[size=24]
طارق حرب :[/size]
مدرسة الاليانس المدرسه الاشهر في بغداد خرجت أغلب رجال
السياسه والمال والقانون والثقافه اليهود بعد أواسط القرن التاسع
عشر وقبل نهاية القرن العشرين
----------------------------------
في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن أشهر مدارس
بغداد نهاية العهد العثماني وطيلة فترة طويله من العهد الملكي تلك
هي مدرسة الاليانس اليهوديه المؤسسه ببغداد سنة 1864 والتي
برزت في بغداد وكانت صاحبة الفضل على جميع يهود بغداد وصاحبة
الفضل على النهضه العلميه في بغداد التي لم تعرف في القرن
التاسع عشر مدارس على الطراز الحديث في منهاجها ودراستها
بحيث كانت السباقه في حركة التطور العلمي في جميع وجوهه من
علوم صرفه الى سياسه وقانون ومال واقتصاد وثقافه وأدب وغير
ذلك من علوم ومعارف وثقافات فقد كانت المدرسه الاولى التي
يدرس طلابها اللغات الاخرى للدول المتطوره التي تمكنت من العلوم فهي تدرس طلابها الانگليزيه والفرنسيه والتركيه والعربيه والعبريه
لكي يكون الطالب على استعداد لتلقي العلوم بهذه اللغات وقد بلغت
شأناً بعيداً حتى ان أحد أعلام بغداد اليهود الذي درس فيها وهو مير
بصري يقول في كتابه أعلام اليهود ان هنالك حدثان أثرا في حياة
اليهود العراقيين في ستينات القرن التاسع عشر هما انشاء مدرسة
الاليانس وافتتاح قناة السويس ولنا أن نلاحظ اهمية المدرسه تقارن بأهمية القناة الدوليه.
ومير بصري في وصفه لم يغادر الحقيقه فقد خرجت وزير المال في
الحكومات الاولى ورئيس اللجنه الماليه في البرلمان الملكي
ساسون حسقيل ونائب رئيس محكمة التمييز لعشرات السنين داود
سمره وفقيه الدستور روبين بطاط ورجل السياسه عزرا مناحيم
دانيال رجل المال ورجال الاقتصاد اليعازر سيلاس ورجال الادب
والثقافه والصحافه أنور شاؤول وسليم البصون وغيرهم كثير .
لقد أسست مدرسة الاليانس جمعية الاليانس الفرنسيه والجمعيه اليهوديه الانگليزيه سنة 1864م وعهدت ادارتها أول الامر الى التدريس النيتر ماكس واثنين من اليهود العراقيين الذين سكنوا اوربا وهم اسحاق لوزين ساعاتي وهيرمان روزن فيلد خياط وكانت
المدرسه تتألف من ثلاثة أقسام وتم تنظيم منهاج التدريس بما يماثل المدارس الاوربيه حيث دروس التاريخ والجغرافيه والرياضيات والطبيعيات والكيمياء وغير ذلك من العلوم الحديثه وأخذت المدرسه بالتوسع وخاصة بعد أن أهدى لها اللورد الانگليزي البغدادي اليهودي الثري البرت داود ساسون دار عامره وساهم يهود بغداد في دعم
هذه المدرسه حيث تبرعت رفقه نورائيل ومناحيم أفندي دانيال
وغيرهم من أهل الخير اليهود لهذه المدرسه بأموال كثيره حتى ان
محرر جريدة التايمس الانگليزيه الذي زار هذه المدرسه في تلك
الفتره واعجب بطريقة التدريس فيها قال ان نوراً اشرق على يهود
العراق من تلك المعاهد العلميه وكانت المدرسه منهجاً خاصاً في
تعليم الفرنسيه بحيث يحصل المتخرج من المدرسه على شهادتين
احدهما خاص بالدراسه بالاعداديات الفرنسيه وتخرج منها معظم
رجال اليهود المشهورين وفتحت مدرسة الاليانس أبوابها لغير اليهود
من المسلمين والمسيحيين وبعد النجاح الكبير لمدرسة الاليانس في
بغداد تم تأسيس مدارس الاليانس في البصره سنة 1903 والموصل
سنة 1907 والحله في نفس السنه وفي العماره سنة 1910 وفي خانقين سنة 1913 .
وأنفتحت هذه المدرسه كغيرها من المدارس اليهوديه ببغداد فلقد
درس فيها مدرسين من غير اليهود اذ يذكر ان بعض من درس كانوا
قد تخرجوا من مدارس النجف الدينيه منهم محمد شراره وحسين مروه
ومحمد حسن الصوري وغيرهم.
نعود ونقول ان هذه المدرسه كان لها نصيب الاسد في عدد خربجيه من الشخصيات التي ساهمت في جميع مجالات الحياة وأخذوا شهرة
فاقت العراق الى العالم واذا أردنا أن نورد بعضهم بقليل جداً عن
خريجي هذه المدرسه فتقول:-
المحامي ساسون حسقيل عضو البرلمان العثماني والبرلمان
الملكي الوزير لخمسة مرات منذ أول وزاره الذي حضر مؤتمر القاهره بشأن
العراق عضو لجنة تنقيح الدستور الملكي الذي ساهم في اصدار كثير من التشريعات الاوربيه للعراق بدلا من التشريعات العثمانيه الذي
بقى مخلصاً للطربوش التركي حتى وفاته سنة 1932 م الذي كان
من مؤسسي دولة العراق الحديثه بعد ان كان مقسما الى ثلاثة
ولايات الذي أوجد النظام الاداري والمالي الذي لا زالت بعض
التشريعات التي كتب مسوداتها نافذه لحد الان مثل قانون اصول
المحاسبات لسنة 1941 الذي اعتمد شرط الذهب في تقاضي
الواردات النفطيه فلم يتأثر العراق في الدوره الاقتصاديه نهاية
العشرينات وبداية ثلاثينات القرن العشرين الذي كان له الفوز في كل
لعبة بريدج يلعبها في النادي الذي لايمكن عد فضائله ومناقبه وعمله وأثره في بغداد والعراق .
الذي رثاه الشاعر الرصافي فقال في مطلع قصيدته:-
نعى البرق من باريس ساسون فأغتدت
ببغداد أم المجد تبكي وتندب
ومن خريجي هذه المدرسه من مشاهير رجال القانون ببغداد في
القرن العشرين داود سمره الذي مارس المحاماة والقضاء في عدد
من المحاكم واصبح نائب رئيس محكمة التمييز سنة 1925 وبقى
بالمنصب حتى تقاعده سنة 1946 الذي تولى التدريس في كلية
الحقوق والذي ألف الكثير من الكتب في المرافعات والاثبات والتنفيذ
والذي لم يغادر العراق اثناء الهجرات اليهوديه نهاية الاربعينات وبداية
الخمسينات حتى وفاته ببغداد سنة 1960 وكذلك ولده فريد لم يغادر
بغداد الا بعد حوادث الاعدام لليهود في ساحة التحرير بعد انقلاب
1968م. ومنهم روبين بطاط صاحب الكتاب الضخم شرح الدستور
الحجه في الدستورالمحامي والقاضي ومنهم هارون داود شوحيط
مدير أول للضريبه ورئيس الطائفه اليهوديه سنة 1932م ومن خريجي
هذه المدرسه أيضاً ابراهيم داود ناحوم الذي كان وكيل السير ايلي
خضوري في اعمال الخير التي اقامها ببغداد وهو من أسس أول ناد اجتماعي مختلط سنة 1926 هو نادي لورا خضوري.
ومنهم روبين داود ضابط الخزينه في وزارة الماليه ومدير عام المحاسبات العسكريه ومنهم عزرا
الوية مراقب الحسابات ثم معاون المراقب العام
ومنهم صاحب الخيرات الحاصل على مرتبة(سير)في انگلترا إيلي
(اليعازار) سيلاس)صالح خضوري المولود ببغداد سنة 1867م الذي
سافر الى الهند ولندن والصين وافتتح محلات مع أخيه في كل هذه
البلاد وغيرها الذي جمع ثروة كبيره فتبرع للمدرسه التي درس فيها الاليانس وعمل معهد لتعليم الخياطه ومستشفى للعيون ودار
للعميان ونادي اجتماعي في بغداد وبنى مدارس ومشاريع خيريه في
سوريا وطهران وهمدان واصفهان وكرمنشاه ولندن واسطنبول
وباريس وكانتون وهونغ كونغ والبرتغال وفي فلسطين وكان صديقاً
حميماً للملك فيصل الاول الذي يقيم في داره الفخمه في ارقى أحياء لندن عند زيارة الملك لها منح أوسمة من بريطانيا وفرنسا والصين
تمكن من انشاء شركات تجاريه في جميع العالم وتم منح ولده لقب لورد لورنس ومنح ابنه الثاني لقب سير واسمه هوراس .
ومنهم ابراهيبم حييم معلم التاجر المشهور عضو لجنة ادارة غرفة
تجارة بغداد واشتهرت زوجته راحيل بالاعمال الخيريه ومنهم ساسون مراد التاجر الذي كان يلقب بخطيب الطائفه الاسرائيليه وجده بنى الخان الموجود في مرقد الكفل.
ومنهم حسقيل داود شمطوب التاجر ورئيس المجلس الجسماني
للطائفه اليهوديه ببغداد ورئيس الطائفه بعد ذلك وخضوري عبودي
زلخه من أصحاب المصارف العالميه من صيرفي الى صاحب مصرف
ومنهم گرجي شالوم لاوي عضو غرفة تجارة بغداد ومعاون مدير
المصرف العثماني ومنهم فرنكي عيني صاحب المدرسه المشهوره
والتي كنا نشاهد سياراتها وهي تطوف بالكراده لجمع الطلاب في
خمسينات القرن العشرين الذي أسس شركاتهم اليهود وتجاريه في مدن عديده منها نيويورك ومنهم يهودا زلوف التاجر ومستشار غرفة
التجاره عضو البرلمان الملكي رئيس المجلس الجسماني للطائفه
في العهد العثماني والعجيب انه توسط الوالي لاطلاق سراح قصاب
مسلم اعتدى عليه بسكين ولكن الوالي اطلق سراح قصاب يهودي
فرجع الى الوالي واخبره انه توسط عن المسلم وليس اليهودي
فأطلق الوالي الاثنان ومن تخرج من مدرسة الاليانس ببغداد صالح
فرج حبيم رئيس الطائفه سنة 1932لكنه استقال بعد اشهر حقق
عددا من المؤلفات ومنهم خضوري عزرا مدير عام الميزانيه سنة
1942 ومن اليهود خريجي هذه المدرسه الدكتور مراد ميخائيل
الشاعر مدير مدرسة الاليانس التي درس بها الحاصل على شهادة
الحقوق كان يوقع كتاباته بنزيل الشرقاط قرضه الرصافي من
محموعاته الشعريه دمرع الاسى وكتابه تاريخ الأدب العربي ومن شعره:-
ياوطني يا وطني حبك قد تيمني
حبك أقصى مأربي فأنت أمي وأبي وان من مشهوري خريجي
مدرسة الاليانس في بغداد من اليهود الاديب المؤرخ الكاتب الكتب
الادق عن أعلام بغداد والعراق أخر مسؤول عن الطائفه والذي لم
يغادر العراق الا بعد التضييق عليه بداية السبعينات السيد مير بصري