:
من محاسن اللسان
اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
الدرس 42
4 ـ الإصلاح بين الناس والنصيحة والموعظة للآخرين :
ومن محاسن اللّسان الإصلاح بين بني الإنسان ونصحهم وإرشادهم إلى كل ما فيه أمان من شر الشيطان ووعظهم لما فيه الخير ودخول الجنان والفوز بالرضوان .
والاصلاح بين الناس هو التقريب بين الناس وازالة ما بينهم من عداوه وقطيعه وارجاع الموده بينهم .
يقول الله تعالى : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم .
وقال تعالى : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً .
وقال تعالى : إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم .
وقال رسول الله (ص) : ما عمل إمرؤ عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاح بين الناس يقول خيراً وينمي خيراً .
وقال رسول الله (ص) : إصلاح ذات البين إفضل من عامة الصلاة والصوم .
(الصلاة المستحبة والصيام المستحب)
عن الإمام الصادق (ع) : صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقريب بينهم إذا تباعدوا .
وعن الإمام الصادق (ع) : إن المصلح ليس بكاذب .
(أي أنه إذا نقل المصلح كلاماً من أحد الجانبين إلى الاخر لم يقله وعلم رضاه به أو ذكر فعلاً لم يفعله للإصلاح فهذا ليس من الكذب المحرّم بل هو حسن وقيل إنه لا يسمى كذباً بل إصلاحاً) .
النصيحة:
وهي إرادة بقاء نعمة الله للمسلمين وكراهه وصول الشر إليهم وإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم وخيرهم ومصلحتهم وغاية النصيحة أن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه .
وفي النصيحة الخير الكثير للناصح حيث يحصل على الثواب العظيم من الخالق الكريم ويشعر بالراحة النفسية لأنه يؤدي واجباً مهماً ويحبه الناس ويمدحه القريب والبعيد . ومن الأعمال المحبوبة لله عز وجل .
وفي القرآن الكثير من النصائح للناس :
قال تعالى : وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم .
قال رسول الله (ص) : إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه .
وعن الإمام علي (ع) : من حذّرك كمن بشّرك .
عن الإمام علي (ع) : النصيحة من أخلاق الكرام .
وعن الإمام علي (ع) : لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا يحبون الناصحين .
وعن الإمام الصادق (ع) : عليكم بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه .
وعن الإمام الصادق (ع) : لا يستغني المؤمن عن خصلة وبه الحاجة إلى ثلاث خصال : توفيق من الله عز وجل وواعظ من نفسه وقبولٌ ممن ينصحه .
وعن أمير المؤمنين (ع) : مناصحك مشفقٌ عليك محسنٌ إليك ناظرٌ في عواقبك مستدرك فوارطك ففي طاعته رشادك وفي مخالفته فسادك .
وعن رسول الله (ص) : أما علامة الناصح فأربعة : يقضي بالحق ويعطي الحق من نفسه ويرضى للناس ما يرضاه لنفسه ولا يعتدي على أحد .
متى تنفع الموعظة :
يقول جامع إرشاد القلوب : إن الموعظة لا تنجح فيمن لا زاجر له ولا واعظ من نفسه وما وهب الله تعالى لعبده هبة أنفع له من زاجر من نفسه وقلّ أن تنجح الموعظة في أهل التجبّر والتكبّر ... .
بني أوصيك :
لفضيلة العلامة الشيخ ميرزا محمد الخليلي حفظه الله .
مقطوعة شعرية يوصي فيها ولده :
بني أوصيك نلت العز والرشدا
وصية بر فيها الوالد الولدا
فكر تجد سبل الغايات واضحة
فالفكر إن لم يجد تنبيه رقدا
واعمل ولا تنكل إن رمت نيل منى
فالذهن إن لم يجد تحريكة خمدا
كن ابن من شئت لا تنظر إلى سلف
وهذّب النفس بالعرفان والجسدا
وامسك بدينك واعلم أن خالقنا
ما كان أنشأ هذي الكائنات سدى
وافخر بدين الهدى إذ صرت متبعاً
لخير دين به الرحمن قد عُبِدا
وحسّن الزرع في الدنيا لتحصده
غداً بدار بها قد فاز من حصدا
فليس بالعاقل المرموق من ترك
العقبى لدنيا جناحها ضنى وردى
وإنما الكيس الفذ الذي جمع
الدنيا إلى الدين عن عقل له وهدى
وتابع المصطفى دنياً وآخرةً
وآله عدّة أعظم بهم عددا
فأحمد خاتم الرسول الأولى سبقوا
ودينه خاتم الأديان معتقدا
فاسمع مقالي واعمل في نصائحه
فعامل الخير مجزى بما اعتقدا
ثق أن للكون رباً جل عن شبه
وعن شريك له من خلقه أحدا
قد أرسل الرسل فضلا ثم أعقبهم
لطفاً أئمة إصلاح لنا وهدى
لا يظلم الناس عدلا منه حين هدى
النجدين من طلب الأخرى ومن جحدا
فمن يمت عاصياً يوم الميعاد هوى
ومن يمت مؤمناً يوم الجزا سعدا
هذي أصول بها الإيمان يكمل و
الفروع عشر سيأتي ذكرها عددا
صوم صلاة زكاة حج من بلغ
استطاعة مرة في العمر قد وردا
والخمس يعطى لأبناء النبي من
المثرين إن ربحوا أو مغنم وجدا
ثم الجهاد لنشر الدين إن وجد
الإمام أو نائب إن رام صد عدا
والنهي عن منكر في الدين جاء و
بالمعروف أمر لوجه الله قد قصدا
وأن توالي أهل البيت متخذاً
ولا هم جنة تطفي بها الوقدا
وأن تعادي من عاداهم وترى
ذاك الولا والعدا أجر النبي غدا
وهم علي ونجلاه وبعدهم
السجاد والباقر السامي علاً وندى
وجعفر الصادق الأقوال مذهبنا
وكاظم الغيظ موسى غوث من وفدا
ثم العلي الرضا ثم الجواد محمد
ومن بعده الهادي العلي هدى
وبعده العسكري المجتبى حسن
والقائم المرتجى أعظم بهم سندا
من يملأ الأرض عدلاً بعدما مُلئت
جوراً ويغمرها من فيضه رشدا
هم أئمتنا المفروض طاعتهم
وفي رقاب البرايا ودّهم عقدا
فما السعيد سوى من نال ودهم
وما الشقي سوى من فضلهم جحدا
ثم اعتقد أن ما بعد الحياة لنا
موت يقين وقبر يكفل الجسدا
وعالم البرزخ الموعود بعدهما
لابد يأتي وحق كل ما وعدا
والنشر والحشر في يوم الحساب غداً
حتم على كل من في قبره لحدا
لتأخذ الناس أجر السالفات من
الأعمال منهم وحاشا أن تروح سدى
والكوثر العذب يسقى منه كل فتى
لله في حب آل البيت مدّ يدا
وهم لمن رضيَ الرحمن عنه غداً
يستشفعون ومن تقبل له خلدا
ولن يجوز غداً فوق السراط سوى
من كان في كفه صك له شهدا
بأنه من علي وهو تابعه
ومن سيعطاه يعطى الخلد والرغدا
هذي وصاياي فاحفظها وكن رجلاً
مهذباً لصنوف الخير قد قصدا
الخميس أكتوبر 16, 2014 10:19 pm