منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
منتدى جامع السعادات
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد
إشرافنا ان تقوم بالدخول أو التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
للتسجيل الرجاء
اضغط هنا
منتدى جامع السعادات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البحث عن السعادة الازليه (الكمال)
 
الترحيبالرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 تاريخ الكتابة والنشر الثقافي في العراق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6169
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23093
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الكتابة والنشر الثقافي في العراق   تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2020 1:54 pm

طارق حرب
‏١





حبزبوز الجريدة البغداديه الأشهر هزلاً والاعظم سخرية ليس في العهد الملكي تاريخ صدورها وانما في تاريخ الصحافه البغداديه حتى ان حبزبوز أصبح مضرباً في 




الأمثال ——————————————————————






هي من أشهر جرائد الهزل والسخريه ليس في تاريخ الصحافه التي صدرت في العهد الملكي وانما يمكن اعتبارها الجريده الاشهر سخرية والاعلى هزلا في تاريخ الصحافه الهزليه في بغداد و العراق ولحد الان اذ لم تصدر جريده في هذا الاختصاص ما يوازي ما كانت عليه حبز بوز الملكيه.




أما اسمها فيثير الهزل من حيث التكوين اللغوي للأسم حيث ان اسم حبز بوز يوجب التوقف عنده واشاعة روح الهزل عند من يسمع هذا الاسم بدون الاشاره صراحة لذلك الهزل وبذلك خرجت جريدة حبز بوز عن الاطار التقليدي عن الجرائد التي كان موضوعها الهزل والسخريه في العهد الملكي كما ان هذا الاسم يوحي بشكل بشكل غير مباشر للهزل وليس الاسم الصريح في الهزل الذي لا يكلف القاريء الاستغراب والتعجب والهزل كأسم حبز بوز وقد أختار نوري ثابت صاحب الجريده ومحررها وكاتب مقالاتها لها أسم حبز بوز من أسم لشخصية بغداديه يقال انه كان عظيم السخريه والهزل على الرغم من انه أمتهن السرقه وكانت له هزليات وقفشات تداولها 


البغداديون وقد صدرت هذه الجريده في نهاية شهر أيلول سنة 1931واستمتمرت بالصدور لمدة تصل الى ثمان سنوات حتى غابت سنة 1938 بوفاة صاحبها بالمرض والذي أصدرها نوري ثابت أصدرها كجريدة فكاهيه اسبوعيه وكان صاحبها نوري ثابت ومديرها وكاتبها الذي منح هذه الجريده ومنح صاحبها صيت وسمعة في تاريخ الصحافه الهزلية البغداديه البغداديه لا تنسى.




ونوري ثابت الذي أخذ اسماً جديداً هو اسم جريدته حبز بوز كانت ولادته في محلة( گويزه) في السليمانيه سنة 1897 من عشيرة العزة أو الكرويه وحيث ان والده ضابطاً في الجيش العثماني فأنه تنقل مع والده في الناصريه والجزيره العربيه حيث اكمل الابتدائيه في منطقة الاحساء واكمل الاعداديه العسكريه ببغداد واكمل الاعداديه الحربيه في استنبول واشترك في الحرب العالميه الاولى كضابط في الجيش العثماني وعاد الى بغداد بعد انتهائها حييث عمل في المدارس كالمركزيه والتفيض 




والجعفريه سنة 1922 وكتب في الجرائد البغداديه بأسماء مستعاره كالاستقلال والكرخ بأسم خجه خان وغشيم اذ كانت له بدايات في الصحف العثمانيه عندما كان ضابطاً في الاستانه أتقن العربيه والكورديه والفارسيه والتركيه طبع كتاباً سنة 1924 بأسم كن مستعداً وقد أصدر جريدة حبز بوز سنة 1931 بسبب سخريته التي وجد ان الصحف لا تستوعبها فأراد لها جريدة خاصه فأصدر حبز بوز وصف كثيرون جريدته منهم عبد الرزاق الحسني فقال كانت الجريده زينة المجالس ومصدر النكات وفائق بطي يقول انها من أهم صحف الفكاهه والنقد وصاحبها أبرع الكتاب الهزليين وهذه الجريده حال صدورها انتشرت بشكل لم يعرفه تاريخ الصحافة البغداديه لأنها كانت تغمز بأسلوب ساخر وجريء وتحتوي على الامثال والحكايات الشعبيه وكانت لغة الكتابه فيها مبسطه ومدعمه بالالفاظ الدارجه والفكاهه العذبه ومما يذكر ان اسلوبه هذا خلق له عداوات على صعيد العمل حتى ان فائق شاكر صديقه أمين العاصمه بغداد وقتها كان السبب وراء منحه امتياز الجريده.
واذا رجعنا الى العدد الاول الذي صدر من الجريده فنلاحظ انه ابتدأ بمقال افتتاحي تحدث به عن نفسه وعنونه بعنوان( الحبزيات) فيه:






من أ. حبزبوز الى الشعب العراقي الكريم الحمد لله... انني كنت أكاتب الصحف العراقيه منذ بضع سنوات بأسماء مستعاره كان الاخير منها حبزبوز وبعد أن ضابقتني الجهات المعلومه وهي محقه تقلص الاسم فصار أ.حبزبوز قضى على حياتي بالوظيفه من أجل ذلك اتخذته عنوان لصحيفتي وخطتي ان هذه صحيفه فكاهيه أدبيه فنيه لا علاقة لها بالسياسه والاحزاب مطلقاً ويذكر في المقاله بعد أن يذكر الاتجاهات السياسيه في تلك الفتره من العهد الى الاخاء الوطني الى البيت الهاشمي الى الحزب 




الوطني الى الحزب الحر الى جماعة الگيلاني ويقسم ويحلف بعلامه من بغداد انه ليس منهم فيكون قسمه بجبة جعفر أبو التمن وسبحة القصاب وطعام الگيلاني وخضر الياس ويصف نفسه باللفظ البغدادي الشائع( حزب سز) أي بلا حزب. لم تترك هذه الجريده كل فرصه لتوجيه النقد الى العلل الاجتماعيه والفساد السياسي ونشرت المقالات النقديه حول اداب مهنة الصحافه وسلوك الصحفي ودعت لتشكيل نقابه للصحفيين حيث لم تكن النقابه قد تأسست وذكرت حملات على الاوضاع السياسيه بسخريه ومراقبة النواب في البرلمان وكانت تزخر بكاركتيورات وتعليقات حول الفساد الاجتماعي ومن ابواب الجريده الثابته شووءن خارجيه سوءال وجواب وقنابل حبزبوز و( مو عيب) وغيرها وكانت ابوابها الساخره ورسومها الكاريكتوريه جعلت لها قبولاً واسعاً في بغداد والقراء بظاهرة لم تشهدها أية جريدة ولقد قال الزهاوي في الجريده وصاحبها:






أما حبزبوز فما اليه هزال سما
يعرف كيف يهزل ويعتلي وينزل
يعجب كل ذي أدب ان قال قولاً او كتب
وان طغى في النقد فهو بغير قصد




وقال احدهم:




من حبز بوز خد فنون الطرافه فهي أنس الورى وفخر الصحافه




كم بها شن غارة ذات نار مستطير على دعاة السخافه.
وحيث ان الجريده تعاني من تأخر المشتركين فيها من دفع الاشتراكات أو عدم دفعها فكتبت بأسلوبها:
الى حضرات المشتركين الكرام ( لا نسوي قنزه ونزه) أي افلاونزا الداعي( قابسز) والوكت حامض والجيب مضروب أوتي أي الجيب فارغ من المكوي كناية عن عدم وجود المال و( خلونا نشتغل مثل أوادم يرحم والديكم)




وكانت الجريده تأتي اليها اعلانات كثيره ومن أحد الانذارات الموجهه من الحكومه نلاحظ مدى تقديرها للصحافه عندما وصفت صاحب الجريده ( الى حضرة نوري بيگ) ونلاحظ البعد الديمقراطي والالفاظ المستخدمه في الاندار ( نشرت في....تصويراً سخرياً ... كان فيها مما يخالف الاداب والمصلحه العامه ..... ) وفي نهاية الانذار مدير المطبوعات مايلي( وأن ألفت نظركم وأطلب اليكم نشر هذا الانذار في ... جريدتكم )وذلك لم يثن الجريده عن خطتها في السخريه والهزل من موظفي الحكومه الكبار والنواب والاحزاب ولم يتعرض للغلق او تقام شكوى او دعوى قضائيه حتى وفاته سنة 1938 بمرض عضال ورحم الله حبز بوز الذي أنعدم نظيره ببغداد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6169
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23093
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الكتابة والنشر الثقافي في العراق   تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Icon_minitimeالجمعة أبريل 16, 2021 10:35 pm

برنامج الخاتمة - الحلقة (102)
اعرف امامك ج1 - هوية البرنامج ما بين المنهج والاسلوب
عبد الحليم الغزي
- تعريف موجز بالمدارس الشيعية وبمنهج الشيخ الغزي
- اسلوب الشيخ الغزي الصدع بالحق وليس فيه تقية
عُرضت على قناة القمر الفضائية - بث مباشر
الاربعاء : 1/شهررمضان/1442هـ - الموافق 2021/4/14م
* تابع الحلقة فيديو، اوديو، ملخص على جوجل درايف:
https://drive.google.com/.../1BULX7g...
* رابط الحلقة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=aYmWW81V8Hs...




💢 الأسئلة والأجوبة المهدوية 💢
❓ السؤال:
هل المقصود من رواية الإمام الصادق (عليه السلام): أما لو كملت العدة الموصوفة كان الذي تريدون.
هل يقصد الإمام (عليه السلام) اكتمال عددهم أم اكتمالهم العقلي والمعرفي والروحي؟
🔷 الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أنه ليس المقصود من العدد (٣١٣) هو مجرد العدد من دون مواصفات، وإلّا فالشيعة ومن يتبعون الإمام (عليهم السلام) هم أكثر من هذا العدد بكثير في كل عصر.
وإنما المقصود هو اكتمال هذا العدد بمواصفات خاصة تؤهلهم لأن يكونوا على مستوى المسؤولية زمن الظهور، فإن الروايات ذكرت أن هؤلاء الـ(٣١٣) ستلُقى عليهم مسؤوليات عظيمة زمن الظهور فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): كأني انظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية، وهم حكام الله في أرضه على خلقه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٧٢، ب٥٨، ح٢٥]
وهذا لا يعني أنه لا يوجد في الشيعة من يتصف بتلك الصفات والمؤهلات في عصرنا الحالي أو السابق إذ قد يوجد منهم في أي عصر لكن لم يكتمل عددهم في عصر واحد.
هذا بالإضافة إلى أمر مهم، وهو أن اكتمال العدد بالمواصفات المطلوبة ليس هو العلة التامة للظهور، وإنما هو جزء العلة، والرواية ليست في صدد بيان العلة التامة للظهور، وإنما هي في مقام بيان مقتضٍ من مقتضيات الظهور، مما يعني أنه يمكن أن يوجد في عصر ما هذا العدد وبتلك المواصفات، لكن لم يحن الوقت المناسب للظهور في علم الله تعالى، أو لم تتوفر بقية الشرائط التي يتوقف عليها الظهور المقدس والتي منها توفر القاعدة الجماهيرية التي تستقبل وتؤيد الدعوة الإسلامية المهدوية العالمية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه).
✍ لجنة الإجابة على الأسئلة والأجوبة المهدوية في مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام.
#سؤال_وجواب_مهدوي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6169
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23093
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الكتابة والنشر الثقافي في العراق   تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Icon_minitimeالخميس يونيو 10, 2021 11:43 am

المنقب
أمس الساعة ‏١٢:١٨ ص‏  · 


معجم الأدباء يباع بالوزن !!!!




يذكر الكتبي المرحوم محمود حلمي صاحب المكتبة العصرية في لقاء معه ، عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية ارتفع سعر الورق ارتفاعا فاحشا فسافرت إلى القاهرة وهناك شحنت (٥٠٠) دورة من معجم الأدباء لياقوت الحموي التي تحتوي على (٢٠) جزءا في 10 مجلدات وكانت تباع الدورة الواحدة بدينار 
وعندما عدت إلى بغداد وجدت ان النسخ قد نفذت فسألت الوكيل وكان يهوديا 
اين دورات معجم الأدباء ؟ 
فقال بعتها 
غير معقول لانها بيعها يحتاج إلى 5 سنوات على الأقل 
تفضل هاك الثمن (1500) دينار فقلت كيف ؟ 
قال بعتها لتجار سوق الشورجة بالوزن والدورة الواحدة سعرها (3) دنانير 
وهكذا فقدت حوالي 500 نسخة من معجم الأدباء لتصبح اعقابا للسكائر كما ذكر الحلمي 
إعداد : جعفر حسين 
ملحق جريدة الشعب البغدادية ١٩٥٨ العدد ٣٩٠٦ ص ١٣
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6169
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23093
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الكتابة والنشر الثقافي في العراق   تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Icon_minitimeالأحد يناير 28, 2024 9:24 pm

[u




#وردنا_سؤال




يُولد الكثير من الناس في أحوال شقاء ظاهراً .. بحيث يبدو أنها تساعدهم على الكفر او الفساد. وعلى العكس لأُناسٍ آخرين يولدون في أجواء إيمانية تساعدهم على بلوغ درجات من الورع والايمان والعمل الصالح. هل كانت هذه القسمة مبنية على ما اختاروا في نشأتهم السابقة في عالم الذر فتفاوتوا بعدها هنا في الدنيا ؟ أم إن الله عز وجل اختار لهم ذلك من دون اختيارهم هم ويحاسبهم بعد هذا في القيامة على قدر ما آتاهم ؟ أم الاثنان معاً ؟ أم غير ذلك ؟





ما يشيرُ إليهِ السائلُ حقيقةٌ لها واقعٌ منظورٌ في حياتِنا الاجتماعيّة، فالبعضُ قد تهيّئَت له الظروفُ التي تُمكّنُه مِن اختيارِ طريقِ الإيمانِ والاستقامةِ والبعضُ الآخرُ على خلافِه تماماً، وقد اهتمَّ علماءُ القانونِ والاجتماعِ والنفسِ بالظروفِ والبيئةِ المُحيطةِ بالإنسانِ بوصفِها مؤثّرةً في خياراتِه الحياتيّة، فمثلاً تفشّي الجريمةِ في مُجتمعٍ دونَ مُجتمعٍ آخر لها علاقةٌ مُباشرةٌ بالوضعِ السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ وغيرِ ذلك، وهناكَ بعضُ النظريّاتِ المُتطرّفةِ التي جعلَت تلكَ الظروفَ ذاتَ تأثيرٍ حتميٍّ على خياراتِ الإنسان، أي أنَّ الإنسانَ منزوعُ الإرادةِ بالمُطلقِ أو أنّهُ مُضطرٌّ لخياراتٍ يمليها عليهِ الواقعُ الحياتيُّ الذي يعيشُ فيه، ومثالُ ذلكَ الحتميّةُ الاجتماعيّةُ كما نظّرَ لها عالمُ الاجتماعِ دوركايم الذي يقول: (حينَما يتكلّمُ ضميرُنا فإنَّ المُجتمعَ هوَ الذي يتكلّمُ فينا) فالإنسانُ ضمنَ هذا التصوّرِ لا يمتلكُ خياراتِه الخاصّةَ وإنّما المجتمعُ هو الذي يُحدّدُ له خياراته، وكذلكَ الحالُ في الحتميّةِ النفسيّةِ التي نظّرَ لها فرويد، حيثُ يخضعُ الإنسانُ بحسبِ تلكَ النظريّةِ لعالمٍ نفسيٍّ لا شعوريّ مِن رغباتٍ وشهواتٍ ومكبوتات، فكلُّ تصرّفٍ يقومُ به الإنسانُ هوَ بسببِ اللاشعورِ الذي يتحكّمُ في الإنسان، وكذلكَ الحتميّاتُ الطبيعيّةُ مثل تأثيرِ الجيناتِ والأعصابِ على نوعِ الحياةِ التي يعيشُها الإنسانُ، وهذهِ النظريّاتُ معَ أنّها تمتلكُ الكثيرَ منَ الشواهدِ إلّا أنّه لا يمكنُ التسليمُ بتأثيرِها الحتميّ على قراراتِ الإنسان، فمثلاً ما يُوجدُه المُجتمعُ مِن ضغوطاتٍ على الأفرادِ وإن كانَ ظاهِراً ملموساً، إلّا أنّه لا يصلُ إلى مستوى ينعدمُ معَه شعورُ الإنسانِ بذاتِه، وإنّما يبقى الفردُ يشعرُ باستقلالِه في نفسِ الوقتِ الذي يشعرُ فيه بالانتماءِ لمُجتمعِه، والتفكيرُ المنطقيُّ هو الذي يقودُنا إلى ضرورةِ فهمِ الإنسانِ في ذاتِه، وفهمِ الإنسانِ كفردٍ اجتماعيّ، دونَ إهمالِ أيّ واحدٍ مِنهُما أو تضخيمِه على حسابِ الآخر، فعندَما نتعرّفُ على الإنسانِ بوصفِه كائناً عاقلاً ومُريداً، سوفَ نتساءلُ عن تأثيرِه على المُجتمعِ وتأثيرِ المُجتمعِ فيه، وبهذهِ الطريقةِ نحافظُ على شخصيّةِ الإنسانِ وفي نفسِ الوقتِ لا نُهملُ المؤثّراتِ الخارجيّة، فنحنُ نُسلّم بتأثيرِ كلِّ تلكَ العوامل، ولكِن لا نؤمنُ بالحتميّة، فبإمكانِ الإنسانِ أن يُساهمَ بمحضِ إرادتِه في بناءِ شخصيّتِه بالشكلِ الذي يراه، ولذلكَ لم نرَ مَن يُعفي المُجرمَ عن جريمتِه بسببِ التأثيرِ الاجتماعيّ أو النفسيّ أو الجيني، فالموقفُ الذي عليهِ جميعُ العُقلاء هوَ مسؤوليّةُ الإنسانِ عن خياراتِه، الأمرُ الذي يؤكّدُ على أنَّ الإنسانَ يظلُّ حُرّاً مهما كانَت الظروفُ المُحيطةُ به.
وعليهِ فإنَّ المُسلّمةَ التي ننطلقُ منها هيَ كونُ الإنسانِ مسؤولاً عمّا يختارُه في الحياة، وهذا ما عليهِ جميعُ القوانينِ والأنظمةِ التي رافقَت الإنسانَ في طوالِ تاريخِه، ولا تتوقّفُ هذه المسؤوليّةُ عندَ حدودِ الحياةِ الدنيا، وإنّما يكونُ الإنسانُ مسؤولاً أيضاً عن أفعالِه يومَ القيامة، والفرقُ بينَ الدنيا والآخرة هوَ أنَّ أحكامَ الدّنيا قد لا تكونُ عادلةً، بينَما حكمُ الآخرةِ قائمٌ على العدالةِ المُطلقة، أي أنَّ الإنسانَ لا يُحكمُ عليهِ في الآخرةِ إلّا بما كانَ مُستحقّاً له، ممّا يعني بالضرورةِ مُراعاةَ الظروفِ التي كانَ عليها عندَ ارتكابِه للذنب، فاللهُ تعالى وحدَه هوَ العالمُ بالأحوال، ولذلكَ سيكونُ حُكمُه عادلاً لا يُظلمُ فيهِ أحدٌ، قالَ تعالى: (وَوُضِعَ الكِتَابُ فَتَرَى المُجرِمِينَ مُشفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)، فكلُّ ما يفعلُه الإنسانُ في الدّنيا يجدُه حاضِراً يومَ القيامة، وسوفَ تتمُّ مُحاسبةُ الإنسانِ من دونِ أن يلحقَ بهِ أيُّ ظُلمٍ، حيثُ ختمتَ الآيةُ بقولِه: (وَلَا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)، وبما أنَّ الظروفَ متفاوتةٌ بينَ الناسِ فإنَّ عدمَ الظلمِ يعني مراعاةَ ذلك.




وبعدَ هذهِ المُقدّمةِ إذا رجَعنا للسؤالِ، نجدُ أنَّ السائلَ يبحثُ عن سببِ التباينِ في الظروفِ الحياتيّةِ بينَ البشر، فالبعضُ ظروفُهم تساعدُ على الإيمانِ والبعضُ الآخرُ تساعدُ ظروفُهم على الانحرافِ والضّلال، ثمَّ وضعنا السائلُ بينَ خيارين، الأوّلُ: يعودُ ذلكَ لِما اختارَه الإنسانُ في عالمِ الذرِّ، والثاني: أنَّ اللهَ خلقَهم على هذا النحوِ منَ التباينِ ثمَّ يحاسبُ كلُّ إنسانٍ بحسبِ ما أعطاهُ مِن قُدرات.


بالنسبةِ لعالمِ الذرِّ هناكَ الكثيرُ منَ الرواياتِ التي تحدّثَت عن نشأةِ الإنسانِ في عالمٍ قبلَ عالمِ الدنيا، وقد وردَت بعضُها في تفسيرِ قولِه تعالى: (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آَدَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلَى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلَى شَهِدنَا أَن تَقُولُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غَافِلِينَ)، وقد أشَرنا في إجابةٍ سابقةٍ بأنَّ هناكَ اختلافاً بينَ العلماءِ حولَ قبولِ ورفضِ هذا العالم، وقد حكمَ الشريفُ المُرتضى بضعفِ أسانيدِ تلكَ الرواياتِ وحكمَ بكونِها غيرَ صالحةٍ لتفسيرِ الآية، ثمَّ أوردَ اعتراضاتٍ على معقوليّةِ هذا العالمِ المُسمّى بعالمِ الذرِّ، وهناكَ جدلٌ واسعٌ بينَ المؤيّدينَ والمُعارضين لهذا العالم، ويبدو أنَّ عدمَ القُدرةِ على تفهّمِ ما حدثَ في عالمِ الذرِّ وما يطرحُ حوله مِن إشكالاتٍ يعودُ إلى عدمِ قُدرةِ الإنسانِ على تذكّرِ ما جرى عليهِ في ذلكَ العالم، فلا يمكنُ حينَها مقاربةُ الأمرِ عقليّاً لافتقادِ العقلِ للمعلوماتِ الكافيةِ عن ذلكَ الحدث، فمَن اعتقدَ بهِ تسليماً لهذهِ الرواياتِ وأوكلَ علمَ ما فيها لأهلِ البيتِ (عليهم السلام) أجزاهُ ذلك، ومَن شكّكَ في حدوثِه بسببِ تعذّرِ فهمِه أو بسببِ ورودِ بعضِ الإشكالاتِ كانَ معذوراً، فهوَ ليسَ مِن أصولِ الاعتقادِ التي يجبُ الإيمانُ بها، وعليهِ لا يمكنُ أن نبنيَ على عالمِ الذرِّ في فهمِ ما يقعُ على الإنسانِ في هذهِ الحياة؛ لأنَّ ذلكَ قد يقودُ بشكلٍ مُباشرٍ أو غيرِ مُباشر إلى القولِ بالجبر، وهذا مُخالفٌ لِما هوَ ثابتٌ منَ الدينِ بالضرورة.
أمّا القولُ الثاني وهوَ أنَّ اللهَ اختارَ لهم هذا التباينَ والاختلافَ، فهوَ قولٌ مرفوضٌ إذا كانَ بمعنى الإجبارِ ومُصادرةِ حُرّيّةِ الإنسان، أمّا إذا كانَ بمعنى أنَّ اللهَ أجرى الأمورَ طِبقاً لقانونِ السّببِ والمُسبّب، وأنَّ الإنسانيّةَ في مُجملِها هيَ المسؤولةُ عن كلِّ التبايناتِ السياسيّةِ والاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ وغيرِ ذلكَ مِن ظروفِ الحياة، فهوَ معنىً صحيحٌ وتدلُّ عليهِ النصوصُ الدينيّةُ ويجمعُ على صحّتِه جميعُ العُقلاء.






وعليهِ فإنَّ طبيعةَ الحياةِ الإنسانيّةِ قائمةٌ على حُرّيّةِ الاختيارِ والإرادة، وإنَّ الإنسانَ قادرٌ على اختيارِ ما هو صحيحٌ في أيّ ظرفٍ كانَ طالما لم يتسبَّب هذا الظرفُ في مُصادرةِ إرادةِ الإنسان، فكلُّ ما يصدرُ عن الإنسانِ بسببِ الجبرِ والإكراهِ غيرُ مُحاسبٍ عليه، وتأثيرُ الظروفِ الخارجيّةِ مهما كانَ قويّاً يظلُّ معَه الإنسانُ قادراً على التصرّفِ بمُطلقِ الحُرّيّةِ، وعليهِ فإنَّ المُسلّمةَ التي ننطلقُ مِنها هيَ مسؤوليّةُ الإنسانِ عمّا يفعل، أمّا جزاءُ الإنسانِ ومُحاسبتُه على فعلِه فقد تختلفُ مِن إنسانٍ إلى إنسانٍ آخر بحسبِ الظرفِ الذي هوَ عليه، فمثلاً قد يكونُ جزاءُ مَن يتصدّقُ بألفِ دينارٍ مساوياً لجزاءِ مَن يتصدّقُ بدينارٍ واحد، وكذلكَ الحالُ في المعاصي فمثلاً مَن يسرقُ وهوَ محتاجٌ لا يُحاسَبُ كمَن يسرقُ وهوَ غيرُ مُحتاج، فاللهُ قد يغفرُ لعبدٍ مِن عبادِه كلَّ ذنوبِه بينَما يحاسبُ الآخرَ حساباً عسيراً، فهناكَ مُسلّمةٌ أخرى يجبُ الارتكازُ عليها لفهمِ هذه القضيّةِ وهيَ أنَّ اللهَ عادلٌ لا يُظلَمُ عندَه أحد، بل إنَّ رحمتَه سابقةٌ لعدلِه، فاللهُ أكثرُ حِرصاً على الإنسانِ منَ الإنسانِ على نفسِه، وبما أنَّ حياةَ العبدِ في الدنيا قائمةٌ على توفيقِ اللهِ ورحمتِه كذلكَ حالُ العبدِ في الآخرةِ يقومُ على فضلِ اللهِ ورحمتِه، فحتّى لو سلّمنا بتأثيرِ الظروفِ على خياراتِ الإنسانِ فيجبُ أن نُسلّمَ أيضاً بأنَّ ذلكَ لن يقودَ أبداً إلى الظلمِ بينَ العبادِ يومَ القيامةِ، فقد تتساوى درجاتُهم في الدّنيا حتّى لو كانَ بعضُهم أكثرَ عملاً مِن عملِ البعضِ الآخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6169
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23093
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الكتابة والنشر الثقافي في العراق   تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2024 12:30 am

https://youtu.be/tj5cSvQc1Bs?si=sX3AjDeaCCBU94e2







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهر دجلة
مشرفه
نهر دجلة


دولة : العراق
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
الإقامة : بغداد
العمر : 64
الجنس : انثى

المشاركات : 6169
السٌّمعَة : 2
نقاط : 23093
وسام التميز
الاوسمه : وسام المشرفة

تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الكتابة والنشر الثقافي في العراق   تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق Icon_minitimeالجمعة يونيو 21, 2024 2:23 am

عندما عرض الفلم العراقي " المسالة الكبرى " سنة 1983 وبث في سينما السماوة حينها وكان ضمن الحاضرين محافظ السماوة ومدير الامن واعضاء فرع الحزب ومجموعة كبيرة من الشيوخ ممن طلبوا لالحضور لمشاهدة الفلم رسميا .. ...

بدا الفلم وانتهى دون ان يشير لدور شعلان ابو الجون زعيم بني حچيم وللرميثة وللسماوة باي شيئ ..
قام احد الشعراء حين انتهاء الفلم وقبل ان يخرج الناس من السينما والمدعو " حداوي ابو عبد " .. منشدا بصوت عالي على طريقة " الاهزوجة العشائرية "
وبلهجة جنوبية بحته :-

( لون شعلان يدري انباكت الثورة - جا فج التراب وطلع م̷ـــِْن كبرة
موش بخان ضاري بالسوير المسألة الكبرى
ها الشاهد انا الشاهد احنا ايتامج يالعشرين....) ..

حوض السوير يقصد به نهر اسمه السوير يوجد في السماوة حدثت حوله معارك طاحنة بين الثوار والانكليز حادثة القطار وجسر بربوتي وحصار الرميثة ... ...

وقصد بالايتام اي انهم ايتام ابائهم قتلوا في ثورة العشرين ... بحصار الرميثة والقطار المدرع وقصف طائرات السورفيش بالدان .. " الدان " قنابل.
تاريخ  الكتابة  والنشر الثقافي  في العراق 448670011_1154066319251496_1786922072701120305_n.jpg?_nc_cat=1&ccb=1-7&_nc_sid=5f2048&_nc_ohc=y-5WYAa_4esQ7kNvgFP8MuB&_nc_ht=scontent.fnjf7-2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ الكتابة والنشر الثقافي في العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ العراق
» نساء في تاريخ العراق
» قرائة في تاريخ العراق
» رجال من تاريخ العراق الحديث
» تاريخ العراق زمن الاحتلال البريطاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جامع السعادات :: المنتدى الاسلامي :: المكتبة الاسلامية للكتب و الدروس الاسلامية-
انتقل الى: