بغداد والشعراء والصور

طارق حرب :

التلفون في بغداد بين وصول أول تلغراف 1860 وأول خط هاتفي وأول اتصال وأول بيت ببغداد دخله التلفون واول مدير للبريد

---------------------------------

تبدأ رحلة الهاتف أو التلفون في بغداد سنة 1860م وفي زمن واليَّ بغداد مصطفى نوري باشا وأحمد توفيق باشا العثمانيين اذ وصل التلغراف الى بغداد وتم انشاء اداره صغيره للبرق وبعدها بسنة تم تأسيس أول خط تلغرافي يربط بغداد بالموصل وبين بغداد واسطنبول وبعدها بخمس سنوات تمت أول مخابره في ادارة البرق ببغداد بينها وبين اسطنبول وفي وسنة 1873 تم تأسيس بريد الهجانه بين بغداد وحلب وفي سنة 1911 تم تأسيس خط تلفني حكومي بين بغداد والكاظميه وتم وضع حجر الاساس لبناية دائرة البريد والبرق الجديده في محلة الميدان وبعدها انتهاء

العهد العثماني وفي سنة 1919 في العهد الانگليزي تم نصب بداله يدويه صغيره في

الاعظميه ربطت بها عدد من هواتف الدوائر الحكوميه وفي العهد الملكي سنة 1921

كان بيت توفيق السويدي الذي تولى بعد ذلك رئاسة الوزراء أكثر من مره في العهد الملكي

وكذلك أخوه ناجي السويدي أشغل هذا المنصب وكان والده أول رئيس لمجلس الاعيان هو

أول بيت ببغداد يحل عليه التلفون ضيفاً اذ كان سابقاً مقصوراً وجوده على الدوائر الحكوميه ويعتبر بيت توفيق السويدي أول مكان غير حكومي يدخله التلفون.

ويكون الاتصال بالتلفون عن طريق تدوير القرص للاتصال بالبداله حيث يتم الطلب من

عامل البداله الحصول على الرقم المطلوب وتحويله الى الطالب الذي اتصل به سابقاً وبعد

ذلك بسنه تم تعيين السياسي المشهور الذي تقلد منصب رئيس الوزراء بعد ذلك حكمت

سليمان كأول مدير عراقي لادارة البريد والبرق في بغداد بعد اقصاء المدير الانگليزي وفي سنة 1924 اشترك العراق كعضو في اتحاد البريد الدولي لكن تمثله ادارة البريد البريطانيه لخضوع العراق للانتداب البريطاني.

وفي سنة 1927 تم نصب أول تلفون عمومي في محلة باب الأغا بالجزء الشرقي

من بغداد قرب جامع مرجان بسبب عزوف أهل بغداد عن نصب هواتف في بيوتهم وبعد ذلك بسنه

تمت المباشره بقبول النداءات التلفونيه للمسافات البعيده بين بغداد والمراكز التلفونيه

الاخرى بالعراق وبعد ذلك بسنه أيضاً انتمى العراق الى اتحاد البريد الدولي فأصبح بذلك

أحد أعضائه. ولقد عملت مديرية البريد والبرق على تشجيع أهل بغداد على نصب هواتف في منازلهم حيث أصدر مديرها أرشد العمري منشوراً سنة 1931 تقرر فيه منح مبلغ قدره عشر روبيات ما يقارب الدولار لكل موظف بريدي يقنع مواطناً على نصب هاتف في محله أو سكنه فأصبح عدد الهواتف في السنه التاليه ما يقارب الالفي تلفون .

وقد تم مد خطوط الاسلاك الهاتفيه بين بغداد والدول المجاوره وقد نصبت أول بداله

أوتوماتيكيه ببغداد بدلاً من البدالات اليدويه السابقه سنة 1938 في منطقة الكراده

الشرقيه وكانت تقدم خدمة الى 350 تلفونا سميت بدالة الجنوب.

ومما ورد في الدليل الرسمي للمملكه العراقيه لسنة 1936 ان دوائر البرق والبريد ترتبط

بوزارة الاقتصاد والمواصلات وكان مديرها جميل بيگ الوادي يعاونه أمين الهاشمي وسليم ترزي والمهندسان المستر بيلي والمستر شناهان وضابط التفتيش جورج ميداني ومميزوا

المديريه فؤاد البير وعبد الباقي عبد الله وصلاح الدين بابان وفكتور الياس ومدير بريد

بغداد علي حسن ونائبه عبد الباقي حميد ونشر في الدليل ان الدائره منظمه بصوره فنيه تكفل

السرعه والضبط وهي منتشره بجميع انحاء العراق وان هذه الدائره لا تقل في نظامها ودقة

عملها من أعظم وأحدث دائرة بريد عالميه. ونشر الدليل اجرة الخطوط المتصله بمركز

التبادل وكانت أعلى أجره عن كل ثلاثة أشهر هي ثلاثة دنانير فقط بالنسبة للدوائر الحكوميه أما الاجره بالنسبه لدور السكن فكان حدها الاعلى دينار ونصف وحدد الدليل الاجور

الواجب استيفائها عن المخاطبات التلفونيه التي تجري بين مراكز التلفون في العراق وبين فلسطين والاردن وسوريا ولبنان ومصر كذلك تم ذكر الاماكن التي يمكن المخابره في العراق وفي بدايتها بغداد.

واعتبر مركز تبادل تلفون بغداد ومركز تلفون حيفا يتوسطان بايصال النداءات المتبادله بي كافة المراكز الداخليه في العراق والمراكز الخارجيه فعلى المركز العراقي الذي يريد الاتصال بمركز خارجي أن يتصل بمركز تبادل بغداد ويطلب اليه ايصاله بالمركز المطلوب بعد بيان رقم التلفون المطلوب واسم الشخص واسم المركز والمنطقه التابع لها في العراق واسم طالب النداء ورقم تلفونه وعلى مركز بغداد تدوين هذه المعلومات على بطاقات النداء الصادره وبعد الانتهاء من هذه الاجراءات ينبغي على مركز بغداد أن يطلب من مركز تبادل حيفا وبعد ان يزوده بالمعلومات يطلب من مركز حيفا ايصاله بالتلفون المطلوب في خارج العراق.

طارق حرب :

أول جمعية للموسيقيين العراقيين تؤسس في بغداد سنة 1951

--------------------------------

اذا كانت الموسيقى ظهرت أول ما ظهر بنو آدم على هذه الارض وبغداد قدمت الموسيقى منذ بنائها وظهر الموسيقيون البغداديون ومنهم ابراهيم

الموصلي وابنه اسحاق وزرياب في بداية العهد العباسي واستمرت الموسيقى في بغداد حيث الارموي نهاية العهد العباسي وبداية حكم هولاكو

وابنائه لبغداد واستمر الامر كذلك حتى بداية القرن العشرين حيث ظهرت الموسيقى ببغداد بشكل يأخذ التنظيم الحديث اذ يبرز الموسيقيان

الكويتيان اسماً العراقيين والبغداديين حقيقة صالح وأخوه داود الكويتي اللذان يعتبران الاشهر في النصف الاول من القرن العشريين ذلك انهما

أسسا في 1931/5/25 أول معهد موسيقي ببغداد وهو معهد أهلي سمياه (المعهد الاهلي للموسيقا) مستثمران لمكنتهما الموسيقى وهذا ما دفع

الجهات الحكوميه الى تأسيس معهد موسيقى حكومي في بداية سنة 1936 الذي سمي معهد بغداد للموسيقى وعين الاستاذ حنا بطرس أول مدير

للمعهد في الوقت الذي وجهت وزارة التربيه المعارف للموسيقار محيي الدين حيدر للمساهمه في تأسيس المعهد وحضر مع اثنين من زملائه

الاتراك هم ساندو آلبو وجوليان هيرتز عازفان وخبيران وقد أشغل المعهد جناح في معهد المعلمين حيث شكل المعهد فرقه موسيقيه من طلاب

دار المعلمين وهكذا أخذت الموسيقى منحى جديدا بنشاط الحركه الموسيقيه حيث كثرت أعداد المبدعين ممن عشقوا الموسيقى وأجادوا فيها

وشعروا انهم بحاجه الى خيمة تجمعها وتحافظ على الموسيقيين وتزيد العلاقات بينهم وتشد أزرهم فيما يزيد من نشاطهم ويأخذ الشكل القانوني

الاصولي فبدأت هذه المجموعه من الموسيقيين بتقديم الطلبات لتشكيل جمعيه للموسيقيين شأنهم شأن أصحاب أي حرفة أخرى ممن شكلوا

الجمعيات لرعاية أبناء المهنه الواحده غير ان هذه المحاولات والطلبات باءت بالفشل ولم تحقق نتيجه لا سيما في زمن كان من اللازم فيه

موافقة الجهات الحكوميه على تأسيس أية جمعيه طبقاً لأحكام قانون تأليف الجمعيات الصادر سنة 1922.

وفي وزارة نوري باشا السعيد الحادية عشر التي تولت السلطه ببغداد في الشهر التاسع من سنة 1950 حتى الشهر السابع 1952 وعندما كان نوري باشا رئيس وزراء ووزير الداخلية وكالة وبعد أن أعاد موسيقيوا بغداد الطلب لتأسيس جمعيه للموسيقيين فقد حصلت موافقة وزارة الداخليه
بكتابها 3289 في1952/2/28 على تأسيس جمعيه باسم جمعية الموسيقيين العراقيين على وفق الماده السابعه من قانون تأليف الجمعيات لسنة 1922 وقد كانت هذه الجمعيه ملاذا وملتحدا لكل الموسيقيين العاملين في الميدان الموسيقي وكان الفنان محمد القبانچي شيخ أهل المقام والفنان

حقي الشبلي شيخ أهل التمثيل أعضاء شرف في هذه الجمعيه على الرغم من ان الاول مطرب والثاني ممثل وكان مؤسسوا هذه الجمعيه من الموسيقيين هم سلمان شكر وناظم الغزالي وأحمد الخليل ويحيى حمدي ومحمد كريم وكان موقع هذه الجمعيه في شارع الرشيد محلة الحيدرخانه وبعد ذلك بدأ اسم الجمعيه يبدأ في وسائل الاعلام،

وقد سارع مؤسسوا جمعية الموسيقيين بعد الموافقه على تأسيسها الى عقد اجتماع للهيئه العامه يوم السادس من شباط من نفس السنه في مقر
الجمعيه حيث تم انتخاب الهيئه الاداريه للجمعيه عن طريق الانتخابات اذ فاز الموسيقي سلمان شكر للرئاسه ومحمد كريم نائباً للرئيس وأحمد

الخليل سكرتيراً للجمعيه وناظم الغزالي مديرا للأداره وواجد ابراهيم الغانمي أميناً للصندوق .

ووافقت وزارة الداخليه للجمعيه على اصدار مجله ناطقه بأسم جمعية الموسيقيين بأسم مجلة الفنان وهي أول مجله موسيقيه تصدر في

بغداد يوم الثاني والعشرين من شهر تموز من نفس السنه حيث تولت هذه الجمعيه نشر نشاطات الجمعيه ومباحث موسيقيع وأخبار الفن والفنانيين

والاعلانات كما قامت الجمعيه بأحياء عدد من الحفلات الموسيقيه في بغداد والمحافظات ومن مشهورات الحفلات الموسيقيه هذه الحفل الذي أقامته على سينما ريجنت وحفلات أخرى.

ولكن هذه الجمعيه تعرضت لمشاكل حيث استقال منها الموسيقي المعروف منير بشير لذا تم اجراء انتخابات جديده للجمعيه بعد حل الجمعيه حيث فاز منير بشير في رئاسة الجمعيه وجميل منير بشير واحمد الخليل سكرتيراً وواجد ابراهيم الغانمي أمينا للصندوق.

ومما يمكن ذكره ان هنالك جهات كثيره تولت تشجيع جمعية الموسيقيين وكان أول

المشجعين اذاعة بغداد التي خصصت لها برنامجا اسبوعيا الذي كان له الاثر في توفير

المال لدعم مالية الجمعيه وكان معهد الفنون الجميله داعما للجمعيه أيضا اذ مدتها

بمساعدات ماليه وانتمى عميد المعهد وقتها عزيز سامي الى جمعية الموسيقيين.

واعتادت جمعية الموسيقيين على اقامة حفل موسيقي مساء بعض الايام في دار المعلمين العاليه حيث كانت تقدم حفله موسيقيه في كل اسبوع بألوان الموسيقى الكلاسيكيه الشرقيه مع الموسيقى الغربيه ويكون تقديم هذه الحفلات تحت اشراف أحد أساتذة اللغه الانگليزيه والذي يقوم بمهمة الشرح والتفسير والتعليق والتعقيب على ما قدمته جمعية الموسيقيين وحيث ان تقديم الموسيقى تعود لأحد المؤلفين الموسيقيين فأنه يتم عرض السيره الذاتيه للموسيقي الذي تولت الجمعيه تقديم موسيقاه في الحفله.

طارق حرب :

مقهى عطيفه في الكاظميه من مقاهي بغداد التراثيه

---------------------------------

تعتبر مقهى السيد جعفر عطيفه والذي على اسمه محلة العطيفيه المعروفه بحكم كون السيد جعفر عطيفه أشغل منصب مدير بلدية الكاظميه ومحلة العطيفيه تتبع الكاظميه أكثر مما تتبع محلات الكرخ التي تحاددها من الجنوب تعتبر هذه المقهى من المقاهي البغداديه التراثيه لذا كانت لها شهرة كبيره في النصف الاول من القرن العشرين خاصة لما تتمتع به الكاظميه من مركز ديني يؤمها الكثير من الزوار يومياً ولوقوع المقهى في أحد أبواب الصحن الكاظمي الاكثر استعمالا بالدخول والخروج من الصحن الكاظمي وأعني بذلك باب الدروازه والدروازه الباب والمنطقه المشهوره المجاوره للباب ودروازه تعني الباب فباب الدروازه تعني باب الباب بالفارسيه.

والكاظميه كانت تسمى الشونيزي أي الحبة السوداء قبل بناء بغدادوبعد البناء أضحت من ثلاثة أقسام هي باب التبن وقطيعة أم جعفر ومقابر قريش التي تشكل من منطقة الحربيه وهي الحزء الشمالي الغربي من بغداد المدوره التي ينتهي شمالها بمحلة
الجعيفر ومحلة خضر الياس الحاليه وبالضبط قبل الوصول الى الجير الذي يربط مدينة
الطب بالرصافه بساحة الطلائع حيث ربض حرب بن عبد الله البلخي حيث بنيت بغداد
على أربعة أرباع ربعها ربض حرب الذي كان قائد شرطة المنصور وهنالك باب
حرب ومقبرة باب حرب ومنها مقبرة الكرخ ألقديمه أي مقبرة الشيخ معروف الكرخي
وتمتد الحربيه لتشمل جميع الشمال الغربي لبغداد القديمه بما فيها الكاظميه التي أخذت هذا الاسم بعد دفن الامام الكاظم فيها.

ومقهى عطيفه تتقدم على مقاهي الكاظميه الاخرى منها مقهى نجم وأم المري ومحمد علي الكاظمي والسقائين والكاشيه وآل بنانه واليهودي والحاج ناصر وصادق الاعرجي
وغيرها من مقاهي الكاظميه حيث أشتهرت الكاظميه بكثرة المقاهي بشكل يفوق مناطق بغداد الاخرى.

وآل عطيفه المسماة باسمهم هذه المقهى أسرة حسينيه من أسر الكاظميه المعروفه كأسرة
عبيده والعگيلي والچلبي والاستربادي وصدر الدين حيث كان السيد جعفر عطيفه أول
رئيس لبلدية الكاظميه وكان يدير هذه المقهى التراثيه الحاج صادق وولده سعدون حتى
أغلقت أبوابها وتحولت الى مطاعم وحوانيت وشغل جزء منها المحاكم وتحولت الى
فندق كونه يدر ربحاً مقبولاً بحكم زوار المدينه الذين يحتاجون الى الفندق للسكنى
وتميزت هذه المقهى بما تمتاز به أغلب أو جميع مقاهي الكاظميه في تلك الفتره حيث لا
مجال في المقهى للألعاب السائده في مقاهي بغداد الاخرى كلعب الطاوله(الطاولي)
ولعب الدومنه ومهارشة الديكه او معارك الكباش نحو ماهو موجود في مقاهي بغداد في
ذلك الزمن ويعود ذلك الى الطابع الديني ولقرب المقهى من مرقد الامام الكاظم.

حيث الزوار من المحافظات ومن بغداد الذين يمضون أوقاتهم فيها ويسهرون حتى الفجر خاصة وان منطقة الدروازه التي فيها هذه المقهى تكون المقاهي فيها على أشدها. كذلك أمتازت هذه المقهى بسعتها ونظافتها ومكان العده من القواري والاستكانات والسماورات المكان الذي يسمى بغدادياً (ألأوجاغ) الذي كان مكانه قريباً من باب المقهى حيث كان صف السماورات بأحجامها المختلفه والقواري وأباريق الشاي
والاستكانات والمواعين الصغيره والصواني المهيئه لنقل الشاي في منظر جميل جداً.
وأشتهرت هذه المقهى بوجود الهيل في الشاي وكأغلب عمل الشاي في المقاهي حيث
يتم تهيئة الشاي وجعله صالحا للاستعمال أو ما يسمى شعبياً (بالتخدير) على الفحم
وخاصة الفحم من نوع كوجرات هذا النوع من الفحم المشهور في تلك الازمنه وكان
للأرگيله الدور البارز لدى رواد هذه المقهى حيث تلاحظ الدخان يتصاعد من هذه
المقهى بشكل كبير ومن مكان بعيد اذ ان أغلب الحاضرين يدخنون الارگيله خاصة وان مجالات التسليه الاخرى من دومنه وطالولي غير موجوده في هذه المقهى نحو ما قلناه.
ولم تكتف هذه المقهى بجمع الزائرين الذين يفدون لزيارة الامام الكاظم كونها بجوار الصحن الكاظمي فتكون دار الاستراحه للزوار بعد أداء مراسيم الزياره فأن المقهى لها النصيب الاكبر من أهل الكاظميه الذين أتخذوها موضعاً لراحتهم ومكانا للقاءاتهم ومن مختلف الثقافات والجاه والاعمار من صحفيين ومفكرين ومثقفين وشعراء ومتأدبين
واجتماعيين بحيث ان الاسماء والصفات والخبرات تقاصر عن تعدادهم أو حصرهم
بحيث يمكن القول ان هذه المقهى ملتقى لجميع أهل الفكر والثقافه في الكاظميه كما ان
هذه المقهى كانت محلاً للمطالعه والقراءه والدراسه للطلاب والتلاميذ اذ يتقاطرون
عليها ومعهم كتبهم وكراريسهم وقرطاسياتهم وسوى ذلك من عدة الدراسه والمراجعه والتعلم.

٢ تعليق
٢٦‏٢٦‏

طارق حرب خبير قانوني ومحام
‏٣ مارس‏، الساعة ‏١٢:١٤ م‏ ·
طارق حرب :

إدارة نقابة المحامين ببغداد في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين

-----------------------------------

بعد أن كان نظام المحامين العثماني الصادر في 1876/1/14 ينظم مهنة المحاماة في بغداد باعتبارها جزءا من الدوله العثمانيه الذي أنتهى بصدور قانون المحاماة الذي صدر بيان الحاكم الانگليزي نهاية سنة 1917 والذي أعتبر نافذا من 1918/1/14 الذي استمر تطبيقه حتى صدور أول قانون للمحاماة قانوناً وطنياً بعد القانونين العثماني والانگليزي وهو القانون 61 لسنة 1933 بتاريخ 1933/8/24 الذي أعتبر نقابه واحده في بغداد ينتمي اليها جميع محامي العراق وبناء على ذلك دعى وزير العدل المحامين المسجلين في بغداد للاجتماع في ساحة المحاكم لانتخاب رئيس لنقابة المحامين ولوجود العطله جرت أول انتخابات يوم 1933/10/9 ببغداد ففاز ناجي السويدي برئاسة النقابه فكان أول نقيب للمحامين وفاز المحامي داود السعدي كنائب لرئيس النقابه وفاز في عضوية هيئة ادارة النقابه المحامين:- علي محمود الشيخ علي وشفيق نوري السعيدي وكمال السنوي وعلاء الدين النائب ومصطفى عاصم وأحمد عبد الغني الراوي.

وكان في مجلس النقابه لانتخابات 33 - 1934 النقيب المحامي بهجت زينل ونائبه المحامي كمال السنوي وعضوية هيئة النقابه المحامين ابراهيم الواعظ وتوفيق فكرت ونوري الاورفه لي وسري الاعظمي وعبودي سميتي.

وفي انتخابات 34-1935فاز المحامون بهجت زينل كنقيب وعباس العزاوي نائبه والاعضاء ابراهيم السعدي وعوني النقشلي وشفيق نوري السعيدي وعبد العزيز السنوي وعبد الجبار التكرلي وعبودي سيتي.

وفي انتخابات 35- 1936 كان أيضاً بهجت زينل قد فاز بمنصب النقيب ونائبه كمال السنوي واعضاء هيئة النقابه المحامون ابراهيم الواعظ وعبد العزيز السنوي وعوني النقشلي ونوري الاورفه لي وشفيق نوري السعيدي وعبودي سيتي.

وفي انتخابات 36- 1937 فاز بمنصب النقيب المحامي بهجت زينل ونائب النقيب عبد العزيز السنوي وأعضاء هيئة النقابه صالح المدلل وشفيق نوري السعيدي وعبودي سيتي وعوني النقشلي وابراهيم الواعظ وجلال محمد سامي وفي انتخابات 37- 1938 فار فيها نفس الفائزين في الدوره الانتخابيه السابقه حيث فار بهجت زينل بمنصب النقيب وعبد العزيز السنوي نائب النقيب وأعضاء هيئة النقابه شفيق نوري السعيدي وصالح المدلل وجلال محمد سامي وعوني النقشلي وعبودي سيتي وابراهيم الواعظ.

ويلاحظ في هذه الدوره ان النقابه أسست نادي المحامين في محلة الصرافيه.

وفي انتخابات 38- 1939 حصل تغيير في النتائج الانتخابيه حيث تم انتخاب المحامي داود السعدي نقيباً ونجيب الراوي نائباً للنقيب واعضاء هيئة النقابه المحامون شفيق نوري السعيدي وعبد العزيز السنوي وعبد الوهاب محمود ورشيد الصوفي وجلال محمود سامي وحمدي صدر الدين وعبودي سيتي. أما انتخابات 39-1940 فقد تكرر انتخاب بهجت زينل نقيباً ولم يكن هنالك نائب للنقيب وكان أعضاء

هيئة النقابه عبد العزيز السنوي وصالح المدلل وعبد الرزاق شبيب وعوني النقشلي وعبودي سيتي وفي انتخابات 40-1941 كان هنالك نقيب جديد هو المحامي نصرت الفارسي وكان أعضاء مجلس النقابه المحامون عبد الرزاق شبيب ويونس السبعاوي ونوري الاورفه لي وابراهيم الواعظ ومحمد الچرچفچي ويوسف زلخه. وفي انتخابان 41-1942 فاز المحامي نجيب الراوي بمنصب النقيب وفاز كأعضاء مجلس النقابه المحامون عيسى طه وعبد العزيز السنوي ورشيد الصوفي وعزيز شريف ونوري الاورفه لي وعبد الهادي الظاهر ويوسف زلخه.

وفي انتخابات 42-1943 التي تولاها المحامون في بغداد تكرر انتخاب المحامي نجيب الراوي نقيباً للمحامين وانتخاب اعضاء مجلس النقابه من المحامين عيسى طه وعبد العزيز السنوي ورشيد الصوفي وعزيز شريف ونوري الاورفه لي وعبد الهادي الظاهر ويوسف زلخه وفي انتخابات 42-1943 تم التجديد للنقيب السابق نجيب الراوي واعضاء مجلس النقابه تم التجديد الى المحامين عيسى طه ونوري الاورفه لي وعبد الهادي ظاهر ومحمد الچرچفچي ويوسف زلخه وانتخب صادق كمونه لأول مره وفي انتخابات 43- 1944 تم التجديد للنقيب السابق أيضاً وكان مجلس النقابه من المحامين عيسى طه ونوري الاورفه لي ومحمد الچرچفچي وعبد الرزاق شبيب وعبد العزيز السنوي ونوري الاورفه لي وفي انتخابات 45-1946 جدد للنقيب المحامي نجيب الراوي ونائب النقيب

صادق كمونه واعضاء مجلس التقابه عبد العزيز السنوي ونوري الاورفه لي وعبد الرزاق شبيب ومحمد چرچفچي ويوسف زلخه وعبد الهادي الظاهر وفي انتخابات 46-1947 تم تغيير النقيب اذ تم انتخاب المحامي جميل عبد الوهاب نقيباً واعضاء مجلس النقابه صادق كمونه وعبد العزيز السنوي ونوري الاورفه لي وعبد الرزاق شبيب ومحمد چرچفچي ورشيد الصوفي وفي انتخابات 47-1848 كان نجيب الراوي للنقابه والاعضاء عبد الرزاق شبيب ومحمد جواد

الخطيب ولطيف حكيم ويوسف المولى وعبد المحسن الدوري ومحمد چرچفچي ورشيد الصوفي وطالب جميل ومحمد زكي عد الكريم وفي انتخابات 48-1949 فاز نقيب جديد جعفر حمندي ونائب النقيب عبد الرزاق شبيب واعضاء مجلس النقابه يوسف المولى ولطيف حكيم وطالب جميل ومحمد زكي عبد الكريم وعبد المحسن الدوري ومحمد چرچفچي أما في انتخابات 49-1950 فقد تكرر انتخاب جعفر حمندي نقيباً ونائب النقيب عبد المحسن الدوري واعضاء مجلس النقابه طالب جميل ومحمد صالح الگيلاني وطلال جرجي ومحمد توفيق العاني وابراهيم الحمداني وبدري البياتي ونوري الاورفه لي.
٦‏٦‏

طارق حرب :

التنين الصيني يتوج على الباب الطلسم كتعويذه لحماية بغداد وأهلها

-----------------------------------

باب الطلسم أحد أبواب الجزء الشرقي من بغداد أي في رصافة بغداد شرق محلة الشيخ عمر وميزة هذا الباب عن أبواب بغداد في جزئيها الغربي والشرقي انه توج بطلسم وتعويذه لا مثيل لها في أبواب بغداد يتمثل برجل جالس بشكل غريب وهيئة غريبه وعلى كل من يمينه ويساره الحيوان الصيني المشهور المسمى بالتنين الحيوان الخرافي الصيني لحماية بغداد وأهلها من حسد الحاسدين وكيد الاعداء المتربصين ولعل ذلك يمكن أن يكون تاريخاً لهذا الباب كون استعمال

الهيئات الصينيه وردت بغداد بعد فتح هولاكو لبغداد والقضاء على الدوله العباسيه سنة 1258م حيث الدوله الايلخانيه المغوليه وبعدها الدولة الجلائريه حيث ترجع الدولتان الى مناطق أقصى الشرق من الصين ومنغوليا وبذلك فنحن لا نتفق مع من يقول ان هذا الباب يعود الى العهد العباسي اذ لوراجعنا أسماء أبواب بغداد في العهد العباسي لا نجد باب بأسم باب الطلسم أو باب الحلبه بأعتبار قربه من حلبة اللعب أو السباق فلو رجعنا الى كتاب خطط بغداد للدكتور ليسنر حيث حدد اسماء الابواب في العهد العباسي الاول ولا يذكر هذا الباب من بين هذه الابواب حيث يحدد ابواب بغداد بأنها:-

أبرز وقبيضه والانبار والبردان والبستان والبصرخ والتبن والجسر والحديد وحرب وخراسان والخاصه والدير والذهب والدواب والغنم والشام والشعير والشماسيه والطاق وطاق الحراني والعامه وقطربل والكرخ والكناس والكوفه والمحول والمخرم والمراتب والمقير وليسمن بينها هذا الباب وحتى الدكتور صالح العلي في

كتابه بغداد مدينة السلام لم يذكر هذا الباب أو في هذا المكان الموجود فيه انه يؤكد باب حيث يذكر أبواب بغداد:- باب الابواب والبصره والتبن والجسر والحديد وحرب وخراسان والذهب والشام والشعير وطاق الحراني وقطر بل والكرخ والكوفه والمحول. كذلك يذكر الدكتور جورج المقدسي في كتابه خطط بغداد في القرن الخامس الهجري أي العهد العباسي الثاني أبواب بغداد وليس من بينها هذا الباب وهذه الابواب التي يذكرها هي:-

أبرز والازج وبدر والبصره والتبن والجديد وخراسان والسلطان والشعير والشماسيه والطاق والعامه والغربه والفيل والمحول والمراتب والنوبي.

واذا كانت أمانة بغداد قد عثرت على بقايا أسس هذا الباب التاريخي بالقرب من مقبرة الغزالي شرق جامع الشيخ عبد القادر الگيلاني أسفل الطريق الحولي لبغداد في الجزء الشرقي وهو طريق محمد القاسم للمرور السريع بعد رفع آلاف الاطنان من السكراب والمخلفات وازالة عشرات المحلات التي كانت تغطي الباب وتضيع معالمه وتولت تنظيف الساحات المحيطه بهذا الاثر الخالد فأن وجوده قرب حلبة السباق السابقه وورود اخبار كثيره عنه خاصة عند دخول هولاكو الى بغداد وبعد ذلك دخول السلطان العثماني مراد الرابع سنة 1638 وقيامه بغلقه لأنه ساهم في دخول الصفويين الى بغداد قبل ذلك قبل ذلك بأقل من ثلاثين سته واسقاطهم للحكم العثماني الاول ببغداد ولكي لا يدخل الصفويون بغداد مرة ثانيه الى بغداد وينهوا الحكم العثماني مرة ثانيه ونسف العثمانيين لهذا الباب سنة 1917م بعد دخول الانگليز لبغداد حيث كان هنالك مستودع بارود ولكي لا يقع بيدي الانگليز وغير ذلك جعل لهذا الباب اهمية تراثيه كبيره.
من الواضح ان باب الطلسم يشبه باب آخر من أبواب بغداد هو الباب الوسطاني وقوامه برج فخم دائري الشكل معزز بصف من المزاغل الشاقوليه وزعت على محيطه بابعاد متساويه ويظهر من معاينته انه خضع للصيانه في العهد العثماني أي ان بناءه كان قبل هذا العهد لذلك تمت اضافة بعض الاضافات التي أوجبتها الاسلحه الحديثه التي لم تكن موجوده قبل العهد العثماني أي لم تكن موجوده في العهد الايلخاني والجلائري والخروفان الاسود والابيض ممن حكمت بغداد قبيل العهد العثماني لذلك جددت ستارته واستحدثت فيها فتحات كمكان للمدافع الثابته على ناصية الباب والذي يظهر من الرحاله الفرنسي تافرنيه الذي زار بغداد سنة 1652م انه قدر عدد المدافع على اسوار بغداد بستين مدفعاً.

ولقد زين المدخل الرئيسي لبرج الباب بمنحوته آجريه نادره تحمل دلالات رمزيه

مستوحات من الثقافات الشرقيه القديمه وتنتمي لعقائد ومفاهيم ودلالات ذات أصول وثنيه اذ اعتمدت طلاسم معينه تسهم لي حراسة أبواب المدينه بغداد وأهل بغداد من كيد

الاعداء والسحره والذين يريدون السوء وتتمثل هذه الصوره شخص بهيئة غريبه ورداء لا مثيل له في بغداد أو يختلف عن أردية أهل بغداد ويقترب من أردية دول شرق اسيا وهذا يجلس متربعاً على الارض وعلى كل من يمينه ومن يساره حيوان خرافي

اسطوري لا زال يظهر في احتفالات تلك الدول وهوالتنين والشخص الجالس يمسك بكل يد من يديه لسان التنين الذين صورهما من عمل هذه اللوحه على شكل ثعبانين كبيرين ملتويين لهما رأس تمساحين بقرنين وجناحين ويدين.

وطبيعي ان هذا الريم لا تعرفه بغداد ولا تاريخها خاصة وان الشخص الموجود في هذه الصوره ذا سحنه اسيويه شرقيه ويرتدي زي مزركش وهنالك زخارف نباتيه على شكل أغصان ملتويه ومتشابكه تخرج منها أوراق ثلاثيه ومراوح نخيليه ومعها اشكال

حلزونيه ونعماً للرحاله الفرنسيه ديو لاڤوا التي صورت ذلك بكامرتها ودونت خلاصة

ما نقش عليه من كتابات . وكان مدون على واجهته الخارجيه قوله

( واذ يرفع ابراهيم

القواعد.......) وذكر الخليفه العباسي الناصر لدين الله وهذا يبدو ان أصل هذا الباب

كان باب من العهد العباسي ولكن هذا الباب وضع بعد ذلك العهد.

=68.ARAiMN0pjrWjmybM-3PKivhz7Wzg0Hat_dkqWWQ03pnrGj1_5YIysAozXRPWiGNaTnptSueViGiaDuEe9oNe-7koI0_ty29sIqXcO1wF2PLHOgDtBHDlQfW8SXx5tlZFku01yXoQEO74MHtWjC45Wn93-pZN4TuR7iv-Ae0M6PtlizDh7wZr8vst54wzjKozpKVk305L-rT7Nvnb2F8EkQezrH_5ov79jeACXwRHBDePB2_xaAFzOV92W7qY1w6UH403aFXDf_U5HYOd6cMbInubYcUtpMOE1LHg3NanX0DSB1Md8gB-jYMFNEfx5stjkMsC83DHNWm1t01E-cxqXSHC]طارق حرب خبير قانوني ومحام

=68.ARAiMN0pjrWjmybM-3PKivhz7Wzg0Hat_dkqWWQ03pnrGj1_5YIysAozXRPWiGNaTnptSueViGiaDuEe9oNe-7koI0_ty29sIqXcO1wF2PLHOgDtBHDlQfW8SXx5tlZFku01yXoQEO74MHtWjC45Wn93-pZN4TuR7iv-Ae0M6PtlizDh7wZr8vst54wzjKozpKVk305L-rT7Nvnb2F8EkQezrH_5ov79jeACXwRHBDePB2_xaAFzOV92W7qY1w6UH403aFXDf_U5HYOd6cMbInubYcUtpMOE1LHg3NanX0DSB1Md8gB-jYMFNEfx5stjkMsC83DHNWm1t01E-cxqXSHC&__tn__=-R]‏١ مارس‏، الساعة ‏١٠:٣٣ م‏ ·

طارق حرب :

أول جمعية للموسيقيين العراقيين تؤسس في بغداد سنة 1951
--------------------------------

اذا كانت الموسيقى ظهرت أول ما ظهر بنو آدم على هذه الارض وبغداد قدمت الموسيقى منذ بنائها وظهر الموسيقيون البغداديون ومنهم ابراهيم الموصلي وابنه اسحاق وزرياب في بداية العهد العباسي واستمرت الموسيقى في بغداد حيث الارموي نهاية العهد العباسي
وبداية حكم هولاكو وابنائه لبغداد واستمر الامر كذلك حتى بداية القرن العشرين حيث
ظهرت الموسيقى ببغداد بشكل يأخذ التنظيم الحديث اذ يبرز الموسيقيان الكويتيان اسماً
العراقيين والبغداديين حقيقة صالح وأخوه داود الكويتي اللذان يعتبران الاشهر في النصف الاول من القرن العشريين ذلك انهما أسسا في 1931/5/25 أول معهد موسيقي ببغداد
وهو معهد أهلي سمياه (المعهد الاهلي للموسيقا) مستثمران لمكنتهما الموسيقى وهذا ما دفع الجهات الحكوميه الى تأسيس معهد موسيقى حكومي في بداية سنة 1936 الذي سمي معهد بغداد للموسيقى وعين الاستاذ حنا بطرس أول مدير للمعهد في الوقت الذي وجهت وزارة
التربيه المعارف للموسيقار محيي الدين حيدر للمساهمه في تأسيس المعهد وحضر مع
اثنين من زملائه الاتراك هم ساندو آلبو وجوليان هيرتز عازفان وخبيران وقد أشغل
المعهد جناح في معهد المعلمين حيث شكل المعهد فرقه موسيقيه من طلاب دار المعلمين وهكذا
أخذت الموسيقى منحى جديدا بنشاط الحركه الموسيقيه حيث كثرت أعداد المبدعين ممن
عشقوا الموسيقى وأجادوا فيها وشعروا انهم بحاجه الى خيمة تجمعها وتحافظ على
الموسيقيين وتزيد العلاقات بينهم وتشد أزرهم فيما يزيد من نشاطهم ويأخذ الشكل القانوني
الاصولي فبدأت هذه المجموعه من الموسيقيين بتقديم الطلبات لتشكيل جمعيه للموسيقيين
شأنهم شأن أصحاب أي حرفة أخرى ممن شكلوا الجمعيات لرعاية أبناء المهنه الواحده
غير ان هذه المحاولات والطلبات باءت بالفشل ولم تحقق نتيجه لا سيما في زمن كان من
اللازم فيه موافقة الجهات الحكوميه على تأسيس أية جمعيه طبقاً لأحكام قانون تأليف الجمعيات الصادر سنة 1922.

وفي وزارة نوري باشا السعيد الحادية عشر التي تولت السلطه ببغداد في الشهر التاسع
من سنة 1950 حتى الشهر السابع 1952 وعندما كان نوري باشا رئيس وزراء ووزير
الداخلية وكالة وبعد أن أعاد موسيقيوا بغداد الطلب لتأسيس جمعيه للموسيقيين فقد حصلت موافقة وزارة الداخليه

بكتابها 3289 في1952/2/28 على تأسيس جمعيه باسم جمعية الموسيقيين العراقيين على وفق الماده السابعه من قانون تأليف الجمعيات لسنة 1922 وقد كانت هذه الجمعيه ملاذا وملتحدا لكل الموسيقيين العاملين في الميدان الموسيقي وكان الفنان محمد القبانچي شيخ أهل المقام والفنان حقي الشبلي شيخ أهل التمثيل أعضاء شرف في هذه الجمعيه على الرغم من ان الاول مطرب والثاني ممثل وكان مؤسسوا هذه الجمعيه من الموسيقيين هم
سلمان شكر وناظم الغزالي وأحمد الخليل ويحيى حمدي ومحمد كريم وكان موقع هذه
في شارع الرشيد محلة الحيدرخانه وبعد ذلك بدأ اسم الجمعيه يبدأ في وسائل الاعلام،

وقد سارع مؤسسوا جمعية الموسيقيين بعد الموافقه على تأسيسها الى عقد اجتماع للهيئه العامه يوم السادس من شباط من نفس السنه في مقر الجمعيه حيث تم انتخاب الهيئه
الاداريه للجمعيه عن طريق الانتخابات اذ فاز الموسيقي سلمان شكر للرئاسه ومحمد كريم
نائباً للرئيس وأحمد الخليل سكرتيراً للجمعيه وناظم الغزالي مديرا للأداره وواجد ابراهيم الغانمي أميناً للصندوق .

ووافقت وزارة الداخليه للجمعيه على اصدار مجله ناطقه بأسم جمعية الموسيقيين بأسم مجلة الفنان وهي أول مجله موسيقيه تصدر في بغداد يوم الثاني والعشرين من شهر تموز من نفس السنه حيث تولت هذه الجمعيه نشر نشاطات الجمعيه ومباحث موسيقيع وأخبار الفن والفنانيين والاعلانات كما قامت الجمعيه بأحياء عدد من الحفلات الموسيقيه في بغداد والمحافظات ومن مشهورات الحفلات الموسيقيه هذه الحفل الذي أقامته على سينما ريجنت وحفلات أخرى.

ولكن هذه الجمعيه تعرضت لمشاكل حيث استقال منها الموسيقي المعروف منير بشير لذا
تم اجراء انتخابات جديده للجمعيه بعد حل الجمعيه حيث فاز منير بشير في رئاسة الجمعيه وجميل منير بشير واحمد الخليل سكرتيراً وواجد ابراهيم الغانمي أمينا للصندوق.
ومما يمكن ذكره ان هنالك جهات كثيره تولت تشجيع جمعية الموسيقيين وكان أول
المشجعين اذاعة بغداد التي خصصت لها برنامجا اسبوعيا الذي كان له الاثر في توفير
المال لدعم مالية الجمعيه وكان معهد الفنون الجميله داعما للجمعيه أيضا اذ مدتها
بمساعدات ماليه وانتمى عميد المعهد وقتها عزيز سامي الى جمعية الموسيقيين.

واعتادت جمعية الموسيقيين على اقامة حفل موسيقي مساء بعض الايام في دار المعلمين
العاليه حيث كانت تقدم حفله موسيقيه في كل اسبوع بألوان الموسيقى الكلاسيكيه الشرقيه
مع الموسيقى الغربيه ويكون تقديم هذه الحفلات تحت اشراف أحد أساتذة اللغه الانگليزيه والذي يقوم بمهمة الشرح والتفسير والتعليق والتعقيب على ما قدمته جمعية الموسيقيين
وحيث ان تقديم الموسيقى تعود لأحد المؤلفين الموسيقيين فأنه يتم عرض السيره الذاتيه للموسيقي الذي تولت الجمعيه تقديم موسيقاه في الحفله.

طارق حرب :

كنز الخليفه العباسي المعتصم يعثر علبه بعد الف سنه ويسمى كنز خضر الياس زمن

والي بغداد العثماني نامق باشا

-----------------------------------

هذا ماحصل في الثامن عشر من الشهر الاخير من سنة 1899 م حيث تم العثور على دفينه ماليه عبارة عن كنز تعود النقود التي تم العثور

عليها في هذا الكنز الى عهد الخليفه العباسي المعتصم بالله الذي حكم بغداد من عام
218هج سنة 833 م حيث استمر حكمه لبغداد لأربع سنوات فقط أي ان الكنز استمر

مختفياً عن الانظار أكثر من الف سنه وحيث ان المنطقه التي تم العثور علي الكنز فيها

هي ساحل دجله في منطقة خضر الياس أو الموجوده حالياً تحت الجسر الرابط بين مدينة

الطب بالرصافه وبين ساحة الطلائع في الكرخ أي منطقة خضر الياس الحاليه تلك

المنطقه التي غنى بها أهل بغداد :-

بشريعة النواب يسبح حبيبي

وبجاه خضر الياس هو حبيبي

على اعتبار ان هذا الصالح الذي اسمه خضر الياس والذي له مرقد رمزي له على شاطئ موضع الزيارات من كثير من نساء بغداد وخاصة يوم الاربعاء حيث كان المرقد في المكان الذي جرفته مياه دجله وحيث مسناة آل السويدي لوجود بيتهما قريباً وعلى الساحل دجله أيضاً تلك العائله المشهوره كون الاب يوسف السويدي رئيس أول لمجلس الاعيان الملكي وولديه توفيق وناجي اشغلا منصب رئيس الوزراء أكثر من مره

وأخوهم الثالث عارف السويدي إستوزر أكثر من مره وبجوارهم بيت آل النواب العائله التي أصلها من مهراجات الهند والتي كانت شريعته المشهوره مسبحاً شعبياً لأهل بغداد.

وقصة هذا الكنز ترتبط بعامل ( القفه) أو ما يسمى بالبغدادي(الگفچي) أي ملاح لقارب مدور مطلى بالقير حيث كان واسطة لنقل الاشخاص

والبضائع وكان اسم الملاح وقائد هذا الزورق المدور صالح خلف المشهداني والذي لامس بغرافته أو ما يسمى(المردي) وهو الة دفع وتحريك

القفه وتنقلها بين ضفتي نهر دجله في جهة الكرخ وبالقرب مما تبقى من مقام خضر الياس الدفينه الذهبيه والكنز العباسي ففي فجر يوم السبت

للشهر الاخير من سنة 1899 تم العثور على شاطئ دجله القريب من اليابسه على الدنانير الذهبيه وقيل ان تلك الدنانير كانت مخفيه في جره أو

وعاء الماء المسمى بالشعبي حب أو زير ماء فكسرها وكانت مملوءه بالذهب وبالالاف وكانت هذه الاموال الذهبيه مضروبه بأسم الخليفه العباسي المعتصم بن هارون الرشيد وكانت مفاجأة لهذا الرجل اذ ما أن سحب المردي من المكان الذي كان وضعه فيه حتى شاهد ان بعض الاموال

تخرج مع المردي حتى انه دهش وترك القفه ليتأكد من حقيقة هذه الاموال وأخذ يجمع الليرات المتكاثره التي تخرج من كل كف من كفوفه التي

أخذ يغرسها بالرمل والماء لأخراج الاموال وحيث ان العثور على الكنز كان في الفجر وقبل شروق الشمس فقد تولى ملء كيسين وحملها عائداً

الى داره ليخفيها في الدار وعاد مسرعاً الى المكان لجمع الكثير من الاموال لكنه تفاجأ بوجود رجال الجندرمه العثماني اذ أنكشف أمر الكنز

حيث كان بريق الذهب مدعاة لحضور شرطة ولاية بغداد لأن مكان تواجد الشرطه كان في الجانب الاخر من النهر واسرعوا حال رؤيتهم بريق الذهب.

وقد احتوى الكنز على أنواع متعدده من الاموال بالاضافه الى الليرات الذهبيه كالحيونات والتماثيل ومخشلات ذهبيه وسواها من انواع الاشكال

الذهبيه التي كانت موجوده في العهد العباسي الاول زمن الخليفه المعتصم بالله وبعد أن تولت سلطات بغداد العثمانيه التي بلغت بالالاف جمعها

أرسلتها الى عاصمة الدوله العثمانيه لتكون جزءا من موجودات المتحف التركي أما ما أستولى عليه السيد المشهداني من هذا الكنز فلم يكشف

للسلطات وبقى دفين بيت عامل (القفه) لفترة قليله حيث بدت عوامل الثراء على هذا العامل فلقد تزوج أكثر من مره ولم يكن وفياً لزوجته

المسماة(أمونه) والتي كانت وراء اخفاء الاموال التي استولى عليها زوجها واشترى بيتا كبيرا وذهب لأداء فريضة الحج لأكثر من مره ومنحوه

أهل المحله اسم المعتصم تيمناً بأسم الخليفه المعتصم صاحب الكنز وكانت هذه الدفينه أو الكنز الحاله الثانيه في تاريخ بغداد فقد سبق وان تم

العثور على كنز يعود الى الخليفه العباسي الناصر لدين الله الذي حكم بغداد نهاية القرن السادس الهجري وبداية القرن السابع الهجري وكان

العثور على الكنز الجديد في العهد الجلائري أي بعد فترة حكم المغول لبغداد ومكان ذلك الكنز قريب من جامع مرجان محاذي لشارع النهر.

طارق حرب :

المدرسه المستنصريه ببغداد في عهد دولة هولاكو تعيش أفضل أزمانها فالسلطان المغولي يزورها وأفضل المدرسين والاداره فيها .

---------------------------------

المدرسه المستنصريه ببغداد بناها الخليفه العباسي المستنصر سنة 631هج 1233م
على شاطئ نهر دجله في الجزء الشرقي من بغداد وأفتتحها نصير الدين بن النافذ نائب
الوزير وكان من مدرسيها الفقيه الحنفي أبو حفص عمر بن محمد الفرغاني وبعد
افتتاحها بسنتين زارها ملك دمشق وصاحب الموصل وصاحب شهرزور وممن درس
بها أيضاً أبا المعالي عبد الرحمن بن مقبل الواسطي وبعد وفاة الخليفه المستنصر بعد
تسع سنوات من بنائها لم تستمر على حالها حتى دخول المغول بقيادة هولاكو خان الى بغداد عام 656هج 1258م وتأسيس الدوله الايلخانيه لأولاد وأحفاد هولاكو التي
حكمت بغداد من التاريخ السابق حتى سنة 1338م حيث حكمت الدوله الجلائريه بغداد
فلقد حظيت المدرسه المستنصريه من هولاكو وابنائه برعاية خاصه ودرس فيها أفضل
علماء العالم الاسلامي وتولى ادارتها فضلاء أهل العلم وتوفرت فيها مكتبه لا تماثلها
مكتبه في العالم الاسلامي ففي سنة 1297م يقصدها السلطان المغولي محمود غازان
حفيد هولاكو الذي اجتمع بالعلماء ورتب لهم المرتبات وخصص المال لشراء الكتب مما

لم يحصل في تاريخ المدرسه المستنصريه سواء في العهد العباسي أو العهود التاليه
وعقد السلطان المغولي لقاء خاصا مع ابن الفوطي مؤرخ بغداد الشهير الذي كان من العاملين في المدرسه حيث كان خازن الكتب في هذه المدرسه

ومن الامور الخاصة بالمدرسه في العهد المغولي الذي حكم بغداد من 1258 الى سنة
1335م والتي عززت المدرسه بشكل يفوق ما حققته المدرسه طيلة عمرها فبعد
دخول المغول بثلاث سنوات تم تعيين الشيخ جلال الدين بن عكبر الواعظ مدرس الحنابله
مدرساً فيها وفي سنة 1268 توفي قاضي القضاة نظام الدين البندنيجي وكمال الدين
محمد البغدادي المدرسان في هذه المدرسه وتوفي الشيخ سراج الدين عبد الله الشرماجي
المالكي الذي كان مدرساً في المدرسه المستنصريه وعين مدرساً فيها بدله علم الدين
وفي سنة 1282 توفي ابن أيار الذي تولى مشيخة النحو في المدرسه المستنصريه
صاحب التصانيف الكثيره منها الاسعاف في الخلاف وقواعد المطارحه وشرح فصول
ابن معطي.
وفي سنة 1297 حصلت زيارة المدرسه من حفيد هولاكو السلطان محمود غازان نحو
ما ذكرنا سابقاً وفي 1307 توفي العلامه نصير الدين أبي بكر عبد الله عمر الشافعي
الفقيه العالم باللغه والادب كان جيد المناظره سكن بغداد ومات بها ودرس بالمدرسه
المستنصريه وبعد أربع سنوات توفي نجم الدين أبي بكر عبدالله بن أبي السعادات محمد
الانباري المقرئ خطيب جامع المنصور وشيخ المدرسه المستنصريه وفي 1324
توفي المؤرخ المشهور ابن الفوطي مؤرخ العراق وخازن كتب المدرسه المستنصريه
من مؤلفاته تلقيح الافهام ومجمع الاداب في معجم الاسماء والالقاب وغيرها وبعد أربع
سنوات من هذا التاريخ زار الرحاله العربي الشهير ابن بطوطه المدرسه المستنصريه
فوصفها وأمتدح التدريس فيها. وبعد ذلك بسنه توفي الشيخ العاقولي المدرس بالمدرسه
المستنصريه المشهور من خلال جامع العاقولي ببغداد وفي 1332 توفي العلامه شهاب
الدين عبد الرحمن بن محمد بن عسكر المالكي البغدادي مدرس المدرسه المستنصريه.

وكان نور الدين علي بن تغلب هو الذي صنع الساعات المشهوره التي كانت على باب
المستنصريه حيث أخذت هذه العائله البغداديه اسم عائلة الساعاتي من ذلك العمل وكان
الخطاط المشهور ياقوت المستعصمي الذي يعتبر الثاني أو الثالث في الخط العربي خازناً بدار الكتب في المدرسه المستنصريه حيث توفي سنة 1298
ومن فقهاء هذه المدرسه فخر الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن الطبسي المدرس الفقيه كانت له مكتبه حافله بالكتب الجليله وأكثرها بخطه وقد وقفها على خزانة كتب
المدرسه المستنصريه ومن رتب معيداً للحنفيه في المدرسه مجد الدين ابن الساعاتي
وكان أبوه قبله مدرساً للحنفيه فيها وكان أبو بكر القلانسي المتوفي سنة 1304 مقرئ
الحديث في المدرسه ومن خطاطي بغداد في تلك الفتره والخطاط ابن بكلك البغدادي
المتوفي سنة 1310 من فقهاء المدرسه المستنصريه وقوام الدين البغدادي الخطاط
المتوفي بعد سنة كان من فقهاء المالكيه في المدرسه المستنصريه والخطاط شمس الدين
البرزبي البغدادي المتوفي سنة 1334 ممن تولى التدريس بالمستنصريه الذي كان
بصيراً بالخلاف والمذهب وكان الشيخ الصالح الرحاله عفيف الدين ابو عبدالله الازجي
البغدادي الحنبلي المعروف بابن الدواليبي وابن الخراط شيخا لدار الحديث بالمستنصريه
المدفون في مقابر الشهداء بالحربيه ببغداد سنة 1327 والامير قوام الدين البغدادي
الخطاط بن الامير قتلع الفقيه المالكي الفاضل صاحب الجمله الصالحه من الكتب من
فقهاء المدرسه المستنصريه وكان آخر الخطاطين الذي تولوا التدريس في المدرسه
المستنصريه قبل انتهاء الحكم المغولي بأيام سنة 1735 كانت وفاته هو قطب الدين
الفضيلي الذي عين مدرساً بالمدرسه المستنصريه بعد الشيخ العاقولي ومن درس بهذه
المدرسه ابن عبد الحق البغدادي وابن الجحيش الكاتب البغدادي وهنالك الكثير ممن
درسوا في هذه المدرسه مما يدلل على ان العصر الذهبي لهذه المدرسه هو عهد حكم
هولاكو خان وابنائه لبغداد.

١ تعليق
١٠‏١٠‏

أعجبني

طارق حرب :

بغداد نحو ما وصفها ابن عقيل الذي عاصر النفوذ البويهي والسلجوقي في العهد العباسي

-----------------------------------

لم يكن أبو الوفاء ابن عقيل المتوفي في بغداد عام 436هج سنة 1071 م بعد أن تجاوز الثمانين من العمر والذي عاصر النفوذ البويهي والنفوذ السلجوقي حيث انتهى النفوذ الاول وأبتدأ النفوذ الثاني عام 422هج زمن الخليفتين العباسيين القادر والقائم في فترة كان البغداديون معروفين عموماً بالاعتزاز ببغداد العظيمه كما يقول الدكتور جورج مقدسي صاحب كتاب خطط بغداد ولم يكن ابن عقيل شاذاً عنهم وقد خلا وصفه من المبالغه المتطرفه التي يتسم بها هذا التفاخر ولكنه يظهر حبه لمدينته فهو ذو معلومات غنيه معتمده كما انه يظهر احساساً دقيقاً بالجمال ويكشف سمة حزن على التبدلات التي تعرضت لها البلاد في زمنه وكان وصفه مكملاً لوصف مؤرخ بغداد الخطيب البغدادي الذي عاصره وقد ورد هذا الوصف في كتاب مناقب بغداد لابن الجوزي.
يبدأ ابن عقيل وصفه فيقول: سألني صدر من صدور طريق خراسان عن بغداد وما أدركت بها فقلت:-

لا أذكر لك أمراً تكاد تستبعده فأذكر لك محلتي وهي واحدة من عشرة محال كل محلة كبلد من بلاد الشام وهي المعروفه بباب الطاق ( وباب الطاق محله في الجزء الشرقي من بغداد أي الرصافه وتكاد تكون أغلب الرصافه) أما شوارعها فشارع ما يلي دجله من أحد جانبيه قصور على دجله طراز ممتد من عند الجسر الى أوائل الزاهر وهو بستان للملك ( أي السلطان السلجوقي) نحو مائتي جريب ( حوالي سبعون فدان) وجانبه الآخر مساجد أرباب القصور ومساكن غلمانهم وفي خلال ذلك إصطبلاتهم ثم يليه عن يمينه عند الجسر سوق يحيى الجامعه بين دور الوزراء والامراء مما يلي الشط كدار شادي والربيب ( أي ابن أبي شجاع وزير الخليفه المقتدي) وابن الاوحد ( وزير سلطان الدوله) وقصر للوافي الذي كان عليق دوابه كل يوم ألف مخلاة ثم في آخر هذا السوق دار فرج مساكن الثقات والرؤساء.

وفي الجانب الغربي أعني من سوق يحيى الدكاكين العاليه والدروب العامره من دقاقين وخبازين وحلاوين ثم نهاية الدور الشاطئيه دار معز الدوله ذات المسناة التي عرضها مائة آجر وكان لها روشن فهذا طراز باب الطاق الشاطي فأما دواخلها فأولها العرصه التي هي رحبة الجسر وتنقسم رحبة الجسر الى شارعين عظيمين أحدهما للأساكفه ثم سوق الطير وهو سوق يجمع الرياحين وفي حواشيها الصيارف الظراف وأصحاب الطيالس وفاخر الملابس ثم سوق المأكول الخبازين والقصابين وسوق الصاغه لم يشاهد أحسن بناء منه بناء شاهق وأساطين ساج عليها غرف مشرفه

ثم الوراقين سوق كبيره وهي مجالس العلماء والشعراء ثم سوق الرصافه عظيمة جامعه ثم شارع الترب وقصر المهدي وجامع الرصافه ودرب الروم ( محلة النصارى) وشارع عبد الصمد والسقايات العجيبه في طريق الجامع ذات الاجراس الكثيره.

ونظير هذا من الجانب الغربي الكرخ وشاطئه قصور منتظمه ذوات دواليب وبساتين ورواشن متقابله وبين يدي ذلك دار خيطيه مشذبه لرب الدار مسرجه بالحلية المليحه والرجاشات العحيبه والبط يتلاعب في مشرعة الدار الشاطئيه ولربما أختلطت أصوات أغانيها برنيم دواليبها ونقيق بطها وضجة غلمانها وهدمها ودجلة تنسل بين شاطئ قصورها الشاطئيه ولقد نزلت كثيراً في سيمريه منحدراً فما أزال أسمع هذه الانغام من شرعة الجسر بباب الطاق الى باب المراتب.

وكان لدور الشط أبواب الى شوارعها وعلى كل باب مراكب مسرجه مهيأه لركوب الظهر( أي الارض) كما بين أيدي رواشنها خيطيه أو زبزب( نوع من المراكب) لركوب الشط والناس كأنهم في دعوة لا تخلو من ختان صبي أو زفاف امرأه وفي السبوت مجالس القراء على الكراسي بالالحان وحلق الحلاج والصراع ومسابقة السفن.

ومن أحسن القصور كانت دار الفخريه ( نسبة لأبي الفخري البويهي) بالغربي ودار المملكه بالشرقي ولم يكن للدار العزيه (نسبة الى عز الدواه البويهي) مثل دار أيلدرك والحريم الطاهري ودوره الشاطئيه وسوره الدائر وبابه الحديد ودار الامير حسن بن أسحق بن المقتدر الذي عليه الخلافه فأباها. ووراء الحريم شارع دار الرقيق محلة كبرى كثيرة المنازل العجيبه ثم درب سليمان والمارستان( المستشفى) وسوقه العجيب ثم دار النقابه الشاطئيه. قال ابن عقيل؛ وكنت أسمع من المشايخ ان بدجله خمسمائة مصفره ( نوع من المراكب) مزينه لا يركب فيها الا ظراف التجار والاجناذ وأرباب المقاطعات :
الرجل وغلامه والملاحون بالثياب الجميله ثم باب البصره ذات السكك البعيده.

ومن الجانب الشرقي الزاهر : بستان عظيم جامع للنخل والازهار ووراءه ثلاث محال سوق السلاح والمخرم وسوق الدابه وتمتد العماره الى نهر المعلى ودار الخلافه وتاجها العجيب وهي بنفسها بلد وباب المراتب ومحله تختص بالكبراء وأرباب المناصب وباب الازج والمأمونيه وفي الجانب الغربي قصر عيسى وقصر المأمون والتوثه وغير ذلك وجمعت الكرخ منازل عجيبه بديعة البناء وفيها درب الزعفران وفيه الدار العجيبه ودرب رياح وشارع ابن أبي عوف وباب المحول وكان بسور الحلاويين خزانة كتب فيها اثنا عشر ألف مجلد وكانت أسواق الكرخ وباب الطاق لا يختلط العطارون بأرباب الزهائم والروائح المنكره ولا أرباب الانماط بأرباب الاسقاط وكان لأرباب المروآت دروبهم تخصهم ؛ درب الزعفران بالكرخ لا يسكنه أرباب المهن بل أهل البز والعطر ودرب سليمان مقصور على القضاة والشهود وكبار التجار.
مما سلف تظهر نتائج مهمه عن خطط بغداد وخاصة الجانب الشرقي اذ ان ابن عقيل يتحدث عن بغداد كما كانت في حقبة من حياته أختفت فيها كثير من الاماكن التي يصفها أو فقدت أهميتها وهو يتحدث بصيغة الماضي عن دار كتب في الكرخ كانت تضم اثنا عشر ألف مجلد في ان هذه المكتبه احترقت عام 451هج وهو يتحدث متذكراً وجود صفين من القصور على شاطئ دجله من باب الطاق الى باب المراتب في حين ان كثيرا من هذه الدور اختفت من الشواطئ اثناء دخول السلاجقه الى بغداد ونهاية العهد البويهي فيها ويلاحظ ابن عقيل انه قسم بغداد الى عشر محلات وأعتبر باب الطاق واحده من هذه المحلات ثم جعل الكرخ مقابة لها وهو يعتبر الكرخ احدى المحلات العشره التي قسم بغداد بها أما التسعه فهي: باب الطاق وسوق السلاح والمخرم وسوق الدابه ونهر المعلى ودار الخلافه وباب المراتب وباب الازج والمأمونيه وقد بدأ بوصف محلته الخاصه في الجانب الشرقي وكان وصفه وكأنه واقف على جسر باب الطاق الذي يسميه الجسر وهو الجسر الوحيد الذي يذكره.

طارق حرب :

عوبديا وفنان وسميك ومئير وبصري وميخائيل وشاؤول آخر اليهود البغداديين ممن نظموا الشعر باللغه العربيه

-----------------------------------

بعد هجرة اليهود البغداديين وتركهم بغداد الذي أبتدأ نهاية النصف الاول من القرن العشرين والتي بلغت ذروتها بصدور القانون رقم 1 لسنة 1950 وان استمر بقاء عدد لا يصل الى المائه شخص أنتهى في نهاية القرن العشرين فأنه لا بد من تذكر الوجبه الاخيره من اليهود البغداديين الشعراء الذين نظموا الشعر باللغه العربيه اذ ونحن في نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين لانسمع شاعراً بغدادياً يقول شعره باللغه العربيه اذ غيبهم الموت ونسى أبنائهم لغة آبائهم التي تألقوا فيها هؤلاء الآباء شعراً ونثراً وموسيقى وغناءً وسوى ذلك من أجناس الثقافه والعلم والفن والموسيقى والادب ومن اليهود البغداديين الذين يعتبرون الوجبه الاخيره ممن نظم الشعر باللغه العربيه بصري وعوبديا وميخائيل وشاؤول ومئير ونوريه وفنان والعماري وسميك.

فالشاعر البغدادي اليهودي مراد ميخائيل فهو الشاعر الملهم منذ صباه الذي أحب العراق فلقد نظم قصيده منذ كان عمره السادسة عشر يقول فيها:

يا وطني يا وطني حبك قد تيمني
حبك أقصى مأربي فأنت أمي وأبي
كتب قصة البائس ونشرها سنة 1926

وقد رسم صورة البائس بقوله:

يحملني دهري بما لا أطيقه
وتقعدني الاحداث والقلب مألم

وفي الحنين يقول:

يحن فؤادي كلما أومض البرق
ويشتاقكم قلبي اذا غنت الورق

وذكر شيء من شعره عندما كان هنالك موظفاً في مدينة الشرقاط حيث يقول:

الى هنا جرفني التيار
هنا وضعتني السكينه لأقاسي صنوف الالام

وفي حفل تكريم البغدادي اليهودي ومنحه درجة بروفسور شموئيل موريه سنة 1975 قال:

سامي علوت الى المقام السامي

حققت ما تصبو من الاحلام

ومما يذكر ان شاعرنا هذا كان أحد الشعراء الذي شارك في مبايعة احمد شوقي أميراً للشعراء وقد توفي سنة 84ع عن ثمانين سنه.

أما الشاعر ابراهيم عوبديا فهو آخر الشعراء اليهود البغداديين الذين تمسكوا بالشعر العمودي المولود ببغداد سنة 1924 وتوفي سنة 2006 بعد أن نشر اثني عشر ديواناً وثلاثة كتب

كتب أكثرها في الشعر الشعر الشعبي ولقد كتب الكثير في مدح الجيش العراقي والتي كانت تذاع من اذاعة بغداد وقتها وبعد اضطراره لترك بغداد والذهاب الى طهران قال عن بغداد:

بغداد آثار لنا ضاع بعضها

وشوه منها بعضها بعد تدليس

وقال في العراق:

أيدت أحرار العراق مناصراً

وسرت بركب الوعي والنهضه الهادي

وقد حافظ عوبديا على اسمه الحقيقي وحرص على لهجته العراقيه متمنياً زيارة العراق ولو لساعة واحده قبل وفاته وله كتب ودورين عديده منها خفقات قلب وفي سكون الليل والظمأ الحائر وأغنيات عراقيه وفي دنيا المقامات والغناء العراقي.

ومنهم الشاعر مراد العماري الذي ولد بالعماره وانتقل الى بغداد في سن الثامنة عشره سنة 1941 فيها عمل في السكك الحديد وحصل على شهادة الحقوق وفي اذاعة بغداد ولكنه ترك العمل بالاذاعه بسبب قتل طالب في احدى المظاهرات ورفض قراءة بيان من الاذاعه يتضمن تشويه واقعة القتل وعمل في الصحافه في جريدة صحيفة الشعب والتايمز العراقيه ومجلة الرابطه وصحيفة الاهالي وترك العراق وبغداد مضطراً سنة 1971 وكانت مختاراته الشعريه منظومه بأسلوب عربي جزل وقافيه يتشوف لها المعنى غير مقحمه او قلقه وموسيقى تذكر بكبار شعراء العراق في الاربعينات.

ومن شعراء بغداد اليهود في الوجبة الاخيره الاديب الشاعر المشهور مير شاؤول بصري المولود في بغداد والذي درس في مدرسة الأليانس ببغداد الدارس للادب العربي ولازم ادباء بغداد منهم الأب أنستاس الكرملي ومصطفى جواد الذي درس العربيه عليهما وعن عباس العزاوي درس التاريخ وعن محمود الملاح درس العروض ويذكر انه بدأ بنظم الشعر بالفرنسيه والعبريه ثم تركهما الى اللغه العربيه حيث كان متأثرا بالشاعرين أبو نواس وابو فراس الحمداني وتأثر بأغلب الشعراء المحدثين ونشر أول نتاجه سنة 1928وهو شعر منثور سار فيه على طريقة جبران خليل جبران ونظم القصائد العديده والملاحم الطويله شعرا منها نهاية الابطال وفتاة من بغداد ونشر سعره في المجلات والجرائد وترجم بعضع للفرنسيه والانگليزيه اشغل مناصب عديده منها رئيس الطائفه ترك بغداد مضطراً سنة 1974 كتب الكثير من المؤلفات وكان الاصدق في كتاباته عن السياسيين العراقيين وكتبه لا تحصى كما ان وظائفه لا تستقصى فلقد كتب لنا تاريخ العراق الحديث في جمبع وجوهه الادبيه والسياسيه والاقتصاديه وغيرها.

ومنهم أنور شاؤول المحامي المولود بالحله والذي أنتقل لبغداد وهو الشاعر القاص الاديب المحامي صاحب المجلس الثقافي البغدادي المشهور الذي قال في بلدته:

يا دياراً حبها تيمني
لك في قلبي غرام أبدي

ومن باكورة شعره وأثر والدته فيه يقول:

أماه عيني بك ما متعت
ولم يحز منك فمي قبلة

وكتب في فلاح أغرق الماء حاصلاته:

أيها الساكن في القصر الحصين

هتف الفلاح هل من موئل

وفي قصيدته بجوار الموقد يحرك رماد ذكرياته القديمه فيقول:

لم يبق لي الا القريض وموقدي
وهما تعلة قلبي المتوجد

وشاؤول ينتمي الى المدرسه الانتقاليه وهي المدرسه التي أزدهرت بين الحرب العالميه الاولى والحرب الثانية وترددت بين التقليد والتجديد التي تزعمها الزهاوي والرصافي ويضم ديوان همسات الزمن القسم الاوفر من سعره خلال ثلاثين سنه حيث يمتاز بحس مرهف والمسحه الانسانيه وشعره رائق يطرب ويعجب ومن اعماله مجلة الحاصد المشهوره وبرع كشاعر وقاص ومحام وصفياً ممتازاً ومن موءلفاته كتابة قصة ما يعتبر اول فيلم سينمائي علياً وعصام وديوانه همسات الزمن ومسرحية وليم تيل فهو من رواد القصه الحديثه في بغداد.

وهنالك عدد آخر من الوجبه الاخيره من الشعراء اليهود البغداديين الذين نظموا باللغه العربيه وبذهابهم ذهب الشعر العربي من اللسان اليهودي البغدادي.

طارق حرب :

قضاة بغداد زمن النفوذ السلجوقي في العهد العباسي

----------------------------------

اذا كانت الدوله العباسيه أمتد حكمها لبغداد من عام 145هج حتى عام 656هج من سنة 762 الى سنة 1258 م فلقد كان هنالك فترات كثيره كان فيها نفوذ أجنبي في الدوله العباسيه بدأ من عهد الخليفه المعتصم حيث النفوذ التركي ثم النفوذ البويهي وبعد ذلك النفوذ السلجوقي الذي بدأ من عام 447هج حتى عام 547 من سنة 1055 الى سنة 1152 زمن خلافة الخلفاء القائم والمقتدي والمستظهر والمسترشد والراشد والمقتفي حيث كانت الكلمه العليا في أمور بغداد للسلاجقه وليس للخليفه العباسي الذي كان يمثل الشكل فقط حيث دخلت جيوش السلاجقه بغداد بقيادة طغرل بيگ وكان السلاجقه حكام بغداد الفعليين من طغرل بيگ الى ألب أرسلان وملكشاه وغيرهم من قادة السلاجقه حتى عهد الخليفه المقتفي والوزير ابن هبيره الذي أنهى الوجود السلجوقي في بغداد وقد تولى القضاء ببغداد في تلك عدد من القضاة منهم:

ومن قضاة بغداد زمن النفوذ السلجوقي في العهد العباسي قاضي القضاة محمد بن علي الدامغاني الذي تولى القضاء بعد دخول السلاجقه بغداد عام 447هج واستمرت ولايته للقضاء في بغداد ثلاثين سنه المولود بدامغان والذي دخل بغداد وهو في العشرين من العمر فتفقه علو أبي عبدالله الحسين الصيمري وأبي الحسين القدوري وبرع بالفقه وانتهت اليه الرياسه في مذهب العراقيين كان فصيح العباره كثير النشوار في درسه سهل الاخلاق روى عنه الكثير من الشيوخ وعانى من الفقر في طلب العلم كان من الشهود عند قاضي القضاة بن مأكولا وبعد وفاة بن مأكولا تولى الدامغاني القضاء .

وخلع عليه وقرئ عهده وقصد خدمة السلطان السلجوقي طغرلبك فأعطاه دست ثياب وبغله ونظر نيابة الوزاره مرتين واحده للخليفه القائم وأخرى للخليفه المقتدي وكان يوصف بالاكل الكثير مرض في آخر حياته وكان الناس يدخلون فيعودونه حتى وفاته وقد ناهز الثمانين فنزع الفقهاء طيلسانهم يوم موته وصلى عليه ابنه أبو الحسين ودفن بداره بنهر القلائين ثم نقل الى مشهد أبي حنيفه.

ومنهم القاضي محمد بن علي هبة الله بن القاضي الذي روى عن البرقاني وغيره وكان اليه القضاء بعد أبيه وخرج أيام الفتنه التي حصلت في كرخ بغداد ومات بالبصره فوقع فيه سهم فمات فدفن يوم الجمعه عام 479هج عند أبيه خلف القبه الخضراء. ومنهم القاضي علي بن محمد البسطامي قاضي بغداد بباب الطاق الذي تفقه على يد الصيمري وحصل طرفاً صالحاً من الفقه على مذهب أبي حنيفه تولى القضاء بباب الطاق مات 482 هج ومن قضاة بغداد زمن النفوذ السلجوقي أحمد بن صاعد بن محمد أبو نصر الاستوائي قاضي القضاة الزينبي شيخ الاسلام المتوفي في نفس السنه السابقه سمع عن أبيه محمد وعن جده صاعد وعن عمه أبي الحسن وروي عن اسماعيل بن محمد الحافظ وزاهر بن طاهر وصفه أحدهم فقال: شيخ الاسلام وصدر المحافل المقدم العزيز من وقت صباه في بيته وعشيرته الفائق أقرانه بوفور حشمته ربي في حجر الامام وكان من أوحد الاحفاد عند القاضي الامام صاعد مما أنشده في الرفق:

لم أر مثل الرفق في لينه

قد أخرج العذراء من خدرها

ولما أكمل البيتين كتبهما الخليفه وبعد موته دفن في مقبرة اسلافه ومن القضاة القاضي عبد الرحمن بن محمد العماني الذي كان يتولى القضاء في ربع الكرخ ببغداد ثم ولي القضاء في البصره توفي عام 485هج ومن القضاة زمن النفوذ السلجوقي القاضي محمد بن المظفر بن بكران الحموي الشامي الذي قدم الى بغداد فتفقه على أبي الطيب الطبري ومع من أبي القاسم بن بشران وكان أحد الشهود عند القاضي أبي عبد الله الدامغاني وزكاه القاضي أبو يعلى الفراء وابو الحسن بن السمناني وناب عنه في القضاء وكان حسن الطريقه خشن وفيه حدة وكان ثقة عفيفاً نزهاً لا يقبل من سلطان أعطيه ولا من صديق هديه وقد لازم مسجداً يؤم أهله ويقرأ ويدرس عليه الحديث ولما مات القاضي الدامغاني أشار به الوزير السلجوقي أبو شجاع على الخليفه المقتدي فقلده قضاء القضاة عام 478هج وخلع عليه وقرئ عهده ولم يرتزق على القضاء شيئاً ولا يحابي مخلوقاً فلما أقام الحق نفرت منه القلوب للمبطليو ولفقوا له معايب لم يلصق به منها شيء وكان غاية تأثيرها انه سخط عليه الخليفه ومنع الشهود من اتيان مجلسه فلم يطرأ على رفيق أستحق به العزل ثم صلح رأي الخليفه عنه وقد أخذ عليه البعض انه يأخذ بالفراسه فضرب أحدهم حتى أقر بمال أخذه غصباً وكان ضربه بجريده من نخلة داره وكان فقيهاً من فحول المناظرين وكان لا يقبل شهادة من يلبس الحرير على الرغم من ان ملك شاه ووزيره نظام الملك السلجوقيان يلبسان الحرير توفي عام 478 هج.

ومن قضاة بغداد في تلك الفتره القاضي ابن شيذله عزيزي بن عبد الملك بن منصور أبو المعالي الجيلي الذي ولي القضاء بباب الازج أي باب الشيخ وسمع الحديث من جماعه وكان شافعياً لكنه يتظاهر بمذهب الاشعري وكانت فيه حده وبذاءة لسان توفي عام 494هج وسر أهل باب الازج بوفاته حتى انه كان يقول انه لو حلف انسان انه لا يرى انساناً فرأى أهل باب الازج فأنه لم يحنث. ومنهم أحمد بن محمد بن الصباغ قاضي ربع الكرخ من بغداد الذي سمع الحديث من الجوهري وأبي الطيب الطبري وتفقه عليه وعلى عمه ابن نصر ابن الصباغ وشهد عند القاضي أبي عبد الله الدامغاني وولي الحسبه بالجانب الغربي وكان فاضلا في الفقه وكان يصوم الدهر ويكثر الصلاة توفي عام 494هج. والقاضي عبيد الله بن محمد أبو محمد الدامغاني ابن أخت قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني شهد عند خاله وتولى القضاء بربع الكرخ وكان صالحاً ورعاً عفيفاً سمع أبا القاسم التنوخي ولد في دامغان وتوفي عام 502هح ودفن بمقبرة الخيزران عند قبر أبي حنيفه. ومنهم القاضي علي بن محمد الانباري قاضي بغداد بباب الطاق المتوفي عام 507 هج ومن قضاة النفوذ السلجوقي زمن العهد العباسي ببغداد القاضي علي بن محمد بن علي بن محمد الدامغاني أبو الحسن الدامغاني بن قاضي القضاة المولود عام 449هج والمتوفي عام 513هج شهد عند أبيه وفوض اليه القضاء بباب الطاق وكان يوم تولد القضاء وعدل أي أعتبر شاهد عدل ابن ست عشرة سنه ولم يسمع ان قاضياً تولى القضاء أصغر من هذا وولي القضاء لأربعة خلفاء وانقطع عن القضاء واشتغل بالعلم فقلده المستظهر قضاء القضاة وكان عليه اسم قاضي القضاة وهو معزول ثم ولي المسترشد فأقره على قضاء القضاة وناب عن الوزاره وأخذ البيعه للخليفه المسترشد وكان فقيهاً متديناً ذا مروءه وصدقات وعفاف وكان له بصر جيد بالشروط والسجلات سمع الحديث من القاضي ابي يعلى الفراء قوله هو ان الانصاف لا يختص بأحكام الشرع بل حقوق الناس التي توجبها قوانين السياسه واداب الرياسه مما يقتضي اعطاء كل ذي حق حقه ويجب ان يكون هو المعيار لمقادير الناس لا سيما أهل العلم ولما شعر بالموت أنشد شعرا:

والناس يلومون الطبيب وانما

غلط الطبيب اصابة الاقدار

مات وعمره ثلاث وستون سنه513

وهنالك قضاة آخرون في بغداد ممن تولى القضاء ببغداد زمن النفوذ السلجوقي في العهد العباسي.
١١١١
٥ تعليقات

طارق حرب :

محلة الذباب ( السنك) من محلات بغداد التراثيه

-----------------------------------

من محلات الجزء الشرقي من بغداد و(السنك) كلمة تعني الذباب بالتركيه ذلك ان العثمانيين سموها بهذا الاسم لكثرة المستنقعات والمياه الراكده وكانت اراضيها زراعيه يزرع فيها الكثير من المزروعات التي تعتمد على السماد الحيواني من مخلفات الحيوانات وهذه كلها تؤدي الى تجمع الذباب وكثرته عن المناطق الاخرى لذلك سميت بمحلة السنك وقد ورد ذكرها منذ العهد العباسي وهي محلة تقع على شاطئ دجله كانت تعتبر في أقصى جنوب بغداد قبل التوسع الحاصل في بغداد في القرن العشرين وتحدها من الغرب نهر دجله ومن الجهات الباقيه تحيط بها محلات باب الشيخ والمربعه ورأس القريه وجنوبها كانت ارض بساتين قبل فتح شارع ابو نواس وبناء جسر الملكه عاليه ( جسر الجمهوريه) والبناء الجديد ذكرها الكابتن فيلكس جونز مع محلات بغداد سنة 1855 حيث ذكر انها كانت تتكون من جامع عبد الفتاح وعقد الطاق الاظلم وعقد شطيه نسبة لآل الشطي وحمام الراعي ذلك الحمام الذي يرقى الى القرن السابع عشر وعقد الساده نسبة الى عائله عرفت بهذا الاسم وعقد القصاصير وعقد الدبخانه حيث دار ياسين الخضيري وعقد الباب الشرقي وقهوة الباب الشرقي وعقد الشريعه.

وقد كان قسماً من محلة السنك تابعاً في العصر العباسي لمحلة باب الازج أي باب الشيخ المحاذيه لها من الشرق ولكون محلة باب الازج المحله الاكثر شهرة من محلة السنك والقسم الاكبر من جنوب السنك يسمى باب البصليه أي باب بغداد الجنوبي والمسمى بباب كلواذى وهو الباب الشرقي الذي كان المدخل الوحيد لمحلة الكراده الشرقيه والحزء
الشاطئ من السنك عرف بمحلة باب المراتب نسبة الى الباب الجنوبي لدار الخلافة العباسيه المسمى بهذا الاسم وقد أكتسبت هذه المحله شهرة في القرن الخامس الهجري
خاصة حيث دور القواد والفقهاء والوزراء والادباء وكانت فيها خزائن الغلال ولكن

أصابها الخراب بداية القرن السابع الهجري حتى باع أهلها أنقاضها وبدت محلة السنك

كالمهجوره لم يبقى فيها الا دور قوم من أهل البيوتات القديمه وممن سكن هذه المحله

الوزير نظام الدين نصر المظفر بن علي بن جهير وزير الخليفه العباسي المقتفي بأمر الله

والتي سكنها الوزير بعد عزله عن الوزاره ثم استملكتها السيده(بنفشا) حظية الخليفه

العباسي المستضيء بأمر الله الذي حكم بغداد أواسط القرن السادس الهجري وجعلت الدار

مدرسه للفقه الحنبلي الذي جدده في تلك الفتره الشيخ عبد القادر الگيلاني وسلمت مفاتيح

الدار الى العلامه الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي الذي درس في المدرسه فترة ليست قليله

ومن الصدف ان الرحاله ابن جبير استمع الى احدى محاضراته عند زيارته لبغداد عام

580هج ومن آثار هذه المدرسه الى اليوم قبر جمال الدين عبد الرحمن حفيد ابن الجوزي الذي استشهد عند دخول هولاكو الى بغداد.

وقد ورد اسم محلة السنك في أحكام متعدده أصدرتها المحكمه الشرعيه ببغداد منذ نهاية

القرن التاسع عشر الميلادي خاصة بأحكام الموقوفات حيث الاملاك الموجوده فيها توضع كوقف واظهر احكام وسجلات هذه المحكمه كثرة الحدائق على شكل بساتين صغيره التي تسمى (الباغجات) والتي يقال لها في بغداد واطرافها بعد ذلك (بقچه) منها العائده الى

محمد بن جواد أوده وبستان عبدالله وبستان جنينه العائده الى ورثة محمد علي خان النواب

العائله التي تعود الى المهراجات الهنديه والتي مكانها الان دائرة الاتصالات الكبيره المطله على شارع الرشيد الذي كان ينتهي عند محلة السنك وكذلك بستان زهوه بنت حسين بن

علو وكانت محله السنك محله كبيره بعقود وجامع كما رأينا عند تقديم فيلكس جونز

منتصف القرن التاسع عشر واغلب تفرعات هذه المحله دخلت تحت جسر السنك الذي

يربط الرصافه بالكرخ وكانت هنالك الساقيه التي تأخذ المياه من دجله لتوصلها الى محلة

باب الشيخ وجامع الشيخ عبد القادر الگيلاني وقد تم بناء عدد من الدور في محلة السنك

وخاصة المطله على شارع الرشيد ومنها قصر عبد الجبار وعبد القادر الخضيري حيث

استعمل القصر الاخير محلاً لتأسيس أول نواة للجيش العراقي سنة 1921 وكذلك عدد من الدور الكبيره وامتازت المحله ببناء سينما ريكس وسينما روكسي واسواق حسو أخوان في اربعينات القرن العشرين.

طارق حرب :

علماء بغداد في العهد الجلائري منهم الشاعر صفي الدين الحلي والمؤرخ الصفدي وابن الشمائل

-------------------------------

العهد الجلائري هو العهد الثالث الذي يحكم بغداد بعد العهد العباس وعهد هولاكو الذي حكم بغداد من سنة 1338 الى سنة 1411 م حيث أنشأ هذه الدوله الشيخ حسن الكبير والجلائريون من الاقوام التركيه التي تسمت بالمغوليه حيث شاركت هذه الاقوام مع هولاكو في غزواته.
واذا رجعنا الى كتب التاريخ الكثيره التي أرخت عن بغداد في العهد الجلائري وكتاب تاريخ علماء بغداد لأبي المعالي محمد بن رافع السلامي لتجد فيها ان العلم في بغداد لم ينقطع وان العلماء استمروا اعلاما لبغداد في تلك الفتره وحسبنا أن نذكر انه كان في بغداد بتلك الفتره موءرخ بغداد ابن الصفدي صاحب كتاب الوافي بالوفيات المتوفي سنة 1362م وكان فيها الشاعر المشهور صفي الدين الحلي عبد العزيز بن سرايا الطائي شاعر عصره المتوفي ببغداد سنة 1349م صاحب ديوان الشعر وموءلفات كثيره منها العاطل الحالي ورساله في الزجل والموالي والاغلاطي معجم الاغلاط اللغويه ودرر النحو وهي قصائد وصفوة الشعراء وخلاصة البلغاء والخدمه الحليله وغيرها ومن علماء هذه الفتره ابن رجب الموءرخ وصاحب كتاب ذيل طبقات الحنابله المتوفي سنة 1393م. ومن علماء لفتره الجلائريه ببغداد ابن الشمائل صفي الدين عبد الحق الموءرخ الاديب الفقيه كان مدرساً في المدرسه المستنصريه له كتب منها شرح المحرر ومعجم في رجال الحديث ونعته المؤرخون بعالم بغداد وركن الدين شافع بن عمر بن اسماعيل الفقيه الحنبلي الاصولي نزيل بغداد وكان معيداً في المدرسه المستنصريه توفي ببغداد يوم الجمعه ودفن بدهليز تربة الامام أحمد بن حنبل سنة 1341م

وصفي الدين ابي عبد الله الحسين بن بدران بن داود البابصري البغدادي الخطيب الفقيه الحنبلي المحدث النحوي الاديب المتوفي سنة 1347م والمدفون في مقبرة باب حرب ببغداد وكذلك الاصولي محمود بن أبي القاسم من أكابر العلماء وهو الذي كتب حوالات بغداد من كتبه تفسير الحقائق الربانيه المتوفي سنة 1348م وكذلك ابن الكتبي يوسف بن اسماعيل بن الياس أبي المحاسن الشافعي البغدادي الطبيب الفقيه الذي كان معيداً في المدرسه المستنصريه له كتب منها ما لا يسع الطبيب جهله في مفردات الطب المتوفي سنة 1353م ومنهم ابن النور يحيى بن نور الدين الاديب العالم له مصنفات عديده منها كتاب السلوك المتوفي سنة 1359م والعالم شهاب الدين أبي عبد الله بن محمد الشيرجي الزاهد الحنبلي المعيد بالمدرسه المستنصريه المدفون في مقبرة أحمد بن حنبل ببغداد سنة 1363ك

والشيخ نور الدين محمد بن محمود الامام الفقيه الحنبلي المقريء البغدادي سمع وخرج وقرأ وأقرأ وتميز وولي الحديث بعد القاضي جمال الدين توفي سنة 1365ودفم بمقبرة الامام أحمد بن حنبل وكذلك العالم شجاع الدين أبي بكر محمد بن قاسم السنجاري نزيل بغداد الشيخ الامام المحدث المتوفي سنة 1387م وكذلك العالم ابن الفاصح علاء الدين علي بن عثمان العذري البغدادي صاحب كتاب شرح القاري شرح حرز الاماني

وتحفة الطلاب في العمل بربع الاصطرلاب ودرة الافكار في معرفة أوقات الليل والنهار وهدية المتدي في معرفة الاوقات بربع الدائرة الذي عليه المقنطرات المتوفي سنة 1399م والعالم شهاب الدين أحمد بن عمر بن علي بن عبد الصمد البغدادي العلامه الفقيه المحدث سمع الخديث من المزي والذهبي المتوفي سنة 1407م.

ومن علماء بغداد في العهد الجلائري الذين ذكرهم كتاب تاريخ علماء بغداد شرف الدين القرشي الذي يعود نسبه الى

الامام الحسن ومنهم ابن المعمار عبد الله بن اسماعيل الاسدي البغدادي المنعوت بالجلال الكاتب الاديب المعروف بابن المعمار والذي روي عنه:

كأن بيتين اذا أغنيا عن الف بيت تم منها الغرض

صمتي عن سبم لي صحة في وبلواكِ بسببي مرض. المتوفي سنة 1341م.

ومنهم السيد العبري التبريزي المولد الذي دخل بغداد غير مره وأخذ عنها الذي كان يفتي

للمدهبين الحنفي والشافعي توفي سنة 1342م ونجم الدين الربعي محمود بن أبي منصور
الربعي البغدادي الاصل والمولد المتوفي ببغداد سنة 1347م وابن الموءذن عبد العزيز

بن محمد بن عبد زلعزبز البغدادي المعروف بأبن الموءذن سمع ببغداد من الشيخ بن ألي

الجيش وغيرهم ورحل الى القاهره ودمشق ومنهم ابن الجاله الحافظ النسابه الذي دخل بغداد وحدث هناك وأملى وأخرج اربعين حديث للخليفه المستعصم اخر خلفاء بني العباس ببغداد توفي سنة 1350م ومنهم ابن عبد الحق عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي أبو

محمد وأبو الفضائل الملقب صفي الدين الفرضي الفقيه درس بالمدرسه المجاهديه ببغداد وأفتى بها وناظر سمع عليه الحديث من أهل بغداد العلامه محمود الكوفي والعلامه سراج الدين الحنبلي وشمس الدين الازجي روي عنه ؛

يامن لنفس كلفت بما قد تلفت

قد راضها الحب تلقاه حتى ألفت

توفي ودفن بمقبرة الامام أحمد بن حنبل ببغداد سنة 1338م.

ومنهم سراج الدين القزويني أبو حفص بن أبي الحسن الشافعي امام جامع الخلفاء أول سماعه بواسط ثم أنتقل الى بغداد فوض الى المدرسه البشيريه التي تأهل فيها وتولى التدريس بالمدرسه الثقتيه المدرستان البغداديتان المشهورتان توفي ببغداد سنة 1349م ومن علماء بغداد في العهد الجلائري أيضاً شمس الدين الهمداني الذي قرأ ببغداد على صدر الذين الاسفرايني المتوفي بدمشق وغيرهم كثير.

في عام 1831 حدث طاعون في بغداد.. وقد ظل المعمرون من أهل بغداد

يتحدثون عن مآسيه حتى عهد متأخر.. فقد كان الموت يحصد الناس بالآلاف

ويزداد كل يوم حتى بلغ عدد الموتى 9000 في اليوم الواحد

وكان في بغداد سوق يسمى ( سوكـَ الجايف ) ويقع هذا السوق في

الشورجة بين شارعي النهر والرشيد وهو متخصص اليوم ببيع القماش

والشراشف.. وسمي بهذا الأسم لأنه امتلأ بجثث الموتى أثناء الطاعون..

وأشتدت الرائحة النتنة فيه الى درجة لا تطاق.. والغريب ان اللصوص

انتهزوا الفرصة فصاروا يدخلون البيوت لينهبوها دون ان يخشوا احدا من

اصحابها.. لأنهم اما ان يكونوا قد ماتوا أو هم على وشك الموت

ومن الحكايات التي تروى عن تلك الأيام هي ان رجلا رأى في منامه كأن

الملائكة كانوا يمرون في الزقاق الذي يقع بيته فيه ويسجلون عدد الذين

سيموتون في كل بيت.. وقد رأى ان العدد الذي سجل عن بيته يطابق

تماما عدد عائلته.. ولما كان افراد عائلته قد ماتوا جميعا ما عداه فقد أيقن ان موته قريب

وحين استيقظ من النوم استعد للموت فغسل بدنه ولبس الكفن ثم تمدد

نحو القبلة.. وشاءت المصادفة أن يدخل في تلك اللحظة الى البيت لص..

وظن اللص ان صاحب البيت ميت.. غير انه فوجيء به على حين غرة وهو

ينهض صارخا به.. فوقع اللص ميتاً من هول المفاجأة.. عند هذا أيقن

صاحب البيت أن عدد الموتى الذي سجل عن بيته قد تم.. فلا داعي لموته

اذن.. وبقي على قيد الحياة يحمد الله على نعمته

هذا الرجل هو والد جد الدكتور علي الوردي (رحمهم الله جميعاً)..

كما ذكر ذلك في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الجزء الأول.

طارق حرب :

محمود وأحمد الخشالي أخوان بغداديان جمعتهما البطوله في الزورخانه البغداديه وفرقتهما قراءة المقام البغدادي
----------------------------------'

هما شقيقان من عقد أو دربونه تسمى الخشالات في محلة العاقوليه الواقعه في الجزء
الشرقي من بغداد أي رصافة بغداد واسمهما الكامل محمود ومحمد أحمد الزغير
الكروي بن خلف حيث يجمع بينهما ليس الاخوه فقط وانما البطوله فكلاهما من أبطال
لعبة ورياضة الزور خانه البغداديه ولكن يفرق بينهما قراءة المقام فالاول محمود من
مشاهير مقرئي المقام البغدادي وثانيهما لم يعرف عنه انه من مقرئي المقام.

كانت ولادة المصارع الشهير ومقرئ المقام الاكثر شهرة محمود أحمد الخشالي الملقب
بالخياط بالنسبه الى المهنه التي يعيش عليها سنة 1871م ووفاته سنة 1925م الذي
كان منذ صغره يهوى المصارعه حيث أقبل على مزاولتها بشغف كبير لذلك كان يتردد
على الزورخانات في المحلات القريبه من سكناه حيث زورخانات محلات الدهانه
والفضل والمهديه وغيرها مما مكنه من أجادة هذه الرياضه والاحاطه بفنونها واصولها
حتى وصل الى الدرجات العليا فيها وفاز في سباقات كثيره للزورخانه البغداديه حتى
طبقت شهرته كمصارع في الزورخانه في جميع مناطق بغداد وبطولته في الزورخانه
مكنته من اجادة المقام البغدادي الذي يرتبط بالزورخانه لذلك كانت بطولته في (جفر)
الزورخانه بطوله في الچالغي البغدادي واداء المقام حتى أصبح من المعدودين الذين
يشار لهم بالبنان في بغداد لان قراءة المقام بايقاعاته النغميه الموزونه عذبة وشجيه
وقراءة الادعيه الدينيه والمدائح النبويه كانت تصاحب لاعبي الزورخانه خلال مزاولتهم
لها اذ كان لها الاثر الكبير في نفوس لاعبي الزورخانه وتخفيف التعب عنهم.

وتذكر كتب المقام للشيخ جلال الحنفي وهاشم الرجل انه أخذ المقام وتعلمه عن أحمد
زيدان الشخصيه الثانيه او الثالثه في تاريخ المقام البغدادي وانه كان استاذا تعلم منه
أعظم مقرئ مقام في العهد الحديث محمد القنانچي وحسون بن اليهوديه ويضيف الى
هؤلاء آخرون منهم سلمان موشي ويوسف حوريش وروبين رجوان وغيرهم كثير وقد
نقل عن محمود الخشالي اجادته لمقام المحمودي الذي يقوم على بدء المقام بصيحه
عاليه التي تسمى (بدوة) وتعرض به صيحات الذي ينتهي بالتسلوم وتعلم القبانچي من
الخشالي مقام الابراهيمي الذي يعد من أصعب المقاماة لكثرة قطعه واوصاله الذي نغمه
بيات ويغنى مع الايقاع ويقرأ فيه زهيري واستقراره على درجة الدوگاه.

وقد امتدح اسلوبه في قراءة المقام الكثيروه وحيث انه عاش الى الزمن الذي تم فيه
صنع الاسطوانات لذلك فأنه سجل مقاماته على اسطونات أم(اللوله) أي البكره.وبعد
وفاته تم دفنه في مقبرة باب المعظم.

أما شقيقه المصارع المعروف محمد الخشالي فقد كان لا يشق له غبار في لعبة وسباقات
الزورخانه ولكنه لم يقرأ المقام كشقيقه وانما من ابرز مصارعي زمانه نازل الكثير من
المصارعين العراقيين والاجانب وكان الفوز الى جانبه ففي أحد الايام ورد بغداد أحد
مصارعي الزور خانه الايرانيين وطلب منازلته وفعلاً جرى النزال في زور خانة
الكاظميه التي تعود للمصارع السيد ابراهيم وحضر النزال أغلب ابطال الزورخانه في
بغداد وابتدأ بهجوم من على خصمه الايراني فرده الخصم بكف يده أي يد المصارع
الايراني وعلى جبهته أي حبهة المصارع محمد فرجع الى الوراء واستند على حافة
الجفره وعاود الهجوم فكرر النمصارع الايراني ضربته في جبهته حتى انه جلس
القرفصاء وعاد واقفاً استعداداً للهجوم فما كان من مرافق المصارع الايراني الذي
لاحظ صموده الا أن يرمي (البشطمال)على المصارعين ويعلن تنازل المصارع
الايراني عن النزال بعد انتهاء النزال سئل مرافق المصارع الايراني عن سبب انهاء
النزال وعدم الاستمرار به قال ان صاحبه المصارع الايراني لو ضرب (فحل)
الجاموس) يقضي عليه ومع ذلك فأنه ضرب المصارع محمد الخياط ضربتين ولم
يستطع القضاء عليه ًانه انهى النزال بألقاء (البشطمال) خشية ضربات محمد الخشالي
كذلك فقد نازل محمد الخشالي مصارعا ايرانيا آخر اسمه (يد الله) في نزال عنيف جرى
في زورخانة خان الدجاج القريبه من سوق الشورجه التي تعود ملكيتها الى المصارع
محمد القره غولي وتغلب عليه.

١٥١٥

طارق حرب
‏

البغدادي سليمان بيگ ولده الاول رئيس وزراء الدوله العثمانيه وولده الثاني رئيس وزراء

العراق ووالده (كهية) بغداد وهو مؤرخ بغداد في القرن التاسع عشر

---------------------------------

هو سليمان بيگ ابن طالب بيگ كهية بغداد أي الشخصيه الثانيه في بغداد بعد والي بغداد

ويسمى كتخدا أو وزير بغداد فلقد كان والد سليمان بيگ الكهيه طالب هو نائب أو معاون والي

بغداد وكهيتها زمن الوالي داود باشا الذي حكم بغداد من سنة 1816 الى سنة 1831م

حيث كان سليمان بيگ الشخصيه الثانيه التي تحكم بغداد بعد حاكمها الوالي داود باشا وسليمان
بيگ والد محمود شوكت باشا والي بغداد سنة 1909م وبطل الانقلاب العثماني الذي خلع

االسلطان عبد الحميد وأعيد العمل بالدستور العثماني وفي خلال هذه المده تولى ولده محمود

شوكت باشا منصب الصدر الاعظم أي أصبح رئيس وزراء الدوله العثمانيه في اسطنبول وبقي

بهذا المنصب حتى اغتياله الخامس عشر من شهر حزيران سنة 1912 تاريخ الاغتيال الذي

روع أهل بغداد كونه بغداياً ولادة ونشأة وتعليماً ووظيفة وأماً وأباً ذلك ان والده هو سليمان

بيگ اذ كانت ولادة الصدر الاعظم للدوله العثمانيه محمد باشا ابن سليم بيگ في بغداد سنة

1875 وان تم دفنه بعد اغتياله في اسطنبول مقبرة الحريه (حريت تبه سي) وكان للشاعر

معروف الرصافي واحداً من الكثير الذين رثوه بعد وفاته.

وولد سليمان بيگ الثاني حكمت سليمان باشا المولود في بغداد سنة 1889 رئيس وزراء

العراق من 1936/10/29 الى 1937/8/17 صاحب المجلس الثقافي البغدادي

المعروف والذي اشغل وظائف كثيره في العهد الملكي وقبله آخرها منصب رئس الوزراء.

وهكذا كان هنالك لسليمان بيگ ولدان بمنصب رئيس وزراء احدهما في العهد العثماني والاخو في العهد الملكي.

ووالد سليمان بيگ الحاج طالب أغا أصله جورجي تولى منصب كهية بغداد حتى وفاته بمرض

الطاعون سنة 1830 حيث ساهم مع صديقه الجورجي أيضاً وهو الوالي داود باشا في

الحكم لمدة خمس عشرة سنه وانجزوا اصلاحات كثيره لولاية بغداد اولها جلب اول مطبعه في

تاريخ بغداد وهي مقبرة التفليسي في الكاظميه التي طبعت جريدة جورنال العراق كما ذكر ذلك
رزوق عيس وهي اول جريده بغداديه قبل جريدة زوراء وانشاء السقايات والجوامع والمدارس.

يصف السيد محمود شكري الالوسي الحاج طالب والد سليمان بيگ في كتابه المسام الأذفر بأنه

حسن السياسه ذا عفة وكياسه كان محباً للعلماء ومحبوبأ لجميع أهل الزوراء أي بغداد وهو

من موالي حضرة أبي الوزراء سليمان باشا الكبير والي بغداد قبل داود باشا لا بل ان السيد

الالوسي يصف الوالد بأنه معاوية هذا الزمان تشبهاً بمؤسس العهد الاموي.

ويصف السيد الالوسي سليمان بيگ ابن الحاج طالب ووالد رئيسي الوزراء بقوله

(هو ابن كتخدا بغداد سابقاً الحاج طالب أغا أرتضع در الفضل صغيراً وتقلد در الافضال كبيراً

عانى فن الكتابه فمهر الانشاء فهو ينظم الكواكب الدريه في سلك تحريراته التركيه ويقول:

عباراته في النظم والنثر كلها

غرائب تصطاد القلوب بدائع

فيا له من كاتب جمع العجائب والغرائب قد سخرت له جن المعاني المتعاصيه على الاذهان ولا بدع اذا سخرت الجن سليمان:

معان كالعيون ملئن سحراً

وألفاظ موردة الخدود

وينظم الى ذلك لين جانب ورعاية صاحب وكرم أخلاق وحسن وفاق فهو الذي أجتهد في طلب

الكمال ففاق وقلد بدرر الافضال سائر الاعناق فيا له من محتهد مقلد ومسَدد ومسِدد ما صحب

ذا عقل من الوزراء الا كان مقدم حزبه والمستولي على سمعه وبصره كل ذلك لعلو همته

ومزيد صدقه في خدمته وله محبه قوبه للساده الصوفيه ويميل في الاعتقاديات الى مذهب

الخلف ويرى تقليد الامام الاعظم أي أبو حنيفه وتعظيم سائر أئمة الدين).

وقالوا في ترجمة سليمان بيگ ابن الحاج طالب هو الذي يسمى سليمان فائق من كتاب بغداد

وادبائها ومن رجال الاداره والفضل له آثار مهمه في تاريخ بغداد في العصر العثماني وترجمته

في مقدمة كتابه تاريخ بغداد الذي ترجمه موسى كاظم نوري وكتابي تاريخ العراق بين احتلالين

والزوراء وفي رساله بخط الالوسي والده اصله من جورجيا جاء به والي بغداد سليمان باشا

الكبير وكانت وفاة سليمان فائق سنة 1896 ودفن في مسجد صغير في محلة جديد حسن

باشا في الجزء الشرقي من بغداد وممنن دفن في هذا المسجد والده طالب أغا ومراد باشا ابن

الوالي سليمان باشا وقد عمر هذا المسجد ابنه حكمت سليمان واتخذه مجلساً ثقافياً بغدادياً

ولسليمان فائق بيگ موءلفات كثيره عن تاريخ العراق في القرن التاسع عشر .

منها تاريخ بغداد الذي ترجمه من التركيه موسى كاظم نورس وتاريخ المماليك في العراق

ترجمه للعربيه محمد نجيب الارمنازي وتاريخ حروب الايرانيين ببغداد نشره عبد الجبار محمود

العمر ورسالة في وقعة الموالي في بغداد وبيان سبب قتلهم ومجموعة رسائله وفي رثاء كتب

على قبره؛

هذا ضريح حواه خير مفقود

عليه من ربه عفو وغفران

ذلك الذي فاق ايماناً ومعرفة

حتى تشوقه في الخلد رضوان

ورثاه الشاعر معروف الرصافي فقال:-

قد هوت للمعان الغر أركان

غداة أصبح مفقود سليمان

بكت عليه عيون المكرمات دماً

فما لها عنه حتى الحشر سلوان

٧٧

طارق حرب :

الخلافه تهجر سامراء وتعود الى بغداد خائبه بعد أكثر من نصف قرن في سامراء

---------------------------------

في خلافة الخليفه العباسي السابع المعتصم والذي تولى الحكم عام 218هج 833م وبعد مضي أكثر من سبعين سنه على بناء بغداد من الخليفه الاول يقرر المعتصم نقل الخلافه العباسيه من بغداد الى سامراء واستمرت الخلافه في هذه المدينه لمدة تزيد على نصف قرن حيث يكون الحكم في سامراء زمن الخلفاء الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي وشطراً من خلافة المعتمد الذي يقرر اعادة الخلافه العباسيه الى بغداد مرة أخرى حيث تستمر الخلافه العباسيه في بغداد حتى دخول هولاكو خان واسقاطه الخلافه العباسيه وضمه بغداد الى الدوله الايلخانيه عام 656هج 1258م.

ولعودة الخلافه العباسيه الى بغداد اسباب عديده لكن أهمها هو نجاح الموفق أخ الخليفه في اتخاذ بغداد عاصمة له للقضاء على الحركات التي ارادت القضاء على الدوله العباسيه واهم هذه الحركات حركتان الاولى حركة يعقوب بن الليث الذي ظهر في سجستان وجمع حوله العديد من المقاتلين بحيث استطاع أن يسيطر على سكستان والبلاد المجاوره وتمدد الى اقليم فارس والاحواز فسيطر عليهما ويذكر الكثير من المؤرخين انه توجه الى بغداد للاستيلاء عليها حتى وصل الى دير العاقول على بعد خمسين ميلا من بغداد لكن استطاع أخو الخليفه الموفق القضاء عليه وعلى جيشه ونجت بغداد من السقوط.

والحركه الثانيه التي قضت عليها بغداد بقيادة أخي الخليفه الموفق والتي وصلت جيوشها الى مدينة النعمانيه جنوب بغداد فهي حركة صاحب الزنج علي بن محمد التي ظهرت في مدينة البصره حيث كانت أعمق خطرأً وأوسع نطاقاً ذلك ان صاحب هذه الحركه أستغل الذين يعملون في الارضي السبخه والتي تسمى(الشورج)أي الارض التي يكون لها غطاء ملحي حيث يتم ازالة هذا الغطاء الملحي لكي تكون الارض صالحه للزراعه وقد منى صاحب هذه الحركه من يطلق عليهم الزنج بالامال واستطاع جمع الكثير وسقطت بيده المدن واولها البصره حيث قتل الكثير والاحواز حتى وصل الى واسط متوجهاً لاسقاط بغداد فهربت الناس من هذه المدن الى بغداد ولكن ألموفق أخا الخليفه استطاع وقف التقدم الى بغداد ودحر الجيش المهاجم ومطاردته حتى البصره حيث قتل قائد الحركه وبذلك نجت بغداد مرة اخرى من السقوط وكان ذلك في عهد الخليفه المعتمد الموجود في سامراء وقبل وفاة الموفق عام 278 سنة 891م.

وانتقال عاصمة الخلافه العباسيه من بغداد الى سامراء وان كان له قيمة اعتباريه ولكنه خلص أهلها من فظاظة الجنود الاتراك وانهى استياء أهل بغداد من تصرف العنصر التركي لكنه أبقى بغداد مدينة السلام ومركزاً للحياة الحضريه والاقتصاديه والعلميه والثقافيه ذلك ان النشاطات في بغداد غير متوقفه على الخليفه العباسي والبلاط اذ لم يهم بغداد هذا الانتقال ولم يؤثر في حياتها ولم تخرب بغداد ولا نقصت اسواقها بهذا الانتقال اذ على الرغم من المنشآت التي بناها خلفاء بني العباس في سامراء والحضاره التي أقاموها لكن لبغداد مكانة لديهم واستمر العلماء والكتاب والفقهاء والشعراء والتفكير والترجمه والتأليف في بغداد ولم يتأثر بسبب الانتقال الى سامراء

وقبل أن يموت الخليفه المعتمد أعلن رغبته في نقل مقر الخلافه الى بغداد ومغادرة سامراء وقد يرجع ذلك الى نصيحة أشار بها عليه أخوه الموفق كما انه جاء الى زيارة بغداد ووجد فيها (بوران) أرملة الخليفه المأمون التي وصلت الى عمر الثمانين والتي بقت في بغداد ولم تتركها الى سامراء وبقت في القصر الجعفري نسبة الى جعفر البرمكي وما أن ماتت حتى جعل المعتمد هذا القصر مقراً رسمياً للخلافه بعد عودته وحاشيته وجنده من سامراء الى بغداد.

ولو ذكرنا شئا عن علماء وادباء هذه الفتره في بغداد أي الفتره التي ابتدأت بنقل الخلافه الى سامراء ونهايتها بعودة الخلافه الى بغداد فأننا نجد فيها:

المدائني علي بن محمد المؤرخ الراويه صاحب كتاب المرادفات وكتاب التعازي وعنان الشاعره الفصيحه جارية الناطقي وابن سعد صاحب الكتاب الاكثر شهرة طبقات الصحابه المؤرخ والمحدث وبشر بن الحارث الزاهد المعروف والشاعر الكبير أبي تمام حبيب بن أوس الطائي أحد أمراء البيان صاحب الحماسه والوحشيات وهشام البزاز الاسدي أحد المقرئين العشره والمنجم يحيى بن أبي منصور صاخب كتاب الزيج الممتحن ومخارق بن يحي المغني المشهور والاعرابي عبد الله محمد بن زياد الراويه صاحب التصانيف الكثيره منها النوادر والانواء والنبات وابن معبن يحي من أئمة الحديث ومؤرخي رجاله من كتبه التاريخ والعلل ومعرفة الرجال وجعفر بن بشر بن أحمد الثقفي المتكلم المعتزلي وأبو بكر بن أبي شيبه من كبار حفاظ الحديث من مصنفاته المسند والتفسير والاحكام والخوارزمي محمد بن موسى ابو الجبر العالم الزياضي الفلكي والمترجم له كتب الجبر والمقابله وصورة الارض والعمل في الاسطرلاب والحساب وغيرها وزنام الزامر مطرب الخلفاء واول من أشتهر من العرب بأستعمال الناي واسحاق بن ابراهيم الموصلي صاحب الالحان والمغني الشهير في بغداد والذي طبقت شهرته الافاق من كتبه أغاني معبد واختيار الاغاني

ومن أعلام بغداد في فترة انتقال الخلافه الى سامراء أيضاً جعفر بن حرب الهمداني أحد أئمة المعتزله البغداديين والقاضي يحي بن أكثم وابن راهويه اسحاق بن ابراهيم الحنظلي الامام العالم في الحديث والفقه والحفظ والشاعر المعروف علي بن الجهم والمروزي شيخ البخاري محمد بن غيلان والمعتزلي أحمد بن أبي داود وابو ثور ابراهيم بن خالد البغدادي الكلبي الفقيه والامام أحمد بن حنبل شيخ المذهب الحنبلي دفين مقبرة باب حرب والطبيب العالم والمترجم يوحنا بن ماسويه والصولي ابراهيم بن العباس بن محمد كاتب العراق في عصره مؤلف الدوله والعطره وديوان الرسائل وابن السكيت الذي قيل فيه ما عبر على جسر بغداد كتاب كقتاب ابن السكيت واسحاق بن موسى بن عبد الله الانصاري امام زمانه في الحديث وابن منيع عبد الرحمن البغوي حافظ الحديت له مستد في الحديث وحبيب بن محمد بن حبيب علامة زمانه بالانساب والاخبار واللغه والشعر والشاعر الاديب اللغوي دعبل الخزاعي صاحب كتاب طبقات الشعراء والراوندي أبو الحسين أحمد بن يحي البغدادي من أئمة الكلام له مائة مصنف والمتصوف السري السقطي والكندي يعقوب بن اسحاق فيلسوف العرب والاسلام وابن حمدويه الاديب من كتبه اسماء الجبال والمياه وبني عقيل وطيء والامام البخاري صاحب المسند المشهور والطبيب بختيشوع بي جرئيا الطبيب السرياني زدمسهور والحسن بن علي التنوخي الامام العابد الزاهد البغدادي أوحد زمانه وفضل الشاعره ولم يكن في زمانها امرأة أفصح منها ولا أشعر والخراز أحمد بن الحارث العالم العابد صاحب كتاب المسالك والممالك واسماء الخلفاء ومحمد بن موسى بن شاكو عالم الهندسه والموسيقى والحكمه والنجوم وأبو بكر الخصاف

صاحب الموءلفات العديده وحنين بن اسحاق الطبيب والمترجم المعروف والرمادي أحمد بن سيار البغدادي الحافظ الثقه ومصعب بن أحمد

الصوفي ومحمد بن عبد الله الحكم الفقيه المالكي وأحمد بن مخلد مولى المعتصم من دعاة المعتزله ومحمد بن يزيد بن ماجه صاحب متاب سنن

ابن ماجه وغيره وأبو جعفر العدل احمد بن حرب من مقريء القرآن غلام خليل أحمد بن محمد الباهلي المحدث العابد الزاهد وابن قتيبه اللغوي

النحوي المشهور صاحب الكتب الكثيره منها كتاب طبقات السعراء والخراز من مشايخ الصوفيه وعريب المغنيه الاديبه سيدة قيان بغداد التي

صنعت ألف صوت ومحمد بن حماد المقرىء والترمذي صاحب الجامع الكبير والبلاذزي المؤرخ تلنسابه الشاعر صاحب كتاب فتوح البلدان

وابن طيفور الموءرخ صاحب كتاب تاربخ بغداد وسرقات الشعراء وابن الرومي الشاعر السهير والمبرد محمد بن يزيد الازدي امام النحو

واللغه والادب وثابت بن قره الطبيب الحاسب الفيلسوق وابن الموجم صاحب كتاب النسا والمختار والبارع والابار احمد بن علي بن مسام

المحدث في بغداد صاحب المصنفات وغيرهم من علماء بغداد في فترة انتقال الخلافه الى سامراء

طارق حرب
‏٢٠ مارس‏، الساعة ‏١١:٥٢ م‏ ·

طارق حرب :

رحلة النشيد الوطني من العربي الى الملكي الى بلبول هتلر الى زنبقه الى أم كلثوم الى
الكمالي الى النشيد البرايمري الى دستور 2005 وشرطي المكونات والمساواة

---------------------------------

لم يكن هنالك نشيد وطني ببغداد والعراق حتى نهاية الحكم العثماني وظهور الافكار القوميه العربيه عند الثوره العربيه وثورة العشرين وكان لهذه التطورات أثر في اعتماد نشيد بشكل غير رسمي يتم ترديده في المناسبات وهذا ما حصل سنة 1921 عند تتويج الامير فيصل ملكاً للعراق اذ بالرغم من عدم وجود نشيداً وطنياً رسمياً ردد الكثير من الحضور قول الشاعر :-

بيض صنائعنا سود وقائعنا

خضر روابينا حمر مواضينا

الذي يرمز للتاريخ العربي الاسلامي فاللون الابيض لون الدوله الامويه واللون الاسود لون الدوله العباسيه واللون الاخضر لون العلويين واللون الاحمر لون دولة العرب في الاندلس.

ولعدم وجود نشيد وطني في العهد الملكي أعلنت الحكومه سنة 1924 عن مسابقه وخصصت جائزه نقديه لمن يفوز واشترك كثير من الموسيقيين وبنتيجة هذه المسابقه فاز السلام الملكي الذي أعده الانگليزي الميجور جي آر موري أحد الضباط الانگليز الموسيقيين وقد عزف هذا النشيد الوطني لأول مره في مجلس الامه أي البرلمان الملكي والبلاط الملكي وفي وزارة الدفاع وكان يقتصر النشيد على الموسيقى بلا كلمات نظم أحد شعراء بغداد بشكل غير رسمي كلمات غالبا ما كان يرددها الكثيرون وهي:

دم يا شريف الحسب يا مريم النسب

يا خير ملك بالوجود فيصل فيصل

وحيث جرى العرف على ان افتتاح جميع الفعاليات يكون بالسلام الملكي الامر الذي يوجب على الجميع الوقوف وكم كنا ننفذ ذلك عندما ندخل السينما اذ بداية العرض السينمائي لذلك نقوم من مقعدنا ولحين اكمال النشيد الملكي.

ومن طريف ما يذكر ان فريق الكشافه البغدادي اشترك في مهرجان أقامه الفوهور هتلر حاكم المنانيا ثلاثينات القرن العشرين للفرق الكشفيه العالميه وحيث ان الجوق الموسيقي الالماني يجهل السلام الملكي العراقي الذي كان بلا كلمات فقد اتفق رئيس الوفد مع الوفد عند الاستعراض امام هتلر أن يردد الفريق كلمة(بلي) فكان حافظ الدروبي رئيس الوفد يقول الاهزوجه البغدلديه الشعبيه( بلي يا بلبول بلي) وبعده يردد الفريق(بلي) و( ما شفت عصفور) ويرددون(بلي) وكانت المفاجأه ان هتلر أنسجم مع اللحن البغدادي مما حدا به أن يطيل تحيته للوفد الكشفي البغدادي رحم الله حافظ الدروبي رئيس الوفد.

بعد قيام الجمهوريه وانتهاء العهد الملكي حيث تولى الموسيقي البغدادي لويس زنبقه من خريجي معهد الفنون الجميله ببغداد الذي كان يدرس في فيينا وضع السلام الجمهوري ودونه موزعاً على جميع الات الجوق الموسيقي الهوائيه وجرى تسجيله من جوق موسيقي نمساوي وارسله مرفقاً برساله الى الزعيم عبد الكريم قاسم ضمنها الافكار التي اعتمدها في وضع اللحن وهو بشكل مارش المسير الموسيقي حيث استمر اعتماده طيلة الجمهوريه الاولى .

بعد قيام الجمهوريه الثانيه سنة 1963 تم اعتماد أغنية (والله زمن يا سلاحي) الذي كان نشيداً للجمهوريه العربيه المتحده ومصر وهو من كلمات الشاعر المصري
صلاح جاهين وتلحين الموسيقي المصري كمال الطويل.

وفي سنة 1981تقرر اقامة مسابقه لتلحين النشيد الوطني الجديد الذي كتبه شفيق الكمالي وهو( وطن مد على الافق جناحه) حيث تولى الموسيقى اللبناني وليد غلميه حيث كان متعاقداً مع حكومة العراق لتأليف أعمال موسيقيه وتم تسجيل هذا النشيد من قبل أوركسترا يونانيه وتم اعتماده بداية السنه المذكوره وكان بالصيغه المعتمده للأناشيد المدرسيه وبعد فترة تم تسجيله من قبل جوق موسيقي بريطاني.

بعد اسقاط النظام السابق تم اعتزال النشيد السابق وتم اعتماد نشيد (موطني موطني) الذي كتبه سابقاً الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان ولحنه الموسيقي اللبناني محمد فليفل وتم اعداده لدولة فلسطين التي رفضته وقصة اعتماده تتمثل انه في شهر تموز سنة 2003 أي بعد ثلاثة أشهر من السقوط حضر الحاكم المدني الامريكي بول برايمر الى قاعة الرباط في شارع المغرب الكائن جنوب مدينة الاعظميه حيث عزفت الفرقه الموسيقيه هذا النشيد ووقف برايمر والحضور وكنا حاضرين وتولت الفرقه الموسيقيه عزف هذا النشيد دون غيره حيث استمر استخدام هذا النشيد دون سند قانوني او دستوري.

صدر دستور 2005 الذي اعتبر نافذا من بعد الاستفتاء عليه وقررت الماده (12) منه ان على العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الشعب العراقي بقانون وهكذا مضت أربع عشرة سنه ولم يصدر قانون للنشيد الوطني.

في سنة 2012 واثناء اشتراك العراق في دورة لندن الاولمبيه الرياضيه تم تشكيل لجنه لفحص الاناشيد الوطنيه وتحديد الاناشيد الوطنيه وتم تحديد الاناشيد السيئه من بين 205 نشيد للدول المشاركه حيث كان نشيد موطني الذي تم عزفه باعتباره النشيد الوطني العراقي فكان نصيبه مع الاناشيد السيئه التي ترفض المساواة بين الناس والدول والامم لأن فيه تكبر وكبرياء وتعال وخيلاء .

من كل ماتقدم فلا بد من اعتماد المعايير الدوليه التي ترفض بعض الاناشيد واعتماد الحكم الدستوري اذ يجب أن يحتوي على ما يرمز الى مكونات الشعب العراقي وهذين الحكمين غير موجودين في جميع الاناشيد المقدمه سواء شعر الجواهري الذي يؤيده اتحاد الادباء :

سلام على هضبات العراق

وكذلك فأن هذين الشرطين غير متوفرين في شعر أسعد الغريري الذي يؤيده كاظم الساهر ونقابة الفنانين وهو:

سلام عليك عراق القيم

كذلك هذين الحكمين غير متوفرين في قصيدة الشاعر السياب:

الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام

وغير متوفره في قصيدة الشاعر محمد مهدي البصير:

وطني والحق يؤيده أصفيه وأحب أعضده

فلا بد من البحث عن نشيد جديد للنشيد الوطني يستلهم الحكمين السابقين أي المكونات
والمساواة واخيراً نقول ان أطول نشيد وطني في العالم هو النشيد الوطني اليوناني المكون
من 128 بيتا والاقصر هو النشيد الوطني الياباني وأحدث نشيد وطني في العالم هو نشيد
دولة جنوب السودان وان هنالك اناشيد وطنيه تبدأ بالملك كالنشيد الوطني السعودي والاردني.

طارق حرب
‏٢١ مارس‏، الساعة ‏١٠:١٢ م‏ ·

طارق حرب :

ألسير آرنولد ولسن الانگليزي يحكم بغداد من 1918/4/20 لغاية 1920/10/1

-----------------------------------

اذا كان السير برسي كوكس تولى حكم بغداد من ساعة دخول القوات الانگليزيه الى بغداد

يوم 1917/3/11 كحاكم سياسي تساعده المس بيل حتى يوم 1923/5/1 بأعتباره

المندوب السامي البريطاني لكن تولت الحكومه البريطانيه نقله الى طهران حيث تولى حكم

بغداد كحاكم سياسي السير آرنولد ولسن يوم 1918/4/20 ولحين عودة برسي كوكس

الى بغداد يوم 1920/10/11مرة ثانيه وهكذا فأن آرنولد ولسن حكم بغداد لمدة سنه ونصف تقريباً من الشهر الرابع 1918 الى الشهر العاشر 1920.

وهي الفتره التي نقل كوكس فيها الى ايران حيث تولى حكم بغداد السير آرنولد ويلسن

طيلة فترة النقل وويلسن هذا من المختصين بشؤون الخليج العربي أي العراق وايران والجزيره

العربيه وخدم في هذه المناطق حتى احتلال بريطانيا للعراق حيث تم تعيينه في بغداد

كنائب للحاكم العام كوكس وبعد نقل هذه الحاكم تولى السلطه في بغداد وكان له دور في تلك

الفترة خاصة قيام ما أطلق عليه ثورة العشرين في العراق اذ لم يكن بكفاءة كوكس لذلك

قررت لندن اعادة كوكس مرة ثانيه وتوليه منصب الحاكم السياسي بدلاً من ويلسن الذي لم يكون بكفاءة كوكس.

كان ويلسن ضابطاً شاباً في الرابعه والثلاثين عيبه انه لم بفهم العراقيين كما فهمهم كوكس بدأ حياته سنة 1903 عندما تخرج من الكليه العسكريه في بريطانيا فعين موظفاً سياسياً في الهند ولاحظ الفرق بين الهنود والانگليز لكنه كان يوءمن بنفهوم الرجل الاوروبي المتمدن والذي يفوق سواه لكنه كان يعيب عدم تنفيذ الوعود البريطانيه للشعوب الاخرى لكنه كان يعتقد ان العراقيين غير قادرين على حكم أنفسهم لهذا يجب حكم بريطانيا لبغداد حكماً مباشراً .

وفي فترة حكمه شهدت بغداد بعض النشاطات والفعاليات منها تأسيس المختبر المركزي وتعيبن أول مدير معارف هو حسين بيگ هادي واجراء أول مباراة رسميه لكرة القدم في تاريخ العراق في ملعب الشيخ عمر حيث كان الهدف الاول الذي سجله اللاعب عبد

اللطيف قدري النجار وتشكيل الفرق الكشفيه ببغداد وارتباطه بمقر الكشافه البريطانيه لما

وراء البحار في لندن وتأسيس دائره للبيطره وأول مستشفى بيطري وأفتتاح مدرسة

مأموري الماليه واعادة افتتاح كلية الحقوق وتعيين عبد المجيد الشاوي محافظاً لبغداد

ورئيس لبلديتها وصدور بيان الشركات وفتح مدرسة التجاره الحكوميه وافتتاح خط السكك

حديد البصره واستحداث سكرتارية الصحه وتأسيس معهد الاشعه وأول مركز لمكافحة

الانبه وتشكيل جمعيه لمساعدة الكشافه وفتح مدرسة المساحين وتأسيس الغرفه التجاريه

البريطانيه ببغداد واقامة مستشفى العزل وتأسيس الجمعيه الطبية البغداديه وجمعية

الصيادلة البغداديه وبسبب بدء ثورة العشرين عين الميجر بولارد حاكماً عسكرياً لبغداد.

وفي زمن حكم ويلسن لبغداد تم اصدار نظام دعاوى العشائر واصداره أوامر لأول مره

تتضمن اغلاق الملاهي الموجوده على الطريق الذي تمر به المواكب الحسينيه ورفع

بعض القيود مثل التنقل بين الندن ودفن الموتى واطلاق سراح بعض المعتقلين والاجتماع

مع علماء ووجهاء النحف الذين كانوا يطالبون بحكومه اسلاميه عربيه مستقله وقد حصلت

مشادة بينه وبين بعض اعضاء الوفد وتم تأسيس مجلس بلدي ببغداد واجراء استفتاء في

بغداد حيث تم تقديم مضبطة تمثل المسلمين ومضبطة اخرى تمثل اليهود والمسيحيين

وتشكيل مجالس بلديه في المحافظات.

ارق حرب :

أول انتخابات برلمانيه في تاريخ بغداد انتخاب أعضاء مجلس (المبعوثان) مجلس النواب العثماني سنة 1876م

---------------------------------

بعد صدور القانون الاساسي العثماني أي الدستور العثماني سنة 1876م الذي أنشأ السلطه التشريعيه للدولة العثمانيه بجميع ولاياتها بما فيها

ولاية بغداد زمن والي بغداد عبد الرحمن باشا الذي حكم بغداد من سنة 1875 الى سنة1877م اذ تتكون السلطه التشريعيه في الدستور

العثماني بمجلس(المبعوثان) الذي يتم انتخابه من سكان الدوله العثمانيه في تركيا والولايات التابعه لها كولاية بغداد واسمى الدستور هذا المجلس

بهيئة المبعوثين التي يتم انتخاب أعضائها والهيئه الثانيه في السلطة التشريعيه العثمانيه هي هيئة الاعيان الذين يعينهم السلطان العثماني وجعل

اسم السلطه التشريعيه المكونه من الهيئتين المجلس العمومي وطبيعي لا ننسى دور والي بغداد مدحت باشا في كتابة الدستور اد بعد نقله من

بغداد عين وزيراً للعدل ثم صدر أعطم أي رئيس وزراء حيث كان وراء الاصلاحات التي جرت في الدوله العثمانيه واهمها الدستور والانتخابات.

وشارك في كتابة الدستور كعضو للجنه التي تولت كتابته والتي يرأسها مدحت باشا شخص واحد من أهل بغداد هو محمد أمين أفندي الزند الذي كان عضوا في مجلس الشورى العثماني.

والانتخابات التي جرت في بغداد وهي الاولى في تاريخها لم تجر على اساس تشريعي أي طبقاً لقانون انتخابات بالشكل الذي كان يفترض به

وانما جرت هذه الانتخابات بناء على تعليمات وليس على اساس قانون اذ لم يسنح الوقت لتشريع قانون وكانت الرغبه في سرعة اجراء

الانتخابات وراء اجرائها بناء على تعليمات وليس قانون وقد تم اجراء الانتخابات بعد ثلاثة أشهر من صدور الدستور سنة 1876م اذ صدرت

تعليمات من العاصمه اسطنبول الى الولايات العثمانيه كافه بما فيها ولاية بغداد وحسب معرفة مجالس الادارخ والبلديات في بغداد وعلى اساس

ابتدائي وتقديري لأن عدد تفوس الدوله العثمانيه بما فيها بغداد لم يكون معروفاً في تلك الفتره ولذلك لم تكن انتخابات مجلس المبعوثان قد روعي

فيها العدل فنواب بغداد لم يتم انتخابهم بنسبة عدد سكان بغداد بل على اساس قاعزة مراعاة الظروف السياسيه لذلك تم انتخاب ممثلي المكونات

من النواب أكثر من عدد هذه المكونات ونسبتها في بغداد لكسب عطف الدول الاوربيه نتيجة الظروف السياسيه التي تمر بها الدوله العثمانيه في

تلك الفتره وقد قيل في ذلك انها التجربه الانتخابيه الاولى وانه سيصار الى اصدار قانون للانتخابات من قبل مجلس السلطه التشريعيه التي سيتم انتخابها للدوره الانتخابيه الاولي.

وفعلا فأن مجلس المبعوثان تولى تشريع قانون انتخابات أثناء جلساته لكن هدا القانون لم بقترن بارادة سنيه من السلطان تكسبه الصفه القانونيه

ولحل البرلمان العثماني بعد اشهر من جلساته حيث صدرت ارادة سنيه من السلطان في شهر شباط 1878م تم بموجبها تعليق الدستور وتعطيل

عمل مجلس المبعوثان الى اجل غير مسمى وأمتد هذا التعطيل ختى سنة 1908 حيث أعيد العمل بالدستور مرة اخرى لتعالي صيحات ما كان

يسمى بالمشروطيه اي اعتماد الاسس الديمقراطيه في حكم الدوله العثمانيه حيث انتهى الحكم المطلق في شهر تموز 1908 وتم اجراء

الانتخابات في بغداد في شهر آب من نفس السنه زمن والي بغداد نجم الدين بن علي طيفور بگ وتم افتتاح الجلسه الاولى لمجلس المبعوثان

العثماني يوم 1908/12/17 ومن البغداديين الذين تم انتخابهم كممثلين عن بغداد في مجلس المبعوثان المحامي ساسون حسقيل وزير الماليه

اليهودي البغدادي ومحمود صبحي الدفتري أمين بغداد وعبد الرحمن چلبي الباچه چي وتوفيق الخالدي الذي اشغل منصب وزير الداخليه

والشاعر جميل صدقي الزهاوي ونراز بيگ والثري اليهودي البغدادي مناحيم صالح دانيال وغيرهم.

لقد أحتوى قانون الانتخابات العثماني على 83 ماده موزعه على خمسة فصول وقد عد كل لواء أي ولايه كبغداد دائره انتخابيه واحده وكل ناحيه شعبه انتخابيه ويكون عدد اعضاء مجلس المبعوثان على اساس نائب واحد من كل خمسين ألف من الذكور لان قانون الانتخاب هذا لا يعطي حق الانتخاب كناخب او كمرشح أو عضو للنساء وهذا كان مطبقاً في جميع الانظمه الانتخابيه في العالم حيث لم تمنح انگلترا مثلا للمرأه حق

الانتخاب الا في عشرينات القرن العشرين ويتم تنطيم دفاتر المنتخبين في كل قضاء التي يتم ضبطها باللغه التركيه وباشراف من رووءساء

الوحدات البلديه والطوائف الدينيه واناط العمليه الانتخابيه بهيئات التفتيش من ترشيح وتدقيق شروط الناخب والمرشح وآلية الانتخاب

والاعترضات واعتمد قانون الانتخابات العثماني على اساس الانتخاب على درجتين فجميع الذكور العثمانيبن يعتبرون ناخبين من الدرجه الاولى وينتخبون شخصاً عن كل خمسمائه ومن يتم انتخابه يكون ناخب درجه ثانيه الذي يتولى انتخاب أعضاء مجلس المبعوثان ونظم قانون الانتخاب فتح صناديق الاقتراع وتصحيح الدفاتر الاساسيه وحدد بعد ذلك الجرائم الانتخابيه بما فيها عدم قيام المختارين ورؤساء الطوائف بتقديم

المعلومات والتزوير والتأثير على الانتخابات وقضى القانون بسقوط الدعوى الخاصه بالانتخابات بعد ستة اشهر من اعلان النتائج.

وحدد القانون شروط الناخب من تبعيه عثمانيه واللغه التركيه والثلاثين من العمر وعدم الحكم بالافلاس وان لا يكون مشهوراً بالتصرفات

السيئه وان لا يكون محجوراً وان لا يكون قد سقطت عنه الحقوق المدنيه وان لا يكون ممن يدعي التبعيه الاجنبيه واشترط القانون معرفة القراءه

والكتابه باللغه التركيه بعد اربع سنوات من اشتراكه بالانتخاب وكانت شروط المرشح لعضوية مجلس المبعوثان مماثله للشروط السابقه هي نفس الشروط السابقه مع تغيير بسيط واشترط فيه ان لا يكون حين الانتخاب خادماً أو مأجوراً لدى أحد وحدد القانون الدوره الانتخابيه بأربع سنوات

ولكن القانون اعاد وذكر شروط الناخب درجه اولى واشترط فيه خمس وعشرين سنه واشترط كذلك فيه ان بدفع الرسوم عن املاكه للدوله ومثل

ذلك من الشروط للناخب الثانوي الذي بتم انتخابه لانتخاب النائب عضو مجلس المبعوثان وفي العقوبات كانت الغرامات بالريال المجيدي الى

الليره العثمانيه ومنع القانون حتى الهديه والتشويش على الانتخابات بنشر الاراجيف او اعلان المفتريات او الحيل والدسائس كما وردت في

الترجمه الرسميه لقانون الانتخابات واختتم القانون احكامه بتحديد الحدود حسب قانون البلديه التي تعتبردائره انتخابيه أو شعبة انتخابيه.

طارق حرب :

سور رصافة بغداد بناه ثاني حكام بغداد الخليفه العباسي المهدي وعمره حكام بغداد الذين تلوه وحتى ازالته في عهد الوالي العثماني مدحت باشا

---------------------------------

بعد بناء بغداد المدوره في الجزء الغربي من نهر دجله عزم الخليفه المنصور على ان ينشئ في الجانب الشرقي مجموعه من الابنيه مقراً لجيش ولده المهدي وبعد تولي المهدي الخلافه العباسيه في بغداد لوفاة والده عمل سوراً للرصافه عام 159هج 776م حيث أصبحت محلة كبيره بقدر المدينه المدوره بالكرخ والذي لم يبق بشكله لذلك تولى الخليفه المستعين بناء سور لأن ما تبقى من السور الاول قليلاً ليحتمي به من الجنود الترك كونه قام بتحصين بغداد بسورين واحد للكرخ والثاني للرصافه وكان السور متين البنيان عريضاً مرتفعاً ومدعماً بعدد من الافراج وأمر بحفر خندق حول السور وكان في السور ثلاثة عشرة باباً لذلك صمدت بغداد أمام هجمات جيش سامراء الذي يطلب الخليفه المستعين وكان السور نصف دائري أحاط بدور الخلفاء ودار الوزاره مشتملات أخرى وكذلك تم بناء سور جديد بعد أكثر من مائتي سنه حيث تولى الخليفه
المستظهر الذي حكم بغداد عام 487هج بناء سور في يوم عمت فيه الاحتفالات ببغداد وأكمل السور الخليفه

المسترشد بعد ما يقارب الثلاثين سنه الذي أنفق من ماله
الخاص على هذا السور لدفع أضرار الفيضان وقد أصيب
السور بأضرار كثيره عند فيضان نهر دجله عام 554هج

وأهتم الخليفه المستنصر بالسور بعد توليه الخلافه ببغداد
عام 623هج فأصلحه ونصب عليه المجانيق وأصلح الخندق
للوقوف بوجه المغول وتم أحكام السور مرة أخرى في عهد
السلطان الجلائري أحمد الذي كان حاكماً على بغداد عام 812هج

ولم يتضرر سور بغداد عند فتح العثمانيون لبغداد بقيادة السلطان سليمان القانوني سنة 1534م لان بعض اشراف بغداد سلموا مفاتيح المدينه اليه وفي سنتي 1750 و1753م تم اصلاح السور بسبب تضرره نتيجة الفيضان زمن الواليين علي باشا الصوفي وحسين باشا وقد أصيب السور بأضرار جسيمه عند فتح العثمانيين بغداد مرة ثانيه بقيادة السلطان مراد الرابع سنة 1638م وقد تولى هذا السلطان ترميم هذا السور وشهدت تحصينات هذا السور اضافات ببناء ثلاثة ابراج قرب باب الاعظميه سنة 1643 في عهد الوالي كوچك حسن باشا وبعد الفيضان الكبير الذي
أصاب بغداد زمن والي بغداد محمد باشا الخاصكي سنة
1658م وفي عهد الوالي حسن باشا 1723م شرع ببناء
سور لبغداد لحراستها من الاعداء ويبدو انه جدد بناء السور
بحيث من يراه يتصور انه بناء جديد وبسبب ترميم السور
وبناء الخندق لم يستطيع نادر شاه دخول بغداد سنة
1733م وعلى الرغم من اصلاحات والي بغداد سليمان
باشا الكبير وبنائه الاسوار في المدن الاخرى لكنه لم
يصلح اجزاء سور الرصافه سنة 1802م وكان داود باشا
والي بغداد من سنة 1816 الى سنة 1831 آخر ولاة بغداد
الذي تولى اصلاح هذا السور لانه كان يخشى جيش
كرمنشاه الذي سيطر على مدن عراقيه منها السليمانيه
وكركوك وقد نقل بعض الرحاله صور عن هذا السور واولهم
مطراقي زاده سنة1534 حيث صور الرصافه كثيرة العماره
محاطه بسور الذي كان منتظم الابعاد مستطيل الشكل
معززا بأبراج عاليه ووصف الرحاله(تافرنيه) سنة 1652م
السور بانه مبني بالآجر تقطعه ابراج كبيره وزعت فوقها
المدافع وقد ركز الرحاله (دابر) على الابراج الكبيره للسور
ولكن الرحاله الدانمركي ( كارستن نيبور) وصف السور بانه
ضعيف لا يصلح للدفاع لكنه مزود بعشرة ابراج فخمه سنة 1766.
ولقد تباينت التقديرات التي دونها الرحاله الاجانب عن سور رصافة بغداد ومساحة المدينه فمنهم من قدر محيط السور فرسخاً ونصف واخر بثلاثة فراسخ انگليزيه وذكر بعضهم

محيط المدينه بثلاثة أميال وآخر قدر طوله بما يتطلب ساعه
واحده سيراً على الحصان وزاد بعضهم طول السور بحيث
جعله خمسة أميال وقدر فيلكس جونز الذي رفع تقريره
سنة 1855م طول بأقل من عشرة الاف متر وان السور
يرتفع 18 قدماً عن مستوى سطح الارض مدعم باكتاف
قويه ومعها ابراج نصف دائريه موزعه بأبعاد غير متساويه
فضلاً عن المزاغل الكثيره على السور والتي تستخدم
لرمي البنادق وأحيط أسفل السور من الداخل بمتاريس
سميكه من التراب بمثابة تعليه ترابيه لتقوية السور وتوجد
في السور الابراج منها الكبيره التي تستخدم للمدافع
وابراج صغيره لأستخدام الاسلحه الخفيفه وهنالك الخنادق
بالاضافه الى السور وبأعماق مختلفه التي يتم ملؤها من
ماء نهر دجله عند الخطر وفي الاحوال الاعتياديه كانت
الخنادق تستخدم للزراعه ومما يروى ان زراعة الخنادق
الى عهد الوالي ناظم باشا حيث ردم الخندق سنة 1910
وكان لسور رصافة بغداد عدد من الابواب منها باب السلطان
الواقع في الناحيه الشماليه أو باب الشماسيه ويعرف بباب
المعظم وباب الظفريه او الوسطاني وبعرف بباب خراسان
او الباب الابيض (آق قابو) قرب مقبرة الشيخ عمر الحاليه
وسمي نسبة الى ظفر أحد مماليك الخلفاء العباسيين
وباب الحلبه أو باب الطلسم لقربه من حلبة السباق
ولوجود بعض الرسوم والطلاسم عليه ومكانه قرب محلة
باب الشيخ وباب البصليه أو باب كلواذي الذي يكون جنوب
بغداد عند التوجه الى الكراده الشرقيه.

وبما انه منذ القرن التاسع عشر أخذت الاسوار تفقد
وظيفتها بسبب تطور الصناعه للأسلحه لا سيما المدفعيه
لذلك قلت العنايه بالاسوار وهذا ما أصاب سور رصافة
بغداد لذلك صدر أول أمر بازالته من الوالي العثماني لبغداد
مدحت باشا زمن ولايته من سنة1869 الى 1872م لعدم
فائدته فقد ازاله كلية وان بدأت الازاله قبل هذا التاريخ
وتقرر الاستفاده من آجره في بناء بعض المنشآت وبذلك
لم يبق ما يشير الى السوق كعلامه باب بغداد الوسطاني
الدي لا زال قائماً لحد الان.

كشفت الحفريات الآثارية في موقع بغداد عن واجهة كبيرة مبنية بالآجر البابلي وعليها اسم الملك البابلي الشهير نبوخذنصر (605 - 562 ق.م) من ناحية أخرى،

وجدت وثائق بابلية تحمل اسم بلدة(بغداد) تعود إحداها إلى أيام الملك البابلي حمورابي (1792 - 1750 ق.م) وهكذا فإن اسم (بغداد) كان قد اُستعمل قبل ألف عام

على الأقل من دخول كلمة (باغ) بمعنى الصنم أو الإله_الرب إلى اللغة الآرامية وعند العودة إلى المعجم الذي أصدره الدكتور بهاءالدين الوردي للغة السومرية، نجد

أن بغداد تعني (قلعة الصقر) أو (هيكل الصقر) وهذا مايؤيده عالم الآشوريات الفرنسي لابات في معجمه الخاص بالعلامات الأكدية ، وهناك ادلة اثرية كثيرة تؤيد ان

بغداد كانت مدينة تابعة لبابل وتسميتها بابلية ومن هذه الادلة تل حرمل وتل الضباع في بغداد الجديدة

طارق حرب :

مجالس بغداديه ثقافيه بأسماء بيوت بغداديه فريده في النصف الاول من القرن العشرين بيوت( دله و سميكه والزند و مامو و ونه و رفه ونازو)

-----------------------------------

يمتاز النصف الاول من القرن العشرين ببغداد بكثرة المجالس الادبيه والثقافيه في بغداد بحيث ان أغلب بيوتات بغداد كانت فيها مجالس الثقافيه ان لم نقل جميع بيوتات بغداد لا بل ان بعض البيوتات البغداديه كان لها أكثر من مجلس ثقافي وادبي مثاله المجالس الثقافيه لبيوت النقيب والگيلاني والخضيري وقد تعددت المجالس الثقافيه بحيث تجاوزت المائة مجلس ثقافي ولم تقتصر تلك المجالس على البيوتات المسلمه وانما كانت هنالك مجالس بغداديه ثقافيه ادبيه للمسيحيين البغداديين منها بيوت آل عيسائي وآل غنيمه وآل مسكوني وايضاً مجالس بغداديه ثقافيه ادبيه لليهود البغداديين منها بيوت مناحيم دانيال وساسون خضوري وروبين بطاط وأنور شاؤول.

لقد امتازت بعض المجالس البغداديه الثقافيه والادبيه بغرابة اسماء هذه العوائل البغداديه وندرتها بحيث لا يوجد مثيلها في الوقت الحاضر ومن هذه المجالس الثقافيه التي كانت مشعه بثقافتها في النصف الاول من القرن العشرين بيوت( آل دله وآل سميكه وآل الزند وآل مامو وآل ونه وآل رفه وآل نازو) فلقد كان بيت دله من بيوتات بغداد الرفيعه في العلم والتجاره ونشأ من هذا البيت محمد سعيد چلبي المتوفي سنة 1830 الذي تخرج على العلامه صبغة الله الحيدري ومنهم عبد الكريم چلبي دله المتوفي سنة 1843م والحاج عبد القادر چلبي دله الذي كان من العلماء الفضلاء الذين كانت لهم مجالس ثقافيه في محلة باب الشيخ ومحلة رأس القريه يرتاده العلماء والادباء وتنتسب هذه العائله الى أبي المكارم الواسطي صاحب كتاب الجمهوه في القراءات العشره.

ومن المجالس البغداديه الثقافيه هذه مجلس بيت آل سميكه البيت الذي أشتهر بالتقوى والصلاح ونبع من هذه العائله الحاج موسى سميكه مفتي الحنابله الذي تخرج على العلامه السيد عبيد الله الحيدري وكان يشتغل بالتجاره وينفق على العلماء وكان يحمل اناء مملوءا بماء الورد لرشه على المصلين في الجامع وكان له مجلس في المدرسه المرجانيه يختلف اليه العلماء والادباء توفي سنة 1841م وعقبه في مجلسه شقيقه الحاج ابراهيم سميكه وهكذا لابنائه.

ومنها مجلس آل الزند الثقافي هذه الاسره العريقه البغداديه التي أشتهرت بالتقوى والاصلاح ومن هذه الاسره أحمد أفندي الزند من العلماء المشهورين شغل جهة التدريس وكان له مجلس حافل بالعلماء والاشراف توفي سنة 1845ومن مشاهير أبناء العائله العلامه الفاضل محمد أمين أفندي الزند الذي تولى افتاء الحنفيه ببغداد والقضاء في مكه المكرمه ونال عضوية مجلس الشورى العثماني سنة 1867م وهو البغدادي الوحيد الذي أشترك في كتابة الدستور العثماني لسنة 1876م حيث كان من أعضاء لجنة كتابة الدستور التي كان يرأسها والي بغداد السابق ووزير العدل العثماني ثم الصدر الاعظم مدحت باشا.

ومن المجالس مجلس عائلة آل مامو العائله البغداديه التى اتصفت بالثراء والنعمه والبستان المشهور باسمهم في منطقة الباب الشرقي قبل توسع بغداد وعميد هذه الأسره محمد أفندي مامو صاحب المجلس البغدادي الثقافي المشهور في داره الفخمه الواقعه في محلة الميدان حيث يرتاده الفضلاء وأعيان المجتمع ورجال الحكم والعلم المتوفي سنة 1884م واعقبه في هذا المجلس ولده رشيد أفندي مامو ومن ابناء هذه العائله القاضي والقانوني حمدي صدر الدين عضو محكمة التمييز والمؤرخ المعروف شاكر أفندي مامو محل الثقه في الوقائع والحوادث وله مكتبه ثمينه بمحتوياتها،

ومن المجالس البغداديه أيضاً بأسماء فريدة وغريبة مجلس بيت ونه الذين كانوا من سكنة باب الشيخ وكان عميدهم الحاج عبد الرحمن بن الحاج محمود ونه الذي أوقف املاكه على علماء بغداد سنة 1817م وكان لبيت ونه مجلس عامر حافل بالمترددين عليه من أهل العلم والفضل وكان السيد العلامه أمين الواعظ يؤم مكتبهم ويقرأ على الحاضرين في المجلس صحيح البخاري في كل جمعه.

ومن العوائل البغداديه صاحبة المجالس الثقافيه مجلس آل رفه التي هي من البيوتات البغداديه المعروفه بالتجاره والتقوى والصلاح وهي اسره قديمه أشتهر منهم العلامه الفاضل عمر رفه الذي كان له مجلس بغدادي ثقافي في داره الواقعه بأنصال محلة العاقوليه يختلف اليه الادباء والعلماء ومن بعده العالم الفاضل السيد عبد القادر رفه ومنهم عمر بن عبد الفتاح رفع الذي أوقف داره على اخته عائده خاتون ثم على ابنتها ثم على فقراء بغداد من أهل السنه والجماعه وتوفي سنة 1837م.

أما بيت نازو فهم من الاسر المسيحيه البغداديه القديمة العهد التي أشتهرت في بغداد بالعلم والادب والمال والتجاره ولهذا البيت مقام مختوم وذكر حسن في أوساط البغداديين بفضل رجاله البارزين وأعيان الاسره النابغين ومن الاسره نعمة الله بن شمعون بن نازو الذي كان عنوان اسرته ومجلسه في حي النصارى ببغداد من المجالس الثقافيه الحافلة بكثرة المترددين عليه من مختلف المذاهب والاديان فترى العالم والاديب والشاعر والماتب والتاجر والوجيه والزعيم والسياسي وقد أشتهر من هذه الاسره الدكتور نعمة الله نازو والفاضل يوسف نعمة الله.

١٩١٩

طارق حرب :
جمهرة الأمثال البغداديه كتاب عن المثل البغدادي الذي أنتهى تداول أكثره

-----------------------

من الكتب التي تناولت المثل البغدادي حيث كان استخدام المثل في الاجابة والكلام والخطبه وسواها بحيث يكون معظم كلام الشخص البغدادي هو كتاب جمهرة الامثال البغداديه الذي صدر ببغداد في ثمانينات القرن العشرين والذي كانت أكثر الامثال التي أوردها أمثال شاعت في بغداد نهايات العهد العثماني والعهد الملكي وجزء من العهد الجمهوري حيث خف استخدام المثل من البغداديين منذ ثمانينات القرن العشرين.

ومن الامثال البغداديه القادم يزار اذ جرت العاده على ان القادم من سفر يبقى في داره بضعة أيام كي يقدم عليه للسلام معارفه وأصحابه.

قاضي الأورفه إسليمه تكرفه واورفه مدينة جنوب تركيا وسليمه كناية عن الموت و( تكرفه) اي تميته وتقتله ويضرب لغباء صاحب الوظيفه.

قانون(عفج) وهي مدينه في محافظة الديوانيه وقصة المثل هو تعسف حاكم مدينة عفك في معاقبة الناس دون الاستناد الى حكم القانون واذا سألوه عن
القانون الذي استند اليه في المعاقبه يقول قانون عفك أي لا يوجد قانون يقرر العقوبه التي أصدرها حاكم مدينة عفك.

وقانون يحكمون به نهاراً ويرقصون عليه ليلاً يضرب للدلاله على التعجب للشيء المحترم الذي له استعمال مناقض لاستعماله اذ ان القانون اساس فرض العقوبه كتشريع والقانون أحد الالات الموسيقيه ويحكى ان اعرابياً جاء لبغداد فتمت معاقبته وقالوا له ان هذه العقوبه على وفق القانون ولما ذهب مساء الى الخان لكي يبيت به شاهد الة يعزف عليها وهنالك من يرقص وعندما سألهم عن اسم الاله الموسيقيه قالوا له هذه الاله هي القانون كونه من سكان الاعراب الذي لم يشاهد او يسمع بهذه الاله لذلك تعجب واستغرب وقال ( عفيه قانون الصبح يعاقبون به والمساء يرقصون عليه).

والقرش الابيض ينفع في اليوم الاسود واحياناً يتم استبدال القرش بالفلس لأن القرش أصغر عمله ونقد عثماني والفلس مثله لكن في العهد الملكي وهذا المثل البغدادي يقال للحث على الاقتصاد وعدم الاسراف.

وقرض فرض وهو مثل للتأكيد على أداء والقيام بالامر دونما تقاعس او تردد.

إقره عليه الفاتحه أو قرينا عليه الفاتحه ويضرب هذا المثل للشيء الذي انتهى أو لا يمكن اعادته أو العثور عليه ذلك ان الفاتحه هي سورة الفاتحه أم الكتاب التي تقرأ على روح الميت للدلاله على ان المطلوب أصبح كالميت لا عوده ولا تحقق له .

وقسمه ونصيب ويقال كل شيء بالنصيب ومعنى المثل ان الانسان يكون له ما مقدر وما لا مقدر له فلن يحصل عليه لأن كل شيء قسمه وحدده سبحانه ولكن لهذا المثل جانب سلبي يتمثل في ان العاجز والذي يبرر اخفاقه وفشله بأنه قسمه ونصيب في حين انه لم يتخد ما يلزم من عمل وجد واجتهاد.
ومن أمثال أهل بغداد قلتهم ذهب وكثرتهم جرب والمثل يضرب للأولاد والذهب معروف والجرب هو الداء الذي كان كثير الانتشار ببغداد في بعض الاوقات ويدلل على ان اهل بغداد ليس كغيرهم الذي يتفاخر بكثرة الاولاد بدليل ان كثرة الاولاد اسموه مرض الجرب لكن القليل منهم من الذهب فذهب مع القله يتحول الى جرب مع الكثره الذي يرتب التزامات كثيره على العائله البغداديه.

ومن امثال البغداديين التي وردت على احدى محلات بغداد قولهم (الكرم بالكريمات) والكريمات احدى محال الجرء الغربي من بغداد أي في الكرخ ومكانها أصل بغداد المدوره وهذه المحله توصف بأن مختارها هو السفير الانگليزي لأن السفاره الانگليزيه في هذه المحله بعد الغاء المقيميه البريطانيه في شارع الرشيد وكونها اول سفاره في بغداد ولدور بريطانيا في العراق والمثل مذكور بصيغة المدح ولكنه يتضمن القدح للدلالة على شدة بخل اهل الكريمات سابقاً فلقد كانوا أشحه بخلاء في زمن كان سكان هذه المنطقه يمتهنون الخياطه ولا يختلط أهل الكريمات باهل محلات بغداد الاخرى.

ومن المثل البغدادي (الكروه عازه مو عاده) أي ان الاجره (الكروه) احتياج ( عازه) وليس(مو) عاده وهذا المثل يضرب للاعتذار من أخذ الاجره وهو يقال في النساء البغداديات اللاتي يعملن في بيوتهن كالخياطه والحياكه والغزل خاصة اذا كانت بدون معيل او معيل اعاجز لا يقدر على تأمين متطلبات البيت والزوجه فقيره اذ بالرغم من هذه الظروف فأن الكرم متأصل بهم لذلك يقلن هذا المثل اي لولا الاحتياج لما تم أخذ اجرة العمل.

للاعتذار عن أخذ الاجره.

ومن الامثال (كشمش وقمر الدين ولا الضالين) الكشمش صغير الزبيب الذي يكون لونه احمر أو برتقالي ويكون ليناً وقمر الدين نوع من الحلويات المنتشره في بغداد بتلك الفتره ويسمى باسم المدينه التي تنتجه وهي من حواضر مدينة حلب السوريه ولا الضالين هي آخر الكلام في سورة الفاتحه ويضرب هذا المثل لمن لا يحصل على نتيجه.

وكل أربعين مره بساگ دجاجه و( مره) تعني امرأه و(ساگ) ساق أي كل أربعين امرأه تساوي ساق دجاجه وكان يضرب هذا المثل في الازمنه السالفه حيث كانت تشيع حالات ازدراء المرأه فهو يضرب لكي يدلل قائله على قصور عقل المرأه ونقصانه.

ومنها كل حرامي تعبان الا حرامي الخيل لمتطلبات السرقه للدخول والنسور وحمل المسروقات وغير ذلك من متطلبات السرقه أما سارق الخيل فأنه لا يتعب لأن الحصان الذي يسرقه خارج المنزل وانه يركبه حال السرقه ويضرب المثل للمقارنه بين الشيء الصعب والشيء السهل.
ومثلهم كل خاطب على لسانه تمره لأن التمر يدل على الحلاوه فكذلك من كان يتولى الخطبه فعادة يكثر من سجايا الخطيب ويضرب لمن يحلو كلامه عند طلب الحاجه النفيسه والمهمه او خطبة النساء.

والمثل القهوه بلا دخان كالنوم بلا يورغان ومعنى ذلك ان احتساء القهوه لا بد أن يصاحبها تدخين السيگاره اذ ان دخان تعني السگاير أو الارگيله أو الغليون واليورغان يعني غطاء النائم ولحافه فاحتساء القهوه بدون التدخين يكون كالنوم بلا غطاء اليرغان باللغه التركيه

كهيعص من عيني وعين الحساد مثلاً بغدادياً تقوله الام اذا شاهدت أحدهم يكثر النظر الى ابنها أو شعرت بأن هنالك حسد من ذكر احدهم ابنها جمالاً أو صحة أو تفوقاً لكي تطرد عين الحسد عن الابن أو القريب وعبارة(كهيعص) هي أحرف بداية احدى سور القرآن الكريم التي اذكر الانبياء زكريا ويحي وغيس ومريم العذراء.

ومنها كانون در ومخزون وكانون ساعه عاقل وساعه مجنون وتضرب هذه الامثال في شهري كانون الاول وكانون الثاني أي الشهر الاخير والشهر الاول من السنه أي ان الأمطار في هذين الشهرين بمثابة در وذلك لان المحاصيل الزراعيه تحتاج هذه الامطار في هذين الشهربن بشكل كبير من جميع الامطار التي تنزل في كل شهور السنه ولتقلب الجو والطقس والمناخ بين البروده الشديده والدفء والمطر.

والمثل البغدادي: الكباب ابطني أي ان فضل الاخو لازال قريباً وحالته حال أكل الكباب القريب زمناً أي لم يمضي على ألأكله زمن طويل ويقال لمن يمتنع عن قول الحق بسبب منة وفضل الاخر القريبه وفيه قصة اد ان الباطل دعى الحق الى وليمة كباب في مطعم وعندما طالب صاحب المطعم الباطل بثمن الكباب قال له انه دفع الثمن بشهادة الحق المدعو الى الوليمه والذي اشترك في أكل الكباب مع الباطل فكانت حيرة واستغراب الحق حتى انه قال الكباب ابطني اي لا زال الفضل حديثا .

والمثل البغدادي كثير الحركه قليل البركه الذي يضرب لمن تكثر محاولاته ومساعيه دون أن يخقق شيء ويقال ذلك لمن يسعى بكثرة ولا تتناسب منافعه مع كثرة مساعيه ومن النوادر في الحركه بركه. ومنه المثل البغدادي كثير الصنايع قليل الارزاق. أو المثل الذي كان شائعاً ببغداد في العهد العثماني كثير الكارات قليل الپارات والكارات الاعمال والبارات جمع باره وهي عمله ونقد معدني قليل القيمه.

والمثل كركم لا ذكركم وهو من الادعيه على الاخرين التي تتمنى زوالهم أو زوال 🥬نعمتهم .

ومنها المثل ( كل اثنين وانت ثالثهم)

يقال للشخص المتطفل الذي يظهر للاخرين انه يحيط بكل شيء انه يثقل وجوده على الاخرين فاذا أقدم شخص متطفل على الاشتراك في مسأله لا تهمه ويضرب لزجر المتطفل ومنعه من المشاركه مع الاخرين في أمر يهمهم فقط ولا يهمه.

والمثل البغدادي(كل چلب ببابه نباح) أي ان الكلب عند باب اهله او باب مكانه نباح ويقال للجبان الذي يتظاهر بالشجاعه والجرأه ومثل هذا المثل يقال(كل ديچ على مزبلته يعوعي) أي ان صياح الديك يكون على نفايات اهل الدار الذي يعود لهم الديك فهو شجاع ويصبح عند مخلفات اهل الدار الذي يملكونه.

والمثل البغدادي( كل زين وبيه لوله) وزين يعني جيد جداً واللوله يعني النقص ويضرب لعدم باوغ الكمال ولذلك قالوا: لكل صافية قذى ولكل خالصة شوائب.

والمثل كل شيء بحسابه اي لكل مفردة ثمن وحساب وفيه قصة ان امرأة بغداديه ظلبت من أحد القراء في المقبره قراءة شيء من القرآن على قبر فقيدها واعطته قرشاً أي ثمناً قليلا فقرأ ( والذين كفروا لهم نار جهنم) فصاحت عليه المرأه( يواش يواش البارحه توفى شنو نار جهنم) أي قالت له قف لان الوفاة أمس لماذا نار جهنم فأجابها القارئ ( أغاتي هو قرش يعني قابل أقرأ ويطوف عليهم ولدان مخلدون) غير كل شيء بحسابه فذهبت مثلا.

والمثل كل اطويل سقيع والصقيع بالسين اي ان الطويل قاصر العقل وهو شخص تدل أفعاله وأقواله عن رعونه وحماقه اذ كانوا يرون في بعض طوال القامه لا تتناسب عقولهم مع طولهم.

والمثل ( كل عگرب والها بابوج) أي لكل عقرب حذاء يقضي عليها والبابوج نوع من الاحذيه التي كانت ترتديها البغداديات.

وفي هذه الشاكله قول البغداديين ( كل قصير فتنه) الذي يضرب للقصير المفتن أي المتعجب.

١٢١٢

طارق حرب
‏٧‏ دقائق ·

طارق حرب :

مقهى أحمد سمير مقهى كرخيه شهيره زاد في شهرتها پاچة بربوتي وكبة السيد وباقلاء حسن

-----------------------------------

في الجزء الغربي من بغداد وفي قلب الكرخ القديمه أو المدينه المدوره توجد مقهى أحمد سمير حيث توجد هذه المقهى في محلات الكرخ القديمه وهي

محلة الفحامه ومحلة الشيخ صندل اذ ان محلة الفحامه تقع بين محلات المشاهده وجامع عطا والشيخ صندل والفلاحات تنسب الى الفحامين المشتغلين

بصناعة الفحم وبيعه وارضها كانت جزء من منطقة قطفتا قبل بناء بغداد مزروعه بالبساتين القطوف ثم تحولت الى محله كبيره ذات أسواق وورد ذكرها

في سجل المحكمه الشرعيه ببغداد سنة 1815م ومحلة الشيخ صندل تقع بين محلات الفحامه وجامع عطا وسوق الجديد وتنسب الى جامع لازال قائماً هو الشيخ صندل واسمه عماد الدين صندل بن عبد الله الحبشي المعروف بالمقتفوي نسبة الى الخليفه العباسي المقتفي المتوفي عام 593 هج والذي تولى مناصب عديده منها قيادة جيوش بغداد.

وقد اشتهرت مقهى أحمد سمير بباچة عباس بربوتي حيث محله القريب من المقهى وحيث يتولى صاحب المقهى أحمد سمير الدليمي جلب صينيه باچه من عباس بربوتي ليتناولها مع عمال المقهى واشتهرت أيضاً بوجود السيد صاحب الكبه عند باب المقهى حيث يتناول بعض زبائن المقهى كبة السيد وقد نال السيد وكبته شهره كبيره خاصة عندما ينادي في كل صباح (ياكريم لوز ودهن ياكريم) حيث يستفتح نهاره بهذا الدعاء لله سبحانه الكريم ويوصف بضاعته الكبه بأنها لوز والدهن حيث يذكر الحشوه في بطن الكبه وهو الوز والدهن التي تجعل من الكبه مرغوبه من الناس فيقبلون على شرائها والشخصيه الثالثه ذات العلاقه بهذه المقهى حسن والباقلاء اللذيذه التي يجيد طبخها وحسن النداوي هذا يأخذ مكانه قرب ركن المقهى وبين يديه قدر كبير من الباقلاء والخبز الحار و( المگسب) الذي تخبزه له أم نصيف الخبازه المعروفه في المحله.

وللمقهى بابين أولها يقابل جامع الشيخ صندل وهي الباب المفتوحه لدخول الزبائن والباب الثانيه عند مدخل محلة الفحامه الذي لا يتم فتحه الا نادرا وصاحب المقهى المعروفه باسمه هو المالك الثالث ذلك ان من كان يدير المقهى في ثلاثينات واربعينات القرن العشرين هو توفيق شهاب ولقبه حوتي وكنيته أبو محمد الذي كان يتصف بحسن الحديث وطلاوته لذلك تمكن من اقناع راوي القصه( القصه خون) بأن يقص لزبائن المقهى شيئا من القصص لذلك فأن الملا اختار ثلاثة من الكتب لتكون محلاً للقصص في المقهى وهذه الكتب هي كتاب الف ليلة وليلة وكتاب المساطرف من كل فن مستظرف للأبشيهي وكتاب نزهة الجلاي في نوادر أبي نواس. والذي يبدو ان الملا عبد المجيد أشتهر حيث تولى تقديم برنامج في الاذاعه العراقية اذاعة بغداد لما كانت وسيلة الاعلام المسموعه الوحيده في بغداد لذلك ازداد عشاق الملا عبد المجيد وتزدحم المقهى بالحاضرين وعندما يتغيب عن الحضور للمقهى لكي يقص قصصه كان السيد جميل السيد شاكر يتولى القص بدله وهذا خلافا لاستاذه يروي من كتاب العقد الفريد لأبن عبد ربه الاندلسي لذا كان الحاضرون قليلون ليس عندما يتولى القص الملا عبد المجيد.

وكانت لبداية الاربعينات وخاصة في الحرب العالميه الثانيه كان هنالك مذياع كبير ينقل ما تنشره اذاعة بغداد من أخبار الحرب اذ كان عدد من يملكون المذياع قليل جداً على الرغم من ان اذاعة بغداد أفتتحت سنة 1936 بتقديم برامجها وبعد النشره والتعليق او التقرير الساسي من الاذاعه يتولى زبائن المقهى بمناقشة الاخبار فمنهم مع هتلر والمانيا ودول المحور ومنهم مع التحالف الاخر وهو التحالف البريطاني وقد امتازت النقاشات هذه بشخصيات معروفه اذ يشترك فيها الملا عبد سلطان العبدلي وهو ملا في الكتاتيب يتولى تعليم الصبيان والاخر معيلف الشمري تاجر الاغنام وأحمد النجم صاحب

علوة الرقي المجاوره لمحل بربوتي للباچه ويشترك أيضاً مختار المحله الذي كان ضابط سابق في الجيش العثماني السيد شاكر

وعبد العزيز أحمد صاحب المصبغه ويهوديان بغداديان هما اسحاق وحسقيل البائعان اللذان أحبا المحله والمقهى حتى انهما كانا يكسيان

ابناء المحله اليتامى سراً.

لابل يحترم النقاش ويتسع حتى يشترك به الحمالون في العلاوي رشيد وسراجي وكاظم اذ ان العمل والفقر لا ينفي الاشتراك في النقاش بأخبار الحرب.

وكأغلب مقاهي الكرخ القريبه من المضمار (الرايسز) أي سباق الخيل فأن بعض رواد المقهى من عشاق هذا السباق ويشتركون وهؤلاء أتخذوا من أحد

أركان المقهى مكاناً خاصاً بهم وكعادة عشاق الريسز هم يحيطون بخيول السباق والعاملين في السباق اذ لهم صداقة مع ( ابسايس) العامل الذي يتولى

اطعام الخيل والعنايه بها وغسلها وتظافتها ولهم صداقه مع الفرسان الذين يقودون الخيول في السباق او ما يسمى( الجاكي) والذي ببدو ان هذه الفصيله من رواد المقهى لم تكن موفقه في المراهنة على الخيول اذ غالباً ما تكون الخساره ملازمة لهم.

يبقى علينا ان نقول ان مالك المقهى الاول بعد وفاته تولى قريبه صبري ادارة المقهى الذي كان يلقب حتوتي وبعد وفاته انتقلت الى أحمد سمير الذي كان

مثالاً لصاحب مقهى بغدادي بما أمتاز به الخلق الرفيع والادب العالي حتى ان من يشاهد علاقة صاحب المقهى يرى انها علاقة أحباء واصدقاء أكثر من

علاقة زبون بصاحب مقهى خاصة وانها مقهى داخل محلات الكرخ القديم وليس مقهى في سوق او في شارع عام.

» المماليك في بغداد
» مناطق بغداد التاريخية
» تاريخ بغداد الحديث
» تاريخ العراق زمن الاحتلال البريطاني
» تراث بغداد المحلي