غزوات دمرت بغداد

من طرائف الدكتور فائق شاكر أمين العاصمة في 1946 (طبيب عيون )




إذا ذكرت الطرافة في بغداد في الجيل الماضي كان اسم د.فائق شاكر في الطليعة ،ويبدو ان الطرافة هي من طبيعة اسرته الكريمة 








فقد كان اخيه مجبر الكسور جلال شاكر من الظرفاء البغداديين الذين ادركناهم في السبعينيات ، 




ومن طريف مايذكر ان اول تقرير وجده امين العاصمة الجديد د.فائق شاكر على مكتبه في ديوانه الرسمي في اليوم الاول من توليه المنصب كان من الطبيب البيطري لأمانة العاصمة الى امين العاصمة وهو كما يلي:--




سعادة امين العاصمة المحترم:--
















الموضوع/التقرير اليومي للحيوانات التابعة لأمانة العاصمة والتي تستخدم في نقل الأزبال والأوساخ وجر عربات الكير،،،الخ 




مساء البارحة وبعد غروب الشمس،قام البغل الاسود رقم 73بممازحة رفيقه الحمار الابيض رقم201المربوط بجانبه في الاسطبل




الواقع بالنزيزة مال الشيخ عمر وقد ادى هذا الشقة على غير العادة كل يوم الى العراك امام زملاء البغل والحمار واسفر مع 




الاسف الشديد عن فشخ الحمار بكوكة رأسه نتيجة ضربة زواج رداف قوية ومعاندة البغل مما دفع زميله الحمار الى ان يخرج عن




جادة الصواب ويملخ البغل بعضة قوية شلعت وصلة من كتفه الايمن ،وعن قيام النوبجي السايس رقم 11جبار الاعور بالمفازعة




بينهما امام بقية الحيوانات اتته ضربة تياه غير مقصودة في بطنه وانطرح على الفشقي يتلوى من شدة الالم وقد ادخل المصابون




الى المستشفى البيطري بموجب ورقة الفحص الطبي رقم63في1947/9/25اما السايس فقد قام بعدها سلامات.




تقدم بالتفضل بالاطلاع والامر بما يلزم واعلامنا والامر منوط بسعادتكم،










التوقيع الطبيب البيطري




وعلق د. فائق شاكر امين العاصمة على التقرير حسب طريقته الطريفة بما يلي:--




1--الحمد لله على سلامة السايس جبار الاعور.


--يغرم البغل والزمال بقطع العليج عنهما لمدة ثلاثة ايام حتى يتأدبا من الآن فصاعدا ويكونا عبرة لغيرهما من الحيوانات 




وليفهم كل من تسول له نفسه الخربطة ان الحكومة ساهرة وفاكة عينهة على الزغيرة والجبيرة ولا يتصوروا الدنية عفترة كلمن




ابكيفة.










3--يمنع الشقة بين الحيوانات بالشغل واثناء الراحة منعا باتا بأمري وتعلق قطعة بذلك في الاسطبل .




4--يربط الطبيب البيطري بين الزمال والبغل حتى اشعار آخر حتى يتأكد الطبيب وهو الأب المسؤول عن أبنائه ان البغل والحمار




قد صفت قلوبهم وما بقت بيناتهم عداوة تؤدي الى القتل والمقتول.




5--على مدير الادارة في امانة العاصمة ان يكتب الى معالي وزير الداخلية ليفاتح الجهات المسؤولة لنقلي الى اي دائرة ماعدا




امانة العاصمة لان ماعندي خلك للزمايل والبغال،احنة وية الأوادم هللة هللة عاد وية الحواوين،


الدكتو فائق شاكر


أمين العاصمة

طارق حرب : 


نادر شاه يحاصر بغداد ويكتب لواليها انه جاء لتنسم هواء بغداد العليل ويكتب للقائد العثماني الذي جاء لفك الحصار انه يتمنى له رحله سريعه نحو حتفه




---------------------------------




في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن حصار بغداد من قبل نادر شاه في سنتي 1732و1733م ذلك انه بعد تولى الوصايه على العرش 


الايراني حتى أخذ يسترد الولايات الايرانيه التي استولت عليها الدوله العثمانيه ثم ولى وجهه شطر بغداد ففي سنة 1732 تلقى حسن باشا والي بغداد رساله من نادر باشا مما جاء فيها( نحن سائرون في الحال على رأس جيشنا المظفر لنتنسم هواء بغداد العليل ونستريح في ظل أسوارها) فما كان من والي بغداد الى 


المبادره لتعزيز حمياته واشعار الجهات المختصه في اسطنبول واما نادر شاه فقد جمع جيشاً قوياً في همدان وسار الى كرمنشاه وسار يحتل المدينه تلو المدينه 


حتى ضرب نطاقاً قوياً من الحصار حول الجانب الشرقي من بغداد واستولى على الضواحي الغربيه منها وبهذا استحكم الحصار حول بغداد وفي داخلها كان أحمد يشرف على الدفاع وتأخرت نجدة بغداد وطال أمدها فانتشرت المجاعه وانتابت الناس الامراض وأستطال أمد الحصار حتى بلغ سبعة أشهر لكن الاخبار أفادت 


بوصول الموصل المدد العثماني بقيادة طوبال عثمان أي طوبال الاعرج الذي أبلى بمعارك كثيره حتى صار يلاقي صعوبه في المشي على أحد رجليه لذلك سمي طوبال أي الاعرج الذي زحف بجيش جرار قوامه مائة الف وحينما تحرك من كركوك متوجها الى بغداد تسلم رساله من نادر شاه تتضمن أمنية الى طوبال 
برحلة سريعه نحو حتفه وهدده بالقبض عليه كما يقبض على الطفل وقبل ان يصل الى قرب بغداد وصلته رساله جديده من نادر شاه يطلب فيه أن يختار موقعاً ويستعد للقتال فهيأ طوبال جيشه للقتال في موقع مناسب وتحرك الجند الايراني الى شمال بغداد للقائه وفي صبيحة التاسع عشر من تموز سنة 1733م ألتحم 


الجيشان ودارت حرب سجال بينهما وكان تعداد جيش نادر 


شاه يتألف من خمسين ألف مقاتل واستولى على قسم كبير من المدفعيه العثمانيه ولكن طوبال زج بعشرين الفا من 


الاحتياطي فاستعاد ما خسره من أرض ومدفعيه وأضاع نادر شاه سيطرته على جيشه المرتبك وبعد قتال استمر تسع 


ساعات غربت الشمس فأندحر الايرانيون وأحرز الاعرج نصراً 


مبيناً وامتلأت ساحة الحرب بالالاف من القتلى والجرحى وتم الاستيلاء على جميع المدفعيه الايرانيه وخيامهم وأمتعتهم 


واعلامهم وآلاتهم الموسيقيه وكراعهم وكانت خسائر 


الايرانيين ثلاثين الف قتيل وثلاثة الاف أسير بما فيهم ابن أخ نادر شاه الذي أخلي سبيله ولم يمس بأذى وبعد يومين وصل دفتردار بغداد الى القائد عثمان طوبال حاملا كتب التهنئه وسار الجيش العثماني الى بغداد وركب والي بغداد للقائه عند الاسوار ودخل طوبال بغداد من دون حاشيه ولا أبهه التي أخذ منها الجوع مأخذه حيث مات بحدود مائة الف انسان ورميت الجثث في نهر دجله وجاء المرض والمجاعه على أهل بغداد في فترة الحصار.




والوالي أحمد باشا بن حسن باشا الجديد كان والياً على البصره ولما توفي والده وجهت اليه ولاية بغداد كان موصوفاً بالاخلاق النبيله والخصال الممدوحه لازم أباه في حروبه وعمل على تنظيم الاداره في بغداد وحارب قبل ذلك الشاه طهماسب حتى عقد الصلح بينهما نسجت حوله الاساطير فقد ذكرت كتب التاريخ انه خرج للصيد في منطقة عگرگوف غرب بغداد وهجم عليه أسد وكاد يفترسه لولا شجاعته اذ قابله بسيفه وبينما هرب اتباعه لكنه تمكن من القضاء على الاسد حيث اندفع الخدم يسلخون جلد الاسد وتم جلبه الى بغداد وتم تعيينه كوال لبغداد مرتين وفي فترة ولايته جهز حملات ضد قبائل بني لام وربيعه وبعد فترة على ما حصل وصلت الى بغداد هدايا نادر شاه مع أحد امرائه الى العتبات المقدسه ووصلت بغداد أيضاً هدايا نادر شاه الى السلطان العثماني في طريقها الى لاسطنبول بينها ثلاثة الاف عبد وأحد عشر فيل وبعد فترة وصل نادر شاه الى بغداد سنة 1743م وحاصرها للمرة الثالثه حتى حصل الصلح بين السلطان العثماني ونادر شاه سنة 1746م.