الحلويات في بغداد القديمة
الحلويات ، وهي نوعان :
نوع يصنع في البيوت لأعضاء العائلة ، وأشهرها الحلاوة الطحينية ، وحلاوة التمر بالجوز ، وتعمل إما من التمر الأشرسي الذي يدق بالهاون أو الجاون مع الجوز لإعطاء الطراوة اللازمة من دهن الجوز واختلاطه بالتمر ، أو يعمل من التمر الجسب الزهدي الأبيض أو البيدراية ، وهذه كلها تسمى ( مدكوكة ) ثم الزردة والحليب التي تعمل بالمناسبات ، وكذلك تعمل السمسمية بالدبس ، إذ يخلط السمسم بالدبس ويوضع على النار لاعطائه التماسك اللازم ، وقد يعمل جوز الهند بالسكر على شكل كرات صغيرة . وتعد الكليجة بالتمر أو بالسكر والجوز نوعاً من الحلويات . وفي الثلاثينات وما فوق بدأ عمل الكيك والكاتو وبقية المعجنات
. أما الحلويات التي تباع في الأسواق ، فأشهرها بالطبع هي الزلابية والبقلاوة و تباع عادة في شهر رمضان اما البرمة والقطائف ، فقد جاءت متأخرة بعد قدوم السوريين واللبنانيين ، وبعد رجوع العراقيين الذين سافرواخارج العراق ، فبدأ الحلوانيون يصنعون البقلاوة السورية واللبنانية والبرمة والقطائف . وبالمناسبة يقال ان كلمة بقلاوة تركية الأصل ، وهي مستعملة الآن في تركيا ومنها انتشرت الى القطر السوري واللبناني و في بغداد فقد اشتهر الحاج جواد الشكرجي في محلة في الشيخ بشار بالكرخ ، وهو على مهارته في صنع البقلاوة والزلابية ، فقد كان فقيها عالماً ومصاحباً دائميا للفقية المجتهد الشيخ شكر . وأخذ أولاده عبد علي ومحمود المهارة في الصنعة واستمرا على استعمال أحسن أنواع الدهن والجوز واللوز والعجين الجيدة التي تفتح برقائق خفيفة . وبعد موت عبد علي المبكر استمر محمود بالصنعة . ثم جاء اخوانه الصغار من أبيه وهم : نعمة واخوانه ، وفتحوا محلاتهم بأسم أولاد حجي جواد الشكرجي . والمشهور الثاني ، هو الحاج حسين كنش في منطقة العباخانة . ثم الحاج جواد الشكرجي الآخر ، ودكانه في محلة الصدرية . ثم فتح صادق الشكرجي محله في أول شارع المأمون بعد ان اتفق مع كريم الإيراني الماهر بصنع
الحلويات غير البقلاوة والزلابية ، فباع في دكانه مختلف أنواع الحلويات بما فيها ( من السما ) ، الحامض حلو ، والكركري ، وبيض اللقلق .
وچقچقدر ، وجعب الغزال ، وملبس أبو الهيل ، والمصقول ، وأصابع العروس ، واللوزينة والساهون ، والحلقوم بانواعه ومن السما ( أصفهان ) ، وكانت
تستورد كتل كبيرة من (من السما ) الخام من إيران ، ثم تصفى في بغداد في المعمل وتصنع منها الحلويات المحشوة باللوز ثم بالفستق أخيرا ،
وكان أكثر استعمال هذه الحلويات أيام المحيا في الرابع عشر من شهر شعبان ويسمى ( مخلط ) ، أو يسمى ( گروط ) . ثم عرفنا أخيراً الحلويات المستوردة من أوروبا مثل الجوكليت البنبون .
كتاب بغداد في العشرينات عباس البغدادي