من أعظم قصص العرب في الجاهلية ..(تصلح عملا سينمائيا)
______________ قصـة الحــب و الحـــرب _____________
قصة البراق بن روحان و ليلى العفيفة
الجزء الأول
_____________
أولاً : مقدمة تعريفية عن البراق ثم تليها القصة
البراق بن روحان من قبائل ربيعة الدهماء من نسل عدنان
و ابنة عمه ليلى العفيفة ..
البراق بن روحان كان من أشجع شجعان قبائل ربيعة الى درجة أن العرب تكتب في التاريخ أن إليه ينتهي مجد ربيعة ..
البراق بن روحان هو ابن عم وائل بن ربيعة ( كليب ) و الزير سالم وهو أكبر منهما عمراً وأقدم منهم في الفروسية وكان هو قدوتهم في الشجاعة .. ولأن البراق أكبر منهما عمراُ فلم يكن كليب و الزير يخرجان عن أمره ..
في ذلك الوقت كان هناك في الجزيرة العربية مفهوم السيادة المفروضة من القبائل اليمنية كهمدان ومبحج وكافة القبائل السبأية على القبائل العدنانية .. فكانت القبائل العدنانية تدفع الجزية للقبائل اليمنية .. بمعنى أن العرب العاربة كانوا يفرضون سيطرتهم على العرب المستعربة أي العدنانيين ..
إلى أن جاء يوم و إجتمعت فيه القبائل العدنانية كمضر و إياد و نزار تحت راية ربيعة ابن الحارث والد الزير سالم و كليب .. وقررت القبائل العدنانية وضع حد لتجبر القبائل اليمنية عليها .. ودارت بينهم معركة السلان .. وفي معركة السلان هذه اشتهر فيها البراق ابن روحان بأنه الفارس الأول بين قبائل العرب .. وبعد معركة السلان اصبحت سيادة القبائل العربية لربيعة وفارسها الأول البراق ..
________________ بداية القصة ____________________
كان للبراق ابنة عم اسمها ليلى بنت لكيز بن مرّة بن أسد العَفِيفَة شاعرة عربية جاهلية من قبيلة ربيعة بن نزار وهي ابنة عم البراق بن روحان وحبيبته وزوجته.
نشأت في حجر أبيها وبرعت بفضله وكانت أملح بنات العرب في عصرها وأجملهن خصالا، آية في الجمال تامة الحسن كثيرة الأدب وافرة العقل شاع ذكرها عند العرب حتى خطبها كثيرون من سراتهم (أسيادهم)، وكانت ليلى تكره أن تخرج من قومها وتود لو أن أباها زوّجها بالبراق بن روحان ابن عمها.
وفي يوم من الأيام جاء البراق إلى عمه وقال له بأن ليلى لي لا تعطيها لغيري .. فقال له عمه وأين نجد مثلك زوجاً لها فأنت أحق الناس بها وهي لك .
وكان والدها تاجراً يتردد على عمرو بن ذي صهبان ابن أحد ملوك اليمن فيجزل عطيته، ويحسن إكرامه،
فخطب منه ليلى وجهز إليه بالهدايا السنية، فأنف أن يرد طلبه، وأمل أن يكون الملك فرجاً لشدائد قومه، وحصناً في جِوارهم، وذخيرة في عظائم أمورهم، فصعب الأمر على البراق لما بلغه الخبر،
(حاول البراق أن يثني عمه عن قراره لكن عمه رفض وأصر على تزويجها لابن الملك .. فخرج البراق غاضبا وهو في الطريق قابل ابنة عمه ليلى .. فقال لها البراق هل أنت راضية عن قرار والدك ؟
فقالت له لست براضية لكنه قرار أبي وليس باليد حيلة ..
فقال البراق اسمعي يا ليلى ، في الليل خذي حوائجك وانتظريني عند البئر لآتي لآخذك و نهرب من القبيلة ..
رفضت ليلى وقالت له أن ما قاله أبي سيمشي عليّ و عليك فلن أهرب معك وأفضح أبي بين العرب ..
ومن ذلك اليوم سميت بليلى العفيفة)
وأتى إلى أبيه وإخوته وأمرهم بالرحيل للبحرين فارتحلوا ونزل على بني حنيفة.
وثارت في أثناء ذلك حرب ضروس بين بني ربيعة قوم البراق وقبائل قضاعة وطيء. فاتسع الخرق ودارت الدوائر على
بني ربيعة(قوم البراق).
هذا والبراق معتزل عنهم برجاله لرغبة عمه عنه (لعدم تزويجه) بابنته ليلى. فاجتمع إليه كليب بن ربيعة وأخوه المهلهل بن ربيعة يستنجدونه
فقالوا له: يا أبا النصر قد طم الخطب ولا قرار لنا عليه.
وأنشده كليب:
إليك أتينا مستجيرين للنصر فشمر وبادر للقتال أبا النصر
وما الناس إلا تابعون لواحد إذا كان فيه آلة المجد والفخر
فناد تجبك الصدي من آل وائل وليس لكم يا آل وائل من عذر
فأجابه البراق مُتهكماً:
وهل أنا إلا واحد من ربيعة أعز إذا عزوا وفخرهم فخري
سأمنحكم مني الذي تعرفونه أشمر عن ساقي وأعلوا على مهري
وأدعو بني عمي جميعاً وإخوتي إلى موطن الهيجاء أو مرتع الكر
ثم ردهم خائبين وبلغ الأعداء امتناع البراق من القيام بقومه، فأرسلوا إليه يعدونه بما شاء من الكرامة والسيادة فيهم إن آزرهم على قتال ربيعة(قومه) فأخذت البراق الغيرة لذلك، وزال ما كان في قلبه من الحقد والضغينة على قومه
وأجاب بني طيء:
لعمري لست أترك آل قومي وأرحل عن فنائي أو أسير
بهم ذلي إذا ما كنت فيهم على رغم العدى شرف خطير
أأنزل بينهم إن كان يسر وأرحل إن ألمَّ بهم عسير
ألم تسمع أسنتهم لها في تراقيكم وأضلعكم صرير
وأمر رجاله بالركوب فركبوا وامتطى هو مُهرته وكسر قناته
(قناته أي كلّ عصاً مستوية أو مُعَوَجَّة) وأعطى كل واحد من إخوته كعباً منها وقال لهم: حثوا أفراسكم (هنا يقصد اضربوا أفراسكم بالعصا حتى تسرع)، وقلدوا نجبائكم ( النجيب : القوي أو السريع من الإبل) قلائد الجزع في الاستنصار لقومكم وأنشد قائلا:
أقول لنفسي مرة بعد مرة وسمر القنا في الحي لا شك تلمع
أيا نفس رفقاً في الوغى ومسرة فما كأسها إلا من السم ينقع
إذا لم أقد خيلاً إلى كـل ضيغم فآكل من لحم العـداة وأشبع
فلا قدت من أقصى البلاد طلائعاً ولا عشت محموداً وعيشي موسع
إذا لم أطأ طياً وأحلافهـا معاً قضاعة بالأمر الـذي يتوقع
فسيروا إلى طي لنخلي ديارهم فتصبح من سكانها وهي بلقع
فامتثلوا رأيه وتفرقوا في أحياء ربيعة، واستصرخوا (استغاثوا) قبائلهم، فجزعت ربيعة لجزع البراق، وأخذت أهبتها (عُدّتها) للحرب وتواردت قبائلها من كل فج وعقدوا له الرئاسة في قومه، ثم ساروا إلى ديار قضاعة وطيء وفي مقدمتهم البرَّاق وكليب بن ربيعة والمهلهل بن ربيعة وأبو نويرة التغلبي والحارث بن عباد،
فتقابل الجيشان فخرج نصير الطائي وهو من أشد الناس بأساً وأقواهم مراساً (عنيد، شديد الشَّكيمة)
فقال البراق..
دعاني سيد الحيين منا بني أسد السميذع للمغار
يقود إلى الوغى ذهلاً وعجلاً بني شيبان فرسان الوقار
وآل حنيفة وبني ضبيع وأرقمها وحي بني ضرار
وشوساً من بني جشم تراها غداة الروع كالأسد الضواري
وقم بني ربيعة آل قومي تهيأوا للتحية والمزار
إلى أخوالهم طي فاهدوا لهم طعناً من العنوان واري
صبحناهم على جرد عتاق بأسياف مهندة قواري
ولولا صائحات أسعفتهم جهاراً بالصراخ المستجار
لما رجعوا ولا عطفوا علينا وخافوا ضرب باترة الشفار
فيا لك من صراخ وفاتضاح ونقع ثائر وسط الديار
أنا ابن الشم من سلفي نزار كريم العرض معروف النجار
وحولي كل أروع وائلي سديد الرأي مشدود الإزار
فأغاروا عليهم، وانطبق عليهم فرسان البراق من كل جانب فبرّحوا بهم القتل وانهزم الباقون، ثم عاد القوم إلى القتال وطالت الحرب بينهم، تارة لقوم البراق وأخرى عليهم، إلى أن ظفر بأعدائه وامتلأت أيديه من الغنائم وانقادت له قبائل العرب. وكان قد فك أسرى قومه، واسترجع الظعائن (السبايا من النساء) وكانت من جملتهن ليلى العفيفة،
واصطلحت القبائل بعد ذلك وأقروا للبراق بالفضل والشرف الرفيع.......... انتهى الجزء الأول
اختطاف ليلى العفيفة ،
وهذا ما سنعرفه في الجزء الثاني غدًا
بمشيئة الرحمن نظرا لطول المنشور وهو جزء شيق لا يفوتكم