:
ادلة اثبات وجود الصانع
توجد عدة ادله لاثبات وجود الصانع نبدأ باسطها وهو :
دلالة الاثر على المؤثر
ونبدأ بمقدمة :
لو راينا بناءا شاهقا ومتقنا وذا شكل مميز
فان العقل يحكم بوجود مهندس عالم وعمله متقن وجيد قد بناه وخطط له
( البعره تدل على البعير واثار الاقدام تدل على المسير,افسماء ذات ابرج وارض ذات فجاج لاتدلان على العلي القدير)
فهذا الدليل لكل انسان يملك فطرة سليمه بمجرد النظر الى هذا الكون وما فيه لابد ان يدرك وجود خالق عالم قدير قام بصنع هذا العالم
فهذا هو دليل الول وهو كما قلنا ابسط الادلة
الدليل الثاني : برهان الحدوث
من البراهين التي يستدل بها على إثبات وجود خالق الكون، برهان الحدوث
وقد استدل به إمام الموحدين علي (ع) على وجود الله سبحانه وأزليته في مواضع من كلماته وخطبه التوحيدية، منها قوله (ع): " الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد، ولا تراه النواظر، ولا تحجبه السواتر، الدال على قدمه بحدوث خلقه وبحدوث خلقه على وجوده
يعني أن حدوث العالم يدل على محدث له وهو الله تعالى، وإذا كان العالم بوصف كونه حادثا مخلوقا له تعالى، فهو قديم أزلي، وإلا كان حادثا واحتاج إلى محدث
الحدوث وصف للوجود باعتبار كونه مسبوقا بالعدم
وهو على قسمين: الأول: الحدوث الزماني وهو مسبوقية وجود الشئ بالعدم الزماني كمسبوقية اليوم بالعدم في أمس ومسبوقية حوادث اليوم بالعدم في أمس
والثاني: الحدوث الذاتي وهو مسبوقية وجود الشئ بالعدم في ذاته، كجميع الموجودات الممكنة التي لها الوجود بعلة
وبرهان الحدوث وهي أن الحياة في العالم المادي حادث، فليس بذاتي له
كما أن كل حادث لا بد له من محدث وخالق
وبذلك اثبتنا ان هذا العالم الحادث لابد له من محدث اوجدة ولابد له من علة اوجدته
الدليل الثالث :
هو برهان الامكان
تقرير هذا البرهان يتوقف على بيان أمور
الأمر الأول: تقسيم الموجود إلى الواجب والممكن، وذلك لأن الموجود إما أن يستدعي من صميم ذاته ضرورة وجوده ولزوم تحققه في الخارج، فهذا هو الواجب لذاته
وإما أن يكون متساوي النسبة إلى الوجود والعدم ولا يستدعي في حد ذاته أحدهما أبدا، وهو الممكن لذاته، كأفراد الإنسان وغيره.
الأمر الثاني: كل ممكن يحتاج إلى علة في وجوده، وهذا من البديهيات التي لا يرتاب فيها ذو مسكة، فإن العقل يحكم بالبداهة على أن ما لا يستدعي في حد ذاته الوجود، يتوقف وجوده على أمر آخر وهو العلة، وإلا فوجوده ناش من ذاته
الأمر الثالث: الدور ممتنع، وهو عبارة عن كون الشئ موجدا لثان وفي الوقت نفسه يكون الشئ الثاني موجدا لذاك الشئ الأول
الأمر الرابع: التسلسل محال، وهو عبارة عن اجتماع سلسلة من العلل والمعاليل الممكنة، مترتبة غير متناهية، ويكون الكل متسما بوصف الإمكان، بأن يتوقف (أ) على (ب) و(ب) على (ج) و(ج) على (د) وهكذا من دون أن تنتهي إلى علة ليست بممكنة ولا معلولة
إلى هنا تمت المقدمات التي يبتني عليها برهان الإمكان
لا شك أن صفحة الوجود مليئة بالموجودات الإمكانية، بدليل أنها توجد وتنعدم وتحدث وتفنى ويطرأ عليها التبدل والتغير، إلى غير ذلك من الحالات التي هي آيات الإمكان وسمات الافتقار.
وأمر وجودها لا يخلو عن الفروض التالية:
1) لا علة لوجودها، وهذا باطل بحكم المقدمة الثانية (كل ممكن يحتاج إلى علة).
2)البعض منها علة لبعض آخر وبالعكس، وهو محال بمقتضى المقدمة الثالثة (بطلان الدور).
3). بعضها معلول لبعض آخر وذلك البعض معلول لآخر من غير أن ينتهي إلى علة ليست بمعلول، وهو ممتنع بمقتضى المقدمة الرابعة (استحالة التسلسل).
4)وراء تلك الموجودات الإمكانية علة ليست بمعلولة بل يكون واجب الوجود لذاته وهو المطلوب
فاتضح أنه لا يصح تفسير النظام الكوني إلا بالقول بانتهاء الممكنات إلى الواجب لذاته القائم بنفسه، فهذه الصورة هي التي يصححها العقل ويعدها خالية عن الإشكال، وأما الصور الباقية، فكلها تستلزم المحال
برهان الإمكان في الذكر الحكيم
وقد أشير في الذكر الحكيم إلى شقوق برهان الإمكان، فإلى أن حقيقة الممكن حقيقة مفتقرة لا تملك لنفسها وجودا وتحققا ولا أي شئ آخر أشار بقوله: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)
السبت مارس 21, 2015 11:31 am