منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البحث عن السعادة الازليه (الكمال)
 
الترحيبالرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 من محاسن اللسان 40

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باب السلام
عضو في منتهى الخيال
عضو في منتهى الخيال
باب السلام


دولة : العراق
رقم العضوية : 33
تاريخ التسجيل : 07/01/2010
الإقامة : بغداد
الجنس : ذكر

المشاركات : 567
العمل/ : كاسب
السٌّمعَة : 0
نقاط : 17775
الاوسمه : وسام المشرف

من محاسن اللسان 40 Empty
مُساهمةموضوع: من محاسن اللسان 40   من محاسن اللسان 40 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 12, 2014 1:38 am

:








من محاسن اللسان


اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم


الدرس 40


2 ـ قراءة القرآن والأذكار والصلوات : 


ذكر الله عز وجل :


اللهمّ أشغلنا بذكرك وأعذنا من سخطك وأجرنا من عذابك وارزقنا من مواهبك وأنعم علينا من فضلك وارزقنا حجّ بيتك وزيارة قبر نبيّك صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليه وعلى أهل بيته إنّك قريب مجيب، وارزقنا عملاً بطاعتك وتوفّنا على ملّتك وسُنّة نبيّك صلى الله عليه وآله وسلم .


قال تعالى : الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب .


قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تُلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون .


قال لقمان لابنه : يا بني اختر المجالس على عينيك، فإن رأيت قوماً يذكرون الله عز وجل فاجلس معهم فإنك إن تك عالماً ينفعك علمك ويزيدون علماً، وإن كنت جاهلاً علموك، ولعل الله أن يصلهم برحمة فتعمك معهم، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فإنك إن تك عالماً لا ينفعك علمك، وإن تك جاهلاً يزيدونك جهلاً، ولعل الله أن يصلهم بعقوبة فتعمك معهم .


عن النبي (ص) : إن الله أمرني أن يكون نطقي ذكراً وصَمتي فكراً ونظري عبرة .


وعن الإمام علي (ع) : الذكر لذّة المحبين وقال : الذكر مجالسة المحبوب .


وعن الإمام زين العابدين (ع) : في دعاءه : واستغفرك من كلّ لذّة بغير ذكرك ومن كل راحة بغير أُنسك ومن كل سرور بغير قربك ومن كل شغل بغير طاعتك .


من دعاء علي (ع) : أسئلك بحقك وقدسيك وأعظم صفاتك وأسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة .


دعاء علّمه النبي (ص) : للإمام علي (ع) : اللهم إفتح مسامع قلبي لذكرك وارزقني طاعتك وطاعة رسولك وعملاً بكتابك .


ذكر الله من صفات المؤمنين :


قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا أذكروا الله ذكراً كثيراً وسبَحوه بكرةً وأصيلا .


عن الإمام علي (ع) : ذكر الله شيمة المتقين .


وقال علي (عليه السلام) : ذكر الله سجيّة كل محسن وشيمة كل مؤمن .


خير الأعمال وأزكاها :


عن النبي (ص) : ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من الدينا والدرهم وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتقتلونهم ويقتلونكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : ذكر الله عز وجل .


عن النبي (ص) : عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيراً فإنه ذكرٌ لك في السماء ونور في الأرض .


قيل للنبي (ص) : من أكرم الخلق على الله ؟ قال : أكثرهم ذكراً لله وأعملهم بطاعته .


عن النبي (ص) : الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين .


عن الإمام الصادق (ع) : إن الصاعقة لا تصيب ذاكراً لله عزّ وجل .


عن النبي (ص) : إن موسى بن عمران (ع) لمّا ناجى ربه عز وجل قال : يارب أبعيد أنت فأناديك أم قريب فأناجيك ؟ فأوحى الله جل جلاله : أنا جليس من ذكرني .


عنهم (عليهم السلام) : إن في الجنة قيعانا فإذا أخذ الذاكر أخذت الملائكة في غرس الأشجار فربما وقف بعض الملائكة فيقال له : لم وقفت ؟ فيقول : إن صاحبي قد فتر يعني عن الذكر . (البحار ج93)


من ثمرات الذكر :


عن النبي (ص) : بذكر الله تحيى القلوب وبنسيانه موتها .


عن النبي (ص) : عليكم بذكر الله فإنه شفاء ...


 في الحديث القدسي : إيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته، وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه .


الإمام علي (عليه السلام) :  من عمر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السر والجهر .


الإمام علي (عليه السلام) : مداومة الذكر قوت الأرواح ومفتاح الصلاح .


الإمام علي (عليه السلام) : اذكروا الله ذكراً خالصاً تحيوا به أفضل الحياة وتسلكوا به طرق النجاة .


الإمام علي (عليه السلام) : في الذكر حياة القلوب .


 وعنه (عليه السلام) : من ذكر الله سبحانه أحيا الله قلبه ونور عقله ولبه . 


عنه (عليه السلام) : الذكر نور العقول، وحياة النفوس، وجلاء الصدور 


رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بذكر الله تحيا القلوب، وبنسيانه موتها . 


 الإمام علي (عليه السلام) : ذكر الله قوت النفوس ومجالسة المحبوب .


عنه (عليه السلام) : مداومة الذكر قوت الأرواح .


أكثروا الذكر في الأماكن التالية :


1ـ عند دخول الأسواق :


عن الإمام عليّ (عليه السلام) : أكثروا ذكر الله عزَّ وجلَّ إذا دخلتم الأسواق عند اشتغال الناس، فإنّه كفّارة للذنوب وزيادة في الحسنات، ولا تُكتبوا في الغافلين .


وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من ذكر الله في السوق مخلصاً عند غفلة الناس وشغلهم بما فيه كتب الله له ألف حسنة ويغفر الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر .


2ـ عند الغضب :


قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه: ابن آدم، اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق .


3ـ في الخلوات وعند اللّذّات :


 قال الإمام الباقر (عليه السلام) : في التوراة مكتوب:... يا موسى... اذكرني في خلواتك وعند سرور لذّاتك أذكرك عند غفلاتك .


 وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : شيعتنا الّذين إذا خلوا ذكروا الله كثيراً .


4ـ في الحرب :


عن الإمام عليّ (عليه السلام) : إذا لقيتم عدوّكم في الحرب فأقلّوا الكلام واذكر الله عزَّ وجلَّ .


عند المصيبة وعند أماكن الحرام :


عن الإمام عليّ (عليه السلام) : الذكر ذكران : ذكر عند المصيبة حسن جميل وأفضل من ذلك ذكر الله ما حرّم الله فيكون ذلك حاجزاً .


حقيقة الذكر :


1ـ طاعة لله عز وجل :


قال رسول الله (ص) : مَن أطاع الله فقد ذكر الله ، وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته ، ومَن عصى الله فقد نسي الله ، وإن كثُرت صلاته وصيامه وتلاوته .


2ـ عن الإمام الرضا (ع) : من ذكر الله ولم يستبق إلى لقائه فقد استهزء بنفسه .


ما يلهي عن ذكر الله :


عن الإمام الرضا (ع ) : كلّما ألهي عن ذكر الله فهو من الميسر .


عن الإمام علي (ع ) : كلّما ألهي عن ذكر الله فهو من إبليس .


عن الإمام علي (ع ) : ليس في الجوارح أقلّ شكراً من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله .


عن الإمام علي (ع) : ليس في المعاصي أشدّ إتّباع من الشّهوة فلا تطيعوها فتشغلكم عن ذكر الله .


عن الإمام علي (ع) : من اشتغل بذكر الناس قطعه الله سبحانه عن ذكره .


عن الإمام زين العابدين (ع) : إن قسوة البطنة وفترة الميلة وسكر الشبع وغرّة الملك مما يثبط ويبطئ عن العمل وينسي الذكر .


فيما ناجى الله تعالى موسى : ...ياموسى لا تنسني على كل حال ولا تفرح بكثرة المال فإن نسياني يقسي القلوب ومع كثرة المال كثرة الذنوب .


أنواع الذكر :


الاذكار كثيرة كالتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير وأسماء الله وقول لا حول ولا قوة إلا بالله وغير ذلك .


روي أن : ذكر اللسان الحمد والثناء وذكر النفس الجهد والعناء وذكر الروح الخوف والرجاء وذكر القلب الصدق والصّفاء وذكر العقل التعظيم والحياء وذكر المعرفة التسليم والرضا وذكر السر الرؤية واللقاء .


عن الإمام علي (ع) : سامع ذكر الله ذاكر .


خير الذكر :


عن النبي (ص) : خير الذكر الخفي .


وقيل : الذكر النافع هو : الذكر الدائم هو الذكر على الدوام أو في أكثر الأوقات مع حضور القلب وفراغ البال والتوجه الكلي إلى الخالق المتعال حتى يتمكن المذكور وهو الله في القلب وتتجلّى عظمته الباهرة عليه وينشرح الصدر بشروق نوره عليه .


أول وآخر الذكر :


1ـ في البداية الإنسان أن يحاول توجيه قلبه ولسانه إلى ذكر الله عز وجل ويبعد عنه الوسواس وفضول الكلام فمن أكثر من ذكر شيء وإن كان تكلفاً أحبه .


2ـ يحاول الإستمرار في ذلك العمل والتعّود عليه فإذا نجح في ذلك فإنه سوف يشعر بلأنس والسعادة عند ذكر الله ويشعر بالحب ينغرس في قلبه ومن أحب شيئاً أكثر من ذكره .


ويقال : هي النفس ما عوّدتها تتعوّد .


وقال أحدهم : كاءدت القرآن عشرين سنة ثمّ تنعّمت به عشرين سنة .


3ـ وإذا حصل الأنس بالله إنقطع عن غير الله ولا يفارق الذكر إلا عند الموت .


ما بين الليل والنهار :


عن الإمام زين العابدين (ع) : ن بين الليل والنهار روضة يرتع في رياضها الأبرار، ويتنعم في حدائقها المتقون، فادأبوا رحمكم الله في سهر هذا الليل بتلاوة القرآن في صدره، وبالتضرع والاستغفار في آخره، وإذا ورد النهار فأحسنوا قراه بترك التعرض لما يرد لكم من محقرات الذنوب فإنها مشرفة بكم على قباح العيوب، وكأن الرحلة قد أظلتكم، وكأن الحادي قد حدا بكم، جعلنا وإياكم من أغبطه فهمه، ونفعه علمه... .


مواصلة ذكر الله تعالى : 
إن لكل مبدأ قاعدة ينطلق أتباعه منها، ويرجعون إليها، ويستمدون العون منها . ولما كان الإيمان بالله هو قطب الرحى في التصور الإسلامي مبدأ وحركة ومعاداً، بل كل شيء يتعلق بحياة الإنسان، وتقرير مصيره في الدنيا والآخرة، وهذا هو مدلول الشعار الإسلامي: ((إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)) (البقرة:156) فقد سمع أمير المؤمنين (ع) رجلاً يتلفظ بهذا الشعار، فقال (ع): (إن قولنا: [إنا لله] إقرار على أنفسنا بالملك، وقولنا: [ وإنا إليه راجعون ] إقرار على أنفسنا بالهلك) 
ومادام الإنسان معرضاً للغفلة والنسيان، وهما من أهم أسباب الزلل والانحراف عن جادة الحق؛ لذا يجب على المؤمن أن يواصل ذكر الله بطاعته يقول رسول الله (ص): (من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته، وصيامه، وتلاوة القرآن، ومن عصى الله فقد نسى الله، وأن كثرت صلاته، وصيامه، وتلاوته للقرآن) 
يقول العلامة الطباطبائي معلقاً على الحديث: (في الحديث إشارة إلى أن المعصية لا تتحقق من العبد إلا بالغفلة، والنسيان، فإن الإنسان لو ذكر ما حقيقة معصيته، وما لها من الأثر لم يقدم على معصيته) ومن هنا كانت مواصلة الذكر حصانة ومناعة تجعل المؤمن في يقظة وحذر وانتباه يمنعه من الوقوع في المخالفات الشرعية. إذن الذكر الدائم عامل مهم، بل من أهم العوامل التي تؤدي إلى الاستقامة المبدئية، وحينئذ يكون الإنسان في شعور دائم بأنه بعين الله، وأن الله معه، هو دليله، ومعينه، وكافيه؛ ولهذا جاء البرنامج العبادي في الإسلام رابطاً للإنسان المؤمن بالله عز وجلّ في كل حالة من حالاته ؛ لئلا يتعرض للانحراف ولأجل هذا نجد في سيرة الرسول (ص) وسيرة أهل بيته المعصومين (ع) لكل حالة ذكراً خاص، وما من وضع خاص من أوضاع الإنسان سواء كان حركةً، أو سكوناً إلا ولها ذكر خاص من نوم، أو أكل، أو لقاء، أو مجلس عام، أو خاص، أو حرب أو سلم، أو شدة، أو رخاء، ولعل هذا هو مدلول قوله تعالى: ((فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ)) (النساء:103) وهو كناية عن الذكر المستوعِب لجميع الأحوال كما وصف تعالى عباده الذاكرين ((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ)) (آل عمران:191) وقد روي عن رسول الله (ص) إنه كان يذكر الله في كل أحواله، ولا يقوم ولا يقعد إلا على ذكر الله، وعن أم سلمة، قالت: (كان رسول الله (ص) بآخره [بآخر أمره] لا يقوم، ولا يقعد، ولا يجيء، ولا يذهب إلا قال: سبحان الله وبحمده، استغفر الله ، وأتوب إليه، فسألناه عن ذلك فقال: إني أُمرت بها، ثم قرأ: ((إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)) ) 
إن استمرارية الذكر تحفظ الإنسان من الزيغ، والانحراف، والزلل لأن الذكر استحضار لرقابة الله ومعيته، ولا يمكن لمن يعيش الرقابة الإلهية أن ينحرف عن جادة الصواب، وبهذا تتحقق الاستقامة على خط الإيمان ... فالصلاة اليومية، وصلاة الجمعة، والعيدين وغيرها من الصلوات الواجبة والمستحية محطات أمان من الغفلة والنسيان، ولذا كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر، بل اعتُبِرت مواصلة الذكر صلاة، وهو أبلغ تعبير عن أهمية الذكر في استقامة حياة الإنسان الإيمانية فعن الإمام الباقر (ع): (لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله قائماً كان، أو جالساً، أو مضطجعاً،إن الله تعالى يقول: ((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ)) ) 
وليست الصلاة وحدها ذكراً، بل إن الصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها فرائض تشد الإنسان إلى خالقه إذا لاحظنا الشرط الأساسي فيها وهو: (نية التقرب إلى الله تعالى) حيث لا يُقبل أي عمل بدونها، بل يجب أن تؤدى خالصة لله وبلا ضميمة أخرى إليها. وبإجماع الفقهاء أن الإنسان إذا أدخل معها أي ضميمة أخرى أو قصد آخر، فقد فَقَدَ العمل قيمته العبادية مهما كان كبيراً، ولو بمستوى بذل النفس؛ لأن الأصل في الإسلام: أن قيمة العمل تنشأ من الدوافع التي ينطلق منها العامل لا من المنافع التي ينتجها العمل روي عن النبي (ص) أنه قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) 
ولم يقتصر الإسلام في مسألة الذكر على الفرائض اليومية المعروفة بل شمل جميع شؤون الإنسان الأخرى؛ ليكون ذكر الله تعالى عنصراً فعالاً في تربيته، وبناء شخصيته؛ ولهذا نرى أن الذكر يواكبه من مبدأ تكوينه حين يوضع نطفة في رحم أمه، حيث يسمي الواضع حين الوضع باسم الله، ومروراً بيوم ولادته، حيث يُؤَذن بإذنه اليمنى، ويُقام في اليسرى، وانتهاء برحيله عن هذه الدنيا، حيث يخاطَب (يلقن) - من باب مخاطبة الروح للروح - بأسس الإسلام العظيم: الله ، الرسول، القرآن، الإمام، القبلة، القيامة في آخر محطة يفارق فيها الدنيا، ويحل في الآخرة. ولا يقتصر الذكر على اللسان والقلب، بل يشمل جميع جوارح الإنسان، وجوانحه كما ورد عن بعض الصالحين: أن (الذكر مقسوم على سبعة أعضاء: اللسان، والروح، والنفس، والعقل، والمعرفة والسر، والقلب. وكل واحد منها يحتاج إلى الاستقامة، فأما استقامة اللسان فصدق الإقرار ، واستقامة الروح صدق الاستغفار، واستقامة القلب صدق الاعتذار، واستقامة العقل صدق الاعتبار، واستقامة المعرفة صدق الافتخار، واستقامة السر السرور بعالم الأسرار واستقامة القلب صدق اليقين ، ومعرفة الجبار، فذكر اللسان الحمد والثناء، وذكر النفس الجهد والعناء، وذكر الروح الخوف والرجاء ، وذكر القلب الصدق والصفاء، وذكر العقل التعظيم والحياء، وذكر المعرفة التسليم والرضاء وذكر السر على رؤية اللقاء) 
وتتجلى حقيقة شمول الذكر لجميع جوارح الإنسان، وجوانحه بشكل أدق وأوضح في رسالة الحقوق للإمام السجاد (ع) الذي جعل على كل جارحة وجانحة حقاً، وما هذا الحق إلا ذكر الله تعالى؛ لان في إخضاعها لأحكام الله وتسخيرها لخدمته أعظم الذكر، وهو الذكر العملي. 
والذكر عملية متبادلة بين الذاكر وربه، وهذا عامل دفع قوي؛ لمواصلة الذكر، يقول تعالى: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)) (البقرة:152) 
وذكر الله للإنسان يعني شموله بلطفه له تعالى، وعنايته به، وقربه منه ورضوانه عنه، وإدخاله في فيض رحمته، وإنزال السّكينة عليه، وإفاضة البركات عليه، وإلزامه كلمة التقوى التي تعتبر العمود الفقري للاستقامة المبدئية في خط الإسلام العزيز أرواحنا فداه ... وقد أكدت الروايات المستفيضة على عملية التبادل هذه في الذكر بين العبد وربه، فعن أبي عبد الله (ع) قال: (قال الله تعالى: ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، ابن آدم اذكرني في الخلاء أذكرك في خلاء، ابن آدم اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من ملئك، وقال: ما من عبد يذكر الله في ملأ من الناس إلا ذكره الله في ملأ من الملائكة) 
والذكر بعد ذلك عملية انفتاح عقلي، وروحي، ونفسي لبصيرة الإنسان على الله تبارك وتعالى حتى يصبح الذاكر لا يرى شيئاً إلا ويرى الله قبله، وفيه وبعده، ثم هو استمطار للألطاف الإلهية ببذل الطاقة النفسية، وعملية الذكر هذه تحتاج إلى الجهد، والعناء والخوف، والرجاء، والصدق، والصفاء؛ ولهذا فليس الذكر مجرد حركة اللسان، بل هو فيض يطفح فيه القلب فيجري على اللسان ، وإدراك في العقل يحكم الجوارح، ويضعها على الصراط السوي. وهذا ما أكدته وصية رسول الله (ص) لعلي (ع): (يا علي ثلاث لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه، وذكر الله على كل حال، وليس هو سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولكن إذا ورد على ما يحرم الله عليه خاف الله عنده وتركه) 
وعن أبي عبد الله (ع): (ما ابتلي المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها. قيل: وما هي؟ قال: المواساة في ذات الله ، والإنصاف من نفسه في ذات يده، وذكر الله كثيراً، أما إني لا أقول لكم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولكن ذكر الله عندما أحل، وذكر الله عندما حرم عليه) 
ومن هنا نفهم أن الذكر أشمل وأعم من الألفاظ، بل هو استذكار واستحضار لأوامر الله تعالى لعبده، وإحساس العبد بحضوره، وهيمنته عز وجل وشعوره بالمسؤولية أمامه، وكلما تنامى هذا الإحساس والشعور دفع العبد إلى امتثال أوامر الله؛ لتحكيم إرادته تعالى في الفكر ، والعاطفة، والسلوك … وحينئذ يتحول ذكر الله إلى قوة نفسية دافعة نحو الطاعة، ومانعة عن المعصية، فهو قول يتحول إلى عمل، وإحساس يتحول إلى حركة في طريق الكدح إلى الله؛ لنيل رضاه تعالى . 
وخلاصة القول: إن الذكر الذي يحقق الاستقامة عند الإنسان ليس الذكر اللساني، وترديد بعض الأذكار والأوراد المعروفة من قبيل التسبيح والتحميد والتكبير، والتهليل فقط، وإنما إذا كان جريانها على اللسان نتيجة عمق الشعور بالهيمنة الإلهية على حياة الإنسان؛ فالذاكر يتحرك ضمن كل أمر أًمرَ الله به ويتوقف عند كل نقطة منع الله تعالى الولوج فيها، وبذلك يمتزج الإحساس الروحي بالقول اللساني؛ ليصبح قوة جبارة تمنح الإنسان الطاقة، والحركة والثبات، والاستمرار في مقاومة التيارات المعاكسة لخط الإيمان بدون وهن، ولا ضعف، ولا استكانة، وهذا هو سلاح الربانيين كما وصفهم الله تعالى: ((وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إَِّلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) (آل عمران: 146-147) 


ومن قصص الذكر 


1ـ النبي موسى (ع) مع الطائر الذي يذكر الله :


في الرواية أنّ موسى عليه السلام قال يوماً: يا ربّ أُريد أن أرى خالص خلقك الّذي لا يُشغل بغيرك، فقال تعالى له: أخرج إلى ساحل البحر الفلانيّ، فخرج موسى إلى البحر فرأى طيراً على غصن شجرة مائل إلى البحر مشغولاً بذكر الربّ، فسأله موسى عن حاله.
فقال الطير: منذ خلقني الله كنت هنا مشغولاً بذكره، أذكره كلّ يوم كيت وكيت ذكراً ينشعب من كلّ ذكر ألف ذكر، وقوّتي هنا من لذّة ذكره تعالى.
فقال له موسى: افتمنّيت من الدنيا شيئاً قطّ.
قال: لا يا موسى ولكن في قلبي منية واحدة.
قال موسى: ما هي؟
قال الطير: أن أشرب من ماء هذا البحر قطرة. 
فتعجّب موسى من قوله، وقال: أيّها الطير ليس بين منقارك وبين الماء مسافة لِمَ لم تضربه على الماء؟
قال الطير: أخاف أن تمنعني لذّته لذة ذكر ربّي، وأن يُشغلني عن ذكره تعالى هذه اللحظة.
فضرب موسى يده على رأسه تعجّباً .


2ـ كيف أنام وكل شيء يسبّح لله عز وجل :


سافر أحدهم مع آخر وكان ولياً من أولياء الله ، وفي الطريق إختارا مكاناً ليناما فيه ، وبعد أن نام الرجل جلس في منتصف الليل ليشاهد صاحبه يسبّح ويذكر الله عزو جل ، فقال له : ألا تستريح قليلاً فأجابه صاحبه : كيف أنام وكل شيء يذكر الله وكشف للرجل فرأى وسمع كل شيء يذكر الله ويسبّحه . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من محاسن اللسان 40
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من محاسن اللسان 38
» من محاسن اللسان 39
» من محاسن اللسان 41
» من محاسن اللسان 42
» من محاسن اللسان 43

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جامع السعادات :: المنتدى الاسلامي :: المكتبة الاسلامية للكتب و الدروس الاسلامية-
انتقل الى: