ستيڤن هوكنغ بين القدح والمدح
لست هنا لأدفع عن شخص يعتقد الكثيرون انهُ ملحداً او انهُ ملحداً حقاً ولكن مايجري على صفحات التواصل الاجتماعي وهي تزج بالمهاترات التي شغلت الكثير حتى انهم تراجموا بالكلام السيء فأفحشوا وسقطوا بالأعراض وكأنهم مستأجرون من فئتين قادحة تريد ان تنال من هذا ومداحة تريد ان تدفع عن ذاك فجعلوا من صفحاتهم حلبة للنزاع والسب والشتم والصراع ، كل هذا دفعني ان اوضح بعض الأمور ومن محورين
أولاً:- انا لا يعنيني ان يكون ستيڤن هوكنغ مُنكِراً ملحداً ام مؤمناً موحداً فما شأني بهِ لست مسؤولاً عنه ولست مرتبطاً به عقائدياً واذا كانت القاعده الفقهية تقول لا يؤخذ الولد بجرم والده ولا والوالد بجرم ولدهِ وهذا من تمام العدل الرباني فما بالنا ونحن بعيدون كل البعد ان نقحمَ انفسنا لنتشاتم بأفحش الكلام ، ان الذي يعنينا هو العلم الذي علينا اني نأخدهُ اما هذا المذهب الأفلاطوني فلا ينبغي ان يكون في طلب العلم فلا حرج أن نأخذ العلم من الملحد والكافر والحقيقة ان جل العلماء هم من هذه الطبقة
ان نواميسنا الشرعية ايها السادة تحثنا لطلب العلم فقال تعالى (( أقرا )) ولم نقراء حتى ذهبت مثلاً امة أقراء لا تقراء وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم (( اطلب العلم من المهد الى اللحد )) فأنشغلنا بطلب الغرائز والملذات والمشكلة أننا نُنقم على أممٍ طبقت نواميس شرعنا وفي كل يوم نشتمهم ونلعنهم ونتوعدهم بحجة انهم كفار وملحدون ونحن لم نملُك أمرنا فنستمدوا قُوتنا وأحتياجاتنا من تقنيتهم وعلُومهم
ثانياً :- ولست هنا لأدفع عنه كما اسلفت ولكن أقول ان العلم من دلائل الوجود والقدرة فأنا الأنسان البسيط والذي لم يصل الى العلم الذي وصل اليه هوكنغ أرى ان هذا الكون عظيم يقتضي صانع أعظم فكيف بمن تفتحت بصيرتهُ للعلمِ وحل من الشرف السامي والفضل الرائع وكان العلم مُثقِفهُ وموقفهُ على سنن الكون ونواميسهُ كيف لهذا الشخص العالم ان يكون منكراً للوجود ؟ ، ان العالم الذي اكتشف أن المحيط الهادي والأطلسي يلتقيان ولا يتجانسان أمن بالله تعالى والعالم الذي اكتشف كيف يتكون الجنين في رحِم أمهِ أمن بالله تعالى فكلما زاد الأنسان علماً كان أقرب الى الأيمان ولذلك أقول قد يكون مؤمناً وأُكرِه على الألحاد فقد أُكرِه العباس عمُ النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج على أبن أخيه ونبي الأمة ليقاتلهُ مع أنهُ وفي الحقيقة كان مستعداً أن يفتديه بنفسه لو اقتضى الأمرُ
فلسنا نعلم بماذا كان هوكنغ محفوفاً وليس لنا ان نتصور أن هكذا أنسان بلغ من العلم ما بلغ يُترَك وشأنه .
ان قيمة الأنسان ما يُحسن وما الهالة التي نالها هوكنغ بعد موتهِ الا بصمة واضحة أبقت له ذكر فالأنسان لابد ميتٌ وأن طالت بهِ الأيام وانفسح لهُ العمر .
وأخيراً أقول لسنا من يحاسب ولسنا من يُدخِل الجنة والنار لقد ذهب الرجل الى رب كريم أرحمُ بهِ من أمهِ فأن شاء عذب وأن شاء غفر وهو أرحم الراحمين