منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البحث عن السعادة الازليه (الكمال)
 
الترحيبالرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 من محاسن اللسان 43

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باب السلام
عضو في منتهى الخيال
عضو في منتهى الخيال
باب السلام


دولة : العراق
رقم العضوية : 33
تاريخ التسجيل : 07/01/2010
الإقامة : بغداد
الجنس : ذكر

المشاركات : 567
العمل/ : كاسب
السٌّمعَة : 0
نقاط : 17778
الاوسمه : وسام المشرف

من محاسن اللسان 43 Empty
مُساهمةموضوع: من محاسن اللسان 43   من محاسن اللسان 43 Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 21, 2014 9:52 pm

من محاسن اللسان


اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم


الدرس 43


4 ـ الإصلاح بين الناس والنصيحة والموعظة للآخرين : 


ومن قصص النصيحة :


1ـ حجة الله في المحلة :


قال معاوية بن عمار : سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول إن الرجل منكم ليكون في المحلة فيحتج الله عزوجل يوم القيامة على جيرانه [به] فيقال لهم: ألم يكن فلانا بينكم، ألم تسمعوا كلامه، ألم تسمعوا بكاء‌ه في الليل، فيكون حجة الله عليهم .


2ـ أقرأ هذه النصيحة :


قام أبو ذر - رحمه الله - عند الكعبة فقال : أنا جندب بن سكن ، فاكتنفه الناس فقال : 
لو أنّ أحدكم أراد سفرا لاتخذ فيه من الزاد ما يُصلحه ، فسفرُ يوم القيامة أما تريدون فيه ما يصلحكم ؟!..فقام إليه رجل فقال : أرشدْنا ، فقال : 
صم يوما شديد الحر للنشور ، وحجّ حجة لعظائم الأمور ، وصلّ ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور ، كلمة تخير تقولها ، وكلمة شر تسكت عنها ، أو صدقة منك على مسكين لعلك تنجو بها ، يا مسكين من يوم عسير ، اجعل الدنيا درهمين : 
درهما أنفقته على عيالك ، ودرهما قدمته لآخرتك ، والثالث يضرّ ولا ينفع فلا تردّه ، اجعل الدنيا كلمتين : 
كلمة في طلب الحلال ، وكلمة للآخرة ، والثالثة تضرّ ولا تنفع لا تردّها ، ثم قال : قتلني همُّ يوم لا أدركه .


3ـ وصية أبينا آدم :


أوصى آدم إبنه شيت عليه السلام بوصايا وقال له : إعمل بها وأوص بها بنيك من بعدك، أولها : لا تركنوا إلى الدنيا الفانية، فاني ركنت إلى الجنة الباقية، فما صحت لي، وأُخرجت منها.
الثانية : لا تعملوا برأي نسائكم، فإني عملت يهوى امرأتي، وأصابتني الندامة.
الثالثة : إذا عزمتم على أمر، فانظروا إلى عواقبه، فإني لو نظرت في عاقبة أمري لم يصبني ما أصابني.
الرابعة : إذا نفرت قلوبكم من شيء فاجتنبوه، فإني حين دنوت من الشجرة لأتناول منها نفر قلبي، فلو كنت امتنعت من الأكل ما أصابني ما أصابني .


4ـ إن هلكت فبذنوبك :


وكان فيها وعظ به لقمان إبنه :


يا بني انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة، فدار انت اليها تسير أقرب من دار أنت عنها متباعد.
يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، ولا تجادلهم فيمنعوك وخذ من الدنيا بلاغاً، ولا ترفضها فتكون عيالاً على الناس، ولا تدخل فيها دخولاً يضر بآخرتك، وصم صوماً يقطع شهوتك، ولا تصم صوماً يمنعك من الصلاة فإن الصلاة أحب الى الله من الصيام.
يا بني أن الدنيا بحر عميق، قد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فها الإيمان، واجعل شراعها التوكل، واجعل زادك فيها تقوى الله، فإن نجوت فبرحمة الله، وان هلكت فبذنوبك.
يا بني أن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً .
ا بني خف الله خوفاً لو أتيت القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك، وارج الله رجاءً لو وافيت القيامة بإثم الثقلين رجوت أن يغفر الله لك.
فقال له ابنه: يا أبة وكيف أطيق هذا وإنما لي قلب واحد؟
فقال له لقمان: يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نورين: نور للخوف، ونور للرجاء، لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة، فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله، ومن يصدق ما قال الله يفعل ما أمر الله، ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدق ما قال الله، فإن هذه الأخلاق تشهد بعضها لبعض، فمن يؤمن بالله إيماناً صادقاً يعمل لله خالصاً ناصحاً، ومن يعمل لله خالصاً ناصحاً فقد آمن بالله صادقاً، ومن أطاع الله خافه، ومن خافه فقد أحبه، ومن أحبه اتبع أمره، ومن اتبع أمره استوجب جنته ومرضاته، ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه، نعوذ بالله من سخط الله.
يا بني لا تركن إلى الدنيا، ولا تشغل قلبك بها، فما خلق الله خلقا ًهو أهون عليه منها، ألا ترى أنه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين .


5ـ جاء ليصطادني فاصطدته :


دخل سارق بيت احد العلماء, فأخذ يفتش في كل زاوية من البيت فلم يجد شيئاً ليأخذه فلما همّ بالخروج صفر اليدين, ناداه العالم حيث كان يراقبه ((انك جئت في طلب الدنيا فليس لدينا من الدنيا شيء فها تريد شيئا من الاخرة؟ قال السارق: نعم. فاحتضنه العالم وعلمه التوبة الى الله حتى اسفر الصباح فذهبا معاً الى المسجد للدرس. فسأله تلامذته عن الرجل:- من هذا؟
اجابهم قائلا:- انه جاءني البارحة ليصطادني لكني اصطدته فجئت به الى المسجد وهكذا اصبح السارق من جملة التائبين المؤمنين . 


6ـ لماذا نكره الموت ؟ :


دخل أبو حازم وهو أحد الوعاظ على سليمان بن عبد الملك، فقال له سليمان: لم نكره الموت ولا نرضى به؟ فقال أبو حازم: لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة، وبالموت تذهبون من العمار إلى الخراب.


فقال سليمان: كيف يكون دخولنا على الله في الآخرة؟ فقال أبو حازم: أما صاحب العمل الصالح فحاله كحال المسافر يرجع من سفره إلى وطنه، ويرتاح من مشاق السفر، وأما صاحب العمل الطالح فحاله حال الغلام الذي فر من سيده ثم رجع إليه بألف خجل.


فقال سليمان: أي الأعمال أفضل؟ فقال أبو حازم: أداء الواجبات واجتناب المحرمات.


فقال سليمان: ليتني كنت أعلم بما ينتظرني.


فقال أبو حازم: اقرأ بكتاب الله.


فقال سليمان: وأين؟


قال أبو حازم: هذه الآية: (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم).


فقال سليمان: ما كلمة العدل؟


فأجاب أبو حازم: العدل ما تأمل منه وتطمع فيه.


فسأل: من هو أعقل الناس؟


أجاب: الذي يطيع الله.


قال: من هو أجهل الناس؟


أجاب: من باع آخرته بدنيا غيره.


فسأل: ما تقول في حكمي؟


أجاب: أعفني من هذا.


قال سليمان: لا أعفيك أريد أن أتعظ؟


قال: إن آباءك حكموا الناس بقوة السيف وبدون رضاهم وقتلوا الناس، يا ليتك تعلم ما الذي جرى لهم.


فقال سليمان: زدني موعظة باختصار.


فقال أبو حازم: اسع أن لا يراك الله في مكان قد نهى عنه، وأن يراك في مكان قد أمر به. 
فبكى سليمان بكاءً شديداً، 
فاعترض أحد الحاضرين على أبي حازم وقال له: ما هذا العمل الذي قمت به لتؤذي الخليفة؟! 
قال أبو حازم: صه، إن الله أخذ على العلماء بأن يظهروا للناس علمهم ولا يكتموه، قال هذا وخرج من عند الخليفة، 
فأرسل إليه سليمان مقداراً من المال فردها، 
وقال: إن هذا المال لا أرتضيه لك فكيف أرضاه لنفسي. 


7ـ حتى ظنّ الناس أني مجنون :


نقل الشيخ الميرزا أبو القاسم العطاء الطهراني عن العالم الكبير الحاج الشيخ عبد النبي النوري وكان أحد تلامذة الحكيم الحاج ملا هادي السبزواري، قال: في أواخر عمر السبزواري جاء إلى منزله يوماً شخص وأخبره: بأنه عثر في المقبرة على شخص نصف بدنه في التراب والنصف الآخر في الخارج، ويلقي ببصره إلى السماء، وكلما يزاحمه الأطفال لا يعتني بذلك.
فقال السبزواري: لا بد أن أراه بنفسي، فلما ذهب الملا إلى قبره رآه على تلك الحال فاقترب منه ورأى أنه لم يعتن به.
فقال له الملا: من أنت وما عملك؟ لأني لم أرك مجنوناً، ومن جهة أخرى فإن عملك غير عقلاني؟
فقال في جوابه: أنا شخص جاهل ولكن لي علم بشيئين، أحدهما: علمت أن لهذا العالم خالقاً عظيم الشأن ويجب معرفته وعدم التقصير في عبادته، الثاني: علمت أني لا أبقى في هذا العالم وسأذهب إلى عالم آخر، ولم أعرف كيف يكون حالي في ذلك العالم؟ إني في حيرة من هذين العلمين، وقد اشتد خوفي حتى يظن الناس أني مجنون. وأنت عالم المسلمين وتعرف ذلك، وأخذت كثيراً من العلم، لماذا لا تتوجع ذرة ولا تبالي ولا تفكر؟
هذا الكلام أصاب كالسهم قلب السبزواري وولد له جرحاً عميقاً، وكان في آخر عمره يفكر في سفر الآخرة، وتحصيل زاد هذا السفر، وطريقه المحفوف بالخطر، حتى فارق الدنيا .


8ـ بشر الحافي والإستماع للنصيحة :




يوماً ما كان الإمام موسى الكاظم{عليه السلام} يسير في الطريق 


فمرّ على منزل فخم لأحد الأغنياء


وكان صوت الغناء والموسيقى يسمع منه,


وأثناء مروره خرجت الخادمة من القصر


لتلقي شيئاً في الخارج


فاقترب منها الإمام وسألها: لمن هذا القصر؟


فقالت: لسيدي بشر.. قال{عليه السلام}


سيدك هذا عبد أم حر؟


قالت: بل حر!


قال: نعم. لو كان عبداً لأطاع مولاه


وأكمل الإمام طريقه,


وعادت الخادمة إلى القصر,


وحين تأخرت, سألها سيدها بشر, لم تأخرت,


قالت: مرّعلينا رجل من الصلحاء وسألني وأجبته


وقال لي: سيدك هذا عبد أم حر؟


فقلت له: بل سيدي حر!


فقال: نعم لو كان عبداً لأطاع مولاه...


وكان بِشر يحمل بيده كأساً به خمر


فرمى الكأس وركض حافياً إلى أن رأى الإمام موسى بن جعفر{عليه السلام}


وتاب على يديه وإنصرف للعبادة


وأصبح من أصحاب الإمام


وأصبح يضرب به المثل بالزهد إلى يومنا هذا


وله قبر معروف في مدينة بغداد يزوره الناس.


لقد كانت كلمات من النصيحة أثرت به هذا الأثر .


9ـ نصيحة الإمام الحسين لأعداءه يوم كربلاء :


لكي لا يدَّعِي أحد أنّ التبس عليه ، أقام الإمام الحسين عليه السلام على قومه حججه بالغة بينة.
فخرج إليهم في ساحة كربلاء ممتطيا فرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخذ مصحفا ونشره على رأسه، فوقف بأزاء القوم ؛ و قال: يا قوم ! إنّ بيني وبينكم كتاب الله ،وسُنّة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ثم قال عليه السلام: أنشدكم الله ؛ هل تعرفونني من أنا؟ قالوا: أنت ابن رسول الله وسبطه. قال: أنشدكم الله ؛ هل تعلمون أن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا : اللهم نعم. قال: أنشدكم الله؛ هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب؟ قالوا : اللهم نعم. قال: أنشدكم الله؛ هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله؛ هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عمُّ أبي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله؛ هل تعلمون أن الطيّار في الجنة عمي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله؛ هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا متقلده؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله؛ هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا ألبسها؟ قالوا: اللهم نعم. قال أنشدكم الله؛ هل تعلمون أن عليّا كان أول القوم إسلاما ، وأعلمهم علما ، و أعظمهم حِلما ، و أنه وليّ كل مؤمن ومؤمنة؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فبم تستحلون دمي؟ وأبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يُذاد البعير الصادر عن الماء. قالوا: قد علمنا ذلك، ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا. 
فقال عليه السلام: تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، أحين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم، وحششتم علينا نارا إقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلاّ لكم الويلات ......


إلى أن قال عليه السلام: ويحكم ! أهؤلاء تعضدون ، وعنّا تتخاذلون؟!!
أجل والله غدر فيكم قديم ، و شجت عليه أصولكم ، وتأزرت فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر ، شجىً للناظر ، و أكلة للغاضب. ألاّ وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين : بين السِّلة والذلةِ ، و هيهات من الذلة! يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، و أنوف حميَّة ، ونفوس أبيّة ، من أن نُؤثِر طاعة اللئام على مصارع الكرام...... ثم قال عليه السلام :
فإن نهزم فهزَّامون قِدما=و إن نهزم فغير مهزَّمينا
وما إن طلبنا جبنٌ ولكن=منايانا ودولة آخرينا
إذا ما الموت رفّع عن أناس=كلاكله أناخ بآخرينا
فأفنى ذلكم سروات قومي=كما أفنى القرون الأوَّلينا
فلو خلد الملوك إذاً خلدنا=ولو بقي الكرام إذا بقينا
فقل للشامتين بنا : أفيقوا=سيلقى الشامتون كما لِقينا
ومن أخلاق الإمام الحسين عليه السلام النصح ووعظ قاتليه


ففي يوم عاشوراء ، وبعد أن صفّ ابن سعد أصحابه للحرب ، دعا الحسين عليه السلام براحلته فركبها، و نادى بصوت عال يسمعه جُلًّهم : أيها الناس! إسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ ، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي هذا و أُعذر فيكم ، فإن قبلتم عذري و صدقتم قولي ، و أعطيتموني النَّصَفَ من أنفسكم كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم عليَّ سبيل......
ثم قال: الحمدلله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناءٍ وزوال ، متصرّفة بأهلها حالاَ بعد حال.. فالمغرور من غرته ، و الشقيُّ من فتنته. فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها ، و تخيّب طمع من طمع فيها ، وأراكم قدِ إجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، و أعرض بوجهه الكريم عنكم ، و أحل بكم نقمته ، وجنَّبكم رحمته . فنِعم الربُّ ربنا. وبئس العبيد أنتم ، أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أنكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم. لقد أستحوذ عليكم الشيطان ، فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتبًا لكم ولما تريدون ، إنا لله وإنّا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعدا للقوم الظالمين.
أيها الناس ! إنسبوني من أنا ، ثم إرجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، و انظروا هل يحل لكم قتلي ، وانتهاك حرمتي؟ ألستُ ابن بنت نبيكم ، وابن وصيه وابن عمه ، وأول المؤمنين بالله ، والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه ؟! أوليس حمزة سيد الشهداء عم النبي؟! أوليس جعفر الطيار عمي؟ أولم يبلغكم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي و لأخي: "هذان سيد شباب أهل الجنة " ؟! فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق ، فوالله ما تعمدت الكذب منذ أن علمت أن الله يمقت عليه أهله ، و يضر به من إختلقه ، وإن كذبتموني فإن فيكم من إذا سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد ابن ارقم ، و أنس بن مالك ، يخبرونكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليي و لأخي. أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟...


ثم قال عليه السلام: فإن كنتم في شك من هذا القول ، أفتشكون في أني ابن بنت نبيكم؟ ويحَكُم ! أتطلبوني بقتيلٍ قَتَلتُه ؟ أم مالٍ لكم إستهلكته ؟ أو بقصاص جراحة؟!
فأخذوا لا يكلمونه. " تاريخ الطبري ج6" بل أجابوه بالغدر ، و أرسلوا له سهامهم خبيثة، بعد أن أرسل لهم الحكمة و الموعظة الحسنة .


10ـ نصائح صادقة :


خرج هارون الرشيد إلى الحجّ، فلما كان بظاهر الكوفة أبصر بهلولاً المتظاهر بالمجنون على قصبة، وخلفه الصبيان وهو يعدو. 
فقال : من هذا ؟ 
فقيل له : بهلول المجنون. 


فقال : كنت أشتهي أن أراه، فادعوه من غير ترويع. 


فذهبوا إليه وقالوا : أجب أمير المؤمنين، فلم يجب. 


فذهب إليه الرشيد وقال : السلام عليك يا بهلول. 


فقال : وعليك السلام يا أمير المؤمنين. 


فقال : دعوتك لاشتياقي إليك. 


فقال بهلول : لكني لم أشتق إليك. 


فقال الرشيد : عِظني يا بهلول. 


فقال : بم أعظك؟ هذي قصورهم، وهذي قبورهم. 


فقال الرشيد : زدني فقد أحسنت. 


فقال : يا أمير المؤمنين من رزقه الله مالاً وجمالاً أنصف في جماله، وواسى في ماله، وكُتب في ديوان الأبرار. 


فظنّ الرشيد أنه يريد شيئاً فقال : قد أمرنا لك أن تقضي دينك. 


فقال : لا يا أمير المؤمنين لا تقض الدَّين بِدَين، أردُدِ الحق على أهله، واقض دين نفسك من نفسك.


قال : فإنا قد أمرنا أن يجرى عليك. 


فقال : يا أمير المؤمنين أترى الله يعطيك وينساني...


ثم ولَّى هارباً. 


والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من محاسن اللسان 43
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من محاسن اللسان 38
» من محاسن اللسان 39
» من محاسن اللسان 40
» من محاسن اللسان 41
» من محاسن اللسان 42

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جامع السعادات :: المنتدى الاسلامي :: المكتبة الاسلامية للكتب و الدروس الاسلامية-
انتقل الى: