السلام عليكم ورحمة الله
اسف على التأخير كنت مريضا
انقل لكم ما جاء في تصحيح اعتقادات الإمامية - الشيخ المفيد - ص 60 - 62
قال أبو جعفر - رحمه الله - في معنى الفطرة : إن الله تعالى فطر [ جميع الخلق ] على التوحيد .
قال الشيخ المفيد - رحمه الله - : ذكر أبو جعفر - رحمه الله - الفطرة ولم يبين معناها ! وأورد الحديث على وجهه ولم يذكر فائدته ، والمعنى في قوله - عليه السلام - فطر الله الخلق ، أي : ابتدأهم بالحدوث ، والفطرة هي الخلق . قال الله تعالى : ( الحمد لله فاطر السماوات والأرض ) يريد به خالق السماوات والأرض على الابتداء والاستقبال ، وقال : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) يعني خلقته التي خلق الناس عليها [ وهو معنى ] قول الصادق - عليه السلام : فطر الله الخلق على التوحيد ، أي : خلقهم للتوحيد وعلى أن يوحدوه ، وليس المراد به أنه [ أراد منهم ] التوحيد ، ولو كان الأمر كذلك ما كان مخلوق إلا موحدا ، وفي وجودنا من المخلوقين من لا يوحد الله تعالى دليل على أنه لم يخلق التوحيد في الخلق ، بل خلقهم ليكتسبوا التوحيد ! وقد قال تعالى في شاهد ما ذكرناه : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فبين أنه إنما خلقهم لعبادته .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رواية تلقاها العامة والخاصة بالقبول ، قال : كل مولود يولد فهو على الفطرة ، وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه .
وهذا أيضا مبين عن صحة ما قدمناه من أن الله تعالى خلق الخلق ليعبدوه ، وفطرهم ليوحدوه ، وإنما أتي الضالون من قبل [ أنفسهم و ] من أضلهم من الجن والإنس دون الله تعالى ، والذي أورده أبو جعفر في بيان . . . الله الخلق وهدايتهم إلى الرشد على ما ذكر وقد أصاب في ذلك وسلك الطريقة المثلى فيه وقال ما يقتضيه العدل ويدل عليه العقل ، وهو خلاف مذهب المجبرة الرادين على الله فيما قال والمخالفين في أقوالهم دلائل العقول .