان يؤدي طريقة ابن البواب في الخط
الفقيه الحاسب والشيخ صالح أبو البقاء بن مكارم النعالي الحنبلي الذي بنى رباطا
بباب الازج الشيخ ومعز الدين أبو المعالي المعروف بأبن حديد الوزير وابن هبل العالم الطبيب له كتاب المختار في الطب والتركستاني أحمد بن مسعود الفقيه الحنفي وأبو المظفر أحمد بن هبة الله المعروف بابن الزاهد العالم باللغه والامير علي أصغر بن الخليفه الناصر والوجيه المبارك بن أبي الازهر الدهان الواسطي النحوي الضرير وزيد الحسن بن زيد الكندي البغدادي الامام في النحو واللغه له شرح ديوان المتنبي والعكبري عبيد الله بن عبيد الله الفقيه المحدث له البيان في اعراب القرآن
والمقامات وأبو اليمن الحبشي السوداني مولى الخليفه الناصر وكان يسمى سلمان دار الخلافه وابن عساكر أبو الحسن علي بن أبي محمد الذي قصد خراسان للحديث وعاد الى بغداد ونصير الدين ناصر العلوي الوزير وأبو بكر جلبه الموازيني البغدادي
عالم الهندسه وصناعة الموازين ومحمد بن الفرج بن بركه المدرس في النظاميه
والشيخه قرة العين التي سمعت وحدثت وروت والقاضي محمود بن أحمد الزنجاني
وأبو المعالي عبد الرحمن قاضي القضاة والشيخه أم الفضل لبابه سمعت وروت
وياقوت الحموي الرحاله له معجم البلدان ومعجم الادباء والشيخه شرف النساء أمة
الله التي أنفردت بالروايه عن والدها والمبارك أبو النصر البغدادي ناظر ديوان
الحوالي من الاعيان ديناً وفضلاً وبركه بن محمود الساعي المشهور بالركض الذي
ركض من واسط الى بغداد في يوم وليله والشيخه أم محمد عائشه ابنة الشيخ عبد
الرزاق الجليله البغداديه وموفق الدين عبد اللطيف البغدادي أحد فلاسفة الاسلام وله
طبقات الاطباء والجامع الكبير ومجد الدين أبو القاسم المنصوري الخطيب الذي تولى
نقابة العباسيين والامير عبد الله العباسي حفيد الخليفه الناصر والشيخ عمر
السهروردي المدفون في مقبرة الشيخ عمر المشهوره ببغداد الصوفي صاحب كتاب عوارف المعارف والسير والطير وأبو حفص عمر بن محمد الفرغاني المدرس بالمستنصريه والشيخه زهره ابنة عبد العزيز التي حدثت وروت والقاضي عبد الرحمن الواسطي والقاضي أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد السلام وشجرة الدر ست شمائل التركيه حظية الخليفه الناصر وابو طالب الحسين بن المهتدي نقيب العباسيين بعد ذلك والهروي النحوي المعروف الذي أظهر البله والجنون وابن الاثير العالم المؤرخ صاحب كتاب الكامل في التاريخ وابن الدبيثي مؤرخ بغداد له كتاب
المختصر المحتاج اليه والناسخ عفيف الدين البغدادي الخازن.

ونكتفي بهذا القدر الذي يوضح ثقافة وعلم ومكنة بغداد زمن الخليفه الناصر لدين الله.

٢٣٢٣

أعجبني

طارق حرب :الخرزي قاضي بغداد الوحيد الذي يعتنق المذهب الظاهري امتاز مجلسه القضائي في العهد العباسي بروائع المفاكهات

---------------------------------

ذكره مؤرخ بغداد الخطيب البغدادي وابن الجوزي في المنتظم هو عبد العزيز بن أحمد أبو الحسن الخرزي تولي القضاء في الجانب الشرقي من بغداد أواسط العهد العباسي بدا من شمال الرصافه وهي منطقة المخرم أي المنطقه المحصوره بين باب المعظم وبين الاعظميه الى آخر باب الازج أي الباب الشيخ جنوب بغداد وما بينها من منطقة حريم دار الخلافه والنهروانات وطريق خراسان كان فاضلاً فقيه النفس حسن المنظر جيد الكلام يقال عنه انه ما كلم خصماً قط وناظره فأنقطع واستمر في القضاء حتى وفاته عام 391هح سنة100م وهذا يعني انه كان قاضيا ً في فترة حكم الخليفينين العباسيين الطائع والقادر وفي فترة النفوذ البويهي في الدوله العباسيه في بغداد أي فترات حكم البويهيين عضد الدوله وصمصام الدوله وشرف الدوله وبهاء الدوله ويروى عنه انه كان صاحب روائع مفاكهات في مجلس قضائه اذ يروى انه تقدم اليه وكيلان ( محاميان) في دعوى فأختصما فبكى أحدهما وهنا طلب منه القاضي الخرزي الوكاله فلما استلم القاضي الوكاله وقرأها وبعد قرائتها ألتفت الى الوكيل صاحب الوكاله الذي بكى فقال له ان موكلك لم يخولك في هذه الوكاله صلاحية البكاء نيابة عنه فنهض الوكيل وأستغرق الحاضرون بالضحك وصفه المؤرخون بأنه ينتحل مذهب داود الظاهري أي انه يعتنق المذهب الظاهري وليس المذاهب السائده في تلك الفتره ببغداد الحنفي والشافعي والامامي والحنبلي عاش في أفضل الثقافات ببغداد في تلك الفتره حيث أمتازت بغداد في تلك الفتره بالعلماء منهم أحمد بن محمد المعروف بالقطان أحد أئمة الشافعيه الذي تفرد برئاسة المذهب الشافعي والوزير ابن العميد الذي قيل فيه بدأت المتابه بعبد الحميد وانتهت بأبن العميد وأبا أحمد الموسوي والد الشريفين الرضا والمرتضى وميمونه بنت ساقوله الواعظه البغداديه وسنان بن ثابت الصابيء وأبو الحسن الناشيء المعروف بالحلاء والسيرافي النحوي وابن زهرون العالم الطبيب والزراري وعضد الدوله والجصاث امام الفقه الحنفي والقاضي ابي علي المحسن التنوخي والحصري الصوفي والسقاء محدث بغداد والازدي صاحب المصنفاة وابن الاحلم العالم الفلكي وأمة الواحد بنت القاضي المحاملي وابن سمعون الواعظ البغدادي وابو حيان التوحيدي وغيرهم كثير من علماء بغداد واعلامها.
أما اعتناقه المذهب الظاهري أو ما يسمى انتحال المذهب فلقد كان مخلصاً لمذهبه لا سيما وان القرنين الثالث والرابع الهجري في بغداد كانا قرون المذهب والمدرسه الظاهريه تلك المدرسه والمذهب الذي بشر به ونادى به
ودعا اليه ببغداد داود الظاهري

والذي جدده ابن حزم الاندلسي المتوفي عام 456هج الوزير لبعض أمراء الاندلس في حين ان أبو سليمان داود بن علي بن خلف البغدادي مقاما والاصبهاني نسباً المولود عام 200 هج أو بعد ذلك بسنتين أمام المذهب الظاهري وشيخ شيوخه الذي تخرج في الفقه الشافعي وكان من المعجبين بهذا الفقه الذي سمع من المقيمين ببغداد ورحل الى غير المقيمين ببغداد الذي كان باجماع العلماء أول من أظهر القول بالظاهر وهذا ما أثبته مؤرخ بغداد الخطيب البغدادي وأستقر المذهب الظاهري بماء جاء به داود وكان له مؤيدون ومعارضون وكان هو يجاهر بآرائه غير متقيد بما يقوله الجمهور وكان يعقد مجالس المناظره ببغداد داعياً الى الفكر الظاهري وأنه مما أخذ عليه انه منع التقليد منعاً مطلقاً وأجاز لكل فاهم في اللغه العربيه أن يتكلم في الدين بظاهر القرآن والسنه وكان للمذهب حياة في المشرق وكانت له حياة في المغرب أما في الشرق فأن داود الظاهري ألف كتباً كثيره في المذهب الظاهري أشتملت على ما يوءيد هذا المذهب وأشتملت على آراء داود في فروع مسائل فقهيه عرضت عليه ولم تكن كتب داود وحدها التي أبقت المذهب الظاهري بل خلفه أبو بكر محمد بن داود فقام على التركه التي تركها أبوه فنشرها ودعا الناس اليها وأنتشر المذهب الظاهري في بغداد والمشرف في القرنين الثالث والرابع الهجري وكان الثلاثخ وهو رابعها مذاهب الشافعي وأبي حنيفه ومالك فكأنه كان أكثر انتشاراً من المذهب الحنبلي ولكن في القرن الخامس الهجري تقدم المذهب الحنبلي على المذهب الظاهري وكان للمذهب الظاهري علماء أفذاذ بعد شيخ المذهب داود الظاهري ولكن في الوقت الذي خبا ضوء المذهب الظاهري ببغداد لصالح المذهب الحنبلي فأنه ظهر وقوى في الاندلس على يد ابن حزم الاندلسي الذي تأثر بالثلاثه الذين نقلوا الفقه الظاهري من بغداد الى الاندلس وهم بقي بن مخلد وابن وضاح وقاسم بن أصبغ ومن مبادئ المذهب الظاهري منع التقليد والأخذ بظاهر القرآن والظاهريه في رواية الحديث وانكاره لتعارض النصوص ومعرفة الناسخ والمنسوخ من أعظم أبواب الاجتهاد والاخذ بالظواهر في الامر والنهي واجماع أهل المدينه لا يُعتَد به والاصل في الاشياء الحل عند الظاهريه وأنكر رسالة الخليفه عمر في القضاء الى أبي موسى الاشعري ومنع المذهب الظاهري تعليل النصوص لان اصحاب هذا المذهب يقولون ان تعليل النصوص كتعليل أفعال الله وابطال القياس وان

الاستحسان شطط في الاجتهاد واعتمدوا مبدأ جواز زواج العبد من أربعه واعتبار المفقود كالموجود حتى بثبت موته واعتبار المريض مرض الموت كالصحيح في التصرفات وغير ذاك من الاحكام التي يفارق فيها المذهب الظاهري عن

المذاهب الاسلاميه الااخرى وختاماً فأن هنالك بعض الكتب التي تقول ان داود الظاهري كان أحد الفقهاء الذين أعتبرو شيخ الطريقه البغداديه الصوفيه الحلاج صاحب زندقة والحاد مما كان سبباً في صلبه والذي يبدو ان ابن حزم استنكر على الصوفيه سقوط التكليف وشدد التكبر على الصوفيه.

٢٩٢٩

طارق حرب :

القاده البويهيون الحكام الفعليون لبغداد والخلفاء العباسيون الحكام الشكليون لبغداد لاكثر من قرن
----------------------------------

الفتره من 334 هج945 م الى 467 هج 1055 م وهو العهد الوسيط للدوله العباسيه كون بغداد بناها الخليفه المنصور قبل قرنين من بداية هذا التاريخ وسقطت بيد هولاكو بعد قرنين من نهاية هذا التاريخ وتعتبر هذه الفتره في عمر بغداد فترة السيطره البويهيه الفعليه على بغداد زمن الخلفاء العباسيين الذين لهم السيطره الشكليه وهم الخلفاء المطيع والطائع والقادر والقائم أما القاده البويهيون فهم معز الدوله

وبختيار عز الدوله وعضد الدوله وصمصام الدوله وشرف الدوله وبهاء الدوله وسلطان الدوله ومشرف الدوله وجلال الدوله وأبو كاليجار والملك الرحيم وكما بدأت السيطره البويهيه بدخول معز الدوله الى بغداد عام 334 هج زمن الخليفه العباسي المطيع انتهت السيطره البويهيه بدخول طغرل بيگ السلجوقي بغداد زمن الخليفه
القائم وهكذا أنتهت السيطره البويهيه لتبدأ السيطره السلجوقيه على بغداد.

البويهيون يرجعون الى الاقوام التي سكنت السواحل الجنوبيه لبحر الخزر في اقليم
يسمى الديلم وهو اقليم جبلي دخلوا الاسلام في القرن الثالث الهجري حيث نجح اثنان من الأئمه الزيديه باقامة سلطتهم في اقليم طبرستان المستقله الذين تمكنوا من تحويل بعض سكان الديلم الى المذهب الزيدي بعد أن بذل هوءلاء الائمه جهوداً لحمل أهل
الديلم على اعتناق الدين الاسلاني وقد ظهرت امكانيه أحمد بن بويه العسكريه والذي
أصبح اسمه فيما بعد الذي لقبه الخليفه العباسي معز الدوله الذي كان الاخ الاصغر
ولحصول اصطراب في بغداد بين القاده الترك أستغل معز الدوله هذا الاضطراب
لتوسيع نفوذه بعد أن سيطر على الاهواز وبعدها تقدم الى واسط ولوفاة القائد توزون الذي كان قائداً في بغداد والذي يقف أمام معز الدوله فتمت دعوته للمجيء الى بغداد التي دخلها في شهر جمادي الاخر 334 هج فخلع عليه الخليفه ومنحهه لقب معز الدوله بدل أحمد بن بويه حيث تمكن من ازاحة الخليفه المستكفي وعين المطيع خليفة بدله وقد أستمرت امارة معز الدوله حتى عام 356 هج لوفاته واستثمر فترة الاثنتين وعشرين سنه من امارته لمواجهة المتمردين عليه وسك النقود في بغداد
باسمه وقضى على محاولات ناصر الدوله الحمداني في التعرض على بغداد وقضى على تحركات البريديين والقرامطه وحاكم عمان وحاكم البطائح وقضى على تمرد
الاتراك بسبب عدم دفع رواتبهم وهو الذي جعل منصب أمير الامراء وراثياً في
الاسره البويهيه ببغداد وقام بأصلاحات خاصة في القنوات المائيه التي يعتمد عليها
ازدهار بغداد وبعد وفاته عين أبو منصور بختيار الابن الاكبر لمعز الدواه خلفاً
لوالده الذي منحه الخليفه العباسي لقب عز الدوله الذي تفاهم مع أعداء أبيه عمران بن شاهين وأبي تغلب الحمداني ولكنه أهمل العمل في الدوله والاداره مفضلا
تخصيص وقته للرياضه والمتعه وشرب النبيذ وكانت الصعوبه الماليه الحاده هي
التي يعاني منها واستعان بصاحب ديوان النفقه الذي التزم بدفع رواتب الجند الذي
تولى تعيينه وزيراً بعد ذلك وحاول بختيار عز الدوله انهاء العداء بين الديالمه والترك عن طريق عقد زيجات مشتركه وفي وقته حصل حريق كبير بالكرخ عندما قام حاجب الوزير أبي الفضل الشيرازي باضرام النار في سوقي النحاسين
والسماكين ولم يسمح للناي بأطفاء تلك الحرائق فقتل أكثر من سبعة عشر ألف انساناً
حرقاً بالدور والحمامات وثلاثه وثلاثين جامعا وفي زمنه بدأت الحروب الصليبيه اذ
جاء اللاجئين من ديار بكر وربيعه الى بغدادوفي زمنه خصل التنافس بين أبو
الفضل وابن فسانجس وجعل ابن بقيه وزيراً وكانت علاقته سيئه مع حاكم البطائح
عمران بن شاهين وتمكن من تمرد الاتراك بقيادة سبكتكين ولما ضاقت عليه الامور
في بغداد طلب النجده من ابن عمه عضد الدوله حاكم فارس وفي زمنه توفي الوزير النابغه بن العميد وظهر العبارون في بغداد ونهبوا الاسواق وقتلوا الكثير من الناس وتزوج الخليفه الطائع من ابنة عز الدوله بختيار وتحققت الهزيمه النهائيه
لبختبار عز الدوله عند قصر الجص ومن ثم مقتله وبعدها بدأ عهد عضد الدوله الذي
بدأ في فاري واحتلاله كرمان وغزوه عمان ربعدها أحتل بغداد الذي تمكن من اخماد
حركة بني شيبان وبني أسد وقامت الحرب مع حكام البطائح والاكراد وحصلت
سفارات أجنبيه لبغداد ولخ وتميز بكسوره واصدقائه ونشاطه في مجال الاعمار
واحياء نظام الري في بغداد واخماده للطائفيه وكان صارماً في فرض القانون ومما
يذكره التاربخ ما خلع عليه الخليفه الطائع من تاج ومجوهرات وطوق وسور وسيف وعقد لوائيت بيده ولقبه تاج المله وكتب له عهداً بحضرته وأمر الخليفه أن تضرب
الطبول على بابه وقت الصبح والمغرب والعشاء وأن يخطب له على المنابر فكان أول ملك دقت على بايه الطبول بعد أن كان هذا للخليفه العباسي فقط وبنى

المارستان العضدي أي المستشفى وشرع في عمارة واصلاح ما تخرب من بغداد من
مساجد وأسواق ورتب الارزاق على أئمة المساجد وموءذنيها وقرائها وعلمائها وعلى
الغرباء والضعفاء فكان عضد الدوله أفضل البويهيين وبعد وفاته حصل نزاع بين
صمصام الدوله وشرف الدوله على وراثة عضد الدوله فتولاها صمصام الدوله ابن
عضد الدوله وخلال ذلك وصل القرامطه الى ضواحي بغداد فمات الكثير من أهل بغداد جوعا ووصل شرف الدوله الى بغداد ومعه أموه صمصام الدوله معتقل لديه
وحصل شغب بين الاتراك والديلم وبعد ذلك أتفق أبناء عضد الدوله الثلاث شرف
الدوله وصمصام الدوله وابي النصر على الطاعه للخليفه العباسي وخله الخليفه على
شرف الدوله خلعاً كثيره الذي أمر بسمل أخيه صمصام الدوله وبعدها تولى بهاء
الدوله البويهي السلطه في بغداد الذي خلع الخليفه الطائع ونصب الخليفه القادر بدله
وعقد الخليفه الجديد على ابنة بهاء الدوله وأنشأ في عهده جسر سوق الثلاثاء الذي
يربط الكرخ والرصافه وقبض على وزيره الفاضل واستولى على أمواله وأستوزر
بدله سابور ابن أردشير وفي عهده قتل الديلم صمصام الدوله وتولى تقليد النقيب
أحمد الحسيني الموسوي والد الشريفين الرضا والمرتضى نقابة العلويين ببغداد
واخيراً توفي بهاء الدوله في احدى نوبات الصرع التي يعاني منها حيث تولى
سلطان الدوله البويهي ابو شجاع الحكم في بغداد الذي خلع عليه الخليفه سبع خلع
وعممه بعمامه سوداء وقلده سيفاً وتاجاً مرصعاً وفي زمنخ ضعف الديلم ببغداد
وعظم أمر العيارين ببغداد وحصلت الحرب بين سلطان الدوله وأخبه مشرف الدوله
ولعد ذلك توفي نشرف الدوله وبعدها حضر جلال الدوله البويهي الى بغداد وخطب
له بها الذي تمرد الجند في عهده وظهور المجرمين المحترفين بقيادة البرجمي وثار
الاتراك على جلال الدولة ونهبوا داره ووثب الاجناد عليه وثار العبارون واستولوا
على أموال الناس وممتلكاتهم وظهر البساسيري القائد التركي والصلح بين جلال
الدوله وأبي كاليجار والمصاهره بينهما وتمتدمخاطبة جلال الدوله بملك الملوك بأمر
الخليفه القائم وبعد ذلك حصلت الوحشه بين الخليفه القائم وجلال الدوله البويهي وبدء
انحسار حكم بني بويه ببغداد وتوفى الملك أبو كاليجار البويهي ابن سلطان الدوله
الذي خلفه الملك الرحيم الحكم ببغداد الذي حصلت منافسه بينه وبين الوزير العباسي
ابن مسلمه والذي دعى بدوره طغرل بيگ السلجوقي بدخول بغداد حيث دخل واعتقل
الملك الرحيم آخر حكام البويهيين فأنتهى العهد البويهي وبدأ العهد السلجوقي ببغداد
عام 447 هج.

١٤١٤

طارق حرب :

إزدياد بطش العيارين ببغداد زمن النفوذ السلجوقي في العهد العباسي

-----------------------------------

النفوذ السلجوقي ببغداد يبدأ من عام 447هج الى عام 547 هج حيث كانت السلطه الشكليه للخليفه العباسي زمن الخلفاء القائم والمقتدي والمستظهر والمسترشد والراشد والمقتفي والى فتره من خلافة المستنجد وكانت السلطه الفعليه للسلاجقه وقد جاء النفوذ السلجوقي ببغداد بعد النفوذ التركي والنفوذ البويهي.

والعيارون مفردها عيار وتعني المجيء والذهاب في الارض وتطلق للمدح والذم فيقال غلام عيار نشيط في طاعة الله ويقال غلام عيار نشيط في معصية الله والعيارون في بغداد جماعه وجدوا بعد بنائها بقليل وهي حركه من باعة

الاسواق والفقراء المتذمرون من المجتمع ثم أنضم البهم غيرهم بسبب التفاوت ما بين طبقات المجتمع البغدادي وقد ظهر العيارون على شكل جماعات أثناء الحرب بين الاخوين الامين والمأمون على منصب خليفة بغداد اذ تدخلوا لنصرة الامين الذين يبررون شرعية خلافته عام 197 هج وكذلك

دافعوا عن بغداد أمام الأتراك في عهد الخليفه المستعين عام 252 هج وفي فترة النفوذ البويهي زاد نشاطهم في مهاجمة دور وممتلكات البويهين حتى نهاية النفوذ البويهي ببغداد عام 447 هج واذا كان الكثير من الموءرخين نظروا بأحتقار للعيارين فأن بعض الموءرخين دافع عنهم لما

يحملونه من تقاليد وقواعد خلقيه كالرقق بالضعفاء والصدق وعدم الاعتداء على الشيوخ والنساء وحسبنا في ذلك أن نذكر رأي ابن الجوزي الذي قال في كتابه المنتظم ان

العيارين أخذوا بغال السقائين وثياب القصارين ومع دخول السلاجقه الى بغداد أوقف العيارون نشاطهم الى حد ما وقد أقتصرت اعتداءات العيارين على عامة الشعب بسبب السيطره السلجوقيه وحصل عام 552 هج وأثناء حصار

السلطان محمد السلجوقي لبغداد أن قام العيارون بالتصدي لعسكر السلاجقه.

إن أعمال النهب والقتل والتخريب التي مارسها العيارون في بغداد أخذت أثراً كبيراً عند أهل بغداد لذلك التجأ

العيارون الى التنظيم السري واتخذوا من مسجد في بغداد مقراً لهم وترأسهم ابن الرسول الخباز يساعده عبد القادر الهاشمي وبعث أيسهم بكتب الى جميع البلدان يدعوهم للأنضمام اليه بما فيهم والي المدينه الذي كان تابعاً للدوله الفاطميه الأمر الذي دفع بعض أهالي بغداد للشكوى

عليهم عند الوزير عميد الدوله بن جهير الذي قبض على ابن الرسولي والهاشمي ولكن عام 493هج زاد أمر العيارين في الجانب الغربي في بغداد الكرخ ونهبوا الاهالي ولم يسلم منهم حتى قاضي القضاة الدامغاني حيث أخذوا من

داره ثياباً لذلك تجمع الناس وذهبوا شاكين الى دار الخلافه الذي أمر أحد الامراء السلاجقه الذي قتل بعضهم وهرب

الاخرون وبعد أربع سنوات من هذه الحادثه سيطر العيارون على الجانب الغربي من بغداد وعجزت الشرطه عن

مقاومتهم وتركت أهل بغداد يعانون من التخريب والنهب على أيدي العيارين وكان رد الغعل القبض على الضعفاء منهم وحرق بيونهم وعام 514 هج قام العبارون بحركة

كبيره أستولوا فيها على المراكب القادمه من الموصل

وأزداد بطشهم اذ هجموا على احدي محلات بغداد وأماكن أخرى ولم يسلم منهم حتى الباعه وكان رد فعل الخليفه أن حاصرهم خمسة عشر يوماً فهرب العبارون بالسفن وقصد

بعضهم الوزير معلنين التوبه ومن تمادى منهم كان مصيره القتل على أيدي أهالي بغداد ولكن في عام 520 هج ونتيجة الفراغ الامني والسياسي أستعاد العيارون

نشاطهم وازدادت فعالياتهم بشكل واسع عند الازمه التي حصلت بين الخليفه الراشد والسلطان مسعود السلجوقي فقام العيارون بمهاجمة محلات التجار والبزازين وطالبوهم بدفع الذهب وهددوهم بالقتل ان لم بفعلوا الامر الذي

تطلب تشديد الاجرآآت بتعيين شحنه أي صاحب شرطه في كل محله ببغداد وتم القبض على اثنين منهم كانوا ينهبان أموال الناس في الطرقات فتم قتلهما وصلبهما.

وفي عام 531 هج أتسع نشاط العيارين بما قاموا به من سلب لثياب الناس وقت السحر ونهب سفينه محمله بأموال كثيره كانت مهيئه لمغادرة بغداد الى واسط وأستطاعوا كبس دور أخد التجار وأخذوا أموالا كثيره ووصلت جرأتهم

الى انهم أخبروا صاحب المال بأنفسهم ومكانهم ولكن مدير الشرطه تحرك وقبض على بعضهم وصلبهم على الجدوع

وأسترد الاموال المنهوبه ولكن أستأنف العيارون نشاطهم بعد سنة عندما شرع السلطان السلجوقي في الاستيلاء على بغداد لأسقاط السلطان مسعود ليحل محله فقام

العيارون بنهب الاموال الاموال وقتل الرجال ووصل بهم الامر الى انهم كانوا يقصدون أرباب الاموال علناً عيانا ويأخذون منهم ما يريدون ويحملون الامتعه على الجمالين كما يذكر

ابن الاثير مما سبب انزعاج الناس الامر الذي ادى الى قيام

مدير الشرطه بصلب احدى عشر عياراً في الاسواق وفي

السنه ذاتا تصاعد نشاط العيارين اذ ظهر زعيمان لهما هما ابن بكران وابن البزاز وكثر أتباعهما وصار أحدهما يركب

كالامير مع حماية من العيارين فخافهم الشريف نقيب اشراف بغداد وزادت قدراتهما حتى انهما أرادا ضرب العمله واصدار نقد بأسميهما في الانبار وحيث قد زاد تذمر أهل

بغداد منهما فقد تم تدبير وليمه لأبن بكران وشرب فيها
كثيراً حيث تم قتله وبعد فترة تم القبض على ابن البزاز وتم
صلبه مع جماعة من العيارين وعلى الرغم من الهدوء

النسبي الذي شهدته بغداد بعد قتل وصلب ابن بكران وابن البزاز الا ان نشاط العيارين عاد للظهور عام 534 فكثرت

عمليات السطو التي قام بها العيارون الذين صاروا يأخذون

الناس مجاهرة وبعد سنتين حصل تطور في عمل العبارين
اذ كثر امراء السلاجقه في بغداد وأدى ذلك الى أحتماء كل
مجموعه من العيارين بأمير سلجوقي يوفر لهم الحمايه

لذلك فأنهم كانوا يأخذون أموال الناس وظهروا مكشوفين

فكثرت عمليات السطو على دور الناس والحمامات حتى

انهم دخلوا يوماً بسوق الثلاثاء في وضح النهار وطلبوا من
التجار الاموال وهددوهم بحرق الخان.

وأزاء تفاقم دور العيارين واستفحاله عزل السلطان
السلجوقي شحنة اي مدير شرطة بغداد وعين آخر بدلا عنه الذي بائت محاولاته هي الاخرى بالفشل لأن كل
مجموعه من العيارين تحتمي بأحد أنراء السلاجقه حتى ان
ابن وزير السلطان السلجوقي وأخ زوجة السلطان
يقاسمان العيارين مما يسلبونه من الناس لذلك لبس أهل
بغداد السلاح للدفاع عن حياتهم وممتلكاتهم بعد أن سمح
السلطان السلجوقي مسعود في تتبع العيارين وأتخذ أهل
بغداد الحيطه حيث لا يظهرون من وقت المغرب الذي يكون
وقتاً للنهب والسرقه من قبل العيارين وكثر نهبهم للناس
وتضاعف فساد العيارين فأضطر الناس الى نقل أموالهم
وأمتعتهم الى دار الخلافه وقد تمادى العيارون فنصبوا لهم
عيوناً على الناس من النساء والرجال يطوفون الخانات
والصيارف والجوهريين ويأتونهم بأخبار من يبيع ويشتري
وبعد كل عملية سطى يجتمع العيارين في بيوت
شركاوءهم لأقتسام مت نهبوه من الاموال والممتلكات ومن
أساليبهم انهم كانوا يمشون بثياب التجار في النهار فلا
يعرفهم الناس حتى يأخذونهم وقد تذمر أهل بغداد عندما
علموا ان الذي يحمي العيارين ابن الوزير وأخ زوجته فقاموا
بأغلاق الجامع وكسروا منبر الخطيب وخرجوا الى الشوارع
بعد اغلاق دكاكينهم وكثرت الاحتجاجات الامر الذي أدى
بالسلطان مسعود السلجوقي الى استدعاء شحنة بغدااد
لمحاسبته فقام الشحنه بأفهام السلطان بالحقيقه وهي
تعاون العيارين مع ابن وزير السلطان السلجوقي وأخ
زوجته فأضطر السلطان الى اصدار أومر الى الشحنه
للقبض عليهما وصلبهما فقبض على أخ زوجة السلطان
فقتل وصلب على باب داره مع ثلاثة من أصحابه أما ابن
الوزير فقد هرب مع مجموعه من العيارين وتم قتل كل من
قبض عليه من العيارين والبقيه هربوا وبعد هذه الحادثه
قل نشاط العيارين بسبب هذه السياسه الصارمه حتى ان
بعض غلمان الخليفه المستنجد عام 555 هج قتلوا أعداد
كثيره من العبارين وجلبوا رؤوسهم وأسروا قائدهم مما
يدلل على استباب الامن في بغداد في عهد الخليفه
المستنجد بالله وبذلك أنتهى دور العيارين ببغداد بعد أن
أستمر لعشرات أو لمئات السنين.

تاريخ العراق زمن الخلافة العباسية 12512528_1542435622741592_3686256483170209269_n.jpg?_nc_cat=103&_nc_ht=scontent.fbgt1-1

طارق حرب :

الزيرباج والديكبريكه طعام الاغنياء والكشكيه والثريد بلا لحم طعام الفقراء

ومخ الأطعمه وسيد المرق والهراس والرواس ببغداد في العهد العباسي الوسيط

------------------------
-----------------------------------

نقل الينا من كتب عن بغداد في العهد العباسي الوسيط الكثير عن أطعمة أهلها وكانت أغلب الاطعمه في بغداد يتم اعدادها داخل البيوت ويستثنى من ذلك بعض الاطعمه التي يتولى الشوائين والسماكين والهرئسيين اعدادها والمحلات التي تصنع الحلويات وكان أهل بغداد يتولون خزن الاطعمه ويبدو ان ذلك ورثوه من سكان الشرق القديم الذين كانوا يخزنون الحبوب وكانت هنالك قواعد بشأن حفظ الفواكه الطازجه خاصة العنب الذي يراعى فيه حفظه من التسوي أما تجفيف الاطعمه فكانت غير شائعه وان جبل البغداديون على تجفيف اللحوم وحفظها بالدهن وهو القديد وجففوا السمك واللحوم وحفظوها بالاملاح والتوابل وجففوا الفواكه كالتين والمشمش والخوخ والزبيب والأجاص وكبسوا الخضار وعملوا منها المخللات وكان الزيتون يدخن ويخلط باللوز وكبسوا (الشلغم) الابيض والاحمر ونقعوه بخل الخمر وكبسوا الخيار بالخل والباذنجان بماء حب الرمان ودخلت في صناعة الاطعمه الثمار الطازجه كالموز والجوز والفستق وقصب السكر والخوخ والبطيخ والسفرجل واستخدم البغداديون من الحوامض ماء الليمون والأترج والملح ومن التمور أنواع عديده كما هو معروف عن تمور بغداد واستخدموا الزبيب والنبق وقصب السكر.

وأختلفت أصناف الاطعمه على وفق المناسبات والفئات ببغداد فالخرس هو طعام الولاده والاعذار طعام الختان والوكيره طعام البنا وللمرأه النفساء طعام خاص وكانت لحوم الطيور مشوية أو مطبوخه مما أكله البغداديون من فراريج ودراريج

وفضل أغنياء بغداد صدور البط بماء حب الرمان وماء التفاح والتوت الشامي وأكلوا الاسماك ومنها الشبوط والبني وكبود الدجاج المسمن والمواشي وطبخوا الأكارع وحشوا الامعاء وشووا الرؤوس أي( الپاچه) وكان الشوائون في أسواق بغداد يعدون لحم الغنم والبقر والدجاج والسمك وكانت الاسماك الصغيره تمرغ بالدقيق وتقلى بالدعن ومن الاطعمه المشهوره في بغداد الهريسه ومنها السكباج التي كانت متيسره للأغنياء والفقراء وتصنع من اللحم السمين المغمور بالماء وترش عليه (الكسبره والدارسين وبعد غليانها يضاف لها البصل والكراث والجزر أو شرائح الباذنجان وصفها الثعالبي فقال مخ الاطعمه وسيد المرق اذا طبخت اللحم بالخل فقد ألغيت من المعده ثلث المؤونه وكان الفقراء يصنعونها من لحم البقر وأغنياء بغداد من لحم الغنم والطيور والعصافير.

والديكبريكه من الاطعمه المعروفه ببغداد يعملونها من اللحم والبصل والكراث والكسبره وبعد أن تغلي يلقى عليها الخل وبعضهم يلقي القليل من السكر وهذه الأكله طعام الخلفاء وكبار بغداد وأغنيائها ومن أطعمة هؤلاء الزيرباج وهي من قطع اللحم السمين والحمص ويطرح عليها الخل وبعض السمر واللوز وتصبغ بالزعفران ويمكن عملها بالدجاح بدل اللحم ومن الاطعمه الغالية الكلفه الطباهجه التي تكون من شرائح اللحم و( ألأليه) وبعض البهارات وقد تعمل بماء التوت وماء العنب والمضيره من أطعمة الاغنياء التي تطبخ باللبن وتعمل بتقطيع
اللحم السمين مع( الأليه) والفراخ وتغلى مع البصل والكراث ويطرح عليها الكسبره والكمون والبهارات وبعد أن تنضج يلقى عليها شيء من اللبن ومن الاطعمه الشعبيه الكشكيه والدوا من اللبن الحامض المنزوع الدسم وهنالك الاطعمه للعامه في بغداد التي تتألف من الشواء المنتشر في أسواق بغداد من الرؤوس والكوارن الباچه والسمك الصغير ولحوم البقر والجمال وبطونها وكانت اللحوم السمينه من مظاهر الغنى حيث يصف أهل بغداد الثريد الكثير السمن بأنه من أجود الاطعمه والطعام المذموم هو الزبد والجبن ومن محلات الطعام التي لا يحسن بالظرفاء دخولها دكان الرواس( الباچه چي) ودكان الهراس الذي يعمل الهريسه. وكان الثريد بلا لحم طعام الفقراء

وقيل ان موائد الفقراء بلا خل ولا بقل عليها الباذنجان والشلغم والخيار والقثاء والرز والماش والعدس مما يأكله الوقادون والزبالون والشوربه والباذنجان أو الخس والكرفس او خبز الشعير واوصله الجاحظ الى الجراد حيث كان يباع في بغداد مطبوخاً واكثر انواع الاطعمه استهلاكاً من الفقراء الباقلاء ومن باعة الاطعمه المشهورين ببغداد وقتها قيراط الذي يبيع الشواظ وكيكي البقال الذي يبيع الجبن والزيتون.

وكذلك عرفت بغداد العهد العباسي الوسيط انواعا مختلفه من الحلويات كان قوامها الشهد ( العسل) والسكر والمن والتمر ومن حلويات بغداد الفالوذج واللوزينج والأخيصه والعصيده والقطائف وحلاوة فقراء بغداد التمر والعنب الاسود وحلاوه( مدگوگه) باليد.

ومع نمو أصناف المهن ظهرت في بغداد جماعه واسعه من باعة الاطعمه

يقدمونه لأصحاب الحوانيت في أوقات الصباح الباكر اذ كان الكثير لا يتناولون طعام الغداء في بيوتهم بسبب اعمالهم واعتبر البعض طعام السوق أفضل من طعام

البيت وكان الهراسون يطبخون هريستهم باكراً ويقصدها الزبائن عند خروجهم للصلاة الاولى حيث كانت من أطعمة الشتاء وكانت سيدات البيوت تشتري

الهريسه من السوق وكان الهراسون يروجون لهريستهم بطرق عديده حيث كان أحدهم يقول يا قوم ادركوني الحقوني أجذبها وتجذبني وكان الهراسون

يستخدمون الاولاد لأن طبخ الهريسه يستهلك الليل بطوله وأنتشر القصابون في بغداد ولم يكونوا يحظون بتقدير المجتمع فقد وصفهم الخليفه المنصور بأنهم

سفهاء في أيديهم الحديد القاطع كما وصفوا بالغش وكانوا يعلقون اللحوم في

حوانيتهم وينادون عليها وقامت في بغداد أسواق خاصه ببيع الاغنام والأبقار والجمال فكان فيها درب البقر وسوق الغنم وقامت مهنة الشوائين ويبدوا ان

السماق الذي يوضع فوق الشواء معروف من زمان اذ يذكره الخطيب البغدادي

في تاريخ بغداد وكان الرواسون( الپاچه چيه) يجتمعون في درب عرف بهم درب

الرواسين عند باب الشام في الجانب الغربي وتجد السماكين في محلة قنطرة

السماكين حيث يقدمون السمك الطازج والمشوي والمقلي وقامت في بغداد

سوق للدواجن في درب الجاح وكانت محلات متخصصه في بيع طيور الزينه

وقامت في بغداد أيضاً مخابر كان سكان البيوت يرسلون اليها بعجينهم وكان

الخبز يباع في الدكاكين في سوق الخبازين وهنالك سوق في بغداد يجتمع فيها التمارون

الذين يتاجرون بالتمر التي كانت رائجه وكان البعض يحمل تموره ويتجول في

شوارع بغداد منادياً وقد تجمع التمارون حتى انهم اتفقوا على اختيار شيخ

للتمارين وتجمع الدباسون في محلة أصحاب الدبس ببغداد وأنتشر البقالون

ببغداد في حوانيتهم الصغيره وأشتكى أهل بغداد من سفاهة الفاظ البقالين

وانتشر في بغداد باعة سويق الحمص حتى انه كان مسجد بأسمهم وكانتة

الباقلاء تباع بكثرة في بغداد وكان فقراء بغداد يرسلون صحونهم الفارغه الى

الباقلاني ليملأها وأشتهرت في بغداد دار البطيخ التي تباع فيها الفواكه

والرياحين وأشتهرت بغداد بصناعة الحلوى وأشتهر نوع من الحلوى اسمه خل

وخردل مصنوع من اللوز وكان من الطبيعي أن يكثر في بغداد السقاؤون يبيعون

الماء المبرد واستخدم هؤلاء البغال في النقل وكان الساقي ينادي رحم الله من

شرب للترويج .
١٥١٥

طارق حرب :

الحانات والخمور ببغداد في العهد العباسي الوسيط القرنين الثالث والرابع الهجري

--------------------------------

عرفت بغداد في العهد العباسي الوسيط أي في القرنين الثالث والرابع الهجري وجزء من القرن الخامس الهجري الكثير من الملذات والملاهي اذ انتشرت فيها المقاصف والخمارات ودور القيان وقد تولى من كتب عن تلك الفتره أن ذكر ذلك خاصة في كتاب الاغاني وكتاب الديارات(الأديره) وغيرها كثير حيث سجلت هذه الكتب العديد من مظاهر المجون البغداديه في تلك الفتره وكان السبب في ذلك الترف الذي كانت تعيشه بغداد وخاصة لدى الخليفه وحاشيته والموظفين والتجار فقد قامت الخمارات في أول عهدها ببغداد في الجزء الغربي أي الكرخ ولم تلبث أن أنتشرت في البساتين المحيطه ببغداد بعد أن أصبحت الكرخ مكتظة السكان وخاصة في البساتين القريبه من الديارات حيث يمكن للشاربي أن يشتروا خمورهم

ذلك ان بيع وانتاج الخمور محصوراً بأهل الذمه بشكل عام فرسخ في اذهان أهل بغداد ان الخمره هي التي يبيعها شيخ لا يتكلم العربيه مجوسي أو يهودي اسمه شالوم أو مسيحي اسمه يامروا وان أفضل أنواع الخمور تلك التي عتقت في قرية كركين أو التي عتقها يهوز سورا أو التي صنعت في محلة دير الروم ويقال ان سبب ذلك يكمن بأن اراضي حوض دجله غنية بأنواع العنب الذي تصنع منه أرقى الخمر مما أكسب أهل الذمه امتياز معرفة انواع الخمر وطرق صناعته وانتشرت المواخير في ضواحي بغداد اول الأمر ثم انتشرت في محلات بغداد المأنوله فقامت في الكرخ وباب الطاق ودرب الزعفران والرصافة وبين السوريين.

وكانت هده الحانات تضم القيان من مغنيات وراقصات وندمانُ وغلمان ومخنثين الذين كانوا يضفون على مجالس الشرب حللاً من اللهو والتهتك وأصبحت خمارات بغداد محجة للاهين من من سكان المدن العراقية الاخرى وكان البعض من هؤلاء يخرجون الى
البساتين وضفاف الانهار في ضواحي بغداد بعد أن يتزودوا من حاجاتهم ما يقدرون عليه من الخمر والمأكل ويقصفون في العراء وكان الاغنياء يضربون الخيم والفسطاط وتعزف لهم القيان التي ترافقهم وترك لنا الواسطي لوحة لجماعة يقصفون في أحد البساتين
البغداديه أمام احدى النواعير يرافقهم المغنون والموسيقيون مما أشار اليه كتاب الديارات أما المتحرجون فكانوا يتناولون الخمر في بيوتهم وذكر ياقوت الحموي ان بعض القضاة كانوا ينادمون الوزير في بغداد المهلبي ويجتمعون عنده ليلتين في الاسبوع في جو من

القصف والخلاعه وهم القضاة الثلاثة المشهورون في بغداد بتلك الفتره التنوخي وابن قريعه وابن معروف وما منهم الا أبيض اللحيه طويلها فإذا تكامل الانس وطاب المجلس ولذ السماع وأخذ الطرب منهم مأخذه وهبوا ثوب الوقار للعقار وتقلبوا في أعطاف العيش بين الخفة والطيش كما يروي صاحب كتاب تاريخ بغداد ومعجم الادباء ووضع في يد كل منهم طاس من ذهب بألف مثقال مملوء شراباً قطربلياً وعكبرياً فيغمس لحينه بل ينقعها حتى تتشرب أكثر الخمره ثم يرش بعضهم على بعض ويرقصون بأجمعهم وعليهم المصبغات ومخانق البرم وهو نوع من الزهر يكون ببغداد طيب الرائحه وكان علي بن عبد العزيز وهو أحد كبار الموظفين ببغداد في تلك الفتره يدعو أصدقاءه ويدعو الحاذقين في الغناء وعدد من ألإماء ومن بين المدعوين القاضي أبو بكر الأزرق وجيء له بالخمر على انه شراب القارص ويشرب الكثير بأسماء متعدده مرة قارث ومرة مدام وتارة
خندريس وأخرى قهوه ونقل الثعالبي طرفة عن أبي محمد السرجي الذي كان من ظرفاء الفقهاء والمحدثين ببغداد انه ركب في سفينه مع مسيحي فبسط سفرته ولما فرغ أحضر المسيحي شرابه وأراد السرجي أن يشاركه الشراب فقال ماهذا ؟ أجابه المسيحي خمر
اشتراها غلامي من يهودي نحن أصحاب الحديث نكذب سفيان بن عيبنه ويزيد ابن هارون أفنصدق مسيحي عن غلام يهودي والله ما أشربها الا لضعف الاسناد ومد يده الى الكأس وشربها وهكذا وبهذه الطريقه شرب الخمره على اساس انها ليس خمره اذ كيف نصدق قول مسيحي عن يهودي في حين يتم تكذيب بعض رواة الحديث على مكانتهم.

فلقد أقبلت الكثير من أهل بغداد على احتساء الخمور في تلك الفتره يدافعون عن مواقفهم ويحسنون شربها ويذكرون فوائدها واعتبرت الخمره احدى اللذات فكان أبان اللاحقي يرى لذة العيش في الخمر والجواري وكان أبو نواس أحد العاة لهذا النوع من العيش حيث يعتبر بغداد ساحة كبرى يمارس فيها لذاته وفي ذلك يقول:

وأخلع عذارك لا تأتي بصالحة

ما دمت مستوطناً أكناف بغداد

نعم شبابك بالخمر العتيق ولا

تشرب كما يشرب الأنمار من ماذي

وقد أتاح المناخ المتحرر في بغداد على انتشار مجالس الشراب يتداولون فيها شعر المجون وأطلق على هذه الجماعات اسم الفتيان حيث أرتبطت الخمره بالفتوه في القرن الثالث خاصة وجعل الفتيان لمجالسهم آداباً دعيت آداب الفتوه وأشتملت على آداب المنادمه والمآكله والمحادثه وقد صور الجاحظ على لسان أبي فاتك قاضي الفتيان للفتيان :

،احسنوا التدبير في جودة النبيذ فأنه أفضل ما تحوطون به أنفسكم وتخفظون مروءتكم وكان يوصيهم بإتقان آداب الموآكله ومن ذلك ان جلسات الشرب الناجحه تتطلب حسن اختيار النديم والساقي ومما يصفوخ جلسة شرب في خماره بغداديه حضرتها مطربة بغدا يه في تلك الايام اسمها حوراء والندامى حولها وكؤوس الراح تدور عليهم لامعة كنجوم الدجى كما يصفها الخطيب البغدادي ووصف أحدهم ساقي خمره مشهور ببغداد اسمه سلامه الساقي:

سلامه بن سعيد يجيد حث الراح

اذا تغنى زمرنا عليه بالاقداح

ووصفو سلامه أيضاً:

وخدها معتقة مزة تصب على الليل ثوب النهار

ولقد حظي الساقي بأهمية خاصه في جلسات الشرب ببغداد حتى ان وكيلا للقائد طاهر بن الحسين الذي قتل الخليفه الامين أشترى ساقياً بألف دينار وحددت بغداد أوصاف الساقي الجيد بأنه النحيل الأحيف المقدود كالغصن وكان الذم من نصيب ساقي الحانات العامه بأنه سمين له ركبه كأنها محلاج نداف وربما شيخاً أبيض الرأس واللحبه في هيئة ( الموءذنين) والحجامين كما هو وصفه في حكاية ألي القاسم المشهوره وفضلت بغداد السقاة النصارى
واليهود وأستهجنوا أن يكون الساقي مسلماً واعتبروه خروجا على تقاليد الحانات.

والشاربون في بغداد يدفعون الاموال للندماء كما يحدد الشارب وكانت الخمور تختلف بأختلاف أنواعها فوصفت خمور محلة الروم بغلائها وكانت بعض الحانات تغالي في أسعار الخمور وكان البعض يقدم الخمرة مجاناً اذ ان الخمور في ديو قوطا مبذوله للشاربين مجاناً وبسبب غلاء أثمان الخمور جعل منتجيها عرضة للملاحقه الحكوميه
والمصادره فلقد كبس النباذون من منتجي النبيذ في ضواحي بغداد عام 333 هج وأتهم جاثليق المسيحيين بأن نبيذ دار الروم كان لحسابه وان له على النباذين قيماً وصودر على
خمسين الف درهم وحصلت حالات صودر فيها النباذون وحبسوا وفي عام 392هج

صودرت حانات بغداد وتم أخذ ما فيها وتعرضت في القرن الخامس للسرقه والنقمة من

المحتسب الذي أراق الخمور وكسر الدنان والطبول وكان بعض الخمور يداخلها الغش

فهنالك نوع من الخمور في بغداد التي تضاف اليها أقماع الزبيب وقشور الرمان خلافاً

للخمر النقي وكان الشاربون ببغداد يعتبرون نبيذ التمر من النوع السيظ بعمس نبيذ الزبيب

وكان النبيذ الحامض مكروهاً واعتبر الخمر من نوع البلاذر من النوع السيئ لخفته وقلة

نسبة الكحول فيه وكانت العامه في بغداد تستهلك الانواع السيئه من الخمور فيما كانت

الخاصه في بغداد تشرب أجواد أصناف الخمور وكان الموسيقي والمغني المشهور

البغدادي يشرب المشمس وابن المعتز يشرب الخمره المعتقه وكان البغداديان أحمد بن

موسى ومفلح من منتجي الخمره الجيده ويذكر ياقوت الحموي انه كان ببغداد تاجر خمر

يدعى اسحاق الواسطي يبيع النوع الجيد من الخمور بحيث سختم غلاف فوهة الزجاجه

بخاتمه الذي كتب عليه اسمه واسم الشراب.

طارق حرب :

الماوردي البغدادي يحدد آداب الدين والدنيا والعقل والعلم والنفس في كتاب يصدره ببغداد قبل ألف عام

---------------------------------

كتاب أدب الدين والدنيا أصدره الماوردي البغدادي ببغداد المتوفي عام 450هج أي في العهد العباسي الوسيط تضمن آداب الدين والدنيا والعلم والعقل والنفس فلقد توزع هذا الكتاب على خمسة أبواب أولها في فضل العقل وثانيها في أدب العلم وثالثها في أدب الدين ورابعها في أدب الدنيا وخامسها وأخيرها في أدب النفس فهو كتاب حكمه وفلسفه وأدب وعلم وأخلاق وفقه وبدائع حكايات وروائع مخاطبات ولا غرو في ذلك فلقد كان أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي من بيع ماء الورد البصري البغدادي فقيه بغداد زمنه وأول قاضي في بغداد يلقب أقضى القضاة وهو القائل في حب بغداد (دخلنا بغداد كاريهانا فلما ألفناها خرجنا مكرهينا) اي انه بعد كرهه لبغداد تحول الى حب شديد لها لذا كان اخراجه بغداد بالاكراه فلم يرد الخروج من بغداد ولم يتركها الا أكرهوه على تركها .

وتتبين القيمه الراقيه لهذا الكتاب من انه جاء بعد أن أمضى الماوردي خدمة طويله في القضاء والتفاوض مع البويهيين والسلاجقه أشبه بالدبلوماسي في هذه الايام وهو تربوي وهو العالم البارع الفقيه الجليل رجل السياسه والاداره والتدبير يتبين ذلك من موءلفاته الكثيره في جميع أوجه الحياة وحسبه فضيلة إنه أول كاتب عربي اسلامي كتب في ما نسميه اليوم الفقه الدستوري والاداري في كتابه الاحكام السلطانيه والولايات الدينيه ولم يسبقه سابق في الدستوري والاداري وتتبين ثقافته من كتبه الاخرى ككتاب قوانين الوزاره وسياسة الملك والامثال والحكم والبيوع وأدب القضاء ومعرفة الفضائل وآداب الوزاره والحاوي الكبير في ثلاثين جزء ونصيحة الملوك وأعلام النبوه والاقناع وتسهيل النظر وتعجيل الظفر وغير ذلك من المؤلفات مدحه الخطيب البغدادي وابن الجوزي والذهبي وغيرهم ومما قال له خليفة بغداد العباسي القادر المتوفي عام 423 هج ( حفظ الله عليك دينك كما حفظت علينا ديننا) ولقد لقبه خليفة بغداد العباسي القائم عام 429 بأنه أقضى القضاة وتلقب من بعده بعض الخلفاء بهذا اللقب في بغداد.

وكعادته بدأ الماوردي البغدادي كتابه هذا فقال؛ الحمد لله ذي الطول والآلاء وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الرسل والانبياء وعلى آله وصحابته الاتقياء أما بعد فأن شرف المطلوب بشرف نتائجه وعظم خطره بكثرة منافعه وبحسب منافعه تجب العنايه به وبأختيار العنايه به يكون إجتناء ثمره وأعلم العلوم خطراً وقدراً وأعمها نفعاً ورفداً ما أستقام به الدين والدنيا وأنتظم به صلاح الآخره والأولى لأن بأستقامة الدين تصح العباده وبصلاح الدنيا والاخره تتم السعاده.
وجاء في نهاية كتابه قوله: فهذب أيها العاقل نفسك بأدراك عيوبك وأنفعها كنفعها لعدوك فإن من لم يكن له من نفسه واعط لن تنفعه جميع المواعظ ثم أعاننا الله وإياكم على القول بالعمل وعلى النصح بالقبول وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وفي الفصل الاول يقول: إعلم ان لكل فضيله أساً ولكل أدباً ينبوعاً وأس الفضائل وينبوع الآداب هو العقل الذي جعله الله للدين أصلاً واللدنيا عاداً فأوجب التكليف بكماله وجعل الدنيا مدبره بأحكامه وألف به بين خلقه مع اختلاف هممهم ومآربهم وتباين أغراضهم ومقاصدهم وجعل تعبدهم به قسمين : قسماً وجب بالعقل فوكده الشرع وقسماً جاز بالعقل فأوجبه الشرع ويذكر الماوردي حديث للرسول :

ما أكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه الى هدى ويرده عن ردى والحديث الآخر: لكل شيء دعامه ودعامة عمل المرء عقله.

ويذكر بعد ذلك قوله سبحانه:

لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير. ثم يقول الماوردي :

وإعلم ان بالعقل تعرف حقائق الأمور ويقصل بين الحسنات والسيئات وقد ينقسم الى قسمين غريزي ومكتسب فالغريزي هو العقل
الحقيقي الذي يمتاز به الانسان عن سائر الحيوان والعقل المكتسب فهو نتيجة العقل الغريزي وهو نهاية المعرفة وهو ينمو ان أستعمل
وينقص اذا أهمل وقد وصف العاقل بما فيه من فضائل والأحمق على ما فيه من رذائل والماوردي في شرحه لا يقف عند الايات والاحاديث بل يضيف ماهو جديد من أقوال وشعر فهو ينقل عن الحسن البصري

قوله : ما أستودع الله أحداً عقلاً الا أستنفده وقول الحكما العقل
أفضل مرجو والجهل أنكى عدو وقول الادباء صديق كل إمرء عقله

وعدوه جهله وقول البلغاء خير المواهب العقل وشر المصائب الجهل وينقل عن أحد الشعراء

:
يزين الفتى في الناس صحة عقله

يشين الفتى في الناس قلة عقله

وقول المتكلمين العقل هو جملة علوم ضروريه وينقل عن أحد التابعين : اذا عقلك علك عما لا ينبغي فأنت عاقل ويذكر من الحكمه في العقل قولهم: المشايخ أشجار الوقار ومنابع الاخبار وينقل عن منثور الحكم من طال عمره نقصت قوة بدنه وزادت قوة عقله.

وينقل عن غير المعروف فيقول وقيل: لا تدع الأيام جاهلاً إلا أدبته أو يقول: وقال آخر:

اذا طال عمر المرء في غير آفةٍ

أفادت له الأيام في كرها عقلا

أو يقول وقالت العرب : عليكم بمشاورة الشباب فأنهم ينتجون رأياً لم ينله طول القدم ولا أستولت عليه رطوبة الهرم وحكي عن الاصمعي قال: قلت لغلام حدث من أولاد العرب كان يحادثني فأمتعني بفصاحته وملاحته ... وحكى عن ابن قتيبه ان عمر بن الخطاب مرُ بصبيان يلعبون فيهم عبد الله بن الزبير الذي لم يهرب مع أصحابه وعندما سأله عن سبب عدم هروبه فقال للصبي: لم أكن على ريبه فأخافك ولم يكن بالطريق ضيق فأوسع لك ويذكر الماوردي الكثير مما يدلل على صواب ما أعتمده في العقل أو أي موضوع يكون له فيه كلام ويختمها بأن الهوى هوان حبك لشيء يعمى ويصن والشهوة من نتائج الهوى.

وعلى مسلكه السابق يتولى الكلام عن أدب العلم وانه ماحوى العلم أحد وعلم الدين أفضل العلوم وعلاقة علم الدين بالعلوم الاخرى وان المال ظل زائل ورب جهلاً وقيت بع علما والعلما غرباء لكثرة الجهال والعلم والعقل سعاده والترغيب في طلب العلم وليكن طالب العلم راغباً راهبا واوائل العلوم وأواخرها والمواضعه العامه والخاصه والموجز واللغز في الكلام وأول منِ كتب بالعربيه وكشف الاسباب المانعه من فهم المعنى والشروط التي يجب أن تتوفر في طالب العلم ومما يتأدب به المتعلم وبعد ذلك ينتقل الى أخلاق العلماء وانه لم ينتفع بعلمه من ترك العمل به وفضل ما بين العلم والعباده ومن آداب العلماء والعلوم مستدعي وطالب وتوسم العالم بالمتعلمين ورغبة السلطان في العلم ولا سمير كالعلم وتعليم العلم لوجه الله ونصح العالم للنتعلم وترغيب المتعلم بالالم.

وفي الباب الخاص في أدب الدين يتكلم الماوردي البغدادي عن التكليف نفع الخلق وأقسام التكليف الثلاثه والصلاه أول الفرائض والصيام ثانيه والزكاة والحج وللمحرمات قسمان وان القاعده اعمال الطاعات ومجانبة المعاصي والعمر وان طال قصر وفي أدب الدنيا يتكلم الماوردي عن ان الزنسان مطبوع على الأفتقار لجنسه وصلاج الدنيا معتبر من وجهين وذكر ما تصلح به حال الدنيا والعدل ميزان الله في الارض والأمل رحمة الله واسباب الألفه والنسب بين أسباب الألفه وصلة الرخم والمصاهره من الالفه وعقد النكاح والموءاخذن بالموده ومكتسبه بالاتفاق والقصد والمرء منسوب بقرينه وخير أخوانك من كافأك وزد غباً تزدد حباً والتودد الى الناس والبر صلة معروف والبخل خلق مدموم وكل معروف صدقه ومن أستغنى بالله أكتفى والحرص يسلب الفضائل والقناعه عز المعسر والادب مكتسب بالتجربه وأخيراً في كتاب الماوردي البغدادي كان في الكلام عن أدب المواضعه وأدب الرياضه.

طارق حرب :

أسماء محلات بغداد قبل دخول هولاكو وإنتهاء الخلافه العباسيه بنصف قرن

-----------------------------

ومحلات بغداد قبل نصف قرن من سقوطها بيد هولاكو وانتهاء الخلافه العباسيه حددها

ياقوت الحموي أبو عبدالله ياقوت عبدالله الرومي الحموي ووردت في كتابه معجم البلدان

المولود عام 574 هج والذي نشأ ببغداد منذ كان عمره خمس سنوات وخرج منها بعد أن

بلغ ثلاثين سنه أي عام 604 هج وسقطت بغداد بيد هولاكو وأنتهت الخلافه العباسيه عام

656 هج ومما ذكره ياقوت:

محلة باب الحريم التي تشكل مساحتها ثلث بغداد وعليها سور ابتداءه من دجله وانتهاءه

على دجله كهيئة الهلال او نصف دائره ولها أبواب باب الغربه ثم باب سوق التمر وباب

البدريه وباب النوبي وباب العامه ويقال له أيضاً باب العموريه وبين هذين البابين محلات

يسكنها عامة الناس وبينهم وبين دور الخلافه سور آخر فيه عدة أبواب منها باب الدرمات

وباب عليان وباب الحرم حيث بستان تنحر فيه الضحايا في الأعياد ثم باب المراتب بينه

وبين دجله من جهة باب الأزج أي باب الشيخ نحو رميتي سهم وهو من ناحية الشرق

وجميع ما يشتمل عليه هذا السور يسمى حريم دار الخلافه فيه أسواق وخانقاهات أي دور

للصوفيه ودور كثيره كأكبر مدينه وبين الدور وبين دجله سور آخر من دونه دور الخلافه

والثاني باب الحريم الطاهري في أعلى بغداد من الجانب العربي كانت منازل آل طاهر بن

الحسين قائد الخليفه المأمون الذي قتل الخليفه الأمين وكل من لجأ اليه آمن فسمي الحريم.

والدور محله في طرف بغداد بباب الطاق قرب مشهد الامام أبي حنيفه خربت وباب

الدولاب في شرق بغداد وباب ربض والارباض كثيره قلما تخلو مدينه من موضع يقال له

الربض والاول ربض ابي حنيفه قرب الحريم الظاهري ينسب اليه قائد من قواد المنصور

يقال له أبا حنيفه وربض أبي عون من موالي المنصور وربض أصبهان وربض حرب

وهو المحله المعروفه بالحربيه وحرب من قواد المنصور وربض حميد بن قحطبه الطائي

ببغداد وربض حمزه محله كانت غربي بغداد خربت وربض الخوارزميه يتصل بربض

الفرس من الجانب الغربي وربض رشيد المتصل بربض الخوارزميه ورشيد من موالي

الخليفه المنصور وربض زهير بن المتصل بربض سعيد بن حميد وربض سعيد بن حميد

وربض سلمان بن مجالد مولى المنصور وربض نصر بن عبد الله المعروف بالنصريه وربض هيلانه بين الكرخ وباب محول وهيلانه قهرمانة المنصور أو حظية الرشيد . وباب الرصافه الجانب الشرقي عمرها المنصور لأبنه المهدي وتعرف بعسكر المهدي أيضا
والرمله محله في مشرعة الكرخ الى دجله ومحلة روذبار ومحلة الريان بالقرب من باب الازج أي باب الشيخ
ومحلة باب الزبيديه منسوبه الى زبيده زوجة هارون الشيد وحفيدة المنصور مكانها الجانب الغربي من أسفل بغداد وباب الزعفرانيه قرية قرب كلواذى أي الكراده الشرقيه وباب الزوراء وهي مدينة المنصور ومحلة الزهيريه وهي ربض زهير بن المسيب في شارع الكوفه ومحلة الزيديه قريه من أعمال بادوريا وباب السلام وسوق الثلاثاء وكان في ذلك الوقت من أعمر محلات بغداد ومحلة سوق السلاح ومحلة سوق عبد الواحد بالجانب الغربي عند باب الكوفه وسوق يحي نسبة الى يحيى البرمكي وسويقة حجاج كانت بشرق بغداد وسويقة العباسه بنت الرشيد وسويقة أبي عبيد الله بين الرصافه ودار المملكه وسويقة عبد الوهاب غربي بغداد وسويقة خالد في باب الشماسيه وسويقة غالب وسويقة أبي الورد غرب بغداد وسويقة الهيثم غربي بغداد وسويقة نصر شرقي بغداد وسويقة العيثم غرب بغداد وشارع الانبار قرب مدينة المنصور ومحلة شارع دار الرقيق في الجانب الغربي وشارع الميدان بين الشماسيه وسوق الثلاثاء وباب الطاق المنسوب الى أسماء بنت المنصور بين الرصافه ودار المملكه والطاهريه من قرو بغداد وباب عسكر المسمى باب البصره وباب القريه وهي محله كبيره في حريم دار الخلافه وباب القطيعه وهي أربعة عشر موضعاً جميعها محلات ببغداد أقطعها المنصور لقواده منها قطيعة أسحق الازرق وقطيعة ام جعفر زبيده وقطيعة بني جدار وقطيعة الدقيق وقطيعة الربيع وقطيعة رييانه وقطيعة زهير وقطيعة العجم وقطيعة العمي وقطيعة عيسى وقطيعة الفقهاء بالكرخ وقطيعة أبي النجم والمالكيه قريه على باب بغداد وباب المحمديه من قرى بغداد فما ذكرناه بعض محلات بغداد التي شاهدها ياقوت الحموي قبل نصف قرن من دخول المغول الى بغداد وانتهاء الخلافه العباسيه.

طارق حرب :

التهتك والمجون والخلاعه ببغداد في العهد العباسي الوسيط
(القرنين الثالث والرابع والخامس الهجري)

---------------------------------

لقد تمثل ثلاثي التهتك والمجون والخلاعه ببغداد في العهد العباسي الوسيط بالاستعتار والمجون والدعاره أولاً وفي الغلمان ثانياً وفي القيان ثالثاً فلقد ترك انتشار الجواري في حانات بغداد وبيوتها آثاره على حياة اللهو فانتشر المجون ببغداد وكثر
المستهترون وظهر الى العلن مجون الرجال والنساء كما يصفها
القاضي التنوخي ولاحظ الجاحظ العلاقة بين الحانات والدعاره وقال
ان في الجمع بين القيان والرجال اثارة للمغلمه والفجور ان هنالك
بيوت ترمي القينه في حجور الزناة فتخرج مع الرجال الى منازلهم
وتمكنهم من نفسها وكثرت ظاهرة اقتران الغناء بالانحراف اذ ان
المغنيه التي تدخل بيوت الرجال تتعرض لأغرآتهم ويذكر القاضي
التنوخي ان المسؤولين عن الارباع كتبوا الى صاحب شرطة بغداد
بأن نساء منحرفات من بنات الوزراء والقاده السابقين ويصور
الدينوري انتشار الدعار والقوادين ببغداد في القرن الرابع الهجري
لدى بعض أرباب المهن كالبستاني وبياع الطيور والدلال والساحر
والحذاء وقد أورد التنوخي في كتابه النشوار قصة رمزيه قصد بها
التشهير بالقوادين وبأساليبهم على شكل وصيه والد لولده بشأن
الدعاره اذ يوصيه بمصاحبة كبار رجال الدوله ليكتسب جاهاً
ونصيحته له بالاكثار من الجواري والمغنيات والخمور والغلمان.

لقد كان ظهور المنحرفات ببغداد في الخمارات اذ مع نمو بغداد
وتوسعها خرجت الجواري الى الشوارع وألتقين الرجال فصحبوهن
الى بيوتهم أو أخرجوهن الى البساتين أو استغلوا المحلات الخربه
وأغنياء بغداد فأن فرصهم أكبر فهم من رجال ونساء يملكون المال
والجاه وبأمكانهم تهيئة المكان والخمر والطعام ونشأت ببغداد دور
للدعاره في القرن الثالث الهجري تديرها النساء ويتم استدراج الرجال اليها وفي القرن الذي يليه كان رجال الدوله يوفرون الحمايه للدعاره لأنهم يستخدمون القوادين وحصل نزاع بين قائدين عسكريين بسبب امرأه منحرفه على الرغم من ان بعض رجال الشرطه كانوا يكبسون الدور ويلاحقون الدعاره ويراقبون الاخلاق ويحبسون من كان متلبساً غير ان اضطراب الامن وضعف السلطه سهل انتشار دور الدعاره واكتسب بعضها الحمايه الرسميه وان كان الصولي في كتابه يذكر استفحال أمر القوادين ويحدد اماكن
تواجدها قرب دار الروم في بغداد وخارج المناطق الآهله ويذكر ان أحدهم هو ابن الحراثه ضمن الفجور والقمار واللصوص ببغداد مقابل دفع مبالغ لقائد الشرطه وكانت دار ابن الحراصه يقيم في الجانب
الشرقي ببغداد في مكان آهل على نهر دجله ويحمي داره برجال
أشداء واختلط نشاط الدعارة بالعيارين ويذكر ياقوت الحموي ان
عاهره كانت تلبس رداء العبارين وتخرج معهم وتشرب الى أن
تسمو فيحملها العيارون الى زوجها وفي القرن الخامس أتخذت الدعاره شكلا علنياً ومن ذلك ان الوزير فخر الدوله أمر بنفي المفسدات وبيع دورهن وتم التشهير بجماعه منهن حيث أركبن على الحمير وهن ينادين على أنفسهن والذي يبدوا ان الداعرات
كن يتقاضين أقل من القيان ودكرت بعض الكتب ان ثمن قضلء الليله كان ديناران وفي جميع الاحوال فأن داعرات بغداد التي
تغشاهن العامه قليلات الجمال او من العجائز ولا يجدن فن الغزل.

وعرف بعض البغداديين معاشرة الغلمان وتذكر كتب التاريخ
المنافسه بين النخاسين لإظهار محاسن الغلمان والجوار وكانت
مجالس القاصفين حافله بالغلمان بعضهم يغني وآخر يسقي وآخر
ينادم وشاع الاستهتار بالخدم حتى تهادوا الغلمان واستمتعوا بهم
كما يستمتعون بالجواري وكان الغلمان يتواجدون في دور اللهو مع
الجواري وكان المخنثون يدورون في شوارع بغداد مع سالكي هذه
الشواره ويعرضون أنفسهم على اللوطيين وتباهى أصحاب الشدوذ
من الرجال بمعاشرة الغلمان وأبتلى رجال السلطه في بغداد
بالغلمان ويذكرون ان الاصفهاني انه كان يعشق غلاماً وعشق
أحدهم أحد المغنيين في بغداد فأنفق عليه مالا كثيراً وأتهم بغض
الصوفيه بولعهم بالاحداث وكانت الحانات تقدم الغلمان في حفلاتها
الغنائيه وحاكى الغلمان النساء في التهتك والدلال فقد عشق أحد
الاطباء غلاماً حتى انه أنتحر لفرط حبه للغلام وعدم امكانية الانفاق
المجلس اقترحوا واستفتحوا فأني عبدكم أخدمك بغنائي ومن
أرادني مره أردته ألف مره لم أبخل أو أتعسر عليكم وأنا غداً مضطر
اليكم اذا تولى جمالي وتكمش خدي ووضعوا معياراً للغلام المفضل
بأنه غنج الحركات وخنث الاعذاف وبابلي الطرف يمشي بخصر دقيق وردف ثقيل ووجه مشرق وشفتاه مرجان أو عقيق وثغره كالدر وصدغه كالنوم وكأن عنقه ابريق فضه له ردف كأنه عجنة من لباب السميذ سهل الاثيان يكون اسمه فانتا أو رائعا وبديعاً ونسيما وصيفا وريحاناً وكان بعض الغلمان يتلقى هدايا المعجبين وفيها الثياب الجميله والدنانير ومنهم من يحصل على الطعام والشراب وقد يلاقي الغلام العنت من بعض الساكرين ويضيق بعربدتهم وعرفت بغداد بعض الرجال البغائين وادعى أحدهم انه دفع أربعين لغلام مرغوب لم يقدر عليه أحد البغداديين.

وظهرت مجالس القيان في بغداد اذ كانت دور الكشاخنه أي من أمتهنوا بالقيانه أو القيانيين مكاناً لظهور القيان اذ من لوارم مهنة النخاس أن تكون له دار خاصه يعرض فيها جواريه أمام الزبائن ليتمكنوا من اقامة علاقه معهن فيكشف عن فضائل جواريه ولكي تتمكن الجاريه االجديده من معرفة أسرار ومغازي هذه المهنه من غناء ومنادمه ومسامره وبمرور الوقت تحولت دور القيان أن أصبحت مركزا دائما من مركزاً دائما من مراكز اللذات الحسيه تقدم فيها الاطعمه والاشربه وتعرض فيها الجواري خبراتهن من الغناء والرقص والمداعبه وهذه المهنه تنشأ علاقه ما بين القيان والقينه والزبون فالقيان يغري الزبون بالقينه ويقود عليها ويتساقط أخبار الاغنياء ورجال السلطه ويدعوهم الى مجلس قيانه وكانت بعض القيان يعملن في الحانات ويروى عن الشاعر علي بن الجهم انه ينزل بباب الكرخ على قيان جميلات من قيان من كان اسمه المفضل حيث يرى سرور المقين بأطراح الضيف حياءه وان وحد الضيف متزمت فأنه يذم الوقار والتزمت وليس في الحانه من ممنوع مادام الضيوف يدفعون ويشربون وبعد أن تخبوا شعلة المصباح يقبل الضيوف على الغانيات ويصمونهن وتقوم بعض الجواري بالانتقال الى البيوت لعمل حفلات اللهو الخاصه ويغني المغنون بينما الحضور يلهون بالجواري ولازدهار هذه المهنه فدخلتها المرأه كقيانات هن يعرضن الجواري على الزبائن وليس الرجال وقد أنتشر ذلك خاصة بالقرن الرابع الهجري وكان أصحاب دور القيان يحصلون على ثروات كبيره من هذه المهنه اذ كانوا يستحثون أصحاب الاموال على الانفاق بوسائل مختلفه فمنهم من يحقر المبلغ ومنهم من يتواطأ مع أبناء الاغنياء بالادعاء عليهم بدين ليتمكن الشباب من الحصول على المال من ذويهم وكان القيانون يحصلون على الاموال التي يدفعها الزبائن للجواري ويبدوا ان الأجور تتفاوت بين الجواري حسب قدراتهن الغنائيه ووصف أهل التاريخ الجاريه البغداديع بأنها لا تعرف الود الا الدرهم والدينار وكان الواقع المعاشي يتفاوت بين الجواري فقد تمتعت بعضهن بمستوى جيد وكان مما يضايق الجواري خشية أصحابهم من حملهن حتى لا يذهب ثمن الجاريه اذ يمنع عليه بيعها بعد أن تصبح أم ولد لذلك كان الرجال يتبعون مع جواريهم طريقة العزل أو منع الحمل بمسحوق خاص.

طارق حرب : بعض مؤلفي الكاظميه في القرن الاخير من الحكم العثماني لبغداد

----------------------------------

شهدت الكاظميه منذ أن كانت تسمى الحربيه نسبة الى القائد في عهد باني بغداد الخليفه المنصور حرب بن عبدالله وحتى بعد تحويل اسمها الشونيزي الصغير الى الحربيه التي تألفت من باب التبن أو التبانه وقطيعة جعفر ابن المنصو أو قطيعة أم جعفر زبيده ابنته ومقابر قريش ومنذ أن دفنت فيها أول دفين ريطه ابنة الخليفه المهدي التي توفيت قبل جعفر الاكبر بن المنصور كما يذكر الكثيرون فالمهدي أمه ريطه بنت السفاح وامها ريطه زوجة السفاح وابنة المهدي ريطه أيضاً نحو ما ذكره الدكتور مصطفى جواد في كتابه سيدات البلاط الملكي الذي جاء بعد كتبه الكثيره عن بغداد نقول من ذلك العهد فلقد ضمت الكاظميه الكثير من الاعلام سواء من دفن في المقبره أو بعد ذلك بفتره حيث تم بناء المرقد الكاظمي الشريف للامامين الكاظم وحفيده الجواد وشهدت الكثير من الاعلام الذين ألفوا لنا المؤلفات العظيمه وكتبوا لنا الكتب النفيسه ولو رجعنا الى مؤلفي الكاظميه في القرن الاخير من الحكم العثماني لبغداد أي من سنة 1818م الى سنة 1917م من عام 1233 هج الى عام 1337 هج وذكرنا بعضهم فأننا نجد:-

الشيخ مهدي جروكه الكاظمي في رسالة ان المتنجس ينجس والسيد مهدي المراياتي في مجموعته الشعريه والسيد مهدي الخراساني في شرح كفاية الاصول والسيد مهدي الازري في الأرجوزه والسيد مهدي الحيدري في الصلاة والطهارة والصوم والرجال ومصطفى الكاشاني في حجية الظن ومصطفى ابراهيم الحيدري في الباقيات الصالحات ومرتضى نصر الله في مبادئ القانون الدولي ومرتضى آل ياسين في بلغة الراغبين ومحمود عبد الله الكاظمي الكتبي في مناجاة النبي موسى و محمد مهدي القزويني في القاضي العدل ولسان الحق وصدق الخطاب والشيخ محمد مهدي الخالصي في رسالة الفقه والرجال والقواعد الفقهيه ومحمد علي الشهرستاني في الخلافه والشيطان ومسيح الاناجيل والشيخ محمد الهمداني في الشجره المورقه والسيد محمد الحيدري في مواليد ووفيات الأئمه والشيخ محمد محفوظ في اصول وفروع الفقه ومحمد شبر في الاصول والشيخ محمد طاهر الدزفولي في أمثال القرآن ومحمد طاهر الحيدري الاصول ومناسك الحج ومحمد بن شريف الكاظمي في القصيده الكراريه والشيخ محمد حسين الكاظمي في منجية العباد يوم الميعاد والشيخ محمد آل ياسين في حقوق الوالدين وعقوقهما والشيخ محمد حسن آل كبه في الخلل ومحمد جواد آل محفوظ في جوهر البيان ومحمد باقر الحيدري في خلاصة النحو ومحمد الاعرجي في القواعد ومحسن الصائغ في طرائق الشعر.

ومن مؤلفي الكاظميه في القرن الاخير من الحكم العثماني لبغداد ابراهيم الحيدري في هداية العباد والشيخ ابراهيم الخالصي وابراهيم آل السيد محمد الكاظمي في الروضه
الزهويه والسيد أبو الحسن الصدر والشيخ أحمد البلاغي في شرح التهذيب والشيخ أحمد
محمد حسين الكاظمي في الكلام والشيخ اسماعيل التستري في ميزان الاعمال
ومستدرك أعيان الشيعه والسيد اسماعيل الصدر وباقر الحيدري في منظومة الطب
والشيخ باقر الكاظمي في البيع ومعاملات الصبي والشيخ باقر آل ياسين في التعليق على القوانين والشيخ جابر آل عبد الغفار في كرامات السيد محمد والشيخ جابر
الكاظمي في ديوانه والسيد جعفر الأعرجي في معجم الاشراف ونفحة بغداد والشيخ
جعفر الكيشوان في الفقه والشيخ جواد البلاغي في الرد على الدهريه

والسيد علي الصدر في الحقبه وشجرة الموسويين والشيخ عباس الجصاني في شرح شرائع الاسلام والسيد عبد الله شبر في الوجيز في تفسير القرآن وفقه الاماميه والشيخ
عبد الحسين آل ياسين وعبد الحسين عباس الاعسم الرحله الاعسميه والسيد عبد الحسين
شرف الدين العاملي في المراجعات وفلسفة الميثاق والسيد علي الاعرجي في التهذيب
والسيد حسين الحيدري في التاريخ والاخلاق. وهنالك الكثير من مؤلفي واعلام
الكاظميه في القرن الاخير من العهد العثماني في بغداد ذكرنا بعضهم وذكرنا القليل جدا
من موءلفاتهم اذا علمنا ان البعض منهم قد تجاوزت مؤلفاتهم المائتي مؤلف.

١٦١٦

تعليقان

أعجبني

طارق حرب :

الوعظ والوعاظ ومجالس الوعظ ببغداد في العهد العباسي الاخير

-------------------------------

شهد القرن الاخير والقرن الذي سبقه من عهد الدولة العباسيه وهو العهد الاخير الذي يشمل القرن الخامس والقرن السادس الهجري والتي بدأت

بالنفوذ السلجوقي من أواسط القرن الخامس الهجري حتى دخول المغول بغداد بقيادة هولاكو خان أواسط القرن السابع الهجري شهدت بغداد كثرة

مجالس الوعظ وكثرة الوعاظ فلقد أزدادت أهمية الوعاظ في المجتمع البغدادي في تلك الفتره بشكل يفوق ما كان في العهد العباسي السابق اذ

كانت مجالس الوعظ ببغداد أشبه بمدارس شعبيه تبنت موضوع تثقيف العامه خاصة وقد عكست مجالس الوغط في بغداد حرية التدريس فقد كان

مسموحاً لأي بغدادي أن يحضر هذه المجالس وأن يستفيد منها عن طريق السؤال عما يختمر في نفسه من تساؤلات ولم يكون يشين هذه المجالس

سوى التعصب المذهبي الذي كانت شائعه بين عامة بغداد ومن يتولى الوعظ والتحاسد فيما بينهم قد أثرت على مجالس الوعظ وحدوث فتن مذهبيه.

وتميز وعاظ بغداد في تلك الفتره ان الواعظ الذي يقوم بمهمة الوعظ يجب أن يكون على معرفة بالفقه والعلوم والاداب ويتمتع بأسلوب مبسط لا يخلو من البلاغه وبإلقاء حسن لمخاطبة قلوب السامعين للتأثير على العقول وتحريك المشاعر مما يجعل الواعظ أثيراً لدى سامعيه وكان البغداديون وخاصة العامه يميلون لسماع المواعظ في المجالس العامه أكثر من ميلهم لسماع العلماء في المدارس للتناقض الحاصل في المجتمع البغدادي وهذا يمثل العلاقه مع الدين وقد اختلف الوعاظ في تأثيرهم على الرأي العام ببغداد وفي عدد الحضور بناء على سعة ثقافتهم وأسلوب حديثهم لامر الذي يوجب في الواعظ تملك ما يمكن أن يكون محلاً لاهتمام الناس وموضع استقطابهم خاصة وان الوعاظ يشكلون جزءا من مثقفي المجتمع البغدادي لذا فأن تأثيرهم على الرأي العام كان كثيراً اذ مما يذكر ان الفقيه الواعظ أردشير العبادي عند مروره في بغداد بعد عودته من الحج جلس للوعظ في المدرسه النظاميه عام 486 هج فتكاثر عليه اهل بغداد حتى أمتلأ صحن المدرسه وأروقتها وبيوتها وغرفها وسطوحها وعجز المكان عن استيعاب الحضور والعجيب ان عدد النساء البغداديات اللاتي حضرن أكثر من الرجال وقيل ان عدد الحضور كان بحدود ثلاثين ألفاً وكان اذا تكلم العبادي ترك الناس معايشهم وهاموا وراء الواعظ.

ويصور ابن الجوزي مكانة الواعظ العبادي بين أهل بغداد فيقول ان البركه التي يتوظأ فيها العبادي تكون محل هجوم من الناس لينقلوا منها الماء

بالقوارير تبركاً بسبب وضوء الواعظ فيها ومن وعاظ بغداد في تلك الفتره الفقيه يوسف الهمذاني الذي عاد الى بغداد عام 506 هج فوعظ فيها

الذي كان له تأثير كبير على الرأي العام في بغداد من خلال مواعظه وكراماته التي توضحت بحالة عمليه عندما ضايقاه أخوان أثناء الوعظ فقال

لهما( اجلسا لا متعكما الله بشبابكما) وفعلاً ماتا ولم يبلغا الشيخوخه وكان بعض الوعاظ يتجهون بوعظهما الى الخلفاء والسلاطين والوزراء

فيذكرونهم بالواجب الملقى على عاتقهم وانهم محاسبون في الاخره ومن هؤلاء الوعاظ من وعظ الوزير نظام الملك وهو الواعظ أبو عمامه وذكر

الوزير بأنه أجير هذه الامه وعليه السعي لمصالح للمسلمين وذكرهم بعدالة بعض الملوك ومنهم ملك الهند الذي كان لا يسمع من له مظلمه فطلب

من كل من كان لديه مطلمه أن يلبس الاحمر لكي يعرفه بسبب ضياع بصره وذكر الواعظ بأن وعظه ليس لمطمح شخصي فما كان من الوزير الا البكاء وأمر له بمائة دينار التي رفض الواعظ قبولها.

وقام ابن الكواز أحد وعاظ بغداد بتذكير السلطان السلجوقي مسعود بما هو حال العامه بعد فرض ضريبة العقار فما كان من السلطان الا أسقط

الضريبه وتمكن الواعظ العبادي من اسقاط مكس فرضه هذا السلطان على الناس عندما وصف نفسه بالمطرب الذي يهبه السلطان مالا والواعظ

أبو الحسن علي الغزنوي الذي قدم بغداد عام 516 هج ووعظ بها حتى ان زوجة الخليفه أمرت بأن يبنى له رباط بباب الازج أي محلة باب

الشيخ ومما يلفت النظر ان عدد الوعاظ أزداد في بغداد في العهد العباسي الاخير مما أدى الى انتشار مجالس الوعظ حتى وصل الامر الى ان

الوعظ تحول الى وظيفة دينيه احياناً وقد يؤدي الوعظ أحياناً الى سخط الرأي العام من الواعظ منهم الواعظ الشهاب محمد الطوسي في بغداد

وكان فيما قاله لم يكفر بقتل الامام علي عليه السلام لذلك سخط الرأي العام ورموه بالآجر حتى انه خرج من المجلس بصعوبه وان الناس كمنوا

له متأهبين لرجمه في اليوم التالي وحضروا قوارير النفط له لكنه لم يحضر حتى ان خليفة بغداد المستضيء أمر بأن لا يجلس هذا الواعظ للوعظ

مرة أخرى ونفاه الى مصر ومنع الوعاظ من الوعظ لتهدئة الرأي العام ومن وعاظ هذه الفتره العالم المشهور أبو الفرج بن الجوزي الذي أرتفع

شأنه ببغداد حتى انه أخذ يعظ في المحال لضيق المساجد بالناس وقد حظر مجلس وعظه ببغداد الخلفاء والملوك والامراء والوزراء والعلماء

والفقراء اذ كانت له اليد الطولى في الوعظ فهو حامل لواء الوعظ والقيم بفنونه مع الشكل الحسن والصوت الجميل والوقع في النفوس ومن وصفه لمجلس وعظه قوله عام 568 هج :

اني عقدت المجلس يوم عاشوراء بجامع المنصور فحضر من الجمع في المجلس ما قدره مائة الف من أهل

بغداد . وان كان هذا الرقم مبالغ به فأنه يدلل على كثرة الحضور لمجلس الوعظ هذا ويروى ان الناس لما علموا بموعد وعظه أتخذوا أماكنهم

من وقت الضحى أي مبكرين وان الرجل كان يكتري أي يؤجر محل حضوره بمبلغ من المال وكان للوعظ أثره ليس من حيث عدد الحضور

ولكن من حيث آثاره اذ أعلن الكثير منهم التوبه وتذكر كتب التاريخ ان كثير من المسيحيين واليهود أعلنوا اسلامهم ويذكر ابن الجوزي ان بعض

محلات بغداد توقد الشموع الكثبرهعنز حضوره للوعظ حتى يقال ان ألف شمعه تم ايقادها في احدى المرات وقد أيد أقوال ابن الجوزي في كثرة

الحضور والاثار الرحاله ابن جبير الذي زار بغداد ويذكر انه حضر

بعض هذه المجالس عام 580 هج وكان يحضر مجالسه الخلفاء

وخاصة خليفة بغداد المستضيء والخليفه الناصر وزوجة الخليفه

الاول ووالدة الخليفه الثاني وهي السيده زمرد خاتون

حتى ان وعظه دفع الخليفه

المستضيء تصدق بمال كثير وأطلق المحبوسين وكسا كثير

من الفقراء وممن أشتهر من الوعاظ ببغداد شاذان بكر أبو القاسم

المقرئ المتوفي عام 405 هج وأحمد أبو الحسين بن السماك

الواعظ بجامع المنصور المتوفي 424هج وعماد عبد الوهاب بن

عبد العزيز بن الحارث التميمي الذي كان يفتي على وفق

مذهب ابن حنبل المتوفي عام 425 هج والحسن بن عثمان

بن أحمد بن الحسن بن سوره أبو عمر الواعظ المعروف بأبن

الغلو المتوفي عامً 426 هج وعبد الملك بن محمد بن عبد الله

بن محمد بن بشر بن مهران القاسم الواعظ المتوفي عام 430

هج وعبد الخالق

بن هبة الله المفسر الواعظ الذي كان كثير التهجد والتعبد

المتوفي عام 479 هج ومحمد بن عبد السلام بن علي أبو

الوفاء الواعظ المتوفي عام 484 هج ويوسف بن أيوب الهمذاني

الواعظ المتوفي عام 506 هج وفي نفس السنه توفي الواعظ

المعمر بن علي بن المعمر الذي كان حاد الذهن ويحيى بن

ابراهيم أبو زكريا السلماني المتوفي عام 505 هج ونصر بن

نصر أبو المعمر العكيرن الواعظ وأبو الفضائل بن شقران

الواعظ وعبد القادر بن عبد الله بن عمريه أبو النجيب

السهروردي المتوفي عام 563 هج وفي عام 571 هج منع

جميع وعاظ بغداد الا ثلاثه حنفي وشافعي وحنبلي وفي عام

573 هج أذن للوعاظ في معاودة الجلوس والتقدم اليهم أن لا

يخلطوا وعظهم بشيء من الاصول والمذاهب .

٢٣٢٣

تعليق واحد

الهمذاني والسمعاني وابن الأنباري وابن الجوزي وابن

المارستانيه والبغدادي من الموءرخين البغداديين في القرن

السادس الهجري( العهد العباسي الاخير)

--------------------------------------------------

يشكل التاريخ جزءاً هاماً وأساسياً في التراث الفكري والحضاري لبغداد كونه يقص ويحلل النشاط

الانساني وبذلك يقول ابن الانباري أحد موءرخي بغداد في القرن السادس الهجري في كتابه طبقات

الادباء قائلاً( وبعد فقد ذكرت في هذا الكتاب الموسوم بنزهة الابناء في طبقات الأدباء معارف أهل

الصناعه الأعيان ومن قاربهم في النقل والأتفاق وبينت أحوالهم وأزمانهم على غاية من الكشف

والبيان)وزاد موءرخ بغدادي آخر في القرن السادس الهجري وهو ابن الجوزي في مقدمة كتابه

المنتظم في تاريخ الملوك والامم حيث قال(وللسير والتاريخ فوائد كثيره أهمها فائدتان أحدهما انه اذا

ذكرت سيرة حازم ووصفت عاقبة حاله أفادت حسن التدبير ولأستعمال الجزم أو سيرة مفرط ووصفت

عاقبته أفادت الخوف من التفريط فيتأدب المتسلط ويعتبر المتذكر) لذا فأن الفكر التاريخي في بغداد

يعد عنصراً مهماً من عناصر الثقافه العربيه الاسلاميه ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاسس الحضاريه والثقافيه

لتاريخها ودراسة الفكر التاريخي لبغداد من الدراسات المهمه في تاريخ الفكر والحضاره وأمتازت

مدرسة بغداد التاريخيه بأستخدام النقد للموارد وترجيح بعضها على بعض وملكة النقد التي كان يتمتع بها موءرخرا المدرسه البغداديه تدل على رجاحة عقل وعلو ملكه عند موءرخي المدرسه البغداديه وقد

ظهرت فكرة للتاريخ المحلي التي توضح مدى اعتزاز كل مدينه بتاريخ مدينتهم ومن هذه الكتب كتاب

ذيل تاريخ بغداد للسمعاني وهو من موءرخي بغداد في القرن السادس الهجري وقد دخل ميدان

الكتابات التاريخيه بعض الرجال بالاضافه الى مكانتهم الوظيفيه من عمال وكتاب ووزراء الذين ساهموا في تسجيل الاحداث السياسيه لذلك نجد مجموعه من كبار الموظفين المحدثين والرواة والموءرخين

في بغداد في القرن السادس الهجري ومنهم ابن حمدون أبو المعالي محمد بن علي بن محمد

لمتوفي عام 560 هج البغدادي الكاتب الذي كان من كبار موظفي البلاط العباسي ببغداد الذي ألف

كتاب التذكره في احدى عشر مجلد وخصص المجلد الاخير للتاريخ والعمراني جمال الدين محمد بن

علي المتوفي في العام السابق الذي كان موظفاً لدى العباسيين ثم فارق بغداد عن محنه كاتب كتاب

الادباء في تاريخ الخلفاء وهو مخطوط والشيباني أبو غالب جمال الدين عبد الواحد بن مسعود وهو من جمهرة الكتاب في بلاط بغداد المتوفي عام 597هج وقد كتب كتابين ضائعين وكذلك قيصر بن

كمتشكين الحاجب وله كتاب يتعلق ببغداد في أواخر القرن السادس الهجري وألف الخليفه الناصر

الذي حكم بغداد من عام 575هج أي في القرن السادس الهجري كتاب في الاحاديث النبويه أسماه

روح العارفين الذي كان يقرأ في جوامع وكذلك ظهر في بغداد عدد من الموءرخين من أصحاب المهن

والحرف كالااطباء منهم ابن المارستانيه للمتوفي عام 599 هج أي نهاية القرن السادس الهجري الذي

وضع كتاباً عن تاريخ بغداد في مائة مجلد وقد ألف بعض المحدثين كتباً طبيه معتمدخ الاحاديث النبويه

منهم في هذا القرن أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف الهمداني الجزري البغدادي المتوفي عام

534 هج وكان من موءرخي بغداد في هذا القرن من النساخين والوراقين والفرضين منهم أبو غالب شجاع الذهلي الوراق النساخ المتوفي عام 507 هج الذي ذيل تاريخ بغداد للخطيب البغدادي

والهمذاني محمد بن عبد الملك المتوفي عام 521 هج صاحب تكملة تاريخ الطبري الذي كان فرضياً وأبو الفرج صدقه الحداد الذي كان فرضياً والمتوفي عام 570 هج وابو شجاع محمد ابن هدمان

البغدادي المتوفي عام 592 هج الذي كان فرضي منجم الذي ألف كتاب تاريخ ابن هدمان والحظيري

أبو المعالي سعد بن علي دلال الكتب صاحب زينة الدهر المتوفي عام 568 هج أي ان جميعهم من

القرن السادس الهجري في بغداد ومن العوائل البغداديه التي تولى اكثر من شخص في كتابة تاريخ

بغداد عائلة آل البناء وعائلة آل الجوزي وعائلة الخياط أبو محمد المقرىء ابن بنت الشيخ الخياط وعائلة أبو السعادات ابن الشجري هبة الله بن علي بن محمد نقيب الطالبين في الكرخ وعائلة السقطي أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي والزغواني أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر

الحنبلي وعائلة السهروردي وجيه الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله ومن كتاب بغداد في هذا القرن ممن تأثرت كتبهم بالعلوم كتب ابن خميس الكعبي مجد الدين محمددالجهني المتوفي عام 552 هج في كتابيه طبقات الاولياء وكتاب مناقب الابرار والشهرستاني المتوفي عام 548 هج كتابه تاريخ الحكماء وابن عقيل ابو الوفا علي الظفري البغدادي المتوفي عام 513 هج وكتابه الفنون الذي كان يحوي الفقه والتاريخ والشعر والادب وذيل الهمذاني على كتاب التاريخ للطبري وذيل أبو شحاع

البغدادي المتوفي عام 512 هج على كتاب تجارب الامم لأبن مسكويه ومن الموءرخين ببغداد في

القرن السادس الهجريأيضاً الكرخي أبو طاهر أحمد بن الحسين الذي له تاريخ نقل عنه ابن الفوطي

وكانت وفاته عام 532 هج وابن حمدون الشقيقان محمد وابن المعالي والكناني المنقذي ابو الحس

علي والسهروردي وجيه الدين بن عمويه الصفوي ويبقى أعلام علماء بغداد في هذا القرن بكتابة

التاريخ الهمداني محمد بن عبد الملك ابراهيم ابو الحسن الذي نقل عنه ابن خلكان الكثير كعنوان

للسير والمعارف وذيل لكتب تاريخ عديده والسمعاني ابو سعد عبد الكريم بن محمد بن ابي بكر

المروزي وكتابيه الانساب وذيل بغداد ونقل عنه ابن خلكان الكثير وابن الانباري كمال الدين عبد الرحمن

بن محمد الاديب النحوي الذي سكن بغداد ودرس في النظاميه وابن الجوزي ابو الفرج الذي يتصدر من

كتب عن بغداد وعن كل ماهو علم ومعرفه وثقافه بحيث بلغت كتبه المئات وابن المارستانيه ابو بكر

عبيد الله التيمي البغدادي من العقليات الموسوعيه وكتابه المشهور ديوان الاسلام الاعظم في تاريخ

بغداد وآخر اعلام بغداد الموءرخين في القرن السادس لهجري عبد اللطيف بن يونس البغدادي وهو من شيوخ ابن خلكان.

طارق حرب :

مقبرة الشونيزي الكبرى مقبرة الشيخ معروف الكرخي المقبره العباسيه الأقدم والأكبر والأشهر بين مقابر بغداد التراثيه

-----------------------------------

خمسة مقابر يعود بناؤها الى العهد العباسي ما زالت مستمره وموجوده لحد الان هي مقبرة الشونيزي الكبرى وهي مقبرة الشونيزي الكبرى مقبرة الشيخ معروف الكرخي مقبرة الكرخ في الغرب من بغداد ومقبرة الكاظميه في الحزء الغربي الشمالي من بغداد وثلاثة مقابر في الجزء الشرقي من بغداد هي مقبرة الخيزران مقبرة الاعظميه والرابعه مقبرة الشيخ عمر السهروردي في شرق بغداد والخامسه مقبرة الشيخ عبد القادر الگيلاني في منطقة باب الازج أي باب الشيخ كما إن هنالك مقابر كثيره كانت في بغداد بعد بنائها ولكنها بمرور الزمن أنقرضت وأختفت في حين ان المقابر الخمسه المذكوره استمرت حتى أيامنا هذه ونحن في القرن الحادي والعشرين ومن مقابر بغداد القديمه التي أختفت والتي ظهرت في فترة ظهور مقبرة الشونيزي الكبرى مقبرة الكرخ أو بعدها بقليل مقبرة الخلفاء ومقبرة ابراهيم الحربي ومقبرة ابن حنبل ومقبرة أبي حنيفه ومقبرة باب البردان ومقبرة باب التبن ومقبرة باب حرب ومقبرة باب الدير ومقبرة باب الشام ومقبرة باب الكناس ومقبرة الشهداد ومقبرة عبدالله بن مالك أو مقبرة المالكيه ومقبرة المجوس ومقبرة باب الشام ومقبرة الجصاصين ومقبرة الدير ومقبرة الرهينه ومقبرة بني هاشم ومقبرة أبي سويد ومقبرة باب الكوفه ومقبرة الصوفيه ومقبرة العباسه.

واذا كانت مقبرة الكاظميه التي نشأت من تجمع باب التبانه ومقابر قريش وقطيعة ام جعفر وان الدفن يرجع فيها الى ان أول المدفونين فيها هو جعفر الاكبر بن باني بغداد الخليفه المتصور وان كان هنالك رأي آخر يقول ان أول مدفون هي ريطة ابنة الخليفه المهدي التي توفيت في عهد المنصور وليس جعفر الاكبر لكن مقبرة الكرخ هي الاقدم زمنياً كونها ملاصقه لبغداد الزوراء المدينه المدوره ولا بد أن تم دفن بعض العاملين في بناء بغداد في هذه المقبرة كذلك فأن هذه المقبره أقدم من مقبرة الخيزران زوج المهدي أم هارون الرشيد أو مقبرة الامام الاعظم مقبرة الاعظميه كونها في الجزء الشرقي من بغداد التي تم السكن فيها بعد السكن في الجزء الغربي من الكرخ بكثيرعندما أوعز المنصور للمهدي لبقاء جيشه في الرصافه الجزء الشرقي من بغداد وطبيعي ان مقبرة الكرخ سابقه لمقبرتي الشيخ عمر والشيخ عبد القادر الگيلاني لأنهى ظهرت في القرن السادس الهجري وبعد أربعة قرون من بناء بغداد وهو زمن حياة الشيخ عمر السهروردي والشيخ عبد القادر الگيلاني .

قال ابن بطوطه الرحاله عند زيارته بغداد وفي الجانب الغربي من المشاهد قبر معروف الكرخي وهو في محلة باب اللبصره وقال ياقوت الحموي الشوينزيه مقبره ببغداد بالجانب الغربي دفن فيها كثير من الصالحين والواقع ان قبر الشيخ معروف الكرخي في الشوينزيه الكبرى وكانت هنالك مقبرتان متجاورتان فمقبرة معروف الكرخي هي من كانت تسمى مقبرة باب الديو نسبة الى دير خليلشوع أو بالكاف وليس الخاظ ويسمى دير البقال والشوينزيه فهي التي دفن فيها الجنيد البغدادي النعروفه بمقبرة الجنيد التي أتصلت بمقبرة معروف الكرخي وعرفت هذه الشوينزي بالكبرى تمييزا لها عن شوينزي الصغرى التي أعتبرت جزء من الكاظميه.

والشيخ الصوفي محفوظ الكرخي قيل انه من المشايخ بالزهد والورع كان أبواه مسيحيان وقيل انه أسلم على يد الامام علي بن موسى الرضا وان كان لنا توقف لأن التاريخ والوقائع تبتعد عن هذا القول وبعد اسلامه أصبح من الشيوخ الاوائل لمدرسة بغداد الصوفيه ومن تلامذته شيخ التصوف السري السقطي وداود الطائي وكان

الامام أحمد بن حنبل وابن معين يختلفان اليه وبعددموته عام 200 هج زمن المأمون الخليفه العباسي وأنشأت على قبره في القرن الرابع للهجره سقيفة وقبه وكما تولى الخليفه القائم بأمر الله في القرن الخامس الهجري بتعمير القبر وتجديده وقد أمر الخليفه الناصر عام612 هجبأنشاء مسجد كبير على مرقد الشيخ الكرخي وتم تجديد هذا القبر مرات عديده منها زمن ولاة بغداد العثمانيبن أحمد باشا السلحدار وعبد الرحمن باشا وعمر باشا وحتى العماره الجديده الكبيره سنة 2001 م ومن العوائل

البغداديه التي لها الدفن في هذا الجامع عائلة السويدي حيث صدر فرمان عثماني بالدفن فيه ومن دفن محمد سعيد وأبو المحامد حامد والعلامه شهاب الدين محمود

الالوسي أما من تم دفنه في مقبرة الشوينزيه الكبرى مقبرة الشيخ معروف الكرخي أو مقبرة الكرخ هذه وفي اطار هذه المقبره الكبرى يوجد مقبرة وقبر الشيخ الصوفي ومن اعلام بغداد الجنيد البغدادي الذي تفقه على أبي ثور وصحب الجنيد الحارث المحاسبي ومحمد القصار وخاله السري السقطي ولأنه فتح دكاناً لبيع الزجاج سمي القواريري وكذلك يوجد في هذه المقبره قبر الشيخ الصوفي السري السقطي كان الواحد في زمانه المتوفي عام 257 هج بعد وفاة الكرخي والجنيد وقبر السري السقطي في مكان واحد ومن قبور هذه المقبره قبر العبادي الامير الملقب قطب الدين صاحب الوعظ يضرب به المثل روي عنه الحافظ أبو سعد السمعاني ومنها قبر الشيخ محمد چركين وقبره مجاور قبر الشيخ معروف الكرخي وهو من متأخري الصوفيه وچركين تعني الوسخ باللغه الفارسيه.

وكذلك يوجد في مقبرة الكرخ قبر نور الدين الخرساني وهو الخواجه نور الدين بن الشيخ فارس كان من مجتهدي الصوفيه مجددا لهذا الفكر وكذلكِ يوجد قبر العلامه الحريفيشي صاحب كتاب الروض الفائق في المواعظ راسمه أبو مدين شعيب بن عبد الله المتوفي سنة 1407م وفي هذه المقبره أيضاً قبر داود الطائي قرب قبر الحنيد وهو داود الموفي شغل نفسه بالعلم ودرس الفقع ثم أختار العزله والانفراد ويروى عنه انه صام أربعين سنه يقال انه التقى بالامام أبي حنيفه توفي الطائي عام 165هج وكذلك دفن في مقبرة الكرخ صاحب المذهب الظاهري أبو سليمان داود بن علي الاصبهاني المشهور بالظاهري الذي أخذ العلم عن اسحاق بن راهويه وأبي ثور

وغيرهما وكان متعصباً للامام الشافعي وأصبح صاحب مذهب مستقل وتبعه جمع كثير يعرفون بالظاهريه كان صاحب طيلسان أخضر من أعقل الناس وعلمه أقل من عقله

وكذلك في مقبرة المرخ قبر النبي يوشع من أنبياء بني اسرائيل وحصل الاختلاف في انه يوشع النبي أو غيره وهنالك مسجد يزوره يهود بغداد سابقاً وقد حصلت فتنه في بغداد

بسبب الدفن في هذا المرقد وكذلك في هذه المقبره قبر البهلول وقيل انه ابن عم الخليفه

الرشيذ وكان من الزاهدين الصالحين وله مناقب كثيره من الحكمه والفلسفه وفي مقبرة

الكرخ أحد مشايخ الهنود السيخ الذين كانوا بتوافدون على هذا القبر لزيارته خاصة عندما دخل الهنود الى بغداد سنة 1917م مع القوات لانگليزيه وكان من عادة الزوار الهنود

لهذا المرقد يكتب اسمه على الجدار ولا زال المرقد قائماً وفي هذه المقبره أيضاً قبر

الطيب أبو الحسين محمد بن علي الطيب البصري المتكلم على مذهب الاعتزال كان جد الكلام وقد صلى عليه القاضي الصيمري عند وفاته عام 436هج ويوجد قبر شمس الدين أبو الفضائل باتكين نائب الخليفه

المستنصر وهو أرمني مسيحي مملوك الخليفه الناصر ومن تم دفنه في مقبرة الكرخ ابن العصار أبو الحسن علي بن أبي الحين السلمي الرقي الاصل البغدادي المولد

الملقب مهذب الدين اللغوي من مشاهير ادباء بغداد وكذلك ممن دفن في مقبرة الشونيزي الكبرى مقبرة الشيخ معروف الكرخي مقبرة الكرخ المقرئ البزاز والحافظ

المشهور الدارقطني وعبد الاول السكزب المدرس بالنظاميه وأبو كعفر الصوفي والفارسي النحوي والحازمي وقيل ان الشاعر أبو نواس دفين هذه المقبره وغيرهم كثير من أعلام وعلماء بغداد.
٢٦٢٦

ثاني خليفه لبغداد أول من ذكر الصلاة على النبي في خطبته واول من جلب الثلج للكعبه وأمر وزيره بفتل ابنه في المجلس وفي زمنه حرق مدعي الالوهيه نفسه واولاده ونساءه وانصاره ولم يستسلم

--------------------------------

ثاني خليفه عباسي في بغداد المهدي أول حاكم قال في خطبته( إن الله وملائكته يصلون على النبي) فمضت سنة لخلفاء بغداد العباسيين طيلة خمسمائة عام
---------------------------------

إن الله وملائكته يصلون على النبي فيا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما آية أول من ذكرها من خلفاء بني العباس سواء بالنسبة للخليفه الاول حاكم الكوفه أبو العباس السفاح أو بالنسبة للخليفه العباسي الثاني أول خليفه لبغداد أبو جعفر المنصور فكانت هذه الايه من السنن التي سنها المهدي الخليفه العباسي الثالث والخليفه الثاني لبغداد اذ ذكرها في خطبته لأهل بغداد ويقول السيوطي في سنده انه تم سماع المهدي على منبر البصره يقول( ان الله وملائكتهيصلون على النبي) أثره بها الرسول من بين الرسل وخصكم بها من بين الامم وهو أول من قال ذلك في الخطبة وقد أستسنها الخطباء الى اليوم كم يذكر كتاب تاريخ الخلفاء. وهو أبو عبدالله محمد المهدي بن الخليفه المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عم الرسول أمه أم موسى بنت منصور بن عبد الله الحميري المولود سنة ست وعشرين ومائه بويع له بالخلافة في مكه بعد وفاة أبيه سنة ثمان وخمسي ومائه وكانت خلافته ببغداد أربع عشرة سنة اذ توفى عام 169 هج 785م كان أسمر اللون طويلاً جعد الشعر على أحد عبنيه نكتة بيضاء ولما جاءه نعي أبيه كتم الأمر يومين ثم نودي في الناس يوم الخميس الصلاة جامعه فقام فيهم خطيباً فأعلمهم بموت أبيه وأخذ منهم العهد على خلافته فبايعه جميع الناس ولقد عرف عن الخليفه المهدي جوده وملاحته وحب الرعبه له وحسن اعتقاده في الدين تولى رواية الأحاديث النبويه عن أبيه وجمع من المحدثين تولى في شبابه حكم طبرستان فتأدب وجالس العلماء وتميز عن غيره رد المظالم الى أصحابها وفرق الذخائر على مستحقيها وفي حياته أخذ البيعه لابنه الهادي أولا ولأبنه الثاني الرشيد من بعده وكان يقول الشعر الرقيق الذي ينم عن أدبه وعلمه باللغة العربيه وفنونها ويذكر عنه انه أول خليفه حمل اليه الثلج الى مكه وهو أول من عمل البريد من الحجاز الى بغداد كان يأمر صاحب الشرطه بضرب ندماء ابنه ولي العهد الهادي ومغنيه وحبسهم وقد أنجب من أم ولد بربريه اسمها الخيزران ولديه المذكورين وانحب من غيرها . أستوزر أبي عبد الله معاويه بن يسار الذي جمع له حاصل الدولخ ورتب الديوان وقرر القواعد وكان كاتب الدنيا وأوحد الناس حذفاً وعلماً وخبرة وهو الوزير الذي أمره الخليفه بقتل ابنه في مجلسه وامام جميع الحاضرين وأستوزر الخليفه المهدي أبي عبد الله يعقوب بن دارد الذي كان من الموالي والذي أنتهت وزارته بسجنه في سجن المطبق واستوزر الفيض بن أبي صالح الذي أشتهر بالجود والكرم.

لقد كان الخليفه المهدي كما يصفه بن الطقطقا في كتابه الفخري شهماً فطيناً كريماً شديداً على أهل الالحاد وكانت سنوات حكمه شبيه بسنوات حكم أبيه في الحوادث وكان يجلس في كل وقت لرد المظالم ويروى عنه ان اول ما ينظره في المظالم اذ يقول ادخلوا علي القضاة فلو لم يكن ردي للمظالم الا للحياء منهم لكفى وكان المهدي ينظر في الدقائق من الامور وهو من رد نسب آل زياد ابن أبيه الى عبيد الثقفي واسقاطهم من ديوان قريش ورد نسب آل أبي بكره الى ولاء الرسول وكتب الكتب بذلك والتي تم اعتمادها وفي زمانه ظهرت فتنة المقنع بخراسان الذي كان رجلاً قصيراً أعور من أهل مرو الذي
عمل وجهاً من ذهب وأدعى الالوهيه وسمى نفسه هاشماً وكان يقول بالتناسخ وبايعه
خلق من ضلال الناس وكانوا يسجدون الى ناحيته أين كانوا في البلاد وكانوا يقولون في
الحرب يا هاشم أعنا وأجتمع اليه خلق كثير فأرسل اليه جيشاً فأعتصم منهم بقلعة هناك
وحاصره جيش المهدي ولما وجد هاشم انه لا قبل له في مواجهة الجيش أضرم نارا
كبيره وأحرق جميع من في القلعه من دابة وثوب ومتاع ثم جمع نساءه واولاده وقال لأصحابه: من أحب منكم الارتفاع معي في السماء فليلقي نفسه في النار ثم القى فيها
نفسه واولاده ونساءه خوفاً من أن يظفر بجثته أو بحرمه فلما أصبحوا رماداً فتحت أبواب القلعه فذخلها عسكر المهدي فوجودها خالية خاويه وحصل موت المهدي انه
طارد ظبياً في بعض متصيداته فدخل الظبي الى باب خربه فدخل فرس المهدي خلفه
فدقخ باب الخربه فقطع ضهره فمات من ساعته وقيل ان موته لم يكن كذلك وانما قيام
جارية له في وضع السم في بعض المآكل لجارية أخرى فأكله المهدي وهو لا يعلم فمات
مسموماً وقد وصف الشاعر أبو العتاهيه يصف جواريه وقد برزن بعد موته وعليهن المسوخ فقال.-

رحن في الوشي وأقبلن عليهن المسوح

كل نطاح من الدهر له يوم نطوح

٣٣٣٣

العنقاء وغراب البين والتمائم ونثر الدراهم وغيرها من معتقدات وتراثيات أهل بغداد في العهد العباسي الاول

-----------------------------------

الحكايات والاساطير والعادات والتقاليد والمعتقدات والخرافات من مأثورات أهل بغداد منذ بنائها عام 145هجِ 762 م ولحد يومنا هذا وقد كان لها دوراً ببغداد في العهد العباسي الاول أي خلال القرنين الاولين من عمر بغداد وقد خلد الشعراء بعض منها بحيث يمكن اعتبارها كأنموذج للتراث الشعبي ببغداد ومن هذه:-

العنقاء والتي يقول فيها الشاعر :

أحن الى أهلي وأهوى لقائهم
وأين من المشتاق عنقاء مغرب

وعنقاء مغرب ارد كثيراً في الخرافات والاساطير وتروي الاساطير قصتها انها كانت طائراً عظيماً أختطفت صبياً وجاريه وطارت بهما فدعى عليها نبياً بسبب فعلتها لذلك غابت من ذلك اليوم ولم تظهر بعد ذلك لذلك كان يقال لمن يفقد ولم يتم العثور عليه ببغداد في تلك الفتره انه طارت به عنقاء مغرب لذلك فأن هذا الطائر خرافي والخرافه يتداولها البغداديون في أحاديثهم كون الشك في وجود العنقاء كان منذ القدم وان كانوا يرونها في بسط الخلفاء وكان البغداديون اذا أخبروا عن هلاك شيء وبطلانه وعدم وجوده يقولون حلفت به عنقاء مغرب.

ومن ذلك التمائم جمع تميمه وهي خرزة أو خصاة كانت تعلق حول الرقبه أو في الثياب اعتقاداً انها تطرد النحس والارواح الشريره وبمرور الوقت تفننوا في اختراع التمائم من حجارة زرقاء مثقله أو أنواع من الحصى والخرز وعيدان بعض النباتات وقد يضعها أهل بغداد في واجهات بيوتهم أيضاً ومحلاتهم ومنها الى وقت قريب(أم أخميسه) الزرقاء التي تثبت في واجهة الدار وفيها يقول الشاعر:-

وكان بها مثل الجنون فأصبحت
ومن جثث القتلى تمائم

ومن ذلك أيضاً غراب البين ذلك ان حكاية الغراب تقترن بالشوءم سابقاً عند أهل بغداد واستمر ذلك اذ يعتبر الشر والشوءم في الغراب فيقولوا غراب البين اذا أرادوا به الشوءم وغراب البين غراب صغير كما انهم أشتقوا مصطلح الغربه من الغراب وكان العامه في بغداد تتطير من الغراب اذا صاح صيحة واحده وتتفائل به اذا صاح صيحتان فلقد كان المقدم في الشوءم وفي ذلك يقول الشاعر:

ومن تعرض للغربان يزجرها
على سلامته لا بد مشووءم

ومن آثار هذه في بغداد انه كان الى حد قريب التطير من الغراب لذلك كان أهل بغداد اذا سمعوا الغراب يبصقون ويدعون عليه بالسكين والملح ولا نغلم كيف يتفق ذلك مع كون الغرب أول معلم( فبعث الله غراباً يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة أخيه) .

ومن المعتقدات التي سادت في العهد العباسي نثر الدراه على العروس اذ ان ذلك يمثل فأل حسن للزواج ويطرد الفأل السيء لذلك ان أهل بغداد من المتمكنين مادياً كانوا غالباً ما يجنحون الى ذلك لأستقبال الفأل الحسن وطرد الفأل السيء ولقد وجد الشاعر المتنبي ذلك فأوردها في أحد قصائده بالمقارنه بين تثر الدراهم على رأس العروس ويين النصر والتفوق في القتال فقال؛

نشرتهم فوق ألأحيدب نشرة

كما نشرت فوق العروس الدراهم

والاعراس في بغداد بتلك الفتره وعند الموسرين خاصة كان لها شأن كبير فتقام الافراح وتعقد المجالس وتوزع الهدايا وقد أشتهرت ببغداد حفلات عرس كثيره منعا زفاف ابنة الوزير الحسن بن سهل خديجه المسماة بوران الى الخليفه العباسي المأمون الذي حكم بغداد من عام 198 هج سنة 813 م ولمدة عشر سنوات حيث نثر والدها الوزيرفي حفلة العرس على علية القوم في بغداد رقاع بأسماء ضياع وجوار وصفات دواب وغير ذلك ونثر على غيرهم الدنانير والدراهم وكانت نساء بغداد في تلك الفتره يحرصن على لبس ادوات الزينه والحلى ليس للحلى وللجمال فقط وانما لجلب كل ما هو حسن وجيد للمرأه لذلك قال الشاعر:-

لويته دملجاً على عضد

لدولة ركنها لها والد

صغت السوار لأي كف بثرت
بأبن العميد وأي عبد كبرا
ما ضاق قبلك خلخال على رشا
ولا سمعت بديباج على كنس

والدملج ما يلبس في العضد والسوار ما يلبس في اليد والخلخال ما يلبس في الرجل وأدوات الزينه والحلى كانت منتشره بين أولسط النساء في بغداد بالعهد العباسي حيث استعملت الاحجار الكريمه ومنها الجلابيب أو الملاحف للنساء وطلاء الوجه بالصبغ وغير ذلك من وسائل الزينه ويبدو ان الجلباب الذي ترتديه المرأه أشبه برداء تراثي آخر كانت تلبسه المرأه البغداديه حتى وقت قريب المسمى( الهاشمي) ومما كان سائراً بشكل كبير وواسع هو الحجامه والتي أقتصرت في أيامنا هذه على حالزت قليله اذ كان أهل بغداد بجدون في الحجامه طرداً لكثير من الامراض اذ يقوم من يتولى هذه المهنه بأخراج كميه من الدم لذلك قال الشاعر:-

من أية الطرق نحوك الكرم
ابن الحجامه يا كافور والجلم

وهنا الشاعر المتنبي يهجو كافور حاكم مصر وقتها والمحجمه هي القاروره التي يحجم بها الجلد أما الجلم فهو المقص والمشراط وكان في بغداد يوم خاص للأحتجام في العهد العباسي من الأعياد وفيه يهدى للمحتجم الذي يقوم بهذه المهمه الهدايا ويعطى له مبلغ كبير ويعنل له أجود الطعام .

٢٠٢٠

علام وعلماء بغداد زمن الخليفه العباسي الامين الخليفه السادس الذي حكم بغداد عام 198 هج ستة 813 م

----------------------------------

تعتبر الفترة التي حكم فيها المأمون الخليفه العباسي السادس بغداد لمدة عشرين سنة من عام 198 هج الى
عام 218 من سنة 813 م الى سنة 883 العصر الذهبي

لبغداد في جميع مناحي الثقافة والعلم والادب والمعرفه

بحيث تفوق جميع الفترات التي شهدتها بغداد منذ بنائها عام
145 هج وقد ظهر ببغداد في هذه الفتره الكثير من الاعلام والعلماء سنقتصر على ذكر البعض منهم:

منهما خزينه بن خازم ومحمد بن علي اللذان وثبا على جسر
بغداد الذي يربط الكرخ بالرصافه وركزا أعلام الخليفه الجديد

المأمون ودعوا له كخليفة مما ترتب عليه قتل الخليفه الامين
وسيطرة جيش المأمون على بغداد ومبايعة أهل بغداد

للخليفه الجديد ومن أدرك الخليفه المأمون الشاعر أبي نواس الحسن بن هاني اللذي توفي في السنة الاولى لحكم المأمون ومنهم هشام بن الحكم الشيباني من فقهاء الامامين الاوائل من مصنفاته كتاب الدلالات والتوحيد والامامه والالطاف والمعرفه ومنهم الحسن بن سهل الوزير وشيخ التصوف الشيخ معروف الكرخب أبي محفوظ بن فيروز ومنهم موسى بن شاكر الفلكي

والمنجم والد المنندسين الثلاثه المعروفين ب( بني موسى) صاحب كتاب الدوجات في طبائه الكواكب السبعه وقائد الجيش هرثمه بن أعين وأبان بن عبد الحميد اللاحقي الرقاشي الذي نظم كتاب كليله ودمنه شعرا والسندباد ومردك وابراهيم بن المهدي أخ الخليفه المأمون من أم أخرى والذي أجاد الموسيقى والغناء ووضعه أهل بغداد خليفة لفترة قليله وعلي بن هاشم الذي حكم شرق بغداد وحميد بن عبد الحميد الذي حكم غربها والسندي بن شاهك مولى الخليفه المأمون والطاهر بن الحسين الذي تولى جانبي بغداد بعد أن كان صاحب الدور في السيطره على بغداد واقصاء الامين ومنهم اسحاق بن مراد الشيباني

اللغوي الاديب صاحب كتب اللغات والنوادر وغريب الحديث ومنهم الواقدي محمد بن عمر من أقدم الموءرخين في الاسلام واشهرهم ومن حفاظ الحديث من كتبه المغازي النبويه وأخبار مكه وتاريخ الفقهاظ ومقتل الحسين ومنهم الفراء يحي بن زياد امام الكوفيين واعلمهم بالنحو واللغه وفنون الادب ومنهم الأخفش الاوسط أبو الحسن سعيد بن مسعده المجاشعي النحوي عالم في اللغه والادب صاحب تفسير معاني القرآن ومعاني الشعر ومنهم صريع الغراني مسلم بن الوليد شاعر الغزل واول من أكثر من البديع.
ومنهم محمد بن عبد الرحمن المخزومي قاضي عسكر المهدي أي الرصافه ومنهم موسى بن الخليفه الامين والقاسم ابن الخليفه الرشيد ومنهم أبو عبيده معمر بن المثنى اللغوي النحوي الذي يميل الى الخوارج كتب بحدود مائتي موءلف منها مجاز القرآن ومآثر العرب وما تلحن فيه العامه ومنهم السيد الجليل الراويه يحيى الاول بن السيد المحدث ابي عبد الله الحسين ذي الدمعه بن زيد الشهيد الذي مشى المأمون راجلاً في جنازته وهو شقيق ميمونه زوجة الخليفه المهدي أبو

المأمون ومنهم ابراهيم بن عائشه ومالك بن شاهي اللذان عارضا المأمون في حكم بغداد واللذان قتلهما بعد ذلك ومنهم عليه ابنة الخليفه المهدي أخت الامين والمأمون الاديبه الشاعره والمغنيه وهي أول من أستعمل العصابه لأخفاء جبهتها العربضه ومنهم بوران زوجة الخليفه المأمون وابنة الوزير الحسن بن سهل ومنهم أبو العتاهيه اسماعيل بن القاسم الشاعر الاديب صاحب زهديات أبي العتاهيه ومنهم عبد الله بن طاهر بن الحسين ومنهم جبرائيل بن بخشتيوع طبيب هارون الرشيد

وجليسه وخليله ومنهم أبو دلف القاسم بن عيس العجلي الذي عفاه المأمون ومنهم أم الفضل ابنة المأمون زوجة الامام محمد بن الجواد ومنهم أم جعفر زبيدة ابنة جعفر الاكبر ابن المنصور زوجة الخليفه الامين ومنهم الاصمعي سعيد بن عبد الملك النحوي صاحب كتاب البلغه في شذور اللغه والامثال ومنهم زياد بن عيسى الواحدي الازدي له أربع وتسعون كتاباً منها النوادر والرد على أهل الغدر والاستطاعه والافاعيلى .

ومنهم الامام محمد الجواد ابن الامام على الرضا ابن الامام موسى الكاظم وقد توفي عام 220 هج ودفن بجوار جده الامام موسى الكاظم في المشهد الكاظمي وصلى عليه الواثق الذي أصبح فيما بعد خليفة وأبو دلف العجلي القاسم بن عيسى أحد قواد الخليفه الامين ومنهم المدائني علي بن محمد الموءرخ الراويه صاحب كتب المرادفات والتعازي ومنهم الجاريه عنان جارية الناطقي الشاعره الفصيحه السريعة الجواب لها أخبار مع الخليفه الرشيد ومع الشاعر أبي نواس ومنهم ابن سعد

محمد بن سعد بن منيع الموءرخ والمحدث صاحب الكتاب المشهور طبقات الصحابه ومنهم شيخ التصوف بشر الحافي بشر بن الحارث الزاهد المعروف من ثقات الرجال ومنهم خلف بن عشام البزاز الاسدي أحد القراء العشره كان عالماً عابداً ثقة.

٢٢٢٢

٤ تعليقاتمشاركة واحدة

جعفر بن محمد الخلدي أحد شيوخ المدرسه البغداديه للتصوف في العهد العباسي الاول

--------------------------------------

مما لا يختلف عليه اثنان ان التصوف في مدرسة بغداد يتسم فيما
يتسم به الطابع الديني الذي حمل لواءه الحارث المحاسبي ووضع
قواعده وهذب مناهجه الجنيد البغدادي وسار على نهجه أبو حامد الغزالي الذي أخذ على عاتقه مهمة التوفيق بين التصوف وتعاليم الدين وممن ساهم في حفظ هذا التراث جعفر
الخلدي وهو جعفر بن محمد بن نصير أبو محمد الخواص البغدادي المنشأ والمولد صحب الجنيد البغدادي وأبي الحسين النوري وغيرهما من مشايخ التصوف وعرف بالخلدي نسبة الى محلة الخلد ببغداد وقيل ان لقب الخلدي لقبه به الجنيد بعد أن أجاب في حقيقة التوكل وطلب الرزق وكان مولده عام 252 هج أو
العام الذي بعده وهذا يعني ان مولده كان في العهد العباسي الاول وكان في ابتداء أمره نائماً فإذا بهاتف يهتف به ويقول يا جعفر امض الى موضع كذا فذهبت الى الموضع فوجدت صندوقاً فيه اسماء شيوخ من أهل الحقائق والاصفياء والاولياء من وقت آدم وكلهم يدعون مذهب الصوفيه .

سمع الخلدي الحديث من الحارث بن أبي أسامه التميمي وبشر بن موسى الاسدي وغيرهم من أهل الموفه ومصر ومكه والمدينه وكان سافر الكثير ولقى المحدثين والصوفيه ثم عاد الى بغداد وأستوطنها وروى بها علماً كثيراً وأورد أبو نعيم الأصبهاني له حديث ليكون الاسلام أحب من الدنيا واورد السلمي في
طبقات الصوفيه حديث من دخل السوق فيقول لا اله الا الله......وروي عنه ما أستقر لدى صوفية مدرسة بغداد عن مقتل الخليفه عثمان بن عفان
والذي يوضح تحوله من علمالشريعه الى علم التصوف أي ترك فقه الظاهر واتجه الى فقه الباطن انه كتب عن أحد في مجلسه وعندما خرج لقاه أحد

الصوفيه الذي قرأ ماكتبت فقال : ويحك تدع علم الخرق أي التصوف الى علم الورق أي الشريعه فدخل هذا الكلام في قلب الخلدي فخرق الاوراق وأصبح التصوف عنده متصلاً بنوع من اللباس هو خرقة التصرف ذلك ان المريد عندما يتم قبوله في عالم التصوف يمنح خرقه تعتبر رمزاً الى الفقر واعتزال الدنيا
وقد أوجدت قصص الصوفيه تبعاً لمنهجها أصلاً للخرقه في السيرة النبويه وربطت موضوعها بالنبي نفسه وطبيعي ان الخرقه تعني الاندماج في الجماعه

الصوفيه وبذلك يوءكد الخلدي انه لا بد من مصاحبة الصوفيه والتزام طريقتهم وقد أطلق على هذه المصاحبه المتصفه بالمجاهده وهي سياحة النفس ثم هناك سياحة القلب عندما يستطيع المريد الاستقلال عن شيخه وفي ذلك يقول : المجاهدات في السياحات والسياحه سياحتان سياحة النفس بالسير في الارض ليرى

أولياء الله أو يعتبر بآثار قدرته وسياحة القلب ليجول في الملكوت فيورد على صاحبه بركات مشاهدات الغيوب فيطمأن القلب عند الموارد لمشاهدة الغيوب وتطمأن النفس عن المرادات لبركة آثار القدرة عليه لذلك أصبح التصول عندم هو طرح النفس في العبوديه والخروج من البشريه والنظر الى الحق بالكليه
أي التحقق بصفات العبد المحض من افتقار الى الله وتجرد عن القدره والاراده واخروج من صفات البشريه الذميمه كالحقد والحسد والبخل وهذا لا يتم الا عن طريق سياحة النفس والاتصال بالاولياء واتباع أوامرهم ثم بعد ذلك النظر الى الحق بالكليه أي مراعاة الله في كل شيء وبين سياحة النفس وسياحة القلب

أي بين المريد والصوفي المشاهد درجات من الاحوال لكل حاله صفة خاصه بها أدت الى وضع تقسيمات لها عند جعفر الخلدي فيذهب الى ان التزام الحرمة للخلق من خصائص من ألقو اليه روح الاصلاح وهو الخروج من الصفات البشريه الذميمه ويتصف حاله بصفة الفتوه لان الفتوه عنده احتقار الوفي وتعظيم

حرمة المسلمين وهي تعني الاخلاص لا الرياء وهي صفة الصديقين لأن الفتوه من معانيها أن يوءخر الانسان حظ نفسه ويقدم حظ أخوانه ومطالبة الصدق في أحوال المريد هي من خصائص من ألقى اليه روح الصديقيه أما معرفة موارد الامور ومصادرها فني من خصائص من ألقى اليه روح اامعرفه أي
جولان القلب وسياحته في الملكوت أما من ألقى اليه روح المشاهده هي مشاهدة الغيوب حتى يطمأن القلب. ولا يتم هذا الطريق الصوفي عند جعفر الخلدي الا اذا سكنت التقوى قلب العبد لانه انما يكون بين العبد وبين الوجود بفعل المأمورات وترك المنهيات فتنزل عليه بركات العلم وزالت عنه رغبة الدنيا لذلك
لا يجد العبد لذة المعامله مع الله مع لذة النفس وذلك لأن القلب اذا أمتلأ بشيء شغل به عن غيره فلا يجد أحد اللذه مع الله والتنعم بمناجاته الا اذا تفرغ له بالكليه ومن كان كذلك أعرض عن شهوات نفسه .

ولما كان الخلدي قد صحب الفقهاء وأهل الحديث فترة من الزمن ومصاحبته الصوفيه بعد ذلك فقد ظهر ذلك في تصوفه الذي جمع بين الشريعه والحقيقه

ودعا الى التمسك بالكتاب والسنه ولقد فضل الخلدي العلم بل كان العمل عنده موءسساً على العلم بالله وأحكامه وينقل قوله( لا اعرف شيئاً أفضل من العلم بالله وأحكامه فأن الاعمال لا تزكى الا بالعلم ومن لا علم له فليس له عمل وانما يكره من العلم تضييعه ونبذن خلف الظهر فقيل له؛ فهل طلب العلم عمل
فقال هو من أكبر الاعمال وبالعلى عرف الله وأطيه وبالعلم أستحي من المستحيون وهو قبل الاعمال ولا يكره العلم إلا منقوص.

اللهو والمجون والخمر والنساء والطرب والغناء ببغداد في فترة النفوذ السلجوقي زمن الدولة العباسيه

----------------------------------

فترة النفوذ السلجوقي بحيث كان السلاجقه الحكام الفعليين لبغداد بدأت عام 447 هج سنة 1055 م وأنتهت زمن الخليفه الراشد عام 547 هج سنة 1152 م وفيها كان خلفاء بني العباس الحكام الشكليين لبغداد.

ولقد شهد المجتمع البغدادي في عصر النفوذ السلجوقي ظواهر اجتماعيه منها ظاهرة الفسق والمواخير ومجالس اللهو والخمر والطرب والغناء حتى ان ياقوت الحموي الذي ولد بعد هذا العهد بفترة قليلة قال: ان مطرباً غنى في حفلة ختان وكان صوته جميلاً فظل القوم يستمعون اليه يومهم بطوله وقد عمل الشاعر الطبيب المظفر الباهلي والذي كان طبيباً لأحد قادة السلاجقه وكان

يدمن الشرب عمل إرجوزه طويله يصف فيها مجالس اللهو والشرب يقول فيها ان المتنادمين في تلك المجالس كانوا يبدأون بتناول الاكل ثم شرب الفقاع

( وهي أشبه بالبيره) يتبعه النبيذ وبعد ذلك تغني القيان أي الجواري المغنيات وبعد أن ينتهي الغناء يشرع السُمار في رواية النوادر ويتطارحون الشعر وهنا يكون

الشراب قد فعل فعله في الرووءس وإذ ذاك تبدأ الفوضى فلربما أحدثوا تخريباً في أثاث الببيت من جراء عربدتهم وقد يكسرون الاقداح والقناني واذا خرج

أحدهم لقضاء حاجه فقد يقابل جاريه فيغازلها أو غلاماً فيغازله وربما يكون ذلك ابن أو ابنة صاحب البيت وقد يكون الغزل باللسان أو اليد وقد يقتتل المتنادمون بفعل الخمر ويعلوا صياحهم فيتأذى الجيران ويشكوهم.

والخمره كانت منتشره انتشاراً كبيراً الى حد جعلت الكثير من البغداديين يرتادون دورها ويحتسونها ليلاً نهاراً وكان لحياة اللهو والمجون والاقبال على الخمر والنساء دوراً كبيراً في الرأي العام ببغداد والظروف التي ساعدت على انتشار ذلك قويه يدعمها نفوذ الجند السلاجقه وأتباع السلطان السلجوقي ومنهم الشحنه( يماثل مدير الشرطه تقريباً) الذي كان يتولى شووءن المواخير ودور قضاء المتعه ببغداد التي كان يستلم منها مبلغاً من المال وعندما أصدر الخليفه المقتفي أمراً بأزالة هذه الدور وخصص ألف دينار للشحنه الذي رفض ذلك وقال

انني أستلم منها ألف وثمنمائه أي ان الشخنه لم يقبل التعويض عن هذه الدور التي يستلم منها سنوياً أكثر من المبلغ الممنوح من الخليفه كان لأعمال بعض الوزرا دور في اشاعة المنكر اذ لما قام الوزير عميد الدوله أبو منصور بن جهير

ببناء سور بغدا د بعد تهديمه فقد تعاون أهل بغداد وتنافسوا على ذلك وكانوا خلال عملهم يظهرون ضررباً من اللهو والعبث وضرب الطبول ومعهم أنواع

الملاهي وكان الحكام السلاجقه في بغداد يعيشون حياة لاهيه ويصرفون الاموال الكثيره في قصور تعج بآلات الطرب ودنان الخمر وأكثروا من دور تعاطي الخمر ومن هذه المظاهر ان السلطان محمود السلجوقي عمل وليمه بلغت كلفتها خمسين ألف دينار وكان فيها الاغاني والملاهي بمناسبة شفاء وزيره.

وفي مناسبة سلامته من الموت أمر الشحنه السلجوقي أعوانه في مدينة بغداد أن يشعلوا الشمع والقناديل والسرج في جميع المحال ليلاً نهاراً ثلاثة أيام وظهرت القيان والمعازف والنساء وعليهن الثياب الملونه وظهرت المخانيث وعندما تزوج السلطان مسعود السلجوقي من ابنة دبيس بن صدقه ضربت الطبول والزمور وكان شرب الخمر ظاهراً وتكرر الأمر عندما ولدت زوجة السلطان مسعود السلجوقي اذ ظهرت المنكرات وأستمرت لثمانية أيام وعند وصول سفن الى

بغداد فيها خمر ربطت بباب احدى المدارس وعندما أنكر الفقهاء ذلك جاءوا وكبسوا المدرسه ولزم مدرس المدرسه بيته ولم يذهب الى المدرسه وتم طرد البلخي الواعظ الفقيه الذي كان يحارب الخمر وشراء الجواري المغنيات وسماع
الملاهي المحرمه تم اخراجه من بغدادبسبب تصديه لمحاربة الفساد لا بل وصل الأمر الى تورط بعض الوعاظ بعمل المنكرات حيث أخذ الواعظ المغربي مكشوف الرأس الى باب النوبي لأنه وجدت في داره خابية نبيذ وآلات لهو من آلة العود

الموسيقيه وغيرهامخبأه فيها وعندما تزوج السلطان مسعود جعل بغداد ساحة

طرب ولهو ومجون ومما يرويه ابن الجوزي ان جند السلطان طغرل بيگ

السلجوقي هاجموا حمام للنساء فأخذوا من أرادوا منهن وخرجت النساء

الباقيات عاريات على الطريق .

ومن الحوادث ما قام به أحد الجنود السلاجقه عندما هاجم رجلاً يوم زواجه وأعتدى على زوجته مرتكباً بذلك أبشع مخالفه ومما يعلق في الذاكره عن ذلك العهد ان عمليات النهب والسلب أثناء صراع السلطانيين السلجوقيين محمود

ومسعود أستغل ذلك دبيس ابن صدقه الذي كان خلاف أبيه صدقه بن منصور الاسدي الذي جعل داره ببغداد حرماً للخائفين الذي يوصف بالكرم فلقد حاول

ازعاج عاصمة الخلافه بغداد فعاث بمدن السواد اذ نهب نهر عيس ونهر الملك

وفي بعقوبه أحرق الغلات ولما قاد الخليفه العباسي جيش لقتال دبيس بن

صدقه جمع دبيس هذا جيشاً مستصحباً معه البغايا والمخانيث بالملاهي والزمور والدفوف الذين يحرضون

جيشه ضد جيش الخليفه وكان المغنون ببغداد يتهافتون على أبيات الشاعر ابن بختيار تهافت الطير الحوم عل عذب المشرب لأنه شاباً ظريفاً رائق النظم جمع في شعره بين الرقه التي يبغيها المغنون والصناعه وكان لحياة اللهو والمجون والاقبال على الخمر والنساء زمن السلاجقه ببغداد دور كبير في اثارة الرأي العام

وخاصة الفقهاء فيها اذ يروى ان الفقيه المعمر بن علي أبو سعد بن ألي عمامه لقي مغنية في الطريق فقبض على عودها وقطع أوتاره بأنفعال وقد طلب الفقهاء والعامه من الخليفه القائم إزالة المواخير وتتبع المفسدين والمفسدات ومن يبيع النبيذ فأمر الخليفه بأغلاق المواخير فهربت المفسدات من بغداد وكبست عدد من

دور الفسق وأريقت الأنبذه وأمر الخليفه المقتدي وزيره بن جهير بنفي المفسدات وبيع دورهن وأمر الخليفه المسترشد بإراقة الخمور التي بسوق السلطان ونقض بيوت بائعيها وعندما تفاقمت ظاهرة شيوع المنكرات ببغداد فأمر الخليفه الناصر المختص بالامر بالمعروف والنهي عن المنكو لأراقة الخمور وأخذ المفسدات وأمر الخليفه المقتدي بقمع المجون واراقة الخمور وكسر أدوات اللهو الموسيقي وتقض دور أهل الفساد.

بشر بن المعتمر شيخ معتزلة بغداد وشاعرهم وشيخ نحلة البشريه زمن خليفة بغداد العباسي المأمون

-------------------------------

ساد الفكر الاعتزالي ببغداد زمن الخليفه المأمون وكانت محنة خلق القرآن في فترة حكم هذا الخليفه لبغداد من عام 198هج الى عام 218 هج سنةً813 م الى سنة 833 م أي قبل مرور نصف قرن على بناء بغداد وفي هذه الفتره برز بشر بن المعتمر المتوفي ببغداد قبل سنتين من وفاة الخليفه المأمون وانتهاء حكمه.

الذي كان شيخ المعتزله ورئيس النحله الاعتزاليه المسماة بأسمه ( البشريه) الذي بلغ الذروه من فصحاء المتكلمين وبلغائهم وجعله الجاحظ أكثر المعتزله راوية للشعر وبارعاً في نظمه فلقد كانت فرقة المعتزله من أهم فرق المعترله في العهد العباسي الذي أنتهى بوفاة الخليفه المأمون لذلك سمي هذا العصر عصر الاعتزال وبلغ من ازدهاره أن أستولى على صولجان الحكم وأن وجهه حسب مشيئته وتم وضع محنة خلق القرآن على رقاب الناس ولكن هذا الفكر وان أخفق في ذلك لكنه نجح نجاحاً كبيراً في صبغ العقول بصبغة فلسفيه ومرنها على دقة التعليل والمهاره في الاستنباط لخفيات المعاني ودقائقها والبراعه في تفريعها وتشعيبها وتوليدها مع القياس الناصع والبرهان الساطع وقد تميز الفكر الاعتزالي بأصوله الخمسه التوحيد والعدل والوعد والوعيد والقول بأن مرتكب الكبيره بين منزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والبشريه نحلة اعتزاليه زعيمها بشر بن المعتمر الذي كان شيخ معتزلة بغداد ورئيسهم يقال انه كوفي أو بصري ثم أستوطن بغداد وقد أتخد النخاسه حرفة له وكان زاهداً نسكاً لمع اسمه زمن الرشيد والبرامكه والمأمون وقد توثقت صلته مع البرامكه ربما للنزعه الشيعيه التي يحملها بشر حيث كان يوافق الشيعه بأن الامام علي كان مصيباً في حروبه حتى ان ابن أبي الحديد كان يروي عنه موقفه هذا وهو أول من ذهب الى تولد الافعال بعضها من بعض كالحجر يرمى فيحطم زجاجاً فتتطاير منه شظيه فتصيب انساناً في موضوع البحث لتحديد المسووءليه وكان يخاف بعض المعتزله في فكرة وجوب الاصلح اذ يذكر انه ما من أصلح الا وفوقه أصلح منه.

وكان بشر ينصر القياس العقلي نصرة شديده كما كان يجل العقل اجلالاً بعيداً حتى ليرفعه الى مرتبه مقدسه لما أودعه الله فيه من المعرفه الفطريه التي تجعل الانسان يميز الشر من الخير ويدرك الحسن فيعتنقه والقبيح فيتجنبه ويقول لولاه لذهب الادراك والتمييز بل لفقد الانسان جوهر انسانيته ونظمه الشعر لم ينطمه في الاغراض الغنائيه التي تعود الشعراء أن ينظموا فيها الذي كان أبان بن عبد الحميد قد برع فيه غير انه لم يتجه به وجهة من القصص والتاريخ والفقه والمنطق وانما أتجه به الى الرد على أهل المقالات والنحل من خصوم المعتزله كما أتجه الى ذكر عجائب الله في صنوف خلقه مما يمكن أن يدخل في التاريخ الطبيعي ويذكر ان له مزدوجه رد فيها على جميع الىخالفين للمعتزله بلغت أربعين ألف بيت ومن قوله في أرجوزه:-

ننفيهم عنا ولسنا منهم
ولا هم منا ولا نرضاهم
أمامهم جهم وما لجهم
وصحب عمرو ذي التقى والعلم

لأن جهم كان يوءمن بالجبر وينفي استطاعة الانسان وحرية ارادته مما كان يعتنقه المعتزله.

وبشر يفضل الامام علي على الخوارج وفيه يقول:

ماكان في أسلافهم أبو الحسن
ولا ابن عباس ولا أهل السنن

ويظهر موقفه من الشيعه والأباضيه الحشويه مما يدل دلالة قاطعه انه لم يعتنق مذهب الاماميه اذ انه ربما كان زيدي الهوى أي الامام زيد لذلك يقول:

لست أباضياً غبياً ولا كرافضي غره الجفر
اذ يقول بشر ان بعض الشيعه والاباضيه ممن يوءمنون بكتاب الجفر ذلك الكتاب الذي يقولون انه عند أئمتهم فيه كل أصناف العلم وما يكون الى يوم القيامه نحو ما كان يقال في زمن بشر ويعرض لأهل المقالات والنحل من غير المعتزله فيقول:

قد غمر التقليد أحلامهم

فناصبوا القياس ذا السبر

أي انه يأخذ عليهم انهم يلغون عقولهم وانهم لا يحكمون المنطق والقياس العقلي السديد الذي تقاس به الأشياء ويسبو ويعرف غورها ومقدار ما فيها من الخطأ والصواب وعلى هذا النحو ظل بشر بن المعتمر مشغولاً في شعره التعليمي بالرد على خصوم المعتزله وبيان عجائب الخلق الرباني حتى وافاه القدر سنة ستة عشر ومائتين.

وختاما فأن بشر هذا واحداً من ثلاثة شعراء أصحاب الفكر الاعتزالي في الوقت المذكور هم العتابي كلثوم بن عمرو بن أيوب التغلبي الذي يتصل نسبه بالشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم أحد أصحاب المعلقات السبه والذي ولد بالشام وتحول الى بغداد والشاعر الثاني النظام ابراهيم بن سيار بن هانيء الذي ولد وتشأ بالبصره ولكنه يناضر ويحاور أهل الكلام في مجالس البرامكه وهذه المجالس مكانها بغداد.

المورياني أول وزير في بغداد وزير باني بغداد الخليفه المنصور وان ينافسه في الأولوليه أبا الجهم والبرمكي

--------------------------------

اذا كان أهل التاريخ قد أتفقوا على ان أول وزير في الدوله العباسيه بعد إعلان أبا العباس السفاح إعلان قيام هذه الدوله في الكوفه هو الوزير أبا سلمه الخلال فأن أهل التاريخ أختلفوا في أول وزير ببغداد زمن الخليفه المنصور الذي نقل مقر دولة بني العباس من الكوفه الى بغداد س عام 145 هج سنة 762 م وإذا كان كثير من الموءرخين يعتبرون ألمورياني فأن القله يشيرون الى ان أبا الجهم الباهلي وخالد البرمكي والربيع بن يونس وزراء للمنصور أي ان عدد الوزراء الأوائل تتعدد بحيث تصبح أربعة وزراء وليس واحداً او ثلاثه وانما أربعة وزراء.

أما أبا الجهم فكان وزيراً في عهد السفاح فلما أفضت الخلافه الى المنصور كان في نفسه منه أمور فدس له السم فلما أحس أبا الجهم بالسم قام يذهب فقال له

المنصور الى أين فأجابه أبا الجهم الى حيث بعثتني أي الى القبر. وقال الصولي بعد ذلك عهد المنصور بالوزاره الى خالد البرمكي جد البرامكه حيث كان السبب في شهرة البرامكه وكان يتجنب أن يسمى وزيراً تطيراً من القتل الذي أنتهى به الوزير الاول في الكوفه الخلال لذلك قالوا ان خالد كان يعمل عمل الوزراء ولا

يسمى وزيراً وكان عظيم المنزله ومما يذكر ان المنصور أشار عليه الوزير المورياني على هدم إيوان كسر( طاق كسرى) لكن خالد البرمكي لم يقبل كون هذا

المكان صلى به الامام علي وهو من آيات الاسلام ولأن نفقة نقله أكثر من ثمنه وفعلاً كان ذلك فقرر المنصور التوقف عن نقل الاجر من الطاق الى بغداد وهنا

رفض البرمكي ذلك وقال للمنصور ان ذلك يشي بأنك عاجز وهذا لا يجوز منك كخليفه تستطيع كل شيء وقد أشغل البرمكي وظائف أخرى من غير الوزاره

كديوان الخراج ووالياً لبعض اجزاء الدوله وقد صادر المنصور لكنه أعادها اليه بعد فتره وقال بعض الموءرخين ان المنصور أستوزر الربيع ابن يوتس لما قيل انه من الرقيق وتتقل في الرق حتى وصل بني العباس حتى قيل انه وليد لغير رشده أي ابن زنا واستمر وزير للمنصور وبعد وفاته وزيراً لأبنه المهدي الذي كان يمقته بسبب جاريه الذي إسقاه قدحاً فيه عسل مسموم فشربه فمات ليومه.

وأبو أيوب سليمان بن مخلد المورياني الخوري نشأ في قرية من قرى الاحواز وقيل انه كان عبداً وعمل صرافاً وفي أواخر العهد الاموي أصبح كاتباً لأمسر الأحواز وقيلدانه كان مستخدماً في الديوان في ذلك العهد وزور بعض السجلات وهرب الى الاحواز حتى قامت الثوره العباسيه وتعرف على الخليفه المنصور أثناء زيارته للأحواز فأدرك قابلياته وجعله من كتابه ومعاونيه وقيل انه أنقذ أبا جعفر المنصور عندما أقنع والي العراق في العهد الاموي بألا يسلمه الى دمشق

واطلاق سراحه ولم ينس المنصور ذلك وبعد أن أصبح وزيراً للمنصور فوض اليه أمره كله بسلطات اداريه واسعه لا بل ان قسماً من الناس يعتقدون بأنه يسحر الخليفه مما يدلل على مدى اتساع نفوذه وسطوته حيث يذكر المثيرون مدى اتساع سلطته التي أمتدت لتشمل تعيين عمال الخراج حتى ذكر البعض ابتزازه لعمال الخراج وبالاضافه الى الصلاحيه الماليه والاداريه فأنه لعب دوراً سياسياً في عدة حوادث خاصة فقد كان له دور كبير في الايقاع بأبي مسلم الخرساني والقضاء عليه وشارك في مقتل ابن المقفع الذي كتب كتاب الايمان للثائر على المنصور عبد الله بن علي ولقد أستشاره المنصور في قضية والي خراسان بعد ثورة محمد ذو النفس الزكيه.

واذا كان الجهشياري الذي كتب عن تلك الفتره لا يتردد في دعوته بالوزير بأدراكه ان مسووءليته كانت أكبر من ذلك فأن الطبري والبلادري لا يسميان وزيراً ولقد أوضح أحد الشعراء ذلك بفوله:

أسوأ العالمين حالاً لديهم

من تسمى بكاتب أو وزير

ولكن الذي يمكن قوله ان منصب وزير لم يمنحه المنصور ولكنه كان يسمى وزيراً من قبل الناس واذا كانت مقدرة المورياني وكفائته جعلته يحتل المركز الاول

في الاداره العباسيه على عهد الخليفه المتصور لكنه بعد خمس عشرة سنه لم يعد يتمتع بثقة الخليفه حيث أسقطه الخليفه وسكنه هو وأقرباءه وأعدم بعض معاونيه حيث يقال انه أستغل موقعه بأعتباره مسووءلا عن الواردات والجبايخ ومدخولات الاملاك العائده للدوله فأثرى اثراءً فاحشاً عن طريق اخوته وأقاربه وأعوانه

الذين شغلوا مراكز حساسه في الاداره من ذلك اعتراف بعض العمال بأن وارد مقاطعاته كان يقسم قسمين الاول لبيت المال والثاني الى أخي المورياني وما قيل من استغلاله لرخص الاسعار واحتكاره بعض المواد طمعاً في الربح وكان يبرر جشعه في ان الخليفه يرهقه بالمطالبه بالمال ولقد لا حظ المنصور هذه

التصرفات وغيرها وذكر البغض ان حاجب المنصور ومنافس المورياني الربيع بن يونس لعب دوراً في الوقيعه بين الخليفه والمورياني وانه تمكن من ابلاغ

الخليفه ببعض خيانات المورياني وابتزازه فأمر الخليفه بسجن المورياني ومصادرة املاكه وأملاك أخبه وأقاربه وأعدم بعض أعوانه وقطع أيدي البعض الاخر وأرجلهم ومات المورياني بالسجن عام 152 هج.

وزراء بغداد أثناء حكم ثاني حاكم لها الخليفه العباسي محمد المهدي

------------------------------

هو أبو عبدالله محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور باني بغداد الخليفه العباسي وأول من حكمها وهو والد الخليفتين الهادي والرشيد تولى حكم بغداد عام

158 هج الى عام 169 هج وفي عهده أستقر نظام الوزاره الذي استحدثه أول خليفه عباسي أبا العباس السفاح واول وزير أستوزره أبا سلمه الخلال قبل أكثر من ثلاثين سنه من عهد الخليفه المهدي حيث أستوزر أبي عبد الله يعقوب ابن داود والوزير الثاني الفيض بن أبي صالح والثالث أبي عبد الله معاويه بن يسار اذ في أيام الخليفه المهدي ظهرت أبهة الوزراة بسبب كفاءة وزيره وزيره أبي عبيد الله معاويه ابن يسار ذلك انه جمع له حاصل المملكه ورتب الديوان وقرر القواعد وكان كاتب الدنيا وأوحد الناس حذقاً وعلماً وخبرة نحو مي يصفه ابن الطقا طقا في كتابه الفخري.

وهو من موالي الأشعريين كان كاتب المهدي قبل الخلافه ضمه الخليفه المنصور اليه وعزم على استيزاره لكنه آثر به ابنه المهدي فكان غالباً على امور

المهدي لا يعصي له شيء وكان المنصور لا زال يوصيه بأبنه فلما مات المنصور وجلس المهدي على سرير الخلافه فوض اليه تدبير الدوله وسلم اليه الدواوين وكان مقدما في ايجاد الجديد كون انه نقل الخراج التي هي الضرائب الى المقاسمه حيث كانت الدوله تأخذ عن الغلات مقرراً ولا تقاسم وجعل
الخراج على النخل والشجر وصنف كتاباً في الخراج وكان شديد التجبر والتكبر وحصلت عداوة بينه وبين الربيع الذي كان مع الخليفه المنصور في مكه عند وفاته ورجع الى بغداد وبدأ بالوزير عبيد الله وتكلم فوصف له كيف انه أخذ البيعه للمهدي في مكه بعد وفاة ابيه وهنا وخز الوزير عبيد الله الربيع الوزير السابق عندما أراد أن يقص له كيف أخذ البيعه جيث قال له لا حاجه الى اعادته فأغتاظ الربيع وشرع في افساد حال ابي عبيد الله وبدأ الربيع بتشويه سمعة ابن الوزير مرة انه تعرض لحرم الخليفه واخرى انه من أهل الالحاد والزندقه وتمكن من ذلك حيث أحضر الخليفه الابن وسأله قراءة شيء من القرآن فلم يتمكن وهنا أمر الخليفه والده الوزير بقتل ابنه فلم يستطع وتدخل قريباً للخليفه بأن يقتله شخص آخر وفعلا تم قتل ابن الوزير أمامه مما أثر عليه وعلى مكانته وازالته من الوزاره.

والوزير الثاني من وزراء حاكم بغداد الثاني الخليفه العباسي المهدي هو أبو أبو عبدالله يعقوب بن داود وكان أبو داود وأبوه وأخوته كتاباً لنصر بن سيار أمير خراسان وعندما ظهر هنا بن الحسن الذي ينتهي نسبه الى علي بن أبي طالب خاف الخليفه المهدي منه فجعل يعقوب بن داود لديه في بغداد يوصيه من الوزير الربيع وكان أكمل الناس عقلاً وأفضلهم سيرة فشغف به الخليفه المهدي فصار يعقوب ابن داود يعرض على الخليفه من المصالح والمهمات
والنصائح الجليله ما لم يكن يعرض عليه من قبل فأستخصه الخليفه حتى انه كتب كتاباً بأن الوزير يعقوب أخوه في الله وسلم اليه الدوواين وقدمه على جميع الناس وأشتغل الخليفه باللهو واللعب وسماع الاغاني وفوض الامور الى الوزير الجديد ووصلت مكانته الى انه نهى الوزير الخليفه عن شرب الخمر حتى قال الشاعر:

فدع عنك يعقوب بن داود جانباً
وأقبل على صهباء طيبة النشر
وهنا بذأ السعاة يسعون بيعقوب الوزير حتى نكبه الخليفه وسجنه في السجن المطبق السجن المشهور في العهد العباسي الاول وأستمر بالسجن طيلة مدة حكم الخليفه المهدي وابنه الخليفه الهادي وحتى خلافة الرشيد حيث أخرجه من السجن.

وسبب سجنه يعود الى عدم قتله أحد العلويين الذي كان قد أمره الخليفه المهدي بقتله وبعد اخراجه قصد مكه ومات هناك.

ووزير الخليفه المهدي الثالث هو الفيض بن أبي صالح وهو من أهل نيسابور وكان أهله نصارى وأسلموا وتربى الفيض في الدوله
العباسيه ونأدب وبرع وكان سخياً مفضالاً جواداً عزيز النفس كثير
الكبر والتيه وكان مضرب الامثال في الكرم حتى ان يحيى ابن خالد
البرمكي يقول انه أكثر كرماً منه وأستمر في الوزارة حتى وفاة
الخليفه المهدي ولكن الخليفه الجديد الهادي ابن الخليفه المهدي
لم يستوزره وبقى الى أيام الرشيد خيث مات الفيض زمن الخليفه
هارون الرشيد وفي تكبره يقول الشاعر:

فلو كنت تغطينا المنى وزيادة

لنغصها منك التجبر والكبر

وفي مدحه يقول الشاعر عندما يذكر اسمه الفيض:

مواقع جود الفيض في كل بلدة

مواقع ماء المزن في البلد القفر

٢٤٢٤

تعليقان٣ مشاركات

أعجبني

» العراق تحت الخلافة العثمانية
» تاريخ العراق
» نساء في تاريخ العراق
» قرائة في تاريخ العراق
» تاريخ واحداث العراق بعد الحكم العباسي