الامراض والجنس:
وبسبب انهيار العلاقة الطبيعية المشروعة بين الرجل والمرأة،وانتشار الزنا والدعارة والبغاء والشذوذ الجنسي،انتشرت الامراض الجنسية؛كالسيلان والزهري والايدز..واصبحت تهدد الحياة البشرية كما تهددها الاسلحة الجرثومية والكيمياوية والذرية،وأسلحة الفتك والدمار الاخرى.فقد أفادت تقارير منظمة الصحة الدولية أن عدد حاملي جرثومة الايدز في العالم يتراوح بين (5) إلى (10) ملايين، وان الرقم مرشح لان يصل الى (100) أو (200) مليون ما لم تتخذ الاجراءات اللازمة *10 .ويذكر تقرير لاحد العلماء في جامعة بوستن أن: (في المدة ما بين 2 الى 5 سنوات القادمة، فان مرض الايدز سيكون السبب البارز لموت الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 20 الى 29 سنة)*11 .
الانهيار النفسي والمخدرات :
ونتيجة للضياع والمعاناة والتشرد والحالات النفسية والعصبية المرضية فقد لجأ هذا الانسان التعيس الى السكر والمخدرات للتخلص من واقعة السيّى .. ولا يخفى ما في المخدرات من مأساة وكارثة أخرى للانسان... فاللاجىء الي المخدرات كالمستجير من الرمضاء بالنار، كما يقول المثل العربي.ان الاحصائيات تفيد أن (50) مليون انسان مدمن على الخمر في روسيا .. وقد أوضح الرئيس الروسي السابق غورباتشوف من اسباب ضعف الانتاج وتقهقره في روسيا هو الادمان على الخمر.ويفيد تقرير آخر أن عدد المدمنين على مخدر الكوكائين في الولايات المتحدة الامريكية قد بلغ (5,8) مليون عام 1985 م *12.ويفيد تقرير آخر أن (60%) من حوادث الطّرقات، و(40%) من حالات الطلاق سببها الخمرة *13.كما يفيد تقرير أنّ (25,524) شخصاً قد ماتوا منتحرين في اليابان عام 1986م *18.
وهكذا تحدّثنا الأرقام والاحصائيات عن مأساة البشرية، ومحنة الانسان الاقتصادية والنفسية والصحية والاجتماعية والأمنية .. الخ، بالاضافة إلى معاناته من الظلم والاضطهاد السياسي القائم على أساس الطبقية والعنصرية، وصراعات المصالح المادية، وأمثالها.واذا عجزت كل المنجزات المادية الضخمة في مجال التصنيع والانتاج المادي والمتعة واللذة المادية عن معالجة مشكلة الانسان، وتحقيق الأمن والسعادة والسلام، فعلينا اذن أن نبحث عن طريق السعادة والأمن والسلام النفسي والاجتماعي في غير الحياة المادية وفلسفاتها التي جرّت علينا الألم والعذاب .. فإنّ مشكلة الانسان الحقيقية هي أنّه فقد الايمان بالله تعالى واختار المبادئ والافكار التي لا تنسجم مع الوجود والكون والفطرة الانسانية، فعانى ما عانى من الشقاء..
اذن لنبحث عن طريق السعادة الحقيقية..