ي الشيخ محمد كنعان
٥ ساعات ·
من رسالة عمر بن الخطاب الى معاوية لعنه الله يصف ما فعل بالزهراء (عليها افضل الصلاة والسلام )
في كتاب عهد عمر إلى معاوية: فأتيت داره مستيشراً لإخراجه منها,
فقالت الامة فضة وقد قلت لها قولي لعلي:
يخرج إلى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون فقالت إن أمير المؤمنين (ع) مشغول, فقلت:
خلي عنك هذا وقولي له يخرج وإلا دخلنا عليه وأخرجناه كرهاً, فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب, فقالت: أيها الضالون المكذبون! ماذا تقولون؟ وأي شئ تريدون؟ فقلت: يا فاطمة! فقالت فاطمة:
ما تشاء يا عمر؟! فقلت:
ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب؟ فقالت لي:
طغيانك يا شقي أخرجني وألزمك الحجة, وكل ضال غوي, فقلت: دعي عنك الاباطيل وأساطير النساء وقولي لعلي يخرج, فقالت: لا حب ولا كرامة أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر! وكان
حزب الشيطان ضعيفاً, فقلت: إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها ناراً على أهل هذا البيت وأحرق من فيه, أو يقاد علي إلى البيعة, وأخذت سوط قنفذ فضربت وقلت لخالد بن الوليد: أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب, فقلت: إني مضرمها, فقالت: يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين, فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه فرمته فتصعب علي فضربت كفيها بالسوط فألمها, فسمعت لها زفيراً
وبكاءً, فكدت أن ألين وأنقلب عن الباب فذكرت أحقاد علي وولوعه في دماء صناديد العرب, وكيد محمد وسحره, فركلت الباب وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه, وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها, وقالت: يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك, آه يا فضة! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل, وسمعتها تمخض وهي مستندة إلى الجدار, فدفعت الباب ودخلت فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري, فصفقت صفقة على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الارض – إلى أن قال -
واشتد بها المخاض ودخلت البيت فأسقطت سقطاً سماه علي محسناً, وجمعت جمعاً كثيراً, لا مكاثرة لعلي ولكن ليُشد بهم قلبي وجئت وهو محاصر فاستخرجته من داره مكرهاً مغصوباً وسقته إلى البيعة سوقاً, وإني لأعلم علماً يقيناً لا شك فيه لو اجتهدت أنا وجميع من على الارض جميعاً على قهره ما قهرناه, ولكن لهنات كانت في نفسه أعلمها ولا أقولها, فلما انتهيت إلى سقيفة بني ساعدة قام أبو بكر ومن بحضرته يستهزؤن بعلي, فقال علي: يا عمر! أتحب أن أعجل لك ما أخرته سواء عنك؟ فقلت:
لا, يا أمير المؤمنين! فسمعني والله خالد بن الوليد, فأسرع إلى أبي بكر, فقال له أبو بكر: ما لي ولعمر! ثلاثاً, والناس يسمعون.
بحار الأنوار ج 30 ص 293, العوالم ج 11 ص 605