منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البحث عن السعادة الازليه (الكمال)
 
الترحيبالرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 25, 2019 2:22 am

لو كنت شاباً عراقياً في#السبعينات كنت حتما ستواجة هذه الاحداث..





٢٤. العراقيين لم يكونوا حينها قد سمعوا بمصطلح الحرب واخر حرب قاموا بها كانت حرب ١٩٤٨ مشرفة وشارك العراق بحرب عام ١٩٧٣ باسناد للقوات السورية جبهة الجولان وكان دور محدود جدا.. وقصيرة جدا..






٢٥.حقق العراق ايرادات مالية ضخمة بسبب ارتفاع اسعار النفط ورغم ان العراق كان عدد سكان العراق ٤ ملايين الى ٨ ملايين ويصدر العراق ٢ مليون الى ٤ ملايين برميل يوميا حقق بعض المنجزات بالتعليم والصحة وشيئ من البنى التحتية التي توقفت بسبب الانقلابات في الستينات لكن كل ذلك توقف عام ١٩٨٠




٢٦. بغداد والبصرة والموصل كانت بقوة وجودها ولم يكن وجود لدبي وابو ظبي والدوحة والرياض ووصلت طبقة من الاميين المتوحشين العشائريين يزورون الشهادات العليا كعبد الحميد الحمود وسبعاوي و وطبان وبرزان وعلي حسن. .






٢٧. كان يسموون القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرا. كل ذلك اختفى وتدمر وانحرف عدد خريجي الابتدائية والمتوسطة والاعدادية والمعاهد والجامعات اكبر من شعب الامارات وقطر والبحرين والكويت.... 




٢٨.العراقيين كانو يهتمون بالموضة والموديل واخر اخبار الافلام الهوليودية والبوليودية والسيارات والافضل من السفر لأوروبا الشرقية اجمل بالسيارة ام بالطائرة والهوتيلات والملاهي.






٢٩. مجزرة قاعة الخلد صدام يجمع كل قادة البعثيين في بغداد بقاعة اسمها قاعة الخلد ويخرج مسرحية لشخص بعثي اسمة عبد الحسين هدد باغتصاب وقتل عائلته ان لم يمثل المسرحية واخرج ٦٨ قيادي بعثي واعدم منهم ٢٢ فورا بباب القاعة وعذب البقية في السجون حتى الموت ولا يعرفون حتى اليوم لماذا وبينهم ٣٢ اعضاء القيادة القطرية الذين عارضوا تنحي البكر بتصويت جرى سابقا قبل انقلاب صدام...





هنا انفرد صدام بحكم العراق كقائدا واحد خصوصا بعد اعدام عبد الخالق السامرائي..





٣٠. شبهت هذه الواقعة قاعة الخلد كواقعة السكاكيين الطويلة التي نفذها هتلر وهملر ضد كل اعضاء الحزب النازي المنافسين لهتلر وكان بعضهم يردد هايل هتلر قبل تنفيذ الاعدام ولا يعلم ان هتلر هو من امر بقتله...
ليضمن الانفراد بحكم العراق. 






٣١. صدام يطلب من السيد الخميني مغادرة العراق خلال بداية الثورة الايرانية بطلب من الشاه بعدها باربعة اشهر انتصرت الثورة بعد اربعة اشهر فقط واسقطت الشاة دلاله على غباء وتخبط وارتباك وعدم تخطيط وعدم تقدير صحيح للحلفاء.




٣٢. صدام بخطاب يؤيد الثورة بايران ويعتبرها انتصار للشعب ويدعي بانه دعمها وكذا بخطاب وجه عبر التلفزيون العراقي. ويقتل محمد باقر الصدر وكوكبة كبيرة من علماء الشيعة وشباب العراق ان كنت متدين فانت تعدم بحزب الدعوة وان كنت ليبراليا فانت شيوعي وتعدم .







ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e





ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e





ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e





ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 580









ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 580
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 25, 2019 11:58 am

سكرتير صدام يقول ذات مرة بالتلفاز صدام قال





(اذا قال مصري للبصري أن يخرج عليه أن يخرج)






خل يقرأ الجيل الجديد اشلون رئيسهم كان يشتم شعبه🤔👇 








من كتب مقالات جريدة الثورة عام 1991 ؟؟






سلمان رشيد محمد الهلالي








2017 / 7 / 6 










دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من كتب مقالات جريدة الثورة عام 1991 ؟








نشرت جريدة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم بعد قمع الانتفاضة الشعبية في نيسان 1991 مقالات اثارت جدلا محتدما في الاوساط الثقافية والاجتماعية العراقية حملت عنوان (ماذا حصل في اواخر عام 1990 ـ وهذه الاشهر من عام 1991 ـ ولماذا حصل الذي حصل) هاجمت فيها الاغلبية العربية الشيعية في العراق ، باقسى العبارات المباشرة ، وبالاسم الصريح ، واعتبرتهم اشرارا ومنحطين بالسليقة ، وليسوا عراقيين او عربا ، وانما هم من سلالة العبيد الوافدين من الهند . ويطيعون ديانة وضيعة لا تحتوي اي مبدا اخلاقي , وغيرها من العبارات الطائفية والعنصرية المنحطة .








كانت سلسلة مقالات الثورة ـ التي خرجت بدون اسم لكاتبها ـ مرتبكة وغير منطقية ، فهي قد عكست الانقسام البنيوي بين الدولة والمجتمع في العراق . وابرزت الموقف الرسمي والحقيقي للحكومة العراقية انذاك وحزب البعث الحاكم من المكونات الاجتماعية والسياسية في البلاد ، بخاصة تلك التي ساهمت في انتفاضة اذار 1991 والثورة ضد النظام الديكتاتوري . وكان التمهيد الاجتماعي للمقالات الاربعة الاولى يهدف الى ربط ما حدث بواقعة وجود غالبية شيعية تقدم الولاء المذهبي على الوطنية , محاولا التمييز بين فئات المجتمع ومكوناته , معتمدا اسلوب المراوغة والتدليس والكذب الصريح في عرض الاراء . 










بدات اول هذه المقالات التي نشرت يوم 3 نيسان 1991 ، بالاعتراف بالتنوع الاثني للعراق . وان العراق عبر تاريخه قد خضع للغزوات الاجنبية واحتك بالمجتمعات الغريبة عنه , وانعكس ذلك من خلال تعدد الثقافات فيه . فيما حملت المقالة الثانية العنوان الاتي : (نقد الشعب العراقي وتاثير التوجه الطائفي الايراني) هجوما لافتا على المعتقدات الدينية الاسلامية في المذهب الشيعي , واتهم الانتفاضة الشعبانية او الاذارية بخلق الفوضى والدمار في العراق . واما المقالة الثالثة التي نشرت في 5 نيسان ، فقد ذكر فيها ـ لاول مرة ـ مفردة الشيعة ، بالعنوان الانتقادي الصريح :







 (التعصب الشيعي ـ فساد اخلاق اهل الاهوار) والتي ذكر فيها ان المجموعة التي نشات في الاهوار تعاني من القيم المنحرفة الناجمة عن اصولها الاجتماعية من الهند , حيث كانت ترعى الجواميس هناك . فيما اعترفت المقالة الرابعة التي نشرت في 7 نيسان ، بان العراق دولة قمعية تسلطية , وان اي امة او دولة تخضع لنهوض مادي ومعنوي لابد وان تمر بمرحلة انتقالية تتسم بالعنف وبعدم اتضاح حقوق المواطن . واما المقالة الخامسة التي نشرت في 9 نيسان ـ وهي اصغر المقالات ـ فقد حملت عنوان (اسباب الانتفاضة) الا انها لاتقدم تفسيرا جادا للانتفاضة الشعبية واسبابها - عدا الاتهام التقليدي والمتوقع - بانها مؤامرة اجنبية قام بها عملائه في الداخل . والمقالة السادسة والاخيرة التي نشرت في 14 نيسان قد حملت عنوان (الاكراد والتركمان والكفاح من اجل السيادة ـ بيان 11 اذار) صور فيها الكاتب اقليات العراق كادوات للتدخل الايراني والتركي العثماني في الشوؤن الداخلية للشعب العراقي , وذكر ان العراقيين في بغداد ابان العصر العباسي لم يكونوا منقسمين طائفيا (وهوتزييف صريح للتاريخ) واتهم الكورد والتركمان الشيعة بالولاء للاجنبي , منتقدا حكم عبد الكريم قاسم ودستوره عام 1958 في بعث المكونات وتشجيع التمرد الكردي . 







ولا حاجة الى القول بان هنالك شبه اجماع عند الباحثين ، على ان كاتب المقالات وناشرها هو رئيس الجمهورية صدام حسين نفسه . على الرغم من وجود بعض الاراء التي تشير الى مسؤولين اخرين في الدولة العراقية ، امثال نائب رئيس الوزراء طارق عزيز (ينظر : فالح عبد الجبار , العمامة والافندي) او وزير الثقافة والاعلام انذاك حامد يوسف حمادي . الا ان هناك راي ثالث يؤكد ان المستشار الصحفي السابق لرئيس الجمهورية عبد الجبار محسن (زوج الكاتبة امل بنت الشيخ علي الشرقي) هو من كتب هذه المقالات ، لما عرف عنه سابقا من كتابة البيانات العسكرية خلال مرحلة الحرب العراقية الايرانية ، وبعض التعليقات السياسية . كما ان اصوله الماركسية والجنوبية ، تفرض عليه تملقا مكثفا للنظام السياسي البعثي الحاكم ، من اجل اثبات ولائه الحزبي ونقاوته الفكرية والعقائدية . لكنه في لقاء مطول مع فضائية (البغدادية) بعد سقوط النظام البعثي عام 2003 ، نفى بشدة ان يكون هو من كتب هذه المقالات ، على الرغم من اعترافه القيام باعمال اخرى في تمجيد النظام البعثي والدفاع عنه ، ومنها اختراعه لقب (القائد 



الضرورة) . ورجح بان كاتب هذه المقالات هو وزير الثقافة والاعلام في وزارة سعدون حمادي ، التي تشكلت في اذار 1991 ، حامد يوسف حمادي ، لان هذه المقالات كانت تاتي من الوزارة الى مقر جريدة الثورة في ظرف مختوم .


 وقد اشاعت السلطة البعثية في الاوساط الثقافية والاعلامية بقوة ان كاتب المقالات هو عبد الجبار محسن , وذلك من اجل ابعاد التهمة الطائفية عن نفسها , والايحاء بان كاتبها هو شيعي - ومن اهل الاهوار - وبالتالي فان السلطة غير مسوؤلة عنها , وان الامر لايحوي اي طائفية او عنصرية , لان من انتقد الشيعة هو في الاخير كاتب شيعي (منهم وبيهم كما يروجون دائما) , وللاسف انتشرت هذه المقولة بسرعة بين الناس , لاسيما المثقفيين الشيعة المخصيين الذين فرحوا بهذا الاكتشاف , من اجل ابعاد التهمة عن الاب الميت , والتماهي مع السلوكيات المازوخية السائدة في المجتمع الشيعي في العراق , التي تفرح فرحا كبيرا عندما تجد ان الطعن فيها جاء من صفوفها . ( فيما تحفظ كنعان مكية في كتابه (القسوة والصمت) وزهير الجزائري في كتابه (المستبد صناعة قائد صناعة شعب) عن ذكر اي اسم لكاتب المقالات واكتفوا بادراجها وتحليلها ونقدها فقط ) . 







وعلى ما يبدو ان الادلة القاطعة والروايات المؤكدة لا تخطئ جانب كاتبها الاصلي ، وهو صدام حسين نفسه للاسباب الاتية : 








1. في لقاء مع طبيبه الخاص الفنان التشكيلي علاء بشير ، وعقب انتهاء الانتفاضة الشعبية في آذار 1991 ، ذكر صدام حسين امامه اغلب الاراء التي وردت لاحقا في مقالات جريدة الثورة التي نُشرت في نيسان من نفس العام ، منها قوله : (لا يمكن الوثوق بعرب الاهوار : إنهم يكذبون ويسرقون وليست عندهم نخوة .. إنهم ليسوا مثلنا ... إنهم بلا اخلاق .. لقد اتوا بثيرانهم السوداء من الهند ، لان العباسيين كانوا بحاجة إلى ايدٍ عاملة .... ) . وهذا اعتراف ضمني وغير مباشر بأنه الكاتب الحقيقي لهذه المقالات . (ينظر : علاء بشير , كنت طبيبا لصدام)








2. اعتراف صدام حسين ـ بخط يده ـ في تقرير سري بعنوان (خطة المعركة) ، وهو عبارة عن مذكرة داخلية سرية مؤرخة في 20 كانون الثاني 1992 ، وزعت على المقرات الحزبية وضباط الارتباط في كركوك ، يقول فيها (اننا في القيادة والحزب نعتبر الفصائل التي رفعت السلاح بوجهنا خلال هيجان الغوغاء على انها لا تتحلى بالمسؤولية ، وقد عجزت عن إدراك مبادئ الحزب القائد . ومقالاتنا في جريدة الثورة في اعقاب ما يسمونه بالانتفاضة كافية لهؤلاء حتى لو جرحت وخدشت البعض منهم). ( ينظر : اريك دافيس , مذكرات دولة)






3. تاكيد العديد من الباحثين ، ومن مصادرهم الخاصة ، ان صدام حسين هو كاتب هذه المقالات , واهمهم سليم السامرائي في كتابه (الطائفية في العراق الواقع والحل ) و فرهاد ابراهيم في كتابه ( الطائفية والسياسة في العالم العربي) وعبد الخالق ناصر شومان في كتابه (الطائفية السياسية في العراق).




4. ان جراة هذه المقالات ، وصراحتها في الهجوم المباشر على اوسع القطاعات والفئات الاجتماعية والمذهبية في العراق (الشيعة والاكراد) ، تدل على ان كاتبها ليس فوق القانون فحسب ، بل فوق الدولة نفسها ، وفوق امنها الوطني ووحدتها التي تعرضت الى التفكك والانهيار . 




5. في المقالة الرابعة التي نشرت في 7 نيسان 1991 ، اعترف كاتبها بان العراق دولة قمعية ، وان هذه النزعة التسلطية لها ما يبررها ، وهي مرحلة ضرورية لنهوض الامة ماديا ومعنويا وبالطبع ليس لاحد الجراة في البلاد انذاك من يستطيع القول ، ان العراق دولة قمعية ، غير رئيس الدولة نفسه . 










6. رد الفعل المتطرف والقمعي من قبل الجهات الحكومية والامنية ، ضد المنتقدين والمعترضين على هذه المقالات بالسجن ثم الاعدام (كما حدث لعزيز السيد جاسم والصحفي ضرغام هاشم) يعطي الاجوبة بان كاتبها هو فوق النقد والاعتراض .








لقد عبرت هذه المقالات عن المشاعر المكبوتة ، والذكريات اللاشعورية والسلوكيات العصابية لرئيس الجمهورية صدام حسين حول المكونات الاجتماعية في العراق واهمها الشيعة والكورد . وشكلت تداعيا حرا لمظاهر العصاب واللاوعي عنده ، ويبدو ان الرئيس كان يفكر بصوت عال جدا ، اعلى من المتوقع . واطلق العنان لمكنونات نفسه اللامرئية ، ومشاعره الحقيقية . كما اثارت هذه المقالات ضجة في المجتمع العراقي ، وافرزت جدلا محتدما في الاوساط الثقافية والاعلامية ، واصبحت حديث المجالس ، ومادة للانتقاد والتساؤل حول الطبيعة الايديولوجية للنظام السياسي البعثي الحاكم في العراق , الذي يرفع الشعارات القومية والعلمانية والوطنية , فيما هو يرتكس نحو مستنقع الطائفية والمناطقية والعنصرية .




[rtl]#ولد_ام_تقرير[/rtl]


=68.ARCxY8h2Na-Y7dez1PwOHaI1kaPQsR5lAoU1qO9RMDFwAjCkLQ3e_b48LR0n9xJjd0ETC6BMrlvLBemi_aGsriF1q-MV_VFZgXlw99OjbB_163zmZFx4BhJ1c8d6uKFiivF98Nxw0zMWMhtQPAQb00KDtmEodpu0HJm6MAKIHSl7Xnuv0FMcfk_lnCKZ9DdCT1rPJ5pdDd3nQONNLghmZS7NhD4J1AfG9zJWo5r8CK_P6ZbwXReBcrgkpiPsW3K3eEY5AHrp3s-1-1MbvDGuJY0L9i8fHWhYjhEHuchqC2urvlAhmdBcy0tJEw0_qoCMRFhzSmVRhbhQXmXgv1A6En3RvZWeOaezla-E21NM]هيج احسلك




ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 65431028_695901660871947_3879574577575100416_n.jpg?_nc_cat=105&_nc_oc=AQmHPUmt_VhWUc4zYCjoiafbUEdB4ISw1N_RgNiFIeBOV8IQMfhGCQkSAZi2jS8aqSM&_nc_ht=scontent.fbgt1-1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2019 1:36 am

Hameedabedalla Ali

أمس الساعة ‏٢:٠٢ م‏ · 





في صباح يوم 19 / 2 / 1980م، وفي منطقة سبع بكار ببغداد، طوّقت مجموعة من منتسبي دائرة الأمن العام بأسلحتهم منزل عائلة السيد عبدالامير محمود البكاء، واعتقلوا كلّ مَن في الدار وهم:








1- فائز مواليد 1946 








2- فاروق مواليد 1950 




3- فريدة مواليد 1953 




4- فرزدق مواليد 1955 




5- علاء مواليد 1957 




6- سندس مواليد 1961 




7- ذكريات مواليد 1964 
















انقضّوا عليهم يجرجرونهم من دارهم، فخرج الجيران ينظرون إليهم خلسة ويتساءلون بخوف عن سرّ اعتقالهم!! فشاهد أحد الضباط الشابة فريدة تهمس في أذن جارتها قائلة: 
- بالله عليكِ إلاّ ما آويتِ أختي الصغيرة أنوار حينما تعود من المدرسة ظهراً، وتحافظين عليها حتى يُفرِّج الله عنّا!!.. 










سألها الضابط على الفور بفضاضة: وأين أنوار الآن؟ ردَّت فريدة بهدوء: 










- إنّها في المدرسة!! فحملت سيارات الأمن تلك العائلة وانطلقت باتجاه المدرسة، وأخرجوا أنوار من صفِّها الخامس الابتدائي، وهي تحمل حقيبتها الجميلة، واصطحبوها مع أهلها صوب مديرية الأمن العامة!! 










تعرضت تلك العائلة الى التعذيب الهمجي المستمر الذي لم يتوقف في يوم من الأيام طيلة ثلاث سنوات من الاعتقال الجهنّمي،








 وأخيراً تمّ إعدامهم جميعاً بما فيهم الطفلة أنوار التي لم تبلغ الثانية عشرة من عمرها، بتهمة المساس بأمن واستقلال ووحدة البلد وسلامة أراضيه!!




هكذا كانت أيام الجمر لا يعرف دقائقها إلاّ مَن كابدها!!








من كتاب (4000امرأة عراقية) للدكتور صاحب الحكيم مقرر حقوق الإنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2019 8:55 pm

شبكة شبير عليه السلام المرئية
















كنت أعمل في معمل فتاح باشا في مدينة الكاظمية كعاملة خياطة، وكان مسؤول القسم إمرأة بعثية بدرجة عضو، كانت 


هذه المرأة تعد علينا انفاسنا وترصد كل حركة، وتشمشم الأخبار عن ما يجري من أحاديث بين العاملات والموظفات في القسم .












كان زوجي من التبعية الإيرانية ( هكذا صنفهم النظام البائد ) في حين أن زوجي يملك طابو لبيت والده مسجل بإسم جده الخامس في عام 1862 ميلادي، وصادر من الطابو العثماني في مدينة الكاظمية.








واثناء عمليات التهجير القسري ، تم تهجير زوجي مع كل افراد اهله الى ايران ، في حينها كنت أنا حامل في الشهر الثامن، فقال لي زوجي :








بأنك لا تستطيعين الحركة ، وربما يأتيك المخاض في الطريق فيكون عليك خطر لا نعرف مقداره ..
وقال لي: بأنه سوف يخبرهم بأنني طالق ، وبهذه الحالة سوف لا يأخذوني معهم فرفضت وقلت لا ، لابد ان أسير معك إلى أي مكان في العالم ، ولكنه كان عنود ففعل الذي برأسه ، وفعلا أخرجني ضابط الأمن ، وعدت الى بيت أهلي ...
















بعدها تم تسفير زوجي وكل أهله ، وصادروا ممتلكاتهم ( اربعة بيوت وبستانين ومعمل خياطة و200 دونم ارض زراعية ) وغيرها من الممتلكات.
وبعد ولادة إبني بأربعة أشهر ، اضطررت أن أعمل في معمل فتاح باشا لأجل أن أعيل أبي المقعد، وأمي، وإبني، وأختي الطالبة في كلية الآداب الجامعة المستنصرية. 












كانت تصلني رسائل من زوجي عن طريق الأردن، ويأتيني بها أحد الأقرباء من سائقي شاحنات النقل البري بين الأردن والعراق ، وفي إحدى المرات وصلتني رسالة وانا ذاهبة الى العمل ، فوضعت الرسالة في حقيبتي اليدوية وتركت الحقيبة في دولاب خاص لكل عامل في غرفة الملابس ، وبعد إنتهاء الدوام بحثت عن الرسالة في الحقيبة فلم أجدها ، بحثت في كل مكان لكن للأسف الشديد فاجئتني رئيسة القسم في اليوم التالي بأن الرسالة تم تسليمها الى دائرة الأمن الصناعي في المعمل ، حيث تبين لي بأنها تملك مفاتيح الإحتياط لكل دواليب الملابس الخاصة بالعمال والموظفين ، وأثناء تفتيشها اليومي المعتاد وجدت الرسالة ، فقامت بكتابة تقرير بأني أتصل بزوجي في ايران ، وإني أرسل له معلومات عن الوضع في العراق.












وفي فترة طعام الغداء جاء الأمن الصناعي واعتقلوني ، وبعدها سلموني الى مديرية أمن الكاظمية بتأريخ: 12/4/1983، وبدأ التحقيق معي على أني جاسوسة ، وأبعث بأخبار العراق الى بلد معادي وهو ايران!!!!. 












لن أبوح لكم عن العذاب الذي لقيته في السجن ، ولن أقول لكم عن مشاهداتي في السجن ، فقط أقول لكم : *بأن ولدي الوحيد جاءوا به الى غرفة التحقيق ، ووضعوا رأسه بين فكي منگنة ( وهو عبارة عن ماسك حديدي يستخدمه النجارين والحدادين ) وأخذوا يشدون رأسه كلما طرحوا علي سؤال ولم أجد جوابا ينال رضاهم ، وصار ولدي ذو الثلاث سنين يصرخ بين يدي شرطي أمن من البعثيين السودانيين الذين جلبوهم لمعاينة التحقيقات البعثية ، وليدربوهم على الإجرام لينالوا شرف العضوية في حزب البعث ، وكان الضابط العراقي من أهالي مدينة الحرية يعطيه الأمر بأن يضغط أكثر ، فصرت أصيح وأصرخ وأستجدي 








رحمتهم بولدي المسكين ، وبدأ الدم يخرج من جوانب رأسه ، وأنا أصيح الى أن أغمي على ولدي ولم أسمع له حسيسا" ، وظل النذل يضغط الى أن خرج دماغ ولدي أمام عيني* ، فصرت في غيبوبة، ولم أعرف ما حصل بعدها ، الى بعد فترة لا أعرف مقدارها انتبهت فتذكرت ولدي وصرت أصيح وأصرخ مرة أخرى وأنا معلقة من يدي الى السقف فأغمي علي مرة اخرى ، وتكرر هذا الأمر أربعة مرات الى أن وجدت نفسي في غرفة وقد أحاطت بي مجموعة من السجينات اللاتي أعدم أكثرهن ، وبقيت في السجن الى اكثر من سنتين ، بعدها شملني عفو رئاسي ، وخرجت من السجن في يوم 22/6/1985 ، طلبت منهم أن يدلوني على قبر ولدي ، فرفضوا ذلك ، وهددوني بأنهم سيعيدوني الى السجن إذا راجعتهم مرة ثانية . 








ولما خرجت من السجن وجدت والدي قد مات بعد توقيفي بأشهر ، وأما أمي فوجدتها في مستشفى الامراض العقلية في حي الشماعية، والمسكينة أيضا توفيت بعد خروجي من السجن بسنة واحدة.




سهام العگيلي - الكاظمية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 02, 2019 11:42 pm

Selwa Zako
‏٥‏ ساعات · 


على طريقة القبائل العربية التي كانت تغزو بعضها بعضا 







غزا صدام حسين الكويت والقوم نيام




هذا عمود كانت نشرته لي صحيفة العالم الجديد تحت عنوان عقدة الكويت




اتمنى ان تطلعوا عليه لعله يسهم في فك العقدة التي استحكمت بالطرفين
________________

حدثتني صديقة كويتية عن ليلة غزو صدام حسين للكويت. كان القوم نياما مطمئنين في بيوتهم فأفاقوا على قصف المدافع ورصاص المقتحمين للبيوت الآمنة. خيل لهم في بادئ الأمر ان الهجوم ايراني فصاحوا بالمقتحمين " انتظروا ، سيأتي جيش صدام ليطردكم من ارضنا " . 





ولنا ان نتصور صدمة القوم عندما اكتشفوا ان حامي البوابة الشرقية هو الذي اقتحم البوابة عليهم بعد ان ظل يسوق نفسه حاميا لدول الخليج طيلة حربه مع ايران. لن ينسى الكويتيون بسهولة ما حل بهم بعد ان خرب بلدهم ونهب خلال شهور معدودات .



نحن هنا في العراق ايضا لن ننسى ما حل بنا جراء مغامرة الغزو تلك. واذا كان الكويتيون قد وجدوا العالم كله يقف مدافعا عنهم ومحررا لوطنهم، فاننا نحن العراقيين وجدنا انفسنا وحيدين في مواجهة حاكم فقد رشده بعد هزيمته ومذلة استسلامه في خيمة صفوان، فوجه انتقامه البشع نحونا.
نحن ايضا لن ننسى مأساة انسحاب الجيش العراقي من الكويت تحت سماء مكشوفة والطائرات تحرق من تحتها الارض والبشر. كان مشهدا ربما لم تلتقط الكاميرا مثيلا له في دمويته وعنفه وسط ارتباك المنسحبين بلا قيادة يهربون من آلياتهم المحترقة لتحولهم نيران القصف الى اشلاء متفحمة. كم من اجساد شباب العراق تفحمت على الطريق بين الكويت والبصرة ؟ لا أحد منا يعرف حتى اليوم رقما حقيقيا لضحايا غزو الكويت.




نحن ايضا دفعنا ثمنا باهظا لجريمة لم نرتكبها، تماما كما دفع الكويتيون ثمنا باهظا لجرم لم يرتكبوه. لقد حاصرنا العالم وأغلق علينا المنافذ، ربما عقابا لنا لأننا رضينا بحاكمنا المهووس بشهوة السلطة، لكن هذا العالم لم يقف معنا يوم انتفضنا ضده فتركنا وحيدين أمام آلته الحربية وسطوته القمعية، تماما كما تركنا وحيدين في مواجهته طيلة سنوات حكمه. لم يرف لأحد جفن واجساد العراقيين يمزقها التعذيب وتنتزع الحياة منها أحكام الاعدام يوميا وبلا انقطاع.






تلك أعوام خلفت في نفوس الكويتيين والعراقيين جروحا غائرة فخلقت لدى البعض هنا وهناك عقدة اسمها عقدة غزو الكويت. بعض من الكويتيين يخلط بين نظام صدام والشعب العراقي فيحملنا معه وزر ذلك الغزو رغم يقينه بأننا كنا مثلهم ضحايا هوس فرد بالسلطة وحلمه الخائب بأن يصبح شرطي الخليج. كذلك فان بعضا من العراقيين يرى ان تلك الهزيمة كانت مساسا بالكرامة الوطنية واذلالا للجيش رغم ان كرامة الوطن هي من كرامة ابنائه الذين داستهم منذ زمن بعيد اقدام الدكتاتورية وان كرامة الجيش تحفظ عندما يحمي الوطن من عدوان الآخرين لا أن يعتدي على الاشقاء والجيران تحت اية مبررات.



جرت تلك العقدة اطرافا في العراق والكويت الى تبادل الاتهامات والتشكيك في النوايا تحت وطأة الخوف من تكرار الماضي. بعض ما يقال او يكتب لا يريد ان يتجاوز الماضي المرير، بل وتأخذ بعضهم العزة بالاثم فينتصر من حيث يدري او لا يدري لتلك الجريمة البشعة التي جرّت علينا قبل غيرنا المصائب. قبل ايام قرأت لأحد الكتاب في موقع الكتروني مقالة تحمل تهديدا مبطنا لكنه واضح من ان العراق سيعود خلال عشرين عاما قويا وعلى الكويتيين ان يفكروا منذ اليوم بالمستقبل القريب. هذا كلام غير مسؤول اقل ما يقال فيه انه يثير لدى 





الاشقاء مخاوفهم القديمة من عدوان جديد يشنه عليهم ( عراق قوي )، وهذا المنطق يقود بطبيعة الحال الى استنتاج يقول بضرورة ان يبقى العراق ضعيفا كي يأمن جيرانه شر غزو جديد. 


على الجانب الآخر نسمع تصريحات ونقرأ كتابات لا تريد ان تدرك ان الشعب العراقي غير مسؤول عن ذلك الذي حدث قبل عشرين عاما، وان غزو الكويت جاء حلقة من سلسلة متصلة من العدوان طالت العراقيين اولا وكان منطقيا جدا ان تمتد الى الآخرين .
لا خير للآخرين في حاكم يقتل شعبه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أغسطس 03, 2019 12:14 am

صدام  وغزو  الكويت



Saif Mohammad
‏٢١‏ ساعة · 
حدث في مثل هذا اليوم 2 آب 1990


تسعة وعشرون عاما على غــزو قوات صدام للكويت وإجتياحها وضمها ج1
سيف الدين الدوري

بـدايــــات الأزمـــة 




ومنذ بداية السبعينات من القرن الماضي، أخذ صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة آنذاك، يلمّح الى دعواه الاقليمية، بشكل محدود في محاولة، للحصول على جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين.








إلا أن الجميع، لم يكن يتوقع أن تصل الأمور، الى غزو الكويت وإحتلالها بالكامل. إذ أنه لم يكن يمضي على زيارة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح لبغداد في شهر ايلول 1989 اي ،عقب وقف الحرب العراقية الايرانية، حيث إستقبل إستقبالاً حافلاً، وأقيمت له حفل تكريم، منحه صدام حسين بنفسه، وسام الرافدين المدني من الدرجة الاولى نظراً لمواقفه ولموقف الكويت عموما، المساند والداعم للعراق خلال سنوات الحرب الثمانية مع إيران.
وقد القى صدام حسين كلمة ، لمناسبه تقليد أمير الكويت الوسام قال فيها




" لم تكن السنوات، كما هي السنوات العادية، ولم تكن الأشهر أو الأيام، كما هي الأشهر أو الأيام الطبيعية، مما كان قد مرّ على الأمة والعراق، إبان العدوان الإيراني. ولم يكن كثراً، أولئك الذين أدركوا مخاطر، ما كان قد خطط له الأعداء ضد الأمة، وما كان سيصيب أقطار الأمة، في مشرقها أو مغربها، والآخرين، لو تحقق فأل الخائبين. وكانت وقفة الأخ جابر الأحمد الجابر الصباح، ووقفة شعب الكويت الشقيق، ذات مكانة خاصة في نفوسنا، وذات تأثير أكيد في مجرى الصراع، لصالح الأمة، وإلى جانب نصرها العظيم. وقد وقفت الكويت، بوعي وبسالة، بوجه المعتدين الطامعين، وصمدت لكل الظروف، التي أريد، من خلالها، أن تنسلخ الكويت عن طبيعتها أو هويتها، وعن مبادئ الأمة الواحدة، ومستلزمات الأمن القومي. وإستمرت الكويت، كما هو الأمل فيها، ملتصقة بجلدها، وبالمبادئ والسياسات، التي لولا التأكيد عليها والالتزام بها، لأصبح العرب جميعاً في حالة يرثى لها. فتقديراً لكل هذا، وعرفاناً وتوثيقاً لموقف الكويت المشرّف، وإستناداً إلى أحكام الفقرة (أولاً) من المادة الخامسة، من قانون الأوسمة والأنواط، رقم ٩٥، لسنة ١٩٨٢.،رسمنا بما هو آت- منح صاحب السمو، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت وسام الرافدين، من الدرجة الأولى، ومن النوع المدني -". 






صدام حسين .....٢٣ أيلول ١٩٨٩ 




وإذا بالعالم يفاجأ بخطاب لصدام حسين نفسه، يهاجم فيه أمير الكويت وحكومته ويتهمهم بالخيانة والعمالة والغدر في خطاب جاء فيه.
"ايها الشعب العراقي العظيم، يا درة تاج العرب ورمز عزتهم وإقتدارهم وعقال رؤوسهم، أيها العرب الغيارى، أن أمة العرب أمة واحدة وأن حالها ينبغي أن يكون واحداً عزيزاً كريماً ، وأن الدنس والخيانة والغدر، يجب أن لاتتصل بصفوفهم ونواياهم .أيها الناس ، حيثما كان العدل والإنصاف دينكم . لقد خسف الله الأرض بقارون الكويت وأعوانه، بعد أن جانبوا القيم والمبادئ التي دعا الله لتسود بين الناس . وبعد أن خانوا وغدروا بالمعاني القومية، وشرف معاني العلاقة بين من يتولون أمرهم من الناس ومع العرب .فأعان الله الأحرار من بين الصفوف المخلصة ليقضوا النظام القائم في الكويت والضالع في مخططات الصهيونية والأجنبي".(.. بيان مجلس قيادة الثورة ٢/٨/ ١٩٩٠ ). 






وفي 15/7/1990، بعث طارق عزيز وزير الخارجية العراقي أشار فيها الى "أن حكومتا الكويت ودولة الامارات المتحدة، قد أضرتا بالعراق، نتيجة زيادة إنتاجهما النفطي، وأن حكومة الكويت قامت، بإستغلال إنشغال العراق بالحرب مع إيران، في إقامة المنشآت العسكرية والمخافر والمنشآت النفطية والمزارع، على أرض العراق، إضافة الى غرق الأسواق النفطية، مما تسبب بخسارة تبلغ (مليار دولار) سنوياً".




فقد نصبت منذ عام 1980 وخاصة في ظروف الحرب منشآت نفطية، على الجزء الجنوبي من حقل الرميلة العراقي، وصارت تسحب النفط منه، وبلغت قيمة النفط الذي سحبته الكويت (2400) مليون دولار خلال الفترة من (1980 -1990 ) وأن مثل هذا التصرف هو بمثابة عدوان عسكري".




وطالب العراق بإلغاء الديون المستحقة على العراق، من دول الخليج وتنظيم خطة عربية على غرار مشروع (مارشال)، لتعويض العراق بعض ما خسره في الحرب مع ايران.)






صدام حسين من جانبه القى في 16/7/1990 خطاباً لمناسبة ذكرى إنقلاب 17 تموز/يوليو، تضمّن نفس الاتهامات وقال " أن الاسلوب الجديد الذي ظهر من بين صفوف العرب والذي يستهدف قطع الارزاق، بعد أن تم تطويق الأسلوب الأول الذي كان ومنذ زمن بعيد، يستهدف قطع الأعناق، وأعني بذلك السياسة البترولية الجديدة، التي يتبعها منذ حين بعض الحكام في دول الخليج، تعمداً في تخفيض أسعار النفط بدون أي مسوغ إقتصادي. وعلى الضد من إرادة غالبية المنتجين في الاوبيك، وعلى الضد من مصلحة الامة العربية. وعلى سبيل المثال فإن إنخفاض دولار واحد في سعر برميل النفط، من جراء هذه السياسة، يؤدي الى إنخفاض ألف مليون دولار من عائدات النفط سنويا




وقال صدام حسين: أن السياسة التي يتبعها بعض الحكام العرب، هي سياسة أمريكية، وبايعاز من أمريكا وبالضد من مصالح الامة العربية وشعوب المنطقة وليست سياسة وطنية، بل هي معادية للأمة العربية، لأنها تضرب أمنها القومي ومصالحها بالصميم ، خطيرة الى الحد الذي لا يمكن السكوت عليها
وأن العراقيين الذين أصابهم هذا الظلم المتعمد، مؤمنون بما فيه الكفاية بحق الدفاع عن حقوقهم وعن النفس فإنهم لن ينسوا القول المأثور( قطع الاعناق ولا قطع الارزاق) واذا ما عجز الكلام عن أن يقدم لأهله ما يحميهم، فلابد من فعل مؤثر، يعيد الأمور الى مجاريها الطبيعية، ويعيد الحقوق المغتصبة الى أهلها.




خطاب صدام هذا ، أدى الى إشتعال الموقف، فبدا وكأن أمراً محتمل الحدوث . ولكن أحداً لم يكن ليتصور أبداً في ذلك الوقت، أن هذا الشيء هو غزو شامل وإحتلال للكويت.




وفي محاولة لحل الازمة ، دعت الكويت الى تشكيل لجنة عربية، في نطاق جامعة الدول العربية، يتفق عليها أعضاؤها لكي تفصل في موضوع ترسيم الحدود بين البلدين، على أساس المعاهدات والوثائق القائمة بين الكويت والعراق..
وفي 16 تموز لاحظ الكولونيل ( والترلانج) وهو مسؤول وكالة المخابرات العسكرية للشرق الأوسط، أن تقارير الاستطلاع التي وصلته، تظهر تحرك ثلاث فرق عراقية كاملة الاستعداد الى الجنوب في إتجاه البصرة والكويت.. ويوم 23 تموز/يوليو، تلقت السفيرة الامريكية في بغداد السيدة ( إبريل غلاسبي) تعليمات من واشنطن، تطلب اليها إبلاغ الحكومة العراقية، بقلق واشنطن من مسار الحوادث




كانت السفيرة (غلاسبي) الخبيرة بشؤون المنطقة، وكانت معرفتها باللغة العربية لا بأس بها عندما تلّقت تعليمات من واشنطن، التي وصلت يوم 24 تموز بتوقيت بغداد، كان أول ما فعلته أنها إتصلت بمكتب السفير( نزار حمدون) – وكيل وزارة الخارجية – طالبة موعداً عاجلاً. وحدد لها نزاز حمدون موعداً في اليوم التالي 25 تموز، أثارت السفيرة غلاسبي ما طلبت إليها واشنطن من إثارته




وفي اللحظة التي عادت فيها غلاسبي الى مقر سفارتها بعد مقابلتها لنزار حمدون، إذ بجرس التلفون يدق والمتحدث هو نزار حمدون نفسه، يطلب من غلاسبي أن تعود لمكتبه فوراً لأمر هام. وحين وصلت الى مبنى وزارة الخارجية فوجئت غلاسبي، حين وجدت السيد نزار حمدون ينتظرها في سيارة واقفة على مدخل الوزارة، ودعاها الى الركوب بجانبه قائلا لها إنهما ذاهبان الى مقابلة هامة. وكان أول ما خطر لها أنها في الطريق للقاء السيد طارق عزيز .




كان الوقت مساءاً ولاحظت غلاسبي، أن السيارة إتجهت الى ميدان نصب الجندي المجهول، وبعده دخلت نحو شارع جانبي، ثم توقفت أمام بيت من بيوت الضيافة الرسمية، ولفت نظرها أن السكون داخل البيت غير عادي ، كما أن وجود ضباط الحرس الجمهوري في الردهة الداخلية للبيت، أوحى لها بأنها تقابل شخصية عراقية أخرى غير طارق عزيز. والغريب أنه حتى هذه اللحظة، لم يخطر ببال غلاسبي أنها تقابل الرئيس صدام حسين، لانها تعرف يقيناً أنه لا يقابل السفراء الأجانب ، ثم فوجئت بأن وجدته يدخل القاعة.. و إستعرض صدام حسين العلاقة مع واشنطن.






وقال صدام " خرج العراق من الحرب وهو مدين للاخرين بحدود( 40 ) مليار دولار، عدا المساعدات التي قدمت للعراق، والتي ما زالت مسجلة عليه كديون من قبل بعض الدول العربية، مع أنهم يعرفون، وأنتم تعرفون، بأنه لولا العراق لما بقيت هذه المبالغ وغيرها عند أصحابها، ولأصبح مستقبل المنطقة على غير ما هو عليه. ثم تطرّق صدام حسين الى موضوع 


الحدود مع الكويت وقال" أن دولة الكويت ونحن مشغولون بالحرب، كانت تتوسع على حساب أراضينا.وبإمكانكم أن تعودوا الى خط الدوريات. كما أقاموا منشآت نفطية ومخافر شرطة بتخطيط مقصود لفرض الأمر الواقع على العراق
وبعد ان أنهى صدام كلامه تحدثت السفيرة غلاسبي قائلة سيادة الرئيس ذكرتم أشياء كثيرة خلال هذا اللقاء، ليس بوسعي أن أعلّق عليه نيابة عن حكومتي لكن بعد إذنكم أعلّق على مسألتين: 






تحدثتم عن الصداقة وأعتقد أنه كان واضحاّ من رسائل رئيسنا اليكم بمناسبة العيد الوطني وكما تعرفون أنه وجّه الادارة الأمريكية بالرفض القاطع والحثيث لمقترح فرض العقوبات التجارية. وأن لديّ توجيهاً مباشراً من الرئيس شخصياً، أن أعمل على توسيع وتعميق العلاقات مع العراق.لا أريد أن أقول أن الرئيس بوش يريد علاقة أفضل وأكثر عمقاً مع العراق فحسب، بل يريد أن يكون للعراق إسهام تاريخي في السلام والازدهار في الشرق الاوسط . إن الرئيس بوش ذكي ولن يعلن أي حرب إقتصادية على العراق. 
وقالت غلاسبي " لكن الذي لا يتوفر لدينا رأي حوله هو الخلافات العربية – العربية، مثل خلافكم الحدودي مع الكويت. أنا خدمت في أواخر الستينات في سفارة أمريكا بالكويت، وكانت التوجيهات لنا في تلك الفترة، أن لا علاقة لكم بهذه القضية، ولا علاقة لأمريكا بهذه القضية
وقدلوحظ أن صيغة النبأ عن اللقاء كانت حادة جداً حيث وردت على النحو الآتي" إستدعى السيد الرئيس القائد صدام حسين أمس سفيرة الولايات المتحدة في بغداد الآنسة إبريل غلاسبي وحضر المقابلة السيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية". 
وقد وضع نبأ استقبال صدام لغلاسبي في الصحف العراقية تحت صورة المقابلة وبعنوان ( السيد الرئيس القائد يستدعي سفيرة الولايات المتحدة) وقد تم نشر الصورة على أربعة أعمدة في صفحة داخلية، لأن صورة الصفحة الأولى من الصحف العراقية الصادرة يوم الخميس .. أن صيغة نبأ إستقبال السفيرة كانت حادة، حتى أنها خلت من عبارة (إستقبل الرئيس 


صدام .. الخ). وكان في الإمكان كتعبير يتسم ببعض الرقة، وخصوصاً أن الطرف الذي إستقبله الرئيس صدام كان إمرأة، ويفرض جنسها على الرجال التعامل معها برقة. كان يمكن صياغة النبأ على النحو الاتي ( إستقبل السيد الرئيس القائد صدام حسين أمس سفيرة الولايات المتحدة الآنسة إبريل غلاسبي بناءاً على إستدعاء سيادته لها) 






يصعب القول ان صدام وقع ضحية مؤامرة دبرتها له السفيرة إبريل غلاسبي كما يعتقد بعض الناس، فلم يكن صدام ضحية أحد، بل ضحية سياساته الخاطئة وتهوره الحاد ومزاجه العنيف، بل وأطماعه التوسعية العدوانية. بل أن الشعب العراقي كان وما يزال ضحية صدام حسين وسياساته الخاطئة. 
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أغسطس 03, 2019 12:18 am

Saif Mohammad
١٨ ساعة · 

تسعة وعشرون عاما على غــزو قوات صدام للكويت وإجتياحها وضمها ج2




سيف الدين الدوري




وأمام كل هذا، فإن ما قام به صدام في الثاني من آب/اغسطس وما بعده، كان صدمة كبرى لشعور الكويتيين القومي، الذين إستيقظوا في صباح الثاني من آب 1990 وإذا بالدبابات العراقية في شوارع مدينتهم ، وحكومة البلاد الشرعية في السعودية وهم الذين كانوا 


يعتقدون أنهم بمناصرتهم ثماني سنوات للعراق، قد كسبوا على الأقل ود صدام إن لم يكن إمتنانه. الكويت بدت صباح يوم 2آب/أغسطس 1990، وهي غارقة في حالة من الإرتباك لا حدود لها. كان الناس قد ذهبوا الى مضاجعهم مساء يوم أول آب/اغسطس، دون تحسب لإمكانية غزو، كانوا يتابعون مظاهر التوتر المتزايد بين بلدهم وبين العراق، وكان ظنهم في البداية، أنها مشكلة في داخل أوبك، ثم راح التوتر يتصاعد حول الأسعار وحصص 


الإنتاج ، وربما ذهب ظنون البعض ممن خطر لهم إحتمال العمل العسكري، أن يكون هذا العمل محدوداً ، ولكن أن يصل الغزو، الى قلب الكويت فقد كان الأمر مستبعداً وغير 


وارد.هذا العمل الذي استنكره ودان أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق في آخر خطاب له لمناسة الذكرى 72 لتأسيس الحزب عملية الغزو والاجتياح وقال انها تتعارض مع مباديء الحزي واخلاقياته. .



وعلت جموع الناس حيرة عميقة في الطريقة التي يتعرضون لها.لكن المشكلة في الغزو العراقي للكويت، أنه بدأ أصلاً ثم أنه مضى الى النهاية دون أن يراجع نفسه في منتصف الطريق، وبغير أن يحذره أحد ، ولعل الاطراف التي كان في مقدورها، أن ترى شكل ما هو قادم، كانت تريده أن يمضي الى النهاية حتى يتجاوز نقطة اللاعودة..




وكان خطأ حسابات القوة العراقية، أنه مضى فعلاً الى النهاية، فإحتل الكويت بكاملها وكانت تلك صدمة، ثم تلت ذلك أخطاء حسابات المنطق. أن أحدا لم يكن يتصور في ذلك الوقت، بل حتى ليلة الغزو نفسها أن يصل تهور صدام، الى حد القيام بغزو الكويت، بل لم يكن الكويتيين أنفسهم يتصورون ذلك. فلم يكن أحد يتوقع أن يحدث الإجتياح العراقي 

للكويت، بعد ساعات قليلة من إنتهاء لقاء جدة، خاصة وأن سعدون حمادي نائب رئيس الوزراء، الذي كان أحد أعضاء الوفد العراقي قال عقب إنهاء اللقاء "ان الطرفين سوف يستأنفان مباحثاتهما في بغداد يوم السبت. ، فالاجتياح مخالف للشرعية الدولية ، كما أن 
الإدعاء بالحقوق التاريخية للعراق في الكويت، أمر لا يستقيم مع واقع أن الكويت دولة مستقلة ومعترف بها دولياً وعربياً .



لقد فتح صدام بغزوه الكويت إحدى بوابات جهنم على مصراعيها، أمام الأمة العربية بعملية مرفوضة ومدانة بكل المقاييس، ومهما كانت الذرائع فكانت المسألة كلها تبدو كالكابوس .



 فخلاف عربي كان يمكن أن يحل بالحوار أو التفاوض أو اللجوء الى الجامعة العربية. لكن صدام أراد الحل بالرصاص في سر الليل، وبطريقة تسببت في وأد التضامن العربي، الذي أوشك أن يرى النور. ويبدو أن صدام كان قد قرر إستخدام القوة العسكرية قبل إجتماع جدة، وكانت قيادته متأكدة من أن الكويتيين سيحاولون التفاوض وهو ما لايريد صدام 


تحقيقه. لكن المشكلة في الغزو العراقي للكويت،. كان خطأ حسابات القوة العراقي، أنه مضى فعلاً الى النهاية فإحتل الكويت بكاملها، وكانت تلك صدمة . ثم تلا ذلك أخطاء حسابات المنطق، ففي ظرف أيام، غيّر العراق حججه للغزو بذريعة مختلفة كل يوم.

ففي اليوم الأول كانت الذريعة، هي التصدي لمؤامرة أمريكية ترتب ضده على الأرض الكويتية.




وفي اليوم التالي كانت الذريعة، هي مساعدة عناصر ثورية قادت إنقلاباً على أسرة ( الصباح) وطلبت معونة العراق.




وفي اليوم الثالث، كانت الذريعة هي الحق التاريخي، وعودة الجزء ( الكويت) الى الكل ( العراق).




واخيراً جاءت ذريعة الربط بين كل القضايا المعلقة في المنطقة، وربط الإنسحاب من الكويت، مع كل مشاكل الأراضي المحتلة من فلسطين ولبنان وسوريا .. الى آخره. وكان ذلك مثيراً للحيرة بعد الصدمة، ولم يكن له تفسير سوى أن قرار الغزو الكامل، إتخذ على عجل ، فإضطر الى ترك فراغات سياسية واسعة وراءه.




. وإزاء إستنكار المجتمع الدولي العارم، إثر غزو صدام للكويت، بدأ صدام يتذرّع بمبررات مغلفة بمزيد من المواقف المتناقضة والشعارات المتناقضة. فتارة يكيف الموقف على أنه مواجهة بين الامبريالية والصهيونية . وتارةً أخرى بين الاستعمار من جانب وقوى التحرر في العالم من جانب آخر. أو بين الأثرياء والفقراء. وأخيراً شعار الحرب المقدسة أو الجهاد في مواجهة حملة صليبية جديدة.




مراقبون سياسيون قالوا" لقد كان قرار صدام بغزو الكويت هو الذريعة الأساسية لتفجير ما في داخله من نوايا عدوانية توسعية، أساء تقدير الظروف الدولية التي كانت تتغير بسرعة كبيرة آنذاك .






. بمعنى أن الغزو كان في أحد جوانبه هدفاً للحصول على موارد إقتصادية إضافية للعراق. كما كانت الحاجة الأساسية لتحويل أحلامه التوسعية العدوانية ، من نطاق المشروع 



النظري، الى حيز الواقع الفعلي. وفي إطار هذه المتغيرات، ظهرت أمام صدام حسين مرة أخرى، حاجته الملحة الى مغامرة عسكرية كبرى في الخارج، تزيد من رصيده في الداخل، وتنسجم في الوقت نفسه مع نفسيته أو طبيعته الاستبدادية، خاصة إذا علمنا أن النظم 


الاستبدادية على شاكلة صدام حسين، عادة ما تكون أقرب الى المغامرة، من الانظمة الديمقراطية، لإعتبارات عديدة. منها ما يتعلق بالتركيب النفسي للحاكم المستبد، وبالتالي فإن هذه النظم الاستبدادية على شاكلة صدام، تجد نفسها في حاجة مستمرة الى حروب بإعتبار أن الحرب تصنع البطل.





لقد إعتاد النظام على معاملة العراقيين في العراق، بنفس الطريقة البوليسية وهي سلطة الأمن والمخابرات، وتحويل الأفراد والجماعات الى بشر خائفين، حتى من أولادهم 



وإخوانهم. لقد إستطاع أن يفرض نظاماً دكتاتورياً شرساً، أساسه الشك والاغتيال والتصفية الجسدية. وكان ما يتسرب الى الخارج من قصص عن جور وظلم النظام على مواطنيه قبل إحتلال الكويت، كانت هذه القصص أما أن تختفي تحت دخان الحرب العراقية – الايرانية، أو لا تتجاوز لدى بعض النخب العربية عامة والكويتية والخليجية خاصة. التي كانت 


تعرف كل هذه الانتهاكات الفضيعة التي يقوم بها نظام صدام حسين ضد مواطنيه، ولا حيلة لها إلا الصمت في أجواء الحرب الساخنة، أو الباردة بجانب مخالب النظام نفسه، الذي لم 


يكن ليوفر لأحد مهما كان نقده متواضعاً ، ومما زاد في قسوة النظام تجاه شعبه، بروز ظاهرة التملق النفاق، من قبل المسؤولين في قيادة الحزب والدولة .



أن شراسة النظام ضد مواطنيه، وإنتهاكه لحقوقهم الإنسانية أصبحت معروفة للجميع، وخاصة في الخليج والكويت، ألا أن الظروف الموضوعية، لم تكن لتبيح الحديث الواسع حول هذه الشراسة، لكن خلال شهور الإحتلال العراقي للكويت ظهرت هذه الشراسة في أوضح صورها.. كان العمى وفقدان البصيرة ، يطبعان نظرة واشنطن الى صدام حسين، على أنه شخصية ضيقة الأفق ومحدودة








لم يكن الغزو العراقي للاراضي الكويتية، بمثابة نتيجة طالما طبيعية للمقدمات والتحركات التي سبقت الغزو، فبينما كانت الجهود الدبلوماسية تنشط لتطويق الأزمة بين الدولتين، وتعمل جاهدة على التوصل الى تسوية تحظى بقبولهما وباستمالها على عناصر، تمثل قاسماً مشتركاً لمطالب الطرفين، لا يخل بمصالحهما الحيوية والجوهرية، جاء الغزو 

العراقي ليقطع الطريق على هذه الجهود، باحداثه نقلة نوعية في طبيعة النزاع، فبدلاً من كونه نزاعاً بين دولتين على مسائل يمكن بشأنها التوصل الى تسوية مقبولة لهما، تحوّل 
النزاع في طبيعته وأبعاده وإمكاناته وتسويته الى نزاع متعدد الأبعاد والأطراف، مما القى ظلالاً قاتمة على إمكانات تسويته. ويلاحظ على السلوك العراقي، مع إفتعاله الأزمة ميله 


الى التصعيد، مع الظهور بمظهر الميل الى إستنفاذ الوسائل الدبلوماسية، لكسب تأييد 


الأطراف الأخرى المعنية، في حين يمكن القول، أن السلوك الكويتي إتسم بمحاولة التهدئة 


ومحاولة كسب تأييد الأطراف الأخرى المعنية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أغسطس 03, 2019 10:39 pm

‏‎Saif Mohammad‎‏ مع ‏احسان وفيق السامرائي‏.
‏١ أغسطس‏، الساعة ‏١:١٧ ص‏ · 

من ضحايا مجزرة قاعة الخلد تموز 1979 



سيف الدين الدوري




شهادة الاستاذ إحسان وفيق السامرائي




يروي الاستاذ إحسان وفيق السامرائي عضو قيادة فرع البصرة للحزب ،مدير تلفزيون البصرة الذي تم
اعتقاله ضمن المؤامرة المزعومة عن اساليب التعذيب التي تعرض لها
وبقية الرفاق المناضلين المتهمين. يستذكر بمرارة الايام السود، التي قضاها مع عدد من المحكومين
في الزنازين والغرف والانفرادية، في سجون المخابرات (الصدامية) ويسلط
الاضواء لأول مرة في تاريخ تدوين المجزرة المرعبة على ضحايا التعذيب،
وكيف خضعوا لاساليب إجرامية لا إنسانية على أيدي ملوثين عقلياً،
ومرضى ينتسبون لجهاز المخابرات، وقاموا بقتل وزراء وكبار السياسيين
والحزبيين، نتيجة إخضاعهم للتعذيب الذي يفوق الخيال والتصور 
ويضيضيف الاستاذ احسان السامرائي :






صبيحة يوم السبت 21 تموز 1979 أبلغنا هاتفيا من الرفيق (زهير
القادري( مدير مكتب أمانة سر القطر بدعوة أعضاء المؤتمر القطري الثامن
الى إجتماع طاريء، ولم يكن في البصرة قد بقي غير إثنين هما الرفيق علاء
وأنا، بعد ساعة طلبوا إضافة وحضور أعضاء فرع البصرة للاجتماع، وما أن
بلغت الساعة الثامنة مساءاً حتى أضيف أعضاء الشعب للاجتماع في قاعة
الخلد في الساعة الثامنة فالتاسعة من صباح يوم الاحد 22 تموز 1979 .
وفي حدائق القاعة التقينا بالرفيق (ب) عضو القيادة القطرية )ربما يقصد
برهان عبد الرحمن( الذي بادرنا بسؤال غريب: ما موضوع الاجتماع؟
إجتماع طارئ للجهاز الحزبي لعموم القطر. وقال لقد كنا حتى الساعة
الحادية عشرة من الليلة الفائتة في إجتماع للقيادة القطرية، فلم نبلغ بذلك.
وأضاف: إلا أنني تلقيتُ نداءً في السابعة من صباح اليوم للحضور الى
إجتماع قاعة الخلد. ولكننا تبلغنا بالاجتماع صباح السبت 21 تموز، أي
البارحة. ولكن حين رأينا الرفيق خضر الدوري أحد مسؤولي




المخابرات و أ.د ابراهيم الدوري(عضو المكتب العسكري، وكلاهما
عملا في البصرة سابقاً. توقفت تساؤلاتنا خصوصاً وأن خضر كان يلح
بوجوب حضورنا وليمة أقامها على شرفنا في بيته، وأنه سينتظرنا حتى
نهاية الاجتماع.




وعندما دخلنا مكان الاجتماع بدأت المفاجآت، فقد كانت القاعة
ممتلئة بشكل غير مألوف، وقد وصل الهرج ذروته، لأن الدعوة شملت
أيضاً أعضاء المكاتب الحزبية من مدنيين وعسكريين، بإستثناء الكادر
النسائي. وقد أثارنا تواجد رجال المخابرات والقوات الخاصة بكامل
ثيابهم وأسلحتهم في الممرات على خلاف التعليمات التي لا تجيز
دخول غير الاعضاء الى الاجتماعات الحزبية المغلقة.
وبعد دقائق دخل وزير الدفاع وأعقبه وصول صدام حسين يتبعه مرافقه
صباح مرزا محمود ولاول مرة نراه متغطرساً متعالياً وعابساً، يمشي بأنفة
ظاهرة، وقد إستقبل بالهتافات والتصفيق، وهي حالة مرفوضة وغير
مألوفة في الحزب، وزاد حضور المرافق «الشك » بوجود ما يريب، فكان
تساؤلنا: هل نحن في إجتماع حزبي أو ندوة جماهيرية؟




بعد دقائق ترك الفريق عدنان خير الله وزير الدفاع القاعة فنهض صدام
وردد الشعار ثم وجه ليسأل مسؤولي الفروع والشعب عن أسباب غياب
البعض من الاجتماع، وهي أيضاً ظاهرة غير مسبوقة في الحزب، وحين
إنتهى من إستجوابه، صعد للمسرح ووقف مرافقه ميرزا خلفه، ليبدأ حديثاً
كأنه أعد مسبقاً عن الحزب ودوره النضالي وصراعاته، حيث كان الحزبيون
مناضلين حقيقيين، وقد تساقط الكثير منهم بسبب الخلافات التنظيمية،
وهذا حال التنظيمات في الاحزاب كلها، إلا أن حزبنا إستمر. ثم قطع
حديثه متلفتاً الى صدر القاعة وقد رفعت صورة البكر، وظلت صورة صدام
على الجانب الايسر. فقال عابساً: من رفع صورة البكر؟ إننا في القيادة
القطرية قد أصدرنا قراراً بإبقاء صورة البكر مع صورة صدام حسين في
المؤسسات الحزبية والادارية مدى الحياة.




ارتفعت الهتافات والتصفيق. ثم عاد لكلامه وقال: تعرفون بأن
الانشقاقات والتكتلات لا تمزق الاحزاب، إنما تمزقها الخيانة والغدر،
وقد إكتشفنا مؤخراً وجود ذلك في حزبنا من قبل بعض القياديين الذين
كانوا يعدون مؤامرة كبرى للقضاء على الحزب، في وقت كنا مرشحين لتولي
السلطة في قطر آخر. ويقود هذا الانحراف محمد عايش بالتنسيق مع
حافظ أسد في سوريا، والتمهيد لدخول لواء مظلي سوري لتنفيذ الانقلاب
وإعتقال صدام حسين وبقية الرفاق، وتعيين عبد الخالق السامرائي رئيساً
للجمهورية.




توقف صدام حسين عن الكلام وأخرج منديلاً من جيبه، وبحركة
مصطنعة راح يمسح الدموع من عينيه، فارتفعت هتافات مستنكرة لتتحول
القاعة الى مناحة.
نهض علي حسن المجيد دون إذن بالكلام قائلاً: سيدي
الرئيس ما دام عبد الخالق السامرائي حياً فلن نحض بالاستقرار ولن تتوقف
المؤامرات إلا بإعدامه




كانت لحظات مثيرة لا تنسى عندما إختلط الزعيق بالبكاء والصراخ،
فتحول الاجتماع الى فوضى ولم يتحرك صدام لايقاف التمثيلية
ويضيف الاستاذ احسان وفيق السامرائي: رأينا الرفيق محيي عبد الحسين
الشمري يدخل مع أحد رجال المخابرات متعثراً مطاطيء الرأس ويتجه الى
حيث أشار له صدام بالجلوس مكانه على الطاولة، فارتفعت صيحات منكرة
وهتافات. « لا لن يجلس الخائن مكانك ولن يلوث المكان » وعادت القاعة
الى العزاء والمناحة والبكاء. وقال صدام « والان حدث الرفاق يا محيي
عن المؤامرة » وراح محيي يقرأ في ورقة موضوعة أمامه. لقد أبلغني محمد
عايش قبل فترة بوجود حركة لازاحة صدام بالتعاون مع العناصر الخائنة
والسيطرة على البلاد، وتنصيب عبد الخالق السامرائي رئيساً للجمهورية،
ويواصل احسان السامرائي فيقول «لا أريد أن أخلط أوراق ما دار في الندوة لأن
صدام كما يبدو قد تمكن من اعداد تمثيلية مفبركة استفزت الحاضرين
وتركتهم مهددين بعد أن هيأ مخابراته ذات الصلاحيات المطلقة وعناصره
المعتمدة للسيطرة على الموجودين ليقطع بينهم وبين الحقيقة، وخلالها تم
له ما اراد من تصفية مثلما فعل ستالين وهتلر ويبدو أن تركيز صدام منصباً
على إتحاد نقابات العمال، وعلى الكادر المناضل، فجاءت المناسبة في
حساباته تصفية حقيقية للحزب وللوحدة.






ويستطرد السامرائي قائلا: أذكر لحظتها ان الرفيق بدن فاضل كان يجلس
قريبا مني فقال صدام له بلا مقدمات «ها بدن عبالك ما شفتك وأنت تخفي
نفسك وراء العمود 




لا اريد اطالة ما حدث إذ خيمت علينا الشكوك بأن مؤامرة مفتعلة كالتي
نفذها ستالين ضد قادة الحزب الشيوعي في الثلاثينات من القرن الماضي،
كما ذكرها المفكر الماركسي (اسحق دويشر) كانت تدار في القاعة. وفي
تلك اللحظة وهو يتهيأ لاختتام الكوميديا وصل صهره العريق ارشد ياسين
فسلمه ورقة فكشر بوجهه قائلاً: الان ساعيد قراءة الاسماء فمن يرد إسمه
فيها عليه ترك القاعة، وكنتُ احدهم.




وما أن اخرجوني من القاعة، حتى سمعتُ تصاعد الزعيق والعواء
والبكاء والهتاف، لأن الذين تصارخوا لم يصدقوا الخلاص من الموت
المرفرف عليهم، عندما حجزهم صدام وأرهبهم واستلب روحهم، فكان
البكاء والصراخ تعبيراً عن شعورهم بالخلاص من الموت.




بقيتُ أنا والدكتور سلطان الشاوي ومجموعة أخرى لم أتعرف لها تنتظر
مصيرنا حتى وصلت سيارة للمخابرات دفعت لها مع ملازم أول كان يئن
بإنكسار ويبكي «أويلي عبود إشراح أتسوي؟ 




كان مصيرنا قد تحدد في بناية )الحفل البهائي( مقابل سينما السندباد
بشارع السعدون الذي تحول الى أسوأ مركز تحقيقي لمخابرات صدام
وما أن أدخلونا اليه حتى هجم علينا رجال المخابرات كالكلاب
المسعورة، وبأيديهم العضي والصوندات، وهم يدفعون بنا الى زنزانات
إنفرادية، أبوابها حديدية ليس فيها من نوافذ أو مرافق صحية، ثم أغلق
الباب، فشعرت بأنني في صهريج من الحديد المشتعل 






بعد إسبوعين من إعتقالنا بتهمة المشاركة في مؤامرة 22 تموز، فتح باب
زنزانتي الانفرادية، ودفعتُ للنزول الى قاعة المحفل البهائي، الذي تحول
بعد تصفية المراكز البهائية، الى أسوأ مراكز المخابرات، فوجدتُ نفسي
بين حشد من المعتقلين. وقد وقف (ن ح) المقصود حسب فهمي هو
نعيم حداد( عضو القيادة القومية، يرتدي قميصاً أحمر اللون )نصف ردن
على المسرح بصحبة (س ش) ويقصد (سعدون شاكر) رئيس المخابرات
العامة، وهو يتحدث بلهجة متعجرفة عن المؤامرة، مؤكداً بكلمات قاطعة:
إعترفوا وإلا مصيركم الاعدام.. أما الذين سيعترفون بعد فترة فلن
نحتاج اليهم. واشار بيده فظهر رجل معصوب العينين، يقوده أحد رجال
المخابرات. قال مشيراً اليه:






وهذا أحدكم إعترف بعد فوات الاوان، ولسنا بحاجة له الآن.
وبلهجة نافذة صاح بالحارس: يالله اطلق عليه النار! فتحرك الحارس
ليقف خلف الرجل المعصوب العينين ورفع (الكلاشنكوف) ووضع الفوهة
في نقرة رأسه وتهيأ لاطلاق النار.






كان المشهد أمامنا، مثير للفزع، فقد خيم صمت رهيب، وتوقع لا
أريد أن أصدقه أو أنفيه، إذ كنتُ أسمع دقات قلبي، وهي تمزق صدري
وتفضحني، وكأنني أنا من سيستقبل الموت أمام أشباح مجهولة تنتظرني
مقطوعة الانفاس. إلا أن (س ش) قطع الانتظار وهو يصيح بالحارس
المرتبك: ولك «زمال » لقد وضعت الكلاشنكوف على الصلي، وكان
يمكن أن تقتل الجميع.!! ثم أخذ البندقية من الحارس بوجه ناشف مرعب
واعاد ضبطها وارجعها اليه.




حتى تلك اللحظة القاتلة كنتُ أعتقدها تمثيلية واستعراضاً للعضلات،
إلا أن جميع من في القاعة صمتوا ورفرف شبح الموت عليهم غير مصدقين
ما يدور.




وبلا مقدمات دوت القاعة بصوت كالرعد، وإذا بالرجل يسقط مثل
شجرة مقطوعة بلا حركة، وقد إنتشرت رائحة البارود، وراح الدم يسيل
على أرضية المسرح، وإرتفع الهرج والاضطراب بين الجميع، ولا أذكر بعد
ذلك غير الانهيار الروحي والاعياء، ومشهد رذاذ الدم على يدي وقميصي،
وقد هيمن الذهول على الجميع أصحيح ما رأينا؟




ومن وسط الضجة والظل، لمحتُ الرفيق محمد محجوب وقد تحول
شعره الى اللون الابيض يخاطب (س ش) أي سعدون شاكر عندما فوجئ
برؤية صهره رياض قدو واقف بيننا: أبو رعد تره آني مشايف رياض ولا
يعرف شيئا؟ ويبدو ان مدير المخابرات في تلك اللحظة كان مشغولاً في
إختيار ضحاياه، وقد أهاجته رائحة الدم، فلم يلتفت للصوت. وبعد بضع
دقائق اعادونا الى اقفاصنا. ثم عادوا فانزلوننا مرة ثانية الى قاعة الاعدام
فرأيتُ مشهداً أكثر ضراوة، رجال ممددون على وجوههم، وقد نفذ فيهم
حكم الموت، وتيبس الدم على الخرق التي عصّبوا بها عيونهم. كان
أحدهم كما تخيلت الرفيق بدن فاضل الذي لم يفارقني ضخامة جسده
وملامحه وهو منكفئ على وجهه وبدا لي وجه نعيم حداد
وهو يتفرج علينا مستمتعاً بالاضاحي مثل أي قصاب أنجز مهمته بلا أسف
ولا ندم مردداً "إعترفوا وإلا ستلحقون بهم".




ترى عن أي شيء نعترف به، وهل التفكير بالتغيير الداخلي في الحزب
يحتاج الى مؤامرة وقتل؟ لقد كانت المرة الاولى في حياتي التي أحضر
فيها تنفيذ حكم بالاعدام، فظلت الصورة مخيفة قذرة، منها رحتُ أحاول
إستذكار المشهد المفزع.. رفاق يعدمون رفاقهم بلا دليل ولا محاكمة.
وقد وجدت نفسي




كشاهد حقيقي عاش التجربة من الداخل، أن يبدأ في إعادة الذاكرة، لما
وقع من احداث وقتل وتعذيب. وللامانة أقول بأن رفاقنا الذين فوجئوا
بمؤامرتنا التي إختلقها صدام واجهزة مخابراته، ظلوا يعتقدونها حقيقية،
ويعتقدون بأننا السبب في عرقلة تنفيذ الوحدة العراقية السورية، لقد تحملنا
فترة الاعتقال، وبعد إطلاق سراحنا من رفاقنا ما لم نتحمله من المواطنين
العاديين، من معاكسات بسبب هذا الشعور، فقد كان الكثير منهم قبل
الاحتلال يفرون من رؤيتنا، لكوننا متآمرين على صدام حسين، وأصبحوا
بعد الاحتلال يشيرون لنا لكوننا من جماعة صدام حسين؟




لقد أصاب رهاب الخوف.. صدام حسين من الحقيقة التي طمرت
مع الرفاق، لخوفه من ضياع السلطة من قبضته، ومن الذين ذبحهم باسم
الخيانة، وعلى رأسهم الرفيق محمد عايش ومحيي عبد الحسين، فمزق
الحزب وعبث بمصير الامة.




لقد اوعز صدام حسين لمجلس قيادة الثورة بتشكيل محكمة خاصة،
بموجب قرار رقم 967 لعام 1979 لمحاكمة المتآمرين برئاسة نعيم
حداد عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وعضوية كل
من سعدون غيدان وتايه عبد الكريم وحسن علي نصار حسن العامري 
وسعدون شاكر وحكمت ابراهيم وعبد الله فاضل.




في قوانين العالم الوضعية كلها، يتعرض المتهم الى التحقيق عن
جريمته السياسية أو العادية، فإذا ما أدين خضع السجين الى أنظمة السجن
الاعتيادية، التي تتضمن أسلوب الحياة اليومية من رعاية طبية ومقابلات
وغيرها.




أما الاسلوب الذي إتبعه صدام حسين وأجهزته الأمنية، فقد ألغت
الاسس والمبادئ الاخلاقية كلها، عندما اعتقلنا في 22 تموز 1979 ،
ولغاية إطلاق سراحنا في 26 آذار 1983 ، وتعرضنا الى الابادة والتعذيب،
حين القي بنا الى زنزانات إنفرادية مغلقة، وسلمنا الى قطيع من الكلاب
المسعورة التي لم تتوقف عن تعذيبنا وتجويعنا وإذلالنا ليل نهار، صيفا
وشتاءاً، إستعملوا فيها شتى الاساليب من إحراق وخنق بالحبال وتعليق
من الاكتاف، وإستعمال صوندات محشوة بالحديد، وهراوات كهربائية،
ومكاوير، وأسياخ معدنية، إضافة الى حرماننا من النوم والرقاد والحلاقة
والاغتسال، ودخول المرافق الصحية، إلا مرة أو مرتين في اليوم حسب
مزاج الحارس، ولمدد لا تتجاوز الدقيقتين، تحت تهاطل السياط، فاق كل
ما عشناه في عهود سابقة.




ولقد قُتلَ من مجموع 33 سجيناً 14 رجلاً، من التعذيب والجوع، وخرج
من ذلك الجب 19 سجينا يحمل كل منهم آثار تلك الوحشية من عاهات
وكسور وأمراض نفسية وجسدية.


اربع سنوات ونصف في زنزانات إنفرادية مغلقة مثل الصناديق الحديدية
بلا نوافذ، أو مراوح وعلى أرضية من الكونكريت المسلح.


أما المرة الوحيدة التي تم وضعنا سوية وتحت المراقبة، فكانت لثلاثة
أسابيع بعد صدور الاحكام، ولأسباب لا تعرفها ثم اعادونا بعدها الى
زنزانات إنفرادية لحين إطلاق سراحنا

سر المؤامرة



يعتقد الكثيرون حتى الآن بأن المؤامرة التي إختلقها صدام حسين يوم
22 تموز هي مؤامرة حقيقية إسوة بالمؤامرات التي تقع في العالم كالاعداد
المسلح والسيطرة على ثكنات الجيش والاجهزة الاعلامية مقرونة بالبيان
الأول.




والحقيقة بمفهوم صدام جاءت متممة للتصفيات السابقة التي إفتعلها
وما أسماه بمؤامرة ناظم كزار، والتي تمكن فيها من خلط الأوراق السياسية
بإعتبار ناظم كزار قريب الشكل من (بيريا) لايمانه بالعنف والارهاب كوسيلة
للحكم. ومن يسيطر على هذا الجهاز يتمكن من إخضاع السلطة لإرادته.
أما الوجه الثاني الذي لا يمتلك أية رؤيا سياسية، إلا أنه يهيمن على
القوة الضاربة الوحيدة في البلاد.




أما الوجه الاخير المتمثل بالفكر الثوري المعتدل، فكان يؤمن بالحوار،
ويرفض العنف ويمثله عبد الخالق السامرائي.




وكان من الطبيعي لرجل طموح مثل صدام حسين أن يحبك مؤامرة ذات
حدين للسيطرة على جهاز الامن، والقضاء على شبح ناظم كزار الارهابي،
والسيطرة على مفاصل الحزب، من خلال إفتعاله التعاون بين عبد الخالق
وناظم كزار، بعد أن ساق حماد شهاب ومحمد فاضل قرباناً، فسهّل له خلق
مخابرات تدين له بالولاء وأزاح القوى العقائدية التي إفترضها محسوبة على
عبد الخالق السامرائي.






وخلال السنوات اللاحقة، أصبح هو الزعيم الحقيقي للبلاد، فتحسس
لذة السلطة، إلا أن القواعد الحزبية وإنفتاحها على الفكر في العالم، دفعها
لطلب المزيد من الديمقراطية، بما في ذلك حقوقها في الانتخابات، وإيجاد
ممثلين للقوى السياسية الاخرى، وكان ذلك سجالاً في الاجتماعات
الحزبية.




إلا أن شخصية المتآمر القديم لم تنفك تحيي عقليته الطموحة، بعد
أن بدأ التقارب السوري العراقي، وأحس بها تهدد سطوته، وخصوصاً في
المجالين السياسي والحزبي، وكعادته وجد قرابين جديدة إختلقها يوم 22
تموز ليبدأ بتصفية ما بقي من حزب عقائدي بإرغامه على التحول الى حرس
دموي، غايته التدمير والقتل.






لقد كان صدام ذكياً بما يكفي لتصفية الحزب، وغبي جداً عندما أدخل
رأسه في الحزب. وهذا الموقف يذكرني بقول جاء في رواية (فيرانا) لـ ستيفان
زفايج- جاء فيه “ يا مولاي لا تعطني سلطاناً، لأن السلطان يغري بالطغيان
صدام على دفع مئات الغرباء على جسد الحزب، من المعدمين والذين لا
يملكون أي تاريخ ولا صفة نضالية ففرضهم كأعضاء، ثم الحقهم بالتصعيد
الكيفي للقيادات بعد أن ربطهم بالمخابرات، واطلق لهم العنان في التغلغل
بالسفارات والملحقيات، ثم عهد لأعتى الاشرار قيادتهم وتسويقهم كطابور
خامس .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أغسطس 03, 2019 11:15 pm

عن المؤامرة المزعومة في تموز 1979 ج1




سيف الدين الدوري





شهادة السفير فارس حسين عن مؤامرة 1979
تحدث لي السفير فارس حسين نهاية عام 2009 بلندن عن
احداث المؤامرة المذكورة وكان يومها سفير الجمهورية العراقية لدى المانيا
الاتحادية آنذاك فيقول «بعد وصولي الى العاصمة كسفير هناك لم أستمر






طويلا، فقد مكثت عدة أشهر وأعلن عن ما سمي بمؤامرة عام 1979 ، إذ
كنت قد سافرت الى مقر عملي كسفير بداية استلام خميني للسلطة في
ايران في شهر شباط من ذلك العام، وبعد مجيء خميني بفترة جدا قصيرة
التقيت بصدام حسين وكان نائبا آنذاك وبعدها سافرت الى بون. وقبل أن
تقع تلك الاحداث بيومين أو ثلاثة تعرضت الى وعكة صحية دخلت على
أثرها مستشفى عن طريق الاسعاف حيث أصبت بذبحة صدرية. وأنا هناك
إتصل بي تلفونيا نوفل إسماعيل وكان آنذاك مدير دائرة الامن القومي وهي
تابعة للمخابرات العامة. ومعرفتي بنوفل من خلال الجيش أي كان معاونا
عندي ثم تم تعيينه آمرلواء لفترة قصيرة جدا في البصرة.ثم عين مديرا
للمعهد المذكوروأخبرني بالمؤامرة وبعض أسماء المشتركين بها كما يدعي
وفي اليوم التالي للمكالمة المذكورة إستلمتُ برقية إستدعاء من الخارجية
لغرض العودة الى بغداد فوراً وقررت السفر برغم توصيات طبيب المستشفى
الذي قال لي إذا ركبت الطائرة ستتعرض الى جلطة أخرى..
وفي الطريق الى بغداد هبطت الطائرة في مطار بودابيست صعد شكري
الحديثي السفير العراقي في هنغاريا وجلس الى جانبي. وسألته شنو انت
هم مستدعيك؟ قال نعم. قلت له: لماذا وماذا جرى؟ قال: لا أعرف. قلت
له مازحا ابو محمود احتمال هناك نية بتعيينك وزيرا للخارجية وعندها سوف
لا نستطيع ان نتحدث معك، فعلى كيفك معانا. فقال «الله يستر، يا وزير
خارجية" 
واضاف فارس حسين: يبدو أن شكري قد وصلته بعض المعلومات
وعندما وصلنا الى مطار بغداد صعد شخص ويبدو أنه من تشريفات وزارة
الخارجية وقال أنا جئت الى الاستاذ شكري الحديثي وقال له استاذ تفضل
معي. وبعد قليل صعد آخر وقال أنا جئت عليك تفضل معي. ووجدنا
سيارات مرسيدس لوحاتها مكتوب عليها وزارة الخارجية وكانت بانتظارنا
قرب سلم الطائرة.
صعدت فيها ونقلتنا الى صالة الشرف. وفي صالة الشرف جلست أنا
وشكري وجاءنا عدد من الاشخاص لاستقبالنا وقال أحدهم استاذ اذا
ممكن تعطيني جواز سفرك لآخذ لك تأشيرة الدخول وأعيده لك. ويبدو
أنه قد تأخر كثيرا حيث غادر شكري بعد أن اعيد له جواز سفره وحمله
وغادر الصالة.
وبعد انتظار طويل جاءني الشاب الذي أخذ جواز سفري وقال أستاذ
يمكن القضية تتأخر قليلا أنت غادر وبعد ذلك نبعث لك الجواز بيد
الشباب ومعهم الحقيبة. وفعلا أنا ركبت السيارة وتوجهت الى البيت.
في ذلك الوقت كان بيتي شاغرا لا يسكن فيه أحد فتوجهت الى بيت أهل
زوجتي في العامرية ودخلت عليهم واستقبلوني كالعادة وجلست هناك.
وفيما نحن جالسون اذيع بيان عن مؤامرة. أنا وصلت يوم 29 تموز 1979
وأوصيت السائق أن يأتيني غدا في الساعة التاسعة صباحا ليأخذني الى
وزارة الخارجية. وبقيت في البيت بعد إذاعة البيان الى اليوم التالي. حيث
جاء السائق وتوجهت الى وزارة الخارجية. وجلست عند قحطان لطفي
علي مدير الدائرة الادارية في الوزارة وكان هناك ايضا صالح مهدي عماش
وعدد من السفراء 
وكنا نحن صامتون لا نتحدث وفي هذه الاثناء جاء علي حسن
المجيد ومحمد العزاوي ودخلوا علينا في الغرفة أي مكتب قحطان لطفي
علي وهو مكتض بالسفراء وهم يعرفونني 
قلت لهم
دعونا نذهب عند أبو محمد (برزان التكريتي) مدير المخابرات ليحكي لنا
عن المؤامرة لأني حتى ذلك الوقت لم أكن مقتنعا أن هناك مؤامرة. 
وقالوا هيا لنذهب الى ابي محمد، وعبرنا الشارع سيرا على الاقدام ودخلنا
دائرة المخابرات وصعدنا الى مكتب برزان واتصلت بالمكتب العسكري
باعتبار أن علي حسن والعزاوي كانوا اعضاء في المكتب في ذلك الوقت
وطلبت منهم سيارة كوني لا املك سيارة خاصة قلت لهم أنا جالس عند ابو
محمد- برزان التكريتي- بعد قليل دخل مدير مكتب برزان وقال لي استاذ
هذا مفتاح السيارة وهي بيجو بيضاء اللون جلبوها الجماعة ورجعوا والسيارة
الآن تحت في الكراج. فقلت لبرزان إحكي لنا قصة المؤامرة. قال كلهم
أصدقاؤك. قلت له من هم؟ قال محمد عبد اللطيف ووليد سيرت وعبد
الواحد المعيدي من خيرة الضباط وصالح الساعدي وحامد الدليمي وسليم
شاكر الامامي. فعلا تألمت لانهم كلهم اصدقائي.
.ثم خرجت وركبت السيارة وذهبت أبحث
عن الاشخاص المقربين من الموقوفين وتوجهت الى عزيز الياسري أحد
الضباط المتقاعدين وهو له علاقات واسعة ويعرف اشياء كثيرة ومحسن
الشعلان كذلك. وقلت هؤلاء لابد أنهم يعرفوا شيئاً. وصلت الى بيت
عزيز الياسري في اليرموك وضربت جرس الباب ولكنه يرد عليّ أحد.
ونظرت فشاهدت سيارتين إثنتين واحدة من الجهة اليمنى عند أول الشارع
والاخرى من الجهة اليسرى يراقبون بيت عزيز الياسري،.
بعدها عدتُ الى البيت وكنت قلقاً جداً. وفي منتصف الليل إستيقظت
متضايقاً وأتصبب عرقاً. فقد عادت الذبحة الصدرية مرة أخرى إن لم تكن
جلطة هذه المرة. كما حذرني الطبيب الالماني ونهضتُ وكان شقيق
زوجتي موجود. قلت له إنهض أوصلني الى مستشفى اليرموك. وهي أقرب
مستشفى وقلت له لا تشعر أحدا في البيت. أخذني بالسيارة التابعة الى
المكتب العسكري وأوصلني الى المستشفى وقلت له اذهب الى بيت زهير
قاسم شكري عضو فرع بغداد وقائد الفرقة ال 16 المدرعة وهو من دفعتي
وصديقي لم يكن معتقلا بعد واطلب منه أن يتصل تلفونيا بطارق حمد
العبد الله رئيس الديوان لكي ينقلني الى مستشفى الرشيد العسكري.
وذهب الى زهير وأخبره. فرد عليه لا أرغب بنقله لأني سبق وأن نقلت
أخي من هذه المستشفى وتوفي ولا اريد ان اكرر الشيء نفسه ويبدو ان زهير
أحس ان هناك شيئاً.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أغسطس 03, 2019 11:19 pm

من ضحايا مجزرة قاعة الخلد تموز 1979












سيف الدين الدوري
محمد صبري الحديثي








عن اعتقال محمد صبري الحديثي وتعذيبه القاسي واستشاهده تحدث الاستاذ احسان وفيق السامرائي عضو قيادة فرع حزب البعث في البصرة والذي جرى اعتقاله من داخل قاعة الخلد فيقول:








وكيل وزارة الخارجية وسفير العراق في الكويت وطهران، وقد تم
استدعاؤه مع سفراء العراق بعد الاعلان عن المؤامرة. ويعقب الرفيق
شكري الحديثي على إعتقال شقيقه محمد صبري بأنه ومجموعة من




السفراء قد تم استدعاءهم الى وزارة الخارجية بعد أن عرضوا أمامنا شريط
فيديوتيب. ثم استدعيتُ أنا ومحمد الى غرفة جانبية، فجاء الينا الاستاذ










حامد الجبوري وكيل وزارة الخارجية وقد شحب لونه، وهو يرتجف من
الخجل ويحمل ورقة صادرة من المخابرات تطلب ابلاغ السفيرين «شكري
ومحد صبري الحديثي » بالبقاء في الغرفة لانهما رهن الاعتقال.
بهذه الكلمات انتهت حياة مناضلين لينظما الى قافلة المعتقلين.
ولم يكن لصدام أي حجة لزج محمد صبري في المؤامرة لأن محمد ومن معه 
كان متجرداً مثل الرفيق عبد الخالق من كل بواعث الحياة مادية ومعنوية
لاستقامته وترفعه عن كل شيء في الحزب أو خارج الحزب.
ولم يستطع صدام حتى في احكامه العشائرية الا ان يحكمه حكما










بسيطاً ثلاث سنوات. وخلال عاصفة التعذيب الرهيبة التي حفت بالجميع،
وصلنا سجان من المخابرات «الثغ » يعاني من «المأمأة » يدعى )مسلم( كان
يعمل فراشاً في السفارة العراقية في بيروت، وفي الخارجية العراقية، وما
كاد يحضر الينا في السجن حتى انصب حقده وجنونه على الرفاق )محمد
صبري ومناف الياسين ومحسن الذهب( متناسياً بقية المعتقلين. وقد










نصبّ من نفسه «عراباً » على شقيق الجلاد سعدون شاكر «غسان » فكان
في كل مرة يحاكم محمد صبري ويكرر سؤاله «لماذا رفضت قبول الاستاذ
غسان شاكر في الخارجية؟ .»










قال محمد صبري: لأن كل متقدم يجب أن ينجح في إمتحان القبول
ولمرتين يفشل غسان في الامتحان.










وبمأمأة مسلم قائلاً «لا أنت لم تقبله لأنك لا تريد الا المتآمرين ». ويظل
الفراش يصر في كل مرة على سؤاله وتعذيبه، وفي كل مرة يسقط محمد
صبري «الضعيف البنية » على الارض فكان مسلم يسوقنا كمسجونين تحت
وابل من العصي لندوس بارجلنا أو نلقي أجسادنا عليه، وكأتفاق روحي
بيننا كان احمد صالح العبدي اقوى السجناء يلقي بجسده عليه محولاً
ظهره الى متراس لبيقية الانسحاق، ومع كل ذلك كان جسد محمد صبري
يتعرض الى الاصابة الجزئية. اما آخر مرة دفعنا فيها الجلاد مسلم باشراف
الجلاد جمال انور مخلص وبكثافة الحراس جاسب وكاظم وجمعة وخضير
الذين تسلحوا بالعصي والمكاوير وقطع الحديد للهجوم عليه وسحقه،
فتمت عملية القتل الاخيرة، وقد خرج منها محمد صبري كومة من اللحم
المهروس والعظام المهشمة، وقد تحطم قفصه الصدري.










وظل محمد صبري يئن ويتوسل ليرسلونه الى الطبيب، إلا أن الجلادين
ظلوا يتفرجون ويضحكون على موته، حتى خمدت أنفاسه ليلة 6 كانون
الثاني 1980 يوم تأسيس الجيش العراقي.
















وفي اعقاب قتل محمد محمد صبري فتح الوحش جمال انور باب زنزانة
شكري شقيق محمد صبري الحديثي قائلا له «ها كواد إيبين حزنان مو؟
والآن قم بإحياء حفلة غناء بهذه المناسبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 06, 2019 11:54 pm

Saif Mohammad
‏٣ أغسطس‏، الساعة ‏٦:٣١ م‏ · 


عن مجزرة قاعة الخلد تموز 1979الواردة في مذكراته بعنوان ( الانهيار المفاجيء واحتلال العراق . الصادر عن دار الحكم بلندن. 



يتحدث عضو القيادة القطرية وعضو مجلس قيادة الثورة سابقا الاستاذ طاهر العاني عن مجزرة قاعة الخلد فيقول:
لدى الحديث عن هذا الموضوع، تمر على الخاطر إعدامات واغتيالات فردية كثيرة طالت قيادات الحزب وكبار ضباط الجيش العراقي خلال الحرب مع إيران، والذين كان يظهر بعد إعدامهم عدم تقصيرهم فيكرَّمون ويُحسبون من الشهداء.
بيد أن ما بات يعرف بـ «مجزرة قاعة الخلد »، التي وقعت في تموز/ يوليو من عام 1979 ، كانت أكبر عملية قتل وإعدام لقيادات الحزب. وقد قيل الكثير عن مؤامرة حاكها عدد من أعضاء القيادة القطرية في العراق مع القيادة السورية للاستيلاء على السلطة في بغداد وإعلان الوحدة مع سوريا. ولكن




ذلك لم يثبت سواء في حينه أو بعد ذلك؛ حتى لقد تولدت قناعة لدى أكثر الحزبيين بأن الموضوع مفبرك للتخلص من بعض البعثيين القياديين البارزين، ولإتاحة الفرصة للانفراد بالسلطة، وهذا ما تحقق لاحقا.


فقد كان معظم البعثيين يتطلعون إلى الوحدة مع سوريا باعتبارها تطبيقا عمليا لأهداف وشعارات الحزب، ولأنها تمحو الآثار السلبية لوحدة مصر وسوريا، نظرا لأن البعث يقود القطرين الشقيقين. وقد يكون بعض الذين اتُهموا بالتآمر وأُعدموا قد تحدثوا في مجالسهم الخاصة عن حماسهم للوحدة، أو عدم ارتياحهم لاستقالة الرئيس أحمد حسن البكر، التي أعلنها في السابع عشر من تموز/ يوليو من نفس العام.




ولكن، لا شيء كان يشير إلى وجود مؤامرة كما أُعلن. وقد رافقت عمليات الاعتقال وتنفيذ أحكام الإعدام قساوة بالغة. فقد نفذها كوادرلحزب وأعضاء القيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة، والذين كانوا أعضاء




في لجنة التحقيق والمحكمة )أنا لم أحضر التنفيذ لأنني لم أكن عضوا في لجنة التح

قيق أو في المحكمة.. والحمد لله وهذه رحمة من الله كما أشيع الكثير عن تعذيب بعض المعتقلين حتى الموت، إضافة إلى حشر اسم عبد الخالق السامرائي، أحد أبرز القيادات التاريخية البعثية في العراق، وإعدامه. هذا، على الرغم من أنه كان معتقلا، 


ومحكوما بالإعدام قبل عام 1979 بسبع سنوات مع منع المواجهة عنه حتى لعائلته باستثناء والديه كل ستة أشهر مرة واحدة بحضور أحد منتسبي الاستخبارات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 07, 2019 12:01 am

عن ضحايا قاعة الخلد يتحدث عضو المحكمة التي اصدرت الاحكام التي جءتها جاهزة من القيادة العليا






شهادة تايه عن مؤامرة 1979








تايه عبد الكريم عضو القيادة القطرية وعضو المحكمة التي حاكمت
المتهمين بالمؤامرة تحدث للفضائية البغدادية بتاريخ 11 / 3/ 2009 عن
هذه المؤامرة فقال «لم تكن هناك مؤامرة واذا كانت فهي مؤامرة كانت
لتخريب الوحدة بين العراق وسوريا. مع الاسف الشديد وبصراحة وللتاريخ
ان الوحدة ذبحت من الوريد إلى الوريد من قبل صدام حسين بكل أسف.
لأن بعد قيام الوحدة وصيغة الوحدة الاتحادية بأن يكون كل من الرئيسين
I 364 I




المرحومين أحمد حسن البكر وحافظ الأسد روؤساء الوحدة الاتحادية
بالتناوب.




إن طموحات الرئيس السابق صدام حسين لم تكن تتوافق مع صيغة
الوحدة كان يشعر ان دوره قد هُمش وأن دوره سيقتصر فقط على كون موقعه
سيكون قطرياً أكثر منه قومياً وهذا ما دفعه أن يفتعل قيام مثل هذه المؤامرة
تارة تسمى بمؤامرة عايش وتارة باسم مؤامرة عدنان حسين. وهؤلاء في
حقيقة الأمر ومن معهم الذين تم إعدامهم لم يكن يرتاح لهم وكان يحسبهم
على مجموعة الرئيس البكر. هذا إستنتاجي لأنه أصبحت هناك محاور
مخفية أو غاطس البعض الآخر ظاهر، لكن الظاهر تم ترجمته بافتعال
ما سمي بالمؤامرة بالتنسيق مع سوريا ضد الوحدة أو ضد صدام حسين.
لأنه هل يعقل أن عضو قيادة يتآمر على قيادته










أو على الوحدة التي كنا نطمح لها، أو على لقاء كنا نتحرق ونتطلع إلى اليوم
الذي يصفي به الجو بين العراق وسوريا. نتطلع إلى حزب واحد يحكم
حتى نكون نموذجاً للآخرين ونضع الحجر الأساس للبنة الاولى لقيام صرح
الوحدة .










ورداً على سؤال حول موقف أعضاء القيادة الآخرين من عمليات
الاعدام قال تايه عبد الكريم «من كان يجرؤ أن يعارض أو حتى يتردد
في عدم تنفيذ هذا الأمر فسيحل به كما حل بهم. هذه هي الحقيقة.
فالذين تم إعدامهم كانت أفواههم مكممة لأنه لو كانت أفواههم مفتوحة
لتحدث أحدهم كأن قال أنا بريء. الله اكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. وكنت
حاضراً وكل أعضاء القيادة الآخرين ولم يحضر صدام حسين بل حضر برزان
التكريتي وتم الاعدام في المنطقة قرب جامع أم الطبول في ساحة نصبت
فيها الاعمدة وحينما نزل المتهمون من السيارة اقتيدوا إلى الاعمدة وربط
كل واحد منهم على عمود وهو مقنع .»










ففي قاعة الخلد لم نعرف أي شيء كنا نعرف أن مؤتمرا للكادر المتقدم.
وأكيد يتعلق بالاحداث الجارية لكن مضمون المؤتمر بالصيغة التي تمت
فيها حينما صعد محيي الشمري وهو جزء من الصورة وأحد أسباب الاثارة.
كانت مسرحية معدّ لها مسبقاً من أجل إقصاء وتحديد من سيحاسب
من الكادر ومن القيادة










وقال تايه عبد الكريم «إن العملية التي قام بها الرئيس صدام حسين هي
التي أطاحت بالحزب وأطاحت بالمسيرة وحصل ما حصل للعراق وللقيادة
وللحزب من نهاية مأساوية. كما نعيشها اليوم. إذ أن الهدف كان إثارة حالة
من الرعب والخوف في صفوف الكادر المتقدم في الحزب من أجل أن تطبق
الخطة التي تدور في ذهن صدام حسين وفي كيفية إدارة دفة الدولة والحزب
والقيادة. وشاهدنا هناك تفرّد وقرارات تصدر تارةً بإسم القيادة وهو يوقع عليها
وتارة بإسم مجلس قيادة الثورة وهو يوقع عليها وتارةً بإسمه كمكرمة. إذ لم
يكن هناك أي دور للقيادة أو لمجلس قيادة الثورة في المسائل الأساسية
والحيوية.




وكان الشخص الوحيد المتحدث هو رئيس المحكمة نعيم حداد ونحن
I 369 I










لا حيلة لنا سوى أن نوافق وإلا ما كنت أنا الآن أمامك. وما حيلة المضطر.
ليس لدينا بديل إلا أن نوافق وإلا لما كنا الآن نكتب للتاريخ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة مارس 20, 2020 10:13 pm

Samir Obeid / سمير عبيد
‏١٧ مارس‏، الساعة ‏٣:٠١ م‏ · 




#أم سحر زوجة محمد عايش #




#تماسكوا ...أنها ورقة واحدة من ظلم نظام صدام //مهلا لا تشتمني أيها البعثي وانت أيها الطائفي وأنت أيها المبهور بواشنطن وطهران واسرائيل ودوّل الخليج الحاقدة على العراق !!!.
#خذوا القصة وليست بقلمي ..بل أنا ناقلٌ لها !!.
#وهي عِبرة لمن تجبّر وبات طاغياً بعد عام ٢٠٠٣ وأخذ يغزوا الناس البريئة ليلا وفجرا عبر زوار الفجر وفرق الملثمين لأنتهاك حرمة البيوت وغرف نوم الشرفاء ويعتقلون الأبرياء والشرفاء والصحفيين والناشطين والأحرار والمناضلين 




......#فالضحية لن ولَن تنسى جلاّدها وان أشباه برزان التكريتي الموجدين الآن لن تنساهم ضحاياهم !!!.
تعليق
سمير عبيد




——-اليكم القصة —-




#أم سحر زوجة محمد عايش قضت عشر سنوات في السجن الانفرادي


بقلم :- ميسون البياتي


تتحدث الكاتبة ميسون البياتي في احد كتاباتها عن ظروفها في الغربة ثم تقف لتقول –


تذكرت قصة السيده فوزيه زوجة الأستاذ محمد عايش عضو القياده في حزب البعث الذي تم إعدامه عام 1979 , و قصه هذه السيده رحمها الله .. خرافية المعنى والمغزى والظلم والألم وسأحكيها لكم الآن :
لم تكن تربطني معرفة شخصيه بالسيده فوزيه ( أم سحر ) لكني خلال السنوات ما بين 1975 وحتى 1979 كنت أراها في الحفلات التي تقيمها مؤسسة الإذاعه والتلفزيون في نادي الصيد أو قاعة الخلد , كواحده من كبار المدعوات بحكم كونها زوجة ( للرفيق ) محمد عايش .


آخر مره رأيتها فيها كانت شهر مايس في حفلة يوم عيد العمال 1979 في نادي الصيد بصحبة زوجها , في تموز تم إعدام زوجها … وإختفت آثارها , وفي تلك الظروف وللأمانه .. لا أحد يجرؤ على أن يسأل .
نهاية عام 1989 في الخريف , رن الهاتف في بيتي وكانت المتكلمه جارتي ( أم آلاء ) قالت لي : دكتوره محتاجه استشاره ممكن نلتقي الآن لمدة خمس دقائق ؟ فخبرتها تعالي .


جاءت أم آلاء وقالت لي : 




حبيبتي ميسونه الموضوع ما يتحمل الكلام في التلفون .. اليوم العصر تكون عندي ضيفه أريد أرحب بها ترحيب خاص لأن المسكينه عانت من ظلم فاحش وتحتاج الى رد إعتبار .. وأنا أعرفك طيبة مجلس وحلوة معشر , لهذا فضلت أن تكونين إنت بالذات معي في إستقبالها .


سألتها من هي هذه السيده ؟ فقالت : أم سحر زوجة محمد عايش , خرجت من السجن قبل أشهر وهي صديقتي منذ سنوات طويله .. زرتها في بيتها عدة مرات بعد خروجها من السجن , وأصررت على دعوتها عندي وهي قادمه كأخت وصديقه .




حين كنت أرى السيده أم سحر في السابق كنت أرى إنسانه جميله مشرقه مليئه بالحيويه .. أما السيده التي دخلت علينا عند العصر حيث كنا ننتظر قدومها .. فقد كانت شبح تلك السيده .


رحبنا بها بموده , وذكرتها بنفسي , ثم ذكرتها ببعض الفنانين والمطربين العرب الذين كانوا في الحفلات التي حضرتها هي , وحكيت لها ذكرياتي عنها وأنا ذاكرتي قويه وتحضر في بالي تفاصيل قد يعتقد البعض أن لا أحد قد إلتفت إليها أبداً … ثم تحول الكلام بكل تلقائيه الى فترة دخولها السجن فقالت إنها كانت في البيت ولا علم لها بأي شيء حين جاء أشخاص من دائرة المخابرات وبكل أدب طلبوا منها مصاحبتهم وكانت تظن أنها مطلوبه لواجب ما .
لم يقابلها أحد .. ولم يسألوها عن أي شيء .. وضعوها في غرفة صغيره وأقفلوا عليها الباب وبعد ذلك إكتشفت المسكينه أن هذه هي زنزانتها الإنفراديه .


قالت بأنها لم تكن تعرف الليل من النهار ولا الصيف من الشتاء ولا كم مر من الوقت .. وأنواع من الهذيانات والبكاء والعويل والضحك الهستيري كانت تعتريها ولا تدري ماذا في الخارج !! اذا كانت متهمه بشيء فلماذا لا يحاكموها أو يحققون معها ؟ واذا كانت بريئه وهي زوجة عضو في القياده .. فمن يجرؤ على وضعها في هذا المكان ؟ ولماذ زوجها ساكت ولا يبحث عنها ؟ إبنتها الصغيره سحر ..


أين هي الآن ومن يعتني بها ؟ ولماذا يحرمون سحر من أمها ؟




وقالت بأنها كانت تتوسل بالذين يضعون لها الطعام من تحت عقب الباب أن يقولوا لها صباح الخير أو مساء الخير فقط لأنها بدأت تنسى الصوت البشري .. وكانت طول الوقت تكلم نفسها بصوت عالي لتسمع صوت نفسها هي ,, وبعد نوبات من التشنجات والصراخ والعويل طلبت من سجانيها مصحفاً فوضعوه لها من تحت عقب الباب أيضا ً.


قالت : سلمت أمري الى الله .. بدأت أقرأ القرأن طول الوقت .. وأصلي طول الوقت .. وفرغت ذهني من أي تفكير حتى لا أصاب بالجنون .


وأنا الآن سأكمل القصة نيابة عنها لأنها لا تدري عن أي شيء في الخارج . حين دخلت الى زنزانتها كان رئيس جهاز المخابرات في ذلك الوقت هو برزان إبراهيم الحسن شقيق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين .




عام 1984 حدثت للرئيس صدام مشكله مع أشقائه بسبب عدم موافقتهم على تزويج إبنته رغد من حسين كامل , تمخضت المشكله عن طرده لأشقائه من وظائفهم ووضعهم تحت الإقامة الجبريه . في هذه الفتره تم تعيين الدكتور فاضل البراك رئيساً لجهاز المخابرات إضافة الى كونه رئيساً لجهاز الأمن .. لكن لا أحد نظر في قضية أم سحر وبقيت المسكينة نسياً منسيا ً .


عام 1988 إنتهت الحرب العراقيه الإيرانيه .. كبار قادة الجيش الذين كانت لهم مكانتهم إثناء الحرب لا يجوز أن يلفهم النسيان بعد نهايتها .. لأنهم عندها يتحولون الى مصدر إزعاج للدوله ولهذا تم تعيين المرحوم الفريق أول الركن هشام صباح الفخري رئيساً لجهاز المخابرات .


العسكري النظامي المحترف .. ليس مثل العسكري الذي تمنح له الرتبة جزافاً , ولهذا فإن الرجل حالما تسنم هذا المنصب طلب جرداً بكل صغيرة وكبيره .. شارده أو وارده , موجودة تحت إمرته فتسلم إسم السيده أم سحر ضمن ما تسلم .


حين درس قضيتها وهي لا تدري … وجدها محجوزه منذ عشر سنوات , دون تهمه , دون ذنب , دون قضيه , حجز إعتباطي والسلام .


في أول مقابله له مع الرئيس كلمه بموضوعها .. فتقرر إطلاق سرحها . وهنا ستعود أم سحر لإكمال بقية قصتها بنفسها , قالت :
كنت أصلي حين فتح عقب الباب .. سمعت صوتاً يقول : مبروك أم سحر اليوم ترجعين لبيتك , وهذه ملابس جديده .. إستحمي وإلبسيها حتى تغادرين .
قالت : لأول وهله لم أصدق الكلام وظننت أنها هلوسات , لكني حين نظرت الى الباب ووجدت الثياب تحتها .. وكنت في حالة قيام في صلاتي .. سقطت على الأرض فوراً . المهم بعد ساعه جاء شخص وفتح الباب الذي لم يفتح منذ عشر سنوات وقال إنه سيأخذني الى المدير .


وقالت : دخلت على المدير وأنا لا أعرف من هو فحياني بنفسه وطلب مني الجلوس .. إذن صحيح سأخرج .. فبادرته بالسؤال : معقوله يا أستاذ هل ممكن يكون أبو سحر بكل هذه القساوه وأنا لم أفعل شيء ؟ حتى لو تزوج عليَّ .. أو حب يطلقني .. على الأقل يتذكر أنا أم إبنته سحر ولخاطر البنت لا يعاملني بهذه الطريقه .
وقالت : الرجل جاوبني وقال أختي عن أي موضوع تتكلمين ؟ في اللحظه التي دخلت أنت الى هذا المكان زوجك كان قد تم إعدامه . حافظي على هدوئك وتقبلي كل شيء بصبر وشجاعه .. ومع السلامه ترجعين لبيتك .
قلت لها وانا أبكي : الحمد لله على سلامتك أم سحر


فقالت : أنا إنسانه بريئه ولا علاقة لي بأي شيء .. تعرضت الى كل هذا الظلم ثم أطلق سراحي , صدقيني لا قيمة للحريه دون رد إعتبار , في السجن كنت مخذوله والآن أنا أكثر خذلان وليت الله لم يستجب لدعائي ويمنحني الحريه حين كنت أرجوها منه فقط .


لم ألتق هذه السيدة مرة أخرى .. وسمعت أن الله سبحانه وتعالى رزقها بنعمة الموت بعد ذلك بسنوات , لكن قصتها المدمره كانت واحده من العوامل التي شكلت شخصيتي أنا .. ولهذا تذكرتها وأنا أهم بإطلاق سراح نفسي من زنزانة الغربه بالعودة الى الوطن . ولكن دون رد إعتباري في إسمي وشخصيتي .. فلا أشرب كاسك يا وطن , وسأفضل الخذلان في الغربه على الخذلان فيك .

#منقول.
منقول للأهمية التاريخية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 10:42 pm

3.في زمن نحس انتج المجنون صدام (200) حاوية جرثومية مع وسائل نشرها العدوانية، لكنه اضطر تحت ضغط عمليات التفتيش الدولية إلى 




تدميرها. هذا المستبد الأرعن هو الذي ساق بلدا كان ممكنا أن يكون من أعظم الدول إلى الدمار، فبئس العقول التي لا تزال تتغنى بجرائمه، ومن 


حقنا أن نفخر بتصدينا له علنا قبل سقوطه بسنين طويله وعملنا السري ضده منذ بداية الشباب.





وفيق السامرائي


عدل سابقا من قبل نهر دجلة في الخميس مايو 28, 2020 11:11 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس مايو 28, 2020 11:08 pm

** أحد الضابط العفالقة الدمج، بعد ان كان متخلفا من اداء الخدمة العسكرية، ثم اصبح مرافقا للرئيس، وقفز الى


رتبة فريق اول ركن بمنصب نائب رئيس الجمهورية، وبطفرة واحدة اصبح مهيب ركن قائد عام القوات المسلحة،


ورئيس جمهورية، وبالأخير ترك الجيش وارض المعركة وسلم العراق للامريكان، واختفى في الحفرة العروبة الوحدوية الخالدة !!!







[rtl]ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Featured_channel


[ltr]












37:48 / 50:26



[/ltr][/rtl]








شهادات خاصة | لماذا اختبأ صدام حسين داخل بئر في البادية؟ مع وليد السامرائي | تقديم: د.حميد عبد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6177
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23104
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،    ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت مايو 30, 2020 8:27 pm




[rtl]ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،  - صفحة 2 Featured_channel


[ltr]






[size=12]





[size=13]0:04 / 57:41




[/ltr][/rtl][/size]
[/size]






رجل مخابرات عراقي سابق يكشف اسرار الغزو الامريكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما الذي جناه العراق من صدام، وماذا جناه هو أيضا،
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» العراق بعد حكم صدام وزمن الاحتلال الامريكي
» العميل طوم دانيال الذي خدع القاعدة في العراق
» العميل طوم دانيال الذي خدع القاعدة في العراق
» صدام حسين.
» تفجير قبر صدام حسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جامع السعادات :: المنتدى العام :: العام-
انتقل الى: