تاريخ واحداث العراق بعد الحكم العباسي

طارق حرب :

حاكم بغداد الوحيد الذي تم دفنه في النجف الأشرف الأمير التتري

الشيخ حسن مؤسس الدوله الجلائريه المغوليه ببغداد وحاكم بغداد

لمدة سبعة عشر سنه

-----------------------------------

لما مات اخر أحفاد هولاكو في الدوله الايلخانيه السلطان أبو سعيد

تجزأت هذه الدوله وتغلب كل أمير على ما بيده وصارت بغداد تحت

نفوذ الامير التتري الشيخ حسن الجلائري نسبة

الى جلاير احدى القبائل التي كانت تسكن شرق منغوليا وكان جد

الشيخ حسن أميراً للجيش في عهد هولاكو وأستطاع هذا الشيخ

الامير تأسيس الدوله الجلائريه في بغداد من عام 738

هج 1337م حتى 814هج 1411 م وحكم مدينة بغداد 17 سنه وهي مده طويله لأول حاكم للدوله الثالثه التي حكمت بغداد بعد الدوله العباسيه والدوله الايلخانيه دولة هولاكو

أبتدأ الامر عندما تعزز مركز الجلايريه بالمصاهره مع أحفاد هولاكو الحكام في الدوله الايلخانيه التي كانت تحكم بغداد فالشيخ كان ابن عمة السلطان أبي سعيد اخر حكام الدوله الايلخانيه من أحفاد هولاكو وبعد أن تفاقمت الاوضاع في نهاية هذه الدوله وسيطر الشيخ حسن الصغير على الحكم في تبريز أنسحب الشيخ حسن الجلائري وعشيرته الى بغداد وفي بغداد أعلن السلطنه بأسمه وهكذا أقام في بغداد دولة مغوليه جديده غير الدوله الايلخانيه عرفت بالدولة نسبة الى قبيلته وقد ساعدت عوامل عديده على قيام دولة بغداد الجلائريه الجديده منها يتعلق بالمغول ومنها ما يتعلق بالمماليك والدوله العثمانيه الفتيه وحكومة العرب في مدينة الحله فمما ساعد الشيخ حسن على اقامة دولته في بغداد ليس الفراغ السياسي والعسكري في نهاية

الدوله الايلخانيه فقط وانما تخلخل حكم المماليك في مصر والشام بعد وفاة السلطان المملوكي الناصر قلاوون ولم يبقى ولده في الحكم سوى شهرين وتكرر التعبين والخلع لعدة أشخاص

حيث الصراعات الداخليه التي أنتهت بسقوط حكم المماليك الترك وتسلط المماليك الشراكسه مما سهل للشيخ حسن الجلائري تدعيم حكمه ببغداد وبسط نفوذه على العراق والامر ذاته يقال

بالنسبة للدولة العثمانيه الفتيه التي تأسست في تركيا حيث عهد السلطان أورخان الذي اعتنق الطريقه الصوفيه البكداشيه رأس حسب تعاليمها جيشا جديدا هو الجيش الانكشاري واذا كان

حاكم بغداد الجديد قد أمن الجهات الثلاث المذكوره فأنه واجه خطراً آخر هو الحكومه العربيه التي أقامها الشريف أحمد بن رميثه في الحله يوم كانت الحله حاضرة مجتمع عرب العراق

اذ بعد وفاة السلطان الايلخاني أبو سعيد أعلن الشريف أحمد استقلاله بالحله وتمكن خلال بضع سنوات من بسط نفوذه على أهم المناطق في العراق ويجبي الاموال بأسم حكومته لذا لم

يجد الشيخ حسن حاكم بغداد مناصاً من القضاء على حكومة الحله وشريفها فوجه بغداد عدة حملات عسكريه نحو الحله لكن الفشل نصيب تلك الحملات الامر الذي أضطر معه حاكم

بغداد الشيخ حسن بقيادة حمله عسكريه كبيره قادها بنفسه وأحتدم القتال ولم يتمكن جيش الحلة من الصمود ولم يصمد الشريف أحمد وتم قتله مع شيوخ بعض العشائر معه وقضى حاكم

بغداد الجلائري على أية معارضة له في العراق وتشير كتابات المؤرخين الى ان بغداد أصبحت في عهد الشيخ حسن الجلائري عاصمة الملك وأسترجعت بعض رونقها ومكانتها وقد أولى رعاية خاصه الى مدينة النجف أيضاً من بين المدن العراقيه كافه اذ بعد حكمه في بغداد من سنة 1338 م الى سنة 1757 م حيث وفاته وتولي حكم بغداد ابنه السلطان أويس وتقل جثمانه من بغداد الى النجف ودفن بالمقبره الخاصه بالعائله الجلائريه هناك وقد أكد ذلك المحامي عباس العزاوي في كتابه تاريخ العراق بين احتلالين والدكتور نوري عبد الحميد العاني في كتابه العراق في العهد الجلائري وعبد الامير الرفيعي في كتابه العراق وحافظ أبرو في كتابه زبدة التواريخ وغيرهم وقد ذكر ذلك الشيخ جعفر حبوبه في كتابه ماضي النجف وحاضرها.

حيث أكدت هذه المصادر وجود المقبره التي عثر عليها في ثلاثينات القرن العشرين فأعيدت الى ما كانت عليه نحو ما يذكر عباس العزاوي وقد أشار محبوبه صاحب كتاب ماضي النجف الى مقبرة العائله الجلائريه في معرض ذكره ملوك الشيعه الذين دفنوا بالنجف فقال عن الجلائريين:

من الدول الشيعيه التي حكمت في العراق عام ( 736) هج وقد شيدوا في زمن حكمهم في العراق معابد وتكايا ومساجد وآثارهم في العتبات جلياه وممن نقل منهم الى النجف الشيخ

حسن الكبير المتوفي في بغداد عام 757 هج والامير قاسم أخ السلطان أويس المتوفي عام 779 هج ودفن في جوار والده الشيخ حسن وموقع هذه القبور

بين مخله الاحذيه - الكيشوانيه من جهة شمال البهو - الطارمه- وبين أواوين الصحن الشريف المتصله بباب الطوسي . أنتهى كلام حبوبه.

وقد شهدت بغداد زمن حكم الشيخ حسن الجلائري اصلاح الحكم ونشر العدل وأنشاء العمارات ووضع النجف تحت سلطته من بداية حكمه لبغداد خلافا للحله وفي عهده حدثت وقائع

كثيره في بغداد منها زيارة أحمد عبد الله المستوفي القزويني حيث أعجبته المدرسه المستنصريه بعد زيارته لها قال انها أجمل مباني بغداد وكان في بغداد ركن الدين شافع بن عمر بن

اسماعيل الفقيه الحنبلي الاصولي المعيد بالمدرسه المستنصريه

وكان في بغداد صفي الدين أبي عبد الله الحسين بن بدران البابصري

البغدادي الخطيب الفقيه الحنبلي المحدث النحوي

الاديب والاصولي محمود بن أبي القاسم من أكابر العلماء صاحب كتاب

تفسير الحقائق الربانيه والمؤرخ الدهلي سعيد بن عبد الله صاحب التصانيف في التاريخ وشاعر عصره صفي

الدين الحلي عبد العزيز بن سرايا الطائي صاحب ديوان الشعر وكتب

عديده في الزجل والموالي والاغلاط اللغويه وصفوة الشعراء وخلاصة

البلغاء وابن الكتبي يوسف بن اسماعيل

الشافعي البغدادي الطبيب الفقيه المعيد بالمدرسه المستنصريه من
كتبه ما لا يسع الطبيب جهله وابن النور يحيى بن نور الدين الاديب

العالم له مصنفات عديده منها كتاب السلوك

والمؤرخ الشهير الصفدي صاحب الوافي بالوفيات وشهاب الدين أبي

عبد الله الشيرجي الزاهد الحنبلي المعيد بالمدرسه المستنصريه

والشيخ نور الدين محمد بن محمود الامام الفقيه

الحنبلي المقرئ البغدادي وغيرهم كثير.

طارق حرب :

علماء بغداد في عهد حكم هولاكو واولاده نحو ما وردت في تاريخ علماء بغداد المسمى منتخب المختار

----------------------------------

يعتبر كتاب منتخب المختار الذي كتبه أبو المعالي محمد بن رافع السلامي من أجل الكتب التاريخيه التي أُلفت عن علماء بغداد في القرنين السابع والثامن الهجري وخاصة عن علماء بغداد في عهد الدوله الايلخانيه دولة هولاكو التي حكمت بغداد بعد الاطاحه بالدوله العباسيه حيث حكمت الدولة الجديده بغداد من سنة 1258 الى سنة 1336 م والجميل ان مؤلف هذا الكتاب توفي سنة 1372 م أي انه كان قريباً زمنياً من عهد هولاكو ويعتبر هذا الكتاب ذيل على تاريخ ابن النجار وقد ضم هذا الكتاب نخبه طيبه من العلماء الذين عاشوا في بغداد في تلك الحقبه ومن هؤلاء البرهان الأزجي ابراهيم بن أحمد بن أبي المفاخر المتوفي ببغداد سنة 1277 والمدفون قرب قبر الشيخ الصوفي أبو بشر الحافي ومنهم شرف الدين الزنجاني ابراهيم بن اسماعيل الذي قدم بغداد حاجاً والمتوفي سنة 1285 ومنهم ابن الدوري ابراهيم بن عبد القادر بن أبي المفاخر البغدادي المولود ببغداد سنة 1296 المعروف بأبن الدوري ومن شعره:

أيها العاذلون كفوا عن اللوم فأني راض بما أنا فيه

واعذروني فما لدائي دواء غير تقبيل وجنتيه وفيه

ومنهم البرهان الجعبري ابراهيم بن عمر بن ابراهيم الذي سمع ببغداد من الامام شمس الدين المقري المعروف بالوجوهي المتوفي سنة 1332م وابن عكبر البغدادي ابراهيم بن محمد بن عبد الخالق البغدادي الملقب نجم الدين المعروف بأبن عكبر المتوفي سنة 1328 م تقريباً وكان قد قدم الى بغداد طالباً للحديث.

ومن علماء بغداد في العهد الايلخاني المغولي برهان الدين المكناسي ابراهيم بن يحي بن أبي حفاظ المكناسي نسبة الى مدينة مكناس المغربيه المتوفي سنة 1268 الذي حدث ببغداد والذي أنشد لنفسه ببغداد:

ترحلت عنه نازحاً ففقدته

وكان فراقه أحر من الجمر

ومنهم عز الدين الفاروثي المتوفي سنة 1295 أحمد بن ابراهيم بن عمر بن الفرج الفاروثي الواسطي الصوفي الواعظ الذي سمع ببغداد من أبي حفص الشيخ عمر السهروردي ولبس منه خرقة التصوف الشيخ العالم الامام الفاضل الفقيه الزاهد الورع روى الكثير من صحيح البخاري وابن ماجه وفضائل القرآن لأبي عبيد ومعجم
الطبراني ومنهم الأبرقوهي أحمد بن اسحق بن محمد بن المؤيدين الذي سمع ببغداد من أبي أحمد بن أبي يوسف بن صرما المتوفي سنة 1302 ومنهم النينواني أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن محمد العاقل أبو العباس المنعوت بالشهاب الذي سمع ببغداد الذي كان
تاجراً ثم قل مابيده المتوفي سنة 1333 ومن علماء بغداد في تلك الفترة التي تلت سقوط
بغداد بيد هولاكو وأبنائه احمد الصرفي أحمد بن سعيد بن أبي سعد الموفق بن علي
البغدادي الصرفي الذي جمع مسند أهل البيت وحدث وسمع منه الحافظ الدمياطي
برصافة المهدي أي الخليفه المهدي شرقي بغداد ومنهم ابن المعالج أحمد بن عبد الله بن
أحمد الأنصاري البغدادي المنعوت بالموفق المعروف بأبن المعالج ويقول مؤلف هذا
الكتاب :
قرأت بخط مؤرخ بغداد ابن الفوطي كتبت عنه ببغداد ونعم الشيخ وكتب لي بالاجازه المتوفي سنة 1283 المدفون في مقبرة باب حرب الكائنه في كرخ بغداد ومنهم ابن المرواحي أحمد بن عبد الله بن عبد الهادي المقدسي الصالحي الذي سمع ببغداد من عبد اللطيف بن محمد بن القبيطي أخلاق حملة القرآن للأجري والفصيح لثعلب المتوفي سنة 1286 ومنهم التاج الهاشمي أحمد بن عبد الله بن هبة الدين الهاشمي المنعوت بالتاج العدل الشيخ الثقه الجليل العالم المولود ببغداد والمتوفي فيها سنة 1284 والمدفون بباب حرب ومنهم الحراني أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الزحد العتيقه الحراني نسبة الى مدينة حران في الجزيره الفراتين والذي رحل الى بغداد وكتب عن الشيخ يحيى
الصرصري المتوفي سنة 1275 ومنهم العماد الحنبلي أحمد بن عبد الرحمن بن هبة الله البغدادي الحربي نسبة الى الحربي أو الحربيه شمال بغداد ومنهم أبو نصر البغدادي أحمد بن عبد السلام بن تميم بن عمبر البغدادي أبو نصر الخنبلي المقري المعدل نصير
الدين الفقيه المغني المعيد بالمدرسه البشيريه ببغداد للمتوفي سنة 1335 والمدفون في
مقبرة معروف الكرخي ببغداد.

ومنهم ابن الساعاتي أحمد بن علي بن تغلب البعلي البغدادي المولد والمنشأ الملقب مظفر
الدين المعروف بأبن الساعاتي قرأ المقامات على مؤلفها العلامه الجزري وأبوه هو الذي
عمل الساعات المشهوره على باب المستنصريه ببغداد المتوفي سنة 1295 ومنهم ابن السرخسي أحمد بن علي بن يحيى البغدادي الملقب أمين الدين كان شيخاً حسناً عدلاً من
عدول بغداد المولود ببغداد سنة 1218 م ومن علماء بغداد شرف الدين الشهرستاني
أحمد بن علي الموصلي المعيد في المدرسه النظاميه قال مؤرخ بغداد ابن الفوطي سمع
معنا جامع الاصول المتوفي سنة 1292 ومنهم ابن الكسار أحمد بن محمد بن الانجب
الواسطي الاصل البغدادي الولاده كان شيخاً فقيهاً عارفاً بروايات شيوخ بغداد مولده
ببغداد سنة 1228 ويذكر الذهبي انه كتب له بمروياته وكانت وفاته سنة 1298 ومنهم
ابن عساكر الدمشقي الذي سمع ببغداد على عجيبة مولده ووفاته بدمشق توفي سنة
1299 ومنهم أبو العز أو أسد البغدادي بن عنتر من أهل بغداد ومنهم الفخر البغدادي
الياس بن عبد الله من موالي الامام الظاهو بن الامام الناصر لدين الاه الطيبي البغدادي
كان خيراً مواظباً على زيارة الصالحين المتوفي سنة 1286 والذي صلوا عليه
بالمدرسه النظاميه ودفن بمقبرة معروف الكرخي ومنهم الياس الرومي بن عبد الله مولى
القاضي عبد الملك بن المعافي المقري الصوفي المؤذن سمع من الشيخ عمر
السهروردي المتوفي سنة 1288 ببغداد ومنهم أمير الكاتب بن الامير العميد عمر
الأتقاني الفارابي الامام قوام الدين مدرس مشهد الامام أبي حنيفه مر بدمشق متوجهاً الى
بغداد وهو رجل فاضل صاحب فنون وأبو بكر بن محمد بن عبد الرزاق القزويني
البغدادي الدار والمولد الذي سمع منه الدمياطي ببغداد ومنهم ابن رجب البغدادي الحسن
بن ابي القاسم الحلبي البغدادي المولود ببغداد والمتوفي سنة 1331 في حلب ومنهم
شرف الدين القرشي ذو الفقار بن محمد بن أشرف الذي يرجع نسبه الى الامام الحسن
مدرس المستنصريه للشافعيه المتوفي سنة 1286 والمدفون عند والده بالمشهد الكاظمي
وشيعه قاضي القضاة والذي أجاز لأبي محمد عبد العزيز البغدادي والحافظ علم الدين البرزالي ومنهم صدر الدين القرشي أبو الربيع الذي قدم الى بغداد رسولاً عن الملك
الناصر قلاوون المتوفي 1334م ومنهم نجم الدين الطوفي البغدادي أبو الربيع الحنبلي
الذي سمع الحديث ببغداد من الرشيد محمد واسماعيل الطبال المتوفي سنة 1307 وكان
قد قدم الى دمشق من بغداد ومنهم ابن الصباغ صالح بن عبد الله بن جعفر الاسدي
الكوفي الفقيه الفاضل الزاهد الذي طلب للتدريس في المدرسه المستنصريه فأمتنع له
أدب وشعر وتصوف المتوفي سنة 1326 ومنهم ابن أبي الليات عبدالله بن أحمد
البغدادي الحربي ابذي سمع منه الحافظ الدمياطي بالحربيه غربي بغداد ومنهم
البابصري عبد الله بن أبي السعادات المتوفي ببغداد سنة 1311 والمدفون بمقبرة جامع
المنصور ومن العلماء في بغداد زمن هولاكو ودولته نجم الواسطي عبد الله بن عبد
المؤمن الملقب نجم الدين المقرئ التاجر المتوفي سنة 1339 ببغداد ومنهم ابن وخرز
عبد الله بن علي البغدادي أبو محمد بن أبي القاسم الخباز سمع منه أبو محمد الدمياطي
ببغداد ونجم الدين عبد العزيز البغدادي بالنظاميه ببغداد المتوفي سنة 1275 والمدفون
بمقبرة الامام أحمد بن حنبل ومنهم ياقوت المستعصمي البارع في العلم والادب والخط كتب عليه خلق كثير من أولاد الاكابر ومن شعره:

قلت هلا صدقت بوعدي قالت

كيف صدقت أن ترى الشمس ليلا

ومنهم سبط ابن الجوزي يوسف بن قرغلي التركي العوني البغدادي الحنفي الفقيه سبط الحافظ أبو الفرج بن الجوزي سمع ببغداد من جده لأمه ابن الجوزي وكان أحد الفضلاء وله تصانيف حسنه وجموع مفيده توفي سنة 1257 في
دمشق ومنهم آمنه أم محمد بنت عنان العذري وقال
الدمياطي سمعت منها ببغداد ومنهم ست الملوك فاطمه
ابنة علي البغداديه المدعوه ست الملوم الخنبليع المتوفيه
سنة 1310 والمدفونه بمقبرة الامام أحمد ببغداد وهنالك
الكثير من العلماء ببغداد في عهد الدوله الايلخانيه المغوليه
التي حكمت بغداد بعد اسقاطها الدوله العباسيه.

٢٠٢٠

طارق حرب:

الرحاله القزويني يزور بغداد نهاية حكم دولة هولاكو يقول في بغداد:

أهلها يتمتعون بالوسامه والكسل والبدانه وهواها يوافق نساءها أكثر

مذاهبها للشافعيه كثيرة المؤن رخيصة الاسعار

------------------------

ممن زار بغداد نهاية حكم الدوله الايلخانيه دولة هولاكو وأبنائه الرحاله الفارسي حمد الله مستوفي القزويني المتوفي عام 740 هج 1340م أي بعد أربع سنوات من حكم هذه الدوله لبغداد وكانت رحلته زمن السلطان أوليجاتو حفيد هولاكو لأنه يضرب على بدانة أهل بغداد بخباز فيها زمن هذا السلطان كان وزنه أكثر من ثلاثمائة كيلو غرام بوزن هذه الايام وقد كتب هذا الرحاله عن بغداد وصفاً قيماً ولا سيما فيما يخص استدارتها وأبوابها وانتاجاتها ووارداتها ومشاهدها وقبور الاولياء فيها ومساحة مقابر قريش والمسافات بينها وبين المدن الاخرى مما كان موضعاً للترجمه قام بها الدكتور عبد الجبار ناجي من كتاب نزهة القلوب.

يقول القزويني بغداد العاصمه للعراق العربي تقع على ضفة دجله وانه كان في زمن الملك الفارسي خسرو وفي الموضع الذي تشغله بغداد قريه تعرف بالكرخ التي بناها سابور الثاني وعلى الصفه الشرقيه تقع ساباط وهي قريه من توابع النهروان ولعلها مدينة سلمان باك الموجود فيها الاثار الفارسيه ثم صار الاسم بغداد ليكون ملائما للموضع ويطلق العرب عليها مدينة السلام والفرس الزوراء وأسس المدينه المنصور

ويكنى بأبي الدوانيق لشدة بخله وحول ابنه الخليفه المهدي محل اقامته الى الضفه الشرقيه وأكمل الخليفه هارون ما بدأه والده المهدي والخليفه المعتصم نقل الخلافة الى سامراء وأعاد الخلفاء المعتمد والمعتضد الخلافه لبغداد وتم تشييد سوراً حول بغداد زمن

الخليفه المستظهر من الطابوق المحروق وأحاطه بخندق وشرق بغداد له أربعة أبواب شيدها الخليفه المسترشد ومناخ بغداد يميل الى الدفء لكنه معتدل يوافق النساء أكثر من الرجال والمؤونه رخيصه في بغداد فالشحه والندره غير موجوده وفواكهها فواكه المناخ الدافئ وموجوده بكثره ومنها التمر المكتوم والخستاوي والرمان الدراجي والقطن والذره ينموان جيداً في بغداد كذلك الحبوب الاخرى فالمن

الواحد ينتج عشرين مناً وهنالك الكثير من أشجار الطرفه وهي التي

تعيش على شواطئ الانهار عادة واشجار الخروع كبيره جداً.

وأراضي الصيد في بغداد كثيره وممتازه ووافره وحولها سهل الكلأ فيه وافر وغني ومحاصيلها كثيره ووفيره جداً في نموها لذا فأن الماشيه سمينه جداً ونهر دجله يجري عبر المدينه وهنالك نهر يسمى نهر

عيسى ينقل الماء من الفرات الى بغداد وهنالك قناة النهروان ومجرى

دجله في بغداد جميلاً فيه الزوارق والمناظر لكن مياه الابار فيها مالحه

ومجه تستخدم للغسل والتطهير.

لأهالي بغداد طلعة بهيه يتمتعون بالوسامه وانهم سهلي الطباع ولهم أخلاق لطيفه غير ان الكسل يسيطر على طراز حياتهم فهم يقضون
أوقاتهم بالراحه فالحياة سهله فيما يخص الغنى لتوفر عوامل الراحه

وان للغني حياة جيده وان الفقير بحصوله على دراهم نحاسيه معدوده

تكفي لقناعته وأغلبية أهل بغداد يتصفون بالبدانه أي السمنه وتتضح

البدانه من ان أحد الخبازين في زمن أحد السلاطين في سوق محلة النظاميه وزنه أكثر من ثلاثمائة كيلو غرام .

لسان أهل بغداد عربي مع ما فيه من لحن كما يقول الرحاله

والمسلمون من جميع المذاهب كثر فيها والاغلبيه منهم من السنه

الشافعيه مع ان الحنابله أيضاً كانوا متنفذين وان ربط الصوفيه كثيره

جداً والمدارس كثيره جدا ومن مدارس في وقت زيارة هذا الرحاله

لبغداد المدرسه النظاميه التي تعد أعظم مدارس بغداد والمدرسه

المستنصريه وهي من أكثر المباني في بغداد بهاءً وجمالاً وحسبما

يروى ان ميزة بغداد انه لم يمت ضمن حدودها أي خليفه أو حاكم!!!!؟؟؟

وهنالك مشاهد كثيره وأضرحه مقدسه ففي الجانب الغربي مشهد الامام الكاظم

وحفيده محمد الجواد عليهما السلام وقبور أخرى موجوده في بغداد منها قبر الامام أحمد بن حنبل وقبور شيوخ التصوف البغدادي ابن

الادهم والجنيد البغدادي والسري السقطي ومعروف الكرخي

والشبلي والحلاج والحارث المحاسبي وابن مسروق وابن المرتعش

وكثير من الشيوخ والعلماء هذا في الجانب الغربي من بغداد وفي

الجانب الشرقي هنالك قبر الامام أبي حنيفه وقبور الخلفاء العباسيين

والشيخ عمر السهروردي وعبد القادر الگيلاني والى الشمال من

بغداد قبور الشيخ مكرم والشيخ السكران وتولى الرحاله القزويني

تحديد المسافات بين بغداد والانبار والبصره وبعقوبه وتكريت والنهروان

والنعمانيه والحله وحديثه وسامراء والكوفه والمدائن وواسط وغيرها

من المدن وكانت وحدة القياس الفرسخ وحدد واردات أراضي بغداد

التي تدخل بيت المال وذكر بعض الشعر في بغداد ممن قاله الشعراء

العرب والشعراء الفرس فمن شعر الشاعر الفارسي أثير الدين أوماني ما يقوله في بغداد:

اذا انت لم تشاهد العالم جميعاً في بقعة واحد

وترى ذلك العالم جميعاً يحيا في بحبوحه أو رخاء

فكن مثل الشمس التي كلها وجه بعين واحده

وتنظر الى بغداد فإنك سوف تراها تشبه السماء التي تحيط بالثريا

ويورد شيء من شعر الشاعر الفارسي (أنوري) في بغداد:

كم هي مسرة أطراف بغداد المكان للفضيله والموهبه

ففي جميع العالم لا يستطيع المرء أن يؤثر الى بقعه أخرى كهذه

وقد تولى الرحاله القزويني ذاته كتابة رباعيه بحق بغداد كانت بدايتها:

بغداد هي الارض الطيبه ولكنها طيبه له فقط

ذلك الذي لديه الوسائل لتحقيق رغبات قلبه

وطبيعي ان شعره وشعر الشعراء الذين ذكرناهم باللغه الفارسيه .
٣٥٣٥
٨ تعليقات

بغداد تدفع للقرامطه خمسة دنانير عن كل بغدادي يروم حج البيت وتدفع مبلغاً كبيراً مقابل إعادتهم الحجر الاسود من البحرين الى مكه في زمن خليفة بغداد العباسي

---------------------------------

هذا ماحصل لبغداد في العهد العباسي الاول اذ ظهرت جماعة قرمط عندما آوى حمدان قرمط الداعي الاسماعيلي الحسين الاهوازي الذي جاء من خوزستان وحل في الكوفه مظهراً التقشف والورع ويكثر من الصلاة لكنه هرب من الكوفه الى الشام فخلفه في دعوته مضيفه حمدان قرمط لذلك سمي أتباعه القرامطه ويذكر الطبري في تاريخه انه كان شديد حمرة العينين لذلك سمي كرميته وقالوا قرمط وقد بدأ القرامطه من حيث أنتهت حركة الزنج بقتل صاحب هذه الحركه عام 270 هجأي زمن حكم الخليفه العباسي المعتمد لبغداد وقد كان عام 307 هج وما بعده الزمن الذهبي لحركة القرامطه زمن الخليفه المقتدر وقد أستغلت الناس بأنها تميل الى العلويين وأظهروا ولائهم لأهل البيت في أشعارهم كما ورد عن القرمطي المعروف بصاحب الخال الذي يقول:

متى أرى الدنيا بلا كاذب

ولا حروري ولا ناصب

متى أرى السيف على كل من

عادى علي بن أبي طالب

ولقد ظلت البحرين في عهد الدوله الاباسيه على الهامش مما

ساعد على نشوء الحركه القرمطيه فيها ذلك ان أبي سعيد

الجنابي القرمطي أنشأ مدينة في الاحساءوجعلها مركزا للحركه

القرمطيه وأصبحت المدينة الرئيسيه في البحرين بعد تخريب

مدينة الهجر وبعد وفاة أبي سعيد سادت فترة قصيره بين

العباسيين في بغداد والقرامطه بمبادرة من الوزير العباسي علي بن عيس الذي أطلق للقرامطه ما أرادوه من البيع والشراء قاصداً أن يتألفهم خوفاً على الحجيج البغدادي منهم وطلب منهم اطلاق سراح الأسرى ففعلوا غير ان هذه الهدنه لم تطل فما

بين عام 307 هج وعام 314 هج غزا أبو طاهر القرمطي البصره عدة مرات وانتهبها وهاجم قوافل الحجاج البغداديين بشده ختى انه لم يحج أحد من بغداد في تلك الاعوام وغزا الأنبار وباتت

بغداد مهدده بالسقوط بين يديه لولا قطع قتطرة تتحكم في

مرور المقاتلين الى بغداد نحو ما يذكر ذلك صاحب كتاب النجوم الزاهره وقد أمعن القرامطه في اذلال الخلفاء العباسيين في بغداد ذلك انهم في كل مره يهجمون على البصره ويحتلوها بعد قتل الكثير من أهلها وأسر الآخرين ونهبوا وخربوا الكثير في البصره في كل مره يدخلونها وكانت هجمات القرامطه على حجاج بغداد تهدف الى اظهار خلفاء بغداد بمظهر العاجز عن حماية الحجاج تمهيداً لفرض الحمايه القرمطيه على طريق الحج واستيفاء ضريبة على هذه الحمايه.

لقد كان الفعل الاكثر جرأة من قبل القرامطه والهجمه العنيفه على مكه عام 317 عهد خليفة بغداد المقتدر حيث وصل أبو طاهر القرمطي الى الكعبه يوم الترويه أي قبل عيد الاضحى بيومين ونصب ايوانه ونادى:-

أنا الله وبالله أنا

يخلق الخلق وأفنيهم أنا

وأمر جنده بقتل الحجاج والقاء رووءسهم في بئر زمزم كما تذكر كثير من الروايات بحيث تم قتل عشرين ألف حاج وكان ذلك عام 317 هج وأقتلع الحجر الاسود من مكانه في البيت العتيق

وأخذه الى مدينة هجر في البحرين مكان دولتهم وقد شكلت

هده الهجمه القاسيه اظهاراً لما يدعونه من بطلان قدسية

الحجر الاسود أو الكعبه وقالوا اننا أخذنا الحجر الاسود من

الكعبه الى البحرين بأمر ولما أعادوه بعد أمثر من عشرين عام قالوا أخذنا الحجر الاسود بأنر أعدنا الحجر الاسود بأمر ولقد تمكن القرانطه بهذه الهجمه من تصديع أركان الدوله العباسيه واظهار الخلفاء العباسيين ببغداد بمظهر العاجزين عن حماية

الكعبه وعن حماية مواطني هذه الدوله بما فيهم الحجاج من

أهل بغداد ومنعوا أهل بغداد من الحج والذهاب الى الكعبه

المشرفه من التاريخ المدكور حتى عام 327 هج زمن خليفة

بغداد الراضي حيث وافقت بغداد على دفع مبلغاً قدره خمسة

دنانير عن كل جمل يحمل حجيجاً الى الكعبه وبالنسبة لأعادة

الحجر الاسود من البحرين الى مكانه في الكعبه فقد حصل ذلك عام 337 هج حيث تم الاتفاق زمن الخليفه العباسي مبلغاً كبيراً من المال مقابل اعادة الحجر الاسود الى الكعبه ويروى ان لنقيب الطالبيين في بغداد ابن يحي العلوي أتفق مع القرامطه على سلامة الحجاح واعادة الحجر الاسود الى الكعبه وهنالك من يقول ان اعادة الحجر الاسود الى الكعبه حصل زمن خلافة المستكفي العباسي وبذلك انتهى تعرض القرانطه للحجاج الذي بدأ عام 312 هج وما ترتب عليه من هزيمة جيش العباسيين أمام القرامطه عام315هج .

لقد علاقة القرامطه بالدوله العباسيه في بغداد بدأت بداية

عنيفه عندما وقعت أول مواجهه كبيره بين القرامطه زمن أبي

سعيد الجنابي القرمطي عندما هزم جيش العباسيين عام

289هج حيث أنتصر القرامطه وكان عددهم سبعمائه على

جيش بغداد وعددهم عشرة الاف زمن الخليغة المغتضد

ووصلت الكرأه بأبي طاهر ابن أبي سعيد أن يطلب عام 312

هج تنازل الدوله العباسيه عن البصره والاهواز لصالح القرامطه

واستمر القرامطه في أوجهم حتى وفاة أبو طاهر الجنابي

القرنطي حيث توقف الغزو وعمل جزء من القرامطه مع الدوله

العباسيه حيث أصبحت العلاقه بين العباسيين والقرامطه جيده

لعدائهم للدوله الفاطميه في مصر لأجل منعهم من التوسع،

٣٩٣٩

فخر الاسلام البخاري وابن العديم وابن الوكيل والمقدسي من خطاطي بغداد زمن الدوله الايلخانيه( دولة هولاكو وابنائه)

---------------------------------

الدوله الايلخانيه دولة التتر والمغول دولة هولاكو خان التي أنهت الدولة العباسبه وكانت الدوله الثانيه التي حكمت بغداد من سنة 1258 الى سنة 1337 م

وان
كان حكامها من أولاد هولاكو وأحفاده ظهر فيها عدد من المبدعين في الخط العربي لعل كان في مقدمتهم مجدد الخط بعد ابن مقله العباسيدونعني بذلك الخطاط

المستعصمي فلقد ظهر خلال هذه الدوله في بغداد عدد من الخطاطين منهم فخر الاسلام البخاري وابن العديم وابن الوكيل والمقدسي وغيرهم وأما الخطاط فخر

الاسلام البخاري هو أبو الفضل محمد ابن الشيخ ظهير الدين محمد بن عمر البخاري النوجاباذي نزيل بغداد والمدرس في مدرسة المغيثيه ببغداد الذي قرأ على

والده الخلاف والفقه حتى برع في فيهما وأجاد الروايه عن الشيخ الموفق ابن قدامه والعالم السخاوي وكتب الخط الفائق المليح على طريقة ثالث الخطاطين في تاريخ الخط العربي ابن البواب علي بن هلال البغدادي وجود هذا الخط وأعتنى به وقد وصل بغداد عام 616 أي نهاية الحكم العباسي وبقى بها حتى عام693 هج وكان مع والده الشيخ ظهير الذين الحنفي من كرمان وكان من يتولى ادارة بغداد الصاحب علاء الدين نيابة عن هولاكو خان وكان حضوره مع سقيقه الشيخ ظهير الدين الحنفي من كرمان حيث تولى الشيخ التدريس في المدرسه المستنصريه وكان فخر الاسلام كريم الاخلاق لطيف المعاشره ظاهر البشر طيب اللقاء وقد تولى التدريس في المدرسه المغيثيه ( الغياثيه) ببغداد سنةُ777 هج وكان صديقاً للشيخ كمال الدين ابن الفوطي ويتردد عليه وكانت له صلة ومودة بالقاضي بدر الدين الرقي وولي الحسبه بجانبي بغداد وكان محمود السيره .

أما الخطاط ابن العديم فهو جمال الدين أبو غانم محمد ابن الصاحب كمال الدين بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى ابن أبي جراده العقيلي الحلبي الحنفي الكاتب المعروف بأبن النديم المتوفي عام 695 هج كان من أبرز العلماء في عصره وسمع من الحافظ أبي عبد الله البرزالي وأبي رواحه وابن قميره وابن خليل في حلب وقدم بغداد مع والده وسمع من شيوخها وأخذ عنهم العلم الغزير وهو من أذكياء العالم ومن ألرع الناس في كتابة الخط المنسوب وكان الناس والعلماء يتنافسون في اقتناء خطه لا بل لقدرته بيع الكثير من خطه على انه من خطوط ابن البواب لحسنه وضبطه وابن العديم هذا والد القاضي الشهير نجم الدين عمر ابن العديم وبعدعودته الى الشام ووفاته مشى في جنازته العلماء والاعيان يتقدمهم السلطان الملك المظفر.

وابن الوكيل البغدادي الخطاط هو عز الدين أبو الفضل محمد بن علي بن هبة الله البغدادي الكاتب المعروف بأبن الوكيل وهو من بيت معروف بالفضل والرياسه والكنابه والتقلب في الاعمال والتنقل في الوظائف والمراتب اذ كان ابن الوكيل من الخطاطين المشهورين وكان يكتب بين يدي الامير أذينه بن أحمد شحنة ( مدير شرطة) بغداد وكان ابن الوميل من الادباء المعروفين بحسن الترسل والبلاغه وله تصرف جميل في الكتابه مع حسن الخط وله شعر طيب في معانيه وحلاوة ألفاظه وذكر ابن الفوطي ان ابن الوكيل كان يحيد الضرب بالعود مع فنونه الاخرى توفي بعد سبع وتسعين وستمائه للهجره.

والخطاط المقدسي هو أبو الحسن علي ابن أبي العباس احمد بن عبد الدائم بن نعمه بن أحمد بن محمد بن ابراهيم بن أحمد بن بكير المقدسي النابلسي الصالحي الحنبلي المولود عام 617 هج نهايات العهد العباسي وتوفي بعد أربعين عام من دخول هولاكو الى بغداد وسمع من البهاء عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي

والحسين بن المبارك ابن الزبيدي وعلم الدين علي بن محمود وسمع من ألي المنجا عبد الله بن اللتي جزء أبي الجهم وسمع من الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد

الواحد المقدسي ومن أبي صادق الحسنبن صباح وغيرهم وجاء الى بغداد فسمع بهامن أبي اسحاق ابراهيم ابراهيم بن عثمان الكاشغري والوًءتمن يحي ابن ابي

السعود نصر بن القميره وقد حدث ببغداد وسمع منه أبو العلاء محمود ابن ابي الفرضي وكان ابن عبد الدائم ششخاً ثقة جليلاً زاهدا وقد حرر القرآن الكريم

بخطهالبديع الحسن ونسخ بخطه كثيراً وكان قليل الروايه وبعدها رحل الى بعلبك وسكن فيها وصحب الشيخ الفقيه محمد بن أحمد اليونيني وخدمه ثم قصد البصره

وعاد بعدها الى الشام وحدث عنه ابن الخباز في حياة والده وكان ابن عبد الدائم دائم التلاوه للقرآن الكريم وأصبح مقعداً في آخر أيامه وتوفي شهيداً على أيدي المغول التتر عام 619 هج.
٢٣٢٣

في 14 جمادي الآخره عام 874 هج سنة 1470 م دخل

مقصود بيگ بغداد حاملاً راية الآق قوينلو الخروف الابيض لينهي

حكم القره قوينلو لبغداد

--------------------------------

في التاريخ المذكور وكان يوم الاثنين دخل مقصود بجيشه من الآق قوينلو بغداد وأخبر

والده زعيم قبيلة الآق قيونلو حسن أٌوزون أي الطويل فتحه لبغداد بدون قتال يذكر لتكون

بغداد جزء من المملكه التي أقامها حسن الطويل والتي أمتدت الى أجزاء كبيره من الشرق

وهكذا رفرف العلم الذي يحمل رسم الخروف الابيض في بغداد وانتهى العلم الذي يحمل

رسم الخروف الاسود علم دولة القره قيونلو التي حكمت بغداد من سنة 1411 الى سنة

1469 م وتعتبر دولة أصحاب الخروف الابيض الدوله الخامسه التي تحكم بغداد منذ

بنائها من قبل الخليفه المنصور العباسي وبعد سقوط الخلافه العباسيه سنة 1258 حكمت

الدوله الايلخانيه دولة هولاكو خان بغداد حتى سنة 1338م حيث بدأ حكم الدوله

الجلائريه لبغداد الذي أنتهى سنة 1411م لتتولى دولة أصحاب الخروف الاسود التي

أنتهى حكمها سنة 1470 ليبدأ حكم دولة أصحاب الخروف الابيض الدوله التي كان

يقودها حسن الطويل حيث فتح بغداد ولده مقصود بيگ ليستمر حكم هذه الدوله حتى سنة 1508 م حيث ينتهي حكمها ليبدأ حكم الدوله الصفويه الاول.

والآق قوينلو صفة لحقتهم من جراء ان هذه القبيله كانت قد تملكت غنماً بيضاً فصاروا

يدعونها ببيض الغنم أو أصحاب الشياه البيض أو الخروف الابيض وهم عشيرة أخرى من

التركمان نزحوا من تركستان أواخر القرن الثالث عشر بسبب صراعهم مع المغول الى

أذريبيجان ثم الى الاناضول وتوسعوا على حساب الدرلتين العثمانيه في الاناضول

والمملوكيه في الشام وعرفوا بالبايندريه لأنتسابهم الى بايندر أي المنعم بن أٌوغوز وقد

أقامت عذه القبيله في ديار بكر وتزعت الى السياده والاستقلال وتوالى منهم رجال مشاهير نالت بهم الحكم وحصلت على السلطه أيام حسن الطويل والد مقصود بيگ الذي فتح بغداد بدلاً من أبيه الذي سبق وأن حاصر بغداد وحسن بيگ بن علي بيگ بن قرا عثمان

المعروف بحسن الطويل كان مقداماً من مشاهير الفاتحين قضى على الحكومه البارانيه

واستولى على العراق وعلى قسم كبير من ايران ولما أستقر على الحكم في مدينة آمد قانل أخويه جهنكيو وأويس في مدينة الرها وتابعهما الى مدينة ماردين فأستولى عليها وأغار

على حدود الشام وأغار على الحصون في بلاد الروم فخربها ونهبها وهاجم الكرد

ومناطق جورجيا وقاتل جهان شاه زعيم القره قيونلو وقتل الكثير من جنده وبعدها عاد الى دار

ملكه ليتجهز للمسير الى بغداد فسار من طريق الموصل الى بغداد واستقبله رسول من بغداد

بالطاعه والانقياد فذهب الى اذريبيجان وأرسل ولده محمد بيگ ولكن حاكم بغداد عصىاه

لذا عاد حسن الطويل الى بغداد وحاصرها ولكنه لم يتمكن من الاستيلاء عليها فترك بغداد

ورحل الى تبريز وأستولى على ايران ووزعها على أولاده وامرائه وأقطع بغداد لوله

ميرزا مقصود بيگ قبل فتحه لها وبينما أنشغل بمهاجمة أطراف بغداد توفي حاكم بغداد

بير محمد الباوت فتولى السلطه بعده الامير حسن بن علي بن زينل زوج بنت بير محمد

فمات هو الاخر بعد قليل فأقام أهل بغداد مكانه أخاه شاه منصور فأساء السيره فأرسل أهل بغداد الى الامير مقصود بيگ يدعونه أن يتسلم بغداد فسار وتسلمها بلا نزاع وأرسل بشارة الفتح الى والده حسن الطويل فولاه منصب بغداد وجعل معه أميران وهكذا أنقضت دولة القره قيونلو في بغداد وبدأ حكم الآق قيونلو لبغداد .

وهكذا صار حسن الذويل سلطاناً على دولة أمتدت من الشام وديار بكر والعراق

واذريبيجان وايران الى حدود خراسان والمحيط الهندي فأنصرف لتنظيم الاداره ولكن ابنه أوغورلو محمد لم يكن راضيا على ابيه فلجأ الى الدوله العثماتيه محاولا الاستيلاء عليها

لما علم بمرض أبيه فأرسل والده حسن الطويل من قتله وترتب على ذلك توتر العلاقه مع

ابنه الثاني حاكم بغداد مقصود بيگ فعزل حسن الطويل مقصود من بغداد وأرسل بدله شاه علي حاجيلو الذي كان قد شارك في احتلال بغداد وأخلص له فدخل بغداد سنة 1474م

وأصبح الحاكم الجديد لها الذي تم عزله عن حكم بغداد بعد حوالي ثلاث سنين وعين

ابراهيم الوزير حاكماً على بغداد ولكن حسن الطويل عزله بعد عدة أشهر ثم أستبدل به

الامير شيخ حسن الذي تم عزله بعد أشهر وعين كلابي بن أمير بيگ وكان أحد قواده ولكنه عزله بعد أشهر أيضاً لأنه أظهر ضعفاً في ادارة بغداد التي تعرضت لهجوم

المشعشعين وأتهم حسن الطويل بعض الاعيان بالتواطيء مع محسن بن محمد بن فلاح زعيم المشعشعين فأمر بعزله.

وبعد ذلك أنصرف حسن الطويل زعيم دولة الآق قيونلو لنتظيم الاداره في دولته ووضعها على اسس ثابته فقضى على الحركات المناوئه والاضطرابات وأظهر العدل ووزع

المسووءليات على وزراءه شمس الدين محمد وبرهان الدين عبد الحميد ومجد الذين

اسماعيل وقرب اليه العلماء وأجزل لهم العطاء وفي مقدمتهم أبو بكر الطهراني الذي كتب

له تاريخ الديار بكريه وكانت النقود قد ضربت في بغداد أثناء حكم الامير مقصود وقد كان هنالك وزن لدولته لوقوعها على طريق التجاره رللقوى الكبيره المجاوره وأستمر الخلاف

مع العثمانيين ولكن حكمهم أختفظ بطابعه العشائري المتمثل بتوريث الحكم وحرص حسن

الطويل على الظهور بمظاهر الأبهه والهيبه وكان القائد الاعلى للجيوش ولكن استمرت

التتظيمات الاداريه التي كان معمول بعا سابقاً وكانت الشووءن الشرعيه بيد قاضي القضاة

وكان هنالك النقباء والمحتسبوت وامراء الحج واستمر حسن الطويل بالحكم حتى وفاته في

27 رمضان 882 هج 1477 م وترك خمسة أولاد من بينهم مقصود بيگ الذي سبق

وان حكم بغداد بعد أن فتحها الذي قتله أحد أخوته وتولى حكم بغداد الاخ الاخر خليل بن حسن الطويل الذي قتل هو الاخر بغد أقل من سنتين على حكمه بغداد حيث تولى الاخ الثالث يعقوب بن حسن الطويل حكم بغداد.

طارق حرب

‏٢٤ يوليو‏، الساعة ‏١١:١٦ ص‏ ·

علماء وأعلام بغداد زمن الخليفه العباسي الناصر لدين الله احد خلفاء بغداد في العهد العباسي الأخير

-----------------------------------

أزدهرت بغداد زمن الخليفه العباسي الناصر لدين الله ثقافياً وعلمياً ومعرفياً وقلسفياً بحيث ذكرنا ما كان من أعلام وعلماء ببغداد زمن هذه الخليفه بالعهد العباسي الاول والخليفة

المأمون اذ كان العهد العباسي الاخير في بغداد يقترب الى ماكانت عليه بغداد في العهد العباسي الاول العهد العباس الاخير هو العهد الذي أبتدأ بخلافة المستنجد عام 555هج

1160م وأنتهى بدخول هولاكو وجيشه الى بغداد عام 656 هج سنة 1258م وكان الخليفه الناصر قد حكم بغداد من عام 575 هج الى عام 622 هج ومن علما وأعلام بغداد زمن الخليفه الناصر:-

وأول هوءلاء من توفي سنة تولي الناصر الخلافه إبن الفراء البغدادي الذي كان فصيحاً بليغاً شاعراً فاضلاً والشريف علي بن أحمد العلوي الذي أنشأ جامع القبلانيه ودار كتب مكانها محلة باب الأغا في الجزء الشرقي من بغداد وعلي بن عبد الرحيم

المعروف بأبن العصار اللغوي النحوي وابن الأنباري كمال الدين عبد الرحمن بن محمد أبي سعيد أبي البركات امام اللغه والنحو في زمانه صاحب كتاب أسرار العربيه والميزان ونزهة الألباء في طبقات الادباء والجواليقي موهوب بن أحمد بنمحمد بن الخضر

امام أهل الادب أختص بتأديب أولاد الخلفاء كان مليح الخط واه حلقة تدريس بجامع القصر يقرأ فيها كل جمعه وفخر الدوله أبو المظفر بن الحسن بن هبة الله بن المطلب كان أبوه وزير

الخليفه وأخوه استاذ الدار تصوف وهو في زمن الصبا وبنى مدرسه ورباط في عقد المصطنع وجامعاً في الجانب الغربي ببغداد وفي عهد الخليفه الناصر أيضاً زار الرحاله بن جبير بغداد وأدى الصلاه في المدرسه النظاميه وذكر انه كان في الجانب

الشرقي من بغداد ثلاثين مدرظه أعظمها النظاميه وذكر جوامع

الجانب الشرقي جامع الخليفه وجامع السلطان وجامع الرصافه

كما شاهد تربة الخلفاء والمشهد الكاظمي ومحلة أبي حنيفه

وقصر الخليفه الناصر وشيخ الشيوخ عبد الرحمن بن اسماعيل

أبي سعيد أحمد رسول الخليفه الى السلطان صلاح الدين

الايوبي والرضي أبو الخير اسماعيل القزويني الفقيه الشافعي مدرس النظاميه الذي كان من العلماء الصالحين والشيخ المفيد محمد بن أحمد بن داود أبو الرضي المعروف بالمفيد موءدب

وحاسب كانت له مدرسه يعلم فيها الخط والحساب من كتبه الحساب وسلجوقه خاتون زوجة الخليفه الناصر ومجد الدين ابو الفضل بن الصاحب استاذ دار الخلافه الذي قتله الخليفه الناصر لتحكمه في شووءن الخلافه وأبا المظفر عبيد الله بن يونس

الوزير وقاضي القضاة أبي الحسن الدامغاني الذي ولي القضاء

للخلفاء المقتفي والمستنجد والمستضيء رسلجوقه خاتون زوج الخليفه الناصر ابنة قليچ أرسلان التي بني فوق قبرها تربه

ورباط وأبو طالب المبارك الكرخي مدرس النظاميه الذي كان يضرب به المثل في حسن الخط والشيخه خاضه بنت الشيخ أبي المعمر المبارك الانصاريه البغداديه والواعظه على النساء الصوفيه في رباطها ومسعود ابن البادر المحدث الحسن الخط ثقة خيراً زاهداً عابداً ومحمد بن علي بن شهرا شوب الحافظ

الشهير صاحب كتاب مناقب آل أبي طالب والطرائق في الحدود والحقائق والمثال في الامثال ومعالم العلماء وابن ميمون محمد بن المبارك العالم بالادب صاحب كتاب منتهى الطلب من أشعار العرب ومبشر بن أحمد بن علي الرازي الاصل البغدادي

المهندس الذي أعتمده الخليفه الناصر في اختيار الكتب لدار الخليفه وزمرد خاتون زوجة الخليفه المستضيء وام الخليفه الناصر صاحبة الرباط والقبر العالي في مقبرة الكرخ وشمس

النهار بنت أبي البركات بن كامل البغداديه الجربيه المحدثه الفاضله الزاهده والشريفه فاطمه بنت الشرطف أبي الغنائم القرشيه الهاشميه البغداديه وصدر الدين محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي متولي النظر في المدرسه

النظاميه وقاضي القضاة أبي طالب علي بن البخاري والشيخ يعيش بن صدقه أبو القاسم بن علي الفراتي الشرير الفقيه

الشافعي وأبو طالب يحي بن سعيد بن زياده كاتب الانشاء بديوان الخليفه والسيخه فتون بنت أبي طالب سعود البغداديه

الحربيه المحدثه الزاهده وأبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحراني المقيم ببغداد الصحيح والعالي الاسناد في الحديث والسماع وابن الجوزي درة العلماء وغرة الاعلام عبد

الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي علامة

عصره في التاريخ والحديث وجميع العلوم ألف مئات الكتب منها

الحمقى والمغفلين وتلبيس ابليس ومناقب بغداد وتلقيح علوم أهل الاثار والمنتظم وغيرها كثير والسيده بنفشه حظية الخليفه الكثيرة المعروف والاحسان والصدقه والشيخه أم الحسن

شمائل ابنة الامام أبي منصور موهوب بن أحمد المحدثه وعبد الله بن علي بن نصر بن حمزه البغدادي المعروف بأبن

المارستانيه الطبيب المنجم العالم بأيام العرب من كتبه ديوان الاسلام والبناني الشاعر أبي عبد الله محمد بن المهنا الذي مدح الخلفاء والوزراء والشيخه عائشه ابنة الشيخ أبي طاهر

البغداديه الحريميه أسمعت وروت وحدثت وأبو الحسن علي بن سعاده الفارقي الفقيه الشافعي المدرس بالمدرسه النظاميه ثم مدرسة زمرد خاتون والشيخه أم اسماعيل لبانه بنت الشيخ

أبي محمد بن هبة الله البغداديه سمعت وحدثت وروت وعبد المنعم بن عبد العزيز الاسكندراني الأديب والشاعر وعبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الگيلاني الثقه العابد الزاهد الورع وأبو

فراس نصر بن ناصر بن مكي المدائني صاحب المخزن ببغداد

الاديب الفاضل ومجد الدين يحيى بن الربيع الواسطي البغدادي المفسر له اشتغال بالتاريخ من الشافعيه ناب في القضاء وولي التدريس في النظاميه كتبه تفسير القرآن واختصار تاريخ بغداد

وذيل بن السمعاني والوزير فخر الدين بن أمسينا والقاضي أبي زكريا القاسم بن المفرج المدرس بالنظاميه وضياء الدين أحمد

بن عبد الوهاب وهو سبط صدر الدين اسماعيل شيخ الشيوخ الصوفي الفقيه المحدث ومحمد بن يوسف بن محمد بن عبد الله النيسابوري الكاتب الذي يوءدي في الخط طريقة ابن البواب الفقيه المتكلم وعمر بن مسعود أبي العز البزاز البغدادي

والشيخ الصالح أبو البقاء محمود بن عثمان بن مكارم الحنبلي الذي بنى رباط بباب الازج باب الشيخ لأيواء أهل العلم ومعز الدين أبي المعالي سعد بن علي المعروف بأبن حديد الوزير وابن هبل علي بن أحمد العالم الطيب صاحب كتاب المختار في الطب والاراء والاستشارات وأحمد بن مسعود التركستاني

الفقيه الحنفي مدرس مشهد الامام أبي حيفه وأبو المظفر محمد بن علي اللوري الواعظ وأبو العباس أخمد بن هبة الله بن العلاء المعروف بأبن الزاهد العالم باللغه والنحو والامير علي أصغر بن الخليفه الناصر الذي مات قبل أبيه والوجيه المبارك بنن أبي الازهر سعيد بن الدهان الواسطي النحوي الضرير وزيد بن الحسن بن زيد الكندي ب

ابن اليمن البغدادي الامام في النحو واللغه له شرح ديوان المتنبي وديوان شعر والعمبري الفقيه المحدث النحوي صاحب كتاب البيان في اعراب القرآن والمقامات وأبو اليمن نجاح بن عبد الله الحبشي مولى الخليفه الناصر وكان يسمى سلمان دار الخلافه الذي صلى عليه الخليفه يوم وفاته وأبن عساكر أبو

الحسن علي بن أبي محمد القاسم ونصبر الدين ناصر بن مهدي العلوي الوزير وأبو بكرجلبة الموازيني البغدادي الفرد في الهندسه وصنع المرازين ومحمد بن الفرج بن بركه المدرس بالنظاميه والشيخه قرة العين ابنة الشيخ أبي محمد محمد يعقوب البغدادي سمعت وحدثت وررت ومحمد بن أحمد

الزوجاني قاضي بغداد والشيخه فاطمه ابنة الشيخ ابي منصور يونس البغداديه والشيخه أم الفضل لبابه ابنة الشيخ أحمد الحربيخ البغداديع والشيخه شرف النساء أمة الله سمعت وروت والمبارك بن محمد بن هبة اللهبن الضحاك ابي نصر البغدا ي متولي الاعمال الديوانيه وناظر الجوالي والشيخه ام محمد عائشه ابنة الشيخ عبد الرزاق بن الفقيه الجليله البغداديه

وموفق الدين عبد اللطيف البغداد أحد فلاسفة الاسلام وحكمائه في الطب والتاريخ والبلدان والاداب من موءلفاته الافاده والاعتبار وقوانين البلاغه وطبقات الاطباء والجامع الكبير وغيرها ومجد الدين أبو القاسم هبة الله بن المنصور الخطيب والسهروردي الشيخ عمر صاحب المذهب الصوفي المعروف بالسهرورديه صاحب كتاب عوارف المعارف والسي والطير

والشيخه زهرة ابنة الشيخ عبد العزيز التي أجيزت بالحديث والروايه وهنالك الكثير من علماء بغداد في عهد الخليفه الناصر لدين الله

٢٦٢٦

٣ تعليقات

الخليفه المأمون يأمر أهل بغداد بأتخاذ الخضره شعاراً للدوله وفي أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم بدلاً من السواد شعار العباسيين في بغداد منذ بنائها

-----------------------------------

المامون الخليفه العباسي السادس الذي حكم بغداد من عام 198 هج الى عام 218 هج سنة 833 م عبد الله بن الخليفه هارون الرشيد بن الخليفه المهدي بن الخليفه المنصور خالف

السنة التي أعتمدها آباءه والتي قررها باني بغداد حيث جعل السواد رداء ولباس القضاة

والامراء والصفوه من رجالات الدوله وأهل بغداد عامة بعد أن أعتمدت الدوله الامويه

السابقه اللون والرداء والعلم الابيض اذ خالف العباسيون الامويون في ذلك فكانت اعلام

الدولة العباسيه وراياتهم سوداء كما قرر ذلك الخليفه العباسي الاول أبي جعفر المنصور

واستمر العمل باللون الاسود بما يزيد على نصف قرن في عهود الخلفاء العباسيين متذ الابتداء ببناء بغداد عام 145 هج المنصور والمهدي والهادي والرشيد والامين ولثلاث
سنوات من خلافة المأمون اذ في الثاني من رمضان عام 201 هج 816م قرر اتخاذ

الخضره شعاراً للدولة العباسيه بدلا من السواد واعتبار الخضره أي اللون الاخضر شعار

ً
للدولة العباسيه وأمر قواده وجنوده وبني هاشم بلبس الخضره في أقبيتهم وقلانسهم

وأعلامهم وراياتهم وقد رافق ذلك نقله ولاية العهد من العباسيين الى العلويين وجعل الامام

علي بن موسى الرضا ولياً للعهد وان توفي بعد ذلك بأشهر وقد قيل فيه ان من مخترعاته

تغيير الناس السواد بلباس الخضره وقالوا ان الخضره هي لباس أهل الجنه وكان أمر

المأمون بخلع لباس السواد ولبس الخضره عندما كان المأمون في خراسان فلما سمع

العباسيون ببغداد ما فعل المأمون من نقل الخلافه عن البيت العباسي الى البيت العلوي

وتغيير لباس آبائه وأجداده بلباس الخضره أنكروا ذلك وخلعوا المأمون من الخلافه غضباً

عن فعله وبايعوا عمه ابراهيم بن المهدي ولكن وزيره الفضل بن سهل كتم ذلك عن

المأمون مده فدخل عليه الامام علي بن موسى الرضا وقال له : يا أمير الموءمنين ان

الناس ببغداد قد أنكروا عليك مبايعتي وتغيير لباس السواد وقد خلعوك وبايعوا عمك وأشار

عليه قواده بترك خراسان والسير الى بغداد فوصلها فلما دخل بغداد تلقاه العباسيون

وكلموه في ترك لباس الخضره والعود الى السواد وأجتمعت به زينب بنت سليمان قريبته

اذ والد جدها عبد الله بن عباس التي سألته العوده الى السواد ونبذ اللباس لباس الخضره

فأجابها الى ذلك وأمر بتغيير الاخضر الى الاسود.

ولقد وصف بن الطقطقا في كتابه الفخري الخليفه الامين انه كان من عظماء الخلفاء ومن

عقلاء الرجال وهو أول من فحص منهم من علوم الحكمه وحصل كتبها وأمر بنقلها الى

العربيه ونظر في علوم الاوائل وتكلم في الطب وقرب أهل الحكمه ووصف المأمون آخر

فقال أحد أعاظم الملوك في سيرته وعلمه وسعة ملكه نفذ حكمه من أفريقيا الى أقصى

خراسان وما وراء النهر والسند ولي الخلافه بعد خلع أخيه الامين فتممرما بدأ به جده

المنصور من ترجمة كتب العلم والفلسفه وأتحف ملوك الروم بالهدايا سائلاً ان يصلوه بما

لديهم من كتب الفلسفه فبعثوا اليه بعدد كبير من كتب افلاطون وارسطاطاليس وابقرلط

وجالينوس واقليدس وبطليموس وغيرهم فأختار لها مهرة الترجمه فترجمت وحض الناس

على قرائتها وأنشأ دار الحكمه وعين له الادباء والعلماء والاطباء والمترجمين وقام العلماء

في زمانه بقياس محيط الارض وقدروا حجمها وقرب الفقهاءوالمحدثين والمتكلمين وأهل

الجدل والفلاسفه لولا المحنه بخلق القرآن في أواخر حياته وكان فصيحاً مفوهاً واسع العلم

محب للعفو ترفي قرب طرطوس عام 218هج ودفن فيها.

طارق حرب

بختيار ابن أحمد ( معز الدوله) ابن بويه ثاني الحكام الفعليين لبغداد زمن النفوذ البويهي في العهد العباسي

--------------------------------

بغداد بعد أن أنتهى عهد النفوذ التركي في العهد العباسي الذي بدأ مع

خلافة المعتصم بدأ النفوذ البويهي الذي بدأ زمن الخليفه العباسي

المستكفي عام 344 هج سنة 964 م وأنتهى عام 447 هج سنة

1055 م ببدأ النفوذ السلجوقي والذي أستمر قرن من الزمان وأول حكام بغداد العباسيه في العهد البويهي أحمد بن بويه الملقب معز الدوله الذي أنتهى عام 356 هج ليبدأ حكم ابنه بختيار الذي لقب عز الدوله والذي أستمر حتى عام 367 هج حيث أنتهى بقتله على يد ابن عمه عضد الدوله ليكون الحاكم الثالث في سلسلة حكام بغداد من البويهيين.

بعد تعرض أحمد بن بويه لأسهال شديد عندما كان بقاتل عمران بن شاهين في الاهوار عاد الى بغداد وعين ولده بختيار عز الدوله كخليفه له الذي أصبح حاكم بغداد الفعلي وعاصر الخليفتين العباسيين الطائع والمطيع الذين كان لهما الحكم الشكلي وهكذا صار منصب أمير الامراء وراثياً في الاسره البويهيه في بغداد اذ بعد وفاة معز الدوله تم تقسيم ولايات الخلافه الشرقيه وذهبت ولايات العراق بما فيها بغداد وواسط والبصره

والاهواز الى عز الدوله بختيار أبو منصور الذي منح لقب عز الدوله من قبل الخليفه العباسي المطيع وعندما سقط والده سلم اليه شووءن القصر وخيوله وعبيده وكل شووءن الحكومه وأبلغ الوزير وقائد عسكره سبكتكين بمساعدة بختيار في الاداره وقام بعد وفاة والده بتأكيد منصبه بتوزيع

اكراميات لقادة الجند وبمناسبة تسنمه الحكم قرر التوصل الى سلام مع أعدا والده عمران بن شاهين في الاهوار وأبي تغلب الحمداني في الموصل لكنه أهمل تقاليد العمل في الدوله والاداره بتخصيص وقته للرياضه والمتعه وشرب النبيذ وقضاء الوقت مع المغنين وأصحاب الموسيقى والهزل

ونولى طرد قادة الديالمه لأجل مصادرة أموالهم وان ثاروا عليه وأعادوا ممتلكاتهم وتولى مقاتلة عمران بن شاهين في بطائح الجنوب بأعتبار ان الاهوار والبطائح جزء من مملكته وبسبب دق ناقوس الخطر في بغداد لتقدم قوات البيزنطيين فأن بختيار أجبر على عقد اتفاق مع عمران ولم

يتضمن الاتفاق الزام عمران بدفع ضريبه كما انه قاد حملة نحو الموصل وأصطحب معه الوزير والقائد ابن سبكتكين لكن لم تحصل معركه وانما تمكن أبو تغلب الحمداني من التوصل الى اتفاق مع بختيار وبموجب الاتفاقيه وافق صاحب الموصل الحمداني على دفع الضريبه وحيث ان

الحمداني تمكن من دحر البيزنطيين فأن الخليفه المطيع منحه لقب عدة الدوله وبالنظر لكثرة اعداء بختيار وكثرة المعارك التي حصلت سواء

بالنسبة للموصل أو البطائح أو القاده الترك أو الخليفه العباسي أو الجند الذين غالباً ما تستقطع رواتبهم فيحصل الشغب بناء على ذلك فأن الفرصه جائت مواتيه لأبن عمه أبو شجاع فنا خسرو الابن الاكبر لركن الدوله والملقب بعضد الدوله حاكم فارس لأحتلال بغداد ذلك انه كانت له آراءه حول مستقبل العراق فقد كان يتابه الاحداث فيه ويلاحظ الفوضى التي سادت فيه نتيجة سوء تنظيم وسوء سلوك بختيار ووزراءه ولأن بختيار سبق ورفض بعض الطلبات التي طلبها عضد الدوله منه حيث طلب بعض المخطوطات والخيول والمغنيات ولضعف موقف بختيار فأنه كان

يطلب المساعده من عمه وابن عمه في فارس لذلك توجهت قوات عضد الدوله والتقت مع الاتراك واحد القاده قريباً من نهر ديالى فأنتصر عضد الدوله ودخل بغداد بموكب المنتصر من باب الشماسيه وعمل على ازاحة بختيار واستغل ازدياد التمرد ضد بختيار وتوسل بختيار به لأجل

التوسط في هذا الخلاف بذلك دعى عضد الدوله قادة الجند الى موءتمر أعلن فيه تنازل بختيار وانه قبل هذا التنازل وتولى السلطه بنفسه وقام بوضع بختيار وأخوانه تحت الوصايه وكان الخليفه يكره بختيار لكنه أرتاح بهذا التنازل وشرع في العودة الى بغداد بعد أن تركها قبل مدة بسبب ما يحصل من الجند وبختيار فيها لذلك استقبل عضد الدوله الخليفه بأحسن استقبال لذلك أصدر الخليفه الاوامر بأعتبار عضد الدوله أمير الامراء

وحذف أي ذكر لأسم بختيار وكان ذلك عام 364 هج وانصرف عضد الدوله لتنظيم الاداره في بغداد واستمر العداء بين بختيار وعضد الدوله اذ جمع بختيار وأبو تغلب الحمداني صاحب الموصل جيشاً وتوجها به صوب بغداد لكن بختيار أرسل جنوده لقتالهم وحصلت معركة كبيره في

سامراء بين جيش بختيار والحمداني وجيش عضد الدوله وكان النصر لجيش عضد الدوله حيث جرح الحمداني وتم القبض على بختيار وأمر

عضد الدوله بقتله على الفور وكان ذلك عام 367هج.

٢١٢١

٤ تعليقاتمشاركة واحدة

أعلام وعلماء بغداد زمن حاكم بغداد العباسي الخليفه المستظهر 487هج 1019م

--------------------------------

هو أحمد بن الخليفه المقتدي بن الخليفه القائم ولقبه المستظهر بالله هو حاكم ويشغل التسلسل 28 في سلسلة حكام بغداد منذ أن بناها الخليفه العباسي الثاني المنصور وكانت خلافته زمن النفوذ السلجوقي وكانت مدة حكمه لبغداد بحدود 24 سنه وكان ممدوح السيره لين الجانب كريم الاخلاق له معرفه بالادب والشعر وبأسمه ألف الامام الغزالي كتابه المستظهري كانت أيامه مضطربه كثيرة الحروب مات ببغداد ودفن في حجرة كان يألفها ولقد شهد عهده ببغداد العديد من الاعلام والعلماء منهم:-

تركان خاتون زوجة السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان التي أنشأت مدرسة للحنفيه بالجانب
الشرقي من بغداد وكانت حازمه شهمه باشرت الحروب ودبرت الجيوش وقادت الجنود وغلقت الاسواق وظهير الدين أبو شجاع محمد بن الحسين بن عبد الله وزير الخليفه العالم بالعربيه من تصانيفه ذيل تجارب الامم

والامام ألغزالي الذي درس في المدرسه النظاميه قبل أن يغادر بغداد الى الشام والذي ترك أخاه أحمد

للتدريس مكانه في المدرسه النظاميه وعبد المحسن بن علي الشنجي البغدا ي الذي يعرف بأبن شهداء مكه سمع الحديث وأكثر عن الخطيب البغدادي الذي أهدى له كتابه تاريخ بغداد صنف التفسير والانتصار في

الحديث والبرهان والقواطع وهو القائل ما حفظت شيء ونسيته وأحمد بن الحسن بن زكريا بن دينار المعروف بأبن الصواف سمع الحديث وكان زاهداً متصوفاً فقيهاً

ومدرساً علامة في عشرة علوم وطراد بن محمد الزينبي المحدث ونقيب العباسيين في بغداد الذي تولى بعده ابنه علي بن طراد وابن جزله يحيى بن عيسى بن علي امام الطب في عصره وصاحب كتاب تقويم الابدان وكتاب منهاج البيان فيما يستعمله الانسان رتبه على الحروف وجمع فيه أسماء الحشائش والعقاقير

والادويه والسلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه والوزير عميد الدوله جهير الذي خدم ثلاثة خلفاء القائم والمقتدي والمستظهر ومات في السجن والسلطان السلجوقي بركيارق بن ملكشاه والأمير ايلغازي ابن أرتق شحنة( مدير شرطه) بغداد والأمير ينال ابن أنوشتكين والوزير سديد الملك والوزير بن سعد أمين الدوله وابنة

الخليفه القائم وزوجة السلطان طغرل بيگ السلجوقي والوزير قوام الدين أبا القاسم بن جهير والطبيب الواسطي ابن ساوه الذي كان من حذاق الاطباء والواعظ

أردشير بن منصور العبادي والشيخ أبو منصور الخياط المقريء وامام مسجد ابن جرده الزاهد الصالح وابن الخازن الخطاط المشهور صاحب الخط الجيد والوزير مجد الدين بن مطلب والقاضي أبو العباس بن الرطبي والراغب الاصفهاني الحسين بن محمد بن محمد المفضل من الحكماء والعلماء من مصنفاته الذريع الى مكارم الشريعه وجامع التفاسير وأحمدِ بن علي بن أحمد أبي بكر العلوي المحدث الذي سمع الحديث من القاضي أبي يعلى والوزيرين نظام الملك ومحمد بن الحسين الميدزي وابنة السلطان ملكشاه زوجة الخليفه المستظهر وأبو الحسن علي بن محمد بن علي مدرس النظاميه ومن أعيان الشافعيه ببغداد وابن الهباريه
الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح الهاشمي البغدادي الشاعر المشهور الملقب نظام الملك صاحب كتاب نتائج الفطنه في نظم كليله ودمنه وله ديوان شعر كبير وعبد الله علي بن محمد الأبنوسي البغدادي الوكيل على باب القضاة( المحامي) وعلي أبو سعد بن أبي عمامه الواعظ البغدادي والمعمر وابن الظبري مدرس النطاميه وابن القيسراني الىوءرخ الرحاله صاحب كتاب معجم البلدان وتذكرة الموضوعات وكمشتكين الخادم الذي أنشأ مستشفى ببغداد والامير أفسنقر البرسقي الذي عين والياً على الموصل ومسعود بن السلطان محمد السلجوقي الذي قاد الجيش لمحاربة الفرنجه ومحمد ابن أحمد بن طاهر الخازن فقيه الاماميه ومفتيهم

بالكرخ ومحمود بن السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي نقيب النقباء ببغداد ورابعه بنت أبي الحكيم بن عبد الله الحبري التي روت وحدثت الخيره الزاهده وقاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني وقاضي القضاة أبو القاسم علي بن طالب الحسين الزينبي وأبو الوفاء علي بن محمد عقيل شيخ الحنابله في بغداد صاحب كتاب الفنون والمبارك بن علي بن الحسين أبو سعيد المخرمي الفقيه القاضي باني مدرسة باب الازج ( الشيخ) استاذ الشيخ عبد القادر الگيلاني والذي علق له خرقة التصوف وأبو البركات أحمد بن عبد الوهاب صاحب المخزن ببغداد وأبو الفتوح حمزه بن طلحه والد علم الدين الكاتب المعروف وعبد القادر بن محمد بن عبد القادر حافظ الحديث الثقه والفصيحي أبو الحسن علي بن أبي زيد محمد النحوي الاديب درس النحو بالنظاميه

وأسعد الميهني مدرس النظاميه وناظرها وجامع بن محمد بن علي أبي القاسم المقريء الملقب بالبلبل وأحمد بن علي بن محمد الوكيل المعروف بأبن البرهان أبي الفتح الفقيه الشافعي له كتاب الذخيره في أصول الفقه ودرس بالنظاميخ وفاطمه بنت الحسين بن فضلويه الواعظه الزاهده صاحبة الرباط الصوفي سنع عليها ابن الجوزي مستد الشافعي وغيره والهمذاني محمد بن عبد الملك الموءرخ صاحب كتاب عنوان السيره وطبقات الفقهاء وأخبار الوزراء والامامِ أبو الفتح أسعد بن أبي
نصر المهلبي الفقيه الشافعي مدرس النظاميه وصاحب النظريه الخاصه بالخلاف

١٤١٤

تعليقانمشاركة واحدة

أعجبني

البذخ والترف والسلب والنهب ظاهرتان تفاقمتا وأستفحلتا ببغداد زمن النفوذ السلجوقي في العهد العباسي

-----------------------------

شهدت بغداد في العهد العباسي النفوذ السلجوقي حيث بدء هذا النفوذ عام 447 هج
1055م وأستمر الى أكثر من مائة سنه بقليل حيث كان السلاجقه الحكام الفعليين في
بغداد والخلفاء الحكام الشكليين وقد برزت في هذه الفتره وأمتاز هذا العهد بظاهرتين في
بغداد أولهما البذخ والترف وثانيهما السلب والنهب فمن الظواهر الاجتماعيه في عصر
السيطره السلجوقيه ان معظم الحكام في هذا العصر كانوا يتصرفون بالاموال العامه العائده للدوله العباسيه وكاأنها أموالهم الخاصه

وهذا البدخ يتجلى في بناء القصور ومناسبات الزواج والافراح أو عند حدوث النكبات
التي يتلوها نهب القصور وكانت حياة أكثر احكام السلجوقيين تتسم بالبذخ والاسراف
المتناهي مثاله انه عندما تزوج الخليفه المستظهر أخت السلطان السلجوقي محمد بن
ملك شاه وزفت اليه عام 504 هج زينت بغداد ووصل جهاز العروس على أكثر من
مائة جمل وأكثر من عشرين بغل مما يدل على ان الخلفاء العباسيين على الرغم من ضعفهم في وقت النفوذ السلجوقي فأنهم يعيشون عيشة تتسم بالبذخ وقلدهم الامراء
وكبار الدوله في هذا السلوك ومثاله ما قام به السلطان السلجوقي محمود بن محمد عام
515 هج اذ عمل وليمه كلفت خمسين ألف دينار وصاحب هذه الوليمه الأغاني واللهو
بمناسبة شفاء وزيره السميرمي من المرض وبمناسبة ختان أولاد الخليفه العباسي
المسترشد عام 517 هج زينت بغداد وعملت زوجته الخاتون السلجوقيه قباباً عليها من
الثياب الديباج والجواهر ما أدهش أهل بغداد وعندما تمت مصادرة الوزير أبي القاسم
الزينبي عام 526 هج أخذت من داره أموال عظيمه وأواني ذهب وفضه ومراكب ذهب
وثياب وآثاث وأستمر النقل من الدار ثلاثة أيام ولم تفرغ وحين قبض على ابن الهاروني
وهو من أعوان السلطان السلجوقي عام 530 هح ظهر انه غني جداً وله من الاموال
والاثاث وأواني الفضه والذهب كميات كبيره وصل الخليفه من ماله مائتا الف دينار ودائع عند القضاة والتجار.

وفي سنة 532 هج وعندما تزوج السلطان السلجوقي مسعود أمر أن تنار بغداد ليلاً
وجعلها ساحة طرب ولهو مجنون وهذه الأمور تحدث في بغداد زمن النفوذ السلحوقي
على الرغم من اناشار الفقر بين أهل بغداد وانتشار الغنى بين الحكام السلجوقيين اذ
أنتقلت أموال أهل بغداد الى خزائن السلاطين السلاجقه قسراً فكانت لا تفرغ على الرغم
من الاسراف والتبذير فالسلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه على الرغم من حروبه
المتعدده وما تتضمنه من تكاليف فأنه كان يملك ثمانية عشر مليون نقداً عدا الجواهر
وكان لكل أمير وقائد سلجوقي ثروة خاصه ينفق منها على هداياه ومنحه وضيوفه فمما
يذكر عن السلطان سنجر السلجوقي بن ملكشاه المتوفي 552 هج ان خزائنه ضمت من
الاموال ما لم يسمع بمثلها في سابق عهد بغداد وانه كان معطاء مسرفاً ومن بذخه بلغ ما
وهبه في خمسة أيام متتابعه سبعمائة ألف دينار فضلا عن الخيول والاثاث.

والطاهرة الثانيه التي سادت زمن النفوذ السلجوقي في العهد العباسي هي ظاهرة السلب
والنهب اذ شهدت بغداد سلسلة من أعمال الاعتداء من قبل السلاطين السلاجقه وأمرائهم
وأعوانهم ومن الزعامات المحليه والقبليه التي كانت تستغل الوضع السباسي وفقدان
الامن يضاف الى ذلك اعتدآت العيارين والشطار فلقد كثر السلب والنهب ببغداد منذ أول
يوم دخل به الجنود المرافقون لطغرل بيگ وأستمرت هذه الحاله بعد وفاة السلطان
السلجوقي ملكشاه عام 485 ختى زوال نفوذهم اذ عند اشتداد الصراع بين السلطانيين
السلجوقيين بركيا روق ومحمد تعرضت بغداد لأعمال الشغب والنهب والمصادره من
قبل جيوش السلاطين السلاجقه وتوابهم الذين لم يمروا بقرية صغيره وكبيره الا أخذو
ا الاموال والضرب والاحراق وابطال معايش الناس حتى غلت الاسعار وتكرر الاعتدا
عام 501 هج وتعرضت مدن العراق ومنها بغداد مزيداً من المضايقات والازمات
الاقتصاديه لا سيما حين يدخلها السلاطين السلاجقه بجيوشهم ففي عام 520 هج دخل
السلطان محمود وعساكره بغداد على الرغم من اعتراض الخليفه المسترشد فنزلوا دور
الناس فمثرت أعمال السلب والنهب والاعتدآات على أهل بغداد والخلافه وقد كثرت
الاعتدآات على الحجاج خاصة بهدف السلب والنهب ففي عام 485 هج تعرضت قوافل
الحجاج الى الاعتدآات ومنها عشيرة خفاجه كما يذكر الذهبي وابن كثير وفي عام 563 هج وعندما أقترب الحجاج في عودتهم من بغداد خرجت عليهم عشيرة خفاجه ونهبت
أموالهم وغالباً ما يحصل ذلك عندما لا يدفع خلفاء بغداد لتلك العشائر حصتها من الطعام
والسمن لذلك تلجأ تلك القبائل للسلب والنهب وكانت لحركة العيارين أثر في عمليات
السلب والنهب في بغداد وغالباً ما روعت أفعالهم الاهالي المنهكين من السيطره
السلجوقيه اذ قتلوا الكثيرين حتى نهب العمامه من الرأس كم يقول ابن الجوزي مستغلين فقدان الامن ودعم واسناد السلاجقه لهم الأمر الذي أدى الى زيادة نشاطهم ففي عام 538 هج وعند دخول السلطان السلجوقي مسعود الى بغداد ونزول جنده في دور الناي ازدادت سرقات العبارين في النهار حتى ضيقوا معايش الناس محتمين بأبن وزير السلطان مسعود وأخ زوجته اللذان كانا يقاسمان العيارون فيما يسرقون حتى تقوى أمر العيارين الى الحد الذي صار لهم جواسيس على أهل بغداد.

٣٢٣٢

بو خازم وابو العباس قاضيا بغداد زمن الخليفه العباسي المعتضد

----------------------------------

أشتهر في بغداد زمن الخليفه العباسي المعتضد حاكم بغداد من عام 279 الى 289 هج قاضيان أولهما القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازم الحنفي وثانيهما القاضي أحمد بن محمد أبو العباس البرتي و الخليفه المعتضد ابن الموفق ابن المتوكل تولى الخلافه بعد وفاة عمه الخليفه المعتمد الذي أظهر بسالة
في حروبه ضد الزنج كان عارفاً بالادب موصوفاً بالحلم ولمكانته بين تسلسل خلفاء الدولة العباسيه في بغداد قالوا( قامت الدوله بأبي العباس وجددت بأبي العباس)
وأبو العباس الاول هو الخليفه العباسي الاول الذي أقام الدوله العباسيه وهو أبو العباس السفاح وأبوا العباس الثاني هو الخليفه المعتضد هذا لمكانته في تاريخ العباسيين .
والقاضي الاول هو عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خارم القاضي الحنفي أصله من البصره وسكن بغداد وحدث بها شيئاً يسيراً روى عنه مكرم بن أحمد
القاضي وغيره وكان ثقة وقد ولي القضاء في أماكن عديده قبل توليه القضاء حيث تولى القضاء بالشام والكوفه والكرخ وقد أستقضاه الخليفه المعتضد بالله
على الشرقيه عام 283 أبا خازم وكان رجلاً دينا ورعاً عالماً بمذهب أهل العراق والفرائض والحساب والذرع والقسمه حسن العلم بالجبر والمقابله
والوصايا والمناسخات وكان قدوة في العلم بصناعة الحكم ومباشرة الخصوم وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات والاقرارات وزادوا في وصفه فقالوا
أحد فقهاء الدنيا أخذ عن بكر العمي ومحمود الانصاري وغيرهما حتى كان جماعة يفضلونه على هوءلاء وأما عقله فلا يعلم أحد رآاه فقال انه رأى أعقل
منه وقال آخر فيه لا أعرف في الدنيا أحسب من أبي خارم أي في دقة أحكامه . فكنت نتعمده قاضياً ونتقدم اليه في الخصومات فما مضت الليالي والايام
حتى صار قاضياً وصرنا زراعه ويروى عن شدته في الحكم ان الخليفه المعتضد وجه اليه بطريف المخلدي فقال للقاضي ان لي على الضبعي بيع كان
للخليفه ولغيره مال قد بلغني ان غرمائه أثبتوا عندك وقد سقطت لهم من ماله فأجعلنا كأحدهم فقال القاضي لرسول الخليفه: قل لأمير الموءمنين أطال الله
بقاءه ذاكراً ما قال وقت ما قلدني انه قد أخرج الامر من عنقه وجعله في عنقي ولا يجوز لي أن أحكم في مال رجل لمده الا بببينه فرجع الى الخليفه فقال
اخبره بأن له فلان وفلان يشهدان يعني رجلين لرجلين جليلين كانا في ذلك الوقت فقال القاضي يشهدان وأسأل عنهما فأن زكيا قبلت شهادتهما والا أمضيت
ما قد ثبت عندي فأم فأمتنع أولئك من الشهاده فزعاً ولم يدفع الى الخليفه شيئاً ويروي عنه القاضي وكيع انه لما كان في بداية حياته القضائيه تولى جمع
الاموال التي تماثل الضريبة السنويه وعندما أراد توزيع هذا المال رفض القاضي خازم لحين استيفاء ما مقرر من مال على الخليفه المعتضد شأنه شأن
صاحب أي مال في بغداد تستوفى منه الضريبه السنويه وأمر أبو خازم وكيع بالذهاب لاستيفاء ما مقرر من ضريبة سنويه من الخليفه المعتضد نفسه وفغلاً
ذهب وكيع الى الخليفه ووافق الخليفه في دفع ما مقرر على ماله من ضريبة سنويه ويروى عنه انه كان يتولى المرافعه في دعوى وقد تجرأ أحد الخصوم
على آخر فأدبه مما تترتب عليه وفاته فكتب القاضي الى الخليفه لدفع الديه والتعويض من بيت مال الدوله كون الوفاة بسبب أداء الواجب الوظيفي وقد وافق
الخليفه على دفع هذا المال وقد كان ذا فراسه وخبره في أمور القضاء ذلك انه يعلم ما وراء الدعاوى من أمور قد تخل بالمطالبه بالباطل بدلاً من الحق اذ
يروى انه حضر عنده رجل كبير طالب بدين من شاب فامتنع عن الحكم على الرغم من اقرار الشاب اذ تبين بعد ذلك ان هذا الاسلوب يتبع لكي تدفع عائلة
الشاب المبلغ الى من لا بحق وان القصد هو استخدام اموال العائله بترتيب التزامات ماليه ثم تنفق هذه الاموال في الجواري والقيان وساعات اللهو ومما ورد من شعره:-

أنل فأكرم به من مذل

ومن شادن لدمي يستحد

اذا ما تعزز قابلته

بذل وذلك جهد المقل

توفي القاضي أبي الخازم عام 292 هج سنة 904م.

والقاضي الثاني الذي كان مشهوراً ببغداد زمن الخليفه المعتضد هو القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر أبو العباس البرتي الذي أخذ
الفقه من ألي القاسم الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن الشخصيه الثانيه في الفقه الحنفي ببغداد وكتب هذا القاضي الحديث وصنف المسلم وحدث عن فقهاء عصره منهم مسلم ابن ابراهيم وأبي الوليد الطيالسي وروى عنه محمد عبد الله البغوي وكان مم خيار الناس المسلمين كما يصفوه ديناً عفيفاً على مذهب أهل
العراق أي على المذهب الحنفي وكان من أصحاب القاضي المشهور في بغداد يحي بن أكثم الذي كان يميل الى الفقه الاعتزالي ويروى انه في أواخر حياته
ترك القضاء ولزم بيته منصرفاً الى العباده وكان الناس يعظموه تعظيماً شديداً حتى ضرب به المثل اذ كان القضاة ممن عاصره يقولون( هكذا تكون القضاة
لا كما نحن) وتولى القضاء في أحد الجانبين ببغداد والجانب الاخر الى القاضي اسماعيل بن اسحاق ثم أستعفي زمن المعتضد أي هو من طلب اعفاءه من
القضاء وانصرف لديانته وتوفي عام 280 هج بالجانب الغربي من بغداد أي في الكرخ ودفن في بغداد وقد ذكره صاحب كتاب الجواهر المضيئه بانه في
طبقة قاضي القضاة في بغداد المشهور المسمى بالخصاف ولقبه البرتي بكسر الباء وسكون الراظ وفي آخرها التاء المثناة نسبة الى برت وهي قرية بنواحي بغداد.

الأسره العباسيه في السنوات الاولى لبناء بغداد

-----------------------------------

اذا كان حكام بغدادلمدة تزيد على خمسة قرون من تاربخ بناء بغداد من الخليفه العباسي الثاني عام 145 هج سنة 762 أبو جعفر المنصور الى سقوط الخلافه العباسيه عام

656 هج سنة 1258م زمن خلافة المستعصم الخليفه العباسي الاخير بدخول هولاكو وجيشه حيث حكم بغداد سبع وثلاثون خليفه عباسي وأختلفت مدد الحكم فمنهم
من حكم ليوم واخد فقط مثل الخليفه المرتضى بالله عام 296 هج سنة 909 م ومنهم من حكم سبع وأربعين سنة كالخليفه الناصر لدين الله.

والأسره العباسيه التي ظهر من بينها خلفاء بغداد تنحدر من العباس بن عبد المطلب عم الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الذي أسلم بعد فتح مكه وان عدد رجال
الاسره العباسيه عندما تولوا الخلافه العباسيه في الكوفه
اولا حيث الخليفه العباسي الاول ابو العباس السفاح لم
يكن عدد رجال هذه الاسره كثيراً ذلك ان العباس بن عبد
المطلب جدهم أنجب ثمانية أولاد لم يعقب أربعة منهم هم الفضل وقثم وكثير وتمام كما أنقرض عقب اثنين منهم هما عبيد الله ومعبد وولد العباس السابع فأن آخر أولاده زمن الخليفه أبو جعفر المنصور وبقى الولد الثامن وهو عبد الله الذي ولد له عبدالله فقط وهذا كان له ولد هوعلي بن عبد الله بن عباس الذي كانت الخلافه العباسيه في ولده أي ان جميع الخلفاء العباسيون هم من أولاده وعندما أتضحت
معالم نجاح الثوره العباسيه وقضت على الخلافه الامويه قدم أبو العباس السفاح الى الكوفه ومعه أخوه أخوه عبد
الله بن محمد بن علي بن عبدالله العباس أبو جعفر المنصور
الذي بنى بغداد وقدم معهم العدد القليل من أخوانهم وأبناء
عمومتهم الذين لا يزيدون على خمسة عشر شخصاً
والمنصور والد الخليفه الثاني في بغداد وهو الخليفه
المهدي العباسي وهذا أولاده الهادي وهارون الرشيد.

ولقد تولى الخليفه الاول السفاح حاكم الكوفه اختيار رجالاً من الاسره العباسيه وخاصة من أعمامه لولاية الاقاليم
الرئيسيه للدوله العباسيه كالشام ومصر والحجاز واليصره والموصل والجزيره وتابع ألخليفه العباسي الثاني المنصور سياسة أخيه في تولية أقاربه وتبعه في ذلك الخلفاء
المهدي والهادي وهارون الرشيد والامين والمأمون ثم قل
استخدام العباسيين في الولايات والوظائف ما عدا ولاية
الصلاه والامامه في جامع المنصور في كرخ بغداد ورصافة
بغداد حيث كان كافة ولاة الصلاه فيها من العباسيين طيلة قرون الخلافه العباسيه للأهميه المعنويه بأعتبارها تعبر عن الطابع الديني للخليفه العباسي حاكم بغداد وكانت ولاية
الحج محصوره بالأسره العباسيه حتى القرن الرابع الهجري
أما منصب قاضي القضاة فلم يشغله الا عباسي واحد هو
جعفر بن عبد الواحد أما منصب قاضي فقد تولاه من
العباسيين بن أم شيبان وابن الفريق والقاسم بن علي
الزينبي ومحد الدين العباسي وكلهم في العهود الاخيره من الدوله العباسيه.

وعندما تأسست نقابة الاشراف في بغداد كان لهم نقيب خاص يرعى مصالحهم ويعنى بشووءنهم ولكن أحوال الأسره العباسيه لم تكن جيده ورعاية الخلفاء العباسيين لهم أصبحت محدوده ولم يبرز منهم في الأزمنه المتأخره الا
آل الزينبي الذين تولى عدد غير قليل منهم الصلاة والنقابة
وآل المأمون الذين كانت لهم مكانة مرموقه في آخر العهد
العباسي ببغداد لكن الاسره العباسيه تذكر فيالكتب العامه
والمناسبات المهمه ويقدمون على غيرهم وقد أولى الخليفه المنصور الأسره العباسيه عناية فائقه عندما كتب الى ابنه المهدي الخليفة العباسي الثاني في بغداد قائلاً( أوصيك بأهل بيتك أن تطهر كرامتهم وتقدمهم وتكثر الاحسان البهم وتنظم أمرهم وتوطيء الناس أعقابهم
وتوليهم المنابر فأن عزك عزهم) ويروي موءرخ بغداد طيفور ان الخليفه المأمون أراد أن ينحي أخيه من أبيه ابراهيم بن الخليفه المهدي من مرتبة بني هاشم قال له أحد
العباسيين( ليس لك أن تعدل عن فعل آبائك غضب المنصور
عن فلان فلم يزله عن مرتبة أهل بيته) وكان جواب المأمون
هو( صدقت ليس لي الا ما فعلوا) وقد بالغ المنصور في
اكرام الاسره العباسيه فقد أمر لكل رجل من عمومته بألف ألف معونة من بيت المال وكان أول خليفه أعطى هذا المبلغ وتابع الخليفه المهدي عنايته بهذه الاسره اذ بعد توليه الخلافه أعاد لهم قطائعهم أي الاراضي الممنوحه لهم سابقاًً ولكن تم قبضها أي مصادرتها وأمر الخليفه هارون الرشيد بسهم ذوي القربى فقسم بين بني هاشم بالسويه أي انه وزع خمس أمواله على أقاربه الأسره العباسيه ويذكر الصابي ان عدد بني هاشم من العباسيين والطالبيين في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري بحدود أربعة الاف كان عدد الاسره العباسيه منهم قرابة الالفين وكانت اقطاعات المتصور لأفراد الأسره العباسيه عند تأسيسه بغداد تقع في الاطراف الحنوبيه خارج المدينه المدوره وكان قصر عيس بن علي الغباسي أبرز اقطاعات العباسيين في الجانب الغربي على شاطيء دجله يتسع لثلاثة الاف من موالي عيس بن علي كما ان عدد من أبناء الاسره العباسيه أقطعوا في الجانب الشرقي من بغداد أي في الرصافه وتدل التسميات المتعدده لأملاك
العباسيين على حرية تصرفهم فقد كان لبعضهم ربض أي أرض واسعه وقصر أو جزيره ومزدرع أو قصور ودور شارعه أو قطيعه أو بستاناً وكانت عيسا باذ سميت بأسم عيس بن محمد المهدي ولم تذكر في بغداد أية
منطقة أخرى بأسم آباذ دليل على مساحتها الكبيره كأن تكون مدينه داخل بغداد ويلاحظ كذلك ان النساء من الاسره العباسيه سميت مقابر بأسمهن منها مقبرة العباسه بنت الخليفه المهدي وهنالك منشآت بأسمهن

مثل قصر أم حبيب ابنة الخليفه الرشيد الذي سكنته النساء العباسيات وأشتهرت عدد كبير من نساء الاسره

العباسيه منهن البانوقة ابنة المهدي التي كانت ترتدي ملابس المقاتلين الرجال وتخرج للقتال مع أبيها والمغنيه عليه بنت المهدي وزبيدة بنت جعفر الاكبر ابن المنصور

زوجة الخليفه الرشيد وريطة بنت الخليفه السفاح

وزوجك الخليفه المهدي والعباسه وغيرهن كثير.

٢١٢١

أعجبني

عرض مزيد من التفاعلات

طارق حرب

‏١٦ أغسطس‏، الساعة ‏٧:٠٠ م‏ ·

ألحكم الجلائري لبغداد من 1337 الى 1411 م يستقدم معه ألفاظ ومصطلحات غريبة على لغة أهل بغداد
----------------------------------

يعتبر العهد الجلائري العهد الثالث في تاريخ بغداد بعد العهد العباسي والعهد الأيلخاني لهولاكو حيث حكم الجلائريون بعد استيلاء موءسس الدوله الجلائريه الشيخ حسن الكبير الجلائري من أمراء التتار على بغداد عام 738 هج سنة 1337م وأستمر الحكم الجلائري لبغداد حتى عام1337 هج سنة 1411م وهم من الاقوام التركيه التي أتسمت بالمغوليه حيث عملت القبائل الجلايريه مع هولاكو وآبيه واولاده واصبح الجلائريون من أمراء الجيش المغولي ومن المصطلحات واللالفاظ التي سادت في بغداد في عهد الحكم الجلائري لها:-

زر تعني الذهب الخالص

الشقاوليه قوات المقدمه في الجناح الايمن من الحيش.
ولتخانه هي دار السلطنه في تبريز التي شيدها السلطان الجلائري أويس وهي عماره كبيره فيها عشرون الف غرفه وشقه.
سرعنك وهو القائد وتطلق أحياناً على الاعوان والمرافقين.
لمقريه أي النفقات الثابته
قچه أي النقود الضاربه الى البياض.

الداغيه مفردها داع تعني نيشان مهر ختم.

الزرايد والعوارض أي ضرائب اضافيه.

التمغه الضريبه أو الرسم الگمرگي وكانت أهم الضرائب في العهد الجلائري وسميت
الطمغه لانه يتم ختم الاموال بعد استيفائها.

مال الجهات أو مالو جهات هي الضرائب العامه أو الاموال الخاضعه للضريبه.
الاخراجات نفقات الضيافه للموظفين.
شلتاق هي التجاوز والتعدي.

راهدار هي محافظ الطريق.

بزم ورزم أسم كتاب موءلفه عزيز بن أردشير الاستربادي كتبه سنة 800 هج 1397 م عندما كان نديماً للسلطان أحمد الجلائري ببغداد عن حالة الاداره كتبه بأسلوب أدبي بشعر عربي وفارسي.
ظفر نامه من كتب نظام الدين الشامي الذي كان أو من أستقبل تيمورلنك عند دخوله بغداد سنة 1393 م في العهد الجلائري ونفس الاسم كان لكتاب شرف الدين اليزدي كتبه سنك 1419م .

كويانك أي الخان الكبير في لغة بعض الجلائريين وهم الخطاي.

كوركان أي النسيب والصهر.

خاتون السيده عريقة الاصل .

قنغر لان المدينه الجديده.
لتخت كرسي الملك أو السرير الاعظم.

الشاهزاده ابن الخان والسلطان وتطلق على الامير.

شفاثا أي مدينة اشثاثه عين تمر.

الدراوغه الرئيس أشبه بالحاكم العسكري والسياسي.

الشخنه رئيس الشرطه او المكلف بالامن.

صنجق علم أو رايه ومنه سنجق العثمانيه أي محافظه.

دربند أي مضيق.

السيور غال الهبه والمنحه امتياز يمنحه السلطان على موارد الارض بدلاً من الراتب.
صدر من يتولى أعمال الاداره في احدى المدن الجلائريه.

الخان الملك وهو لقب السلطنه عند ملوك المغول والقان أو القا آن كلمة مغوليه تعني ملك
الملوك أو الملك العظيم وأختص بها رئيس الاسره المغوليه التي كان مركزها في الصين.
النوب
النويان وهي أعلى رتبه عسكريه جلائريه قائد فرقه مم عشرة الاف رجل.
بهادر البطل أو الشجاع.

البادشاه السلطان أو الملك.

القوريلتاي مجلس يضم أركان الدوله والامراء تقام فيه مراسيم تقليديه عند تنصيب الامراء في السلطنه.
النوكريه والنواكر العبيد والرفاق.
إيناق المستشار أو الشخص الذي يثق به السلطان كثيراً.

الدوا دار ممسك الدواة وتعني موظف بدرجة عاليه.

شكار الصيد والقنص.

الفهاديه الذين يتولون تدريب حيوانات الصيد.
شتريان الذي يرعى الجمال.
الأخور سالار رئيس الاصطبل والمسووءل عن الخيول.
الأختاچي راعي الخيل والقائم على الاسطبل.
أخته تعني الحصان.

أقا وأغا كبير وعظيم.

ألأيكچيه أصحاب المغازل .

القلندر خانه العماره التي شيدها السلطان أحمد الجلائري في بغداد مجاوره لقهوة الشط وخان الباچه چي.
القلندريه احدى الطرق الصوفيه التركيه.

أتا بك مركبه من أتا وتعني الاب وبك الامير وعادة تستخدم لرئيس الامراء.

لا لا المربي أو المربيه من الخدم.

خا قان لقب الملوك للصين خاصة.
البتي الوثيقه والبراءه والحجه والبنكچي هو الكتاب أو المحرر الذي يتضمن ذلك ويبدو ان
اسم محلة البتاوين منها خيث يوجد فرع من ديوان ألغ بكتچي أي الديوان الذي يمنح
الشخص البراءه من الالتزامات للدوله الجلائريه واولها الضرائب .

الرخوت الاقمشه والسروج.
مهتر ومهتار سيد الأكبر.
بركاه بلاط الملك وخيمه.
البارخانه مخزن الاحمال ولوازم السفر.
خركاه الخيمه الكبيره والسرادق الملكي.
جامكي الرزق أو راتب الخادم أو الجندي.
خواجه الشيخ والسيد لقب تشريف.
البروات حجه أو صك وسند للبراءه من الديون او تحديد مدة العمل بسنه.
اليرليع هي الفرمان والقانون والامر.
يارغو المحاكمه والتحقيق والمحكمه.
اليساق والياسا أحكام وقواعد ونظام مجموعة عقوبات وقواعد احتماعيه أو اداريه وسياسيه.
دور السيادات الدور المخصصه لأقامة آل البيت من ذرية الامام علي بدأ بأنشائها السلطان غازان حفيد هولاكو خان وكانت مواردها تصرف على الفقراء من العلويين.
البهلوان البطل والشجاع.
الاأيلچيه وأيلچي السفير ورئيس الوفد.
تومان عشرة الاف دينار وعشرة الاف مقاتل.
قراوليه الحارس والجندي الذي يراقب.
الاردو المعسكر والجيش.
الأنجو املاك العائله والميراث.
أوقار أحمال البغال والحمير.
الصنجه الميزان.

أعلام وعلماء بغداد زمن الشيخ السلطان حسن الكبير موءسس الدوله الجلائريه التي حكمت بغداد عام 738 هج 1337م
---------------------------------

الدوله الجلائريه هي الدوله الثالثه التي حكمت بغداد بعد الدوله العباسيه ودولة هولاكو خان من عام 738هج سنة 1338م الى عام 814هج 1411 م وكان موءسس هذه الدوله وحاكمها الاول هو الشيخ السلطان حسن الجلائري الذي حكم بغداد من تاريخ التأسيس حتى عام 757 هج 1356م ومن أعلام وعلماء بغداد خلال فترة حكم الشيخ حسن التي كانت أقل من عشرين سنه:-

ابن الشمائل صفي الدين عبد الحق الموءرخ الاديب الفقيه المدرس في المدرسة المستنصريه له كتب منها شرح المحرر ومعجم رجال الحديث نعتوه بعالم بغداد والزائر لبغداد أحمد الله المستوفي الذي قصد المدرسه المستنصريه وقال انها اجمل مباني بغداد وركن الدين شافه الفقيه الحنبلي المعيد في المدرسه المستنصريه المدفون في مقبرة الامام أحمد بن حنبل وصفي الدين أبي عبد الله الحسين بن داود البابصري البغدادي الفقيه الحنبلي دفين مقبرة باب حرب والاصولي محمد بن أبي القاسم وهو الذي كتب حوالات بغداد والدهلي سعيد بن عبد الله الموءرخ المحدث له كتاب التاريخ وابن الكتبي يوسف ابن اسماعيل ابن الياس الشافعي البغدادي الطبيب الفقيه المعيد في المدرسه المستتصريه صاحب كتاب ما لا يسع الطبيب جهله

ومن أعلام بغداد وعلمائها في تلك الفتره أبو زكريا يحي بن عبدالله الواسطي الذي حدث ببغداد وكان يقال له فقيه العراق في زمانه و عبد الرحمن بن عمر بن حماد الخلال الربعي البغدادي الحريري سمع من محمد بن أحمد ببغداد وآخرين وكان كثير التطوف مات ببغداد عام 739هج وشمس الدين محمد بن عبد العزيز بن الشيخ عبد القادر

الگيلاني كان عالماً صالحاً وقوراً روى بدمشق وبغداد وركن الدين شافع بن اسماعيل الجيلي الفقيه الحنبلي الاصولي نزيل بغداد سمع الحديث ببغداد على اسماعيل بن الطبال والدواليبي عمل معيداً في المدرسه المستنصريه وكان عالماً بالفقه والاصول كان رئيساً نبيلاً فاضلاً توفي ببغداد ودفن في تربة الامام أحمد بن حنبل وشرف الدين أبو محمد

عبد الرحيم بن عبد الملك بن محمد الزريراني البغدادي الحنبلي ابن شيخ العراق تقي الدين أبي بكر ولد ببغداد ونشأ بها وسمع الحديث رحل الى دمشق ومصر فسمع من

جماعه ثم رجع الى بغداد درس للحنابله بالمدرسه البشيريه بببغداد والمدرسه المجاهديخ وناب في القضاء ببغداد وأشتهرت فضائله وخطه في غاية الحسن وألف مختصرات في فنون عديده توفي ببغداد ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل ومحمد بن علي بن محمود الدقوقي البغدادي الذي سمع من بن أبي الدنيه وابن أبي الجيش والمجد بن بلدجي وغيرهم وأجاز له محمد بن المخرمي وأحمد بن أبي الحديد مات ببغداد عامُ741 هج

ومحمد بن عمر الباريني نائب الخطابه ببغداد سمع من الرشيد بن أبي القاسم وابن حلاوه توفي في نفس السنه السابقه وعبد الله بن عبد الموءمن التاجر الواسطي أقرأ
الناس ببغداد وواسط والبصره كان تاجراً سفارا وصنف المختار في القراءن والكنز في
القرآات العشر له مقدمه في النحو سماها اللمعه الجليه ومن اعلام وعلماء بغداد في تلك
الفتره عبد الرحيم بم محمد بن سعيد الحدادي ينتسب الى الحداديه وهي قريه بقرب بغداد
سمع من الرشيد بن أبي القاسم وغيره وأجاز له ابن الدباب وغيره كان مناولاً بخزانة

كتب المستنصريه وكان أبوه صاحب ابن الساعي مات ببغداد عام 741 هج والحسن بن
علي بن اسماعيل الواسطي المولود ببغداد ونشأ بواسط وقرأ القرآات وناب بالامامه
بالمسجد النبوي والصوفي علاء الدين خازن الكتب المولود عام 678 هج ببغداد وفيها
سمع من ابن الدواليبي ثم رحل الى دمشق فسمع بها وجمع تفسيراً سماه سماء التأويل

لمعالم التنزيل ومحب الدين علي بن عبد الصمد أبو الربيع البغدادي الحنبلي ولد ببغداد
بعد سقوط الدوله العباسيه بشهريم ولي مشيخة المستنصريه ومحمد بن يحي البغدادي

سمع من الصفي عبد الموءمن وأخذ عنه الفرائض والامير سليمان أمير العرب الذي
توجه مع قره ستقر الى بغداد فأقام سبع عشرة سنه وهو طائي من آل فضل الذين سكنوا
على نهر الفرات في مناطق حديثه وعانه وكانت لهم جولات زمن الدوله الجلائريه
ومحمد بن محمد بن أحمد الكوفي ثم البغدادي الهاشمي وكان أبوه واعظ بغداد وله
مراث في آنر خليفه عباسي المستعصم كان ينشدها في مجالسه بالمدرسه المستنصريه
وسمع الابن من الرشيد بن أبي القاسم وأجاز له عبد الصمد بن أبي الجيش رتب له

مسمعاً للحديث بالمستنصريه كان من أكابر أمناء بغداد وابن علي بن شروين البغدادي
وزير بغداد الذي سار الى الديار المصريه لما رأى من كثرة الاختلاف

ومنهم صفي الدين الخطيب البابصري البغدادي الفقيه الحنبلي المحدث النحوي الاديب
برع في العربيه والادب ونظم الشعر كان معيداً في المدرسه المستنصريه مات مطعوناً
ببغداد عام 749هج وجمال الديم البابصرب البغدادي الحنبلي الفقيه الاديب وأشتهر
بالفتيا ومعرفة الذهب توفي 750 هج ببغداد وتاج الديم بن سنجر البغدادي المعروف
بأبن السباك سمع الاحكام للمجد بن تيميه واجاز له أبو الفضل بن الزيات وأخذ القرآات وتفقخ وقرأ الفرائض ونظم ارجوزة بالفقه استاذ قاضي قضاة بغداد وانتهت اليه رياسة الفقه ببغداد وقد مدحه صفي الدين الحلي والحسن بن علي بن محمد البغدادي المولود
ببغداد عام 667 هج الحنبلي الصوفي له وجاهة

ودلشاد بنت دمشق خواجه زوجة الشيخ حسن الجلائري موءسس الدوله الجلائريه التي
تزوجها بعد عمتها بغداد خاتون عام737 هج وكانت حاكمه في مملكة العراق وكانت
السلطنه بيدها ولم يكن للسلطان أمر ونهي وللشاعر الساوچي فيها أشعار كثيره واعتنت
هي بالشعراء وعمارة البلد والاعمال الخيريه والمبرات العديده ومن اعلام بغداد في تلك
الفترخ يحيى بن محمد الخراز الكوفي النحوي أشتغل بالكوفه وببغداد وشهاب الدين
أحمد الفرضي الضرير البغدادي وخولجو الكرماني شاعر فارسي الذي أقام ببغداد مدة
له قصائد في مدح حكام بغداد في تلك الفتره ومما ورد في ديوانه ( هماي همايون) التي
نظمها ببغداد وفخر الدين ابن الفصيح الذي درس في المدرسه المستنصريه ببغداد الذي
يلقب بالهمداني الكوفي ثم البغدادي وابن شيرجان أحمد ابن محمد الشيرجي البغدادي
الحنبلي الذي كان معيداً في المدرسه المستنصريه ومحمد بن علي السهروردي المولود

عام686 هج سمع كتاب العوارف للسهروردي الشيخ ولبس الخرقه وأخذ مشيخة
التصوف .

٢٥٢٥

٥ تعليقاتمشاركة واحدة

أعجبني

القره قيونلو الخروف الاسود قائدهم الملك النوام يقتل ابنه بير بوداق حاكم بغداد بعد حكمه لبغداد عدة سنوات
عام 870 هج 1466م

---------------------------------

دولة القره قيونلو اصحاب الخروف الاسود أو الخراف والشياه السود حكمت بغداد أكثر من سنة 1411 م الى سنة1569 وكان الملك النوام جهان شاه الزعيم

الثالث في قائمة زعماء هذه الدوله وقد جعل ابنه بير بوداق حاكماً لبغداد بدله

ولكن تمرد الابن على ابيه فقتله شر قتلة سنة 1466 م وكان جهان شاه يلقب

بالملك النوام ليس بسبب كثرة نومه ولكنه كان ينام النهار دون الليل الذي ينتبه

به واعتاد ذلك منذ سنين ولم يترك عادته اذ يأكل ويشرب ويسكر وينام واستمر

أربعين سنه على هذه الوتيره وصفوه بأنه لم يذكر الله بشفة ولا لسان ولم

يسجد لله يوماً لا في خلوة ولا في عيان وظلمه وفجوره لا يوصف.

وجهان شاه سار الى بغداد وحاصرها سنة 1444م بعد وفاة حاكمها من القره

قيونلو وهو الامير اسبان وقد تعرض جنود جهان شاه في بداية هجومهم على

بغداد الى الهلاك فمنهم من قتل ومنهم من غرق في نهر دجله ومنهم من

قبض عليه ولكنه استطاع دخول بغداد وأمر جهان شاه بقتل الامراء ونهب بغداد لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليالي سنة 1446 ومات كثيرون من أهل بغداد ونصب ابنه محمدي ميرزا والياً على بغداد واستمر في حكم بغداد لمدة أقل من سنتين

حيث عزله والده جهان شاه سنة 1448 وولى ابنه الآخر بير بوداق واستمر بير بوداق في حكم بغداد لمدة سنتين لكنه تسلم رساله من أمه الموجوده في عاصمة

دولتهم مدينة تبريز بأن والده قد ترك المدينه وذهب الى جورجيا وانهى تخشى استيلاء الآق قوينلوا على المدينه بسبب غياب أبيه وعلى هذا ترك بغداد وذهب الى تبريز فلما عاد أبوه رجع الى بغداد بعد أن قضى مدة تقل عن السنه في

تبريز وبعد فترة من بقاء بير بوداق في بغداد سار الى فارس واستولى على مدن قم وأصفهان وشيراز وحيث قد أزداد تمرد علي المشعشع على بير بوداق وهدد بغداد أثناء غياب بير بوداق لذا فقد توجه بجيشه الى بهبهان وهنالك قتل علي

المشعشع واستمر بقاء بير بوداق خارج بغداد عشر سنوات قضاها في الحروب

ولكن حدثت منافره بين جهان شاه وابنه بير بوداق حاكم بغداد لذلك عاد الى

بغداد وأزدادت النفره بين الاب والابن وأستمر بير بوداق يحكم بغدغد للسنوات

1461 وما بعدها وكانت الرسل تأتيه من أبيه جهان شاه فينالهم منه كل اهانه

وتحقير وقتل وتدمير واستمرت البغضاء بين الاب وابنه وصارت تشتعل نيران الفتنه وأزداد الألحاد حيث ظهرت دعوات برفع التكاليف الاسلاميه وترك الصيام وكان ذلك برعاية من بير بوداق ومن ثم رأى جهان شاه ان رسوم الشرع لم تراعى فسار

الى بغداد بجنود كثر ووزع الجيش الى جهات متفرقه وأراد أن يحيط ببغداد من

كل صوب ليسد الطريق على بير بوداق سنة 1463 وعندما علم بير بوداق بوصول جند أبيه الى مدينة البندنيجين شرق بعقوبه قرر بير بوداق

تخريب المملكه فعاث فيها الجيش فنهبوا وخربوا وساقوا الدواب وهنا وصل جهان

شاه الى شمال بغداد عند جامع ابي حنيفه في الاعظميه وارسل رسولاً يقول

الى بير بوداق جئناك وأنخذ الحيطه في بغداد لذلك فأتخذ العسكر الكثير وطلب

ممن ليس له طاقه على الحصار الخروج من بغداد بعد أن يتم تسليبه من

امواله وأنتهب الكثير من أهل بغداد وصادر وعذب ولم يبقى في بغداد الا القليل

وعندما حاول بعض امرائه التراسل مع أبيه لتسليم البلد قتلهم وألقى برووءسهم الى أبيه ودام الحصار سنه وخمسة أشهر ونصف ثم أستقر الامر على أن يتم

تسليم بغداد الى جهان شاه على أن يخرج بير بوداق سالماً وعلى ضوء ذلك تم فتح أبواب بغداد ولكن احد الامراء ذهب الى جهان شاه وأخبره ان بير بوداق
سيحاصر أبيه وكان ذلك في مجلس شرب وعند ذلك أمر الاب جهان شاه بقتل الابن بير

بوداق فتوجه أخوه محمدي ميرزا ومحمد التواجي وجماعة ودخلوا بغداد فما

أحس بير بوداق الا وهم على رأسه فدخل عليه محمد ميرزا وضربه بالسيف

وأتمه الباقون فقضوا عليه وكان ذلك سنة 1466 ومات الذي أكثر الموءرخون من

هجائه فقال فيه الغياثي في كتابه أحسن التواريخ انه منهمك بالفحور والشرب

وبعد انتهاء هذه الواقعه علا نجم جهان شاه حيث عين ابنه محمدي ميرزا حاكماً

جديداً لبغداد اذ زادت شوكته وعظمته وملك العراق وفارس وكرمان وسواحل

عمان واذريبيجان والى حدود الروم ومن أحلى الروايات في السبب الكامن وراء

قتل الاب لأبنه ما أورده صاحب كتاب گلشن خلفا ان بير بوداق بعد مدة قليله من

توليته بغداد تخبط دماغه فعق والده فسار الاب وحاصر بغداد وقتل ابنه ويورد

الغياثي سبباً آخر هو ان جهان شاه تدكر ان ابنه عنيناً أي لا تكون له ذريه وانه

ان بقى في حكم بغداد وهو فتاك فسوف يقتل جميع اخوته فتنقرض ذريه

جيهان شاه فرأى أن يقتله لأجل بقاء الذريه وقال آخر ان السبب هو تجاهر بير

بوداق بالمعاصي بحيث يأكل في رمضان نهاراً على السناط مع كثيرين ويذكر

صاحب كتاب الضوء اللامع ان محمدي ميرزا بعد أن قتل أخيه بير بوداق أخذ

رأسه الى أبيه جيهان شاه.

خطاطوا بغداد في عهد حكم حفيد هولاكو ( الجايتو محمد خدابنده) الأكثر عدداً في القرنين التي تلت سقوط بغداد بعد دخول المغول

———————————————————————

-حفيد هولاكو خان الذي أنهى الدوله العباسيه وأخضع بغداد للحكم المغولي

( الجايتو) والذي أعتنق الاسلام وأبدل اسمه الى محمد خدا بنده ولقبه غياث الدين محمد الذي تولى السلطه من سنة 1303 الى سنة 1316م كان عدد أعلام الخط في بغداد الأكثر في القرنين التي تلت نهاية الحكم العباسي سنة 1258 وخضوع بغداد لدولة هولاكو الدوله الايلخانيه وهذا يعني ان فترة حكمه كانت الافضل للخط والخطاطين من الفترات الاخرى أي فترة الحكم المغولي والدولتين القره والآق قيونلو والصفويين التي مرت على بغداد قبل دخول العثمانيين البها سنة 1534م وان كانت فترة حكم ( الجايتو) ليست طويله اذ لم تستمر ألا ثلاث عشرة سنه كما رأينا كذلك يبدوا ان لا علاقة لأزدهار الخط العربي في بغداد مع اعتناقه الاسلام ومن خطاطي هذه الفتره ببغداد أمير الخط العربي الذي موقعه في منزلة الخطاطين الاشهر في التاريخ الاسلامي والعربي ابن مقله وابن

البواب وهو الخطاط المستعصمي فكان الاشهر في العهد المغولي وهم الأشهر من خطاطي بغداد في العهد العباسي كذلك فأن من خطاطي بغداد في تلك الفتره أبو اسحاق البغدادي وجلال الدين البغدادي وابن ترجم الواسطي وفخر الدين الحنفي البغدادي وقوام الدين البغدادي وسعد الدين البغدادي المصري وشرف الدين ابن الوحيد الخطاط وابن بكلك البغدادي وابن سانه الدمشقي وابن البوقي البغدادي والنقيب الرئيس أبو الحارث العلوي والرشيد السلامي الحنبلي وأبو بكر القلانسي. ومجد الدين ابن الساعاتي وأبو طالب الجزري وعبد الرحيم الساعاتي البغدادي ونجم الدين ابن قيصر البغدادي وسنجر الرومي وغيرهم كثير.

أما الامير فلك الدين المستعصمي المتوفي سنة 1316 فهو أبو نصر محمد بن سيف الدين أيدمر بن عبد الله المستعصمي البغدادي الاديب الكاتب من أبناء الامراء والأعيان الفضلاء المولود ببغداد سنة 1238م في عهد الخليفه العباسي الاخير المستعصم بالله ولما ترعرع أشتغل بالادب والخط والفروسيه وكان من أحسن الناس شكلاً وألطفهم اخلاقاً وقد رباه أحد الامراء في العهد العباسي الاخير هو إقبال الشرابي ولما وقعت النكبه صار في يد ملك الجورجيين ثم أتصل

بهولاكو فأعجب بفنه وخطه وجعله شحنة على الحكماء الذين يشتغلون بالكيمياء ولما توفي هولاكو رجع المستعصمي الى بغداد وعين خازناً في الديوان وهنا عمل في كتابه الشهير( الجوهر الفريد وبيت القصيد) وهو كتاب نفيس نادر المثال جمع فيه على حروف المعجم ألأبيات النشهوره والجاريه مجرى الامثال السائره

واتجه اتجاهاً صوفياً حيث ترك العمل بالكتاب وحلق رأسه وتزهد وخلع القباء ولبس ملابس أهل التصوف وسلك سبيل الزهد الذي تسير عليه الصوفيه لكنه عاد

وأشتغل بتنقيح كتابه الى أن أكمله وكان قد تكاثرت عليه الديون فخدم في خزانة وزير الديوان ببغداد سعد الدين حتى قضى دينه وكان لهذا الخطاط رسائل وأخبار

وشعر حسن ومنه ما كتبه الى علاء الدين عطا ملك الجويني الذي كان رئيساً للديوان في بغداد أي وكيل السلطان المغولي في حكم بغداد:

ما لي ظمئت وبحر جودك مترع

وعلام أطوي والقرى مبذول

كما كانت له صداقة ومودة مع الموءرخ الكبير ابن الفوطي دامت اكثر من خمسين سنه حتى انه بعد وفاته رثاه صديقه ابن الفوطي فقال:

ربع المعارف أضحى دراس الزمن

والفضل بعدك أمسى ذاوي الغصن

ومن خطاطي بغداد في تلك الفتره عبد الرحيم الساعاتي البغدادي المولود ببغداد والمرولي فيها سنة 1319 وفي بغداد نشأ وأخذ من علماءها الأدب واللغه والخط ثم رحل الى الشام ومصر وتفقه هناك على شمس الدين ابن العماد وسمع من الرشيد العطار وابن علاق وغيرهم ورولى رواية الحديث الشريف ثم عاد الى دمشق وسمع من علماءها ومحدثيها وكان الساعاتي مليح الشكل حسن البشره لطيف الخلق عالماً بالقرآآت وكان خطه بديعاً وكان يكتب نسخه بهيجه من القرآآن الكريم كم كان إماماً بالرباط الناصري مدة وتوفي بالحمام فجأة عام 719 هج ومن الخطاطيين البغدادين في عهد هذا السلطان المغولي نجم الدين ابن قيصر عبد الله

البغدادي المارديني النحوي الذي كان أبوه مملوكاً لبعض التجار وأشتغل الابن بالنحو والتصريف والمعاني والقرآآت والعروض وغير ذلك من العلوم والفنون وصنف فيها وولع بالشعر وخاصة الهجاء وكان خطاطاً بارغاً متقناً وقد لحق بخطه خط ياقوت المستعصمي الخطاط البغدادي الشهير الذي أدركه قبل وفاته وكتب عليه وجود طريقته وصار من أمهر الخطاطين وقته وعاد الى ماردين مدينته وأخد عنه أهل ماردين فنون الخط وأصوله وقواعده توفي سنة 1321م ومنهم سنجر الرومي الياقوتي بن عبد الله الذي أخذ فنون الخط عن مولاه الخطاط المشهور ياقوت المستعصمي البغدادي وإليه ينتسب وبرع في فنون الخط وضبط قواعده واصوله وكان كاتباً بارعا مجوداً وكان ينشد من شهر سيدن المستعصمي قوله:

صدقتم في الوشاة وقد مضى
في حكم عمري وفي تكذيبها

وقد توفي هذا الخطاط سنة 1321 م ومن خطاطي بغداد في هذه الفتره من أعاظم موءرخي بغداد الفوطي كمال الدين ابن الفوطي البغدادي المولود ببغداد قبل دخول هولاكو بغداد بسنوات قليله سنة 1244م والمتوفي فيها سنة 1323م أي انه عاش في فترة حكم هولاكو وابنائه لبغداد مدة تزيد على النصف قرن واسمه الكامل هو كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عمر البغدادي الحنبلي الشيباني المعروف بأبن الفوطي نسبة الى جده لأمه حيث ينتهي نسبه الى الامير معن بن زائده الشيباني الذي سمع من محي الدين ابن الجوزي والمبارك ابن المستعصم وقرأ بنفسه وسمع من شيوخ وعلماء وأدباء ومحدثين جاوزو الخمسمائه شيخ وكان له نظم حسن بالعربيه والفارسيه وقد تم أسره عند دخول جنود هولاكو الى بغداد فأتصل بالنصير الطوسي وخدمه وأشتغل عليه في الفلسفه وعلم النجوم الذي كان مسووءلاً عن الاوقاف ومن علماء الفلك وعمل ابن الفوطي معه ثم درس ابن الفوطي الادب واللغه والشعر وبرع في التاريخ

وأخبار الناس وسافر الى مدينة مراغه عاصمة المغول التتر وأقام بها وأخد عن شيوخها وأخذوا عنه وقد ولي فيها خزانة كتب الرصد بضع عشرة سنه ثم عاد الى بغداد وولي فيها خزانة الكتب بالمدرسه المستنصريه وأكب فيها على التصنيف والتاليف وكان ابن الفوطي من الخطاطين المهره البارعين وهو صاحب الخط البديع الفائق وكان سريع الكتابه وقيل انه كان يكتب في اليوم أربع كراريس وقيل كان ينام واضعاً ظهره على الارض وبيده ورقه يكتب فيها خطاً بديعاً وقد كتب موءلفات جليلة القدر عظيمة الفائده وأشهر موءلفاته معجم الآداب في معجم الالقاب والتاريخ الكبير ودرر الاصداف في غرر الاوصاف والدرر الناصعه في

المائه السابعه وذيل على تاريخ ابن الساعي وغيرها وقد أصيب بالفالج في آخر أيامه فقعد ببيته يزوره الافاضل والعلماء وبعد وفاته دفن في مقبرة الشرنيزيه. وهنالك الكثير من خطاطي بغداد في تلك الفتره ذكرنا بعضهم.

وزاراء بغداد زمن الخليفه العباسي المسترشد الذي حكم بغداد من عام 512 الى عام 529 هج

————————————————

الخليفه العباسي المسترشد تولى االخلافه بعد وفاة والده الخليفه المستظهر وانتهى قتيلاً ليتولى الخلافه ببغداد ولده الخليفه الراشد ومن وزراء بغداد الذين تم استيزارهم زمن الخليفه المسترشد الوزير أبو علي الحسن بن علي بن صدقه والوزير الشريف أبي القاسم علي بن طراد الزينبي والوزير أبي نصر أحمد ولقد كان الخليفه المسترشد رجلاً فاضلاً ولكن في فترة خلافته كان النفوذ السلجوقي على أشده حتى ان قتله يعزوه البعض الى السلاجقه حيث تم قتله بالقرب من عاصمة السلاجقه مدينة مراغه بالضرب بالسكاكين والسلاجقه أما هم من قتلوه أو تواطئوا على قتله.

ومن أفاضل وزراءه أبو علي الحسن بن علي بن صدقه الذي الذي كان عالماً بقوانين الرياسه ولقبه الخليفه بلقب سيد الوزراء صدر الشرق والغرب ظهير أمير الموءمنين وكانت له معرفه بأعمال السواد وحصل أن تم عزله من الوزاره لأن وزير السلطان السلجوقي يتعصب عليه لكن تمت اعادته بعد ذلك وخلع عليه خلع الوزاره وهو أول وزير مشى أرباب الدوله بين يديه وكان حاسماً شجاعاً كون عائلته تحكم الحله ويظهر ذلك من كتابته الى السلطان السلجوقي سنجر الذي عزم بالقدوم الى بغداد وتوعد الخليفه فكتب اليه الوزير ابن صدقه ( والله لئن تحركت لأقطعن جميع ما وراءك عنك وأقطعك عنه ولئن سرت فرسخاً لأسيرن إليك فرسخين) ولما مرض الوزير بن صدقه في آخر أيامه فعاده الخليفه المسترشد وأنشده:

دفعنا بك الآفات حتى اذا أتت
تريدك لم نستطع لها عنك مدفعا

والوزير الثاني من وزراء الخليفه المسترشد هو أبو القاسم علي بن طراد بن محمد نقيب النقباء ابن أبي القاسم علي وقيب النقباء ابن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان الذي ينتهي لقبه الى عبد الله بن عباس الذي سميت الدوله العباسيه على اسمه وعرف بالزينبي لأن أمهم زينب بنت سليمان من أحفاد بني العباس لذلك عرفوا بها وكان أبو القاسم متروياً من المعرفه بقوانين الوزاره وأسباب الرياسه وهو الذي جمع الناس على خلع الخليفه الراشد وقام بخلعه وأخذ

البيعه للخليفه المقتفي بعد أن أتفق مع السلطان السلجوقي مسعود وأستوزر للخليفه المقتفي بالاضافه الى الخليفه المسترشد وعندما أستوزره المسترشد قال له( كل من ردت اليه الوزاره شرف بها الا إنت فأن الوزاره شرفت بك) وبعدها حمل اليه الدست الخاص بالوزراه وسعت بين يديه أرباب المناصب ولكن بعد فتره قبض عليه الخليفه وعزله لكنه أعاده الى أجمل ما كان عليه ولما خرج الخليفه الى مدينة السلاجقه خرج معه لكن الوزير كانت له مكانه لدى السلطان السلجوقي مسعود وقربه وأعلى محله وأستصحبه الى بغداد وقام الوزير بخلع الخليفه الراشد وتتصيب الخليفه المقتفي ومن وزراء المسترشد الوزير أبو نصر أحمد بن الوزير نظام الملك وكثر شكر الناس له عندما تولى دفع ما يجب على أهل بغداد دفعه من مال مقابل عمارة سور بغداد ولم تطل أيامه بالوزاره فقد توفي.

ومن وزراء بغداد في عهد الخليفه المسترشد أنو شروان بن خالد بن محمد القاشاني الذي كان من أعيان الناس وأخيارهم بحيث تولى الوزاره للخلفاء العباسيين وللسلاطين السلاحقه وكان يستقيل من الوزاره فيجاب طلبه ثم يخطب لها فيستجيب كارهاً وهو من أشار اليه الحريري في أحد مقاماته وفضله يظهر انه لما طلب منه أحد الشعراء خيمه دفع له دنانير كثيره وقال له إشتر خيمه فقال الشاعر فيه:

لله در ابن خالد رجلاً
أحيا لنا الجود بعدما ذهبا
سألته خيمة ألوذ بها
فجاد لي ملء خيمة ذهبا

وكان الوزير ابن خالد كثير التواضع وكانت له مع الوزير الزينبي عداوة وتباغض وتنافس على الوزاره فعزل الزينبي وتولى ابن خالد الوزاره فأنشد الشاعر( حيث بيص):

شكراً لدهري بالضمير والفم
لما أعاض بمنعم عن منعم

في مدح للأثنين معاً وحصل أن توفي الوزير ابن خالد وأعيد الزينبي الى الوزاره فدخل نفس الشاعر عليه وقال:
بقيت ولا زلت بك النعل انني
فقدت اصطباري يوم فقد ابن خالد
٢٠٢٠
٥ تعليقات
أعجب

ولاة القره قيونلو الذين حكموا بغداد في عهد خضوعها لسلاطين دولة القره قيونلو من سنة 1411م الى سنة 1569م
———————————————

دولة القره قيونلو أي أصحاب الخروف الاسود أو أصحاب الشياه السود هي الدوله الرابعه التي حكمت بغداد منذ بنائها اذ سبقتها الدوله العباسيه ثم الدوله الأيلخانيه دولة

هولاكو ثم الدوله الجلائريه وبعدها حكمت بغداد دولة القره قيونلو هذه وبما ان عاصمة هذه الدوله كان في مدينة تبريز شمال ايران فقد تولى سلاطين هذه الدوله حكم بغداد
مباشرة لمدة نحو ما فعل قره يوسف موءسس هذه الدوله والامير اسكندر والامير حسن علي ميرزا وكذلك تولى حكم بغداد ولاة بأسم سلاطين دولة القره قيونلو وهوءلاء الامراء هم الأمير شاه محمد بن قرا يوسف الذي حكم بغداد من
سنة 1411م الى سنة 1432 م والامير اسبان الذي حكم بغداد من هذه السنه الى سنة 1444 والامير فولاذ الذي حكم لمدة سنتين اي الى سنة 1446 م والأمير محمد

ميرزا حكم لمدة سنتين أيضاً اي الى سنة 1448 م والامير بير بوداق الذي حكم لفترة أطول اذ أمتدت فترة حكمه لبغداد من هذه السنه الى سنة 1466 م والامير بير محمد الطواشي الذي استمر حكمه لبغداد 1468 والامير حسن
علي بن زينل الذي حكم بغداد لمدة تقل عن السنه وآحر حكام بغداد من الامراء دولة القره قيونلو هو شاه منصور الذي حكم بغداد لشهرين فقط حيث أنتهى حكم دولة القره قيونلو وأبتدأ حكم دولة الآق قيونلو دولة أصحاب الخروف
الابيض وكان موءسس هذه الدوله القره قيونلو قد أمتلك بغداد سنة 1403 م زمن الدوله الجلائريه لكن تيمورلنك
طرده منها وكان هذا قد قدم المساعده للسلطان أحمد الجلائري وتزوج ابنته وهذا هو قره محمد والد قره يوسف الذي فتح بغداد بواسطة ابنه شاه محمد وفي فترة حكمه
حاول السلطان أويس بن الشاه ولد الجلائري مهاجمة بغداد حيث أندفع اليها من مدينة تستر التي يحكمها لكنه أنسحب بسبب وصول قوات لنجدة شاه محمد في بغداد وقد
تعرضت بغداد في هذه الفتره للخراب والغلاء والوباء حتى قيل ان الناس أكلت الكلاب والميته وهاجم الامير أسبان بغداد واستولى عليها وهرب شاه محمد الى الموصل ولقد تدهور الوضع السياسي في بغداد بعد احتلاله بغداد لأن

سلطة القره قيونلو تشمل المراكز المهمه وقد حصل تنافس على أشده بعد وفاة قره يوسف بين ولديه اذ سعى ولده اسبان الى انتزاع بغداد وقد تمكن من تحقيق ذلك لاحقاً اذ تعرضت بغداد لهجوم واسع شنه اسبان بن قره
يوسف وبعد معارك طاحنه تمكن من السيطره عليها وبعد وفاة أسبان تولى حكم بغداد ابنه فولاذ فقاد السلطان جيهان شاه وحاصر بغداد ستة أشهر تمكن في نهايتها من دخول بغداد فخربها وسجن فولاذ الذي لم يلبث أن توفي

في سجنه وقد ربطت بغداد مباشرة بعاصمة القره قيونلو مدينة تبريز وتولى ابنه الامير محمدي ميرزاوبعده ابنه الاخر بيربوداق حكم بغداد ولقد شجع الصراع بين والده جيهان شاه والتيموريين وانشغال والده في المعارك بجهة جورجيا
أن يتحرك للأستيلاء على تبريز عاصمة القره قيونلو لكنه أعتذر لوالده وعاد ادراجه الى بغداد وبعد ذالك قاد بير بوداق حملة لضم شوشتر الى ملكه في بغداد فكان له ما أراد وهاجم بعد فترة مدينة أصفهان وقد عرض عليه والده

حكم مدينة شيراز بدلاً من بغداد لكنه رفض لانه يطمع في حكمهما معاً لذلك نرى انه جمع أرباب الحرف والصناعات من مدينة شيراز وأخذهم الى بغداد وقطع الاموال التي يتم ارسالها الى أبيه لذا فأن ابيه وصل بجيشه وفرض حصار
على بغداد حيث لاقى أهل بغداد الأمرين من عنت وعناد المقاتلين وشهدت بغداد مجاعه فأستسلم بير بوداق فلحقه أخوه محمدي ميرزا وقتله وبعد ذلك حصات حرب بين جيهان
شاه والقائد الجديد للآق قيونلو الخراف البيض حسن أوزون الذي أنتصر عليه لذا حرك الاخير قواته الى بغداد بعد قتله جيهان شاه لكن حاميتها قاومت ولم تستسلم وآلت الامور
في بغداد الى الأمير بير محمد الطواشي الذي اشترك في قتل بير بوداق وحكمها ثلاث سنوات ثم تولى بغداد الامير حسن علي بن زينل لمدة قليله ثم حكمها منصور للذي

حكم بغداد مدة أقل وبمقتله انتهى حكم القره قوينلو في بغداد ولقد تدهور الوضع السياسي في بغدادلأن سلطة القره قيونلو تشمل المراكز المهمه وقد حصل تنافس على أشده بعد وفاة قره يوسف بين ولديه اذ سعى ولده اسبان
الى انتزاع بغداد وقد تمكن من تحقيق ذلك لاحقاً اذ تعرضت بغداد لهجوم واسع شنه اسبان بن قره يوسف وبعد معارك طاحنه تمكن من السيطره عليها وبعد وفاة أسبان تولى حكم بغداد ابنه فولاذ فقاد السلطان جيهان شاه وحاصر

بغداد ستة أشهر تمكن في نهايتها من دخول بغداد فخربها وسجن فولاذ الذي لم يلبث أن توفي في سجنه وقد ربطت بغداد مباشرة بعاصمة القره قيونلو مدينة تبريز وتولى ابنه الامير محمدي مبرزا وبعده ابنه الاخر بير بوداق ولقد شجع
الصراع بين والده جيهان شاه والتيموريين وانشغال والده في المعارك بجهة جورجيا أن يتحرك للأستيلاء على تبريز لكنه أعتذر لوالده وعاد ادراجه الى بغداد وبعد ذالك قاد بير بوداق حملة لضم شوشتر الى ملكه في بغداد فكان له ما

أراد وهاجم بعد فترة مدينة أصفهان وقد عرض عليه والده حكم مدينة شيراز بدلاً من بغداد لكنه رفض لانه يطمع في حكمهما معاً لذلك نرى انه جمع أرباب الحرف والصناعات من مدينة شيراز وأخذهم الى بغداد وقطع الاموال التي يتم
ارسالها الى أبيه لذا فأن ابيه وصل بجيشه وفرض حصار على بغداد حيث لاقى أهل بغداد الأمرين من عنت وعناد المقاتلين وشهدت بغداد مجاعه فأستسلم بير بوداق فلحقه أخوه محمد ميرزا وقتله وبعد ذلك حصات حرب بين جيهان
شاه والقائد الجديد للآق قيونلو الخراف البيض حسن أوزون الذي أنتصر عليه لذا حرك الاخير قواته الى بغداد بعد قتله جيهان شاه لكن حاميتها قاومت ولم تستسلم وآلت الامور في بغدادالى الأمير بير محمد الطواشي الذي اشترك في
قتل بير بوداق وحكمها ثلاث سنوات ثم تولى بغداد الامير حسن علي بن زينل لمدة قليله ثم حكمها منصور الذي حكم بغداد مدة أقل وبمقتله انتهى حكم القره قوينلو في
بغداد وبدأ حكم الآق قوينلو. وهكذا فأن أصحاب الخرزف السود حكموا بغداد أكثر من ستين سنه من سنة 1411م الى سنة 1469 م واذا كان الموءرخون يصفون الامير
حسين علي بن زينل بأنه رجلاً عدلاً حسن السيره رقيق القلب ذا شفقه واحسان لأهل بغداد كان أخوه منصور بن زينل على خلافه فقد كان ظلوماً غشوماً جاهلاً قتل أناس كثيرين من غير جريرة أو ذنب وجمع نساء كثيرات وبقى

طول ليله ونهاره يشرب الشراب ويأكل الحشيش بغير قاعده ويفسق بالنساء.

هولاكو خان وخطاطوا بغداد زمن حكم ولده أباقا خان سلطان الدوله الايلخانيه من سنة 1264 الًى سنة 1282م وعندما كانت هذه الدوله تحكم بغداد
—————

أباقا خان ابن موءسس الدوله الايلخانيه هولاكو خان التي كانت تحكم بغداد بعد سفوط الدوله العباسيه وهو السلطان الثاني الذي حكم في هذه الدوله حيث بدأت فترة حكمه من سنة 1264 الى سنة 1282 م وقد عين علاء الدين الجويني نائباً عنه في حكم بغداد لسنوات وفي زمنه ظهر عدد من القضاة في بغداد منهم تاج الدين عبد الرحيم بن

يونس الموصلي قاضي الجانب الغربي ببغداد المتوفي سنة 1275م وقد قام بالاضافه الى مهمته كقاض التدريس في المدرسه البشيريه التي بنتها حظية آخر خليفه عباسي المستعصم والتي تزوجها

الخليفه بعد ذلك وكان هذا القاضي رجلاً فاضلاً عالماً له مصنفات مشهوره وكان شافعي المذهب وفي سنة وفاته توفي ايضاً القاضي مجد الدين أحمد الدوري.

ومن قضاة بغداد زمن السلطان اباقا خان القاضي محمد بن جعفر البصري الذي تولى التدريس بعد سقوط الدوله العباسيه ثم نقل الى تدريس في مدرسة الاصحاب ودرس في المدرسه العصمتيه عند فتحها وناب في الحكم وفي القضاء وكان عالما فاضلا وتوفي سنة 1273 م.

ومن قضاة بغداد في تلك الفتره نظام الدين عبد المنعم البندنيجي المتوفي سنة 1268 م كان ورعاً عفيفاً تقياً حسن السيره وقد بلغ من العمر ست وسبعين سنه اشتغل بالفقه في عنفوان شبابه وتولى التدريس بمدرسة دار الذهب ببغداد حتى برع وافتى ثم عين معيداً في المدرسه المستنصريه وشهد عند أقضى القضاة كمال الدين عبد الرحمن بن اللغاني ثم جعل في ديوان العرض على رواتب الجند ولمُ

يستلم راتبه السنوي عن هذه الوظيفه كونه يستلم راتباً عن وظيفته في المستنصريه وعين قاضيا بالجانب الشرقي من بغداد قبل دخول هولاكو بأربع سنوات وخوطب بأقضى القضاة قبل ذلك بسنه وتوفي نظام الدين سنة 1268 م ودفن في مقبرة الشيخ جنيد بالكرخ.

ومن قضاة بغداد زمن السلطان ابقا خان القاضي فخر الدين عبد الله بن عبد الجليل الطهراني الراوي الحنفي حيث كان اقضى القضاة نظام الدين البندنيجي في القضاء وفوض اليه أمر الحسبه ولكنه لاقى مشاق طويله حيث ابتلى بمرض ترتب عليه تآكل انفه توفي سنة 1286.

ومن قضاة بغداد في تلك الفتره القاضي سراج الدين محمد بن ابي فراس الهنايسي قاضي القضاة وكان في بدايته فقيها ثم تولى التدريس في المدرسه البشيريه وبعدها نقل الى القضاء وخطب بجامع الخليفه وقد شهد زواج ابنة أحمد ابن آخر خليفه عباسي وهو

المستعصم من الخواجه هارون بن شمس الدين صاحب ديوان الممالك في دولة هولاكو وقد توفي سنة 1271م ودفن بقرب ضربح الشيخ معروف الكرخي.

ومن قضاة بغداد في فترة حكم تاني سلطان ايلخاني اباقا خان القاضي عز الدين بن احمد بن الزنجاني الذي عين للقضاء خلفاً لقاضي القضاة سراج الدين الذي ذكرناه قبله في الجانب الغربي من بغداد ومما يروى عنه انه احتبست الغيوث ولم يسقط المطر حتى

شهر شباط فأجتمع اهل بغداد عنده ثم خرجوا الى مقبرة الشيخ معروف واجتمعوا في باب المدرسه البشيريه ونصب هناك كرسي خطب عليه القاضي الهنايسي خطيب جامع الخليفه وثم خرجوا مرة اخرى الى ظاهر سور بغداد يتقدمهم شيخ المشايخ والقاضي واكثروا من البكاء والاستغفار فنزل عليهم المطر. .

واستمر الزنجاني فاضي قضاة بغداد حتى تم عزله سنة 1292م
ومن قضاة فترة حكم السلطان اباقا هولاكو خان القاضي نظام الدين بن محمد الهروي المعروف بشيخ الاسلام قاضياً بالحانب الغربي من بغداد وقد تولى تعيين الشيخ محي الدين محمد بن المحيا العباسي المدرس بالمدرسه المغيثيه نائباً عنه في القضاء.
ومن قضاة تلك الفتره صدر الدين محمد بن شيخ الاسلام الهروي الذي عين لقضاء الجانب الغربي من بغداد وكدلك يقوم بالتدريس بالمدرسه البشيريه فبقى على ذلك شهرين واصبح ميتاً فقال اكثر الناس ان ابنه قتله وكان قد ولي القضاء قبله والتدريس بالمدرسه البشيريه وبالنظر لسوء سلوكه قال فيه الشاعر.
ولى الاعادي اللئام بالجانب الغربي
فصل القضاء وقد نكبوا

من قضاة بغداد زمن السلطان اباقا خان بن هولاكو بدر الدين علي بن محمد بن ملاق الرقي حيث خلع عليه وفوض اليه القضاء بالجانب الغربي ببغداد اضافة الى ما كان يتولاه من الحسبه في جانبي بغداد بالاضافه الى التدريس بمدرسة سعاده

ومن قضاة بغداد زمن السلطان اباقا خان القاضي جمال الدين بن عبد الجبار البصري المتوفي سنة 1266م الذي عين قاضي القضاة بغد نقله من البصره وعزل القاضي الزنجاني وكان هذا القاضي جواداً كريماً ذا ناموس عظيم وسياسه يخافه الاعراب خدم في اعمال العراق اذ خدم في الحله وطريق خراسان وواسط ثم قاضي في قوسان والبصره ثم عزل ورتب صدراً في الحله والمسيب ثم نقل في هذه السنه الى واسط وكان يقول الشعر الجيد وقد توفي بالبصره
ومن قضاة هذه الفتره ببغداد قاضي القضاة عبد الرحمن بن اسماعيل اللغماني حتى وفاته سنة 1266.

هولاكو ينهي حياة آخر حاكم عباسي لبغداد عام 656 هج 1258 م الخليفه العباسي المستعصم

ويقتله بمسلك أختلف به كثيرا من الموءرخين في كيفية حصول قتل الخليفه

——————————————

اذا كان الموءرخون اتفقوا على الكثير مما حصل ببغداد عام 656 هج 1258 هج من انتهاء الحكم العباسي لبغداد وبدء حكم دولة هولاكو وابناءه لهذه الدوله الايلخانيه اذ مرت على بغداد ساعات وايام ثقيلة لم تمر بها طول حياتها ومنذ يوم بنائها من قبل الخليفه المنصور عام 145 هج 762 م ففي اواسط محرم من العام المذكور زحف الجيش المغولي نحو بغداد ونزل في الجانب الشرقي منها وأغلقت أسوار بغداد وصعد أهل بغداد ليتشوفون من اعالي السطوح والمنابر وثار الغبار من جهة بعقوبه ولاحت من تحته عساكر المغول وامر هولاكو بناء سور نصبت عليه المناجيق وآلات الحصار وصار المغول يأتون بالحجاره من جبل حمرين وجلولاء وخلال الحصار جرت مفاوضات بين الخليفه العباسي وهولاكو بعد ان أتضح التفوق المغولي فكان اول وفد ذهب الى هولاكو يضم الوزير اعلى رجل دين مسيحي هو الجاثليق في بغداد ولكن هذا الوفد لم ينفع شيئاً.

والوفد الثاني كان يضم صاحب الديوان والوزير وعدد من أعيان بغداد ولكن هولاكو أعادهم.
والوفد الثالث ضم الابن الثاني للخليفه أبو الفضل عبد الرحمن بصحبة صاحب الديوام وعدد من اعيان بغداد ومعهم اموال كثيره فلم تقبل منهم.
والوفد الرابع خرج الابن الاكبر للخليفه المستعصم ومعه الوزير وجماعة من المقربين فلم يحققوا نفعاً .

ثم أرسل عامة بغداد شخصيتان بغداديتان مشهورتان هما شرف الدين المراغي وشهاب الدين الرنجاني ليأخدون لهم الامان بدون جدوى.
ثم خرج سليمان شاه والدويدار ( الامير) الصغير فأعيدوا الى بغداد.
وبعدها خرج اتباعهما ومعهما الجند ولكن المغول لم يعيدوهم بل قسموهم الوفاً ومئات وعشرات وقتلوهم ثم قتل الدويدار وجيء بسليمان شاه وقتل مع كافة اتباعه وقتل الامير تاج الدين ابن الدويدار الكبير وارسلت رووءس الثلاثة الى مدينة الموصل وأخيراً استأذن الخليفه هولاكو بالخروج فأذن له بذلك فخرج ومعه اولاده واهله فصدر الامر بأن تقام لهم الخيام بباب كلواذى أي طريق الكراده الشرقيه ثم دخل هولاكو بغداد ليشاهد دار الخليفه وولج الغرفه التي كانت مقرره لجلوس الخليفه وأمر بأحضار الخليفه.

لقد أختلفت الروايات في كيفية قتل الخليفه المستعصم والرواية الاولى تقول ان الخليفة مات بين كنوزه وهذه رواية السائح من مدينة البندقيه الايطاليه ماركو بولو اذ يقال ان هولاكو حرم على الخليفه الطعام ولما أحس الخليفه بالجوع طلب طعاماً فقدم له هولاكو طبقاً مملوء ذهباً وأمره أن يأكل منه فقال الخليفه ؛ كيف يمكن أن آكل الذهل فرد عليه هولاكو ؛ اذا كنت تعرف ان الذهب لا يوءكل فلماذا أحتفظت به ولم توزعه على جنودك حتى يصونوا ملكك من هجمات الجيش المغير

ولماذا لم تحول تلك الابواب الحديديه الى سهام وتسرع الى شاطيء نهر جيجون( وهذا النهر في الطريق الى بغداد) لتحول دون عبوري اليك فأجاب الخليفه؟ هكذا كان تقدير الله فقال هولاكو وما سيجري عليك انما هو كذلك بتقدير الله ثم أمر هولاكو بحبس الخليفه في البرج بدون طعام حيث مانت بين كنوزه.

وفي كتاب تاريخ جهانگشاي ان نصير الدين الطوسي ورشيد الدين يذكران ان هولاكو ترك بغداد ورحل عنها بسبب عفونة هوائها بسبب القتل ونزل بقرية بالقرب من بغداد تدعى قرية ( وقف) ويبدو انها مدينة الرستميه او قريب منها في الجنوب الشرقي من بغداد الكبرى حيث استدعي الخليفه هناك وقضي عليه في ذلك اليوم ويعلق احد الموءرخين على هذا القول بعدم معرفة كيفية القتل لان الاشخاص الذين عهد اليهم هولاكو بتنفيذ الدفن لم يصرحوا بشيء عن ذلك بل أبقوه سراً مكتوماً .

ويروي ابو الفدا الموءرخ طرق مختلفه يمكن ان تكون احدى الطرق هي التي قضت على الخليفه المستعصم فقد قيل انه قتل خنقاً وقيل انهم غرفوه في نهر دجله ويختم قوله والله أعلم بحقيقة ذلك ويذكر الموءرخ الارمني( قيرا قوز) وقد كان معاصراً لذلك الزمان ان هولاكو قتل الخليفه المستعصى وبين هذه الروايات المتناقضه تبرز روابة قتل الخليفه المستعصم بوضعه في قراره ثم رفسه الخيل ان مات وهذا ما قال له ابن الفوطي الموءرخ البغدادي وغيره وسبب ذلك يكمن انه من الصعب على مستشاري هولاكو من المسلمين ان يراق دم الخليفه وهو زعيمهم الديني فحذرو هولاكو من ذلك حتى ان احدهم قال؛ اذا قتل الخليفه فأن

العالم يصير اسودا وتظهر علامات القيامه ويرد على ذلك ان قتل الخليفه على هذه الطريقه جريا ً على عادة المغول ويذكر احد الموءرخين يقول: وجيء بالخليفه الى هولاكو فأمر أن بجعل في جولق ويداس بأرجل الخيل ففعل بن ذلك حتى مات وهذا القتل ممارسه لتقاليد المغول التي كانت تحرم اراقة دم زعيم اية قبيله يجري في عروقه الدم الملكي وقد صنعوا المغول في دفن جثة الخليفه العباسي جرياً على سنتهم وتقاليدهم اذ دفنوه في مكان مجهول وهكذا لم يهرق دم الخليفه وانما جعل في غراره ورفس حتى مات.

هولاكو : حفيده وآخر سلطان في دولته كان خطاطاً شاعراً شهدت بغداد في فترة حكمه أفضل خطاطي العربيه في ذلك الزمان

———————————

بعد ان كتبنا سابقاً في جوانب عديده لحفيد هولاكو وآخر سلطان في دولته أبي سعيد كان آخرها كيف واين دست له السم زوجته وقولنا ه الان يتعلق بالوجوه الفنيه لهذا السلطان الذي حكم الدولة الايلخانيه دولة هولاكو وابنائه لمدة تصل الى عشرين سنه وكان السلطان الاخير في حكام الدولة الايلخانيه التي حكمت بغداد من سنة 1258م حتى سنة 1335م ومما يميز السلطان ابو سعيد عن غيره من سلاطين هذه الدوله طول فترة حكمه التي استمرت لعشرين سنه وما قيل فيه من موءرخي العرب خاصة انه كان شاعراً بارعاً وكان يميل الى الموسيقى ويعرفها وله بها ولع وتعلق وكان يجيد الضرب على آلة العود الموسيقيه وكان يجيد الخط العربي فقد كان خطاطاً بارعاً يكتب الخط البديع المنسوب ببراعة فائقه نحو ما يصفه وليد الاعظمي في كتابه جمهرة الخطاطين البغداديين ووصفه عباس العزاوي في كتابه المشهور المشهور العراق بين احتلالين بصفات جليله وقد ظهر ببغداد في زمانه باقة من خيرة خطاطي بغداد في فترة حكمه من سنة 1316 الى سنة 1335م على الرغم من انه تولى السلطه وهو صغيراً فتدبر أمره الامير چوبان وشهدت بغداد في زمانه وفاة الشهاب المقريء الجنايزي أحمد بن أبي بكر خطة البغدادي صاحب الالحان والصوت الطيب الذي كان له نظم وفضائل وظرف ومنادمه ووعظ ووفاة القاضي جمال الدين احمد المعروف بابن عصبه البغدادي الحنبلي الفقيه المفسر وشهدت بغداد ايضاً في عهد هذا السلطان وفاة نجم الدين محمد بن قيصر بن عبد الله البغدادي اصله من بغداد وتوطن ماردين وممن كان في زمانه ببغداد موءرخ بغداد ابن الفوطي صاحب كتاب الحوادث الجامعه وصفه صاحب الشذرات فقال: موءرخ الآفاق العالم المتكلم البغدادي الاخباري الكاتب الموءرخ الحنبلي المولود في دار الخلافه العباسيه سنة 1242والمتوفي زمن هذا السلطان الايلخاني سنة 1323 م الذي تم اسره عند دخول هولاكو لبغداد وخلصه نصير الدين الطوسي كما يقول عباس العزاوي في المجلد الاول من كتابه تاريخ العراق وكما يقول في كتابه جمهرة الخطاطين بين فلازم الطوسي واخذ عنه علوم الاوائل وبرع في الفلسفه ومهر في التاريخ والشعر والخط العربي وايام الناس أقام فترة في

مدينة( مراغه) ثم عاد الى بغداد حتى وفاته وعمل لفترة خازن كتب المدرسه المستنصريه ببغداد له موءلفات كثيره منها تاريخه الكبير والتاريخ على الحوادث من آدم الى خراب بغداد وتلقيح الافهام من تنقيح الاوهام وعاصر فترة حكم هذا السلطان ببغداد مدرس المدرسه البشيريه شمس الدين ابو عبدالله محمد بن محمود الجيلي نزيل بغداد المدرس للحنابله في المدرسخ البشيريه الامام الفقيه العالم الفاضل المتوفي ببغداد سنة 1323 وممن عاصر تلك الفتره صفي الدين الارموي العالم المشهور الخطاط البديع والموسيقي الذي لا تذكر الموسيقى ببغداد الا ويذكر اسمه المتوفي في السنه السابقه وممن عاصره ابن عكبر ابراهيم بن عبد الخالق وفي سنة 1325 غرقت بغداد وخربت البساتين والدكاكين وتهدم اكثر من خمسة الاف دار سنة 1325 حيث يصفها صاحب كتاب الشذرات بأن بغداد أصبحت كالسفينه وساوى الماء الاسوار وشهدت بغداد في زمن هذا السلطان شيخة رباط بغداد حجاب ابنة عبد الله الصالحه المشهوره بالصلاح والخير وتوفيت في السنه

السابقه وفي السنه التي تليها توفي جمال الدين يوسف بن عبد المحمود بن عبد السلام البغدادي المقريء الاديب النحوي الذي كان معيداً بالمدرسه المستنصريه حيث كان نحوي بغداد ومقريه عالماً بالادب له حظ هن الفقه والاصول والفرائض والمنطق وفي سنة 1326 م زار بغداد الرحاله ابن بطوطه المشهور وعاصر هذا السلطان ببغداد مدرس المستنصريه جمال الدين عبد الله ابن العاقولي الذي عين لقضاء القضاة وانتهت اليه رياسة الشافعيه ببغداد توفي سنة 1327 وفي نفس

فترة حكم هذا السلطان المغولي أبي سعيد ولكونه يجيد الخط العربي برز عدد من الخطاطين البغداديين منهم الامير فلك الدين المستعصمي الذي توفي في بداية حكم هذا السلطان صاحب الكتاب الشهير ( الجوهر الفريد وبيت القصيد) الذي اشتغل بالادب والخط ومنهم الخطاط عبد الرحيم الساعاتي البغدادي المولود ببغداد

وكان خطه بديعاً مليحاً وكان يكتب نسخاً بهيجة من القرآن الكربم كما كان اماماً بالرباط الناصري ومنهم الخطاط نجم الدين بن قيصر البغدادي المارديني النحوي الذي اشتغل بالنحو والتصريف والمعاني والقرآات والعروض وكان يقول الشعر واخذ فنون الخط واصوله وقواعده فأحاط بها وكان ابن قيصر خطاطاً بارعاً متقناً لحق بخطاط بغداد المستعصمي وكتب عليه وجود طريقته حتى صار من امهر الخطاطين ومن خطاطي بغداد زمن هذا السلطان سنجر الرومي الياقوتي الذي أخذ فنون الخط عن مولاه ياقوت المستعصمي البغدادي واليه ينتسب وقد برع في فنون الخط وضبط قواعده واصوله وكان كاتباً بارعاً وكان ينشد من شعر سيده خطاط بغدا المستعصمي ومن خطاطي بغداد في تلك الفتره موءرخ العراق ابن الفوطي البغدادي الحنبلي الشيباني المولود ببغداد الذي انقذه نصير الطوسي كما ذكرنا الذي كان بالاضافه الى شهرته بالتاريخ كان من الخطاطين المهره البارعين وهو صاحب الخط البديع وكان سريع الكتابه وقيل كان ينام واضعاً ظهره على

الارض وبيده ورقه يكتب فيها خطاً بديعاً ومن الخطاطين في تلك الفتره الخطاط نوري الدين الطياري الشافعي المذهب المتفقه بالمدرسه النظاميه وكان حسن الخط يكتب الخط البديع المنسوب وقد أخذ فنون الخط عن ابن الصباغ وبعدها توجه الى الفكر الصوفي وابتنى رباطاً قرب دار الخلافه ببغداد ومنهم الخطاط الشهير بن

الدواليبي البغدادي الذي كان شيخاً لدار الحديث بالنستنصريه وكان بارعاً بالخط يجوده ويعتني به وله شعر حسن ومنهم ابن العاقل النينواني السلامي الذي سمع ببغداد من شيوخها وعلمائها وكان من الخطاطين الماهرين ذوي الخطوط البديعه الرشيقه ومنهم شمس الدين البرزبي البغدادي المولود ببغداد الذي تولى التدريس يالمدرسه المستنصريه الذي مهر في الخط البديع وكان من اكابر اعيان بغداد ومنهم قطب الدين الفضيلي الذي قدم بغداد فتولى القضاء فيها وكان كاتباً بارعاً ومن الخطاطين الماهرين المبداين بحسن الخط وجودة الضبط وهنالك خطاطون بغداديون كثيرون في بغداد عند فترة حكم السلطان الايلخاني وكانت بغداد جزء من الدوله الايلخانيه منهم ابن عبد الحق البغدادي وابن الطويحم وشمس الدين السهروردي وغيرهم ولا ننسى ان السلطان أبي سعيد كان من المهره في الخط العربي.

طارق حرب خبير قانوني ومحام
ساعة واحدة ·

صفي الدين عبد الموءمن اسم لعالمين بغداديين طبقت شهرتهما الآفاق الاول عاش في عهد هولاكو والثاني ولد في عهد هولاكو وتوفي في العهد الجلائري

———————————-

الاول لا يخلو كتاب يوءلف في الموسيقى الشرقيه دون ان يذكر كتابيه الادوار والرساله الشرقيه والثاني جمع الفقه والجدل والتاريخ حتى لا تمر كتب التاريخ عليما الا وتذكر عبارة( عالم بغداد) أما العالم الاول فهو صفي الدين عبد الموءمن بن يوسف بن فاخر الآرموي الذي مات سنة 1294 زمن حفيد هولاكو سلطان الدولة الايلخانيه ابن أبا قا خان ابن هولاكو خان وكانت وفاته بعد الثمانين من العمر اي ان ولادته كانت زمن خلافة الخليفه العباسي الناصر لدين الله وذلك يعني ان الآرموي عاصر الدولتين الدوله العباسيه والدوله الايلخانيه مروراً الخلفاء العباسيين الظاهر والمستنصر والمستعصم ومروراً بالسلاطيين الايلخانيين( التتر والمغول) هولاكو خان وأباقا خان وتكودار خان وآرغون خان وكيخاتو خان .

والثاني هو العالم صفي الدين عبد الموءمن ابن الخطيب عبد الحق ابن عبد الله بن علي بن مسعود بن شمايل البغدادي الحنبلي الامان الفرضي المتقن المولود سنة 1260 أي المولود في حكم الدوله الايلخانيه لبغداد وبعد سنتين فقط من سقوط الدوله العثمانيه بدخول جيوش هولاكو الى بغداد وتوفي سنة 1338م أي في السنة الاًولى من حكم الدوله الجلائريه وهي الدوله الثالثه التي حكمت بغدا بعد الدولتين العباسيه والايلخانيه كما يحدد ذلك الموءرخ العراقي( گلشن خلفا) اي ان جميع حياته كان زمن الدوله الايلخانيه وانه عاصر جميع سلاطين هذه الدوله بدء من هولاكو وانتهاء بالسلطان أبو سعيد كما انه عاصر فترة قليله زمن الشيخ حسن اول سلاطين الدوله الجلائريه اما البغدادي الاول الآرموي فهو عالم لم تقتصر شهرته على الموسيقى فقد كان كثير الفضائل عديد العلوم عالم علماً كثيراً منه العربيه

ونظم الشعر وعلم الانشاء الذي كان فيه امه وعلم التاريخ وعلم الخلاف واخيراً علم الموسيقى الذي طغى على جميع العلوم التي احاط بها فلن يتخلف كاتب عن الموسيقى الشرقيه عن ذكر علمه ودوره الموسيقي ولم يكن في زمانه من يكتب المنسوب مثله بحيث فاق فيه الاوائل والاواخر وبه تقدم عند الخلفاء والسلاطين وكانت آدابه كثيره وحرمته وافره واخلاقه حسنه والعجيب انه حكى ترجمته للعز الاربلي الطبيب بصورة مفصله نقلها عنه في كتاب وفيات الاعيان ومهارته

الموسيقيه لم يرتق اليها احد قبله بقرون وبعده بقرون في بغداد فقد كتب في الادوار وعرف الايقاع بانه نقرات بينها ازمنه محدودة المقادير متساوية الكميه وفي الرساله الشرقيه في النسب التأليفيه التي ألفها سنة 1267 زمن السلطان الايلخاني اباقا خان بن هولاكو حيث بدأها(احمد الله على آلائه.....) وقال بن الطقطقي عنه انه كان قد صار في آخر ايام الخليفه العباسي المستعصم مقرباً عند الخليفه ومن خواصه ويشير الى كتاب ثالث له هو شرح دائرة الاصل الاول الراست وقد سلمه الخليفه اكبر خزانة كتب ببغداد فصار يجلس بباب الخزانه وينسخ ما يريد وينقل عنه وليد الاعظمي في كتابه جمهرة الخطاطيين البغداديين انه العالم المجود الاديب الخطاط الموسيقي الشهير قدم بغداد صبياً وكان خطاطاً ماهراً كتب مصحفاً بالخط البديع وكان يعلم اولاد الخليفه وكان مليح الشكل سمح الاخلاق كريم النفس ذا مروءه واخلاق وقد اخذ عنه الخط ياقوت المستعصمي واخذ عنه فنون الالحان والموسيقى وكان نصير الطوسي ملجأه عند دخول هولاكو توفي ببغداد محبوساً

عليه لعدم امكانه سداده. والبغدادي الثاني صفي الدين بن شمايل البغدادي المولود سنة 1260 م ببغداد وسمع بها الحديث من عبد الصمد بن أبي الجيش وابن الكسار وخلف وغيرهم من علماء بغداد وسمع بدمشق ومكه من جماعه وتفقه على أبي طالب عبد الرحمن بن عمر البصري ولازمه حتى برع وأفتى ومهر في علم الفرائض والحساب والجبر والمقابله والهندسه والمساحه ونحو ذلك وأشتغل في اول عمره بعد التفقه بالكتابه والاعمال الدنيويه مده ثم ترك ذلك وأقبل على العلم فلازمه مطالعه وكتابة وتدريسا

وتصنيفاً وافتاء الى حين موته وصنف في علوم كثيره فمن مصنفاته شرح المحرر في الفقه ست مجلدات وشرح العمده مجلدان وادراك الغايه في اختصار الهدايه وكان مجلد لطيف شرحه في أربع مجلدات وتلخيص المنقح في الجدل وتحقيق الأمل في علم الاصول والجدل واللامع المغيث في علم المواريث واختصر تاريخ الطبري في اربع مجلدات واختصر كتاب الرد على ابن المطهر بسبب الجدال بين ابن تيميه وابن المطهر في مجلدين واختصر معجم البلدان لياقوت الحموي وهو المعروف بمراصد الاطلاع في الامكنه والبقاع فلقد اختصره واضاف اليه وتم طبع كتابه هذا في ليدن سنة 1897م وله غير ذلك وخرج لنفسه معجماً لشيوخه بالسماع والاجازه نحو ثلاثمائة شيخ وسمع منه خلق كثيرون وله شعر رائق توفي ببغداد ودفن في مقبرة الامام احمد.

» تاريخ العراق بعد نهاية الحكم العباسي
» حكومات متعددة اضافة الى الحكم العباسي حكمت العراق
» تاريخ العراق نهاية الحكم العثماني وبداية دخول الانكليز للعراق
» تاريخ العراق زمن الاحتلال البريطاني
» تاريخ العراق زمن الخلافة العباسية